أسبابٌ ودواعٍ كثيرة قد تدفعُ الإنسانَ إلى البكاء.. فهناك من يبكي على أطلال الحبيب، وهناك من يبكي من ألم الفراق وحرقة الأشواق، أو يبكي شباباً قد مضى وعهداً قد انقضى، ومن الناس من يبكي ندماً على تفريطٍ أو حسرةً على إفراطٍ، أو لفقدِ مرغوبٍ، أو لفوات مطلوبٍ.
ولكن ما الذي دعا تلك العجوز لسكب العبراتِ؟
هل تبكي لفراق محبوبٍ أو لفوات مرغوب؟
هل بكت على عهدِ الصبا والشبابِ؟
لا: والذي أضحك وأبكى، لكنها بكت حين فهمت من كلام نبينا صلى الله عليه وسلم أن الجنة لا يدخلها عجوز! وذلك لفرطِ شوقها وشدة تعلقها بالجنةِ.
لقد جاءت تلتمسُ من نبينا صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها، لا بكثرة المال والولد ولا بطول العمر وإنما جاءت طامعةً في رحمة الله ورضوانه، وطالبةً نعيم الجنان، وهكذا كانت الجنةُ محورا هاما في حياتهم، وهدفا لتنافسهم وسعيهم.
فما مكان الجنة في حياتنا؟ وما منزلتها في حديثنا؟ وما ترتيبها بين أمانينا وأهدافنا؟ وماذا قدمنا من تضحياتٍ على طريقِها؟ وكم بذلنا من نفيسٍ لهذه السلعةِ الغاليةِ؟
روى الترمذيُّ في الشمائلِ: عن الحسن قال: أتت عجوزٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فقالت: يا رسولَ الله، ادعُ الله أن يدخلني الجنةَ، فقال: "يا أمَّ فلانٍ، إِنَّ الجنةَ لا تدخلُهُا عجوزٌ" قال: فولَّت تبكي فقال: "أخبروها أنها لا تدخلُها وهي عجوزٌ" إن الله تعالى يقول: "إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا * لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ" .
لقد أراد النبي صلى الله عليه وسلم من مزاحه مع هذه العجوز أن يلفت نظرها وأنظارنا جميعا إلى هذا النعيم المقيم، وذلك العيش الصافي، عيش الآخرة، فلا منغصاتٍ ولا كدرٍ ولا همومٍ ولا حرمانٍ ولا نقصان، ولا خمول ولا ملل، كيف وهي دار النعيم المقيم؟!
ونساء الجنة من أهل الدنيا ومن الحور العين: يزددن جمالا وحسنا كما يزداد المؤمنون فالجنة دار المزيد.
وقوله تعالى {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (3}. أي: خلقناهنّ خلقاً جديداً في أجمل صورةٍ وأحسن هيئةٍ، {فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا} صيرهن الله على هذه الحالة وإن كنَّ ثيباتٍ في الدنيا لأن الله تعالى أنشاهن خلقا جديدا، {عُرُباً أَتْرَاباً} والعُرُبُ جمع عَرُوب، وهي المتحببة إلى زوجها. قال المبرد: هي العاشقة لزوجها، وقال زيد بن أسلم: هي الحسنة الكلام. وقيل: {أَتْرَاباً}: جمع تِرْب، أي: هُنَّ على سِنٍّ واحدة، وقال مجاهد: أتراباً أمثالاً وأشكالاً في جمالهن وحسنهن، فهم في درجةٍ واحدةٍ من الحسن الفائق والجمال الرائق، وقال السديّ: أتراباً في الأخلاق لا تباغض بينهن ولا تحاسد.
ولكن ما الذي دعا تلك العجوز لسكب العبراتِ؟
هل تبكي لفراق محبوبٍ أو لفوات مرغوب؟
هل بكت على عهدِ الصبا والشبابِ؟
لا: والذي أضحك وأبكى، لكنها بكت حين فهمت من كلام نبينا صلى الله عليه وسلم أن الجنة لا يدخلها عجوز! وذلك لفرطِ شوقها وشدة تعلقها بالجنةِ.
لقد جاءت تلتمسُ من نبينا صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها، لا بكثرة المال والولد ولا بطول العمر وإنما جاءت طامعةً في رحمة الله ورضوانه، وطالبةً نعيم الجنان، وهكذا كانت الجنةُ محورا هاما في حياتهم، وهدفا لتنافسهم وسعيهم.
فما مكان الجنة في حياتنا؟ وما منزلتها في حديثنا؟ وما ترتيبها بين أمانينا وأهدافنا؟ وماذا قدمنا من تضحياتٍ على طريقِها؟ وكم بذلنا من نفيسٍ لهذه السلعةِ الغاليةِ؟
روى الترمذيُّ في الشمائلِ: عن الحسن قال: أتت عجوزٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فقالت: يا رسولَ الله، ادعُ الله أن يدخلني الجنةَ، فقال: "يا أمَّ فلانٍ، إِنَّ الجنةَ لا تدخلُهُا عجوزٌ" قال: فولَّت تبكي فقال: "أخبروها أنها لا تدخلُها وهي عجوزٌ" إن الله تعالى يقول: "إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا * لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ" .
لقد أراد النبي صلى الله عليه وسلم من مزاحه مع هذه العجوز أن يلفت نظرها وأنظارنا جميعا إلى هذا النعيم المقيم، وذلك العيش الصافي، عيش الآخرة، فلا منغصاتٍ ولا كدرٍ ولا همومٍ ولا حرمانٍ ولا نقصان، ولا خمول ولا ملل، كيف وهي دار النعيم المقيم؟!
ونساء الجنة من أهل الدنيا ومن الحور العين: يزددن جمالا وحسنا كما يزداد المؤمنون فالجنة دار المزيد.
وقوله تعالى {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (3}. أي: خلقناهنّ خلقاً جديداً في أجمل صورةٍ وأحسن هيئةٍ، {فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا} صيرهن الله على هذه الحالة وإن كنَّ ثيباتٍ في الدنيا لأن الله تعالى أنشاهن خلقا جديدا، {عُرُباً أَتْرَاباً} والعُرُبُ جمع عَرُوب، وهي المتحببة إلى زوجها. قال المبرد: هي العاشقة لزوجها، وقال زيد بن أسلم: هي الحسنة الكلام. وقيل: {أَتْرَاباً}: جمع تِرْب، أي: هُنَّ على سِنٍّ واحدة، وقال مجاهد: أتراباً أمثالاً وأشكالاً في جمالهن وحسنهن، فهم في درجةٍ واحدةٍ من الحسن الفائق والجمال الرائق، وقال السديّ: أتراباً في الأخلاق لا تباغض بينهن ولا تحاسد.