صقر العرب النمر
New Member
إن الطغاة وحكم الاستبداد صورة واحدة ونموذج واحد على مر التاريخ
يبدأ الطاغية في الأيام الأولى من حكمه في التقرب من الناس , ويتصنع الطيبة والود مع الجميع ,وعندما يجد نفسه سيداً مطاعاً , يبدأ بقتل الناس ظلماً وعدواناً , ويحتقر القوانين المكتوبة وغير المكتوبة ويتحول إلى ذئب مفترس
ليس للطاغية قيم أخلاقية يحافظ عليها , فلا وفاء بوعد ولا أصدقاء ولا كلمة شرف ,فهو يقتل ويعتقل أقرب المقربين إليه إذا دعت الحاجة إلى ذلك
فهو يسعى إلى تدمير الإنسان وتحطيم قيمه وتحويل الشعب إلى جماجم , وهياكل عظمية تسير في الشارع منزوعة النخاع
وكل من تتوافر لديه الشجاعة أو عزة النفس أو الذكاء أو الإخلاص ,فينصب لهم الشراك حتى يطهر الدولة منهم ,إنها عكس طريقة الأطباء : فهؤلاء يخلصون الجسم مما هو ضار فيه ويتركون ما هو نافع
وإن الطاغية فيفعل العكس أنه لا يستأصل إلا النافع المفيد , لأنه لا يقضي إلا على الشرفاء والمفكرين والشجعان الذين يرفضون نفاقه
هدف كل طاغية وظالم على مر العصور هو تدمير وتخريب روح الإنسانية في الناس, من زرع الشك وانعدام الثقة بينهم, وجعلهم عاجزين عن عمل أي شيء أو فعل أي شيء كأنهم مصابين بشلل في عقولهم وأبدانهم
ومن أهدافه : تعويد الناس على المذلة والخسة والقضاء على أصحاب العقول الناضجة النيرة
ويحجب كل شيء يؤدي إلى تنوير عقولهم حتى يظلوا في الظلمات , ويعتمد كذلك على نشر المفسدين والجواسيس بين الناس, وعلى إغراء المواطنين أن يشي بعضهم على بعض,فتنعدم الثقة بينهم ويدب الخلاف بين صديق وصديقه وبين وجار وجاره وبين
الأغنياء والفقراء وما إلى ذلك
ومن عادات الطغاة : العمل على إفقار الناس حتى ينشغل المواطن بالبحث عن قوت يومه ويتجمد عقله وإرادته , كذلك يختار الطاغية في نظام حكمه الفاسدين من البشر , فهم عبيد النفاق والتملق , فهم يمارسون مجموعة من الجرائم كالسرقة أو السلب أو اغتصاب أموال الناس , وشهادة الزور والكذب والرشوة , أن هؤلاء هم الذين يخلقون الطاغية , ويطيلون مدة بقائه , ويبعد كل إنسان شريف ذي كرامة أو صاحب شخصية مستقلة والكلمة والرأي وإن يثق كل منهم بالآخر, لكن بعد كل هذا التضليل تكون نهاية كل ظالم معروفة
مثل ما كانت نهاية فرعون قال الله تعالى: { وَأَنْجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ,ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ }
وكانت نهاية الطاغية النمرود ,عندما بعث الله على جيشه البعوض فأكلت لحومهم , وشربت دمائهم , فلم يبق إلا العظام , والجبار الظالم كما هو لم يصبه من ذلك شيء , وفي نهاية المطاف بعث الله بعوضة فدخلت في منخره ,فمكث مدة من الزمن يضرب بالمطارق والأحذية على رأسه حتى فطس ,أي لتكون عبرة لمن بعدك من الطغاة والجبابرة , حتى لا يطغوا مثل طغيانك ,ولكن كثير من الطغاة لا يتفكرون فيها ولا يعتبرون بها , هم أشر من الدواب
وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ .
والحمد لله رب العالمين .
يبدأ الطاغية في الأيام الأولى من حكمه في التقرب من الناس , ويتصنع الطيبة والود مع الجميع ,وعندما يجد نفسه سيداً مطاعاً , يبدأ بقتل الناس ظلماً وعدواناً , ويحتقر القوانين المكتوبة وغير المكتوبة ويتحول إلى ذئب مفترس
ليس للطاغية قيم أخلاقية يحافظ عليها , فلا وفاء بوعد ولا أصدقاء ولا كلمة شرف ,فهو يقتل ويعتقل أقرب المقربين إليه إذا دعت الحاجة إلى ذلك
فهو يسعى إلى تدمير الإنسان وتحطيم قيمه وتحويل الشعب إلى جماجم , وهياكل عظمية تسير في الشارع منزوعة النخاع
وكل من تتوافر لديه الشجاعة أو عزة النفس أو الذكاء أو الإخلاص ,فينصب لهم الشراك حتى يطهر الدولة منهم ,إنها عكس طريقة الأطباء : فهؤلاء يخلصون الجسم مما هو ضار فيه ويتركون ما هو نافع
وإن الطاغية فيفعل العكس أنه لا يستأصل إلا النافع المفيد , لأنه لا يقضي إلا على الشرفاء والمفكرين والشجعان الذين يرفضون نفاقه
هدف كل طاغية وظالم على مر العصور هو تدمير وتخريب روح الإنسانية في الناس, من زرع الشك وانعدام الثقة بينهم, وجعلهم عاجزين عن عمل أي شيء أو فعل أي شيء كأنهم مصابين بشلل في عقولهم وأبدانهم
ومن أهدافه : تعويد الناس على المذلة والخسة والقضاء على أصحاب العقول الناضجة النيرة
ويحجب كل شيء يؤدي إلى تنوير عقولهم حتى يظلوا في الظلمات , ويعتمد كذلك على نشر المفسدين والجواسيس بين الناس, وعلى إغراء المواطنين أن يشي بعضهم على بعض,فتنعدم الثقة بينهم ويدب الخلاف بين صديق وصديقه وبين وجار وجاره وبين
الأغنياء والفقراء وما إلى ذلك
ومن عادات الطغاة : العمل على إفقار الناس حتى ينشغل المواطن بالبحث عن قوت يومه ويتجمد عقله وإرادته , كذلك يختار الطاغية في نظام حكمه الفاسدين من البشر , فهم عبيد النفاق والتملق , فهم يمارسون مجموعة من الجرائم كالسرقة أو السلب أو اغتصاب أموال الناس , وشهادة الزور والكذب والرشوة , أن هؤلاء هم الذين يخلقون الطاغية , ويطيلون مدة بقائه , ويبعد كل إنسان شريف ذي كرامة أو صاحب شخصية مستقلة والكلمة والرأي وإن يثق كل منهم بالآخر, لكن بعد كل هذا التضليل تكون نهاية كل ظالم معروفة
مثل ما كانت نهاية فرعون قال الله تعالى: { وَأَنْجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ,ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ }
وكانت نهاية الطاغية النمرود ,عندما بعث الله على جيشه البعوض فأكلت لحومهم , وشربت دمائهم , فلم يبق إلا العظام , والجبار الظالم كما هو لم يصبه من ذلك شيء , وفي نهاية المطاف بعث الله بعوضة فدخلت في منخره ,فمكث مدة من الزمن يضرب بالمطارق والأحذية على رأسه حتى فطس ,أي لتكون عبرة لمن بعدك من الطغاة والجبابرة , حتى لا يطغوا مثل طغيانك ,ولكن كثير من الطغاة لا يتفكرون فيها ولا يعتبرون بها , هم أشر من الدواب
وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ .
والحمد لله رب العالمين .