مهدي عبد الوفي
New Member
لقد وقفنا في الشطر الأول من هذا الموضوع عند جملة من التساؤلات نوردها مخترة كما يلي :
ماذا يمثل الانسان في هذا الوجود ؟ ما السر الذي جعل الله عز و جل يسخر لك هذا الكون ؟
" و سخر لكم ما في السماوات و ما في الأرض جميعا منه " .
ماذا لو علمت أن هذا الفضاء الفسيح الذي ذكرناه لا يتجاوز حدود السماء الأولى ؟ " و لقد زينا السماء الدنيا بمصابيح " .
ما نسبة السماء الدنيا الى باقي السماوات ؟
و ماذا يوجد بتلك السماوات ؟ و هل من رحلات فلكية تأتينا بأخبار تلك العوالم ؟
و ... ؟
لقد قلنا ان علماء الفلك استطاعوا أن يرصدوا نجوما على بعد 15 مليار سنة ضوئية منا . و لربما بهرتنا هذه الأبعاد . و هو ما يحصل مع كثير من الغافلين فنراهم يقولون : هذا الكون الكبير و هذا الكون العظيم و هذا الكون الواسع و ... و ينعكس أثر ذلك في ثقافتهم المادية فيتحدثون عن غضب الطبيعة و عن سطوة الجفاف و عن اجتياح العواصف و ... فيحجبهم الكون عن المكون سبحانه . و لو طهرت القلوب و خلصت النيات لرأوا أن الكبير الحق هو الذي أودع في الكون الطارئ صفة الكبر و أن العظيم و الواسع و ... هو الله عز و جل . لكن القلوب اما صادقة في الطلب مريدة للحق فهي تنال نصيبها من قوله تعالى : " سنريهم ءاياتنا في الافاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ..." . و اما مستعلية متكبرة فيصدق عليها قوله سبحانه : " سأصرف عن ءاياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق و ان يروا كل ءاية لا يؤمنوا بها و ان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا و ان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بئاياتنا و كانوا عنها غافلين " .
ان هذه الأبعاد هي منتهى ما بلغه العلم العقلي في مسألة الكون و ما حوى . فتعالوا الى العلم النقلي لنرى الى أين سيأخذنا !
يخبرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن مثل السماء الأولى في الثانية كحلقة في فلاة و مثل السماء الثانية في الثالثة كحلقة في فلاة و ... و مثل السادسة في السابعة كحلقة في فلاة . و يقول علماء اللغة : ان الأرض هي ما أقلتك و السماء ما أظلتك . و لا تكون الأرض أرضا الا اذا كان فوقها سماء لأن في الأرض معنى الاسفال ( المكان السفلي ) . و على هذا تكون السماء الأولى سماء بالنسبة لأهل الأرض و أرضا بالنسبة لأهلها من الملائكة و الأنبياء و ..." أطت السماء و حق لها أن تئط ما من موضع أربعة أصابع الا و فيه ملك ساجد يسبح الله " . و تكون السماء الثانية و الثالثة و ...و السادسة أراض لأنها تقل أهلها و لأن فوق كل منها سماء . الا أن السماء السابعة فلا تعد أرضا لأن لا سماء فوقها . و على هذا يتضح ملمح أخاذ في قوله تعالى : " الله الذي خلق سبع سماوات و من الأرض مثلهن " . فالمثلية هنا ليست محصورة على العدد بل تتجاوزذلك الى الهيئة و الطبيعة ( باعتبار التغليب : ست سماوات هي كذلك أراض + الأرض التي تقلنا = سبعة ) .
فهل من سبيل لنتحقق من هذه الأبعاد ؟
و هل من رحلات تو صلنا الى تلك التخوم ؟
ذاك هو السر الذي من أجله سخر الله لنا هذا الوجود !
انها النفخة الروحانية الربانية التي تصلك بمدبر الوجود قيوم السماوات و الأرض .
و تلك هي عناصر الوحدة الثالثة من هذا الموضوع نتعرف عليها قريبا ان شاء الله .
و ءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .