الذكر والدعاء في ضوء الكتاب والسنة

الدعاء لغة: الطلب والابتهال: يُقال: دعوتُ الله أدعوه دعاءً: ابتهلت إليه بالسؤال ورغبت فيما عنده من الخير ,ودعا الله: طلب منه الخير ورجاه منه، ودعا لفلان: طلب الخير له، ودعا على فلان: طلب له الشر , والدعاء: سؤال العبد ربه على وجه الابتهال، وقد يطلق على التقديس والتحميد ونحوهما

والدعاء نوع من أنواع الذكر؛ الفرق بين الاستغاثة والدعاء:

الاستغاثة: طلب الغوث: وهو إزالة الشدة، كالاستنصار: طلب النصر، والاستغاثة: طلب العون.

أن الاستغاثة لا تكون إلا من المكروب، والدعاء أعم من الاستغاثة، لأنه يكون من المكروب وغيره.



الدعاء هو أعظم أنواع العبادة ،لأنه يدل على التواضع لله، والافتقار إلى الله، ولين القلب والرغبة فيما عنده، والخوف منه تعالى، وترك الدعاء يدل على الكبر وقسوة القلب والإعراض عن الله، وهو سبب دخول النار، يقول الله تعالى:{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60غافر)

كما أن دعاء الله سبب لدخول الجنة قال تعالى:{ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (الطور28)

وإن الدعاء أكبر ما يكون في أيام الفتن والمحن، التي يفتن فيها عباد الله في دينهم، وعقيدتهم، وعلمائهم، ودعاتهم .

ومن فوائد الذكر : أنه يورث القلب المراقبة والإنابة ، ويزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى ، وغير هذا من الفوائد كثير حتى قال ابن القيم في الوابل الصيب : " وفي الذكر أكثر من مائة فائدة " .

فهو مفتاح لكل خير يناله العبد في الدنيا والآخرة فمتى أعطى الله العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له ، ومتى أضله بقي باب الخير مرتجا دونه .

والذكر أقسام ودرجات فإذا كان بالقلب واللسان فهذا أفضله ، وإذا كان بالقلب وحده فمنزلة دون ذلك ، وإذا كان باللسان وحده فمنزلة دون ما تقدم ، والمراد من الذكر حضور القلب ، فينبغي أن يكون هو مقصود الذاكر فيحرص على تحصيله ، ويتدبر ما يذكر ، ويتعقل معناه ؛ فالتدبر في الذكر مطلوب .

وقال سبحانه : { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } ( البقرة : 152 ) . وقال جل شأنه : { وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } ( الأحزاب : 35 )

وقال صلى الله عليه وسلم:

مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ(أخرجه البخاري ( ح 6044 ) ومسلم ( ح 779 ) ]

والدعاء أنَّه سنَّة الأنبياء والمرسلين، ودأب الأولياء والصالحين، فمن تركه فقد سلك سبل الأشقياء والمتكبرين، قال الله تعالى: إنَّهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين [الأنبياء: 90]

وأنَّ من لزم الدعاء فلن يدركه الشقاء، قال الله تعالى عن زكريَّا: ولم أكن بدعائك ربِّ شقيًّا [مريم: 4]، وقال عن خليله إبراهيم: عسى ألاَّ أكون بدعاء ربِّي شقيًّا [مريم: 48].

أنَّه من صفات أهل الجنة في الجنة، قال تعالى: دعواهم فيها سبحانك اللهمَّ وتحيَّتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله ربِّ العالمين [يونس: 10].

أنَّه ليس شيء أكرم منه على الله تعالى فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((ليس شيء أكرم على الله من الدعاء)) أخرجه الترمذي وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم

وأخبر سبحانه، أنه قريب، يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، فقال سبحانه لنبيه : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [سورة البقرة :186].

وأمر سبحانه بدعائه، والتضرع إليه، لا سيما عند الشدائد ،والكربات، وأخبر أنه لا يجيب المضطر، ولا يكشف الضر إلا هو، فقال: أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوء [سورة النمل: 62].

وذم الذين يعرضون عن دعائه عند نزول المصائب، وحدوث البأساء، والضراء، فقال: وَمَا أَرْسَلْنَا فِى قَرْيَةٍ مّن نَّبِىٍّ إِلا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ [سورة الأعراف:94].

وأن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال:{ إِنَّ الدُّعَاء يَنْفَع مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِل ، فَعَلَيْكُمْ عِبَاد اللَّه بِالدُّعَاءِ {أخرجه الترمذي.}

«لا يردُّ القَضاءَ إلا الدُّعاءُ ، ولا يزيد في العُمُر إلاالبرُّ ».

أخرجه الترمذي.

«يُستَجَابُ لأحَدِكم مَا لم يَعجَلْ ، يقولُ : دَعوتُ رَبي ، فلم يَستَجِبْ لي».أخرجه الجماعة إلا النسائي .

مَن سَرَّهُ أنْ يَسْتَجِيبَ اللهُ له عند الشَّدَائِدِ والْكُرَبِ فَليُكْثِرِ الدُّعَاءَ في الرَّخَاءِ».أخرجه الترمذي.

ادْعُوا الله وأنتم مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ وَاعْلَمُوا أن الله لا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً من قلب غَافِلٍ لاَهٍ {الترمذي}

أنَّ الدعاء كلَّه خير {عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا قَالُوا إِذًا نُكْثِرُ قَالَ اللَّهُ أَكْثَرُ}

بارك الله لي ولكم في الفرقان العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم

اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا و بين معاصيك و من طاعتك ما تبلغنا به جنتك و من اليقين ما يهون علينا مصيبات الدنيا و متعنا بأسماعنا و أبصارنا و قوتنا ما أحييتنا و اجعله الوارث منا و اجعل ثأرنا على من ظلمنا و انصرنا على من عادانا و لا تجعل مصيبتنا في ديننا و لا تجعل الدنيا أكبر همنا و لا مبلغ علمنا و لا تسلط علينا من لا يرحمنا

( ت ك ) عن ابن عمر .

قال الشيخ الألباني : ( حسن ) انظر حديث رقم : 1268 في صحيح الجامع
 
الدعاء هو أعظم أنواع العبادة ،لأنه يدل على التواضع لله، والافتقار إلى الله، ولين القلب والرغبة فيما عنده، والخوف منه تعالى، وترك الدعاء يدل على الكبر وقسوة القلب والإعراض عن الله، وهو سبب دخول النار، يقول الله تعالى:{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60غافر)

كما أن دعاء الله سبب لدخول الجنة قال تعالى:{ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (الطور28)

وإن الدعاء أكبر ما يكون في أيام الفتن والمحن، التي يفتن فيها عباد الله في دينهم، وعقيدتهم، وعلمائهم، ودعاتهم .
ما شاء الله .. كلام درر
جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذا الموضوع القيم
 
بارك الله فيك , وعلى اهتمامك بكلام الله تعالى وحديث رسوله يا أخي أبو قصي ,وفقك الله تعالى وسدد خطاك
 
عودة
أعلى