IsmSal
Active Member
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا
يعتقد البعض أن الضحك قرين اللهو والمجون ، وأنه مذمومٌ شرعاً بحكم الحديث الشريف : كثرة الضحك تميت القلب .. وتلك حجـة واهية ، إذ أنّ الضحك لا يقترن بالضرورة بالمجون ، وإنما يقترن دوماً بالصحة النفسية ، فالذى لا يعرف الضحك يعانى من اختلالٍ ما فى صحته النفسية . وليس صحيحاً ما يقال من الحجج الشرعية فى ذمِّ الضحك ، وإلا فكيف نقبل تلك الأخبار النبوية التى تروى أن النبى … ضحك فى بعض المواقف حتى بدت نواجذه ، وأنه …. كان كثيرالتبسم داعياً للبشاشة !
وفى حياة الصحابة والتابعين الكثير من المواقف الطريفة التى تجسِّد الفكاهة والمرح (ومع ذلك يصرّ التليفزيون على تقديم المسلسلات الدينية مثقلة بالغم والحزن !) .
أما الحديث الشريف (كثرةُ الضحك تُميت القلبَ) فإنّ فهم الناس له غير صحيح .. فقد فهموه بدلالة المخالفة ( إذا كانت كثرة الضحك تميت القلب فإن قلّة الضحك تحي القلب) وهذا فهم غير مستقيم ولا سند له فى الحقيقة ، بل الفهم الذى يستقيم مع النظرة الوسطية للإسلام ، هو (كثرة الضحك تميت القلب وقلة الضحك تميت القلب ، فحياة القلب فى الاعتدال) والاعتدال والوسطية هما روح الشريعة الإسلامية .. وهكذا يمكن أن نفهم هذا الحديث إن صحّ إسناده ولم يكن من الإسرائيليات وإذا كان (الغم) هو أحد ملامحِ الفكر اليهودى - وقد ورد فى التوراة : من ازداد علماً فقد ازداد غما - فإن الاعتدال الإنساني هو أحد ملامحِ الفكر الإسلامى ، ومن مظاهر الاعتدال والإنسانية : التبسم والضحك .
و الإمام السيوطى واحد من أشهر أعلام الإسلام ، تزيد مؤلفاته على خمسمائة كتاب ورسالة ، تغطى العديد من فروع الثقافة الإسلامية .. ومن هذه الفروع علم الحديث النبوى - أحد العلوم الركيزية فى الفكر الإسلامى- فقد كان السيوطى من كبار المحدثين فى تاريخ الإسلام ، وله فى الحديث كتابان مشهوران: الجامع الصغير فى أحاديث البشير النذير ، والجامع الكبير . وفى الكتابين يروى السيوطى الأحاديث الآتية :
ضحك الله من رجلين قتل أحدهما صاحبه وكلاهما فى الجنة
ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب
ضحكت من قوم يساقون إلى الجنة مقرنين فى الســلاسل
q ضحكت من أُناس يأتونكم من قبل المشرق يساقون إلى الجنة وهم كارهون .
أما الحديث الذى ورد فيه أن رسولَ الله-صلى الله عليه وسلم- (ضحك حتى بدت نواجذه) فقد أخرجه البخارى بثلاث روايات وأبو داود براويتين والترمذى برواية واحدة وابن ماجه بروايتين وابن حنبل بستة روايات !
وفى (المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوى) الذى وضعه المستشرق فنسنك ونشرته مطبعة بريل فى مدينة ليدن الهولندية - يقع فى سبعة مجلدات كبيرة - وردت لفظة الضحك ومشتقاتها قرابة مائتين مرة ..نذكر منها المقتطفات التالية :
ضحك الله الليلة وعجب من فعالكما
ضحك رسول الله ( فقلنا ما يضحكك ؟)
إذ ضحك فقال : ألا تسألونى ما يضحكك ..
فالتفت إليه رسول الله ( ثم ضحك ..)
ثلاثة يضحك الله إليهم ..
قضى رسول الله ( صلاته وجلس على المنبر وهو يضحك .
:ثانيا
أصبح الضحك والفكاهة من الوسائل التي يستعين بها الأطباء إلى جانب تقنيات الطب الحديثة لعلاج مرضاهم ويرى بعض الخبراء أن لإضحاك المرضى وإدخال البهجة في نفوسهم أثرا مباشرا على أجهزة المناعة الطبيعية، في أجسادهم إذا يؤكدون أن فائدة الضحك لا تقتصر على تحسين الحالة النفسية للمرضى، بل تتجاوزها بشحذها قدرة الجسد على مقاومة الأمراض .
وقد أجري الكثير من الأبحاث لاكتشاف التأثير الإيجابي للمرح على الحالة البدنية وأظهرت تلك الأبحاث أن من يتعرضون للأزمات القلبية يمكنهم تفادي الإصابة بأزمة ثانية والتعرض لارتفاع ضغط الدم، ويمكنهم الاستغناء عن تعاطي كميات كبيرة من الأدوية إذا ضحكوا لمدة نصف ساعة كل يوم وقد ثبت علميا أن الضحك يؤدي لخفض معدلات إفراز المواد الكيميائية المرتبطة بحالات التوتر العصبي، ويقوي أجهزة المناعة وقدرة الجسد على تحمل الآلام.
وللضحك فوائد كبيرة في علاج بعض الأمراض النفسية مثل حالات الاكتئاب أو القلق ويؤكد الأطباء النفسيون أن المرح يعد وسيلة فعالة للتخلص من الضغط العصبي، وسلاح لمواجهة وتجاوز ما يتعرض له الإنسان من إهانة أو مواقف صعبة ومحرجة، ويساعد على تجاوز كل أنواع الألم والمعاناة ويرى الأطباء أيضا أن المرح داخل المراكز العلاجية مفيد للأطباء والممرضين أيضا، لأنه يساعدهم على التخلص من الضغط العصبي الناتج عن طبيعة عملهم الشاقة.
ورغم أن الأبحاث العلمية لم تكشف حتى الآن بوضوح عن الفوائد الصحية للضحك والمرح، فإن الإضحاك أصبح يعد تخصصا طبيا قائما بذاته فقد ظهر في بعض المستشفيات الأمريكية والأوروبية أخصائيون مهمتهم إضحاك المرضى والمسألة ليست مجرد سرد النكات للمرضى، لكن الأطباء أصبحوا يستخدمون المرح كوسيلة تهدف لتمكين مرضاهم من التعامل مع مشاكل صحية معينة .
:ثالثا
ذكر فريق من الباحثين الامريكيين انهم يجرون ابحاثاً تستهدف تغيير الطريقة التي يتم بها علاج الاطفال جذرياً، وان جانباً من هذه الابحاث ينصب على امتاع الاطفال بعرض افلام فيديو مضحكة ودراسة تأثير الضحك عليهم.
واوضحت الباحثة مرجريت ستوبر، التي تعمل في مركز جونسون لامراض السرطان التابع لجامعة كاليفورنيا في لوس انجلوس ان فريق الخبراء الذي تنتمي اليه تمكن من الخروج بنتيجة قوامها انه يتعين على اطباء الاطفال «وصف الضحك» كأسلوب علاجي لشفاء الاطفال فمنذ اليوم الذي اعلن فيه نورمان كوزيتز انه قد اضحك نفسه كثيراً للشفاء من مرض حل به خرج العلماء بنظرية مفادها ان الضحك يعزز الى حد ما جهاز المناعة عند الانسان.
تقول ستوبر: «اعتمدت دراستنا على معلومات مفادها ان الضحك يساعد في محاربة العدوى، فإذا كان هذا الامر صحيحاً فإن نصح الناس بالضحك المستمر لابد وان يكون عاملاً مساعداً للشفاء ومحاربة المرض». واستطاع الباحثون الامريكيون جمع «مخزونهم الفيديوي المضحك» بمساعدة هوليوود ومنه على سبيل المثال أفلام «ماذا يضحكك»؟».
وقد انصب اهتمام هؤلاء الباحثين اولاً على الأطفال الاصحاء واستجاباتهم للأفلام الضحك وصفة المنزلية، وهنا استخدم الاطباء أساليب طبية لقياس نبضات القلب وباقي الاعضاء الحيوية لبيان مدى تأثير الضحك على الحالة النفسية للأطفال والبالغين.
وستكون الخطوة المقبلة هي تطبيق هذا الاسلوب على الشباب الذين يعانون من امراض مثل السرطان والايدز واللذين يؤثران على جهاز المناعة وهم يأملون ان يستخدم الضحك كأسلوب علاجي مع هؤلاء المرضى طالما انه يساعد على التخفيف من الخوف والتوتر.
ومن الأساليب التي اتبعتها الدراسة ان طلبت من اطفال أصحاء ربط حالهم ومن ثم القيام بشيء مؤلم ولكنه غير مؤذ حيث طلب منهم غطس احد الذراعين في ماء بارد (10 درجات مئوية) لأطول ما يستطيعون من وقت على ألا يتجاوز ذلك 3 دقائق وكان المعدل انهم استطاعوا الابقاء على الذراع لمدة 87 ثانية فقط ثم شاهدوا افلاماً مضحكة اثناء عملية غطس الذراع ونجحوا في الابقاء عليها داخل الماء البارد لمدة وصلت الى 125 ثانية بعد ان راقب الاطباء تحسن اداء القلب وضغط الدم والتنفس.
أولا
يعتقد البعض أن الضحك قرين اللهو والمجون ، وأنه مذمومٌ شرعاً بحكم الحديث الشريف : كثرة الضحك تميت القلب .. وتلك حجـة واهية ، إذ أنّ الضحك لا يقترن بالضرورة بالمجون ، وإنما يقترن دوماً بالصحة النفسية ، فالذى لا يعرف الضحك يعانى من اختلالٍ ما فى صحته النفسية . وليس صحيحاً ما يقال من الحجج الشرعية فى ذمِّ الضحك ، وإلا فكيف نقبل تلك الأخبار النبوية التى تروى أن النبى … ضحك فى بعض المواقف حتى بدت نواجذه ، وأنه …. كان كثيرالتبسم داعياً للبشاشة !
وفى حياة الصحابة والتابعين الكثير من المواقف الطريفة التى تجسِّد الفكاهة والمرح (ومع ذلك يصرّ التليفزيون على تقديم المسلسلات الدينية مثقلة بالغم والحزن !) .
أما الحديث الشريف (كثرةُ الضحك تُميت القلبَ) فإنّ فهم الناس له غير صحيح .. فقد فهموه بدلالة المخالفة ( إذا كانت كثرة الضحك تميت القلب فإن قلّة الضحك تحي القلب) وهذا فهم غير مستقيم ولا سند له فى الحقيقة ، بل الفهم الذى يستقيم مع النظرة الوسطية للإسلام ، هو (كثرة الضحك تميت القلب وقلة الضحك تميت القلب ، فحياة القلب فى الاعتدال) والاعتدال والوسطية هما روح الشريعة الإسلامية .. وهكذا يمكن أن نفهم هذا الحديث إن صحّ إسناده ولم يكن من الإسرائيليات وإذا كان (الغم) هو أحد ملامحِ الفكر اليهودى - وقد ورد فى التوراة : من ازداد علماً فقد ازداد غما - فإن الاعتدال الإنساني هو أحد ملامحِ الفكر الإسلامى ، ومن مظاهر الاعتدال والإنسانية : التبسم والضحك .
و الإمام السيوطى واحد من أشهر أعلام الإسلام ، تزيد مؤلفاته على خمسمائة كتاب ورسالة ، تغطى العديد من فروع الثقافة الإسلامية .. ومن هذه الفروع علم الحديث النبوى - أحد العلوم الركيزية فى الفكر الإسلامى- فقد كان السيوطى من كبار المحدثين فى تاريخ الإسلام ، وله فى الحديث كتابان مشهوران: الجامع الصغير فى أحاديث البشير النذير ، والجامع الكبير . وفى الكتابين يروى السيوطى الأحاديث الآتية :
ضحك الله من رجلين قتل أحدهما صاحبه وكلاهما فى الجنة
ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب
ضحكت من قوم يساقون إلى الجنة مقرنين فى الســلاسل
q ضحكت من أُناس يأتونكم من قبل المشرق يساقون إلى الجنة وهم كارهون .
أما الحديث الذى ورد فيه أن رسولَ الله-صلى الله عليه وسلم- (ضحك حتى بدت نواجذه) فقد أخرجه البخارى بثلاث روايات وأبو داود براويتين والترمذى برواية واحدة وابن ماجه بروايتين وابن حنبل بستة روايات !
وفى (المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوى) الذى وضعه المستشرق فنسنك ونشرته مطبعة بريل فى مدينة ليدن الهولندية - يقع فى سبعة مجلدات كبيرة - وردت لفظة الضحك ومشتقاتها قرابة مائتين مرة ..نذكر منها المقتطفات التالية :
ضحك الله الليلة وعجب من فعالكما
ضحك رسول الله ( فقلنا ما يضحكك ؟)
إذ ضحك فقال : ألا تسألونى ما يضحكك ..
فالتفت إليه رسول الله ( ثم ضحك ..)
ثلاثة يضحك الله إليهم ..
قضى رسول الله ( صلاته وجلس على المنبر وهو يضحك .
:ثانيا
أصبح الضحك والفكاهة من الوسائل التي يستعين بها الأطباء إلى جانب تقنيات الطب الحديثة لعلاج مرضاهم ويرى بعض الخبراء أن لإضحاك المرضى وإدخال البهجة في نفوسهم أثرا مباشرا على أجهزة المناعة الطبيعية، في أجسادهم إذا يؤكدون أن فائدة الضحك لا تقتصر على تحسين الحالة النفسية للمرضى، بل تتجاوزها بشحذها قدرة الجسد على مقاومة الأمراض .
وقد أجري الكثير من الأبحاث لاكتشاف التأثير الإيجابي للمرح على الحالة البدنية وأظهرت تلك الأبحاث أن من يتعرضون للأزمات القلبية يمكنهم تفادي الإصابة بأزمة ثانية والتعرض لارتفاع ضغط الدم، ويمكنهم الاستغناء عن تعاطي كميات كبيرة من الأدوية إذا ضحكوا لمدة نصف ساعة كل يوم وقد ثبت علميا أن الضحك يؤدي لخفض معدلات إفراز المواد الكيميائية المرتبطة بحالات التوتر العصبي، ويقوي أجهزة المناعة وقدرة الجسد على تحمل الآلام.
وللضحك فوائد كبيرة في علاج بعض الأمراض النفسية مثل حالات الاكتئاب أو القلق ويؤكد الأطباء النفسيون أن المرح يعد وسيلة فعالة للتخلص من الضغط العصبي، وسلاح لمواجهة وتجاوز ما يتعرض له الإنسان من إهانة أو مواقف صعبة ومحرجة، ويساعد على تجاوز كل أنواع الألم والمعاناة ويرى الأطباء أيضا أن المرح داخل المراكز العلاجية مفيد للأطباء والممرضين أيضا، لأنه يساعدهم على التخلص من الضغط العصبي الناتج عن طبيعة عملهم الشاقة.
ورغم أن الأبحاث العلمية لم تكشف حتى الآن بوضوح عن الفوائد الصحية للضحك والمرح، فإن الإضحاك أصبح يعد تخصصا طبيا قائما بذاته فقد ظهر في بعض المستشفيات الأمريكية والأوروبية أخصائيون مهمتهم إضحاك المرضى والمسألة ليست مجرد سرد النكات للمرضى، لكن الأطباء أصبحوا يستخدمون المرح كوسيلة تهدف لتمكين مرضاهم من التعامل مع مشاكل صحية معينة .
:ثالثا
ذكر فريق من الباحثين الامريكيين انهم يجرون ابحاثاً تستهدف تغيير الطريقة التي يتم بها علاج الاطفال جذرياً، وان جانباً من هذه الابحاث ينصب على امتاع الاطفال بعرض افلام فيديو مضحكة ودراسة تأثير الضحك عليهم.
واوضحت الباحثة مرجريت ستوبر، التي تعمل في مركز جونسون لامراض السرطان التابع لجامعة كاليفورنيا في لوس انجلوس ان فريق الخبراء الذي تنتمي اليه تمكن من الخروج بنتيجة قوامها انه يتعين على اطباء الاطفال «وصف الضحك» كأسلوب علاجي لشفاء الاطفال فمنذ اليوم الذي اعلن فيه نورمان كوزيتز انه قد اضحك نفسه كثيراً للشفاء من مرض حل به خرج العلماء بنظرية مفادها ان الضحك يعزز الى حد ما جهاز المناعة عند الانسان.
تقول ستوبر: «اعتمدت دراستنا على معلومات مفادها ان الضحك يساعد في محاربة العدوى، فإذا كان هذا الامر صحيحاً فإن نصح الناس بالضحك المستمر لابد وان يكون عاملاً مساعداً للشفاء ومحاربة المرض». واستطاع الباحثون الامريكيون جمع «مخزونهم الفيديوي المضحك» بمساعدة هوليوود ومنه على سبيل المثال أفلام «ماذا يضحكك»؟».
وقد انصب اهتمام هؤلاء الباحثين اولاً على الأطفال الاصحاء واستجاباتهم للأفلام الضحك وصفة المنزلية، وهنا استخدم الاطباء أساليب طبية لقياس نبضات القلب وباقي الاعضاء الحيوية لبيان مدى تأثير الضحك على الحالة النفسية للأطفال والبالغين.
وستكون الخطوة المقبلة هي تطبيق هذا الاسلوب على الشباب الذين يعانون من امراض مثل السرطان والايدز واللذين يؤثران على جهاز المناعة وهم يأملون ان يستخدم الضحك كأسلوب علاجي مع هؤلاء المرضى طالما انه يساعد على التخفيف من الخوف والتوتر.
ومن الأساليب التي اتبعتها الدراسة ان طلبت من اطفال أصحاء ربط حالهم ومن ثم القيام بشيء مؤلم ولكنه غير مؤذ حيث طلب منهم غطس احد الذراعين في ماء بارد (10 درجات مئوية) لأطول ما يستطيعون من وقت على ألا يتجاوز ذلك 3 دقائق وكان المعدل انهم استطاعوا الابقاء على الذراع لمدة 87 ثانية فقط ثم شاهدوا افلاماً مضحكة اثناء عملية غطس الذراع ونجحوا في الابقاء عليها داخل الماء البارد لمدة وصلت الى 125 ثانية بعد ان راقب الاطباء تحسن اداء القلب وضغط الدم والتنفس.