رحيق مختوم
Member
اَلْحَمْدُ لِلِه وَحْدَه، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير، نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَسْاَلُهُ تَثْبِيتاً لِاِيمَانِنَا وَاِرْضَاءً لِمَا قَسَمَ اللهُ لَنَا، وَاَنْ يَجْعَلَنَا دَائِماً مِنَ الصَّابِرِينَ، وَاَنْ يَجْعَلَنَا دَائِماً مِنَ الَّذِينَ اِذَا اَخْطَؤُوا اَنَابُوا اِلَى رَبِّهِمْ فَقَبِلَ اللهُ تَعَالَى تَوْبَتَهُمْ، نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَسْاَلُهُ السَّلَامَةَ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ، وَنَسْاَلُهُ الْعَمَلَ الصَّالِحَ الَّذِي يُقَرِّبُنَا اِلَيْهِ زَلْفَى، فَهُوَ وَلِيُّنَا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ، نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِير، وَنَسْتَفْتِحُ بِالَّذِي هُوَ خَيْر:{رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَاِلَيْكَ اَنَبْنَا وَاِلَيْكَ الْمَصِير، رَبَّنَا لَاتَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ ظَلَمُوا، وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا( وَنَسْتَفْتِحُ دَائِماً بِهَذَا الْخَيْرِ الْعَظِيمِ، لَعَلَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَكْشِفُ عَنْ اُمَّتِنَا وَعَنْ بِلَادِنَا الْغُمَّةَ؟ لِنَعُودَ اِلَى اَحْسَنَ مِمَّا كُنَّا عَلَيْهِ مِنْ اَمْنٍ وَاَمَانٍ؟ وَمِنْ نَصْرٍ لِلْحَقِّ؟ وَمِنْ هَزِيمَةٍ لِلْبَاطِلِ، فَاَنْتَ يَارَبُّ مَلَاذُنَا، وَاَنْتَ مُغِيثُنَا، فَصَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ وَتَحَنَّنْ وَتَفَضَّلْ عَلَى نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآَلِهِ الطَّيِّبِينَ وَاَصْحَابِهِ الْمَيَامِينِ، وَعَلَى كُلِّ مَنِ اهْتَدَى بِهَدْيِهِ وَاسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ اِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلِّمْ تَسْلِيماً كَثِيراً يَارَبَّ الْعَالَمِينَ، اَمَّا بَعْدُ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اِنَّ الْمَآَقِيَ لَتَمْتَلِىءُ دَمْعاً، وَاِنَّ الْعُيُونَ لَتَذْرِفُ دَماً، وَاِنَّ اَوْصَالَ الْاِنْسَانِ كَادَتْ تَتَقَطَّعُ؟ لِمَا يَحْدُثُ مِنْ اَحْدَاثٍ؟ وَلِمَا تَمُرُّ بِهِ الْبِلَادُ مِنْ مِحَنٍ وَابْتِلَاءَات، وَلِذَلِكَ اَمَلُنَا بِاللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اَمَلٌ عَظِيم، وَلَكِنْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اَيُّهَا الشَّبَاب: اَيُّهَا الْكُهُول: اَيُّهَا الشُّيُوخ: اَيُّهَا النِّسَاء: مَاذَا قَدَّمْنَا بَيْنَ اَيْدِينَا لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: مِنْ سُورَةِ مَرْيَمَ قَوْلُ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ اَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ! فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيَّا؟ اِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً، فَاُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَايُظْلَمُونَ شَيْئَا، جَنَّاتِ عَدْنِ(نِ( الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْب، اِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَاْتِيَّا، لَايَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً اِلَّا سَلَاماً، وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيَّا، تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيَّا(نَعَمْ اَخِي: مَاذَا يَنْفَعُنِي اِذَا قُلْتُ: اَللهُ اَكْبَرَ وَاَنَا لَااُعَظِّمُ اللهَ تَعَالَى فِي نَفْسِي؟ مَاذَا يَنْفَعُ اِذَا قُلْتُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ وَاَنَا لَمْ اُلَبِّ اَمْرَهُ وَلَا اَسْتَجِيبُ لَهُ؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اِنَّ لِلنَّصْرِ عَلَى أَيِّ طَاغِيَةٍ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ مُقَدِّمَاتٍ؟ وَاِنَّ لِلنَّصْرِ اَسْبَاباً؟ وَلِلْهَزِيمَةِ كَذَلِكَ اَسْبَابُهَا؟ وَهَذِهِ الْآَيَاتُ الَّتِي قَرَاْتُهَا عَلَى مَسَامِعِكُمُ الْكَرِيمَةِ مِنْ سُورَةِ مَرْيَمَ وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ(نَعَمْ اَخِي: كَانَتِ الْآَيَةُ الَّتِي قَبْلَ هَذِهِ الْآَيَةِ: قَدْ ذَكَرَتْ عِبَادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ مِنْ هَذِهِ الْفِئَةِ الَّتِي ذَهَبَتْ اِلَى رَبِّهَا رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً، وَلَكِنْ جَاءَ مِنْ بَعْدِهَا {خَلْفٌ(نَعَمْ اَخِي: وَالْخَلْفُ بِتَسْكِينِ اللَّامِ، اِنَّمَا هُمُ الْاَشْرَارُ، وَالْخَلَفُ بِفَتْحِ اللَّامِ: هُمُ الْاَخْيَارُ، وَلِذَلِكَ خَلَفَ مِنْ بَعْدِ هَؤُلَاءِ الْاَخْيَارِ الَّذِينَ ذَكَرَتْهُمُ الْآَيَةُ الْكَرِيمَةُ {خَلْفٌ اَضَاعُوا الصَّلَاةَ(نَعَمْ اَخِي: اَوَّلُ اَمْرٍ ارْتَكَبُوهُ: اَنَّهُمْ اَضَاعُوا الصَّلَاة(نَعَمْ اَخِي: وَكَمْ مِنَّا مَنْ يُضَيِّعُ الصَّلَاةَ! وَكَمْ مِنَّا لَايَعْرِفُ الصَّلَاةَ اِلَّا يَوْمَ الْجُمُعَةِ! وَكَمْ مِنَّا يُصَلِّي وَلَايَتَاَدَّبُ بِآَدَابِ الصَّلَاةِ الَّتِي مِنْ ثَمَرَاتِهَا اَنَّهَا تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ: بِدَلِيل ِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَاَقِمِ الصَّلَاةَ: اِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر(فَاَنْتَ اَيُّهَا الشَّابُّ: اَيُّهَا النَّاشِىءُ الْحَدِيثُ: هَلْ فَكَّرْتَ فِي حُقُوقِ اللهِ عَلَيْكَ؟ هَلْ اَدَّيْتَ الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا فِي اَوْقَاتِهَا الْمُحَدَّدَةِ؟ هَلِ امْتَنَعْتَ عَنِ الْمُحَرَّمَاتِ وَالْجَرْيِ وَرَاءَهَا؟ هَلِ امْتَنَعْتَ عَنِ الشَّهَوَاتِ الْمُحَرَّمَة؟ هَلْ غَضَضْتَّ بَصَرَكَ اِذَا رَاَيْتَ سَوْاَةً مِنَ السَّوْآَت؟ هَلْ عَامَلْتَ وَالِدَيْكَ الْمُعَامَلَةَ الْحَسَنَةَ بِالْاِحْسَانِ اِلَيْهِمَا؟ هَلْ دَرَسْتَ دُرُوسَك؟ هَلْ حَصَّلْتَ تَحْصِيلاً عِلْمِيّاً لِتَكُونَ عُضْواً نَافِعاً فِي الْمُجْتَمَع؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: هَذِهِ هِيَ تَلْبِيَةُ الله، هَذَا هُوَ تَكْبِيرُ الله، هَذَا هُوَ تَعْظِيمُ اللهِ فِي الْاَنْفُس، فَنَحْنُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: مَاذَا نَرَى فِي مُجْتَمَعِنَا مِنْ مَفَاسِدَ: لَوْ اَنَّ كُلَّ مَفْسَدَةٍ حَاسَبَنَا اللهُ تَعَالَى عَلَيْهَا، لَمَا كَتَبَ لَنَا نَصْراً اَبَداً، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اِنَّهَا مَفَاسِدُ كَثِيرَةٌ! وَعَلَى رَاْسِهَا الصَّلَاةُ الَّتِي تُضَّيَع! نَعَمْ اَخِي: اِذْهَبِ الْآَنَ وَانْظُرْ اِلَى الْمَلَاهِي وَاِلَى الْمَقَاهِي! فَاِنَّكَ تَرَى رُوَّادَهَا اَكْثَرَ مِنْ رُوَّادِ الْمَسْجِدِ بِكَثِير! فَكَيْفَ اِذَا قُلْنَا يَارَبِّ اسْتَجَابَ اللهُ لَنَا! اَمَا قَرَاْنَا قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ:{وَاِذَا سَاَلَكَ عِبَادِي عَنِّي؟ فَاِنِّي قَرِيبٌ، اُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ اِذَا دَعَانِ؟ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي( نَعَمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِدَاعِي الصَّلَاةِ الَّذِي يَدْعُو اِلَى عِبَادَتِي بِقَوْلِهِ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاح، اَلصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْم{وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون(هَلْ لَبَّيْنَا دَاعِيَ الله؟ هَلْ بَنَيْنَا الْاِسْلَامَ عَلَى خَمْسَةِ اَرْكَانٍ اِسْلَامِيَّةٍ وَهِيَ {شَهَادَةُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ؟ وَاَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ؟ وَاِقَامَةُ الصَّلَاةِ؟ وَاِيتَاءُ الزَّكَاةِ؟ وَصَوْمُ رَمَضَانَ؟ وَحَجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ اِلَيْهِ سَبِيلَا؟ اَمْ لَعَلَّنَا رُبَّمَا بَنَيْنَاهُ عَلَى خَمْسَةِ اَرْكَانٍ شَيْطَانِيَّةٍ مِنَ الْخَمْرِ! وَالْمَيْسِرِ! وَالْمُخَدِّرَاتِ! وَالتَّدْخِينِ! وَالطَّعْنِ عَلَى اللهِ! وَكِتَابِهِ! وَعَلَى رَسُولِهِ! وَعَلَى اَزْوَاجِ رَسُولِهِ! وَعَلَى صَحَابَتِهِ! وَآَلِ بَيْتِهِ! نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَكُلُّ هَذِهِ الْاَرْكَانِ الْاِسْلَامِيَّةِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا قَدْ تَسْقُطُ عَنِ الْاِنْسَان، نَعَمْ اَخِي: قَدْ تَسْقُطُ عَنْكَ الزَّكَاةُ؟ لِاَنَّكَ لَاتَمْلِكُ نِصَابَهَا، وَقَدْ يَسْقُطُ عَنْكَ الْحَجُّ؟ لِاَنَّكَ لَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَحُجَّ، وَقَدْ يَسْقُطُ عَنْكَ الصَّوْمُ اِذَا كُنْتَ مَرِيضاً، نَعَمْ اَخِي: وَلَكِنْ رُكْنَانِ مِنَ الْاَرْكَانِ لَايَسْقُطَانِ عَنْكَ اَبَداً؟ اَتَدْرِي اَخِي مَاهُمَا؟ اِنَّهُمَا الصَّلَاةُ، وَالشَّهَادَتَان، نَعَمْ اَخِي مَاهُمَا الشَّهَادَتَانِ؟ هَلْ هُمَا شَهَادَتَا الْبِرِيفِي وَالْبَكَالُورْيَا! وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: بَلْ هُمَا شَهَادَةُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ، وَاَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله، نَعَمْ اَخِي: فَهَاتَانِ الشَّهَادَتَانِ لَاتَسْقُطَانِ عَنْكَ بِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَالِ اَبَدا، ًنَعَمْ اَخِي: وَكَذَلِكَ الصَّلَاةُ: لَاتَسْقُطُ عَنْكَ بِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَالِ اَبَداً مَادَامَ فِيكَ عَقْلٌ يُفَكِّرُ، وَمَادَامَ فِيكَ قَلْبٌ يَنْبُضُ: فَاِنَّ الصَّلَاةَ تَكُونُ مُلَازِمَةً وَلَازِمَةً لَكَ، نَعَمْ اخي: وَالصَّلَاةُ تَتَكَيَّفُ هَيْئَتُهَا حَسَبَ قُدْرَةِ الْاِنْسَان؟ فَاِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ اَنْ يُصَلِّيَ قَائِماً، صَلَّى قَاعِداً، اَوْعَلَى جَنْبِهِ عَلَى الْهَيْئَةِ الَّتِي يَسْتَرِيحُ بِهَا، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اِنَّهَا بَلِيَّةُ الْبَلَايَا الْعُظْمَى عَلَى تَارِكِ الصَّلَاةِ! فَاِذَا كَانَ اللهُ قَدْ اَمَرَ عِنْدَ النِّدَاءِ اِلَى صَلَاةِ الْجُمُعَةِ بِتَرْكِ الْبَيْعِ وَهُوَ عُنْصُرٌ هَامٌّ مِنَ الْحَرَكَةِ الِاقْتِصَادِيَّةِ الْهَادِفَةِ! فَمَا بَالُكَ اَخِي بِمَنْ يَسْتَمِعُونَ اِلَى خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ مِنْ خَارِجِ الْمَسْجِدِ وَلَايُصَلُّونَ وَلَايُهْرَعُونَ اِلَى الصَّلَاة! مَابَالُكَ بِمَنْ هُمْ عَاكِفُونَ عَلَى وَرَقِ الشَّدَّةِ! عَاكِفُونَ عَلَى وَرَقِ الزَّهْرِ! هَلِ الشَّدَّةُ وَوَرَقُ الزَّهْرِ اَفْضَلُ عِنْدَكَ اَخِي مِنَ الله! نَعَمْ اَخِي: اِنَّهَا بَلِيَّةُ الْبَلَايَا! اِنَّهَا الرِّبَا اَيْضاً! فَهَلِ امْتَنَعْنَا عَنِ التَّعَامُلِ بِالرِّبَا اِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبِّي! طَيِّبْ اَخِي: وَالْمُجْتَمَعُ الَّذِي يَتَعَامَلُ بِالرِّبَا! مَنِ الَّذِي يُحَارِبُه؟ اِنَّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ عَمَلاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَابَقِيَ مِنَ الرِّبَا اِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، فَاِنْ لَمْ تَفْعَلُوا، فَاْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ، وَرَسُولِهِ(نَعَمْ اَخِي: اَللهُ وَرَسُولُهُ مَعاً يُحَارِبَانِ الْمُجْتَمَعَ الْاِيمَانِيَّ الْمُسْلِمَ الَّذِي يَتَعَامَلُ بِالرِّبَا قَبْلَ اَنْ يُحَارِبَا الْمُجْتَمَعَ الْكَافِرَ الَّذِي يَتَعَامَلُ بِهَا اَيْضاً، نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا بِالنِّسْبَةِ لِلرِّبَا، نَعَمْ اَخِي: وَاِذَا قُطِعَتِ الْاَرْحَامُ! مَاذَا تَكُونُ النَّتِيجَة:{فَهَلْ عَسَيْتُمْ اِنْ تَوَلَّيْتُمْ اَنْ تُفْسِدُوا فِي الْاَرْضِ وَتُقَطِّعُوا اَرْحَامَكُمْ! اُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ، فَاَصَمَّهُمْ، وَاَعْمَى اَبْصَارَهُمْ( فَاَيُّ خَيْرٍ فِي مُجْتَمَعٍ اَعْمَى اللهُ بَصَائِرَهُ وَاَصَمَّهُ وَلَعَنَهُ وَطَرَدَهُ مِنْ رَحْمَتِهِ! نَعَمْ اَخِي: اَلَيْسَتْ هَذِهِ الْاَمْرَاضُ تَفْتِكُ بِنَا فِي مُجْتَمَعَاتِنَا! نَعَمْ اَخِي: اِنَّهُ الْكَذِبُ الَّذِي انْتَشَرَ انْتِشَاراً لَامَثِيلَ لَهُ مُتَجَاهِلاً لِقَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَايُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللهِ، وَاُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُون(اِنَّهُ لَايُفْلِحُ الْكَاذِبُونَ( وَلَافَلَاحَ مَعَ الْكَذِبِ، فَانْظُرْ اَخِي اِلَى الْكَذِبِ عَلَى كُلِّ الْمُسْتَوَيَات! نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اِنَّهَا بَلَايَا عَظِيمَةٌ اُصِيبَ بِهَا الْمُجْتَمَعُ الْمُؤْمِنُ قَبْلَ الْكَافِرِ! وَاَنْتَ اَيُّهَا الْغَشَّاشُ الْغَاشُّ! يَامَنْ تَخْلُطُ لَحْمَ الضَّاْنِ اَوْ لَحْمَ الْبَقَرِ الطَّازَجِ بِاللَّحْمِ الْمُسْتَوْرَدِ وَتَبِيعُهُ عَلَى اَنَّهُ لَحْمٌ طَازَجٌ! اَتَدْرِي مَاهِيَ عُقُوبَةُ مُحَمَّدٍ لَكَ[مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنَّا(فَاَنْتَ اِذاً غَشَشْتَ النَّاسَ وَبِغِشِّكَ هَذَا، فَاِنَّكَ تَخْرُجُ عَنْ جَمَاعَةِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام، فَكَيْفَ سَتَنْتَصِرُونَ عَلَى الظَّالِمِينَ الطُّغَاةِ بَعْدَ كُلِّ هَذَا الَّذِي ذَكَرْنَاهُ مِنْ اِضَاعَةِ الصَّلَاةِ، وَالزَّكَاةِ، وَالتَّعَامُلِ بِالرِّبَا، وَقَطِيعَةِ الْاَرْحَامِ، وَالْغِشِّ، وَالرَّشْوَةِ، وَالِاحْتِكَارِ، وَالسَّرِقَةِ، وَاَكْلِ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ{فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ اُحِلَّتْ لَهُمْ(فَاَصْبَحُوا لَايَسْتَطِيعُونَ اَنْ يَاْكُلُوا وَلَوْ قِطْعَةً صَغِيرَةً مِنَ الْحَلْوَى وَلَوْ رَغِيفاً مِنَ الْخُبْزِ اِلَّا بِحَذَرٍ شَدِيدٍ جِدّاً مِنِ ارْتِفَاعِ اَوِ انْخِفَاضِ السُّكَّرِ اَوِ الضَّغْطِ اَوْ الشُّحُومِ الثُّلاثِيَّةِ {وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللِه كَثِيراً! وَاَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ! وَاَكْلِهِمْ اَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ! وَاَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً اَلِيمَا( فَاتْرُكِ الْغِشَّ يَااَخِي اِذاً، وَاتْرُكْ هَذِهِ الْمُحَرَّمَاتِ جَمِيعاً قَبْلَ اَنْ تُكَبِّرَ اللهَ وَتُلَبِّيَهُ تَلْبِيَةَ الْمُنَافِقِينَ وَتُبْ اِلَى الله، نَعَمْ تُبْ اِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً قَبْلَ اَنْ يَسْتَمِرَّ هَذَا الْمُسَلْسَلُ الدَّمَوِيُّ الَّذِي نُعَانِي مِنْهُ كَثِيراً، وَاعْلَمُوا اَيُّهَا النَّاسُ جَمِيعاً مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِينَ: اَنَّهُ كُلَّمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ رَخِيصاً عِنْدَكُمْ بِمَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ وَحَرَامٍ وَاَوَامِرَ وَنَوَاهِي وَتَكَالِيفَ وَاَمْرٍ بِاتِّبَاعِ الرَّسُولِ وَالْعَمَلِ بِسُنَّتِهِ! كَانَتْ دِمَاؤُكُمْ اَرْخَصَ عِنْدَ اللهِ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ الْمَلَائِكَةِ{اَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ(مِنْ هَؤُلَاءِ النَّاسِ الَّذِينَ جَعَلُوكَ يَارَبِّ رَخِيصاً عِنْدَهُمْ وَجَعَلُوا كَلَامَكَ اَرْخَصَ{وَنَبَذُوهُ وَرَاءَهُمْ ظِهْرِيّاً{وَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ{وَاتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورَا(وَاَنْتَ يَارَبُّ الْعَزِيزُ الْغَالِي عَلَى قُلُوبِنَا نَحْنُ مَعَاشِرَ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ{نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ، قَالَ اِنِّي اَعْلَمُ مَالَاتَعْلَمُون(نَعَمْ: اَعْلَمُ اَنَّ مِنْ بَيْنِ هَؤُلَاءِ النَّاسِ مَنْ اَنَا عَزِيزٌ غَالٍ عَلَى قَلْبِهِ اَشَدَّ مِنْ غَلَاوَتِي عَلَى قُلُوبِكُمْ اِلَى دَرَجَةِ اَنَّهُ سَيَجْعَلُ مِنْ عِظَامِهِ وَلَحْمِهِ وَدِمَائِهِ فِدَاءً وَسِلْعَةً رَخِيصَةً مِنْ اَجْلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي وَاِعْلَاءً لِكَلِمَاتِي، فَطُوبَى لِمَنْ جَاهَدَ بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ وَزَوْجِهِ وَوَلَدِهِ وَاَرْحَامِهِ مِنْ اَجْلِي، وَلَكِنِّي بِالْمُقَابِلِ: اَعْلَمُ اَنَّ هُنَاكَ مِنْ عَبِيدِي مَنْ يَجْعَلُ دَمَهُ وَدَمَ عَبْدِي وَرَسُولِي عِيسَى! بَلْ وَدِمَاءَ الرُّسُلِ وَالنَّاسِ جَمِيعاً رَخِيصاً فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ وَعَمَلِهِ مِنَ الْخَمْرِ! بَلْ يَجْعَلُ مِنْ لَحْمِهِ خُبْزاً رَخِيصاً اَيْضاً لَايَكْفِي لِحَيَاةِ الْاِنْسَانِ! وَمَا بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الْاِنْسَانُ! فَكَيْفَ تَتَّخِذُونَ مِنْ عِيسَى اِلَهاً مَعْبُوداً لَايَكْفِي جَسَدُهُ وَلَادَمُهُ لِحَيَاةِ الْاِنْسَانِ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآَخِرَةِ! وَكَيْفَ يَسْتَطِيعُ عِيسَى اَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى وَيَبْعَثُهُمْ مِنْ قُبُورِهِمْ بِغَيْرِ اِذْنٍ مِنَ اللهِ اِذَا كَانَ لَحْمُهُ وَدَمُهُ لَايَكْفِي لِحَيَاةِ اِنْسَان! نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة:{وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَاْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ! فَكَفَرَتْ بِاَنْعُمِ اللهِ! فَاَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُون(نَعَمْ اَخِي: قَرْيَة! مَدِينَة! بَلَدْ! رِزْقُهَا يَاْتِيهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ! رِزْقاً وَاسِعاً! فَكَفَرَتْ بِاَنْعُمِ اللهِ! فَكَيْفَ كَفَرَتْ بِاَنْعُمِ الله؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: سَخَّرَتْ نِعَمَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا يُغْضِبُ الله! نَعَمْ اَخِي: هَكَذَا سَخَّرَتِ النِّعَم! وَهَذَا نَوْعٌ مِنَ الْكُفْرِ بِالنِّعَمِ {فَذَاقَتْ وَبَالَ اَمْرِهَا! وَكَانَ عَاقِبَةُ اَمْرِهَا خُسْراً( وَبَدَّلَ اللهُ شِبَعَهَا اِلَى جُوعٍ! وَاَمْنَهَا اِلَى خَوْفٍ! نَعَمْ اَخِي: اَلنَّاسُ جَمِيعاً الْيَوْمَ خَائِفُون، اَلضُّعَفَاءُ، وَالْاَقْوِيَاءُ، وَالْفُقَرَاءُ، وَالْاَغْنِيَاء، اَلْكُلُّ خَائِف، وَالْخَوْفُ جُنْدِيٌّ مِنْ جُنُودِ الله! نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: بَعْضُ النَّاسِ يُحَاسِبُ اللهَ بِقَوْلِهِ: لِمَاذَا يَارَبَّنَا لَاتَرْفَعُ عَنَّا الْبَلَاءَ! وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ: هَلْ رَفَعْتُمْ اَنْتُمْ عَنْ اَنْفُسِكُمُ الْمَعَاصِي؟ هَلْ رَفَعْتُمْ مِنْ قُلُوبِكُمْ وَخَلَعْتُمْ مِنْهَا الْغِلَّ؟ وَالْحِقْدَ؟ وَالضَّغِينَةَ؟ وَالْحَسَدَ؟ وَالْمَكْرَ؟ وَالِاتِّهَامَاتِ الْبَاطِلَةَ؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَحِقُّ لَكُمْ اَنْ تَقُولُوا يَارَبَّنَا لِمَاذَا تَفْعَلُ بِنَا كَذَلِكَ؟ نَعَمْ اَخِي: اِنَّهَا الْمَعَاصِي الَّتِي اسْتَمْرَاَهَا النَّاسُ وَاسْتَسَاغُوهَا وَاُعْجِبُوا بِهَا! وَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذِهِ السَّهَرَاتِ اِلَى آَخِرِ اللَّيْلِ! وَاِنِّي وَاثِقَةٌ مَعَ الْاَسَفِ: اَنَّ كَثِيراً مِنَ الَّذِينَ يُصَلُّونَ: لَوْ فَتَّشْتَهُمْ اَخِي، لَوَجَدْتَّ عِنْدَهُمُ السَّجَائِرَ، وَلَوَجَدْتَّهُمْ فِي اللَّيْلِ يَسْهَرُونَ اِلَى آَخِرِ اللَّيْلِ لِمَاذَا؟ هَلْ{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ( عَلَى زَوْجَاتِهِمْ وَاَوْلَادِهِمْ وَاَرْحَامِهِمُ الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ؟ اَمْ اَنَّهُمْ يُحْرِقُونَ اَمْوَالَهُمْ وَيُحْرِقُونَ صِحَّتَهُمْ وَعَافِيَتَهُمْ بِهَذَا الدُّخَانِ، وَبِهَذَا الْمُعَسَّلِ الَّذِي يَفْتِكُ بِالصِّحَّةِ وَيُحْرِقُهَا وَيُبِيدُهَا عَنْ بَكْرَةِ اَبِيهَا: بِرِئَتَيْهَا، وَقَلْبِهَا، وَمَعِدَتِهَا، وَاَمْعَائِهَا، بَلْ كُلِّ عُضْوٍ مِنْ جَسَدِهَا! فَاَيْنَ التَّوْبَةُ اِلَى الله؟ اَيْنَ الِانْخِلَاعُ عَنْ حُبِّ الدُّنْيَا وَعَنْ زَخْرَفَتِهَا وَعَنْ زِينَتِهَا وَعَنْ مَتَاعِهَا الْحَرَامِ؟ وَلَااَقُولُ الْحَلَالَ؟ لِاَنَّ الْحَلَالَ لَهُ شَاْنٌ آَخَرُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي اَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ! قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَة(لَكِنْ مِنْ دُونِ اِسْرَافٍ وَلَاتَبْذِيرٍ مُحَرَّمٍ لَا فِي الْحَلَالِ وَلَا فِي الْحَرَامِ اَيْضاً، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ نَمُرُّ بِهَذِهِ الظُّرُوفِ الْعَصِيبَةِ الَّتِي تُدْمِي الْقَلْبَ قَبْلَ اَنْ تَجْعَلَ الْاَعْيُنَ تَدْمَع، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: كَمْ يَذْهَبُ مِنَ الْبُرَءَاء! كَمْ يَذْهَبُ مِنَ الْبَرِيئِينَ! وَفِيَ كُلِّ يَوْمٍ يُقْتَلُونَ! وَمَعَ ذَلِكَ: فَاِنَّ النَّاسَ جَمِيعاً اِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبِّي يَبْخَلُونَ عَلَى هَؤُلَاءِ الْاَبْرِيَاءِ كَمَا يَبْخَلُونَ عَلَى اَنْفُسِهِمْ اَيْضاً اَنْ يَضْرِبَ اللهُ بِهِمْ جَمِيعاً الْمَثَلَ فِي الْاِيمَانِ كَمَا ضَرَبَهُ قَدِيماً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آَمَنُوا امْرَاَةَ فِرْعَوْنَ(حِينَمَا صَلَبَهَا فِرْعَوْنُ عَلَى صَلِيبِ الْجُذُوعِ مِنَ النَّخْلِ، وَقَبْلَ اَنْ تَخْرُجَ رُوحُهَا الطَّاهِرَةُ، وَقَبْلَ اَنْ تَلْفِظَ اَنْفَاسَهَا الْاَخِيرَةَ قَالَتْ{رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ(وَاخْتَارَتِ الْجَارَ وَهُوَ رَبُّهَا سُبْحَانَهُ قَبْلَ اَنْ تَخْتَارَ دَارَهُ وَمَا عِنْدَهُ مِنْ نَعِيمِ الْجَنَّةِ سُبْحَانَهُ فِي قَوْلِهَا{وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ، وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين(نَعَمْ: هَؤُلَاءِ الْاَبْرِيَاءُ وَعَلَى رَاْسِهِمُ امْرَاَةُ فِرْعَوْنَ الْبَرِيئَةُ الطَّاهِرَةُ، لَايَسْتَحِقُّ هَؤُلَاءِ الظَّالِمُونَ الْاَوْغَادُ اَنْ يَعِيشُوا مَعَهُمْ عَلَى وَجْهِ هَذِهِ الْمَعْمُورَةِ، وَلِذَلِكَ يَضُمُّهُمُ اللهُ اِلَيْهِ؟ لِاَنَّ الْجَنَّةَ تَشْتَاقُ اِلَيْهِمْ كَمَا تَشْتَاقُ اِلَى عَمَّارَ وَبِلَالَ وَصُهَيْبَ وَاِلَى آَلِ رَسُولِ اللهِ وَاَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ؟ لِاَنَّ اللَهَ حَرِيصٌ عَلَى عَدَمِ انْقِرَاضِ النَّسْلِ الْبَشَرِيِّ فِي جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْاَرْضُ بَعِيداً عَنْ نَارٍ وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَة، وَاَمَّا هَؤُلَاءِ الظَّالِمُونَ: فَاِنَّهُمْ حَرِيصُونَ عَلَى انْقِرَاضِ النَّسْلِ الْبَشَرِيِّ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ فِي الْوَقْتِ الَّذِي هُمْ فِيهِ حَرِيصُونَ عَلَى عَدَمِ انْقِرَاضِ النَّسْلِ الْحَيَوَانِيِّ الْمُتَوَحِّشِ حَتَّى وَلَوْ كَانَ دُبّاً اَوْ دَيْنَاصُوراً! فَاَيْنَ حُقُوقُ الْاِنْسَانِ عِنْدَ هَؤُلَاءِ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ! هَلْ ذَهَبَتْ اَدْرَاجَ الرِّيَاحِ لِتَكُونَ كَبْشَ الْفِدَاءِ لِحُقُوقِ الْحَيَوَانِ الْكَلْبِ الْيَهُودِيِّ وَالصَّلِيبِيِّ الْقَذِر! نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَهَذِهِ التَّفْجِيرَاتُ الَّتِي تَحْدُثُ فِي بِلَادِنَا وَبِلَادِ الْعَالَمِ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ وَتُودِي بِحَيَاةِ الْاَبْرِيَاءِ الَّذِينَ لَايَسْتَحِقُّونَ قَبْلَ غَيْرِهِمْ مِنَ الَّذِينَ يَسْتَحِقُّون؟؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمُونَ الَّذِينَ يُفَجِّرُونَ وَلَايَرْعَوْنَ حُرْمَةً وَلَا كَرَامَةً وَلَايَرْعَوْنَ اِلّاً و ذِمَّةً وَلَا وَقَاراً! وَلِذَلِكَ يَارَبّ: قُولُوا آَمِينَ اَيُّهَا الْاِخْوَة: يَارَبّ: كُلُّ مَنْ يَقُومُ بِهَذِهِ التَّفْجِيرَات: كُلُّ مَنْ يَقْتُلُ الْبُرَءَاءَ: كُلُّ مَنْ يَهْدُمُ الْبُيُوت: فَاجْعَلْ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ، كُلُّ مَنْ يَنْتَهِكُ الْاَعْرَاض، كُلُّ مَنْ يَسْفِكُ الدِّمَاء، كُلُّ مَنْ يُبِيدُ الْحَجَرَ وَالشَّجَرَ وَالْيَابِسَ وَالْاَخْضَر، فَاجْعَلْ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ وَخُذْهُ يَارَبِّ اَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ كَائِناً مَنْ كَان، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: كُلُّ هَذِهِ الْاَحْدَاثِ الْاَلِيمَةِ الَّتِي تَجْرِي فِي بِلَادِنَا الْحَبِيبَةِ وَفِي غَيْرِهَا مِنْ بُلْدَانِ الْعَالَمِ، تَدْعُونَا جَمِيعاً اِلَى اَنْ نُرَاجِعَ حِسَابَاتِنَا مَعَ الله، فَيَااَيُّهَا الشَّعْبُ الْعَرَبِيُّ السُّورِيّ: وَيَااَيَّتُهَا الْاُمَّةُ الْاِسْلَامِيَّةُ: لِمَاذَا سَلَّطَ اللهُ عَلَيْكِ عَدُوَّكِ مُتَجَاهِلاً سُبْحَانَهُ كَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ لِقَوْلِهِ{وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلَا(لِمَاذَا الْعَالَمُ يَتَآَمَرُ عَلَيْنَا وَيَتَآَمَرُ عَلَى اِسْلَامِنَا وَيَتَآَمَرُ عَلَى اَوْطَانِنَا؟ لِمَاذَا وَنَحْنُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ لَنَا الْحَقُّ اَنْ نَسْاَلَ هَذَا السُّؤَالَ وَاَنْ نَعْرِفَ الْحَقِيقَةَ الَّتِي تَخْفَى عَلَى اَذْهَانِ اَكْثَرِ النَّاسِ وَلَكِنَّهَا لَاتَخْفَى عَلَى اللِه اَبَداً؟ فَكَيْفَ يُسَلِّطُ اللُهُ عَلَيْنَا سُبْحَانَهُ الْكَافِرِينَ ثُمَّ يَقُولُ{وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلَا(مَاهَذَا الْعَجَبُ الْعُجَابُ فِي كَلَامِ اللهِ الَّذِي يَحْسَبُهُ الْجَاهِلُ مُتَنَاقِضاً يُنَاقِضُ بَعْضُهُ بَعْضاً؟ وَمَالَنَا الْآَنَ نَرَى اَنَّ هُنَاكَ لِغَيْرِ الْمُسْلِمِينَ وَلِغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْكَافِرِينَ سَبِيلاً وَتَسَلُّطاً عَلَى الْمُسْلِمِينَ! بَلْ عَلَى رِقَابِهِمْ اَيْضاً! بَلْ عَلَى اَطْفَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ وَشُيُوخِهِمْ وَضُعَفَائِهِمْ مِنْ هَؤُلَاءِ الْاَبْرِيَاءِ الَّذِينَ لَاحَوْلَ لَهُمْ وَلَاقُوَّة! وَهَلْ وَعْدُ اللهِ لَنَا بِالنَّصْرِ فِي مَوَاضِعَ مِنَ الْقُرْآَنِ وَآَيَاتٍ كَثِيرَةٍ هُوَ كَفَقَاقِيعِ الصَّابُونِ الَّتِي تَتَلَاشَى وَتَخْتَفِي بَعْدَ ثَوَانِي مِنْ نَفْخِهَا مِنْ فَمِ الْاَطْفَالِ الَّذِينَ يَلْعَبُونَ بِهَا! نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اِنَّهَا تَسَاؤُلَاتٌ كَثِيرَةٌ لَابُدَّ اَنْ نُجِيبَ عَلَيْهَا فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ وَلَوْ بِاخْتِصَار، وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَة: هَلْ نَتَّهِمُ اللهَ اَمْ نَتَّهِمُ اَنْفُسَنَا؟ هَلْ مِنَ الْعَدْلِ اَنْ نَتَّهِمَ اللهَ بِاَنَّهُ تَخَلَّى عَنَّا قَبْلَ اَنْ نَتَّهِمَ اَنْفُسَنَا اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ بَلْ لَابُدَّ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ قَبْلَ اَنْ نَتَّهِمَ اللهَ اَنْ نَتَّهِمَ اَنْفُسَنَا اَوّلاً! فَنَحْنُ هَلْ لَبَّيْنَا نِدَاءَ اللهِ فِي قَوْلِهِ{اُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ اِذَا دَعَانِ(لَكِنْ بِشَرْط{فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي(وَهَذَا الشَّرْطُ فِي الْقُرْآَنِ، وَاَمَّا فِي السُّنَّةِ: فَهُوَ اَنْ يَكُونَ الَّذِي يُرِيدُ اَنْ تَكُونَ دَعْوَتُهُ مُسْتَجَابَةً: مَطْعَمُهُ غَيْرَ حَرَامٍ: وَمَشْرَبُهُ غَيْرَ حَرَامٍ: وَغِذَاؤُهُ غَيْرَ حَرَامٍ: اِلَى آَخِرِ مَاهُنَالِكَ مِنْ شُرُوطٍ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَسْتَجِيبَ اللهُ دُعَاءَنَا، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: لَكِنْ هُنَاكَ سُؤَالٌ مُهِمٌّ جِدّاً جِدّاً جِدّاً اُرِيدُ اَنْ اَسْاَلَ ضَمَائِرَكُمْ فِيهِ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ وَاُرِيدُكُمْ اَنْ تَصْحُوا مَعِي مِنْ غَفْلَتِكُمْ؟ لِتَعْرِفُوا الْحَقِيقَةَ كَامِلَةً! وَهُوَ التَّالِي: وَاَقُولُ لَكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: اَنَّنَا حَتَّى وَلَوْ لَبَّيْنَا نِدَاءَ اللهِ، فَهَلْ نَحْنُ مُحْصَنُونَ وَمَعْصُومُونَ وَمُعَافَوْنَ وَمَحْمِيُّونَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ، وَالْجُوعِ، وَنَقْصٍ مِنَ الْاَمْوَالِ، وَالْاَنْفُسِ، وَالثَّمَرَاتِ، وَبَشِّرِ الصَّابِرِين{ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ(قَبْلَ{الْخَيْرِ فِتْنَة{اَحَسِبَ النَّاسُ اَنْ يُتْرَكُوا اَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَايُفْتَنُون( اِيَّاكُمْ اَنْ تَقُولُوا لِي اَيُّهَا الْاِخْوَةُ{اِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ(مِنْ دُونِ صَلَاتِهِمْ( لِاَنَّ هَؤُلَاءِ يَصْبِرُونَ صَبْرَ الشَّيَاطِين( اِيَّاكُمْ اَنْ تَقُولُوا {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ(مِنْ دُونِ اَنْ يُصَلِّيَ هَؤُلَاءِ الصَّابِرُون لِمَاذَا؟ لِاَنَّنِي فَوْراً سَاَحْتَجُّ عَلَيْكُمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ اِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِين(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَكُلُّ هَذَا الْكَلَامِ الَّذِي اَقُولُهُ مَصْدَرُهُ الْقُرْآَن، وَوَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ لَمْ اَجْلِبْ مِنْهُ شَيْئاً مِنْ بَيْتِ اَبِي، وَمَعَ ذَلِكَ اَقُولُ لَكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: اَبْشِرُوا! فَاِنَّ الشَّرَّ اِذَا جَاءَ مِنَ اللهِ! فَاِنَّهُ وَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ هُوَ لَا يَجِيءُ اِلَّا بِالْخَيْرِ! وَوَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ هُوَ مَازَالَ اللهُ يُحِبُّنَا! كَيْفَ ذَلِك! وَاَقُولُ لَكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: كُلَّمَا كَانَتْ عُقُوبَةُ اللهِ الشَّدِيدِ الْعِقَابِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ شَدِيدَةً عَلَيْنَا، كَانَ ذَلِكَ دَلِيلاً عَلَى اَنَّ اللهَ يُحِبُّنَا حُبّاً شَدِيداً! بَلْ هُوَ حُبٌّ اَشَدُّ مِنْ هَذِهِ الْعُقُوبَةِ الشَّدِيدَةِ الَّتِي يُسَلِّطُهَا عَلَيْنَا لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ سُبْحَانَهُ اَيُّهَا الْاِخْوَة: يُرِيدُ مِنْكُمْ اَنْ تَعُودُوا اِلَى اَحْضَانِهِ الْاِلَهِيَّةِ الرَّبَّانِيَّةِ، وَاَنْ يَنْتَزِعَكُمْ مِنْ اَحْضَانِ الشَّيَاطِينِ مَهْمَا كَانَ الثَّمَن، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَاَضْرِبُ لَكُمْ مَثَلاً: وَلِلِه الْمَثَلُ الْاَعْلَى لَوْ دَخَلْتَ اَخِي اِلَى بَيْتِكَ، وَاَنْعَمَ اللهُ عَلَيْكَ بِحَدِيقَةٍ اَوْ جُنَيْنَةٍ قَرِيبَةٍ اَوْ مُلَاصِقَةٍ لِبَيْتِكَ، ثُمَّ رَاَيْتَ وَلَدَكَ مَعَ ابْنِ الْجِيرَانِ وَمَعَ اِنْسَانٍ غَرِيبٍ عَنْكَ لَاتَعْرِفُهُ يَلْعَبُونَ بِالْقُمَارِ! وَيُدَخِّنُونَ! وَيَفْعَلُونَ اَشْيَاءَ رُبَّمَا لَاتُرْضِيكَ! فَحِينَمَا تَدْخُلُ اِلَى دَارِكَ وَتَتَفَاجَاُ بِذَلِكَ! فَعَلَى مَنْ تَغْضَبُ اَكْثَرَ؟ وَمَنْ تُعَاقِبُ اَكْثَرَ؟ نَعَمْ اَخِي: سَتَغْضَبُ عَلَى وَلَدِكَ اَكْثَرَ مِنْ غَضَبِكَ عَلَى ابْنِ الْجِيرَانِ، وَرُبَّمَا تَصْفَعُهُ صَفْعَةً قَوِيَّةً؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَسْتَفِيقَ؟ اَوْ يُفِيقَ مِنْ غَفْلَتِهِ، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا ابْنُ الْجِيرَانِ: فَاِنَّكَ رُبَّمَا تُكَلِّمُهُ كَلِمَةً فِيهَا شَيْءٌ مِنَ الشِّدَّةِ، وَاَمَّا الْغَرِيبُ: فَاِنَّكَ لَاتُبَالِي بِهِ اِلَّا اِذَا اَرَدْتَّ نُصْحَهُ، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ حِينَمَا يُعَاقِبُنَا اللهُ بِهَذِهِ الصَّفَعَاتِ الْقَوِيَّةِ الْمُتَلَاحِقَةِ، فَاِنَّهُ يَقُولُ لَنَا: اِسْتَفِيقُوا اَوْ اَفِيقُوا مِنْ غَفْلَتِكُمْ! اِسْتَفِيقُوا مِنْ رَقْدَتِكُمْ! اِسْتَفِيقُوا مِنْ سُبَاتِكُمْ! فَاَنَا قَادِرٌ عَلَى اَنْ اَجْعَلَ عَالِيَهَا سَافِلَهَا! وَقَادِرٌ عَلَى اَنْ اُدَمِّرَ الْمُتْرَفِينَ!{وَاِذَا اَرَدْنَا اَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً اَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا! فَفَسَقُوا فِيهَا! فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ! فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرَا(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: عَلَيْكُمْ اَنْ تَسْتَفِيقُوا مِنْ غَفْلَتِكُمْ بِسُرْعَةٍ وَقَبْلَ فَوَاتِ الْاَوَانِ، آَخِذِينَ بِعَيْنِ الِاعْتِبَارِ وَالْجِدِّيَّةِ قَوْلَهُ تَعَالَى{وَسَارِعُوا اِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْاَرْضُ اُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اَللُهُ تَعَالَى حِينَمَا يُعَاقِبُنَا وَيُعَاقِبُكُمْ بِهَذِهِ الْقَسْوَةِ الشَّدِيدَةِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ اِلَى هَزَّةٍ قَوِيَّةٍ قَاسِيَةٍ جِدّاً تَجْعَلُكُمْ تَسْتَفِيقُونَ(يُوقِظُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً( وَتُفِيقُونَ مِنْ سَكْرَتِكُمْ وَاِدْمَانِكُمْ عَلَى عَمَلِ الشَّيْطَانِ الَّذِي يَلْعَبُ بِكُمْ وَيَجْعَلُكُمْ كَالْمَجَانِينَ بِحُبِّهِ وَحُبِّ عِبَادَتِهِ وَعَمَلِهِ الْخَبِيثِ وَقَدْ كَانَ كَيْدُهُ عَلَيْكُمْ ضَعِيفاً مُنْذُ الْبِدَايَةِ اِلَى اَنْ جَعَلْتُمْ اَنْتُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ مِنْ كَيْدِهِ كَيْداً قَوِيّاً جِدّاً بِمَا تُسَاعِدُونَهُ عَلَى الْكَيْدِ لَكُمْ مِنْ اَنْفُسِكُمُ الْاَمَّارَةِ بِسُوءِ الْهَوَى لَكُمْ وَلِغَيْرِكُمْ؟ بِسَبَبِ اِدْمَانِكُمْ عَلَى عَمَلِهِ وَعِبَادَتِهِ وَحُبِّهِ الَّذِي كَانَ شَرَاباً مُنْعِشاً وَمُسْكِراً لِقُلُوبِكُمْ وَلَايَنْفَكُّ عَنْكُمْ بِهَذِهِ السُّهُولَةِ وَالْبَسَاطَةِ اِلَّا بِهَذِهِ الْهَزَّةِ الرَّبَّانِيَّةِ الشَّدِيدَةِ الْقَاسِيَةِ مِنْ هَذِهِ الْعُقُوبَاتِ الرَّبَّانِيَّةِ الْمُتَلَاحِقَةِ؟ لِتَتَّخِذُوا مِنْ شَيَاطِينِ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ اَعْدَاءً لَكُمْ؟ وَلِتَتَمَكَّنَ عَدَاوَتُهُمْ جَيِّداً فِي قُلُوبِكُمْ؟ وَلِتَتَسَامَحُوا مَعَ مَنْ يَسْتَحِقُّ التَّسَامُحَ مِنْ عَدُوِّكُمْ؟ وَلِتَنْبُذُوا تَسَامُحَكُمْ عَلَى مَنْ لَايَسْتَحِقُّهُ مِنْهُمْ عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ الشَّيْطَانَ(الْاِنْسِيَّ وَالْجِنِّيَّ{لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً، اِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ؟ لِيَكُونُوا مِنْ اَصْحَابِ السَّعِير( وَلِذَلِكَ كَانَ لَابُدَّ لَهُ سُبْحَانَهُ اَنْ يُجَازِفَ بِحَيَاةِ هَؤُلَاءِ الْاَبْرِيَاءِ؟ مِنْ اَجْلِ اَلَّا تَاْتِيَ نَارُ الْجَحِيمِ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ عَلَى الْاَخْضَرِ وَالْيَابِسِ مِنْهُمْ وَمِنْكُمْ وَمِنْ اِيمَانِكُمْ وَدِينِكُمْ وَتَقْوَاكُمْ وَاِنْسِكُمْ وَجِنِّكُمْ وَاِيمَانِهِمْ اَيْضاً، نَعَمْ: نَحْنُ لَانُنْكِرُ اَنَّ اللهَ تَعَالَى قَادِرٌ عَلَى اَنْ يَاْتِيَ بِالْآَيَاتِ وَالْمُعْجِزَاتِ الْهَائِلَةِ الَّتِي تَجْعَلُ هَؤُلَاءِ الظَّالِمِينَ اَثَراً بَعْدَ عَيْنٍ فِي لَمْحِ الْبَصَرِ بَلْ بِكَلِمَةِ كُنْ فَيَكوُنُونَ هَبَاءً مَنْثُوراً اِلَى الْجَحِيمِ، وَلَكِنْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: هَلْ تُرِيدُونَ اَنْ يَظَلَّ سُبْحَانَهُ اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ عُرْضَةً لِلسُّخْرِيَةِ وَالِاسْتِهْزَاءِ وَالتَّكْذِيبِ مِنْ هَؤُلَاءِ الظَّالِمِينَ الْمُكَذِّبِينَ الَّذِينَ قَالَ اللهُ فِيهِمْ{اِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَايُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْاَلِيم{وَاِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ اِعْرَاضُهُمْ: فَاِنِ اسْتَطَعْتَ اَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْاَرْضِ اَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاءِ فَتَاْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ، وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَاتَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِين{وَمَامَنَعَنَا اَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ(الْمُعْجِزَاتِ{اِلَّا اَنْ كَذَّبَ بِهَا الْاَوَّلُون(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: فَاِذَا كُنْتُمْ لَاتَرْضَوْنَ اَنْ يَبْقَى سُبْحَانَهُ اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ عُرْضَةً لِلسُّخْرِيَةِ وَالِاسْتِهْزَاءِ وَالتَّكْذِيبِ مِنْ هَؤُلَاءِ، فَعَلَيْكُمْ اَنْ تُدَافِعُوا عَنْ جَلَالِهِ وَعَظَمَتِهِ وَقُدْسِيَّتِهِ وَجَنَابِهِ الشَّرِيفِ الطَّاهِرِ بِالْغَالِي وَالرَّخِيصِ مِمَّا تَمْلِكُونَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْاَبْرِيَاءِ الضُّعَفَاءِ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ اَجْدَادُكُمُ الضُّعَفَاءُ مِمَّنْ قَامَتْ هَذِهِ الدَّوْلَةُ الْاِسْلَامِيَّةُ عَلَى اَكْتَافِهِمْ قَدِيماً كَبِلَالٍ وَعَمَّارَ وَصُهَيْبٍ وَغَيْرِهِمْ مِنْ صَحَابَةِ رَسُولِ الله، وَكَمَا كَانَ يَفْعَلُ النَّصَارَى الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْمَسِيحِ حَقَّ الْاِيمَانِ حِينَمَا رَضُوا وَفَضَّلُوا اَنْ يُلْقُوا بِاَنْفُسِهِمْ فِي نَارِ الْجَحِيمِ فِي اُخْدُودٍ مُحْرِقٍ حَفَرَهُ لَهُمُ الظَّالِمُونَ عَلَى اَنْ يَتْرُكُوا دِينَ الْمَسِيحِ الْحَقَّ الَّذِي يَاْمُرُهُمْ بِلَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ عِيسَى عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ آَخَرَ يَاْتِي مِنْ بَعْدِهِ اسْمُهُ اَحْمَدُ وَهُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اَللهُ تَعَالَى لَمْ يَبْخَلْ عَلَيْكُمْ بِنِعَمٍ هَائِلَةٍ لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى، وَمِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى{اَوَلَمْ يَرَ الْاِنْسَانُ(الْمُسْلِمُ وَغَيْرُ الْمُسْلِمِ{اَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئَا( وَهُوَ اَيْضاً يَغَارُ عَلَيْكُمْ، فَكَيْفَ تَبْخَلُونَ اَنْتُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ بِذَرَّةٍ مِنَ الْغَيْرَةِ عَلَى شَرَفِ اللهِ وَقُدْسِيَّتِهِ وَجَلَالِهِ وَعَظَمَتِهِ وَجَنَابِهِ الشَّرِيفِ وَحُرُمَاتِهِ الَّتِي تُنْتَهَكُ عَلَى مَرْاَى وَمَسْمَعٍ مِنْكُمْ! وَكَيْفَ تَبْخَلُونَ بِدِمَائِكُمْ وَاَمْوَالِكُمْ وَاَنْتُمْ تَعْلَمُونَ جَيِّداً قَوْلَ الشَّاعِرِ: لَايَسْلَمُ الشَّرَفُ الْاِلَهِيُّ الرَّبَّانِيُّ الرَّفِيعُ مِنَ الْاَذَى، حَتَّى يُرَاقَ عَلَى جَوَانِبِهِ الدَّمُ{اِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ(بِسَبِّهِمَا وَشَتْمِهِمَا{لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً عَظِيماً(فِي الدُّنْيَا بِقَتْلِكُمْ لَهُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اِنْ لَمْ يَتُوبُوا، وَفِي الْآَخِرَةِ بِمَا يَخْلَعُ الْقُلُوبَ مِنَ الْخَوْفِ وَالرُّعْبِ وَالْعَذَابِ الْاَلِيمِ الْمُحْرِق، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اَللهُ تَعَالَى يَقُولُ عَنْ دِمَاءِ الْاُضْحِيَةِ{لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلَادِمَاؤُهَا، وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: وَاَمَّا لُحُومُكُمْ! وَاَمَّا دِمَاؤُكُمْ! فَيَنَالُهَا اللهُ؟ لِيُطَيِّبَهَا بِرِيحِ الْمِسْكِ! بَلْ اِنَّ خَلُوفَ اَفْوَاهِكُمْ وَاَنْتُمْ صَائِمُونَ وَهُوَ مَايَصْدُرُ مِنْهَا مِنْ رَائِحَةٍ كَرِيهَةٍ! لَهُوَ وَاللهِ اَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ كَمَا وَرَدَ ذَلِكَ فِي حَدِيثٍ صَحِيح... نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: هَذَا هُوَ الْقُرْآَنُ، فَلِمَاذَا لَانَتَعَامَلُ مَعَ الْقُرْآَن! لِمَاذَا تَصِيرُ بِلَادُنَا بِلَاداً فِيهَا كُلُّ اِرْهَابِيٍّ بِغَيْرِ حَقٍّ يُرِيدُ اَنْ يُنَفِّسَ عَمَّا فِي نَفْسِهِ حَتَّى اَضْحَتِ الشَّامُ وَحَلَبُ وَغَيْرُهَا مِنَ الْمُدُنِ مَرْتَعاً لِهَذِهِ التَّفْجِيرَاتِ، وَلِهَذِهِ الِاعْتِدَاءَاتِ، وَلِهَذَا السَّفْكِ لِلدِّمَاء، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: عَلَيْنَا اَنْ نَعُودَ اِلَى وَضْعِنَا الْحَقِيقِيِّ وَهُوَ الْاَسَاسُ الَّذِي بَنَاهُ اللهُ لَنَا لِنُشِيدَ عَلَيْهِ، فَبِاللهِ عَلَيْكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة{اَفَمَنْ اَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ اَمَّنْ اَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّم(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اِنَّ الظَّالِمِينَ الْمُتْرَفِينَ لَايُعْجِبُهُمْ هَذَا الْكَلَامُ الَّذِي نَقُولُهُ مِنَ الْاِنْشَاءِ وَالتَّعْبِيرِ الْقُرْآَنِيِّ اَبَداً! وَلَكِنَّهَا حَقِيقَةٌ لَابُدَّ مِنْهَا مَهْمَا تَجَاهَلُوهُا! وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَاِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرينَ(وَاِنَّ الْجَنَّةَ اَيْضاً لَمُحِيطَةٌ بِالتَّائِبِينَ الْمُخْلِصِينَ تَوْبَتَهُمْ لِلهِ مِنْ هَؤُلَاءِ الظَّالِمِينَ الْمُتْرَفِين{فَمَالَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ! كَاَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ! فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ! بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِىءٍ مِنْهُمْ اَنْ يُؤْتَى صُحُفاً مُنَشَّرَةً! كَلَّا بَلْ لَايَخَافُونَ الْآَخِرَةَ! كَلَّا اِنَّهُ تَذْكِرَةٌ! فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ! وَمَا يَذْكُرُونَ اِلَّا اَنْ يَشَاءَ اللهُ، هُوَ اَهْلُ التَّقْوَى وَاَهْلُ الْمَغْفِرَةِ(لِهَؤُلَاءِ الْمُتْرَفِينَ اِنْ عَادُوا اِلَى صَوَابِهِمْ وَرُشْدِهِمْ بِتَوْبَةٍ نَصُوحٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ مَنْ هُوَ اَهْلٌ لِقَبُولِهَا سُبْحَانَهُ حِينَمَا يَقِيهِمْ وَيَحْفَظُهُمْ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَيَغْفِرُ لَهُمْ، نَعَمْ اخي: وَلَيْسَ اَهْلاً لِقَبُولِ التَّوْبَةِ وَالْمَغْفِرَةِ هَؤُلَاءِ الظَّالِمُونَ الْكَاذِبُونَ الْمُفْتَرُونَ مِنْ رِجَالِ الْكَنِيسَةِ الَّذِينَ يُوَزِّعُونَ صُكُوكَ الْغُفْرَانِ بِالْمَجَّانِ اَوْ بِاَكْلِ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اِنَّ كَثِيراً مِنَ الْاَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَاْكُلُونَ اَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ الله( نَعَمْ اَيُّهَا الظَّالِمُونَ الْمُتْرَفُونَ: يَامَنْ رَبُّكُمْ وَمَعْبُودُكُمْ مَنْ يَدْفَعُ لَكُمُ الْمَالَ وَلَيْسَ اللهُ: اَلَمْ تَعْلَمُوا اَنَّ الْبُنْيَانَ الَّذِي يُبْنَى عَلَى الْبَاطِلِ لَابُدَّ اَنْ يُهْدَمَ، وَلَااَدْرِي اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: فَاِنَّ الَّذِينَ يَتَعَامَلُونَ بِالرِّبَا! رُبَّمَا يَهْدِمُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ فِي الْمُسْتَقْبَلِ الْقَرِيبِ اَوِ الْبَعِيدِ مَهْمَا طَالَتِ الْاَيَّامُ، وَاِنَّ الَّذِينَ يَشُذُّونَ شُذُوذاً جِنْسِيّاً! رُبَّمَا يُدَمِّرُ اللهُ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ اَيْضاً! نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اَمَا قَرَاْنَا مَاذَا فَعَلَ اللهُ تَعَالَى بِقَوْمِ لُوط! نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَلَوِ اسْتَقْرَاْنَا حَالَ الْمُسْلِمِينَ الْيَوْمَ! وَاسْتَقْرَاْنَا سَيِّآَتِ الْاَقْوَامِ الَّتِي مَضَتْ! لَوَجَدْنَا كُلَّ هَذِهِ السَّيِّآَتِ فِي اَيَّامِنَا تَنْتَشِرُ فِي الْمُجْتَمَعَاتِ الْاِسْلَامِيَّةِ اِلَّا مَارَحِمَ رَبِّي مَعَ الْاَسَف! وَلِذَلِكَ فَاَنْتُمْ اَيُّهَا الشَّبَابُ: هَلْ تُؤَدُّونَ الصَّلَاةَ كُلَّهَا فِي اَوْقَاتِهَا الْمُحَدَّدَة؟ هَلْ تَمْتَنِعُونَ عَنْ هَذِهِ الْمُنْكَرَات؟ فَاِذَا كُنْتُمْ لَاتَفْعَلُونَ! فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَسْلُكُ طَرِيقاً غَيْرَ طَرِيقِ اللهِ مِنْكُمْ؟