رحيق مختوم
Member
اَلْحَمْدُ لِلهِ ثُمَّ الْحَمْدُ لِله، اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي جَعَلَ بَيْتَهُ الْحَرَامَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَاَمْنَا، اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي اَمَرَنَا اَنْ نَتَّخِذَ مِنْ مَقَامِ اِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى، نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَسْتَغْفِرُه، وَنَسْاَلُهُ عِبَادَةً مُتَقَبَّلَةً وَنِيَّةً صَادِقَةً وَعَمَلاً صَالِحاً يُقَرِّبُنَا اِلَيْهِ زُلْفَى، وَنُوصِي اَنْفُسَنَا جَمِيعاً بِتَقْوَى اللهِ الْعَظِيمِ وَطَاعَتِهِ، وَنُحَذِّرُهَا مِنْ مُخَالَفَتِهِ وَعِصْيَانِ اَوَامِرِه، لَهُ الْعُتْبَى حَتَّى يَرْضَى وَلَاحَوْلَ وَلَاقُوَّةَ اِلَّا بِه، وَنَسْتَفْتِحُ بِالَّذِي هُوَ خَيْر: رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَاِلَيْكَ اَنَبْنَا وَاِلَيْكَ الْمَصِير، وَاَشْهَدُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ، اَمَرَ اَنْ يُسْجَدَ لَهُ وَحْدَه، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، حَجَّ وَاعْتَمَرَ، وَكَانَ مُتَوَاضِعاً فِي حَجَّتِهِ وَفِي عُمْرَتِهِ، وَكَانَ يَحْمِلُ نَفْساً زَاكِيَةً طَيِّبَةً، وَكَانَ يَتَخَطَّى خُطَى اَبِيهِ اِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمَا وَ اَزْوَاجِهِمَا وَذُرِّيَّتِهِمَا وَآَلِهِمَا وَسَلَّم، اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى هَذَا النَّبِيِّ الْكَرِيم وَعَلَى الْآَلِ وَالْاَصْحَابِ وَالذُّرِّيَّةِ وَعَلَى مَنِ اهْتَدَى بِهَدْيِهِ وَاسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ اِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَسَلِّمْ تَسْلِيماً كَثِيراً يَارَبَّ الْعَالَمِين، اَمَّا بَعْدُ عِبَادَ الله: فَلَقَدْ اَتَمَّ اللهُ عَلَيْهِ نِعْمَتَهُ، وَاَمْسَى قَرِيرَ الْعَيْنِ وَالْفُؤَادِ اِذْ رَاَى الشِّرْكَ وَالْوَثَنِيَّةَ مُنْتَشِراً فِي الْجَزِيرَةِ الْعَرَبِيَّة، وَقَدِ ارْتَفَعَتْ كَلِمَةُ الْحَقِّ وَكَلِمَةُ التَّوْحِيدِ مُدَوِّيَةً اَنَّهُ لَا اِلَهَ اِلَّا الله، فَانْقَضَى عَهْدُ اللَّاتِ وَالْعُزَّى وَمنَاةَ الثَّالِثَةَ الْاُخْرَى، وَانْقَضَى زَمَنُ هُبَلَ، وَانْقَضَتْ كُلُّ هَذِهِ الْاَصْنَامِ الْمُزَيَّفَةِ الَّتِي عُبِدَتْ مِنْ دُونِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَهَوَتْ اِلَى الْهَاوِيَة، وَكَانَ مَكَانُهَا الْحَقِيقِيُّ اَنْ تُلْقَى فِي الشَّوارِعِ، وَتُرْصَفَ فِيهَا، وَاَنْ تُوطَاَ بِهَا الْاَقْدَام، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اَتَمَّ اللهُ نِعْمَتَهُ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم، فَهَيَّا يَارَسُولَ الله وَقَدْ تَهَيَّاَ الْجَوُّ الْمُنَاسِبُ لِهَذِهِ الْحَجَّةِ الْمُبَارَكَةِ الَّتِي سَتَكُونُ نِبْرَاساً لِلْحَقِّ وَسَتَكُونُ صَوْتاً مُدَوِّياً فِي الْمَعْمُورَةِ وَفِي الْاَرْجَاءِ اِلَى اَنْ يَرِثَ اللهُ تَعَالَى الْاَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا، نَعَمْ يَارَسُولَ الله: لَقَدْ حَفِظْتَ كَرَامَةَ الْاِنْسَانِ، فَقُلْتَ لَهُ: اُسْجُدْ وَلَكِنْ لِرَبِّكَ، لَاتَسْجُدْ لِنَبِيٍّ، وَلَا لِوَلِيٍّ، وَلَا لِمَلَكٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَاِنَّمَا السُّجُودُ يَكُونُ لِلهِ وَحْدَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، نَعَمْ اخي : فِي الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ ذِي الْقَعْدَةِ مِنَ السَّنَةِ الْعَاشِرَةِ لِلْهِجْرَةِ، اَعْلَنَ رَسُولُ اللِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اَنَّهُ مُتَوَجِّه! اِلَى اَيْنَ يَامُحَمَّدُ يَارَسُولَ الله؟ اِلَى اَيْنَ يَازَعِيمَ الْاِنْسَانِيَّة؟ اِلَى اَيْنَ يَارَسُولَ الْجِهَادِ وَالسَّلَام؟ اِلَى اَيْنَ؟! اِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيق، اَلَّذِي اَقَامَ قَوَاعِدَهُ اَبُوهُ اِبْرَاهِيمَ مَعَ وَلَدِهِ اِسْمَاعِيل{وَاِذْ يَرْفَعُ اِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَاِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا اِنَّكَ اَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم(نَعَمْ هَذِهِ الصَّيْحَةُ الْمُدَوِّيَة، تَرُنُّ فِي اُذُنَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، حِينَمَا اعْتَلَى اِبْرَاهِيمُ جَبَلَ قُبَيْس وَاَمَرَهُ اللهُ اَنْ يُنَادِيَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ، فَقَالَ: يَارَبّ وَمَنْ يَسْمَعُ مِنِّي؟ فَقَالَ: يَاخَلِيلِي عَلَيْكَ بِالنِّدَاءِ وَعَلَيَّ الْبَلَاغ، سَاُبَلِّغُ عَنْ هَذِهِ الْفَرِيضَةِ اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ فِي كِتَابٍ لَايَاْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِين، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اِنَّهَا حَجَّةُ الْاِسْلَام، نَعَمْ اَخِي: وَلَمَّا سَمِعَ النَّاسُ بِهَذِهِ الْحَجَّةِ الْمُبَارَكَةِ، تَقَاطَرُوا حَوْلَ الْمَدِينَةِ، وَخَرَجُوا فِي رَكْبِ رَسُولِ اللهِ، وَمِنْهُمْ مَنِ انْضَمَّ اِلَيْهِ عَلَى الطَّرِيق، فَهَيَّا يَا قَافِلَةَ الْهُدَى، هَيَّا يَاقَافِلَةَ الرَّحْمَة، لَقَدِ ارْتَفَعَتْ سَارِيَةُ النَّصْرِ، وَتَوَطَّدَتْ فِي الْاَرْضِ وَعَلَيْهَا رَايَةُ الْحَقِّ تُرَفْرِفُ وَتَخْفُقُ فِي هَذَا الْكَوْنِ مُدَوِّيَةً: اَنَّهُ لَاعِزَّةَ اِلَّا لِلهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ، وَاَنَّ الطُّغْيَانَ مَهْمَا اسْتَمَرَّ وَمَهْمَا اسْتَفْحَلَ، فَلَهُ نِهَايَة، وَاَنَّ كَلِمَةَ اللهِ لَابُدَّ اَنْ تَعْلُوَ مَادَامَ هُنَاكَ مَنْ يُدَافِعُ وَيُنَافِحُ عَنْهَا، نَعَمْ اَخِي: وَيَصِلُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِلَى مَكَّة، فَاَيْنَ تِلْكَ الْاَصْنَامُ الَّتِي كَانَ يُسْجَدُ لَهَا مِنْ دُونِ الله؟ اَيْنَ هَذِهِ الْكَعْبَةُ الْمُبَارَكَةُ الَّتِي شَوَّهُوا مَنْظَرَهَا بِهَذِهِ الْاَصْنَام؟ لَقَدْ عَادَ التَّوْحِيدُ اِلَى جَزِيرَةِ الْعَرَبِ مِنْ جَدِيد، وَعَادَ دِينُ اِبْرَاهِيمَ، وَعَادَتْ مِلَّةُ اِبْرَاهِيمَ مِنْ جَدِيد{مَاكَانَ اِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلَانَصْرَانِيّاً، وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً، وَمَاكَانَ مِنَ الْمُشْرِكِين( نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام: وَهُنَالِكَ الذِّكْرَيَاتُ الَّتِي قَاطَرَتْ وَطَافَتْ فِي خَاطِرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، اِنَّهَا ذِكْرَيَاتٌ قَدِيمَةٌ حَدَّثَهُ عَنْهَا الْقُرْآَنُ الْكَرِيمُ: حِينَمَا وَقَفَ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ عَلَى مَشَارِفِ مَكَّةَ بَعْدَ اَنْ سَكَنَهَا اِسْمَاعِيلُ وَهَاجَرُ، وَبَعْدَ اَنْ اُمِرَ اِبْرَاهِيمُ بِاَنْ يَرْحَلَ عَنْهُمَا لِاَمْرٍ يُرِيدُهُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فَمَاذَا كَانَ دُعَاءُ اِبْرَاهِيمَ هُنَا؟ يَالَهَا مِنْ اَدْعِيَةٍ مُتَوَالِيَةٍ تَحْمِلُ الْمَعَانِيَ الْاِنْسَانِيَّةً كُلَّهَا{وَاِذْ قَالَ اِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِناً،وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ اَنْ نَعْبُدَ الْاَصْنَام( نَعَمْ اَخِي: وَقَبْلَ اَنْ يَكُونَ بَلَداً مَسْكُوناً كَمَا فِي سُورَةِ الْبَقَرَة{وَاِذْ قَالَ اِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آَمِناً، وَارْزُقْ اَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِر(يَارَبّ اُرْزُقْ اَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَات، نَعَمْ اَخِي: وَيَتَاَدَّبُ اِبْرَاهِيمُ فِي دُعَائِهِ مَعَ اللهِ عَزَّ وَجَلّ، فَهَذِهِ الثَّمَرَاتُ لِمَنْ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: لِمَنْ آَمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ كَمَا اَرَادَ اِبْرَاهِيم، نَعَمْ اَخِي: فَيَرُدُّ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ شَيْئاً مِنْ دُعَائِهِ{قَالَ وَمَنْ كَفَر(أَيْ اَنَّ رِزْقَ اللهِ تَعَالَى فِي الدُّنْيَا لَيْسَ خَاصّاً بِالْمُؤْمِنِين! نَعَمْ لَيْسَ خَاصّاً بِمَنْ آَمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِر! بَلْ{كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَاكَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورَا( نَعَمْ وَلِذَلِكَ{رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آَمِناً وَارْزُقْ اَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَر(أَيْ مَنْ كَفَرَ سَاَرْزُقُهُ اَيْضاً رِزْقاً سَيِّئاً نَتِيجَتُهُ وَعَاقِبَتُهُ وَخِيمَة مَهْمَا كَانَ هَذَا الرِّزْقُ لَذِيذاً هَنِيئاً مُسْعِداً لَهُ فِي الدُّنْيَا وَمَهْمَا{رَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَاَنُّوا بِهَا(وَهَذِهِ النَّتِيجَةُ هِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{فَاُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ اَضْطَّرُّهُ اِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِير( نَعَمْ اَخِي: وَبَعْدَ اَنْ تَهَيَّاَتِ الظُّرُوفُ الْمَعَاشِيَّةُ لِهَذِهِ الْبَلْدَةِ، اِذَا بِاِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُول{رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِناً(نَعَمْ يَدْعُو لِبَلَدِهِ اَنْ يَكُونَ آَمِناً، وَيَطْلُبُ لِمَكَّةَ الْاَمَان، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: اِنَّهَا الْحَقِيقَةُ الْمُرَّةُ الَّتِي يَفْتَقِدُهَا الْعَالَمُ الْيَوْمَ! وَهِيَ عَدَمُ وُجُودِ الْاَمَان، بَلْ وُجُودُ الْخَوْفِ الَّذِي يُسَيْطِرُ عَلَى النَّاسِ جَمِيعاً، اِنَّهُ الْخَوْفُ الَّذِي يُسَيْطِرُ عَلَى الضَّعِيفِ وَعَلَى الْقَوِيِّ فِي آَنٍ وَاحِدٍ! وَالْكُلُّ يُرِيدُ اَنْ يَثِبَ عَلَى الْآَخَر، وَالْكُلُّ يُرِيدُ اَنْ يَفْتِكَ بِالْآَخَر، اَلْكُلُّ يُرِيدُ اَنْ يَتَغَلَّبَ عَلَى الْآَخَرِ! وَلِذَلِكَ فَهِمَ اِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ هَذَا الْمَعْنَى فَقَالَ {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِناً( نَعَمْ وَبَعْدَ الْاَمَانِ يَااِبْرَاهِيمُ مَاذَا تَطْلُبُ اَيْضاً{وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ اَنْ نَعْبُدَ الْاَصْنَام(يَالَهُ مِنْ تَوَاضُع! هَلْ اَنْتَ يَااِبْرَاهِيمُ تَدْعُو اللهَ اَنْ يُجَنِّبَكَ عِبَادَةَ الْاَصْنَامِ وَاَنْتَ اَكْرَهُ شَيْءٍ عَلَيْكَ هُوَ تِلْكَ الْاَصْنَام!؟ نَعَمْ هَذِهِ الْاَصْنَامُ الَّتِي حَطَّمْتَهَا ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَقُول{وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ اَنْ نَعْبُدَ الْاَصْنَام(نَعَمْ اَخِي: اِنَّهُ دُعَاءُ الْمُؤْمِنِ؟ اَنْ يُثَبِّتَهُ اللهُ عَلَى الْاِيمَانِ، وَاَنْ يُثَبِّتَهُ عَلَى الْقَوْلِ الثَّابِتِ حَتَّى وَلَوْ كَانَ هَذَا الْاِنْسَانُ خَلِيلَ الرَّحْمَن{وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ اَنْ نَعْبُدَ الْاَصْنَام( نَعَمْ اَخِي: بَنُوهُ مِنْهُمْ مَنْ كَانَ مُهْتَدِياً، وَمِنْهُمْ مَنْ كَانَ ضَالّاً، نَعَمْ اَخِي: فَاسْتُجِيبَ دُعَاؤُهُ لِمَنْ كَانَ مُهْتَدِياً، نَعَمْ: وَحِينَمَا طَلَبَ الْاِمَامَةَ لِنَفْسِهِ قَالَ اَيْضاً{وَمِنْ ذُرِّيَّتِي، قَالَ لَايَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين(يَارَبّ اِجْعَلْنِي اِمَاماً لِلنَّاسِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي، فَاَجَابَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: عَهْدِي لَايَنَالُهُ الظَّالِمُونَ اَبَداً، نَعَمْ: هَذَا الْعَهْدُ لَايَصِلُ اِلَى الظَّالِمِين، نَعَمْ اَخِي: وَهَكَذَا تَتَجَلَّى مَعَانِي الْاِنْسَانِيَّةِ، وَتَتَجَلَّى مَعَانِي الرُّبُوبِيَّةِ: اَنَّ الظَّالِمِينَ لَايَنَالُهُمْ عَهْدُ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، نَعَمْ اَخِي{وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ اَنْ نَعْبُدَ الْاَصْنَامَ، رَبِّ اِنَّهُنَّ اَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ(نَعَمْ اَخِي: اِنَّهَا الْاَصْنَامُ، وَقَدْ تَكُونُ اَصْنَاماً مِنْ حِجَارَةٍ، وَهَذِهِ كَانَتْ مَوْجُودَةً وَمَاتَزَالُ مَوْجُودَةً اِلَى اَيَّامِنَا هَذِهِ، فَكَيْفَ تُضِلُّ النَّاسَ وَهِيَ اَصْنَامٌ مِنَ الْحِجَارَةِ لَاحَوْلَ لَهَا وَلَاقُوَّةَ وَلَاتَنْفَعُ وَلَاتَضُرُّ اِلَّا بِاِذْنِ خَالِقِهَا!؟ نَعَمْ اَخِي: اَكْبَرُ ضَلَالٍ فِي هَذَا الْكَوْنِ هُوَ: اَنْ يَنْصَرِفَ الْاِنْسَانُ عَنْ تَوْحِيدِ اللهِ، وَاَنْ يُعْطِيَ هَذِهِ الْاَصْنَامَ الْحَجَرِيَّةَ اَوِ الْبَشَرِيَّةَ اَوِ الْجِنِّيَّةَ اَوِ الْمَلَائِكِيَّةَ صِفَاتِ الْاُلُوهِيَّة، أَيْ يُضْفِي عَلَيْهَا صِفَاتِ الْاُلُوهِيَّة، نَعَمْ: اِنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ الله، لَايَسْمَعُونَ دُعَاءَكُمْ، وَلَوْ سَمِعُوا دُعَاءَكُمْ مَااسْتَجَابُوا لَكُمْ؟ لِاَنَّهَا اَصْنَامٌ صُمٌّ، بُكْمٌ، عُمْيٌ، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا اِذَا كَانَتْ هَذِهِ الْاَصْنَامُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، اَوْ كَانَتْ مِنَ الْبَشَرِ، فَاِنَّهَا لَيْسَتْ صُمّاً وَلَابُكْماً وَلَاعُمْياً، بَلْ اِنَّهَا تَسْمَعُ، وَاِنَّهَا تَعْقِلُ، وَلَكِنْ مَعَ كُلِّ هَذَا، فَاِنَّ اِرَادَةَ الْخَيْرِ الْمُطْلَقِ وَالشَّرِّ الْمُطْلَقِ وَالضُّرِّ وَالنَّفْعِ عَلَى اِطْلَاقِهِمَا: اِنَّمَا هِيَ لِلهِ وَحْدَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى،اَضِفْ اِلَى ذَلِكَ اَخِي اَنَّهَا لَاتَسْمَعُ وَلَاتُبْصِرُ كَمَا يَسْمَعُ وَيُبْصِرُ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ وَبَصَرُهُ السَّمَوَاتِ وَالْاَرَضِينَ سُبْحَانَه، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة{رَبِّ اِنَّهُنَّ اَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ، فَمَنْ تَبِعَنِي فَاِنَّهُ مِنِّي(نَعَمْ اَخِي: اِنَّهَا التَّبَعِيَّة، تَبَعِيَّةُ رُسُلِ الله، اِنَّهَا تَبَعِيَّةُ الْمُخْلِصِين، اِنَّهَا تَبَعِيَّةُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَسْتَرْشِدُونَ بِاِرْشَادِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَفِيهَا الْخَيْرُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَة، نَعَمْ اَخِي وَاَمَّا مَنِ اتَّبَعَ هَوَاه، وَاَمَّا مَنِ اتَّبَعَ آَلِهَةً مُزَوَّرَةً مِنْ دُونِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فَسَتَكُونُ عَلَيْهِ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ{اِذْ تَبَرَّاَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا، وَرَاَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْاَسْبَاب، وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا: لَوْ اَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّاَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُوا مِنَّا، كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ اَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ، وَمَاهُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّار(نَعَمْ يَااُمَّةَ مُحَمَّد: نَعَمْ يَارَسُولَ الله:{ثُمَّ اَوْحَيْنَا اِلَيْكَ اَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ اِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً، وَمَاكَانَ مِنَ الْمُشْرِكِين( نَعَمْ اِنَّهَا مِلَّةُ الْاِيمَانِ الْوَاحِدَة، اِنَّهَا مِلَّةُ الْاِسْلَامِ التَّوْحِيدِيَّةِ الْوَاحِدَة، وَحِينَمَا يَذْكُرُ اللهُ فِي الْقُرْآَنِ لِرَسُولِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَثِيراً مِنْ رُسُلِهِ، يَقُولُ لَهُ سَبْحَانَه{اُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ(لِاَنَّكَ حِينَمَا تَقْتَدِي بِهُدَاهُمْ، فَاَنْتَ هُنَا تَقْتَدِي بِهِدَايَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ، وَلِذَلِكَ الْمُؤْمِنُ لَيْسَ لَهُ مَنْ يَنْفَعُهُ وَيُرْشِدُهُ اِلَى طَرِيقِ اللهِ وَاِلَى طَرِيقِ رَسُولِهِ وَرُسُلِهِ اِلَّا الله، وَاِلَّا الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا فِي الْاَزْمَةِ الْحَالِكَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حِينَمَا تَقَعُ الصَّاعِقَة، فَهُنَالِكَ كُلٌّ يَتَبَرَّاُ مِنَ الْآَخَرِ، وَكُلٌّ يَنْفَكُّ وَيَنْفَضُّ عَنِ الْآَخَرِ وَيَقُولُ نَفْسِي نَفْسِي، نَعَمْ اَخِي: فَالْعِزَّةُ مَنْ اَرَادَ اَنْ يَطْلُبَهَا، فَلْيَطْلُبْهَا مِنْ رَبِّ الْعِزَّةِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِاَنَّ لَهُمْ عَذَاباً اَلِيمَا، اَلَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ اَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِين، اَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ! فَاِنَّ الْعِزَّةَ لِلهِ جَمِيعَا(نَعَمْ اَخِي: مَنْ اَرَادَ اَنْ يَعْتَزَّ، فَلْيَعْتَزَّ بِالله؟ لِاَنَّهُ يَرْبِطُ عِزَّتَهُ بِالَّذِي لَايَتَغَيَّرُ وَلَايَتَبَدَّلُ وَهُوَ اللهُ سَبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَاَمَّا غَيْرُهُ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ فَيَتَغَيَّرُ وَيَتَبَدَّلُ وَمَصِيرُهُ اِلَى فَنَاء، فَلِمَاذَا نَرْبِطُ عِزَّتَنَا بِهِمْ وَاللهُ تَعَالَى يَقُول{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَان، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْاِكْرَام{رَبِّ اِنَّهُنَّ اَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ، فَمَنْ تَبِعَنِي فَاِنَّهُ مِنِّي( وَانْظُرْ اَخِي اِلَى عَطْفِ اِبْرَاهِيمَ! وَاِلَى رِقَّةِ اِبْرَاهِيمَ! وَاِلَى حَنَانِ اْبَرَاهِيم! اِنَّهُ الرَّسُول! اِنَّهُ النَّبِيّ! اِنَّهُ الْحَلِيم! اِنَّهُ الْاَوَّاب! اِنَّهُ الْمُنِيب{وَمَنْ عَصَانِي(سُبْحَانَ الله! لَمْ يَقُلْ يَارَبّ مَنْ عَصَانِي فَانْتَقِمْ مِنْهُ! وَاِنَّمَا قَال{وَمَنْ عَصَانِي فَاِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيم!!(يَارَبّ: اِهْدِهِ يَارَبّ، نَعَمْ هَذَا الْعَاصِي اهْدِهِ يَارَبُّ؟ لِتَغْفِرَ لَهُ وَتَرْحَمَه، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَاِنَّهُ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَة{اِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَاِنَّهُمْ عِبَادُكَ، وَاِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَاِنَّكَ اَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم(وَلَمْ يَقُلْ فَاِنَّكَ اَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ كَمَا قَالَهَا اِبْرَاهِيمُ فِي الدُّنْيَا لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَاتُقْبَلُ التَّوْبَةُ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَاِنَّمَا مَجَالُ التَّوْبَةِ يَكُونُ فِي الدُّنْيَا، وَلِذَلِكَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ{فَاِنَّكَ اَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم(وَاَمَّا اِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَاِنَّهُ يَقُولُ{اِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيم(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام: وَلِمَاذَا اَسْكَنَ اللهُ تَعَالَى اِبْرَاهِيمَ فِي بَيْتِهِ الْحَرَام؟ نَعَمْ اَخِي: اُنْظُرْ اِلَى اَهَمِّيَّةِ هَذَا الشَّيْء؟ وَمَاهُوَ هَذَا الشَّيْء؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ اِبْرَاهِيم{رَبِّ اِنِّي اَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّم(نَعَمْ اَخِي: فَمَكَّةُ اِذاً وَادِي لَازَرْعَ فِيه، وَطَبِيعَةُ اَرْضِهِ لَيْسَتْ زِرَاعِيَّةً، وَلَكِنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ هَذَا الْوَادِي تُجْبَى اِلَيْهِ الثَّمَرَاتُ مِنْ كُلِّ مَكَان{اَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آَمِناً يُجْبَى اِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا( نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ نَرَى مَنْ يَذْهَبُ اِلَى الْحَجِّ يَرَى كُلَّ شَيْءٍ مَوْجُوداً هُنَاك! بَلْ يَاْتِي بِالْهَدَايَا مِنْ هُنَاكَ وَهِيَ مَصْنُوعَةٌ فِي غَيْرِ مَكَّة! وَقَدْ تَكُونُ مَصْنُوعَةً فِي الشَّامِ فِي دِمَشْقَ اَوْ غَيْرِهَا، وَلَكِنَّ كُلَّ هَذِهِ الْاَرْزَاقِ تُجْبَى اِلَى هَذَا الْمَكَانِ الطَّيِّبِ الطَّاهِرِ كَمَا وَعَدَ اللهُ تَعَالَى بِذَلِك! نَعَمْ: وَلِهَذَا{رَبِّ اِنِّي اَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّم( نَعَمْ اَخِي: عَلَيْنَا اَنْ نُعْمِلَ اَذْهَانَنَا وَاَفْكَارَنَا وَنَتَسَاءَلَ مِنْ جَدِيد؟ لِمَاذَا اَسْكَنَ اللهُ تَعَالَى اِبْرَاهِيمَ فِي هَذَا الْمَكَانِ الطَّيِّبِ الْمُبَارَك؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ حَاضِرٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاة(نَعَمْ اَخِي: اُنْظُرْ اِلَى قِيمَةِ هَذِهِ الْفَرِيضَة الَّتِي تَكَرَّرَ التَّاْكِيدُ عَلَيْهَا فِي الْقُرْآَنِ الْكَرِيمِ اَكْثَرَ مِنْ ثَمَانِينَ مَرَّة فِي اَكْثَرَ مِنْ ثَمَانِينَ مَوْضِعاً فِيه! هَلْ اَنْتَ يَااِبْرَاهِيمُ بَعْدَ كُلِّ هَذَا التَّعَبِ؟ وَكُلِّ هَذِهِ الْمَشَقَّاتِ؟ وَكُلِّ هَذَا الْبِنَاءِ؟ اَسْكَنْتَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُقِيمُوا الصَّلَاة؟! نَعَمْ؟ لِاَنَّهَا صِلَةُ الْعَبْدِ بِرَبِّهِ عَزَّ وَجَلّ، فَاِذَا لَمْ تَكُنْ هُنَاكَ صَلَاةٌ، اِنْقَطَعَتِ الصِّلَةُ بِالله، وَاِذَا انْقَطَعَتِ الصِّلَةُ بِاللهِ، اَظْلَمَ اللهُ قَلْبَ هَذَا الْاِنْسَانِ، وَاَظْلَمَ عَقْلَهُ، وَاَظْلَمَ سُلُوكَهُ، وَجَعَلَهُ يَتَخَبَّطُ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، تَخَبُّطَ النَّاقَةِ الْعَشْوَاءِ، وَتَخَبُّطَ النَّاقَةِ الْعَمْيَاءِ، يَحْسَبُ اَنَّهُ يَفْعَلُ صَالِحاً، فَاِذَا بِهِ يَفْعَلُ شَرّاً، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا اَهَمِّيَّةَ لِلصَّلَاةِ!؟ نَقُولُ لَهُمْ: هَلْ اَنْتُمْ اَفْقَهُ مِنْ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ؟! هَلْ اَنْتُمْ اَعْلَمُ مِنَ الله؟! هَلْ اَنْتُمْ اَعْلَمُ مِنْ رَسُولِ الله؟! هَلْ اَنْتُمْ اَعْلَمُ مِنَ الرُّسُلِ جَمِيعاً الَّذِينَ{اَوْحَيْنَا اِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ، وَاِقَامَ الصَّلَاةِ، وَاِيتَاءَ الزَّكَاة(نَعَمْ كُلُّ هَذَا الْوَحْيِ اَوْحَى اللهُ بِهِ تَعَالَى اِلَى الرُّسُل، فَيَامَنْ لَاتُقِيمُونَ لِلصَّلَاةِ وَزْناً، وَيَامَنْ اَنْتُمُ الْآَنَ مُنْتَشِرُونَ هُنَا وَهُنَاكَ وَتَسْمَعُونَ خَطِيبَ الْجُمُعَةِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ عَبْرَ مُكَبِّرَاتِ الصَّوْتِ الْخَارِجِيَّةِ، وَتَسْمَعُونَ الْاَذَانَ خَمْسَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَفِي بَقِيَّةِ الْاَيَّامِ، وَلَاتُؤَدُّونَ هَذِهِ الْفَرِيضَةَ، عَلَيْكُمْ اَنْ تَعْلَمُوا جَيِّداً: اَنَّ اللهَ تَعَالَى اَقَامَ بَيْتَهُ الْحَرَامَ كَمَا قَالَ عَلَى لِسَانِ خَلِيلِهِ{لِيُقِيمُوا الصَّلَاة( نَعَمْ: فَاِذَا اَقَامُوا الصَّلَاةَ كَمَا اَمَرَ اللهُ، فَيَا هَنَاءَتَهُمْ، وَيَاسَعَادَتَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَة، نَعَمْ اَخِي: وَدَائِماً نَقُول: اَلْاِقَامَةُ غَيْرُ الْاَدَاء؟ بِمَعْنَى اَنَّ اللَهَ تَعَالَى لَمْ يَقُلْ اَدُّوا الصَّلَاةَ، وَاِنَّمَا قَالَ اَقِيمُوا الصَّلَاة، نَعَمْ اَخِي : قَدْ يُؤَدِّي الْاِنْسَانُ مِنَّا هَذِهِ الْفَرِيضَةَ، وَلَكِنْ لَاتُقَوِّمُ سُلُوكَهُ وَلَااعْوِجَاجَهُ كَمَا اَمَرَ اللهُ فِي كَلِمَةِ اَقِيمُوا لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ لَمْ يَسْتَعْمِلْهَا حَقَّ اسْتِعْمَالِهَا في اِقَامَتِهَا، وَلِذَلِكَ قَالَ{لِيُقِيمُوا( لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الصَّلَاةَ مُقَدَّسَةٌ تَجْعَلُ الْمُعْوَجَّ قَائِماً، وَتَجْعَلُ الْمُنْكَسِرَ مُسْتَقِيماً، فَاِذَا اتَّصَلَ الْعَبْدُ بِرَبِّهِ اتِّصَالاً خَالِصاً لَا شَائِبَةَ فِيهِ، اَعْطَاهُ اللهُ تَعَالَى النُّورَ الْكَاشِفَ الَّذِي يُمَيِّزُ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَبَيْنَ الْهِدَايَةِ وَالْعِمَايَة، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ الَّذِينَ يَنْهَوْنَ النَّاسَ عَنِ الصَّلَاةِ، يُمَثِّلُونَ اَبَا جَهْلٍ حَقَّ التَّمْثِيل، نَعَمْ: اِنَّهُ فِرْعَوْنُ هَذِهِ الْاُمَّةِ الَّذِي اَقْسَمَ اَنَّهُ لَوْ رَاَى رَسُولَ اللهِ وَمَنْ مَعَهُ يُصَلُّونَ، لَيَطَاَنَّ رُؤُوسَهُمْ بِقَدَمَيْهِ، فَيُهَدِّدُهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَقُولُ لِرَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: اَتُهَدِّدُنِي يَامُحَمَّدُ؟ فَاَنَا اِنْ شِئْتُ لَمَلَاْتُ عَلَيْكَ هَذَا الْوَادِيَ رِجَالاً، فَاَنَا عِنْدِي قُوَّة، وَاَنَا عِنْدِي عِزَّة، نَعَمْ اَخِي: مَنِ اعْتَزَّ بِغَيْرِ اللهِ اَذَلَّهُ الله وَلِذَلِكَ انْتَقَمَ اللهُ تَعَالَى مِنْهُ شَرَّ انْتِقَامٍ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ الْكُبْرَى وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اَرَاَيْتَ الَّذِي يَنْهَى، عَبْداً اِذَا صَلَّى، اَرَاَيْتَ اِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى اَوْ اَمَرَ بِالتَّقْوَى، اَرَاَيْتَ اِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى، اَلَمْ يَعْلَمْ بِاَنَّ اللهَ يَرَى( نَعَمْ اَخِي: هَؤُلَاءِ الْغَافِلُونَ عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، لَايَعْتَقِدُونَ بِاَنَّ اللهَ يُرَاقِبُهُمْ، وَلِذَلِكَ{كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ(وَالْغَافِلُونَ اَمْثَالُهُ عَنْ هَذَا النَّهْيِ الْمَشْؤُومِ عَنِ الصَّلَاةِ{لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَة(نَعَمْ اَخِي: هَذِهِ الرَّاْسُ الْمُتَكَبِّرَةُ، سَنُذِلُّهَا، وَسَنُرْغِمُهَا، وَنُرْغِمُ اَنْفَهَا فِي التُّرَاب، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اَبُو جَهْلٍ مَنِ الَّذِي قَتَلَه؟ اِنَّهُ رُوَيْعُ الْغَنَمِ كَمَا قَالَ هُوَ لَعَنَهُ اللهُ وَوَصَفَ بِذَلِكَ قَاتِلَه، نَعَمْ اَخِي: فَفِي غَزْوَةِ بَدْرٍ حِينَمَا كَانَ جَرِيحاً، فَاعْتَلَى عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ الَّذِي كَانَ يُذِيقُهُ شَرَّ الْعَذَاب، نَعَمْ كَانَ اَبُو جَهْلٍ يُذِيقُ ابْنَ مَسْعُودٍ شَرَّ الْعَذَابِ، فَفَتَحَ اَبُو جَهْلٍ عَيْنَيْهِ وَهُوَ بَيْنَ الْحَيَاةِ وَالْمَوْتِ، فَرَاَى ابْنَ مَسْعُودٍ! فَقَالَ: رُوَيْعُ الْغَنَمِ عَلَى صَدْرِي! فَقَالَ: نَعَمْ خُذْهَا يَاعَدُوَّ الله، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: فَاِذَا اَرَدْنَا اَنْ نَتَّخِذَ مِثَالاً لِلْعَنَادِ وَلِلتَّمَسُّكِ بِالْبَاطِلِ وَالْاِصْرَارِ عَلَيْهِ، فَنَسْتَطِيعُ اَنْ نَتَّخِذَ مِنْ اَبُو جَهْلٍ خَيْرَ مِثَال، عَفْواً اَخِي اَقْصِدُ شَرَّ مِثَالٍ، حِينَمَا اَرْغَمَهُ اللهُ سَبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَجَعَلَ اَنْفَهُ فِي تُرَابِ الْجَحِيم، عَفْواً اَخِي اَقْصِدُ فِي رَمَادِ الْجَحِيم، نَعَمْ اَخِي: فَالَّذِينَ يَنْهَوْنَ النَّاسَ عَنِ الصَّلَاةِ وَيُثَبِّطُونَ الْهِمَمَ فِي الْاَمْرِ بِمَعْرُوفِهَا وَالنَّهْيِ عَنْ فَحْشَائِهَا وَمُنْكَرِهَا وَلَايَاْمُرُونَهُمْ بِهَا وَلَايَاْمُرُونَ اَوْلَادَهُمْ بِهَا وَهُمْ اَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِين وَلَايَضْرِبُونَهُمْ عَلَيْهَا ضَرْباً غَيْرَ مُبَرِّحٍ وَهُمْ اَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ، فَهَؤُلَاءِ مَصِيرُهُمْ مَشْؤُومٌ وَمُرْعِبٌ وَمُفْزِعٌ وَمُخِيفٌ بِشَكْلٍ هَائِلٍ، وَلِذَلِكَ اِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام{رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، فَاجْعَلْ اَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي اِلَيْهِمْ( فَاِذَا اَقَامُوا الصَّلَاةَ، فَاِنَّهَا تَجْعَلُ الْقُلُوبَ تَهْوِي اِلَيْهِمْ(نَعَمْ اَخِي: وَيَقُولُ الْحُذَّاقُ مِنَ الْمُفَسِّرِين: لَوْ لَمْ يَقُلْ {فَاجْعَلْ اَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ، بَلْ قَالَ سُبْحَانَهُ: فَاجْعَلْ اَفْئِدَةَ النَّاسِ تَهْوِي اِلَيْهِمْ، لَانْكَبَّ اِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ اَهْلُ الْاَرْضِ جَمِيعاً زُرَافَاتٍ وَوِحْدَاناً عَلَى اخْتِلَافِ دِيَانَاتِهِمْ وَعَلَى اخْتِلَافِ مَذَاهِبِهِمْ وَنِحَلِهِمْ، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اِنَّهُ الْحَجُّ الَّذِي يُذَكِّرُنَا بِهَذِهِ الذِّكْرَيَاتِ الْعَظِيمَةِ، نَعَمْ: وَحِينَمَا تَهْفُو الْقُلُوبُ اِلَى الْحَبِيبِ، اِلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ، هُنَالِكَ فِي الْمَدِينَةِ، فَيَالَهَا مِنْ مُنَاجَاةٍ لِهَذَا النَّبِي الْكَرِيم، نَعَمْ يَارَسُولَ الله: يَامَنْ اَعْطَيْتَ كَثِيراً، وَلَمْ تَاْخُذْ شَيْئاً! نَعَمْ يَارَسُولَ الله: يَامَنْ قَدَّسْتَ الْاِنْسَان، وَيَامَنْ كَرَّمْتَهُ، وَيَامَنْ جَعَلْتَهُ سَيِّداً لَامَسُوداً، نَعَمْ: لَايَسِيدُهُ اِلَّا اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، نَعَمْ: وَلَوْ سَادَهُ اَحَدٌ غَيْرُ اللهِ، فَلَايَسُودُهُ اِلَّا بِكَرَامَتِهِ الْمَحْفُوظَةِ الَّتِي ضَمِنَهَا لَهُ شَرْعُنَا الْاِسْلَامِيّ، نَعَمْ يَارَسُولَ الله: يَامُحَرِّرَ الْفِتْيَانِ الْعَبِيدِ وَالْفَتَيَاتِ الْاِمَاء، يَامَنْ اَعْتَقْتَ الْعَبِيد، يَامَنْ اَعْطَيْتَ لِلْاِنْسَانِ كَرَامَتَه، نَعَمْ يَارَسُولَ الله: هَذَا وَفْدُ الرَّحْمَنِ بَيْنَ يَدَيْك، يُنَاجِي رَبَّهُ، وَاَنْتَ تَسْمَعُ هَذِهِ الْمُنَاجَاة، نَعَمْ يَارَسُولَ الله: اِنَّكَ تَعْلَمُ مَاذَا حَلَّ بِاُمَّتِكَ يَارَسُولَ الله، ظَهَرَتِ الْفِتَنُ وَالْبَغْضَاءُ وَالْقِتَالُ فِيمَا بَيْنَهُمْ، فَهَلَّا يَارَسُولَ اللهِ مِنْ تَاْمِينٍ تُؤَمِّنُ بِهِ عَلَى دُعَائِهِمْ؟ حَتَّى يَرْتَفِعَ اِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خَالِصاً لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ؟ لِيَكْشِفَ الْبَلَاءَ عَنْ اُمَّةِ مُحَمَّد، نَعَمْ لِيَكْشِفَ الْبَلَاءَ عَنِ الْعَالَمِ كُلِّهِ، فَيَامَنْ اَرْسَلَكَ رَبُّكَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِين، لَاتَبْخَلْ عَلَيْنَا بِهَذَا التَّاْمِينِ، وَلَابِمُشَارَكَتِكَ لِدُعَائِنَا، وَقُلْ يَارَبُّ ارْفِقْ بِاُمَّةِ مُحَمَّد، يَارَبُّ اَنْقِذْ اُمَّة مُحَمَّد، يَارَبِّ كُنْ مَعَ اُمَّةِ مُحَمَّد، نَعَمْ: كُلُّ ذَلِكَ نَاْمَلُهُ مِنْ رَبِّكَ ثُمَّ مِنْكَ يَاسَيِّدَ السَّادَاتِ، يَااَبَا الزَّهَرَاءِ، يَاجَدَّ الْحَسَنَيْن، يَامَنْ اَنْتَ بَطَلُ الْعَالَمِ وَالْاِنْسَانِيَّةِ جَمِيعاً، يَامَنْ اَعْطَى رَبُّكَ بِكَ لِلْاِنْسَانِيَّةِ قِيمَتَهَا وَقُدْسِيَّتَهَا فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ، وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ، وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلَا(نَعَمْ: اَلْكُلُّ يَتَهَاوَى اَمَامَ عَظَمَةِ اللهِ، وَتَبْقَى شَخْصِيَّتُكَ يَارَسُولَ اللهِ، رَمْزاً لِلْحَضَارَةِ الْاِنْسَانِيَّةِ، رَمْزاً لِلْاَخْلَاقِ الْفَاضِلَةِ، رَمْزاً لِكُلِّ مَعَانِي الْخَيْرِ( فَاقْبَلْ مِنَّا يَارَبِّ هَذِهِ الْمُنَاجَاةِ الْمُتَوَاضِعَةِ لِوَحْدِكَ لَاشَرِيكَ لَك، وَاِلَّا فَاَيْنَ نَحْنُ مِنْ قَوْلِكَ فِي رَسُولِكَ الْكَرِيمِ{وَاِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ{وَمَااَرْسَلْنَاكَ اِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين(اَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَاَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ، اَحْمَدُكَ رَبِّي، وَاِيَّاكَ اَسْتَعِينُ، وَاَسْتَهْدِيكَ، وَاَسْتَغْفِرُكَ، وَاَتُوبُ اِلَيْك، وَاُصَلِّي وَاُسَلِّمُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآَلِهِ وَاَصْحَابِهِ، وَبَعْدُ اَيُّهَا الْاِخْوَة، يَقُولُ السَّائِلُ: عُمْرِي حَوَالِي 25 سَنَة، وَاَنَا اِلَى الْآَنَ لَمْ اُخْتَنْ(اَيْ لَمْ اَتَطَهَّرْ كَمَا يَقُولُ الْعَوَامُّ عِنْدَنَا مِنْ قِطْعَةِ الْجِلْدِ الزَّائِدَةِ الْمَوْجُودَةِ فِي اَعْلَى الْعُضْوِ الذَّكَرِيّ( نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا مَايُسَمَّى غَيْرَ الْمَخْتُونِ اَوِ الْاَغْلَفِ( اَيْ مَازَالَ الْغِلَافُ مَوْجُوداً عَلَى عُضْوِهِ الذَّكَرِيِّ الْمَعْرُوف، نَعَمْ اَخِي: ثُمَّ يَقُولُ السَّائِلُ: فَقَالُوا لِي: صَلَاتُكَ وَصَوْمُكَ وَحَتَّى وَلَوْ حَجَجْتَ، فَكُلُّ ذَلِكَ لَايُقْبَلُ عِنْدَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى! فَمَاذَا اَفْعَلُ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي السَّائِلُ: اَوَّلاً اَلْخِتَانُ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ عَنْ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ، بَلْ هُوَ سُنَّةُ اَبِينَا اِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمَا وَآَلِهِمَا وَسَلَّمَ، بَلْ هُوَ مِنْ سُنَنِ الْفِطْرَةِ وَالْكَلِمَاتِ الَّتِي ابْتَلَى اِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِهَا، وَلَاعَلَاقَةَ لَهُ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِقَبُولِ الْعِبَادَةِ، فَصَلَاتُكَ صَحِيحَةٌ، وَحَجُّكَ صَحِيحٌ، وَكُلُّ مَاتَقُومُ بِهِ مِنَ الْعِبَادَاتِ صَحِيح، فَلَاتَنْظُرْ اَخِي، وَلَاتَلْتَفِتْ، وَلَاتَسْمَعْ لِهَؤُلَاءِ الْمُتَنَطِّعِينَ الْمُتَشَدِّدِينَ الَّذِينَ يَلْعَنُهُمْ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى حِيتَانُ الْبَحْرِ؟ لِاَنَّهُمْ يُفْتُونَ بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَالَايَعْلَمُونَ؟ طَاعَةً لِاَمْرِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، فَيَسْخَطُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَيْهِمْ وَيَلْعَنُهُمْ وَمَلَائِكَتُهُ وَالنَّاسُ اَجْمَعِين، نَعَمْ اَخِي: مَنْ قَالَ لَهُمْ هَذَا الْكَلَام؟! بَلْ مِنْ اَيِّ عَالِمٍ سَمِعُوهُ؟! وَفِي اَيِّ كِتَابٍ قَرَؤُوهُ؟ حَتَّى نَعْذُرَهُمْ وَنَقُولَ هَذَا رَاْيٌ ضَعِيفٌ لِبَعْضِ الْفُقَهَاء، نَعَمْ اَخِي: لَمْ يَقُلْ بِذَلِكَ فَقِيهٌ ضَعِيفٌ وَلَاقَوِيٌّ اَبَداً، وَاَمَّا اَنْتَ اَخِي السَّائِل وَقَدْ بَلَغْتَ مِنْ هَذَا الْعُمُرِ، فَلَامَانِعَ مِنَ الِاخْتِتَانِ الْآَنَ بِعَمَلِيَّةٍ جِرَاحِيَّةٍ، وَلَاتَخْجَلْ اَخِي، فَالطَّبِيبُ يَقُومُ لَكَ بِهَذَا الْعَمَلِ، وَيُفَضَّلُ اَنْ يَكُونَ هَذَا الطَّبِيبُ غَيْرَ خَائِنٍ لِشَرَفِ الْمِهْنَةِ وَمَااَقْسَمَ عَلَيْهِ مِنَ الْمُحَافَظَةِ عَلَى اَمَانَتِهَا، وَلَايُعَانِي مِنْ مُيُولٍ خَاطِئَةٍ شَاذَّةٍ جِنْسِيَّةٍ لُوطِيَّة، وَلَايَجُوزُ لَكَ اَخِي شَرْعاً اَنْ تَبْقَى كَذَلِكَ اَغْلَفَ غَيْرَ مَخْتُونٍ؟ فَتُخَالِفَ بِذَلِكَ سُنَّةَ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ وَسُنَّةَ اَبِينَا اِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَام، نَعَمْ اَخِي: فَاِذَا كَانَ مَنْ رَبَّوْكَ قَدْ قَصَّرُوا فِي ذَلِكَ وَلَمْ يَقُومُوا بِخِتَانِكَ، فَلَاتُعْذَرُ اَنْتَ، وَعَلَيْكَ اَنْ تَقُومَ بِهَذِهِ الْعَمَلِيَّةِ الْجِرَاحِيَّةِ مِنَ الْخِتَانِ؟ لِتَكُونَ مُتَّبِعاً لِلْفِطْرَةِ السَّلِيمَةِ؟ وَلِسُنَّةِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَاَبِينَا اِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام، نَعَمْ اَخِي: وَحَتَّى الَّذِينَ لَايُؤْمِنُونَ بِالْخِتَانِ مِنْ اِخْوَانِنَا مِنْ اَهْلِ الْكِتَابِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، فَاِنَّهُمْ مَعَ ذَلِكَ يَقُومُونَ بِهِ وَيَخْتَتِنُونَ؟ اِعْجَاباً بِهَا؟ وَاحْتِرَاماً لِسُنَّةِ اَبِينَا اِبْرَاهِيمَ؟ وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؟ وَمِنْ بَابِ الصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ؟ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْوِقَايَاتِ الصِّحِّيَّةِ؟ لِاَنَّ هَذِهِ الْجِلْدَةَ غَالِباً مَاتَكُونُ مَجْمَعاً لِلْاَوْسَاخِ وَالْاَقْذَارِ وَالْجَرَاثِيم، نَعَمْ اَخِي: فَلَا تَسْتَحِ وَلَاتَخْجَلْ مِنْ اَنْ تَذْهَبَ اِلَى طَبِيبٍ مُخْتَصٍّ؟ لِيَقُومَ لَكَ بِهَذَا الْعَمَل، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: بَعْدَ ذَلِكَ سَائِلٌ آَخَرُ يَسْاَلُ: هَلْ هُنَاكَ مِنْ دُعَاءٍ بَيْنَ الْاَذَانِ وَالْاِقَامَة؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: نَعَمْ هُنَاكَ دُعَاءٌ كَانَ يَدْعُو بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْاَذَانِ وَالْاِقَامَةِ، حِينَمَا سَاَلَهُ الْعَبَّاسُ عَمُّهُ وَقَالَ لَهُ: يَارَسُولَ اللِه! مَاذَا نَقُولُ بَيْنَ الْاَذَانِ وَالْاِقَامَة؟ فَقَالَ: قُولُوا اَللَّهُمَّ اِنِّي اَسْاَلُكَ الْعَفْوَ، وَالْعَافِيَةَ، وَالْمُعَافَاةَ الدَّائِمَةَ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالْآَخِرَة، نَعَمْ اَخِي: وَكَمْ مِنَ الْمُؤَذِّنِينَ الَّذِينَ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِي بِصُورَةٍ خَاطِئَةٍ! فَيُضَيِّعُونَ عَلَيْهِمْ وَعَلَى النَّاسِ مِنَ الْاَجْرِ وَالثَّوَابِ الْعَظِيم ِفِيمَا يُقَالُ بَعْدَ الْاَذَانِ مُبَاشَرَةً بِصُورَةٍ شَرْعِيَّةٍ صَحِيحَةٍ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ وَهِيَ التَّالِيَة: اَللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ، آَتِ مُحَمَّداً الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَالدَّرَجَةَ الْعَالِيَةَ الرَّفِيعَةَ، وَابْعَثْهُ اللَّهُمَّ مَقَاماً مَحْمُوداً الَّذِي وَعَدْتَّه، بَعْدَ ذَلِكَ سَائِلٌ آَخَرُ يَقُول: هَلْ هُنَاكَ مِنْ ذِكْرٍ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ حِينَمَا يَرْكَعُ الْمُصَلِّي ثُمَّ يَسْجُدُ ثُمَّ يَرْفَعُ رَاْسَهُ وَيَقْعُدُ؟ فَهَلْ هُنَاكَ مِنْ ذِكْرٍ وَارِدٍ هُنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَاَبُو دَاوُودَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَال: كَانَ يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ نَرَى مِنْ هَؤُلَاءِ النَّاسِ الَّذِينَ لَايَطْمَئِنُّونَ فِي حَرَكَةٍ مِنْ حَرَكَاتِ الصَّلَاةِ خَاشِعِينَ وَلَاحَتَّى فِي الْجُلُوسِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ وَكَمْ يَسْرِقُونَ مِنْ صَلَاتِهِمْ وَمِنْ خُشُوعِهَا!؟ مُخَالِفِينَ لِهَدْيِ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام، نَعَمْ اَخِي: وَقَدْ وَرَدَ فِي رِوَايَةٍ اُخْرَى : اَنَّ رَسُولَ اللهِ كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَارْفَعْنِي، وَاجْبُرْنِي، وَارْزُقْنِي، وَاهْدِنِي، وَعَافِنِي، نعم اخي: وَمِنَ الْمُمْكِنِ اَنْ تَحْفَظَ هَذَا الدُّعَاءَ، فَاِنْ صَعُبَ عَلَيْكَ حِفْظُهُ، فَاحْفَظِ الدُّعَاءَ الَّذِي قَبْلَهُ فِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيّ، نَعَمْ اَخِي: وَقَدْ جَمَعَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي هَذَا الدُّعَاءِ خَيْرَيِ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَقَالَ: اَللَّهُمَّ اهْدِنِي: اَيْ دُلَّنِي عَلَى طَرِيقِ الْهِدَايَةِ وَوَفِّقْنِي اِلَيْهَا، وَاغْفِرْ لِي مَااَسْلَفْتُ مِنْ ذُنُوبٍ وَارْحَمْنِي وَلَاتُعَاقِبْنِي عَلَيْهَا مَادُمْتُ قَدْ تُبْتُ اِلَى وَجْهِكَ الْكَرِيمِ، وَعَافِنِي فِي صِحَّتِي، وَفِي مَالِي، وَفِي اَهْلِي، وَفِي وَطَنِي، وَفِي كُلِّ شَيْء، نَعَمْ اَخِي: وَدَائِماً الْمُؤْمِنُ لِسَانُهُ رَطْبٌ بِذِكْرِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَلِذَلِكَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ بِقَوْلِهِ اَيْضاً: وَارْزُقْنِي الرِّزْقَ الْحَلَال، نَعَمْ اَخِي: وَالْمَطْلُوبُ مِنَ الْمُؤْمِنِ اَنْ يَطْلُبَ الرِّزْقَ الْحَلَالَ وَاَنْ يَسْعَى اِلَيْهِ، وَاَنْ يَدْعُوَ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِذَلِك، نَعَمْ اَخِي: فَالْاِنْسَانُ الْمُؤْمِنُ دَائِماً رَطْبٌ بِذِكْرِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ لِاَنَّ ذِكْرَ اللهِ يُرَقِّقُ الْقَلْبَ، وَيُضْفِي عَلَى النَّفْسِ بَهَاءً وَسُكُوناً وَاطْمِئْنَاناً، بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب(وَمَعَ الْاَسَفِ اَيُّهَا الْاِخْوَة: فَاِنَّ بَعْضَ الْمُصَلِّينَ يُصَلِّي التَّرَاوِيحَ فِي رَمَضَان! وَيَصُومُ! وَيُصَلِّي بَقِيَّةَ الْاَوْقَات! نَعَمْ اَخِي: جَمَاعَةٌ مِنَ النَّاسِ اَرْسَلُوا رِسَالَةً قَدِيمَةً عَبْرَ الْبَرِيدِ الِالِكِتْرُونِيِّ قَالُوا لِي فِيهَا : اَنَّهُ قَبْلَ اَذَانِ الْمَغْرِبِ وَالْاِفْطَار، شَتَمَ اللهَ مَرَّتَيْن!! ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ لَهُ بَعْضُهُمُ: اِتَّقِ اللهَ! فَقَالَ لَهُ: سَاَفْعَلُ الْفَاحِشَةَ بِرَبِّكَ، وَبِاُخْتِ رَبِّكَ، وَبِاُمِّ رَبِّكَ، وَهِيكُ وْهِيكْ بِرَبِّكَ، وَبِاُخْتِ رَبِّكَ، وَبِاُمِّهِ، وَالْعَيَاذُ بِاللهِ تَعَالَى، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يُفْطِرُ! وَيَتَسَحَّرُ! وَيَاْكُلُ! وَيَشْرَبُ! وَكَاَنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ شَيْئاً! وَنَقُولُ لِهَذَا السَّفِيه: اَنْتَ تَشْتُمُ اللهَ بِاَيِّ شَيْء؟! هَلْ تَشْتُمُهُ بِلِسَانِكَ الَّذِي خَلَقَهُ لَكَ وَوَهَبَكَ اِيَّاهُ قَائِلاً سُبْحَانَهُ{اَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ! وَلِسَاناً وَشَفَتَيْن!(هَلْ اَعْطَاكَ اللهُ هَذَا اللِّسَانَ النِّعْمَةَ الْكُبْرَى مِنْ اَجْلِ اَنْ تَشْتُمَهُ بِهِ؟! اَمْ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَمْتَنَّ بِهِ عَلَيْكَ؟ لِتَحْمَدَهُ عَلَى نِعَمِهِ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى؟ هَلْ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِنِعَمِهِ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى يَسْتَحِقُّ مِنْكَ اَنْ تَشْتُمَهُ!؟ اَمْ اَنْ تَحْمَدَهُ وَتَشْكُرَهُ!؟ فَهَلْ تَشْتُمُ اللهَ بِلِسَانِكَ اَيُّهَا الْغَبِيّ!؟ اَلَيْسَ اللهُ قَادِراً عَلَى اَنْ يُخْرِسكَ وَاَنْ يُلْجِمَك!؟ هَلْ فَقَدْتَّ عَقْلَكَ اَيُّهَا الْاَحْمَقَ!؟ اَمَا يَكْفِينَا مَايَفْعَلُهُ اللهُ بِنَا وَيُدَمِّرُ عَلَيْنَا الدُّنْيَا تَدْمِيراً!؟ وَبُيُوتَنَا فَوْقَ رُؤُوسِنَا تَدْمِيرَا!؟ فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ كُلِّهِ نَبْقَى مُصِرِّينَ عَلَى مُحَارَبَتِهِ وَتَحَدِّيهِ وَشَتْمِهِ بِحُجَّةٍ هِيَ اَقْبَحُ مِنْ ذَنْبٍ وَهِيَ اَنَّكَ صَائِمٌ خَرْمَان عَلَى سِيجَارَة وَنَفَسْ مُعَسَّل!؟ يَااَخِي مَنْ قَالَ لَكَ اَنْ تَصُوم؟ بِالنَّاقِصْ مِنْ هَذَا الصِّيَام كُلِّه(عُمْرُو مَيْكُونْ هَالصِّيَام(تَبّاً لِصِيَامِ الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِين، بِئْسَ هَذَا الصِّيَام، ثُمَّ عَنْ اَيِّ صِيَامٍ؟ اَوْ صَلَاةٍ؟ اَوْ زَكَاةٍ؟ اَوْ حَجٍّ تَـتَحَدَّث؟ اَمَا عَلِمْتَ اَنَّ كُلَّ عَمَلٍ عَمِلْتَهُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ قَدْ حَبِطَ وَذَهَبَ اَدْرَاجَ الرِّيَاحِ هَبَاءً مَنْثُوراً؟ اَمَا عَلِمْتَ اَنَّكَ لَوْ اَدْرَكَكَ الْاَجَلُ وَ مُتَّ فَوْراً مِنْ دُونِ تَوْبَةٍ وَاِسْلَامٍ جَدِيدَيْنِ، لَكُنْتَ مُخَلَّداً وَاَشَدَّ عَذَاباً فِي النَّارِ اَكْثَرَ مِنْ اَبِي جَهْلٍ وَهَامَانَ وَفِرْعَوْنَ وَقَارُون!؟ هَلْ تُرِيدُ اَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ عَذَاباً وَنَكَالاً؟ نَعَمْ اَنْتَ مُخَلَّدٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ اِلَى اَبَدِ الْآَبِدِينَ لَوْ مُتَّ مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ وَاِسْلَامٍ جَدِيدَيْن، لَكِنْ مِنْ حُسْنِ حَظِّكَ اَنَّكَ مَازِلْتَ اِلَى الْآَنَ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ عَسَى وَلَعَلَّ اَنْ تَسْتَدْرِكَ مَافَاتَكَ مِنَ الْاِسْلَامِ وَالنَّصُوحِ مِنَ التَّوْبَة، ثُمَّ مَنْ قَالَ لَكَ اَنَّهُ يَجُوزُ لَكَ اَنْ تَاْتِيَ اِلَى الْمَسْجِدِ وَتُصَلِّيَ وَتَصُوم؟ هَلْ تُبْتَ اِلَى اللهِ مِنْ شَتْمِهِ الْفَظِيعِ قَبْلَ اَنْ تُصَلِّي؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْمِسْكِين، طَالَمَا اَنْتَ نَطَقْتَ بِهَذَا الْكُفْرِ الشَّنِيعِ، فَهَلْ تَدْرِي اَنَّ كُلَّ مَاتَعْمَلُهُ الْآَنَ مِنَ الْاَعْمَالِ الصَّالِحَةِ مِنْ صَلَاةٍ وَغَيْرِهَا لَايُتَقَبَّلُ مِنْكَ اِلَّا اِذَا عُدْتَّ اِلَى الْاِسْلَامِ مِنْ جَدِيدٍ لِمَاذَا؟ لِاَنَّكَ كَافِرٌ، مُرْتَدٌّ عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ، مُخَلَّدٌ فِي نَارِ جَهَنَّم، بَلْ اَنْتَ اَكْفَرُ مِنْ عَبَدَةِ الْاَصْنَامِ؟ بِسَبَبِ هَذَا الشَّتْمِ الْفَظِيعِ مِنَ الْعَمَلِ الشَّنِيعِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الَّذِينَ يَعْبُدُونَ الْاَصْنَامَ لَمْ يَكُونُوا يَشْتُمُونَ الرَّبَّ، وَاِنَّمَا كَانُوا يَقُولُونَ عَنْ هَذِهِ الْاَصْنَامِ{مَانَعْبُدُهُمْ اِلَّا لِيُقَرِّبُونَا اِلَى اللهِ زُلْفَى(نَعَمْ يَعْبُدُونَ الْاَصْنَامَ لِيَتَقَرَّبُوا بِها اِلَى اللهِ بِزَعْمِهِمْ، بَيْنَمَا اَنْتَ يَاحَقِيرُ، يَاسَافِلُ، يَامُنْحَطُّ، يَاقَذَارَةُ، يَاحُثَالَةَ الْبَشَرِ، يَاعِرَّةَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، تَشْتُمُ الله!!! اَلَيْسَ مِنَ الْعَيْبِ عَلَيْكَ اَنْ تَشْتُمَ الله؟! اَمَا تَسْتَحِي وَتَخْجَلُ مِنْ نَفْسِكَ اِنْ لَمْ تَسْتَحِ وَتَخْجَلْ مِنْ خَالِقِك؟! نَعَمْ نَحْنُ لَانُنْكِرُ اَنَّ النَّصَارَى عَلَيْهِمْ لَعَائِنُ اللهِ الْمُتَتَابِعَةُ اِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، يَشْتُمُونَ اللهَ بِزَعْمِهِمْ اَنَّ لَهُ وَلَداً، تَعَالَى اللهُ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً، وَلَكِنْ هَلْ خَنَازِيرُ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ يُصَرِّحُونَ بِشَتْمِ الرَّبِّ كَمَا تُصَرِّحُ اَنْتَ عَلَناً اَيُّهَا الْمُجْرِمُ بِحَقِّ نَفْسِكَ وَبِحَقِّ خَالِقِكَ؟ وَلِذَلِكَ مَاذَا تَفْعَلُ؟ وَمَاالَّذِي يُنْجِيكَ مِنْ تَدَاعِيَاتِ هَذَا الشَّتْمِ الْفَظِيع؟ عَلَيْكَ اَنْ تَتُوبَ اِلَى اللهِ فَوْراً، وَاَنْ تَبْكِيَ دِمَاءً بَدَلَ الدُّمُوعِ، وَيَحْرُمُ عَلَيْكَ شَرْعاً اَنْ تَضْحَكَ، وَيَحْرُمُ عَلَيْكَ اَنْ تَجِدَ اِلَى الْفَرَحِ اَوِ الْبَسْمَةِ اَوِ الْقَهْقَهَةِ اَوِ الضَّحِكِ سَبِيلاً مَاحَيِيتَ وَفِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِك، نَعَمْ وَقَبْلَ ذَلِكَ اَيْضاً عَلَيْكَ اَنْ تَنْطِقَ بِالشَّهَادَتَيْنِ بِنِيَّةِ الْعَوْدَةِ اِلَى الْاِسْلَام، فَاَنْتَ الْآَنَ مُلْحِد،ٌ وَكَافِرٌ، وَمُرْتَدٌّ رَغْماً عَنْ اَعْدَاءِ الْاِسْلَامِ الَّذِينَ يَتَّهِمُونَنَا بِاَنَّنَا تَكْفِيرِيُّونَ رَضُوا بِذَلِكَ اَمْ لَمْ يَرْضُوا، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَاللهِ الْعَظِيمِ اِنَّ اَمْرَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَشْتُمُونَ اللهَ عَجِيب!! وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ: اَنَّ الَّذِينَ يَعْبُدُونَ الْبَقَرَ فِي الْهِنْدِ، لَايَتَجَرَّاُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَلَا مِنْ غَيْرِهِمْ مِمَّنْ لَايَعْبُدُ الْبَقَرَ مِثْلَهُمْ اَنْ يَشْتُمُوا بَقَرَةً مِنْ اَبْقَارِهِمْ، وَاِلَّا فَاِنَّهُمْ يَذْبَحُونَ مَنْ يَشْتُمُ اَبْقَارَهُمْ مِنَ الْوَرِيدِ اِلَى الْوَرِيد، نَعَمْ ايها الاخوة: وَاَمَّا الْجُبَنَاءُ مِنَ الْمَحْسُوبِينَ عَلَى الْاِسْلَامِ، فَلَايَجِدُونَ غَضَاضَةً اَبَداً فِي اَنْ يَسْمَعُوا مَايُطْرِبُ آَذَانَهُمْ مِنْ شَتْمِ الْاِلَهِ عَلَناً وَعَلَى مَرْاَى وَمَسْمَعٍ مِنَ النَّاس، وَوَيْلٌ لِمَنْ يُحَاسِبُهُمْ، وَوَيْلٌ لِمَنْ يَعْتَرِضُ عَلَيْهِمْ؟ لِاَنَّهُمْ بِكُلِّ وَقَاحَةٍ وَبِبَسَاطَةٍ وَكَاَنَّ شَيْئاً لَمْ يَحْدُثْ يَقُولُونَ لِمَنْ يَعْتَرِضُ عَلَيْهِمْ: هَلْ اَنْتَ سَتُحَاسَبُ عَنْهُ؟ هَلْ اَنْتَ سَتَنْزِلُ فِي جُورَتِهِ وَحُفْرَتِه؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ: نَعَمْ سَيُحَاسَبُ عَنْهُ! وَسَيَنْزِلُ فِي جُورَتِهِ! بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[مَنْ كَتَمَ عِلْماً اَلْجَمَهُ اللهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَة( فَهُوَ بَيْنَ اِلْجَامَيْنِ عَظِيمَيْنِ اَحَدُهُمَا اَعْظَمُ مِنَ الْآَخَرِ! اِمَّا اَنْ يُلْجِمَهُ السُّفَهَاءُ الدَّيُّوثُونَ مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لَايَغَارُونَ عَلَى اللهِ وَلَا عَلَى حُرْمَةٍ مِنْ حُرُمَاتِهِ اَنْ تُنْتَهَك، وَاِمَّا اَنْ يُلْجِمَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ اِذَا سَكَتَ عَلَى الْمُنْكَرِ كَمَا يَسْكُتُ الشَّيْطَانُ الْاَخْرَسُ، فَلْيَخْتَرْ اَيُّهُمَا اَهْوَنُ عَلَى قَلْبِهِ وَعَلَى جَسَدِهِ عَذَاباً وَنَكَالاً وَجَحِيماً، نَعَمْ ايها الاخوة وَبِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى اَيْضاً{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي اِسْرَائِيل{كَانُوا لَايَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوه(وَبِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ اَوْلِيَاءُ بَعْض(اَيْ اَنَّ الْمُؤْمِنَ وَلِيُّ اَمْرِ الْمُؤْمِنِ مِثْلِهِ، وَهُوَ اَيْضاً وَلِيُّ اَمْرِ الْمُؤْمِنَةِ مِثْلِهِ، وَالْمُؤْمِنَةُ هِيَ اَيْضاً وَلِيَّةُ اَمْرِ الْمُؤْمِنَةِ مِثْلِهَا، وَهِيَ اَيْضاً وَلِيَّةُ اَمْرِ الْمُؤْمِنِ مِثْلِهَا، وَيَجِبُ عَلَيْهَا اَنْ تَكُونَ مُرَبِّيَةً فَاضِلَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات، وَيَجِبُ عَلَيْهِمْ جَمِيعاً اَنْ يَدْعَمُوا بَعْضَهُمْ بَعْضاً، لَا اَنْ يَعْتَرِضُوا عَلَى بَعْضِهِمْ بَعْضاً، وَلَا اَنْ يُثَبِّطُوا الْهِمَمَ فِي قَضِيَّةِ{يَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ( كَمَا يَفْعَلُ هَؤُلَاءِ الدَّيُّوثُونَ الَّذِينَ لَايَغَارُونَ عَلَى اللهِ بَلْ تَنْشَرِحُ صُدُورُهُمْ بِشَتْمِهِ وَسَبِّهِ، نَعَمْ اِنَّهُمُ{الْمُنَافِقُونُ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَاْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوف(اَيْ اَنَّهُمْ يَاْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ ويَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ حِينَمَا يُثَبِّطُونَ هِمَمَ مَنْ يَعْتَرِضُ عَلَى هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمِينَ الَّذِينَ يَشْتُمُونَ اللهَ، وَلِذَلِكَ{وَعَدَ اللهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ، وَلَعَنَهُمُ اللهُ، وَبِئْسَ الْمَصِير( نَعَمْ اَخِي: وَحَتَّى الْمَرْاَةُ وَهِيَ الضِّلْعُ الْقَاصِرُ الضَّعِيفُ فِي هَذَا الْمُجْتَمَعِ الْمَلِيءِ بِالْوُحُوش، وَمَعَ ذَلِكَ لَايُعْفِيهَا اللهُ اَبَداً مِنْ فَرِيضَةِ الْاَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَاِلَّا فَاِنَّهُ سُبْحَانَهُ يَضَعُهَا فِي جُمْلَةِ الْمُنَافِقَاتِ اللَّوَاتِي وَعَدَهَنَّ اللهُ بِالْخُلُودِ وَالْعَذَابِ الْاَبَدِيِّ فِي نَارِ جَهَنَّمَ اِنْ لَمْ يُخْلِصْنَ النَّصُوحَ مِنَ التَّوْبَةِ لِوَجْهِ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِين، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: لَقَدِ اتَّخَذُوا فِي الْهِنْدِ آَلِهَةً مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ هَذِهِ الْاَبْقَارِ! وَاَصْبَحَتْ مُقَدَّسَةً عِنْدَهُمْ! وَلَايَجْرُؤُ اَحَدٌ مِنْهُمْ وَلَا مِنْ غَيْرِهِمْ عَلَى شَتْمِهَا! وَاَمَّا نَحْنُ الْمُسْلِمِينَ! فَنَشْتُمُ الرَّبَّ! ثُمَّ نُصَلِّي وَنَصُوم! فَاَيُّ صَلَاةٍ هَذِهِ!؟ وَاَيُّ صِيَامٍ هَذَا وَمَايَسْبِقُهُمَا مِنْ شَتْمِ الرَّبِّ!؟ وَالْاَقْبَحُ مِنْ ذَلِكَ اَنَّنَا نَحْتَجُّ بِصِيَامِنَا عَلَى اللِه وَمَانُحْرَمُ مِنْهُ بِسَبَبِ هَذَا الصِّيَامِ مِنْ مُتْعَةِ التَّدْخِينِ بِالسِّيجَارَةِ وَالْمُعَسَّلِ حَتَّى نُصْبِحَ خَرْمَانِينَ بِزَعْمِهِمْ مِمَّا يُعْطِينَا هَذِهِ الْجُرْاَةَ الْوَقِحَةَ عَلَى اللهِ نَسْاَلُ اللهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَة. نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اِنِّي دَاعِيَةٌ، فَاَرْجُو اَنْ تُؤَمِّنُوا عَلَى دُعَائِي، اَللَّهُمَّ اِنَّا نَعْتَرِفُ بِتَقْصِيرِنَا، وَنَعْتَرِفُ بِذُنُوبِنَا بَيْنَ يَدَيْك، فَيَارَبُّ خُذْ بِاَيْدِينَا اِلَى الْحَقّ، خُذْ بِاَيْدِينَا اِلَى طَرِيقِ الْاَمْنِ وَالسَّلَام، خُذْ بِاَيْدِينَا يَارَبُّ اِلَى عِزَّةِ الْاِنْسَانِ، وَاِلَى كَرَامَةِ الْاِنْسَان، اَللَّهُمَّ مَنْ اَرَادَ اَنْ يُعِزَّ الْاِنْسَانَ فَاَعِزَّه، وَمَنْ اَرَادَ اَنْ يُهِينَ الْاِنْسَانَ فَاَهِنْهُ يَارَب، وَاللهِ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اَلْاِنْسَانُ كَرِيمٌ عَلَى الله، وَاللهِ: لَوْ اَنَّ جَمِيعَ اَهْلِ الْاَرْضِ اِشْتَرَكُوا فِي قَتْلِ اِنْسَانٍ بَرِيءٍ، لَكَبَّهُمُ اللهُ تَعَالَى عَلَى وُجُوهِهِمْ وَمَنَاخِرِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي نَارِ جَهَنَّم، نَعَمْ اَخِي: اَمَا تَقْرَاُ قَوْلَ اللهِ{وَلَايَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ اِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ(نَعَمْ خَلَقَهُمْ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَخْتَلِفُوا لَكِنْ حَتَّى يَتَّفِقُوا اَخِيراً فِي نِهَايَةِ الْمَطَاف، فَاِنْ لَمْ يَتَّفِقُوا فَعَلَى كُلِّ طَرَفٍ اَنْ يَكُفَّ اَذَاهُ وَشَرَّهُ عَنِ الطَّرَفِ الْآَخَرِ مَهْمَا كَانَتِ الْمُبَرِّرَات؟ اِلَّا بِقِصَاصٍ عَادِلٍ مِنْ اَجْلِ حِمَايَةِ الْاَرْضِ مِنْ فَسَادٍ قَاتِلٍ لَاسَبِيلَ لِاِصْلَاحِه، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا اِذَا اخْتَلَفُوا مِنْ اَجْلِ اَنْ يَقْتُلَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فَقَدْ حَقَّ عَلَيْهِمْ تَمَامُ الْقَوْلِ فِي كَلَامِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَفِي قَضَائِهِ وَقَدَرِهِ الْاَزَلِيّ فِي الْمَاضِي وَالْحَاضِرِ وَالْمُسْتَقْبَل{ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَاَمْلَاَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ اَجْمَعِينَ (لِمَاذَا؟ لِاَنَّ{مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ اَوْ فَسَادٍ فِي الْاَرْضِ، فَكَاَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً، وَمَنْ اَحْيَاهَا، فَكَاَنَّمَا اَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً( نَعَمْ اَنْتَ يَارَسُولَ اللهِ اَحْيَيْتَ النُّفُوسَ بِهَذَا الْقُرْآَن، فَاَحْيِي اللَّهُمَّ قُلُوبَنَا بِالْاِيمَان، وَثَبِّتْهَا عَلَى الْيَقِينِ، وَاجْعَلْ دُعَاءَنَا مُتَقَبَّلاً عِنْدَك: اَنْ تَنْصُرَ الْحَقَّ وَاَهْلَه، وَاَنْ تَهْزِمَ الْبَاطِلَ وَجُنْدَهُ، وَاَنْ تُرَسِّخَ دِينَكَ فِي الْاَرْضِ، وَاَنْ تَجْعَلَ كَلِمَةَ الْحَقِّ هِيَ الْعُلْيَا، وَاَنْ تَجْعَلَ كَلِمَةَ الْبَاطِلِ هِيَ السُّفْلَى، نَعَمْ يَااِخْوَانَنَا مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الْحَرَام: لَاتَنْسَوْا فِي تِلْكَ الْمَشَاعِرِ الْمُقَدَّسَةِ: اَنْ تَدْعُوا اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الْحَنَّانَ الْمَنَّانَ؟ لِيَمُنَّ عَلَيْنَا بِالْاُخُوَّةِ، وَالْمَحَبَّةِ، وَبِالتَّمَسُّكِ بِالْحَقِّ، وَبِالْبُعْدِ عَنِ الْبَاطِلِ، وَثِقُوا اَنَّ اللهَ سَيَنْصُرُ مَنْ يَنْصُرُهُ، وَاَنَّ اللهَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيز، اَللَّهُمَّ سَهِّلْ عَلَى الْحَجِيجِ حَجَّهُمْ، وَاجْعَلْهُ حَجّاً مَقْبُولاً، وَذَنْباً مَغْفُوراً، وَتِجَارَةً لَنْ تَبُورَ، بِرَحْمَتِكَ يَااَرْحَمَ الرَّاحِمِين، اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِينَا وَوَالِدِي وَالِدِينَا وَلِمَشَايِخِنَا وَلِمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا وَلِمَالِكِي هَذَا الْمُنْتَدَى وَاَعْضَائِهِ وَزَائِرِيه، وَلِكُلِّ فَاعِلِ خَيْر عِبَادَ الله{فَهَلْ عَسَيْتُمْ اِنْ تَوَلَّيْتُمْ اَنْ تُفْسِدُوا فِي الْاَرْضِ وَتُقَطِّعُوا اَرْحَامَكُمْ، اُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَاَصَمَّهُمْ وَاَعْمَى اَبْصَارَهُمْ، اَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ اَمْ عَلَى قُلُوبٍ اَقْفَالُهَا(عِبَادَ الله: يَاسَلَام عَلَى هَذَا الْكَلَامِ، مَااَجْمَلَه! اَيْنَ نَحْنُ مِنْهُ{اِنَّ اللهَ يَاْمُرُ بِالْعَدْلِ، وَالْاِحْسَانِ، وَاِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى( نَعَمْ اِيتَاؤُهُمْ مَاذَا؟ هَلْ اِيتَاؤُهُمْ شَيْئاً قَلِيلاً؟ هَلْ اِيتَاؤُهُمْ شَيْئاً كَثِيراً لَاحَصْرَ لَهُ وَلَاعَدّ؟ نَعَمْ اَخِي: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَنَّهُ سُبْحَانَهُ جَعَلَ اِيتَاءَ ذِي الْقُرْبَى اِيتَاءً هَائِلاً عَلَى اِطْلَاقِهِ بِلَاحَصْرٍ وَلَاعَدٍّ فِي مَجَالِ صِلَةِ الْاَرْحَام، بَلْ لَايَجُوزُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنْ {تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِاَيْمَانِكُمْ اَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ(بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى الْخَاصِّ بِالْوَالِدَيْن{وَاِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى اَنْ تُشْرِكَ بِي مَالَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ اَنَابَ اِلَيّ(وَبِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى الْخَاصِّ بِالْاَرْحَام{وَلَايَاْتَلِ(لَايَحْلِفْ{اُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ اَنْ يُؤْتُوا اُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا اَلَا تُحِبُّونَ اَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيم(نَعَمْ اَخِي: حَتَّى وَلَوْ طَعَنَ وَاحِدٌ مِنْ اَرْحَامِكَ فِي عِرْضِكَ! فَلَايَجُوزُ لَكَ شَرْعاً اَبَداً اَنْ تَمْنَعَ اَوْ تَقْطَعَ مَعْرُوفَكَ عَنْهُ؟ اِلَّا اِذَا طَعَنَ فِي عِرْضِ رَسُولِ اللهِ؟ فَلَايَجُوزُ هُنَا اَنْ تَنْفَعَهُ بِنَافِعَةٍ اَبَداً مَاحَيِيتَ، اِلَّا اِذَا دَخَلَ* هَذَا الْكَافِرُ الْمُرْتَدُّ الْمُكَذِّبُ لِلهِ الْمُعَانِدُ لِلهِ فِي تَبْرِئَتِهِ سُبْحَانَهُ لِعِرْضِ رَسُولِهِ *فِي دِينِ الْاِسْلَامِ مِنْ جَدِيدٍ، وَنَطَقَ بِالشَّهَادَتَيْنِ، وَاُقِيمَ عَلَيْهِ حَدُّ الْقَذْفِ، وَرُدَّتْ شَهَادَتُهُ اِلَى الْاَبَدِ، فَهُنَا يُمْكِنُكَ اَخِي اَنْ تَعُودَ اِلَى مَعْرُوفِكَ مَعَهُ مِنْ جَدِيد، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَاللِه: كُلُّ الْفَضَائِلِ اجْتَمَعَتْ فِي هَذِهِ الثَّلَاث، وَكُلُّ الرَّذَائِلِ اجْتَمَعَتْ اَيْضاً فِي ثَلَاثٍ اُخْرَى فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ، وَالْمُنْكَرِ، وَالْبَغْيِ(أَيِ الظُّلْمِ وَمِنْهُ قَطِيعَةُ الْاَرْحَام{وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْاَرْحَام(نَعَمْ: قَرَنَ تَقْوَاهُ سُبْحَانَهُ بِتَقْوَى الْاَرْحَام( نَعَمْ اَخِي وَتَقْوَى الْاَرْحَامِ هِيَ بِمَعْنَى اِتَّقُوا قَطِيعَةَ الْاَرْحَام، وَصِلُوا هَذِهِ الْاَرْحَامَ{يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُم تَذَكَّرُون(سبحانك اللهم وبحمدك، اشهد ان الا اله الا انت، استغفرك واتوب اليك، اللهم صل على نبينا محمد رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته من اختكم في الله غصون، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين