الهزائم والنكبات

حضرموت

مشرف عام المنتديات العامة
طاقم الإدارة
في ظل توالي النكبات والهزائم، واستمرار الشجب والعويل، والتنديد والقنابل الكلامية بحثاً عن حل لهذا الواقع الظاهر الفاسد الذي تبكي منه العين دماً، ويتصدع القلب أسفاً، وتشتكي الجوارح ألماً، أصبح عزاؤنا قول الشاعر:
ولرب نازلة يضيــــــق بها الفتى *** ذرعاً وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فرجت وكنـت أظنها لا تفرج
إننا نجد الكثير ممن تفوح منه رائحة التحدث عن الواقع، وإلقاء التبعات؛ ثم لا يحرك ساكناً، ولا يتفاعل تفاعلاً إيجابياً مع واقع أمته بل واقعه هو، فهو يحس بالذل والمرارة لكنه لا يؤدي واجبه، ولا ما يلزمه تحقيقه تجاه دينه ونفسه وأسرته وجيرانه ومجتمعه.
إني أبحث في كلماتي هذه عن حل لأخرج به من إعلام يسقينا الذل، والأمة مستهدفة، والحروب النفسية دائرة، فلم هذا الذل يا مسلمون، وإلى متى؟!
لقد أكل الصحابة - رضي الله عنهم - ورق الشجر في مقاطعة قريش لنبيكم - صلى الله عليه وسلم - في بداية ظهور الإسلام وانتشاره، وقتل عمه حمزة - رضي الله عنه - ومُثّلَ به.
وهكذا في تاريخ الأمة الطويل والممتد من الهزائم الظاهرة إلا أنها بطولات فائقة، ليس فيها الخور ولا الذل، ولا التدني وصور الهزائم واحدة، والنكبات في السابق أفظع، ولكن كان لديهم في قلوبهم من اليقين ما جعلهم يحولونها إلى بطولات فائقة لأنهم طبقوا شرع الله في نفوسهم وذويهم، ومجتمعهم وأمتهم ما نبحث عنه الآن، لديهم من العزة والكرامة والرفعة ما نحتاجه .
لقد حبس من حبس من الأئمة والعلماء والمجاهدين، ومات تحت التعذيب من مات، ولم يزدهم ذلك إلا عزة وكرامة، وبقيت كلماتهم وأفعالهم نبراساً ونوراً يهتدي به الأحياء، وذكرى طيبة خيرة على مر العصور، فكانت المقالة الشهيرة عن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "ما يصنع أعدائي بي؛ أنا جنتي وبستاني في صدري، إن رحت فهي معي لا تفارقني، إن حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة) فأي عزة تلك، وأي علو هذا، فلنقرأ التاريخ والسير فنشعر من أعماقنا وسويداء قلوبنا بالفخر والاعتزاز لأننا خلف لأولئك الأبطال؛ لكن أين نحن منهم:
لا تعرضن بذكرنا مع ذكرهم *** ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد
لئن فخرت بأقوام مضوا سلفاً *** لقد صدقت ولكن بئس ما خلفوا
ومن المحن تأتي المنح، وسئل الإمام الشافعي - رحمه الله - أيهما أفضل للمرء أن يمكَّن أم يبتلى؟ فقال: لا يُمَكن حتى يبتلى.
وإن أردتم التمكين والنصر فأقيموا دولة الإسلام في قلوبكم وأفعالكم؛ تقم لكم على أرضكم، أقم الإسلام في قلبك وولدك، وأسرتك وجيرانك ومجتمعك، واجعل الصلة قوية بينك وبين الله؛ وقتها لن تحس بالذل حتى لو فصلت رقبتك عن جسدك، وعدوك نفسُهُ طويل، ودراساته حصيلتها بعد أجيال.
فأحرى بنا أن تتسابق في بناء جيل قلبه معلق بالمساجد، جيل نشأ في عبادة الله - عز وجل -، جيل مَثلُه الأعلى أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم - رضي الله عنهم - أبعد ذلك نجد من يقول: لا أملك شيئاً، وآخر يقول: إلى متى نظل ندعو أَوَلَا نملك إلا الدعاء؟ في أسلوب يائس، ثم يركن إلى شهوة زائلة يقضي فيها عمره دون تحمل أدنى مسئولية، وهذا الأسلوب يؤدي إلى الذلة والخور، أو إلى البطش والجَوْر، وكلاهما مُر، وعواقبه وخيمة؛ أما الأسلوب الأمْثَل فهو التربية والجد والاجتهاد، واحرص على أن لا يؤتى الإسلام من قِبَلِك، ولا يستهان بالدعاء فبه أقيمت دولة، وبه فتحت أرض، وهو العبادة، فنحن نملك الكثير، ولدينا من نعيم الدنيا الكثير والكثير ما لم يكن عند الصحابة - رضي الله عنهم -، ولدينا دين أقام به الصحابة – رضي الله عنهم - هذه الدنيا الفانية على تقوى وبرهان، وفتحوا حصون كسرى وقيصر، ومن معاركهم الفاصلة معركة القادسية حيث ذكر التاريخ قبلها مشاورات ومفاوضات وسفراء لديهم من القوة الإيمانية والائتلاف على قلب رجل واحد، ولديهم نفسية رفيعة، وعقلية محكومة بأسس ومبادئ وقيم تربوا عليها، وعاشوا فيها، نابعة من دينهم وعقيدتهم الإسلامية، فالعزة التي كانوا عليها ليست عزة ملك أو مال، أو سلطان أو جاه، كلا بل هي قوة إيمانية تملكت القلب والعقل، واللسان والفعل، نسأل الله من فضله.
 
قال الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقداكم والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم )
و نصرة الله هنا تكون على نفوسنا و الله تعالى أعلم.
بارك الله فيك أخي و جزاك الله خيرا وجمعني الله بك في الجنة برفقة سيد ولد آدم سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم
 
اللهم آمين يارب...
أما نصرة الله سبحانه وتعالى فإننا ننصره سبحانه بطاعته ، والتزام أمره ، والابتعاد عن نهيه ، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، لأن طاعته عليه الصلاة والسلام مقترنة بطاعة الله تعالى ، قال تعالى : " من يطع الرسول فقد أطاع الله "
 
اللهم آمين يارب...
أما نصرة الله سبحانه وتعالى فإننا ننصره سبحانه بطاعته ، والتزام أمره ، والابتعاد عن نهيه ، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، لأن طاعته عليه الصلاة والسلام مقترنة بطاعة الله تعالى ، قال تعالى : " من يطع الرسول فقد أطاع الله "

تكون هكدا
الابتعاد عما نهى الله عنه

رزقك الله الجنة حضرموت و رضي عنك
 
شكرا لك أختي على المشاركة في مواضيعي ...جزاك الله خيرا أختي..وجعلك ممن ينصرونه جلا في علاه
 
عودة
أعلى