[FONT='Arial','sans-serif']ناقلات عصير البرتقال الطبيعي[/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif']كاظم فنجان الحمامي[/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif']نوع جديد من السفن لم يسمع به الناس من قبل , بدأ نحو عام 1980, فما هي هذه السفن؟, وكيف ولدت فكرة تسخيرها لهذا الغرض؟.
أنها ناقلات صمم باطنها لا لينقل النفط الخام, ولا المشتقات النفطية, أو السوائل البتروكيمياوية, ولكن لينقل عصير الفاكهة الطبيعي بكميات كبيرة جدا, تصل إلى عشرات الآلاف من الأطنان.
فمنذ فجر التاريخ وللبرتقال نصيبه الوافر من اهتمام الناس, ونجد في كتب الحضارات القديمة, في الشرق وحوض المتوسط, الكثير من الإشارات التي تشيد بفوائد وخصائص تلك الثمرة.
فالبرتقال فاكهة شعبية جمعت في تركيبها مركّبات غذائية وفيتامينات واقية تفيد الصغير والكبير, والمريض والسليم, ومما يزيد من أهميته وفرة إنتاجه ورخص ثمنه, الأمر الذي يجعله في متناول الجميع.
وليست قيمة البرتقال في فيتاميناته وأملاحه المعدنية فحسب, بل في ما يعطيه للجسم من طاقة, هي مصدر بعض النشاط والقوة الحيوية في الإنسان, بمعل 80 سعرة حرارية للبرتقالة الواحدة.
هكذا إذن ارتبط البرتقال بحياة الإنسان في مختلف أرجاء الأرض. ووفرت الحاجة الحيوية إلى عصير هذه الفاكهة المتعددة الفوائد حافزا عظيما لإيجاد سفن مبردة تتولى نقل عصير البرتقال الطبيعي إلى كافة أنحاء العالم. [/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif']ومع اتضاح الفوائد الاقتصادية الناجمة عن النقل بالجملة, والإدراك المتزايد لها باستخدام السفن الكبيرة من توفير اقتصادي مضمون, والحاجة الملحّة لتغطية احتياجات السوق,وفي ضوء التقنيات والمعالجات التي ابتكرها العالم المبدع ( [/FONT]Phil Nelson[FONT='Arial','sans-serif'] ), والذي كانت له الريادة في وضع التسهيلات اللازمة لحفظ ونقل عصير الفاكهة الطبيعي أو العصير المركز بكميات كبيرة عبر البحار, نشأت لدى شركة [/FONT]TROPICANA[FONT='Arial','sans-serif'] البرازيلية فكرة بناء ناقلات متخصصة بنقل عصير البرتقال [/FONT]Orange Juice Carrier [FONT='Arial','sans-serif'] مجهزه بمنظومات تضمن توفير درجة الحرارة المناسبة على مدى يصل إلى ([/FONT][FONT='Times New Roman','serif']-10ºC [/FONT][FONT='Arial','sans-serif']ْ) درجه مئوية للحفاظ على عصير البرتقال بحالته الطبيعية داخل صهاريج الناقلة المقاومة للصدأ.
بدأت إحدى الشركات البرازيلية المصدرة للفواكه عام 1985 باستثمار أموالها لتغطيه مشروع بناء رصيف للحمولة السائبة في إحدى الموانئ هناك, على أن ترتبط بالرصيف مجموعه من الخزانات والصهاريج المبردة تبلغ قدرتها الاستيعابية 16 ألف طن من عصير البرتقال الطبيعي, وقد تم تجهيز الرصيف بمنظومات متطورة للتحكم بالحمولات بواسطة الكمبيوتر, وقنوات أنبوبيه خاصة بتفريغ عصير البرتقال بطول 80 مترا تقريبا, كما بنت الشركة مستودعا للتبريد يتسع لخزن 100 ألف طن من العلق المستخرج من قشور البرتقال وفضلاته. وقد دشن أول رصيف لهذا الغرض في شهر أيار ( مايو ) عام 1985 , واعد لاستقبال ناقلات عصير البرتقال القادمة من مينائي نيويورك ونيوجرسي في الولايات المتحدة, وميناء روتردام في هولندا. وبنيت في النرويج ناقلة لعصير البرتقال بطاقة استيعابية تصل إلى 8000 طن, وزودت بمحركات رئيسية من طراز [/FONT]B&W[FONT='Arial','sans-serif'] بقدرة 9000 حصان, أما طول الناقلة فقد بلغ 135 مترا, وعرضها 21 مترا, وغاطسها 12 مترا. وفي منتصف الثمانينات قامت مؤسسة لويدز بالإشراف على تحوير إحدى ناقلات النفط البرازيلية إلى سفينة متخصصة بنقل عصير الفاكهة, وجرت بعدها محاولات من قبل الشركات البلجيكية لتحوير ناقلات نفطية إلى ناقلات للعصير الطبيعي. [/FONT][FONT='Arial','sans-serif']
كانت الناقلة [/FONT]Orange Sky[FONT='Arial','sans-serif'] أول ناقلة غير محوّرة صممت لهذا الغرض, وتمثل هذه الخطوة الجريئة بالنسبة للشركات التي تبنت الفكرة تحديات تقنية وتسويقية كبيرة, وكان لتلك الشركات, التي قررت مواجهة التحدي والمضي قدما في هذا الاتجاه, الفضل في نشر اصطلاح جديد استخدم لأول مرة, هو [/FONT]NFC[FONT='Arial','sans-serif'] ويعني [/FONT][FONT='Arial','sans-serif']( [/FONT]not from concentrate[FONT='Arial','sans-serif'] )[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'] للدلالة على أن مادة العصير المشحونة في خزانات الناقلة, هي مادة طبيعية استخلصت من عصارة الفاكهة الطازجة وليست من المواد المصنّعة أو المركّزة. ووفق هذه المعايير الجديدة أصبح من المألوف مشاهدة الرمز [/FONT]NFC[FONT='Arial','sans-serif'] مثبتا على الوثائق والعبوات وأوراق التصدير والاستيراد. [/FONT][FONT='Arial','sans-serif']وتأتي اكبر الكميات المشحونة بهذه الطريقة من مزارع فلوريدا والحقول البرازيلية, وتعتبر شركة [/FONT]Cutrale[FONT='Arial','sans-serif'] التي تمتلك أكثر من 30 مليون شجرة برتقال المستفيد الأول من أسلوب التصدير بواسطة الناقلات.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']
وتعتبر الناقلة [/FONT][FONT='Times New Roman','serif']Carlos Fischer[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] من أشهر السفن العاملة في هذا الاختصاص, و بنيت هذه الناقلة لتنقل 37000 طن من عصير البرتقال الطازج أو المركّز في كل رحلة, وهي بطول 204 متر, وغاطس 19 متر.
ولم تصنف كناقلة, وإنما صنفت كسفينة مثلجة و مجهزة بأربعة عنابر, وكل عنبر مقسّم إلى أربعة خزانات اسطوانية قائمة, جميعها مخصصة لنقل عصير الفاكهة الطبيعي أو المركّز. صمم قاع كل خزان بحيث يكون مائلا قليلا من الجوانب نحو نقطة في المنتصف, فهو قريب الشبه بالمخروط عند القاعدة, وصنعت جدران الخزانات من طبقتين , الطبقة الخارجية من الفولاذ المغلوّن, والداخلية من الألمنيوم المصقول, وغلف باطن كل خزان بمادة [/FONT]Polyurethane[FONT='Times New Roman','serif'] .[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']
وهكذا تحول البحّارة بفضل التطورات العلمية الكبيرة من ضحايا لمرض الإسقربوط [/FONT]SCURVY[FONT='Arial','sans-serif'] الذي كان ملازما لهم في السابق, بسبب نقص فيتامين [/FONT]C[FONT='Arial','sans-serif'] الموجود في عصير البرتقال, إلى رسل تحمل الغذاء والدواء بكميات هائلة, لتمنح الناس قدرا من الوقاية من بعض الأمراض وتعالج أمراض أخرى.[/FONT]