ولكن ( ابا ليلى ) عنيدٌ ومفترى !!!

محمد شتيوى

مستشار سابق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكم أيها السادة قصيدة عثرت عليها في أحد مجلات الأطباء التي تصدر بمصر وهى لطبيب مصري وشاعر في نفس الوقت
القصيدة طريفة وتحكى مشكلة اجتماعية تتعرض لها الكثير من المجتمعات العربية والإسلامية وهى مشكلة المغالاة في المهور لدى الزواج
فما أن يفكر الشاب المسكين في الزواج حتى يجد العقبات تلو العقبات تحاصره وتضيق عليه الخناق
فمن ضيق في المعيشة إلى غلاء الأسعار إلى غلاء السكن ثم بعد ذلك كله أن يجد المغالاة في المهر وتكاليف الزواج من قبل عائلة عروسه
فيطالبونه بما لا يطيق مما يضطره إلى صرف النظر عن الزواج والتفكير في وسيلة أخرى لإشباع رغبته تدخل – غالبا - إلى حيز المحظور
والذين يغالون في المهور أولئك هو الذين يدفعون الثمن غالبا فإما أن تعنس ابنتهم أو تتزوج متأخرة بشخص غير مناسب لها وتعيش تعيسة طوال عمرها
وفى الإسلام لا نجد هذه المشكلة فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول (إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) قال الألباني حديث حسن ( سنن ابن ماجة1: 632 )
ولم يشترط المال والغنى , وكانت النتيجة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) وهذا هو الذي حدث !!
وتعكس القصيدة مشكلة أخرى يتعرض لها الكثير من المسلمين وهو مشكلة طغيان الحياة المادية عليهم , فكل شئ يحسب في هذه الأيام ماديا , وقيمة كل امرئ في هذه الآونة هو ما يملكه من حطام الدنيا الفانية
وتلك المادية هي سبب التعاسة والشقاء !
وأين هم من النبي صلى الله عليه وسلم عندما زوج أحد الصحابة بسورة البقرة مهرا لزوجته , وآخر تزوج بخاتم من حديد
كانوا عظماء في زي بؤساء وسعداء في زي فقراء
وبذلك ملكوا الدنيا

وتلك القصيدة تحكى تلك المعاناة بأسلوب طريف جميل عساه يعجبكم
وهى بعنوان ( أحب ليلى )

أحب أنا ليلى وليلى تحبني ... ولكن ( أبو ليلى ) عنيدٌ ومفترى
ويطلبُ مهراً لا سبيلَ لدفعه ... ويَقْصِمُ ظهري عند ذكر المؤخرِ
ويرفضني عمِّى ويكره سيرتي ... ويغضبُ جداً عند رؤية منظري
لأني طبيبٌ ليس عندي عيادةٌ ... وأسكن في بيت قديم مؤجرِ
أجاهد - لا أغفو- بمشفى بعيدةٍ ... لأنفق ما يأتي على حُسْن مظهري
ولا أحمل ( المحمول ) كالناس في يدي ... فدخليَ محدودٌ وكيف سأشترى
ويزعمُ عمى أنني صرت فاشلاً ... ويبحثُ عن زوجٍ ثرىٍّ و( فنجرى )
تجاهل أخلاقي وعلمي وحكمتي ... وقد قال أنى فاشلٌ غيرُ عبقري
وعمىَ جزارٌ ويملكٌ مطعماً ... ويأكل ( بفتيكاً ) و( بيتزا ) و( جمبري )
يقيس نجاح المرء بالمال وحده ... وإن جمع الأموال من أي مصدرِ
ومازلت أشقى في الغرام وإنني ... أعذِّبُ نفسي مثل قيسٍ وعنترِ
وعشت أنا وحدي وحُبْى كتمتهُ ... ابنةُ عمى زوجوها لـ ( سمكرى )


- التعليق على القصيدة -

- هناك خطأ نحْوىٌ فى القصيدة وهو قوله ( ولكن أبو ليلى ) والصواب ( ولكن أبا ليلى ) لأنه اسم لكن منصوب
- المشفى : هي المستشفى
- فنجرى : كلمة – بالمصراوى - تعنى الرجل الغنى الثرى صاحب الشأن والجاه
- البفتيك : أكلة معروفة وهى نوع من اللحوم , وكذا البيتزا والجمبري
- السمكري : هو الذي يصلح السيارات ربما يشبه الميكانيكي

القصيدة من بحر الطويل
وأرى أن البيت الأخير به خلل من الوزن
يمكن أن يتم إصلاحه بإضافة حرف الفاء للشطر الثانى منه , هكذا :
فإبنة عمى زوجوها لسمكرى

- أظن أن بيت القصيد هو قوله :

يقيس نجاح المرء بالمال وحده ... وإن جمع الأموال من أي مصدرِ
فهو أجملهم في رأيي


بارك الله فيكم :)

__________________________________________
* مصدر القصيدة: مجلة الأطباء . العدد 138 السنة 51 رجب 1425هـ



 
ما شاء الله عليك محمد
القصيدة رائعة و ان كانت تختلط بالعامية فهدا هو الدي يقوي اسلوبها في نظري لأن الشاعر الطبيب عبرعن آلامه و حرقته بأسلوبه الخاص دون تكلف فخرجت القصيدة بهدا الجمال
و لكنك سبقتني في تعليقك على البيت الأخير
فانا أيضا اجده ناقصا فأنا عندما قرأته قرأته مع حرف الواو دونما أدري أن الحرف غير موجود :D
لأن الوزن لا يستقيم بدون حرف العطف الفاء أو الواو
جزاك الله خير أخي شتيوي على اختيارك للقصيدة التي تعكس معاناة الشباب ليس فقط بمصر و لكن في كل مكان
تقبل تحياتي
 
جزاك الله خيرا يا أخي الطيب في الله ( محمد )
ورزقك الفردوس الأعلى بغير حساب
 
و الله قصيدة خفيفة و لطيفة..
مشكور أخوي..
 
الفاضلة مسلمة
جزاك الله خيرا على المرور المتميز
العروض من أهم أبوب الأدب التى أهتم بها
دمت بخير

د/ سامى
حياك الله أخى الحبيب

الفاضل ferfur
وفيك بارك الله أخى
دمت بخير

خالد
مرحبا بك دوما ايها الفذ !
 
عودة
أعلى