بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نوعية الألعاب وكيفية التحكم في شخصية اللعب العامل الأكبر في سباق عمالقة المصممين
بعد الكثير من التكهّنات حول طبيعة أداة تحكّم نينتندو الجديدة لجهاز ريفولوشن Revolution أو الثورة، قام رئيس شركة نينتندو Nintendo ساتورو إيواتا اخيرا في معرض ألعاب طوكيو، بعرض آخر قطعة من اللغز الذي طال كتمانه. وبعد عدّة أشهر من التعتيم الإعلاميّ على نوعيّة أداة تحكّم الجهاز الجديد، وتشويق للجماهير بإعطاء أدلّة مبهمة تدور حول إعادة تعريف التحّكم بشخصيّات اللعب، قامت نينتندو بالحركة المترقّبة لجذب تأييد اللاعبين في معركتها مع سوني (الشركة المصنّعة لجهاز البلايستيشن 3) ومايكروسوفت (الشركة المصنّعة لجهاز الإكس بوكس 360). مايركوسوفت قرّرت بداية خوض المعركة بطرح جهازها في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحاليّ. وسوني قرّرت صنع جهاز خارق قوي جدّا وطرحه في ربيع عام 2006. أمّا نينتندو، فقد قرّرت تركيز جهودها على صنع جهاز متواضع، ولكنّ نوعيّة الألعاب التي ستصنع له وكيفيّة التحكّم في شخصيّة اللعب كانت العامل الأكبر والأهم في سباقها. فمنذ بداية تصميم جهاز ريفولوشن، أرادت نينتندو استكشاف مناطق جديدة في عالم الفيديو غيمز، لخوض تحدّيات السرعة والمواصفات التي لا تنتهي. فبالنسبة لنينتندو، الغرض من أجهزة الفيديو غيمز هو الاستمتاع باللعب، لا مشاهدة ألعاب تشابه الأفلام، لا جديد فيها من حيث طريقة اللعب.
وهناك الآن جيوش لا حصر لها من الألعاب المتشابهة، مثل ألعاب القتال والتسابق وألعاب تقمّص الأدوار Role Playing Games وألعاب المنظور الأوّل First Person Shoot ers نينتندو لا تريد سلك الدرب نفسه الذي تمشي فيه الشركات المنافسة. الوضع الحاليّ لأجهزة الفيديو غيمز يحتاج إلى «ثورة»، وبالتالي تمّت ولادة اسم الجهاز الجديد.
مواصفات التحكم
* جهاز الثورة يحتاج لأن يكون فريدا من نوعه من جميع النواحي. وأداة التحكّم الجديدة متواضعة جدّا من حيث الشكل، ولكنّها عظيمة من حيث القدرات. فهي لاسلكيّة وتشبه جهاز التحكّم عن بعد، أو الريموت كونترول. حجمها بحجم كفّ اليد. الأداة يمكن حملها طوليّا بيد واحدة، أو عرضيا بكلتا اليدين، لتصبح مشابهة لأدوات التحكّم القديمة لنينتندو (نينتندو تمنح مجال اللعب بألعابها القديمة على جهاز الريفولوشن. وعلى الأرجح، فإنّ الوضعيّة هذه هي الطريقة المناسبة للتحكّم في شخصيّات الألعاب القديمة. ويمكن قبول كلا الطريقتين في تحريك شخصيّات الألعاب القديمة). وهناك أربعة أضواء في أسفل الأداة تشير إلى رقم اللاعب. الأداة مدمجة بأجهزة للهزّ، مثل أدوات التحكّم في أجهزة الفيديو غيمز الحاليّة. البطّاريّات هي الوسيلة لإعطاء الطاقة (من المتوقع أن يكون بالإمكان استخدام بطاريّات يمكن إعادة شحنها أو حتّى جعل مصدر الطاقة مدمجا بداخل الأداة، ليتمّ شحنه لاحقا). ويمكن تركيب إضافات أو ملحقات جديدة إليها حسب نوع اللعبة وحسب الحاجة (واحدة من الإضافات هي عصا للتحكّم غير الرقميّ، بها زرّان. وتأتي بعض الملحقات مع جهاز ريفولوشن أو مع الألعاب). هذه الميّزة تتيح سهولة اللعب لللاعبين الجدد حيث يمكنهم استخدام الأداة بدون ملحقات، وتفرّدا لللاعبين المتمرّسين، حيث يمكنهم استخدام الخليط من الأداة الرئيسيّة والملحقات. مدى فاعليّة الأداة عند إبعادها عن الجهاز يتراوح بين 3 و5 أمتار. ويوجد الكثير من الألوان للأداة: فمن الأحمر، الى الأخضر والأبيض والرماديّ والأسود والفضيّ.
قد يبدو كلّ هذا عاديّا، وليس ثوريّا. ولكن الجزء الرائع هو الآتي: يمكن التحكّم بشخصيّة اللعب بمجرد تحريك اليد، أو الإيماء بها، بدون الضغط على الأزرار! فبمجرّد تحريك رسغ اليد الممسكة بأداة التحكّم إلى الأعلى، تقوم شخصيّة اللعب بالقفز، والأمر نفسه عند التحريك في الجهات الأربعة. نينتندو لم تنس عشّاق البعد الثالث: فبإبقاء الرسغ ثابتا ومدّ اليد إلى الأمام أو الى الخلف، تقوم شخصيّة اللعب بالتحرّك دخولا أو خروجا من مكانها. ويجب وضع مجسّات بالقرب من التلفاز لتلتقط إشارات الأداة. لتبسيط الأمور، تخيّل تحريك يدك في الهواء بينما تقوم كاميرات بتصويرها وبثّ الصور إلى تلفاز موصول بها، ليفهم كلّ حركة تقوم بها، ويقوم بالتفاعل مع الصورة المرسومة على الشاشة وفق حركات يدك. ألمجسّات هى الكاميرات التي تلتقط حركات الأداة. إنها ثورة في عالم التحكّم بالفعل.
تطبيقات متعددة
* بوجود تقنيّة ثوريّة كهذه، وخيال خصب، يمكن تصوّر تطبيقات كثيرة في مجال الترفيه: فألعاب المنظور الأوّل تصبح واقعيّة أكثر، حيث يمكن تركيب ملحق عصا التحكّم غير الرقميّ، للتحرّك في الجهات الأربع، بينما يمكن تحريك وجهة السلاح بواسطة الأداة الأساسيّة. هذه الطريقة تعطي دقّة أكبر من دقّة الفأرة ولوحة المفاتيح تخيّل اللعب بلعبة القنّاص سايلنت سكوبSilent Scope أمّا ألالعاب الاستراتيجيّةReal Time Strategy مثل كوماند أند كونكرCommand & Conquer وكوماندوز Commandos ووركرافت War Craft وستار كرافت Star Craft فهي مثالية لهذ النوع من التحكّم، حيث يصبح اختيار بناء مبنى ما وتدريب جنود وتحريك القوّات العسكريّة أمرا يشابه لمس الشاشة.
أمّا ألعاب الموسيقى، فقد فتحت لها أبواباً جديدة. ففي ألعاب الجيل الحاليّ، يمكن الفوز بألعاب الموسيقى بالضغط على أزرار مشابهة لتلك المرسومة على الشاشة في زمن معيّن، ليصبح اللاعب مجرّد ببغاء يقلّد ما يراه، أو باستخدام لوحة الرقص حيث يحرّك اللاعب أرجله لتكون في موقع معيّن في زمن معيّن حسب ما يراه على الشاشة. فباستخدام طريقة نينتندو الجديدة، يمكن تخيّل ألعاب موسيقيّة لقيادة أوركسترا سان فرانسيسكو الشهيرة حيث يوضع اللاعب مكان المايسترو ويحرك يديه في إيماءات لتحديد الزمن والسرعة لكلّ مجموعة آلات. يمكن أيضا العزف على الطبل في فرقة من فرق الهيفي ميتال أو حتّى الآلات الموسيقيّة التي «تخشخش» حيث يمكن لللاعب استخدام أداتي تحكّم لصنع موسيقى إيقاعيّة لاتينيّة رائعة مثل لعبة سامبا دي أميغو Samba De Amigo على جهاز الدريمكاست Dreamcast أمّا ألعاب الرياضة، فقد أصبح بالإمكان تحريك صنّارة صيد السمك بشكل طبيعيّ أكثر من ذي قبل، أو تحريك مضرب التنس بقوّة كبيرة في اتجاه معاكس للخصم، أو رفع الكرة عاليا إن كان الخصم قريبا من الشبكة، أو لفّ الرسغ أثناء ضرب الكرة للحصول على كرّة تسير في مسار منحني. الطريقة نفسها يمكن استخدامها لألعاب تنس الطاولة أو البينغ بونغ وكرة المضرب والبولو. وباستخدام هذه التقنيّة، تصبح ألعاب مبارزة السيوف واقعيّة جدّا، لا مجرد ضغط أزرار. ويمكن أيضا استخدام أداتي تحكّم في ألعاب الملاكمة لتحريك يديّ الملاكم. ويمكن توقّع طرح ألعاب رياضات الروديو ومصارعة الثيران وحتّى اصطياد وترويض الأحصنة البرّيّة باستخدام حبال وهميّة نينتندو افتتحت هذا الدرب بطرح لعبة نينتندوغزNintendogs على جهاز النينتندو دي إس Nintendo DS حيث يقوم اللاعب باستخدام قلم في يده لترويض بعض الكلاب المنزليّة واللعب معها.
أمّا ألعاب الحركة والقتال، فيمكن فيها تحريك السيف أو النانتشاكوNunchaku أداة تتكوّن من قطعتين خشبيّتين متّصلتين بسلسلة حديديّة تُستخدم للدفاع عن النفس في فنون القتال الآسيويّة بطرق عديدة وفنيّة. أمّا ألعاب المغامرات، فيصبح القفز والتحرّك فيها ممتعا للغاية، تخيّل تحريك مستوى اللعب لتحريك الكرة باستخدام طريقة تحريك الرسغ في سلسلة ألعاب سوبر منكي بول Super Monkey Ball ويمكن تخيّل ألعاب طبيّة، حيث يقوم اللاعب بتحريك أدوات جراحيّة أثناء عمليّة ما، أو بإزالة تسوّس في أحد أسنان شخصيّات اللعب.
توافق أداة التحكّم
* قد يخشى الكثيرون أن تكون ألعاب ريفولوشن حصريّة، حيث لا يمكن اللعب بالألعاب التي ستُطرح على الأجهزة الأخرى عن طريق شركات غير مُصنّعة للأجهزة، مثل ألعاب ميتال غير سوليد Metal Gear Solid وفيفا Fifa وسبلينتر سيل Splinter Cell ونيد فور سبيدNeed For Speed والكثير غيرها (عادة ما يتمّ طرح هذه الألعاب على جميع أجهزة الفيديو غيمز بسبب الاختلاف الجذريّ في طريقة التحكّم وعدد الأزرار الممكن استخدامها. هذه الأمور قد تجعل إعادة برمجة الألعاب لتعمل على جهاز الريفولوشن أمرا صعبا للغاية، الأمر الذي سيجعل معظم الشركات المصنّعة للألعاب تتخلى عن فكرة طرح ألعابها المشترَكة على جهاز الريفولوشن، الأمر الذي قد يؤدّي إلى موت الجهاز سريعا بسبب عدم توفّر الدعم الكافي من الألعاب. ولكنّ نينتندو فكّرت بهذا الأمر وأخذت التدابير اللازمة للحيلولة من حصوله، وقامت بتصميم الجهاز ليستوعب إضافات جديدة على شكل أدوات تحكّم تقليديّة ذات عدد كبير من الأزرار تتناسب مع الألعاب الأخرى.
ويمكن لمجسّات الحركة إدراك الحركة على أيّ نوع من الشاشات بلازما وإل سي دي LCD وأجهزة العرض Projectors و أجهزة التلفاز العادية وحتّى الأجهزة عالية الوضوح HDTV وأيّ عدد من الشاشات نينتندو تقول بأنّها جرّبت الأداة على عدد يتراوح بين 80 و100 شاشة مرتّبة على شكل شاشة واحدة كبيرة جدّا، ولم يكن هناك أيّ صعوبات في التحكّم.
مسؤولية البرمجيات عن نجاح الجهاز > الآن، وبعد صنع التقنيّة هذه، يبقى عاتق نجاح الجهاز على البرمجيّات، حيث إنّها هي التي ستقرّر إنّ كان جهاز نينتندو ثوريّا بالفعل أو مجرد جهاز يختلف في طريقة التحكّم عن بقيّة الأجهزة. فمن الآن وصاعدا، هناك الكثير لتفكّر به الشركات المصنّعة للألعاب (نينتندو وغيرها). من المتوقّع جدّا أن تغيّرأداة تحكّم نينتندو طريقة اللعب، ليصبح تفاعليّا مع المجريات أكثر من قبل. نينتندو أرادت صنع شيء بسيط يمكنه استقطاب اللاعبين الجدد والقدامى بدون تردّد. ويبقى التساؤل إن كان بإمكان نينتندو نفسها صنع ألعاب كافيّة لإثارة اهتمام المستخدمين. وبالنظر إلى تاريخ نينتندو في الابتكار (مثل لعبة بيكمين Pikmin الفريدة على جهاز الغيم كيوب) وتغيير المعايير (طرح أجهزة الغيم بوي لجعل اللعب متنقلا، وطرح جهاز النينتندو دي إس الذي يمكن التفاعل مع شخصيّات اللعب عن طريق لمس الشاشة)، نرى أنّ ثورة كبيرة تلوح في الأفق غير البعيد. بقي أن نذكر أنّ جهاز الريفولوشن سيطرح في النصف الثاني من عام 2006.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نوعية الألعاب وكيفية التحكم في شخصية اللعب العامل الأكبر في سباق عمالقة المصممين
بعد الكثير من التكهّنات حول طبيعة أداة تحكّم نينتندو الجديدة لجهاز ريفولوشن Revolution أو الثورة، قام رئيس شركة نينتندو Nintendo ساتورو إيواتا اخيرا في معرض ألعاب طوكيو، بعرض آخر قطعة من اللغز الذي طال كتمانه. وبعد عدّة أشهر من التعتيم الإعلاميّ على نوعيّة أداة تحكّم الجهاز الجديد، وتشويق للجماهير بإعطاء أدلّة مبهمة تدور حول إعادة تعريف التحّكم بشخصيّات اللعب، قامت نينتندو بالحركة المترقّبة لجذب تأييد اللاعبين في معركتها مع سوني (الشركة المصنّعة لجهاز البلايستيشن 3) ومايكروسوفت (الشركة المصنّعة لجهاز الإكس بوكس 360). مايركوسوفت قرّرت بداية خوض المعركة بطرح جهازها في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحاليّ. وسوني قرّرت صنع جهاز خارق قوي جدّا وطرحه في ربيع عام 2006. أمّا نينتندو، فقد قرّرت تركيز جهودها على صنع جهاز متواضع، ولكنّ نوعيّة الألعاب التي ستصنع له وكيفيّة التحكّم في شخصيّة اللعب كانت العامل الأكبر والأهم في سباقها. فمنذ بداية تصميم جهاز ريفولوشن، أرادت نينتندو استكشاف مناطق جديدة في عالم الفيديو غيمز، لخوض تحدّيات السرعة والمواصفات التي لا تنتهي. فبالنسبة لنينتندو، الغرض من أجهزة الفيديو غيمز هو الاستمتاع باللعب، لا مشاهدة ألعاب تشابه الأفلام، لا جديد فيها من حيث طريقة اللعب.
وهناك الآن جيوش لا حصر لها من الألعاب المتشابهة، مثل ألعاب القتال والتسابق وألعاب تقمّص الأدوار Role Playing Games وألعاب المنظور الأوّل First Person Shoot ers نينتندو لا تريد سلك الدرب نفسه الذي تمشي فيه الشركات المنافسة. الوضع الحاليّ لأجهزة الفيديو غيمز يحتاج إلى «ثورة»، وبالتالي تمّت ولادة اسم الجهاز الجديد.
مواصفات التحكم
* جهاز الثورة يحتاج لأن يكون فريدا من نوعه من جميع النواحي. وأداة التحكّم الجديدة متواضعة جدّا من حيث الشكل، ولكنّها عظيمة من حيث القدرات. فهي لاسلكيّة وتشبه جهاز التحكّم عن بعد، أو الريموت كونترول. حجمها بحجم كفّ اليد. الأداة يمكن حملها طوليّا بيد واحدة، أو عرضيا بكلتا اليدين، لتصبح مشابهة لأدوات التحكّم القديمة لنينتندو (نينتندو تمنح مجال اللعب بألعابها القديمة على جهاز الريفولوشن. وعلى الأرجح، فإنّ الوضعيّة هذه هي الطريقة المناسبة للتحكّم في شخصيّات الألعاب القديمة. ويمكن قبول كلا الطريقتين في تحريك شخصيّات الألعاب القديمة). وهناك أربعة أضواء في أسفل الأداة تشير إلى رقم اللاعب. الأداة مدمجة بأجهزة للهزّ، مثل أدوات التحكّم في أجهزة الفيديو غيمز الحاليّة. البطّاريّات هي الوسيلة لإعطاء الطاقة (من المتوقع أن يكون بالإمكان استخدام بطاريّات يمكن إعادة شحنها أو حتّى جعل مصدر الطاقة مدمجا بداخل الأداة، ليتمّ شحنه لاحقا). ويمكن تركيب إضافات أو ملحقات جديدة إليها حسب نوع اللعبة وحسب الحاجة (واحدة من الإضافات هي عصا للتحكّم غير الرقميّ، بها زرّان. وتأتي بعض الملحقات مع جهاز ريفولوشن أو مع الألعاب). هذه الميّزة تتيح سهولة اللعب لللاعبين الجدد حيث يمكنهم استخدام الأداة بدون ملحقات، وتفرّدا لللاعبين المتمرّسين، حيث يمكنهم استخدام الخليط من الأداة الرئيسيّة والملحقات. مدى فاعليّة الأداة عند إبعادها عن الجهاز يتراوح بين 3 و5 أمتار. ويوجد الكثير من الألوان للأداة: فمن الأحمر، الى الأخضر والأبيض والرماديّ والأسود والفضيّ.
قد يبدو كلّ هذا عاديّا، وليس ثوريّا. ولكن الجزء الرائع هو الآتي: يمكن التحكّم بشخصيّة اللعب بمجرد تحريك اليد، أو الإيماء بها، بدون الضغط على الأزرار! فبمجرّد تحريك رسغ اليد الممسكة بأداة التحكّم إلى الأعلى، تقوم شخصيّة اللعب بالقفز، والأمر نفسه عند التحريك في الجهات الأربعة. نينتندو لم تنس عشّاق البعد الثالث: فبإبقاء الرسغ ثابتا ومدّ اليد إلى الأمام أو الى الخلف، تقوم شخصيّة اللعب بالتحرّك دخولا أو خروجا من مكانها. ويجب وضع مجسّات بالقرب من التلفاز لتلتقط إشارات الأداة. لتبسيط الأمور، تخيّل تحريك يدك في الهواء بينما تقوم كاميرات بتصويرها وبثّ الصور إلى تلفاز موصول بها، ليفهم كلّ حركة تقوم بها، ويقوم بالتفاعل مع الصورة المرسومة على الشاشة وفق حركات يدك. ألمجسّات هى الكاميرات التي تلتقط حركات الأداة. إنها ثورة في عالم التحكّم بالفعل.
تطبيقات متعددة
* بوجود تقنيّة ثوريّة كهذه، وخيال خصب، يمكن تصوّر تطبيقات كثيرة في مجال الترفيه: فألعاب المنظور الأوّل تصبح واقعيّة أكثر، حيث يمكن تركيب ملحق عصا التحكّم غير الرقميّ، للتحرّك في الجهات الأربع، بينما يمكن تحريك وجهة السلاح بواسطة الأداة الأساسيّة. هذه الطريقة تعطي دقّة أكبر من دقّة الفأرة ولوحة المفاتيح تخيّل اللعب بلعبة القنّاص سايلنت سكوبSilent Scope أمّا ألالعاب الاستراتيجيّةReal Time Strategy مثل كوماند أند كونكرCommand & Conquer وكوماندوز Commandos ووركرافت War Craft وستار كرافت Star Craft فهي مثالية لهذ النوع من التحكّم، حيث يصبح اختيار بناء مبنى ما وتدريب جنود وتحريك القوّات العسكريّة أمرا يشابه لمس الشاشة.
أمّا ألعاب الموسيقى، فقد فتحت لها أبواباً جديدة. ففي ألعاب الجيل الحاليّ، يمكن الفوز بألعاب الموسيقى بالضغط على أزرار مشابهة لتلك المرسومة على الشاشة في زمن معيّن، ليصبح اللاعب مجرّد ببغاء يقلّد ما يراه، أو باستخدام لوحة الرقص حيث يحرّك اللاعب أرجله لتكون في موقع معيّن في زمن معيّن حسب ما يراه على الشاشة. فباستخدام طريقة نينتندو الجديدة، يمكن تخيّل ألعاب موسيقيّة لقيادة أوركسترا سان فرانسيسكو الشهيرة حيث يوضع اللاعب مكان المايسترو ويحرك يديه في إيماءات لتحديد الزمن والسرعة لكلّ مجموعة آلات. يمكن أيضا العزف على الطبل في فرقة من فرق الهيفي ميتال أو حتّى الآلات الموسيقيّة التي «تخشخش» حيث يمكن لللاعب استخدام أداتي تحكّم لصنع موسيقى إيقاعيّة لاتينيّة رائعة مثل لعبة سامبا دي أميغو Samba De Amigo على جهاز الدريمكاست Dreamcast أمّا ألعاب الرياضة، فقد أصبح بالإمكان تحريك صنّارة صيد السمك بشكل طبيعيّ أكثر من ذي قبل، أو تحريك مضرب التنس بقوّة كبيرة في اتجاه معاكس للخصم، أو رفع الكرة عاليا إن كان الخصم قريبا من الشبكة، أو لفّ الرسغ أثناء ضرب الكرة للحصول على كرّة تسير في مسار منحني. الطريقة نفسها يمكن استخدامها لألعاب تنس الطاولة أو البينغ بونغ وكرة المضرب والبولو. وباستخدام هذه التقنيّة، تصبح ألعاب مبارزة السيوف واقعيّة جدّا، لا مجرد ضغط أزرار. ويمكن أيضا استخدام أداتي تحكّم في ألعاب الملاكمة لتحريك يديّ الملاكم. ويمكن توقّع طرح ألعاب رياضات الروديو ومصارعة الثيران وحتّى اصطياد وترويض الأحصنة البرّيّة باستخدام حبال وهميّة نينتندو افتتحت هذا الدرب بطرح لعبة نينتندوغزNintendogs على جهاز النينتندو دي إس Nintendo DS حيث يقوم اللاعب باستخدام قلم في يده لترويض بعض الكلاب المنزليّة واللعب معها.
أمّا ألعاب الحركة والقتال، فيمكن فيها تحريك السيف أو النانتشاكوNunchaku أداة تتكوّن من قطعتين خشبيّتين متّصلتين بسلسلة حديديّة تُستخدم للدفاع عن النفس في فنون القتال الآسيويّة بطرق عديدة وفنيّة. أمّا ألعاب المغامرات، فيصبح القفز والتحرّك فيها ممتعا للغاية، تخيّل تحريك مستوى اللعب لتحريك الكرة باستخدام طريقة تحريك الرسغ في سلسلة ألعاب سوبر منكي بول Super Monkey Ball ويمكن تخيّل ألعاب طبيّة، حيث يقوم اللاعب بتحريك أدوات جراحيّة أثناء عمليّة ما، أو بإزالة تسوّس في أحد أسنان شخصيّات اللعب.
توافق أداة التحكّم
* قد يخشى الكثيرون أن تكون ألعاب ريفولوشن حصريّة، حيث لا يمكن اللعب بالألعاب التي ستُطرح على الأجهزة الأخرى عن طريق شركات غير مُصنّعة للأجهزة، مثل ألعاب ميتال غير سوليد Metal Gear Solid وفيفا Fifa وسبلينتر سيل Splinter Cell ونيد فور سبيدNeed For Speed والكثير غيرها (عادة ما يتمّ طرح هذه الألعاب على جميع أجهزة الفيديو غيمز بسبب الاختلاف الجذريّ في طريقة التحكّم وعدد الأزرار الممكن استخدامها. هذه الأمور قد تجعل إعادة برمجة الألعاب لتعمل على جهاز الريفولوشن أمرا صعبا للغاية، الأمر الذي سيجعل معظم الشركات المصنّعة للألعاب تتخلى عن فكرة طرح ألعابها المشترَكة على جهاز الريفولوشن، الأمر الذي قد يؤدّي إلى موت الجهاز سريعا بسبب عدم توفّر الدعم الكافي من الألعاب. ولكنّ نينتندو فكّرت بهذا الأمر وأخذت التدابير اللازمة للحيلولة من حصوله، وقامت بتصميم الجهاز ليستوعب إضافات جديدة على شكل أدوات تحكّم تقليديّة ذات عدد كبير من الأزرار تتناسب مع الألعاب الأخرى.
ويمكن لمجسّات الحركة إدراك الحركة على أيّ نوع من الشاشات بلازما وإل سي دي LCD وأجهزة العرض Projectors و أجهزة التلفاز العادية وحتّى الأجهزة عالية الوضوح HDTV وأيّ عدد من الشاشات نينتندو تقول بأنّها جرّبت الأداة على عدد يتراوح بين 80 و100 شاشة مرتّبة على شكل شاشة واحدة كبيرة جدّا، ولم يكن هناك أيّ صعوبات في التحكّم.
مسؤولية البرمجيات عن نجاح الجهاز > الآن، وبعد صنع التقنيّة هذه، يبقى عاتق نجاح الجهاز على البرمجيّات، حيث إنّها هي التي ستقرّر إنّ كان جهاز نينتندو ثوريّا بالفعل أو مجرد جهاز يختلف في طريقة التحكّم عن بقيّة الأجهزة. فمن الآن وصاعدا، هناك الكثير لتفكّر به الشركات المصنّعة للألعاب (نينتندو وغيرها). من المتوقّع جدّا أن تغيّرأداة تحكّم نينتندو طريقة اللعب، ليصبح تفاعليّا مع المجريات أكثر من قبل. نينتندو أرادت صنع شيء بسيط يمكنه استقطاب اللاعبين الجدد والقدامى بدون تردّد. ويبقى التساؤل إن كان بإمكان نينتندو نفسها صنع ألعاب كافيّة لإثارة اهتمام المستخدمين. وبالنظر إلى تاريخ نينتندو في الابتكار (مثل لعبة بيكمين Pikmin الفريدة على جهاز الغيم كيوب) وتغيير المعايير (طرح أجهزة الغيم بوي لجعل اللعب متنقلا، وطرح جهاز النينتندو دي إس الذي يمكن التفاعل مع شخصيّات اللعب عن طريق لمس الشاشة)، نرى أنّ ثورة كبيرة تلوح في الأفق غير البعيد. بقي أن نذكر أنّ جهاز الريفولوشن سيطرح في النصف الثاني من عام 2006.