fahed albeij
Member
إن الدين الإسلام دين كامل ينظم حياة الأفراد والمجتمعات , وما يكون به استقامة حياتهم في الدنيا ونجاتهم في الآخرة
كثير من الناس يظنون أن الدين عبارة عن صلاة وصيام وزكاة وحج فقط
وهذا فهم قاصر لدين الإسلام ... فهم يحافظون على أداء العبادات كلها ويجتهدون في فعل النوافل كالسنن وصلاة الضحى وصيام الأيام التي يستحب صيامها وتكرار الحج والعمرة
وهذا كله أمر طيب
لكنك حين تنظر إلى حالهم في التعامل مع الناس في أسواقهم وفي خصوماتهم وفي جميع شؤون حياتهم
تجد العجب العجاب غش في البيع والشراء وفجور في الخصومة وغيبة ونميمة وكذب وبهتان وحسد وحقد وأذية للناس وقطع الأرحام وعقوق للوالدين وغياب العدل والإنصاف وشح وطمع وتعاون على الإثم والعدوان والظلم والفساد وإراقة الدماء وعدم إعطاء كل ذي حقه وتضيع الأمانة
فلا تجد إلا معالم الخراب والهزيمة
أين الإسلام أين الإيمان أين الإحسان
أصبحت بلاد المسلمين مالا سائبا لا مانع له
وأصبحت دولهم فريسة لكل مفترس , بعد ما كانت خير الأمم , فكيف عمَّ وعظم فينا هذا البلاء
لقد عمَّ وعظم فينا هذا البلاء حين أصبح ديننا أقوالا وشعارات بلا أفعال , والتمزق والتشرذم والخلاف فيما بيننا
الدين عبادات تعاملية إن صلحت صحت العبادات الشعائرية من صلاة وصوم وزكاة وحج
والعبادات التعاملية أن تكون صادقا أمينا عفيفا منصفا رحيما
ويتوهم المسلمون أن كل من دخل المسجد وصلى فهو مسلم
وفي الحديث : عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ »
المسلمون يكون مسلمين فقط داخل المساجد , أما إذا خرجوا فلا نجد إسلاما مطلقا لا في أحاديثهم ولا في معاملاتهم ولا في مجالسهم
وحينا سئل سيدنا جعفر بن أبي طالب من قبل النجاشي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال بعث الله فينا رجلا يصلي ويصوم , بل قال كُنَّا قَوْماً أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الأَصْنَامَ وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِى الْفَوَاحِشَ وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ وَنُسِىءُ الْجِوَارَ يَأْكُلُ الْقَوِىُّ مِنَّا الضَّعِيفَ وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَحُسْنِ الْجِوَارِ وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحاَرِمِ وَالدِّمَاءِ وَنَهَانَا عَنِ الْفَوَاحِشِ وَقَوْلِ الزُّورِ وَأَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَأَمَرَنَا بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ}
وأن الدين أساسه المعاملة إن صلحت صلحت العبادة وإلا العبادة لا تقدم ولا تؤخر
فالدين الحقيقي يظهر في التعامل المادي بالدرهم والدينار وبحفظ اللسان وحسن الأخلاق مع الناس
أما أن أعمل بالعبادات وأوهم الناس أنني صاحب دين فهي فارغة مضمونها كليا , عندما أكذب وأحتال على الناس وأكل الحرام فصلاة والصيام لا قيمة لها عند الله تعالى , وفي الحديث : {أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا}
فالصلاة وهي عمود الدين وليست مجرد حركات تعبدية , لكنها تربي صاحبها على التزام الحق والصدق والعدل واجتناب الفحشاء والمنكر , لقوله تعالى : {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)}العنكبوت
والزكاة ليست ضريبة مالية بل هي طاعة وعبادة وتقوية علاقات المجتمع والتعاون فيما بينهم
والصوم ليس جوع وعطش بل هو شعيرة تربوية تغذي القلب والجوارح بالتقوى , وقال عليه الصلاة والسلام : « كَمْ مِنْ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلاَّ الْجُوعُ وَكَمْ مِنْ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلاَّ السَّهَرُ ».
فالهدف إذا من العبادات إصلاح النفس البشرية بالخير
وقد تكون المعاملة السيئة مع الناس سببا لدخول النار حتى ولو مع الاجتهاد في العبادات
إن الإسلام انتشر في بلدان أسيا وأفريقيا بسبب أخلاق التجار المسلمين الذين ما كانوا فقهاء ولا علماء إنما كانوا على الإسلام الصحيح الذي تشهد به أخلاقهم في معاملتهم للناس بالحق والعدل والإحسان
ويخبرنا النبي الكريم عن المفلس يوم القيامة فقال :{ هَلْ تَدْرُون ما الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ قَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصِيَامٍ وَصَلَاةٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا فَيُقْعَدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ مِنْ الْخَطَايَا أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ} مسند أحمد
ولو كنا مؤمنين حقا لما تركنا الله تعالى على هذه الحالة المزرية بدليل قوله تعالى :{ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}آل عمران :179
ولو كنا مؤمنين حقا لنصرنا الله تعالى على الكافرين , بدليل قوله تعالى :{ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}الروم (47)
جعلني الله وإياكم من المؤمنين حقا .
كثير من الناس يظنون أن الدين عبارة عن صلاة وصيام وزكاة وحج فقط
وهذا فهم قاصر لدين الإسلام ... فهم يحافظون على أداء العبادات كلها ويجتهدون في فعل النوافل كالسنن وصلاة الضحى وصيام الأيام التي يستحب صيامها وتكرار الحج والعمرة
وهذا كله أمر طيب
لكنك حين تنظر إلى حالهم في التعامل مع الناس في أسواقهم وفي خصوماتهم وفي جميع شؤون حياتهم
تجد العجب العجاب غش في البيع والشراء وفجور في الخصومة وغيبة ونميمة وكذب وبهتان وحسد وحقد وأذية للناس وقطع الأرحام وعقوق للوالدين وغياب العدل والإنصاف وشح وطمع وتعاون على الإثم والعدوان والظلم والفساد وإراقة الدماء وعدم إعطاء كل ذي حقه وتضيع الأمانة
فلا تجد إلا معالم الخراب والهزيمة
أين الإسلام أين الإيمان أين الإحسان
أصبحت بلاد المسلمين مالا سائبا لا مانع له
وأصبحت دولهم فريسة لكل مفترس , بعد ما كانت خير الأمم , فكيف عمَّ وعظم فينا هذا البلاء
لقد عمَّ وعظم فينا هذا البلاء حين أصبح ديننا أقوالا وشعارات بلا أفعال , والتمزق والتشرذم والخلاف فيما بيننا
الدين عبادات تعاملية إن صلحت صحت العبادات الشعائرية من صلاة وصوم وزكاة وحج
والعبادات التعاملية أن تكون صادقا أمينا عفيفا منصفا رحيما
ويتوهم المسلمون أن كل من دخل المسجد وصلى فهو مسلم
وفي الحديث : عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ »
المسلمون يكون مسلمين فقط داخل المساجد , أما إذا خرجوا فلا نجد إسلاما مطلقا لا في أحاديثهم ولا في معاملاتهم ولا في مجالسهم
وحينا سئل سيدنا جعفر بن أبي طالب من قبل النجاشي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال بعث الله فينا رجلا يصلي ويصوم , بل قال كُنَّا قَوْماً أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الأَصْنَامَ وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِى الْفَوَاحِشَ وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ وَنُسِىءُ الْجِوَارَ يَأْكُلُ الْقَوِىُّ مِنَّا الضَّعِيفَ وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَحُسْنِ الْجِوَارِ وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحاَرِمِ وَالدِّمَاءِ وَنَهَانَا عَنِ الْفَوَاحِشِ وَقَوْلِ الزُّورِ وَأَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَأَمَرَنَا بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ}
وأن الدين أساسه المعاملة إن صلحت صلحت العبادة وإلا العبادة لا تقدم ولا تؤخر
فالدين الحقيقي يظهر في التعامل المادي بالدرهم والدينار وبحفظ اللسان وحسن الأخلاق مع الناس
أما أن أعمل بالعبادات وأوهم الناس أنني صاحب دين فهي فارغة مضمونها كليا , عندما أكذب وأحتال على الناس وأكل الحرام فصلاة والصيام لا قيمة لها عند الله تعالى , وفي الحديث : {أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا}
فالصلاة وهي عمود الدين وليست مجرد حركات تعبدية , لكنها تربي صاحبها على التزام الحق والصدق والعدل واجتناب الفحشاء والمنكر , لقوله تعالى : {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)}العنكبوت
والزكاة ليست ضريبة مالية بل هي طاعة وعبادة وتقوية علاقات المجتمع والتعاون فيما بينهم
والصوم ليس جوع وعطش بل هو شعيرة تربوية تغذي القلب والجوارح بالتقوى , وقال عليه الصلاة والسلام : « كَمْ مِنْ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلاَّ الْجُوعُ وَكَمْ مِنْ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلاَّ السَّهَرُ ».
فالهدف إذا من العبادات إصلاح النفس البشرية بالخير
وقد تكون المعاملة السيئة مع الناس سببا لدخول النار حتى ولو مع الاجتهاد في العبادات
إن الإسلام انتشر في بلدان أسيا وأفريقيا بسبب أخلاق التجار المسلمين الذين ما كانوا فقهاء ولا علماء إنما كانوا على الإسلام الصحيح الذي تشهد به أخلاقهم في معاملتهم للناس بالحق والعدل والإحسان
ويخبرنا النبي الكريم عن المفلس يوم القيامة فقال :{ هَلْ تَدْرُون ما الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ قَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصِيَامٍ وَصَلَاةٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا فَيُقْعَدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ مِنْ الْخَطَايَا أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ} مسند أحمد
ولو كنا مؤمنين حقا لما تركنا الله تعالى على هذه الحالة المزرية بدليل قوله تعالى :{ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}آل عمران :179
ولو كنا مؤمنين حقا لنصرنا الله تعالى على الكافرين , بدليل قوله تعالى :{ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}الروم (47)
جعلني الله وإياكم من المؤمنين حقا .