السلوك إلى الله ( سلسلة )

السلوك إلى الله ( سلسلة )
bsm.gif
الحمد لله الكريم الوهاب جزيل الثواب المعطي بغير حساب . الذي نادى الأحباب إلى ساحات الاقتراب . و هيج أشواقهم إلى ذاك الجناب .

أستمد العون منه جل و علا و أستمطر رحمته سائلا إياه السداد و التوفيق و الإخلاص و الإذن في بسط هذه السلسلة التي تروم تقريب العباد من بارئها و دلالتهم على مسلك الإقبال على الله و ذواق لذيذ عذب الشعور بالأنس برب الخلائق كلها .

أطمع في أن أجعل هذه الصفحة متجددة كل يوم بفقرة تواصل رسم طريق السلوك إلى الله و تشحذ الهمم و تثبت القلوب بإذن بارئها سبحانه . و آمل أن أجعل لكل فقرة عنوانا فرعيا يكون لبنة في هذا البناء .

( 1 ) : مقدمات و إرهاصات .

ينادي الحق سبحانه في كل ليلة من السحر : هل من سائل هل من مستغفر هل من تائب هل من ذي حاجة فأنيله المطالب ؟ و ينادي في كل نفس من الأنفاس . و عطاياه للصادقين ممنوحة و إحساناته للمتعرضين مسموحة . خلقنا لنربح عليه لا ليربح علينا . فيا فوز من تشوق إلى حضرته و سلك سبيل أهل مودته .

نشهد أنه الله الذي لا إله إلا هو و حده لا شريك له شهادة ينفتح بها للقلوب باب الإقبال عليه و تثبت بها الأقدام على حسن الأدب بين يديه . و نشهد أن سيدنا محمدا عبده و رسوله و حبيبه و صفيه و خليله جعله الله بابا للوصول إليه و علما للدلالة عليه . فلا سبيل للوصول إلى المحبوبية عند الخالق إلا بوضع القدم على قدم الاتباع لحضرته " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ..."

فما معنى الإقبال على الله ؟ و طلب القرب الخاص لدى الله ؟

إنه مطلب أعرض عنه أكثر الخلق في زماننا . و انشغلوا بما لا شاغل فيه و لا طائل لديه . أخذتهم بهارج الحياة و زخارفها فأعرضت بهم عن حقائق الحسنى و الزيادة .
يرضى المؤمن و ترضى المؤمنة أن تمر عليه السنة و الثانية و ...و العاشرة و لم يجد أحد منهما وقفة صدق يتفقد فيها حاله مع مرور الأيام و الليالي .
فإذا كانت الأيام و الليالي تمر سدى لا زيادة لنا فيها في معاني الإقبال على الله و لا نعرف فيها حقيقة التشوق إلى الله و لا نتخذها سلما للارتقاء إلى سبيل المصافاة فما قيمة هذه الحياة ؟

أقيمة الحياة طعام و شراب ؟ أقيمة الحياة لباس و ثياب ؟ أقيمة الحياة أموال و ذهب مآلها إلى الذهاب ؟ أقيمة الحياة منزلة عند الخلق يوشك أن تشاب ؟ أقيمة الحياة أن يرضى الإنسان الذي خلقه ربه جل جلاله له سبحانه أن ينحط من مرتبة يعيش فيها لربه و هي أرقى الرتب إلى مرتبة يعيش فيها لنفسه و لهواه و للدنيا . يعيش فيها للنلس ! إنه الهوان بعينه أن يصرف الله قلب العبد عن طلب القرب منه سبحانه .
 
( 2 ) : طلب القرب
بعث الله الرسل نوابا عن حضرته لينبهونا إلى هذا المطلب . ليكون للواحد منا اعتناء بأمر سيره إلى ربه جل جلاله .
إن اليوم و الليلة الذين يمران عليك فيهما خزائن من جود الله لا تعد و لا تحصى . لا يقف واقف على ما أودع الله فيهما . بل لو اتسع المدرك عند أحدنا لوجد أن النفس الذي يمر عليه فيه من خزائن جود الله ما لا يتصور و لا يحاط به و لا يحد . لأنه جل جلاله سمى نفسه المعطي و سمى نفسه الوهاب و سمى نفسه المنان و سمى نفسه الكريم و سمى نفسه الرزاق و سمى نفسه العفو و سمى نفسه ... و هذه الأسماء هي نعوت و أوصاف للرب الأعلى جل جلاله . و لم يقمها الله تعالى عبثا . أوصاف الله و أسماؤه قديمة أزلية دائمة سرمدية . و معنى قديمة و أبدية أنه لا أول لابتدائها و لا نهاية لها . معنى هذا أنه ما من وقت يمر و لا زمان إلا و المعطي يعطي و الوهاب يهب و المنان يتمنن و الكريم يتكرم و الرزاق يرزق و العفو يعفو و ... فإذا كان كل نفس من أنفاسك يمر عليك ربك فيه يعطي و يهب و يتمنن و يتكرم و يرزق و يعفو فما نصيبك أنت من هذا كله ؟ كيف ترضى أن تمر عليك الأنفاس و أنت محروم من هذه العطاءات و الأفضال ؟
إذا تأملت هذا المعنى أدركت أن أمرا من أجله خلق الله السماوات و الأرض بطولهن و العرض و من أجله أرسل الرسل و من أجله سخر لنا هذا الوجود و من أجله سمانا خلفاء في الأرض و من أجله هيأنا لمعاني العبودية لا شك أنه أمر عظيم جلل ينبغي أن تكون له منزلة في نفوسنا لا نغفل عنه .
هذا الأمر ينبغي على أساسه أن يحصل تفكر و اعتبار و تهيء لطلب القرب من الملك العزيز الغفار الذي إذا تقرب إليه العبد أقبل الله عليه .
فما معنى تقربنا إلى الله ؟ ( يكون الحديث فيه أن شاء الله في الفقرة الموالية )
 
( 3 ) : معنى تقربنا إلى الله

إن التقرب إلى الله الذي ننسبه إلينا بأننا اجتهدنا أو أقبلنا أو رغبنا أو طلبنا إنما هو مجاز لا حقيقة أي أن صورة الإقبال منا حقيقتها الإقبال منه جل جلاله . هل يستطيع الإنسان أن يقبل على الله دون أن يكون الله قد أقبل عليه ؟ لا و عزته ! الملوك لا يدخل إلى قصورهم إلا بإذنهم . و ملك الملوك جل جلاله لا يستطيع قلب في الوجود أن يطلب القرب منه أو أن يسعى إليه إلا إذا أراده هو سبحانه .

و معنى هذا الكلام أن المؤمن إذا وجد من قلبه إرادة قرب من الله و وجد من نفسه همة سير إلى الله و وجد من كلياته استجابة في سعيه إلى الله فهي بشارة له بإن الله قد أراده و أن الله قد دعاه إليه . فالذي أذن لك أن تفتح مثل هذه الصفحة لتقف على مثل هذا الكلام هو الله جل جلاله.

كم من واحد قرأ العنوان فلم يلج الصفحة ؟ كم من واحد صرف عن مواطن هذا الخير في صفحة من الصفحات أو مجلس من المجالس أو درس من الدروس ...؟
فمن الذي أقبل بك و من الذي صرف الآخرين ؟ إنه الله جل جلاله .
و نحن الذين دعانا الله إلى مثل هذه الدروس. نحن الذين أسمعنا الله مثل هذا الكلام . نحن الذين حرك الله فينا الرغبة و الهمة . هل نستحق هذا ؟ هل عندنا استحقاق به يعاملنا الله ؟ لا و عزته و جلاله ! لو عاملنا الله بأصغر ذنب من ذنوبنا لخسف بنا الأرض ! لما أبقى فينا بقية . لو أزاح ستره عن معايبنا و عن مخاذلنا فوعزته و جلاله ما سلم علينا أحد من الناس . لو قابلنا بما نستحق لسحب كل واحد منا سحبا . لكنه كرم الكريم و حلم الحليم و فضل ذي الفضل العظيم .
هو الذي أقبل بنا الآن لننصت فنحن الآن في هذه الساعة قد دعانا الباري جل جلاله إلى ساحته و ساق إلينا خطابا انقبل عليه و نرغب إليه .. فمعنى الإقبال على الله و طلب الوصول إلى الله أن يقذف الحق سبحانه في قلب العبد باعث الإرادة .
فما باعث الإرادة ؟ لنا وقفة معه إن شاء الله في الفقرة الموالية .
 
مشكور اخي وبارك الله فيك اخي ...........:)


تقبل مني اطيب التحيات والتقدير.................:)
 
( 4 ) : باعث الإرادة :

إن باعث الإرادة هو أن يقذف الحق جل و علا في قلب عبده رغبة في الإقبال عليه . أن يقذف في القلب شوقا إليه و احتراقا في طلب القرب منه و خوفا منه سبحانه . أن يقذف في القلب تفكرا يجعل الإنسان يتأمل في حال نفسه مع الله . يقول : خلقني الله من العدم و تكرم علي بصنوف الجود و الكرم ثم بعد ذلك أسأت المعاملة معه و غفلت عن المقصد الذي من أجله ميزني و سخر لي هذا الوجود . ثم بعد ذلك نسيت أني في هذه الدنيا عابر سبيل يوشك أن أنادى و يناديني منادي الارتحال . و أني لا أعلم متى سيكون هذا النداء . و أن هذا النداء إذا جاء لا أملك أن أتأخر عن إجابته. و أن ملك الموت عليه السلام إذا تجلى لي و قال لي : بحثت لك في مشارق الأرض و مغاربها عن نفس فلم أجد لك . فيقبض روحي قبل أن أتنفس لا محالة ..و معنى قبض روحي انتهاء الفرصة التي كانت لي في هذه الحياة . فلو أن أهل القبور أمضوا أوقاتهم جميعها في العبادة و التوجه و طلب تطهير البواطن و الإقبال على الله لما قبل منهم . لأن الفرصة التي خلقوا من أجلها و لها هي هذه الحياة .
من تأمل هذا المعنى و عرف أن ثمرة الإقبال على الله هو أن يقبل الله على المؤمن و معنى أن يقبل الله عليك لا يستطيع اللسان العاجز أن يحيط به أو أن يعبر عنه . ساعة يقبل فيه ملك الملوك على قلب المؤمن ..أي سعادة و أي أمان و أي راحة أو لذة أو أنس أو فرح أو سرور أو مزية يمكن أن تتخلف و قد أقبل الله جل جلاله ؟ إذا كان الله قد أقبل عليك فأي شيء يمكن أن يتخلف و قد أقبل خالقه جل جلاله ؟
إن الذي يفقه هذا المعنى يطلب ما عند الله و السير إلى الله . و هذا الطلب الذي يحصل في القلب و الرغبة يسميه أهل علم السلوك و تطهير البواطن : الباعث .
فالباعث هو خاطر يخطر في قلب الإنسان يزعجه و يقلقه . يقول له : إلى متى و الأيام تمر و أنت نائم ؟ إلى متى و أنت تعيش في هذه الدنيل غافلا و الفرصة تناديك أن كل نفس من أنفاسك هو نقص من عمرك و قرب انتهاء الفرصة ؟
هذا العتاب و هذا الخطاب الذي ينبعث في قلب الإنسان فيخاطب به نفسه ليحركها إلى الله تعالى و يشوقها إلى الله و يرغبها في الإقبال على الله و يشعرها بالندم على ما فات و على ما ضاع في حق القرب من الله تعالى و يذكرها و يهزها بمعاني الموت الذي سيقبل عليها و ما بعده . هذا التذكر يسمى باعثا لأنه ينبعث أولا في الإنسان من الله تعالى و لأنه ثانيا يبعث أي يحرك الإنسان في "طلب الإقبال على الله جل جلاله .

( لنا إن شاء الله مواصلة قريبة مع الباعث )
 
( 5 ) باعث الإرادة ( تتمة ) :

هذا الباعث هو نفحة من الله كريمة و عطية منه عظيمة . قال فيها الحبيب صلى عليه و سلم " إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدا " . من شفقته صلى الله عليه و سلم و رحمته بنا يقول لنا " ألا فتعرضوا لها " .
اطلبوها ! ارغبوا إليها ! تعرضكم لها لن يكون ثمنا لها لأنها بضاعة غالية . جميع أهل الكون لا يستطيعون دفع ثمنها . لكن كرم الكريم و جود الجواد و عطاء المعطي هو الذي جعل التعرض ثمنا لهذه لحصول هذه النفحات . هذا المعنى إذا اشتعل في قلب الإنسان فهو مقدمات الباعث .
إذا تأمل الإنسان حياته التي تمر عليه : ما أحوال صلاتي و صيامي ؟ ما حال قلبي إذا قلت " الله أكبر " ؟ ما ذوق السجود الذي الذي حصل لي في سجدة من سجداتي ا لكثيرة العدد الصوري الظاهري القليلة في الحضور مع الله ؟ ما تذوقي لمعاني الذكر ؟ إذا نطق لساني ب "لا إله إلا الله " ما وزن هذه الكلمة في داخلي ؟ ألهذه الكلمة وقع في القلب ؟ أم أن حياتي ستنقضي و أنا لم أتذوق ذوق هذه الكلمة ؟حياتي ستمر و أنا لم أفهم معنى حقيقة هذه الكلمة ؟ لم يفهمها قلبي و لم تفهمها روحي و لم يفهمها عقلي !
ساعة الموت ليس السلطان للعقل و إنما السلطان للقلب . ما وقر في القلب هو الذي يبرز في ساعة الوفاة و الارتحال .
مرت علي سنوات عمري لم أستشعر فهما لآية من كلام الله تعالى تمتزج بداخلي . مرت أيامي و أنا بكيت ليلة غفلت عشرة . مرت أيامي كلما تبت توبة إلى الله نقضتها . لساني منطلق لا ضابط له . و عيني منطلقة لا حاجب عليها . و أذني منطلقة لا ضابط لها . يدي و قدمي كذلك . وقتي لا فائدة فيه و لا انتفاع منه . أيامي و ليالي مرت و حسبت علي و لم أنتفع فيها بعلم يجمعني على الله تعالى . لا زلت تغلب علي نفسي عندما تشتهي أو ترغب . أغتاب هذا و أنم على هذا . تلعب علي نفسي بخاطر كبرعلى هذا و خاطر حسد لهذا . تلعب علي نفسي بانشغال بتفقد عيوب الناس مع الغفلة عن عيبها . تلعب علي نفسي في طلب القرب من الناس و المنزلة عندهم : فلان يحبني فلان يبغضني . فلان يقدرني فلان يهينني . هذا لايعرف قدري و لا حقي ! ... أي حق لي و أي قدر لي ؟ ألهذا خلقت ؟ أم لهذا سخر الله لي الوجود أجمع ؟ لم أخلق لأعيش هذا العذاب الذي يعيشه الناس اليوم .
أنا صاحب مهمة في نفسي . و مهمة في بيتي . و مهمة في أمة رسول الله صلى الله عليه و سلم .
الأيام تمر على الواحد منا و على الواحدة منا و الأمة تحترق بنار الغفلة . بنار تسلط الأعداء عليها . بنار الإعراض عن الله . و ليس لي إسهام في لحظة أو ساعة صادقة أتوجه فيها إلى الله ليرفع عن الأمة ما نزل ! ما الذي حصل لي من التبلد ؟ أأعيش هكذا كالسلئمة لا قيمة لي ! ليس لي شوق إلى الله و طلب ما عنده ! لا أخطو خطوات لتزكية نفسي . أتأتي ساعة الموت و أنا على هذه الحال ؟ و أنا بهذا العيب ؟
و العيب الأكبر من هذا جهلي بهذا العيب !
لنا وقفة إن شاء الله مع هذه المحطات قريبا نواصل فيها استجلاء هذه المعاني .
 
( 6 ) : وقفة مع النفس .

ربما يكون خطر خاطر شريف على قلب واحد أو واحدة من أهل الإيمان : كيف ؟ أنا لي عيوب ما انتبهت منها ..ما تبت إلى الله منها ..ما ازددت قربا من الله ..! ثم لا يلبث هذا الخاطر إلا و يواجه بسوء و خبث في النفس ..و تبريرات يبديها الشيطان : انظر أنت أفضل من غيرك .. أنت تحافظ على الصلاة .. أنت تتصدق .. أنت تذكر الله .. أنت تحج .. أنت تعتمر .. أنت تصلي على النبي .. أنت عندك كذا .. انظر إلى فلان و انظري إلى فلانة .. أنت خير من غيرك في هذا الزمان .. و يأتي هذا الخاطر لينقض على الإنسان ساعة نورانية قد لاحت له من قبل الحق ليحاسب فيها نفسه ..
نعم .. كثير في الإمة هم أسوأ منك حالا .. لكن هل خلقت ليكون نظري إلى من هو أسوأ مني حالا ؟ .. كم مرة نظرت إلى من يركب سيارة أو مركوبا أغلى من مركوبك .. فتمنيت أن لو كان لك مثله ..؟ كم مرة نظرت إلى ثوب أغلى من ثوبك فتمنيت أن لو كان لك مثله ..؟ كم مرة نظرت إلى شيء من عطايا الدنيا حصلت لفلان فتمنيت أن لو كانت لك ؟ .. لم لا تقول : الحمد لله .. بعض الناس لا يجدون ما يركبون و لا ما يلبسون و أنا أجد .. لم في شؤون الدنيا ننظر إلى من هم أعلى منا و في شؤون الآخرة ننظر إلى من هم دوننا ؟ .. إنها النفس التي لم تتزك .. و لم تترب ..إنها عدوك الأكبر في طريقك إلى الله جل جلاله .." و ما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي .." .
جرب هذه الليلة و اجلس مع نفسك جلسة تخاطبها في تفقد معايبك ..انظر إلى أي مدى يظهر لك ضعفك الذي كان غائبا عنك .. اجلس و تأمل عيوبك التي فيك : عيوب عينك ..عيوب أذنك عيوب لسانك ..عيوب يدك .. عيوب قدمك .. عيوب بطنك .. أعظم من هذا عيوب باطنك .. ما هي عيوب نفسي .. ما هي عيوب روحي .. ما هي عيوب عقلي .. ما هي عيوب قلبي ..؟
عيني : لها شهر ما بكت من خشية الله .. أي عين هذه ؟ عيني مر عليها شهر ما ختمت القرآن مرة واحدة .. شهران ..ثلاثة .. أربعة ..! عيني كلما نظرت إلى الدنيا استحسنت وضعها .. عين نظرت إلى المؤمنين و المؤمنات نظرة ازدراء و احتقار .. رأت نفسها أحسن و أفضل .. بم ؟ بدنيا ! بليدة أنت إن كان نظرك أنك أفضل من غيرك بدنيا أو بجاه أو بمنصب .. فهذا عين الجهل . أي أفضلية هذه ؟ بل فرعون أفضل منك فقد كان ذا منصب و جاه .. و النمرود أفضل منك و قارون أفضل منك .. أهذا مقياسك يا من أرسل الله إليه خير رسله !
انظر إلى هذا .. ما هي معايبك تفقدها الليلة .. هل سمعت غيبة أو نميمة ففتحت أذنك لها .. في المقابل .. كم استمعت هذه الأذن بموافقة القلب لآية من كلام الله فاهتز و جدانك ؟ .. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه بعد أن وصاه بوصايا عظيمة عند توجهه إلى اليمن .. قال " أمسك عليك هذا " و أمسك بلسان نفسه .. قال يا رسول الله أ و إنا لمؤاخذون بما تنطق به ألسنتنا ؟ قال : " ثكلتك أمك يا معاذ و هل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟ " . من الذي يقال له هذا الكلام ؟ الذي قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات مرة : " إني و الله لأحبك يا معاذ .. فلا تدعن أن تقول عقب كل صلاة : اللهم أعني على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك " . فكيف بي و بك ؟ كم مرة خطر على قلبي و قلبك انتبه من لسانك .. و هل حل في قلبي و قلبك شيء من هذا المعنى ؟
كم مرة قبل أن تنام تأملت حالك منذ أن فارقت الفراش إلى أن رجعت إليه .. الكلمات التي صدرت منك ..المجلس الأول ..الثاني .. الثالث .. .. العاشر .. هل يسرك أن ترى هذه الكلمات مثبتة في صحيفتك ؟ هل يسرك أن تقبل بها على الله و صحيفتك منشورة .. هذا الباعث للتفقد و التنبه أين منزلته منك ؟ أين نصيبك منه ؟ ..
لنا مواصلة مع هذه المعاني قريبا إن شاء الله ..
 
( 7 ) : غضب - فرح

كم مرة غضبت هذا الشهر ؟ تذكر .. لا أدري .. لقد تعودت الغفلة .. ما تعودت محاسبة نفسي ..
كم مرة غضبت هذا الأسبوع ؟ ثلاث مرات ؟ أربع .. خمس ..؟
كم مرة من هذه المرات كان غضبك لله ؟ و كم مرة كان غضبك لنفسك ؟
كم مرة غضبت لأن الولد أو البنت ما واظبا على الصلاة ؟ كم مرة غضبت لأنك سمعت كلاما لا يرضي الله عز و جل ؟ كم مرة غضبت على نفسك لتقصيرها في حق الله ؟ ... لكن .. كم مرة غضبت لأن الخادمة لم تحسن تنظيف البيت ؟ أو لو تحسن طهي الطعام ؟ كم مرة غضبت لأن الزوج لم يأتك بالهدية التي طلبتتها ؟ كم مرة غضبت لأن الولد ما ذاكر في المدرسة ؟ ... لكن .. كم مرة غضبت لأنه ما صلى الفجر في جماعة ؟ ..
هذا الشهر الذي مر عليك .. حياة مشاعرك : ما نصيب الله تعالى منها ؟ ما حظ إقبالك على الله ؟
كان صلى الله عليه و سلم لا يغضب لنفسه و لا ينتقم لها . فإذا ضيع حق الله لم يقم أحد لغضبه ..
هذا الأسبوع .. كم مرة فرحت ؟ و بم فرحت ؟ و كم مرة حزنت ؟ و لم حزنت ؟ كم مرة سهرت و طار النوم من عينك أرقا ؟ على ماذا سهرت ؟ و لم أرقت ؟ ... ما نصيب صلتك بالله في هذا كله ؟
تفقد نفسك في هذه الليلة .. قرأت شيئا من القرآن في هذه الليلة أو في هذا الأسبوع .. بعضنا لم يقرأ .. ينتظر أن يأتي رمضان ليبحث عن المصحف في رف منسي .. و بعضنا بفضل الله قرأ .. يا من أكرمك الله فقرأت .. ما كانت ثمرة قراءتك للقرآن ؟ كم آية استوقفتك فسالت عينك من خشية الله ؟ كم آية لم تفهم معناها فحرصت على أن لا تمر عليك من غير تدبر فأخذت كتابا من كتب التفسير و طالعت معناها ؟ كم آية من القرآن هزت كيانك و أنت تسمعها ؟ أم أنك تقرأ القرآن من دفته إلى دفته و القلب مشغول عن المخاطب لك جل جلاله ؟
كيف لو أن عظيما من عظماء الدنيا أرسل رسالة إلى أحد أتباعه و بلغه أن هذا الذي أرسلت إليه الرسالة أخذها و قرأها و فيها أن هذا العظيم يطلب القارئ لحضور مجلسه من الغد .. فلما كان الغد لم يحضر الرجل مجلس الأمير .. كيف يكون غضب الأمير ؟ .. و أنت ملك الملوك أرسل إليك رسالة .. القرآن أنزله الله على قلب رسوله صلى الله عليه و سلم و يسره بلسانه و أمرنا أن نقرأه و أن نتدبره لنأخذ منه مفهوما و معنى نقبل به على الله .. قرأت " سارعوا إلى مغفرة من ربكم .." و ما سارعت .. قرأت " ففروا إلى الله .." و ما فررت و ما أقبلت على الله .. ما معنى هذا ؟
معناه أني لم أحسن تلقي هذه الرسالة .. معناه أني لم أفقه المقصود .. كان الحسن البصري رحمه الله يعيب على بعض قراء عصره و يقول : إن الله أنزل إليكم القرآن لتقرؤوه فتعملوا بع فاتخذتم قراءته عملا .. المعنى أن ثمرة قراءتي للقرآن أن تجمعني على وجهة إلى الله جل جلاله .. هذا بعض المقصود من قراءتي للقرآن ..
نواصل مع هذه المعاني قريبا إن شاء الله ..
 
( 8 ) : تأمل و تأملي

كيف تثمر قراءتي للقرآن انجماع قلبي على الله ؟ كيف أرتقى في اهتمامي بهذه الرسالة و اعتنائي بها ؟
انظر إلى أحوال الصادقين مع الله تعالى و على رأسهم سيد الوجود صلى الله عليه و سلم و أصحابه و آل بيته و التابعين و الصالحين و أهل العلم العاملين في الأمة ! تأمل أحوالهم و سيرهم إلى الله جل جلاله !
طالع أخبار النار و أحوال الذين يلقون فيها و العياذ بالله .. كيف يكون حالهم في أول ليلة يبيتون فيها .. إذا أغلق بابها عليهم و هم فيها .. لو لم يكن في نار جهنم حرق و لا تعذيب و كان فيها خطاب واحد من الحق سبحانه : " اخسأوا فيها و لا تكلمون " .. و الله ثم و الله ثم و الله لو لم يكن في نار جهنم ألم و لا عذاب .. و كانت طعاما و شرابا و جنانا .. و كانت أنهارا و قصورا .. لكن الخطاب فيها يأتي " اخسأوا فيها و لا تكلمون " لكانت أشد العذاب على من يفقه و على من يفهم !
أنا و أنت لا بد و أن نمر فوق هذه النار .. فإما إلى دار الجنة و القرار و الرضوان من الملك الكريم مع المقربين و الأبرار .. و إما هوي في قعرها و العياذ بالله ..
تأمل إقبال الله على محبوبيه في الجنة ! تأمل ساعة يتجلى عليهم فيقول : ألا أعطيكم ! ألا أحبوكم يا أهل الجنة ! أ فلا أزيدكم ! فيقولون : أي ربنا .. ماذا تعطينا و ماذا تزيدنا و قد أبحت لنا الجنة نتبوأ منها حيث نشاء ؟ .. فيقول : أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا .. أبيحكم النظر إلى وجهي الكريم ..
لو لم يكن في الجنة إلا هذا الخطاب فهو أعظم ما في الجنة ! لو كانت الجنة قاعا صفصفا ليس فيها شيء من النعيم .. لكن فيها هذا الخطاب من الملك الكريم لكان ذلك كافيا لأصحاب الذوق و الفهم أن يجعلهم يطيرون إلى الله فرارا إليه جل جلاله .. فكيف و فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر !
هذه المعاني إذا تأملها الصاذق و تأملتها الصادقة فأقبلا بها على الله .. و هذا الإقبال الذي يحصل بعد سماع هذه المعاني و تأملها و العمل بمقتضاها يورث الإنسان طلبا للقرب من الله .. و هو من أعظم عطايا الله تعالى ..
أنت إذا أردت أن تدعو أحدا لحضور مأدبة عندك أرسلت إليه بطاقة دعوة .. و بطاقة القدوم على ساحة القرب من الله و المعرفة بالله و الرضوان من الله هي هذا الباعث الذي يمر بالقلب . إذا مر على قلبك وقت انبعثت فيه هذه الخاطرة و قويت في القلب و استولت عليه : يجب أن أقبل على الله .. لا أضيع و قتي .. فقد أموت الليلة و ما ذقت المعرفة بالله ..ربما أموت الليلة و ما وصلت إلى معرفة معنى الصلة بالله .. و ما ذقت .. و ماعرفت .. و ما فهمت .. ما حضرت مع الله .. ما تهيأت للوقوف بين يدي الله جل جلاله .. ما تهيأت لساعة يناديني فيها ملك من الملائكة : ليقم فلان ابن فلانة للعرض على الله ! أو لتقم فلانة بنت فلانة للعرض على الله ! .. و كأني الآن في ساحة القيامة .. فلان ابن فلان قم للعرض على الله ! ..
إن حالك في ساحة القيامة ساعة العرض على الله له ارتباط بحالك ها هنا .. بالحالة التي تقابل بها الدنيا .. على أي حال من الاستعداد !
نواصل بإذن الله هذه التأملات في وقت قريب إن شاء الله ..
 
( 9 ) : احذر أن يضيع منك الباعث ..

إن ساعة يقف فيها العبد الضعيف بين يدي المولى الكبير العظيم اللطيف .. ليست بالهينة ..
ليست بالهينة أولا على من وقف و هو عاص مبعد يقف لمواجهة غضب الجبار .. الغضب الذي لا تطيقه السماوات و الأرض و من فيهن و ما فيهن ..و ليست بالهينة ثانيا أن يقوم العبد و هو مشتاق إلى الوقوف بين يدي ربه .. من أين جاء هذا الشوق ؟ لقد مرت عليه لياليه و هو متشوق لمخاطبة الله .. متلذذ بمناجاته لربه .. آنس بقربه ..مستعذبا تلاوة كلام الله .. فهو ذاق الحلاوة في الدنيا .. و عرف لطائف خطاب الله له من خلال قراءته لكتابه .. و لذلك هو في الآخرة متشوق إلى لذة خطاب ربه جل و علا .. فلا تستطيع نفس و لا يستطيع قلب و لا عقل أن يقف على ما في هذه الساعة التي يقوم فيها العبد ليخاطب ربه و يخاطبه ربه خطاب الرضوان ..
إذا خاطبت نفسك بهذا المعنى و حصل عندك هذا الإقبال أبشر ..فإن هذه بطاقة دعوة إليك من الله .. لأنه لولا توفيق الله ما انبعث في قلبك هذا الباعث .. فهذه الساعة إذن هي ساعة الباعث .. الله يدعوك الآن للإقبال عليه .. بقي أن تلبي هذه الدعوة .
إن من عظيم قدر هذا الخاطر عند الله أن كثيرا من أهل الإسلام مرت أعمارهم فلم ينبعث في قلوبهم لحظة واحدة .. هناك من بلغ الثمانين من العمر و ما عرف طلب معنى السير الجاد إلى الله .. نعم .. قد تتوب توبة .. تندم ساعة .. تصلي .. تقرأ .. تستغفر ... لكن أن تكون في النفس رغبة السير إلى الله .. أن تكون حياتك سيرا إلى الله .. أن يأخذ معنى السير إلى الله و طلب القرب منه كل اهتمامك .. فتلك عطية و مكرمة لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم ..
فإذا أكرمت بها فأمامك أمور ينبغي أن تقابل بها هذه المزية لتثمر قربا من الله و وصولا إليه سبحانه ..
-- بداية يجب أن تستشعر منة الله عليك و تشكره :لا تقل حصل لي هذا الباعث لأني طيب .. لأني عملت .. لأني حضرت ... حصل لك هذا الباعث لأنه أكرمك .. تشهد منة الله عليك .. تعظم عطاء الله في قلبك .. تجعل له المنزلة العظمى في باطنك .. تجتهد في أداء شكر هذه النعمة .. ليس الشكر باللسان فحسب .. بل يجب أن يكون حالك شاكرا لله ..
-- ثم تحرص على الحفاظ على هذا الباعث و تستعين بالله على ذلك و تخاف أن تفقده .. : لو أن الواحد منا ملك جوهرة ثمينة من مجوهرات الدنيا الفانية الحقيرة .. الثمينة في عقول الغفل من الناس .. لا شك أنه يخاف أن تسرق منه .. سيضعها في مكان أمين ( لن يتركها على باب المنزل ) .. بل و هي عنده قد يخاف عليها من السرقة .. كثير من الناس لهم أموال في البنوك أو في صناديق محكمة الإغلاق بالمفاتيح و الأرقام السرية و عليها حراسة و هم جالسون بالباب و مع ذلك تراهم قلقين .. لماذا هذا الخوف ؟ إنه من قيمة الشيء ذاته في قلب الإنسان .. فمهما كانت أسباب الحفظ إذا قويت قيمة الشيء و منزلته في قلب الإنسان لا بد أن يحصل له الخوف من أن يفقده ..
فينبغي أن تقابل هذا الباعث بالحرص و الخوف من أن يسرق منك .. لأنه ربما إذا أعطيت هذا الباعث فلم تحسن معاملة الله فيه سلب منك و ضاع .. و ربما لن تجده بعد ذلك أبدا .. و الخوف على فوات هذا الباعث يولد الحرص على حفظه .. و الحرص على حفظه يورث العمل بهذا الحرص .. و العمل بهذا الحرص له جوانب نقاربها إن شاء الله في ما يقبل من الحلقات .
نفعنا الله و إياكم بما ييسره سبحانه من نسائم القرب منه جل و علا ..
 
( 10 ) : كيف تحافظ على باعث الإرادة في الإقبال على الله ..

-- تجنب مجالسة الغافلين المعرضين عن الله .. المقبلين على معصيته .. أهل المباهاة بالدنيا من غير التفات إلى الآخرة .. أهل التجرؤ على المعاصي .. أهل التعظيم للكفار و أحوالهم .. فإن الإنسان يتأثر شاء أم أبى . يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : " مثل الجليس الصالح و الجليس السوء كمثل حامل المسك و نافخ الكير .. فحامل المسك إما أن يحذيك و إما أن تبتاع منه و إما أن تجد منه ريحا طيبا ( و هذه الريح لا يملك هو أن يمنعها و لا أنت ) و نافخ الكير إما أن يحرق ثيابك و إما أن تجد منه ريحا منتنة " ( و هذه أيضا لا يملك هو و لا أنت أن تمنعاها ) .
يقول بعضهم علينا أحيانا بسبب من الأسباب أن نجالس بعض الناس و نحن لا نرغب في ذلك ! .. نقول : إذا فرض على الإنسان مجلس من هذه المجالس ( صلة رحم أو غير ذلك ) فليجلس و جسده مع الناس و قلبه مع الله .. إن تحدثوا بخير أصغى ‘ليهم و شاركهم .. و إن تحدثوا بسوء نهاهم إن استطاع أو أعرض عنهم و انشغل بذكر الله جل جلاله ..
-- لتكن لك نية في مجالسة غيرك ! اجلس بنية دعوتهم إلى الله تعالى .. حاول نصحهم .. اشتغل بذكر الله .. إن المصيبة الأكبر من المجالسة هي ارتياح القلب و ميله إلى مجالسة أهل الغفلة لأن هذا الميل يجعل القلب يتشرب من غفلتهم .. تسارع إليه غفلة الغافلين .. إذا استحسن المؤمن مجالسة الغافلين سارعت ظلمة الغفلة إلى قلبه .. تأمل هذا المعنى و احرص على أن يكون في قلبك فرح و رغبة و أنس بمجالسة من يحرك في قلبك معاني الإقبال على الله أو تحرك أنت في قلبه هذه المعاني .. يحصل كثيرا أن تحضر واحدة مثلا مجلسا فيه ذكر أو موعظة أو أن تقوم الليل و تبكي لربها فتصبح حالها مع الله فيه أنس و عندها همة و إقبال و نشاط في الإقبال على الله .. لكن .. تحضر مع صاحباتها فيتكلمن بكلام غير لائق أو بغيبة أو بنميمة أو يكثرن الضحك في غير اعتدال .. تخرج من هذا المجلس .. تبحث عن الهمة التي كانت عندها فلا تجدها ( كانت عندها همة : تريد أن تقوم الليل .. أن تصوم تطوعا .. أن تناجي ربها .. أن تطالع ما ينفعها .. أن تحضر مجالي الخير .. أن تدعو إلى الله .. ) أين الهمة ؟ أين الباعث ؟ توارى .. اضمحل .. ما السبب ؟ أنه المجلس الذي حضرته .
-- احذر مداخل الشيطان .. إن الشيطان إذا رأى الباعث قد انقذف في قلب المؤمن قض مضجعه لأنه يعلم أنها بداية إقبال على الله و ثمرته الوصول إلى رضوان الله تعالى .. و هو لا يريد لمسلم أو مسلمة أن يصلا إلى الله جل جلاله .. فيبدأ بالوساوس : ربما كذا أو يمكن كذا .. ربما المسألة ليست كذلك .. لأتمتع بالحياة ثم بعد ذلك أتوب .. التسويف .. غدا .. بعد غد .. فلأنتظر هذه المرحلة .. أتم الدراسة .. أتزوج .. أفعل كذا .. و يأتي شياطين الإنس .. يا فلانة لا تضيعي شبابك .. تمتعي بالحياة .. الله ما قال هكذا .. عيشي حياتك .. لا تبالغي .. يمكن هذا الكلام غير صحيح .. يمكن هذا الكلام مخالف للشريعة ..يمكن فيه كذا و كذا .. فيتظافر شياطين الإنس مع شياطين الجن ليواجهوا هذا الخاطر ..
و علاج هذا الأمر : الإعراض ! لا الوقوف مع هذه الوساوس .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. و انتهت المسألة .. إعراض عن الوساوس و إقبال على الله تعالى .. فإذا حافظ الإنسان على الخاطر ينبغي أن يحرص على تقويته .. كيف يكون ذلك ؟ ذاك ما نعرض له في اللقاء المقبل إن شاء الله تعالى .
 
جزاااااااااااااك الله خيرااااااااااااااااااا
كلام لطيف ... جميل ... واعظ ... مفيد ....
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ... اللهم آميييييييييييييييين
 
عودة
أعلى