رواية دافنشي كود باللغة العربية رواية ل دان براون
(inlove)
لا اعرف ان كانت هذه الرواية موجودة في هذا المنتدى المبارك لكن احببت ان اضيفها للفائدة العامة
وهذه مقالة منقولة تتناول استعراض موجز للرواية
هل يمكن اعتبار الرواية ذات منهج عقلي تنويري رغم أنها اعتمدت على الأسلوب البوليسي ألتشويقي ..؟ أم أنها اعتمدت على منهج إنكار " المقدس " في الدين المسيحي أوانها اعتمدت شكلا روائيا " غريبا " ، جذابا ومثيرا ، للتشكيك بالعقيدة المسيحية التي وجد فيها بعض كتاب الإخوان المسلمين في سوريا ـ على موقع انترنت ــ أنها تشكك بالعقائد الدينية الأخرى ومنها العقيدة الإسلامية . ربما لم يكن الروائي دان براون يقصد غير كشف التفاعلات والتأثيرات المتبادلة بين المسيحية والأديان " السابقة " لها وبشكل محدد بين الوثنية والمسيحية بالرغم من وجود شعور لدى أي قارئ يقظ أن الرواية موصولة بالدين اليهودي أيضاً في بعض التفصيلات الروائية الجانبية التي نجد دان براون يسخر من بعضها سخرية غير مباشرة لكنها لاذعة . ففي الرواية يتعمد المؤلف الدخول في تفاصيل ذات أبعاد فنية تؤطر رواية الحداثة فعليا . كان هدف التفاصيل أولا وأخيرا هو محاولة دان براون في صنع عملية التقاء المشاهد والأفكار الخيالية في الصراعات الدينية ــ السياسية مع المقولات المقدسة السياسية ــ الدينية ــ المسيحية خصوصا ، وبعضهم وجدها التقاء مع الدين الإسلامي أيضا ، كما جاء في بعض انتقادات الصحافة الإسلامية الإيرانية للرواية نفسها .
خلاصة القول أن رواية شفرة دافنشي تدور مروحتها حول مواضيع حساسة تتعلق بصلب الاعتقاد المسيحي وتتعرض للدور الخطير الذي قام به الإمبراطور قسطنطين الروماني في ترسيخ المسيحية الحديثة لدوافع سياسية تحفل بالصراخ والعمل في سبيل الحفاظ على السلطة عن طريق خلق " دين " صار هجينا لأنه جمع بين " المسيحية " التي كان الناس يؤمنون بها وبين " الوثنية " التي كان هو يؤمن بها.
تضمنت التصورات الهجينة الجديدة أمورا تشكك في مجمل الاعتقاد المسيحي استنادا إلى الصور و" الحقائق " التالية التي يستدل بها كشواهد :
أولاً : أقراص الشمس المصرية القديمة التي أصبحت هالات تحيط برؤوس القديسين الكاثوليكيين .
وثانيا : الرموز التصويرية لإيزيس وهي تحضن طفلها الرضيع المعجزة "حورس" جعلها مثل "مريم" تحتضن المسيح الرضيع ..
ثالثاً : إن تاج الأسقف والمذبح والمناولة كلها طقوس مستمدة مباشرة من أديان قديمة وثنية غامضة .
رابعاً : إن تاريخ ميلاد المسيح 25 ديسمبر/ كانون الأول هو أيضا تاريخ ميلاد أوزيريس وأدونيس وكريشنا، وحتى يوم العطلة الأسبوعية الأحد هو يوم عابدي الشمس أيضا (Sunday، أي يوم الشمس). كما أن يوم 25 ديسمبر هو عيد ميلاد الإله الفارسي "مثرا " الذي يعود إلى ما قبل ميلاد المسيح.
خامساً : تنسف الرواية حقائق عقدية مسيحية غاية في الرسوخ من قبيل أن ألوهية المسيح حاجة ملحة وضرورية للسلطة السياسية تم اعتمادها كضرورة فقط . وقد جرى ذلك في مدينة "نيقية" التي شهدت عن طريق التصويت الذي شارك فيه كهان مسيحيون، ولادة فكرة آلوهية المسيح وغير ذلك من الأسس الأخرى.
سادساً : إن المثير ما قالته الرواية من أن قسطنطين أمر بإنجيل جديد أبطل الأناجيل السابقة التي تتحدث عن إنسانية المسيح وبشريته وجمعها وحرقها كلها.
موقف الفاتيكان من الرواية
على ضوء هذه الأفكار والتصورات لم يكن بمقدور الأصوات الفاتيكانية أن تصمت طويلا لابتلاع صدى الضجة القوية التي أحدثتها الرواية في الكنائس العالمية التي كانت تشهد في بريطانيا وفرنسا وروسيا وأمريكا وإيطاليا واليونان وفي كل العالم قعقعة قوية فيها صراخ ونقد وعذاب لكن ليس فيها قدرة فلسفية لا على مناطحة خيال دان بروان ولا على مناطحة ما يبدو من واقعية جوهر وثائقه . لذلك تحركت الكنيسة الكاثوليكية في ايطاليا وهي تحمل شعلة ضئيلة وصوتا ضعيفا ضد ما أسمته " الأكاذيب عديمة الحياء التي تضمنتها رواية دافينتشي كود " .
أدلى بهذه التصريح الكاردينال تارجيسيو برتوني ، كاردينال جنوا ، كاسراً بذلك الصمت الرسمي للفاتيكان حول الرواية المذكورة. لكن هذا الصوت لم يكن قادرا كما يبدو على إقناع العديد من القراء بما تقوله الرواية من " إنكار الكنيسة الكاثوليكية الحقائق حول وجود ابن للمسيح من " زوجته " مريم المجدلية ". . وهي حقائق يرى كثير من الكرادلة أن موسيقاها تملك من قوة التأثير على القراء مثل ما تملكه موسيقى القـِرب من تأثير سريع مباشر على سامعيها ومشاهديها ، مما جعل " كاردينال جنوا " ينكر انه تلقى تعليمات من الفاتيكان للرد على ادعاءات مؤلف رواية دافنشي كود ، ثم أدعى أن تصريحاته هي " مجرد أفكار شخصية بعد أن أصبح الناس يصدقون مثل هذه الأكاذيب التي تدهشني وتقلقني " . لكنه سرعان ما أعرب عن مخاوفه في تصريح في تموز الماضي لصحيفة "الجورنالي" الايطالية قائلا: "ا لكتاب موجود في كل مكان من العالم . . هناك خطر أن يصدق من يقرأه أن الحكايات التي يحويها حقيقية ". لم تعلق دار النشر "راندوم هاوس" التي نشرت الكتاب على هجوم الكنيسة. . كما لم يعلق دان براون نفسه بأي شيء ،بينما يلاقى كتاب "شيفرة دافينتشي" كل يوم رواجا كبيرا ولا زال يتصدر قائمة المبيعات في العالم أجمع ، خاصة وأن المؤلف سبق وأن قال عن مضمون كتابه : ( إن كل الفن والمعمار والشعائر السرية والجماعات السرية التي يصورها الكتاب هي حقائق تاريخية ).
حاول رجل كنائسي آخر هو الكاردينال بيرتوني عبر حلقة دراسية دينية بعنوان " قصة بدون تاريخ " من أجل " كشف الأكاذيب " حسب تعبيره من تلك الواردة في الكتاب . وفي واحدة من نشرات أخبار محطة الـ BBC التي عرضت ظهر يوم الجمعة الموافق 18 مارس 2005، قالت معدة التقرير إن " الفاتيكان المدينة " و " فاتيكان السياسة " و " فاتيكان السلطة الدينية " صارت محط شكوك الجميع بسبب روايات دان براون. وأشارت معدة التقرير إلى أن السرية تحيط بكثير من شؤون هذه الدولة، وبعد أن كانت محل احترام المسيحيين، لم تعد تروق لهم ، خاصة بعد روايتيّ دان براون دافنشي كود وملائكة وشياطين. فكلتا الروايتين تكشف عن تاريخ مثير للجدل حول أصول الدين المسيحي لا ترغب الفاتيكان في وجوده وتسعى إلى إخفائه. وما زالت صور السياحة لدولة الفاتيكان تشهد الكثير من السياح قصدوا إيطاليا وروما والفاتيكان بالتحديد كي يزوروا أماكن بعينها ذكرها براون في روايته الأخرى (ملائكة وشياطين). السياح كانوا يحملون الكتب الدينية المسيحية جنباً إلى جنب مع الرواية الجديدة التي وصفت، تماماً كما وصفت قبلها رواية شيفرة دافنشي، بأنها (كتاب قنبلة). ــ رواية ملائكة وشياطين صدرت باللغة العربية مؤخرا عن الدار العربية للعلوم – بيروت ــ وقد نشرت وكالة الأنباء الفرنسية بتاريخ 18-3-2005 خبراً يتلخص في دعوة الفاتيكان لعدم شراء أو حتى قراءة رواية (شفرة دافنشى) وجاء تعليل الفاتيكان لهذا القرار على لسان الكاردينال تارسيزيو بيرتونى أنه "لا يمكن صنع رواية بإضفاء طابع مخادع على وقائع تاريخية والتشهير بشخصية تاريخية تنبع مكانتها وشهرتها من تاريخ الكنيسة والبشرية" في إشارة إلى ارتباط دافنشى بكنيسة روما بعد تنفيذه رائعته (العشاء الأخير) لكنيسة "سانتاماريا" ..
من هو مؤلف الرواية
السؤال في كل صحيفة عالمية تتناول دافنشي كود يبدأ هكذا : من هو هذا الكاتب الذي صار ظاهرة في عالم النشر؟ هذا ما حاولت إذاعة البي بي سي في الفترة التي ظل مثل هذا السؤال يرن في آذان الملايين من الناس في العالم أن تجيب عليه في الفترة بين آذار – تموز الماضيين وأن تلقي عليه بعض الضوء .
حسب موقع الإنترنت الخاص بالمؤلف دان براون ، يقول أنه يستيقظ مبكرا ويبدأ الكتابة كل يوم في الساعة الرابعة صباحا، ويضع ساعة قديمة أمامه على المكتب حيث يغادر مكتبه كل 60 دقيقة لتحريك عضلاته. كما يرتدي أحيانا أحذية خاصة تساعده على البقاء في وضع مقلوب - قدماه إلى أعلى ورأسه إلى أسفل، ويقول : " أن البقاء في وضع مقلوب يساعدني على حل عقد الحبكة الدرامية عن طريق تغيير الزاوية التي أنظر بها إلى الأشياء. "
ولم يقل دان براون إذا كان هذا الوضع المقلوب قد ساعده في تطوير الخط الدرامي في روايته المثيرة للجدل - دافينشي كود - لكن من الواضح أنه تحول معها من كاتب روايات " إثارة وتشويق " إلى " ظاهرة عالمية " في الدين والسياسة يثار الجدل الكثير حوله ليس في الصحافة والراديو والتلفزيون حسب بل في المقرات الكنسية وفي المعاهد والجامعات العلمانية .
فرواية دافنشي كود رواية بوليسية كلاسيكية فعلا ، كما سبق أن أشرت إلى ذلك سابقا ، وما شعرت به أيضا . وهذا ما يقر به جميع من قرأ الرواية لأنها تحمل صفة أسلوبية لطيفة تغمر القارئ برغبة المتابعة إذ تجعله مشدودا بالمتابعة للأفكار الجديدة والأحداث الجديدة الواردة فيها . يشعر القارئ منذ بداية الرواية أنها تعتمد على " مؤامرة " عالمية تتعلق بالكأس المقدس (الذي يقال إن المسيح عليه السلام شرب منه في العشاء الأخير)، وتخوض أحداثها في تفاصيل كثيرة حول الرموز في الرسم والخط .
إعادة النظر بمعتقدات الديانة المسيحية
لا يمكن لقارئ هذه الرواية أن لا يحس بمثل هذه " المؤامرة " حين يجد أن ليس بينها وبين المعتقدات الدينية أية فواصل .. هكذا وجدت نفسي على الأقل .. لذلك فان قيادة الفاتيكان تجد في الرواية مشاهد قاتمة عن الدين المسيحي الذي خلقته " السياسة " وأصبح هذا الدين سجينا في قفصها الحديدي . دان براون ربط وقائع روايته بالدين المسيحي المرتبط بالسياسة من خلال " جمعية سيون الدينية " التي جعلها محور الرواية التي كشفت مكتبة باريس الوطنية عام 1975 عن مخطوطات ووثائق سرية لها، وتبين أن من بين أعضائها ليوناردو دافنشي وغيره من الأسماء الشهيرة من قبيل إسحق نيوتن وفيكتور هوغو .
من هم السيونيون وما هي عقيدتهم . هكذا سألت نفسي ولا شك أن كل قارئ قد يسأل نفس السؤال .
يجيب دان براون في روايته ليقول أن المسيحية والسيونية شيئان مرتبطان تماما . يعتقد "السيونيون" أن المسيحية دخلت منعطفا تاريخيا عندما " تنصّر " الإمبراطور قسطنطين، الذي أدخل " تعديلات " خطيرة على المسيحية الأولى ، مخالفة لسياقها وانتمائها الأصلي لسلسلة الديانات والرسل مثل ابتداعه " آلوهية المسيح " وأن المسيحية الحالية هي مسيحية من صنع قسطنطين، وأن المسيحية الحقيقة هي ما يؤمن به هؤلاء "السيونيون".
تعرض القصة من خلال سردها للأحداث لكثير من المعتقدات التي يبدو واضحا أمام عيون القراء أنها تشكل خطا أحمر بالنسبة لمسيحيي اليوم على اختلاف طوائفهم ، ومثال ذلك أن المسيح باعتقاد جماعة "السيونيين" رجل عادي تزوج من مريم المجدلية ، وأنجب منها بنتا سميت "سارة" وأن ذريتها الملكية ــ باعتبار أن المسيح من ذرية داود وسليمان ــ باقية حتى اليوم . وهنا يروح المؤلف يبحث لا في المشاهد المألوفة بل يبحث عن وظيفة أعضاء جمعية سيون التي هي أساسا حماية هذه الأسرة الملكية من نسل المسيح ومريم المجدلية والحفاظ عليها. وبالعودة لأحداث القصة فإن "سونيير" مدير متحف اللوفر هو آخر رئيس للجمعية، وهو أيضا من هذه السلالة الملكية.
القصة إذن تعرض وتبشر بـ"المسيحيين الجدد"، وهؤلاء المسيحيون (الجدد) بحسب السرد التاريخي الذي امتزج بالروائي في "شفرة دافنشي" هم "السيونيون".
"السيونية".. والمسيحية الوثنية
استهدى دان براون بما هو مثير في التاريخ المسيحي خاصة في عصر قسطنطين نفسه الذي وجد نفسه قويا يريد ركوب موجتي الدين والسياسة في نطاق براعة السيونية فقد ظل وثنيا ، ولم يتنصر، بل إنه لم " يتعمد " إلا وهو على سرير الموت عندما كان أضعف من أن يعترض على ذلك ، وكان الدين الرسمي في عهده هو عبادة الشمس، وكان قسطنطين كبير كهنتها، لكن لسوء حظه كان هناك هياج ديني متزايد يجتاح روما؛ إذ تضاعف أتباع المسيحية على نحو مذهل، وبدأ المسيحيون والوثنيون يتصارعون إلى درجة تهديد الإمبراطورية الرومانية بالانقسام.
أمام ما وجده من أشكال مختلفة حول سلطانه من أياد طويلة وكروش ضخمة وأفاعي وأشرار كثيرين رأى قسطنطين أنه يجب اتخاذ قرار حاسم، فقرر عام 325 توحيد الإمبراطورية تحت لواء دين واحد هو المسيحية، لكنه في الواقع أنشأ دينا هجينا مقبولا من الطرفين، وذلك بدمج الرموز والطقوس الوثنية والمسيحية معا.
في الرواية، الكثير من المادة العلمية التاريخية والدينية التي تفيد الباحث في مجال الأديان. فالكاتب في مقدمة روايته يؤكد أن كل ما يسرده بالغ الدقة والمصداقية. وهو لذلك يسمي الأحداث والمنظمات بأسمائها الحقيقية، ويؤرخ للأحداث التاريخية بدقة بالغة.
وربما كان تاريخ المسيحية كما يسرده دان براون هو الأكثر أهمية بالنسبة للجيل المسيحي المعاصر ، فهو الذي أثار حفيظة الفاتيكان ضد ما كتبه براون الذي يبطل في روايته مزاعم تسعى الكنيسة إلى أن تثبتها بشتى الطرق حتى لو خالفت في إثباتها الدين والمنطق والتاريخ والعلمية. حيث يؤكد براون بالأدلة التاريخية التي يسردها أبطال روايته : أن المسيحية التي يعتنقها مسيحيو اليوم ليست إلا نسخة محدثة عن الوثنية paganism وأن المسيحية كدين رباني حرفت تماماً بعد وفاة المسيح ، وأن للكنيسة "تاريخاً مليئاً بالخداع والعنف" (والكلام لبراون في الفصل 128 من الرواية).
لا يكتفي براون بالتهجم على ماضي الكنيسة بل يصل إلى حاضرتها (الفاتيكان) ويحكي عن قصتها مع الجماعة الدينية المتطرفة التي كانت تحت رعاية البابا سابقاً وتعرف بال Opus Die، ويشرح للقارئ كيف أن الفاتيكان قدم لهذه الجماعة مبلغ 200 مليون يورو قبل أن يفصلها عنه، بعد أن صار تطرفها يثير استياء البابا. الـ Opus Die لا تزال تمارس نشاطها حتى اليوم.
الرواية سيناريو سينمائي
أشارت الكثير من التقارير الصحفية الانكليزية والفرنسية والأمريكية إلى تحويل الرواية إلى سيناريو فلم سينمائي . وقد أشارت أيضا إلى أن العمل الإنتاجي الفعلي قد بدأ مع بدء المخرج رون هاورد الحائز على جائزة الأوسكار التجهيز للانطلاق هذه الأيام في تصوير فيلم الإثارة الديني "شفرة دافنشي" المقتبس عن الرواية وسيعرض الفيلم في شهر أيار 2006 . استقطب مخرج الفيلم الممثل البريطاني بول بيتانى لينضم إلى أبطاله، حيث سيلعب بيتانى دور رجل متعصب مصاب بالبهاق يدعى سيلاس. وسينضم بيتانى إلى كل من الممثل الأمريكي توم هانكس والفرنسي جان رينو والبريطانيين إيان مكليلان وألفريد مولينا والممثلة أودرى تاوتو الوجه الأنثوي في البطولة. تناول المخرج قصة فيلمه من هذه الرواية وسيتطرق وبأسلوب روائي بحت لأحداث ٍمن حياة المسيح وسيرته ولكن بصورة تختلف تماما عن الصورة التي وردت في الكتب السماوية.. كما يصور الفيلم "الفاتيكان" بصورة مؤسسة دينية متسلطة ، لكن الحبكة ، قد جاءت ، كما قال بعض متابعي السيناريو في الصحافة البريطانية ، في إبراز دور المؤسسات الدينية ودور المجتمع الذكورى الذي ساد المجتمعات البشرية في الالفى سنة الماضية ودورهم في تجاهل مساهمة المرأة ودورها الاساسى في الحضارات البشرية عبر العصور الطويلة الماضية .
يتحدث سيناريو الفيلم عن ملحمة بوليسية – دينية – تاريخية – سياسية مشوقة تلتمس العثور على " الكأس المقدسة " التي شرب منها المسيح في العشاء الأخير. والتي راح المسيحيون فيما بعد يجدون في البحث عنها، كما تتحدث الرواية عن صراع تاريخي بين رؤيتين مختلفتين لما يتعلق بملحمة البحث عن الكأس المقدسة :
الرؤية الأولى : تصر على إبراز الدور المهم والرئيسي الذي لعبته "ماريا المجدلية" في الديانة المسيحية. وبكونه اكبر بكثير من مجرد كونها ـ اى المجدلية ـ مثالاً لحادثة تبرز خصلة التسامح في الدين المسيحي .
الرؤية الثانية : تنفى اى دور للمجدلية بخلاف كونها المثال الذى رسخ مبدأ التسامح فى العقيدة.
أما كيف أصبح دافنشى طرفا في هذه الملحمة ، فهو في الفيلم دائما من أنصار الرؤية الأولي ، وانه قد استخدم شفرات في كل أعماله، بدءا بالموناليزا، ووصولا إلى "العشاء الأخير" تشير وتذكر بهذا الدور الأنثوي في الحضارة البشرية.
ورغم أن الفيلم ليس فيلماً وثائقياً تبشيرياً يحاول إقناع المشاهد بحقيقة تاريخية معينة ــ كما تشير الصحافة البريطانية ــ فإنه في تناوله المثير سيسلط الضوء على حقائق متعددة ـ لا حقيقة واحدة ـ طرحت في الكتاب وقدمت رؤى انقلابية لتاريخ المسيحية وتاريخ المسيح ؛ وهو ما دفع الناقد البريطاني مارك لوسون بوصفها " بالهراء الخلاب " ..
السؤال الدافنشي الأخير هو :
لقد أحدثت رواية دافنشي كود حرجا كبيرا أمام الفاتيكان ،
فهل يحدث فيلم دافنشي كود الروائي الطويل حرجا أعظم ..؟
اما رابط التحميل فهو
http://www.megaupload.com/sa/?d=BWNACAXT
او الرابط الثاني
http://abooks.tipsclub.com/index.php?act=view&id=1060
باسوورد فك الضغط للكتاب المحمل على الرابط الثاني هو
(inlove)
لا اعرف ان كانت هذه الرواية موجودة في هذا المنتدى المبارك لكن احببت ان اضيفها للفائدة العامة
وهذه مقالة منقولة تتناول استعراض موجز للرواية
هل يمكن اعتبار الرواية ذات منهج عقلي تنويري رغم أنها اعتمدت على الأسلوب البوليسي ألتشويقي ..؟ أم أنها اعتمدت على منهج إنكار " المقدس " في الدين المسيحي أوانها اعتمدت شكلا روائيا " غريبا " ، جذابا ومثيرا ، للتشكيك بالعقيدة المسيحية التي وجد فيها بعض كتاب الإخوان المسلمين في سوريا ـ على موقع انترنت ــ أنها تشكك بالعقائد الدينية الأخرى ومنها العقيدة الإسلامية . ربما لم يكن الروائي دان براون يقصد غير كشف التفاعلات والتأثيرات المتبادلة بين المسيحية والأديان " السابقة " لها وبشكل محدد بين الوثنية والمسيحية بالرغم من وجود شعور لدى أي قارئ يقظ أن الرواية موصولة بالدين اليهودي أيضاً في بعض التفصيلات الروائية الجانبية التي نجد دان براون يسخر من بعضها سخرية غير مباشرة لكنها لاذعة . ففي الرواية يتعمد المؤلف الدخول في تفاصيل ذات أبعاد فنية تؤطر رواية الحداثة فعليا . كان هدف التفاصيل أولا وأخيرا هو محاولة دان براون في صنع عملية التقاء المشاهد والأفكار الخيالية في الصراعات الدينية ــ السياسية مع المقولات المقدسة السياسية ــ الدينية ــ المسيحية خصوصا ، وبعضهم وجدها التقاء مع الدين الإسلامي أيضا ، كما جاء في بعض انتقادات الصحافة الإسلامية الإيرانية للرواية نفسها .
خلاصة القول أن رواية شفرة دافنشي تدور مروحتها حول مواضيع حساسة تتعلق بصلب الاعتقاد المسيحي وتتعرض للدور الخطير الذي قام به الإمبراطور قسطنطين الروماني في ترسيخ المسيحية الحديثة لدوافع سياسية تحفل بالصراخ والعمل في سبيل الحفاظ على السلطة عن طريق خلق " دين " صار هجينا لأنه جمع بين " المسيحية " التي كان الناس يؤمنون بها وبين " الوثنية " التي كان هو يؤمن بها.
تضمنت التصورات الهجينة الجديدة أمورا تشكك في مجمل الاعتقاد المسيحي استنادا إلى الصور و" الحقائق " التالية التي يستدل بها كشواهد :
أولاً : أقراص الشمس المصرية القديمة التي أصبحت هالات تحيط برؤوس القديسين الكاثوليكيين .
وثانيا : الرموز التصويرية لإيزيس وهي تحضن طفلها الرضيع المعجزة "حورس" جعلها مثل "مريم" تحتضن المسيح الرضيع ..
ثالثاً : إن تاج الأسقف والمذبح والمناولة كلها طقوس مستمدة مباشرة من أديان قديمة وثنية غامضة .
رابعاً : إن تاريخ ميلاد المسيح 25 ديسمبر/ كانون الأول هو أيضا تاريخ ميلاد أوزيريس وأدونيس وكريشنا، وحتى يوم العطلة الأسبوعية الأحد هو يوم عابدي الشمس أيضا (Sunday، أي يوم الشمس). كما أن يوم 25 ديسمبر هو عيد ميلاد الإله الفارسي "مثرا " الذي يعود إلى ما قبل ميلاد المسيح.
خامساً : تنسف الرواية حقائق عقدية مسيحية غاية في الرسوخ من قبيل أن ألوهية المسيح حاجة ملحة وضرورية للسلطة السياسية تم اعتمادها كضرورة فقط . وقد جرى ذلك في مدينة "نيقية" التي شهدت عن طريق التصويت الذي شارك فيه كهان مسيحيون، ولادة فكرة آلوهية المسيح وغير ذلك من الأسس الأخرى.
سادساً : إن المثير ما قالته الرواية من أن قسطنطين أمر بإنجيل جديد أبطل الأناجيل السابقة التي تتحدث عن إنسانية المسيح وبشريته وجمعها وحرقها كلها.
موقف الفاتيكان من الرواية
على ضوء هذه الأفكار والتصورات لم يكن بمقدور الأصوات الفاتيكانية أن تصمت طويلا لابتلاع صدى الضجة القوية التي أحدثتها الرواية في الكنائس العالمية التي كانت تشهد في بريطانيا وفرنسا وروسيا وأمريكا وإيطاليا واليونان وفي كل العالم قعقعة قوية فيها صراخ ونقد وعذاب لكن ليس فيها قدرة فلسفية لا على مناطحة خيال دان بروان ولا على مناطحة ما يبدو من واقعية جوهر وثائقه . لذلك تحركت الكنيسة الكاثوليكية في ايطاليا وهي تحمل شعلة ضئيلة وصوتا ضعيفا ضد ما أسمته " الأكاذيب عديمة الحياء التي تضمنتها رواية دافينتشي كود " .
أدلى بهذه التصريح الكاردينال تارجيسيو برتوني ، كاردينال جنوا ، كاسراً بذلك الصمت الرسمي للفاتيكان حول الرواية المذكورة. لكن هذا الصوت لم يكن قادرا كما يبدو على إقناع العديد من القراء بما تقوله الرواية من " إنكار الكنيسة الكاثوليكية الحقائق حول وجود ابن للمسيح من " زوجته " مريم المجدلية ". . وهي حقائق يرى كثير من الكرادلة أن موسيقاها تملك من قوة التأثير على القراء مثل ما تملكه موسيقى القـِرب من تأثير سريع مباشر على سامعيها ومشاهديها ، مما جعل " كاردينال جنوا " ينكر انه تلقى تعليمات من الفاتيكان للرد على ادعاءات مؤلف رواية دافنشي كود ، ثم أدعى أن تصريحاته هي " مجرد أفكار شخصية بعد أن أصبح الناس يصدقون مثل هذه الأكاذيب التي تدهشني وتقلقني " . لكنه سرعان ما أعرب عن مخاوفه في تصريح في تموز الماضي لصحيفة "الجورنالي" الايطالية قائلا: "ا لكتاب موجود في كل مكان من العالم . . هناك خطر أن يصدق من يقرأه أن الحكايات التي يحويها حقيقية ". لم تعلق دار النشر "راندوم هاوس" التي نشرت الكتاب على هجوم الكنيسة. . كما لم يعلق دان براون نفسه بأي شيء ،بينما يلاقى كتاب "شيفرة دافينتشي" كل يوم رواجا كبيرا ولا زال يتصدر قائمة المبيعات في العالم أجمع ، خاصة وأن المؤلف سبق وأن قال عن مضمون كتابه : ( إن كل الفن والمعمار والشعائر السرية والجماعات السرية التي يصورها الكتاب هي حقائق تاريخية ).
حاول رجل كنائسي آخر هو الكاردينال بيرتوني عبر حلقة دراسية دينية بعنوان " قصة بدون تاريخ " من أجل " كشف الأكاذيب " حسب تعبيره من تلك الواردة في الكتاب . وفي واحدة من نشرات أخبار محطة الـ BBC التي عرضت ظهر يوم الجمعة الموافق 18 مارس 2005، قالت معدة التقرير إن " الفاتيكان المدينة " و " فاتيكان السياسة " و " فاتيكان السلطة الدينية " صارت محط شكوك الجميع بسبب روايات دان براون. وأشارت معدة التقرير إلى أن السرية تحيط بكثير من شؤون هذه الدولة، وبعد أن كانت محل احترام المسيحيين، لم تعد تروق لهم ، خاصة بعد روايتيّ دان براون دافنشي كود وملائكة وشياطين. فكلتا الروايتين تكشف عن تاريخ مثير للجدل حول أصول الدين المسيحي لا ترغب الفاتيكان في وجوده وتسعى إلى إخفائه. وما زالت صور السياحة لدولة الفاتيكان تشهد الكثير من السياح قصدوا إيطاليا وروما والفاتيكان بالتحديد كي يزوروا أماكن بعينها ذكرها براون في روايته الأخرى (ملائكة وشياطين). السياح كانوا يحملون الكتب الدينية المسيحية جنباً إلى جنب مع الرواية الجديدة التي وصفت، تماماً كما وصفت قبلها رواية شيفرة دافنشي، بأنها (كتاب قنبلة). ــ رواية ملائكة وشياطين صدرت باللغة العربية مؤخرا عن الدار العربية للعلوم – بيروت ــ وقد نشرت وكالة الأنباء الفرنسية بتاريخ 18-3-2005 خبراً يتلخص في دعوة الفاتيكان لعدم شراء أو حتى قراءة رواية (شفرة دافنشى) وجاء تعليل الفاتيكان لهذا القرار على لسان الكاردينال تارسيزيو بيرتونى أنه "لا يمكن صنع رواية بإضفاء طابع مخادع على وقائع تاريخية والتشهير بشخصية تاريخية تنبع مكانتها وشهرتها من تاريخ الكنيسة والبشرية" في إشارة إلى ارتباط دافنشى بكنيسة روما بعد تنفيذه رائعته (العشاء الأخير) لكنيسة "سانتاماريا" ..
من هو مؤلف الرواية
السؤال في كل صحيفة عالمية تتناول دافنشي كود يبدأ هكذا : من هو هذا الكاتب الذي صار ظاهرة في عالم النشر؟ هذا ما حاولت إذاعة البي بي سي في الفترة التي ظل مثل هذا السؤال يرن في آذان الملايين من الناس في العالم أن تجيب عليه في الفترة بين آذار – تموز الماضيين وأن تلقي عليه بعض الضوء .
حسب موقع الإنترنت الخاص بالمؤلف دان براون ، يقول أنه يستيقظ مبكرا ويبدأ الكتابة كل يوم في الساعة الرابعة صباحا، ويضع ساعة قديمة أمامه على المكتب حيث يغادر مكتبه كل 60 دقيقة لتحريك عضلاته. كما يرتدي أحيانا أحذية خاصة تساعده على البقاء في وضع مقلوب - قدماه إلى أعلى ورأسه إلى أسفل، ويقول : " أن البقاء في وضع مقلوب يساعدني على حل عقد الحبكة الدرامية عن طريق تغيير الزاوية التي أنظر بها إلى الأشياء. "
ولم يقل دان براون إذا كان هذا الوضع المقلوب قد ساعده في تطوير الخط الدرامي في روايته المثيرة للجدل - دافينشي كود - لكن من الواضح أنه تحول معها من كاتب روايات " إثارة وتشويق " إلى " ظاهرة عالمية " في الدين والسياسة يثار الجدل الكثير حوله ليس في الصحافة والراديو والتلفزيون حسب بل في المقرات الكنسية وفي المعاهد والجامعات العلمانية .
فرواية دافنشي كود رواية بوليسية كلاسيكية فعلا ، كما سبق أن أشرت إلى ذلك سابقا ، وما شعرت به أيضا . وهذا ما يقر به جميع من قرأ الرواية لأنها تحمل صفة أسلوبية لطيفة تغمر القارئ برغبة المتابعة إذ تجعله مشدودا بالمتابعة للأفكار الجديدة والأحداث الجديدة الواردة فيها . يشعر القارئ منذ بداية الرواية أنها تعتمد على " مؤامرة " عالمية تتعلق بالكأس المقدس (الذي يقال إن المسيح عليه السلام شرب منه في العشاء الأخير)، وتخوض أحداثها في تفاصيل كثيرة حول الرموز في الرسم والخط .
إعادة النظر بمعتقدات الديانة المسيحية
لا يمكن لقارئ هذه الرواية أن لا يحس بمثل هذه " المؤامرة " حين يجد أن ليس بينها وبين المعتقدات الدينية أية فواصل .. هكذا وجدت نفسي على الأقل .. لذلك فان قيادة الفاتيكان تجد في الرواية مشاهد قاتمة عن الدين المسيحي الذي خلقته " السياسة " وأصبح هذا الدين سجينا في قفصها الحديدي . دان براون ربط وقائع روايته بالدين المسيحي المرتبط بالسياسة من خلال " جمعية سيون الدينية " التي جعلها محور الرواية التي كشفت مكتبة باريس الوطنية عام 1975 عن مخطوطات ووثائق سرية لها، وتبين أن من بين أعضائها ليوناردو دافنشي وغيره من الأسماء الشهيرة من قبيل إسحق نيوتن وفيكتور هوغو .
من هم السيونيون وما هي عقيدتهم . هكذا سألت نفسي ولا شك أن كل قارئ قد يسأل نفس السؤال .
يجيب دان براون في روايته ليقول أن المسيحية والسيونية شيئان مرتبطان تماما . يعتقد "السيونيون" أن المسيحية دخلت منعطفا تاريخيا عندما " تنصّر " الإمبراطور قسطنطين، الذي أدخل " تعديلات " خطيرة على المسيحية الأولى ، مخالفة لسياقها وانتمائها الأصلي لسلسلة الديانات والرسل مثل ابتداعه " آلوهية المسيح " وأن المسيحية الحالية هي مسيحية من صنع قسطنطين، وأن المسيحية الحقيقة هي ما يؤمن به هؤلاء "السيونيون".
تعرض القصة من خلال سردها للأحداث لكثير من المعتقدات التي يبدو واضحا أمام عيون القراء أنها تشكل خطا أحمر بالنسبة لمسيحيي اليوم على اختلاف طوائفهم ، ومثال ذلك أن المسيح باعتقاد جماعة "السيونيين" رجل عادي تزوج من مريم المجدلية ، وأنجب منها بنتا سميت "سارة" وأن ذريتها الملكية ــ باعتبار أن المسيح من ذرية داود وسليمان ــ باقية حتى اليوم . وهنا يروح المؤلف يبحث لا في المشاهد المألوفة بل يبحث عن وظيفة أعضاء جمعية سيون التي هي أساسا حماية هذه الأسرة الملكية من نسل المسيح ومريم المجدلية والحفاظ عليها. وبالعودة لأحداث القصة فإن "سونيير" مدير متحف اللوفر هو آخر رئيس للجمعية، وهو أيضا من هذه السلالة الملكية.
القصة إذن تعرض وتبشر بـ"المسيحيين الجدد"، وهؤلاء المسيحيون (الجدد) بحسب السرد التاريخي الذي امتزج بالروائي في "شفرة دافنشي" هم "السيونيون".
"السيونية".. والمسيحية الوثنية
استهدى دان براون بما هو مثير في التاريخ المسيحي خاصة في عصر قسطنطين نفسه الذي وجد نفسه قويا يريد ركوب موجتي الدين والسياسة في نطاق براعة السيونية فقد ظل وثنيا ، ولم يتنصر، بل إنه لم " يتعمد " إلا وهو على سرير الموت عندما كان أضعف من أن يعترض على ذلك ، وكان الدين الرسمي في عهده هو عبادة الشمس، وكان قسطنطين كبير كهنتها، لكن لسوء حظه كان هناك هياج ديني متزايد يجتاح روما؛ إذ تضاعف أتباع المسيحية على نحو مذهل، وبدأ المسيحيون والوثنيون يتصارعون إلى درجة تهديد الإمبراطورية الرومانية بالانقسام.
أمام ما وجده من أشكال مختلفة حول سلطانه من أياد طويلة وكروش ضخمة وأفاعي وأشرار كثيرين رأى قسطنطين أنه يجب اتخاذ قرار حاسم، فقرر عام 325 توحيد الإمبراطورية تحت لواء دين واحد هو المسيحية، لكنه في الواقع أنشأ دينا هجينا مقبولا من الطرفين، وذلك بدمج الرموز والطقوس الوثنية والمسيحية معا.
في الرواية، الكثير من المادة العلمية التاريخية والدينية التي تفيد الباحث في مجال الأديان. فالكاتب في مقدمة روايته يؤكد أن كل ما يسرده بالغ الدقة والمصداقية. وهو لذلك يسمي الأحداث والمنظمات بأسمائها الحقيقية، ويؤرخ للأحداث التاريخية بدقة بالغة.
وربما كان تاريخ المسيحية كما يسرده دان براون هو الأكثر أهمية بالنسبة للجيل المسيحي المعاصر ، فهو الذي أثار حفيظة الفاتيكان ضد ما كتبه براون الذي يبطل في روايته مزاعم تسعى الكنيسة إلى أن تثبتها بشتى الطرق حتى لو خالفت في إثباتها الدين والمنطق والتاريخ والعلمية. حيث يؤكد براون بالأدلة التاريخية التي يسردها أبطال روايته : أن المسيحية التي يعتنقها مسيحيو اليوم ليست إلا نسخة محدثة عن الوثنية paganism وأن المسيحية كدين رباني حرفت تماماً بعد وفاة المسيح ، وأن للكنيسة "تاريخاً مليئاً بالخداع والعنف" (والكلام لبراون في الفصل 128 من الرواية).
لا يكتفي براون بالتهجم على ماضي الكنيسة بل يصل إلى حاضرتها (الفاتيكان) ويحكي عن قصتها مع الجماعة الدينية المتطرفة التي كانت تحت رعاية البابا سابقاً وتعرف بال Opus Die، ويشرح للقارئ كيف أن الفاتيكان قدم لهذه الجماعة مبلغ 200 مليون يورو قبل أن يفصلها عنه، بعد أن صار تطرفها يثير استياء البابا. الـ Opus Die لا تزال تمارس نشاطها حتى اليوم.
الرواية سيناريو سينمائي
أشارت الكثير من التقارير الصحفية الانكليزية والفرنسية والأمريكية إلى تحويل الرواية إلى سيناريو فلم سينمائي . وقد أشارت أيضا إلى أن العمل الإنتاجي الفعلي قد بدأ مع بدء المخرج رون هاورد الحائز على جائزة الأوسكار التجهيز للانطلاق هذه الأيام في تصوير فيلم الإثارة الديني "شفرة دافنشي" المقتبس عن الرواية وسيعرض الفيلم في شهر أيار 2006 . استقطب مخرج الفيلم الممثل البريطاني بول بيتانى لينضم إلى أبطاله، حيث سيلعب بيتانى دور رجل متعصب مصاب بالبهاق يدعى سيلاس. وسينضم بيتانى إلى كل من الممثل الأمريكي توم هانكس والفرنسي جان رينو والبريطانيين إيان مكليلان وألفريد مولينا والممثلة أودرى تاوتو الوجه الأنثوي في البطولة. تناول المخرج قصة فيلمه من هذه الرواية وسيتطرق وبأسلوب روائي بحت لأحداث ٍمن حياة المسيح وسيرته ولكن بصورة تختلف تماما عن الصورة التي وردت في الكتب السماوية.. كما يصور الفيلم "الفاتيكان" بصورة مؤسسة دينية متسلطة ، لكن الحبكة ، قد جاءت ، كما قال بعض متابعي السيناريو في الصحافة البريطانية ، في إبراز دور المؤسسات الدينية ودور المجتمع الذكورى الذي ساد المجتمعات البشرية في الالفى سنة الماضية ودورهم في تجاهل مساهمة المرأة ودورها الاساسى في الحضارات البشرية عبر العصور الطويلة الماضية .
يتحدث سيناريو الفيلم عن ملحمة بوليسية – دينية – تاريخية – سياسية مشوقة تلتمس العثور على " الكأس المقدسة " التي شرب منها المسيح في العشاء الأخير. والتي راح المسيحيون فيما بعد يجدون في البحث عنها، كما تتحدث الرواية عن صراع تاريخي بين رؤيتين مختلفتين لما يتعلق بملحمة البحث عن الكأس المقدسة :
الرؤية الأولى : تصر على إبراز الدور المهم والرئيسي الذي لعبته "ماريا المجدلية" في الديانة المسيحية. وبكونه اكبر بكثير من مجرد كونها ـ اى المجدلية ـ مثالاً لحادثة تبرز خصلة التسامح في الدين المسيحي .
الرؤية الثانية : تنفى اى دور للمجدلية بخلاف كونها المثال الذى رسخ مبدأ التسامح فى العقيدة.
أما كيف أصبح دافنشى طرفا في هذه الملحمة ، فهو في الفيلم دائما من أنصار الرؤية الأولي ، وانه قد استخدم شفرات في كل أعماله، بدءا بالموناليزا، ووصولا إلى "العشاء الأخير" تشير وتذكر بهذا الدور الأنثوي في الحضارة البشرية.
ورغم أن الفيلم ليس فيلماً وثائقياً تبشيرياً يحاول إقناع المشاهد بحقيقة تاريخية معينة ــ كما تشير الصحافة البريطانية ــ فإنه في تناوله المثير سيسلط الضوء على حقائق متعددة ـ لا حقيقة واحدة ـ طرحت في الكتاب وقدمت رؤى انقلابية لتاريخ المسيحية وتاريخ المسيح ؛ وهو ما دفع الناقد البريطاني مارك لوسون بوصفها " بالهراء الخلاب " ..
السؤال الدافنشي الأخير هو :
لقد أحدثت رواية دافنشي كود حرجا كبيرا أمام الفاتيكان ،
فهل يحدث فيلم دافنشي كود الروائي الطويل حرجا أعظم ..؟
اما رابط التحميل فهو
http://www.megaupload.com/sa/?d=BWNACAXT
او الرابط الثاني
http://abooks.tipsclub.com/index.php?act=view&id=1060
باسوورد فك الضغط للكتاب المحمل على الرابط الثاني هو
Tipsclub