موت الغرب

sumerland137

مشرف بالجامعة - فهــد الرافدين
طاقم الإدارة
-منقول من ايميلي-
موت الغرب

المؤلف: باتريك جيه بوكانن
باتريك جيه بوكانن, سياسي ومفكر أمريكي مخضرم, شغل منصب مستشار لثلاثة رؤساء أمريكيين, وخاض معركة تسمية المرشح لمنصب الرئيس عن الجمهوريين مرتين في عامي 1992 و1996, رشح نفسه للانتخابات الرئاسية عن حزب الإصلاح عام 2000, وهو كاتب لعمود صحافي دائم في عدد من الصحف الأمريكية, وعضو مؤسس لثلاثة من أشهر برامج التلفزيون العامة في محطة إن. بي. سي ومحطة سي. إن. إن
من كتبه: يوم الحساب, حالة طارئة, عندما يصير الصواب خطيئة, الخيانة العظمى.. وكتابا: محق منذ البداية وجمهورية لا إمبراطورية, اللذان اعتبرا من أكثر الكتب بيعا في الولايات المتحدة
في هذا الكتاب, ينبه بوكانن إلى أن الموت الذي يلوح في أفق الغرب هو في الواقع موتتان
موت أخلاقي, بفعل الثورة الثقافية التي قلبت القيم التربوية والأسرية والأخلاقية التقليدية
وموت ديموجرافي – بيولوجي يظهر بوضوح على شاشات الكمبيوتر وفي السجلات الحكومية التي تشير كل يوم إلى اضمحلال القوى البشرية في الغرب, وإصابة ما تبقى منها بشيخوخة لا شفاء منها إلا باستقدام المزيد من المهاجرين الشبان, أو بالقيام بثورة ثقافية مضادة تعيد القيم الدينية والأخلاقية إلى المكان الذي شغلته خلال سنوات النمو والازدهار والموت المقبل مريع بشكل خاص, لأنه وباء من صنع أيدي الغربيين أنفسهم, مما يجعله أسوأ بكثير من الوباء الأسود الذي قتل ثلث سكان أوروبا في القرن الرابع عشر
فالوباء الجديد لا يقتل إلا الشباب, مما يحول الغرب عموما وأوروبا بشكل خاص إلى قارة للعجائز.
والقصة ليست مجرد تخمينات أو وجهات نظر, إنما هي حقيقة
واقعة تصدم لفرط وضوحها خاصة عندما تبدأ الأرقام بالحديث
فوفقا للإحصاءات الحديثة، هبط معدل الخصوبة عند المرأة الأوروبية إلى 1.4 طفل, علما أن الحاجة تدعو إلى معدل 2.1 طفل لمجرد تعويض وفيات السكان الموجودين الآن دون الحديث عن زيادة عددهم
وإذا بقيت معدلات الخصوبة الحالية على ما هو عليه فإن سكان أوروبا البالغ عددهم 728 مليون نسمة, بحسب إحصاء عام 2000, سيتقلصون إلى 566 مليونا عام 2050, ثم إلى 207 ملايين في نهاية هذا القرن
وفي المقابل, وفي الوقت الذي تموت فيه أوروبا يشهد العالم الثالث انفجارا سكانيا لم يسبق له مثيل, بمعدل 80 مليونا كل عام, ومع حلول عام 2050 سيبلغ مجمل نموه السكاني أربعة مليارات إضافية من البشر
وهكذا يصبح كابوس الغرب حقيقة وتصبح أوروبا بكل بساطة ملكا للعالم الثالث بعد وقت ليس بالبعيد وبالنسبة للمؤلف, فإن الأرقام تصبح مخيفة أكثر عند تناولها لتشخيص مرض النقص السكاني على مستوى الدول والأمم بعد 50 عاما من الآن,
ففي ألمانيا سيهبط التعداد السكاني من 82 مليونا إلى 59 مليون نسمة وسيشكل عدد المسنين ممن تجاوزوا الـ65 عاما أكثر من ثلث السكان, أما إيطاليا فستشهد تقلص عدد سكانها البالغ 57 مليونا إلى 41 مليونا فقط, مع نسبة مسنين تصل إلى 40 في المائة من التعداد العام للسكان, وفي إسبانيا ستكون نسبة الهبوط أكثر من 25 في المائة, وستشهد روسيا تناقص قواها البشرية من 147 مليونا إلى 114 مليون نسمة, ولا تتخلف اليابان كثيرا في اللحاق بمسيرة الموت السكاني فقد هبط معدل المواليد اليوم إلى النصف مقارنة بعام 1950 وينتظر اليابانيون تناقص أعدادهم من 127 مليون نسمة إلى 104 ملايين عام 2050.
لكن لماذا توقفت أمم أوروبا وشعوبها عن إنجاب الأطفال وبدأت تتقبل فكرة اختفائها عن هذه الأرض بمثل هذه اللامبالاة؟
يرى المؤلف أن الجواب يكمن في النتائج المميتة لانتصار الثورة الثقافية في الغرب, وأن الموت الأخلاقي الذي جرته هذه الثورة على الغربيين هو الذي صنع موتهم البيولوجي, فانهيار القيمة الأساسية الأولى في المجتمع وهي الأسرة, وانحسار الأعراف الأخلاقية الدينية التي كانت فيما مضى تشكل سدا في وجه منع الحمل والإجهاض والعلاقات الجنسية خارج إطار المؤسسة الزوجية, إضافة إلى تبرير لا بل تشجيع العلاقات الشاذة بين أبناء الجنس الواحد, كل هذا يدمر بشكل تدريجي الخلية المركزية للمجتمع وأساس استمراره وهي الأسرة.
وتبدو لغة الأرقام هنا أكثر هولا, فقد ارتفع الرقم السنوي لعمليات الإجهاض في الولايات المتحدة, من ستة آلاف حالة سنويا عام 1966 إلى 600 ألف عام 1973 وهو العام الذي سمح فيه بالإجهاض, واعتبرت عملية قتل الأجنة حقا للمرأة يحميه الدستور, وبعد عشر سنوات وصل الرقم إلى مليون و500 ألف حالة إجهاض في العام الواحد أما نسبة الأطفال غير الشرعيين فهي تبلغ اليوم 25 في المائة من العدد الإجمالي للأطفال الأمريكيين, ويعيش ثلث أطفال أمريكا في منازل دون أحد الأبوين, من ناحية ثانية بلغ عدد حالات الانتحار بين المراهقين الأمريكيين ثلاثة أضعاف ما كانت عليه عام 1960, أما عدد مدمني المخدرات فهو لا يقل عن ستة ملايين شخص في الولايات المتحدة وحدها
لقد تناقصت إلى حد كبير أعداد الشبان والشابات الراغبين في الزواج, في مجتمع يسمح بالحرية الجنسية الكاملة ويتيح المساكنة بين الرجل والمرأة دون أي رابط شرعي أو قانوني، أما قضية الشذوذ الجنسي وتشريع الزواج بين أبناء الجنس الواحد فقد بلغت حدا لم يكن ممكنا مجرد تخيله في السابق, فعندما انفصلت الممثلتان السحاقيتان آن هيك وإيلي دي هينيرس زارهما الرئيس الأمريكي بنفسه ليقدم تعاطفه, وصارت هيلاري كلنتون أول سيدة للبيت الأبيض تمشي في تظاهرة للواطيين لإبداء تعاطفها مع قضيتهم ويخلص المؤلف للقول, إن هذه هي إحصاءات مجتمع منحط وحضارة تموت، وأن بلدا مثل هذا لا يمكن أن يكون حرا فلا وجود للحرية دون فضيلة، ولا وجود للفضيلة بغياب الإيمان
-منقول من ايميلي-
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكرمكم الله أستاذنا الفاضل

هذا في الوقت الذي يصدر فيه الغرب كوارثه وآفاته الاجتماعية والثقافية إلى مجتمعاتنا بدعوى التحضر والمدنية والحرية. فحملات ما يسمى تنظيم النسل تعمل بأقصى طاقتها داخل مجتمعاتنا، هذا بإلاضافة لمؤتمرات "المرأة والسكان" التي تعقد سنويا تحت مظلة الأمم المتحدة والتي تخرج جميعها بتقارير تسب وتلعن حالة "القهر والظلم" التي تعانيه المرأة الشرقية والعربية ليس لأنها تتعرض للقتل والسحل والاغتصاب وامتهان الكرامة في سوريا والعراق ومصر وفلسطين وأفغانستان وباكستان وغيرها من الدول المحتلة والقمعية، كلا، لكن لأنها لا تحصل على حريتها وحقها الطبيعي في ممارسة الجنس بأية وسيلة طالما أنها بلغت السن القانونية، ولأنها ويا للأسف لا تستطيع إجهاض نفسها في حال أرادت ذلك، كما أنها و للفاجعة الكبري لا تستطيع أن تتخذ لها خليلة من ذات الجنس!!!!!

وفي المقابل لم أرى الغرب يسعى في يوم من الأيام لتصدير أفكار ومشاريع تنهض ببلادنا من الناحية التعليمية أو التقنية أو تطوير الصناعة والنهوض بالاقتصاديات المنهارة والضعيفة مثلا، بل إن العكس هو ما يحدث تماما.

هذا ومن الناحية الأخرى تخرج علينا السلطات القمعية الحاكمة في بلادنا لتعايرنا وتوبخنا بتنامي السكان وارتفاع معدل المواليد، وأننا دول فقيرة لا تتحمل مثل هذا "الانفجار السكاني"، وعليه تقوم بتقليل أعداد هؤلاء المواطنين إن لم يكن ببرامج ما يسمي "تنظيم النسل" فبطرق أخرى تتنوع ما بين قتلهم في المظاهرات و داخل السجون، أو قصفهم بالطائرات والبراميل المتفجرة كما يحصل في سوريا وفلسطين وأفغانستان مثلا، أو بإدخال المواد والمبيدات المسرطنة لتسميم طعامهم وشرابهم، والنتيجة شعوب مريضة توجد بها أرقام مخفية وبائية من مرضي السرطان بكافة أنواعه، والفشل الكلوي، والتليف الكبدي وفيرس سي وغيرها.

أخيرا ذكرني الموضوع بالشيخ الجليل "أحمد ديدات" رحمة الله عليه وردوده الرائعة على مسألة تعدد الزوجات في الإسلام
وهذه روابط بعضها:

 
عودة
أعلى