لما كانت العين رائدة وحبة القلب زائدة ، وهذه لها لذة النظر ، وهذه لها لذة الظفر، كانا في الهوى شريكي عنان وفرسي رهان، فلما وقع في السهاد والحرق، وأضر بصاحبها الأرق ، قال القلب :
وقال كما قال المتنبي:
فلما سمعت العين إنشاده، وفهمت مراده، أشارت إليه، وأخذت في الإنكار عليه! فقالت:
يا للعجب من ظالم يتظلم! وأخرس يتكلم! أليس من الخبر الذي شاع وذاع ،أنك أنت الملك ونحن الأتباع، ترسلني ترسلني فيما تريد كالبريد،وتعقب ذالك بالتهديد ؟! أما سمعت قول أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: ( القلب ملك والأعضاء جنده ،ف، طاب الملك طابت جنوده) .وقول سيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام: ( إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله). ، فبين ديني ودينك إذ ذاك كما بين عماي وعماك، وقد قال علام الغيوب جلا في علاه: ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).
فلما سمعت النفس ما بينهما من الجدال ؛ قالت في الحال : أما أنا فبين عدوين, هما : قلبي وطرفي ، ينظر الطرف ويهوى القلب والمقصود حتفي ، ولقد صدق من قال:
أو كما قال الآخر :
تمتعتما يا مقلتي بنظـــرة*** وأوردتمـــــا قلبـي أمــر المـــوارد
أعيني كُفا عن فؤادي فإنه*** من البغي سعي اثنين في قتل واحد
أعيني كُفا عن فؤادي فإنه*** من البغي سعي اثنين في قتل واحد
وقال كما قال المتنبي:
وأنا الذي اجتلب المنية َ طرفه*** فمن المُطالب والقتيلُ القاتل
فلما سمعت العين إنشاده، وفهمت مراده، أشارت إليه، وأخذت في الإنكار عليه! فقالت:
يا للعجب من ظالم يتظلم! وأخرس يتكلم! أليس من الخبر الذي شاع وذاع ،أنك أنت الملك ونحن الأتباع، ترسلني ترسلني فيما تريد كالبريد،وتعقب ذالك بالتهديد ؟! أما سمعت قول أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: ( القلب ملك والأعضاء جنده ،ف، طاب الملك طابت جنوده) .وقول سيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام: ( إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله). ، فبين ديني ودينك إذ ذاك كما بين عماي وعماك، وقد قال علام الغيوب جلا في علاه: ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).
فلما سمعت النفس ما بينهما من الجدال ؛ قالت في الحال : أما أنا فبين عدوين, هما : قلبي وطرفي ، ينظر الطرف ويهوى القلب والمقصود حتفي ، ولقد صدق من قال:
يقول قلبي لطرفي أن بكى جزعـا*** تبكي وأنت الذي حملتني الوجعا
فقال طرفي له فيـــــما يعاتبـــــه : * بل أنت حملتني الآمال والطمعـــا
حتى إذا ما خــــــلا كل بصــاحبه: * كلاهما بطويل السُقم قد قنِعـــــــا
ناداهما كـــــبدي لا تبُعدا فلـــــقد** قطعتماني بـــما لا قيتما قِطعـــــا
فقال طرفي له فيـــــما يعاتبـــــه : * بل أنت حملتني الآمال والطمعـــا
حتى إذا ما خــــــلا كل بصــاحبه: * كلاهما بطويل السُقم قد قنِعـــــــا
ناداهما كـــــبدي لا تبُعدا فلـــــقد** قطعتماني بـــما لا قيتما قِطعـــــا
أو كما قال الآخر :
عاتبت قلبـي لمــــا**** رأيت جسمي نحيلا
فأزم القلب طرفـي**** وقال: كنت الرسولا
فقال طرفي لقبــي: ** بل أنت كنت الدليلا
فقــلت:كُفـــّا فلــقد*** قـــطعتمــاني إربـــا
فأزم القلب طرفـي**** وقال: كنت الرسولا
فقال طرفي لقبــي: ** بل أنت كنت الدليلا
فقــلت:كُفـــّا فلــقد*** قـــطعتمــاني إربـــا
