أود من خلال هذه المداخلة الاستفسار عن مدى أهمية إختيار المراجع في كتابة المقال فهل ينصح بالإعتماد على المراجع والمقالات الخاصة بالمجلات المفتوحة (Open access) لكون مقالاتها في المتناول -مجانية-
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اختيار المرجع لا يعتمد على نوع المصدربل يعتمد بالاساس على مدى مطابقة المعلومة المذكورة لما ورد بالمرجع المشار إليه، بمعني آخر أنه كلما كان المرجع- مهما كان نوعه- يتناول المعلومة المذكورة بصورة شاملة ومفصلة أو مركزة كان له الأولوية عن غيره، هذا أول معيار.
المعيار الثاني، وقد فرضته علينا مسألة النشر الإلكتروني، لنفترض أن لدينا المعلومة مذكورة في رسالة دكتوراه مطبوعة - أي غير منشورة على النت- ومقالة بحثية منشورة بدورية إلكترونية محكمة ومعترف بها، في تلك الحالة يكون كتابة المقالة كمرجع مقدم على كتابة رسالة الدكتوراه، لاعتبارات توفر المقالة إلكترونيا من ناحية، ومن ناحية أخري أن المقالة تذكر المعلومة بصورة مركزة ومباشرة، وهذا يحقق أول معيار.
ونفس الحال إذا كانت المعلومة مذكورة في مقالتين إحداهما مطبوعة والأخري إلكترونية، كانت الأولوية للمقالة الإلكترونية، لكن طبعا هذا لا يمنع مطلقا وضع كليهما كمرجع بل يفضل ذلك.
لكن ينبغي هنا أن نتوقف عند نقطة مهمة للغاية،
إذا كانت المقالة الإلكترونية تشير إلى الكتاب أو الرسالة أو المقالة المطبوعة كمرجع من ضمن مراجعها، كانت الأولوية هنا للمراجع المطبوعة، لأن المراجع المطبوعة في تلك الحال تسمي في علم المناهج البحثية "مصدرا" وليس "مرجعا"
و "المصدر" مقدم على "المرجع" في الإشاره إليه.
النقطة الأخيرة تحديدا قد لا تكون واضحة للباحثين في المجالات العلمية، لكنها أساسية تماما للباحثين في الحقل الأدبي (تاريخ- جغرافيا- لغة عربية، ... إلخ)، لذلك ستجد أن فصل المراجع في رسائل التاريخ أو الجغرافيا مثلا يعنون بـ :
" قائمة المصادر والمراجع"
وتوضع به المصادر أولا ثم المراجع
لنفترض أن المعلومة مذكوره في "ورقة مؤتمر" منشورة إلكترونيا ثم أعاد الباحث نشرها كمقالة في دورية محكمة ومتوفرة إلكترونيا أيضا، تكون الأولوية هنا للمقالة، لأنها عادة تكون بنتائج مفصلة.
لنفترض أن المعلومة منشورة إلكترونيا كـ " Review" وكذا في مقالة " Article" كبحث أصلي "Original research" كانت الأولوية للأخير، لأنه في تلك الحال ينطبق عليها المعيار الثاني وهو كونها "مصدرا".
وأخيرا وليس آخرا، -من وجهة نظري- لا فرق هنا بين دورية مفتوحة "Open Access" وأخري غير مجانية طالما أن كليهما محكمة ومعترف بها دوليا.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أتفق مع أخي الأستاذ محمد فيما قاله حيث الأفضل دوماً اختيار مراجع من مصادر محكمة مثل المجلات العلمية القوية. بعض مراجعي المقالات أحياناً يطلبون استخدام أحدث ما تم نشره في المجال المنوي الكتابة عنه وأعتقد أن هذا الأمر مهم بالنسبة لمقدمة المقال "Literature Review" حيث يتوجب أن تلم بأحدث ما تم التوصل إليه أو البحث فيه كما يسمونها "State of the Art"
شكر خالص للأساتذة على كل هذه الشروحات..دائما في موضوع المراجع تحدثت مع مراجع "reviewer" لإحدى المجلات والذي اشار إلى بأنه من الأفضل بأن لا يتجاوز عدد المراجع لأي مقال 30 مرجعا لأنه حسب قوله إذا كان عدد المراجع كثير يضفي هذا طابعا بأن البحث المراد تفديمه تم الأسهاب فيه من قبل باحثين والعكس صحيح وهو ما يقلل من فرصة قبول المقال. فما هو رأيكم.
يختلف هذا الأمر من مجال لآخر، لكن عموما ما يحدد عدد المراجع هو المحتوى العلمي للورقة البحثية، فإذا كانت الأجزاء المختلفة للمقالة تتطلب الإشارة لمراجع متعددة كان هذا في صالح المقالة وليس العكس، كما أنه يدل على تمكن الباحث وإلمامه بموضوعه قيد الدراسة.
أما مسألة أن كثرة عدد المراجع يعني أن الموضوع مستهلك فهذا -من وجهة نظري- ليس صحيحا بالمرة، بل في أحيان كثيرة يعني أن نقطتك البحثية تتقاطع وتتشارك مع نقاط أخري وجب الإشارة إليها.
سأعطي مثالا "عمليا" في مجال الكيمياء
لدينا مركب وليكن "A" مشتقاته عديدة ولها تطبيقات كثيرة في مجال الصيدلة، فهي تستخدم كأدوية قلب، ومعالجة الضغط، وكخافضات للحرارة، وكمضادات للحساسية، وأخيرا لها نشاط مضاد للبكتيريا والفطريات.
فإذا قمنا بكتابة جزء المقدمة "Introduction" في الورقة البحثية واستعرضنا فقط "أحدث" التطبيقات في كل نوع من هذه العلاجات السابقة لجاوزعدد المراجع في جزء المقدمة ما يزيد على 30 ، من غير التأثير على قوة المقالة، بل على العكس يكون الباحث هنا قد استعرض قوة وأهمية المشتقات التي يعمل عليها.