أين العدل في هذه الصفقة؟!!!

حضرموت

مشرف عام المنتديات العامة
طاقم الإدارة
الباعة في الأسواق التجارية.. يحرص كل واحد منهم أن يربح كثيراً.. حتى يُصبح في غمضة عين وانتباهتها من أثرياء العالم.. ولذا يجتهد كل بائع أن يُزايد في السعر لتكون الغنيمة عظيمة والمكاسب كثيرة.. فإذا جاء مشترٍ ليشتري سلعة في سوق المزاد.. والناس يزيد بعضهم على بعض.. طمعا في نيل البضاعة.. والبائع يتقاطر لعابه.. هل من مزيد؟! ويتمنى ويرجو أن يستمر الناس في الزيادة.
يقول سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه: "سمعت ابن الزبير على المنبر بمكة في خطبته يقول: يا أيها الناس، إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: لو أن ابن آدم أعطي واديا ملأى من ذهبأحب إليه ثانيا، ولو أُعطي ثانياً أحب إليه ثالثاً، ولا يسد جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب".
هذا الطمع.. وذاك الجشع في أمور الدنيا واللهث وراءها.
ويا ترى هل نرى ذلك الحرص الأكيد.. واللهث الشديد في قضايا التعبد لله الواحد المجيد؟!
فأين العدل والإنصاف؟!
إذا تحدثنا عن صلاة الجماعة.. تكلم متكلم: "المسألة مسألة أفضلية فحسب! وربنا رحيم ودود!".. فيا سبحان الله!
في سوق المزاد تنبح الحناجر في محاولة مستميتة في إقناع الناس بالشراء والزيادة؟! وفي سوق الآخرة تكفي الحسنة والحسنتان فأين الإنصاف مع النفس؟! أين العدل في ميزان الدنيا والآخرة؟!
ينبغي للعاقل الحصيف أن يراجع حساباته، وأن يعمل للدنيا كأنه يعيش أبداً، ويعمل للآخرة كأنه يموت غدا.. وبغير ذلك تختل الموازين، وتحصل الاضطرابات وتسوء الخاتمة.
"وقف رجل على إبراهيم بن أدهم فقال: يا أبا إسحاق لِمَ حُجبت القلوب عن الله عز وجل؟! قال: لأنها أحبت ما أبغض الله: أحبت الدنيا، ومالت إلى دار الغرور، واللهو، واللعب، وترك العمل لدار فيها حياة الأبد في نعيم لا يزول، ولا ينفذ، خالداً مخلداً في مُلك سرمد، لا نفاد له، ولا انقطاع".
وقال الحسن بن جهور: "مررت مع علي بن أبي هاشم الكوفي بالخلد والقرار فنظر إلى تلك الآثار فوقف متأملاً، وقال:
بنوا وقالوا لا نموت *** وللخراب بنى المبني
ما عاقل فيما رأيت *** إلى الـحياة بمطـمـــئن
 
هدا اسمه التنافس على الدنيا الفانية
و لكن أين هم من المتنافسين على الاخرة .....من الرابح الأخير ؟؟​

النفس تبكي على الدنيا و قد علمت ........... أن السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها .............. الا التي كان قبل الموت يبنيها

كل التحية و التقدير أخي حضرموت​
 
عودة
أعلى