mohamadamin
حكيم المنتدى
الشرق الأوسط سياسياً مسمى يطلق على المنطقة الجغرافية التي تشمل بلدان غرب آسيا وشمال أفريقيا، وواقعيا يقصد بها العالم العربي والإسلامي، وهي منطقة أطماع من مختلف الحضارات، فلقد سعت حضارات كثيرة إلى الانقضاض على تلك المنطقة في القديم والحديث، واختلفت وسائل هذا الانقضاض من عصر إلى عصر.
وفي العصر الحديث تعرضت هذه المنطقة ولازالت للعديد من الهجمات، كان أشدها وطأة مرحلة الاستعمار المسلح التي منيت بها دولنا العربية والإسلامية على يد دول الغرب، ثم مرحلة الغزو الفكري والثقافي الذي تتعرض لها هذه الأيام بشكل غير مسبوق، فضلاً عن الاستعمار العسكري لها.
وقد مثل الاستشراق أحد أهم الوسائل الثقافية والعسكرية في حرب الغرب ضد العالم الإسلامي، كما مثل مرحلة فارقة بين عهدين؛ بين عهد الاستعمار المسلح الخالص، وعهد السيطرة الثقافية والعسكرية التي نحياها هذه الأيام.
ونعني بالاستشراق: علم المشرق، أو علم العالم الشرقي، وهو ذلك العلم الذي يهتم بدراسة كل ما يرتبط بالعالم الشرقي من حضارات وأديان وآداب ولغات وثقافات، خاصة كل ما يرتبط بالعالم العربي والإسلامي.
وبالرغم من نشأة الاستشراق بعيداً عن أمريكا مسافةً ووقتاً إلا أن الاستشراق الأمريكي قد فاق أقرانه، وقد قدم لأمريكا كدولة خدمات عدة في حربها ضد الإسلام والمسلمين.
فلقد كان لمراكز الاستشراق البحثية وللمستشرقين والمتخصصين في شؤون الشرق والإسلام والمسلمين عظيم الأثر في رسم مسارات الحرب الحديثة الدائرة ضد الإسلام، بما يقدم من معلومات عسكرية وغير عسكرية عن العالم الشرقي والمناطق المستهدفة.
ولقد تكاتف الاستشراقان؛ الأمريكي والإسرائيلي وامتزجا حتى صارا وكأنهما شيئاً واحداً، وتوحدا في كثير من الأوقات، حتى صار التفريق بين ما كان صهيونياً وأمريكياً صعباً لتشابه في الوسائل والأهداف.
ولقد كان مجال الايدولوجيا والطائفية في المحيط الاستشراقي مجالاً خصباً، حيث استفاد الاستشراق الأمريكي- على وجه التهديد- من هذه الورقة في سعيه لتنفيذ أهدافه، واستطاع القائمون على دراسة أحوال المشرق تقديم مادة بحثية ثرية عن الأحوال الدينية والاجتماعية والثقافية لبلدان الشرق، مما كان له عظيم الأثر في رسم كثير من السياسيات الأمريكية، ووضع الخطط العسكرية، حتى سهل أمر الغزو لبلدان عدة من بلدان العالم الإسلامي.
فما نراه- على سبيل المثال- من ظهور لعدد من الحركات الجهادية- التكفيرية- يحمل في كثير من أحواله بصمات لهذا الاستشراق، والأمر ذاته حاصل تجاه نداءات التقسيم، والاستهداف الرخيص لكثير من الأقليات والاثنيات والديانات كالذي يحصل في العراق وعدد من البلدان الإسلامية.
فلقد كان للاستشراق الأمريكي دور كبير في نقل صورة لواقع هذه المنطقة، مع تقديم كل ما يرتبط بها من خطط سيطرة ووسائل تمكين، ومن أهمها تفتيت هذه المنطقة، وإثارة النعرات العرقية والدينية، واستغلال عنصر الطائفية للتمهيد لدخول جيوش أمريكا، وتقديم مبرر كاف لكل ما يترتب على هذا الغزو من جرائم وانتهاكات.
والاستشراق الأمريكي، والاستشراق بصفة عامة، لم يعد كالاستشراق القديم، بل تعددت صوره واختلف، نظراً لتغير العالم، وطغيان وسائل الاتصال الحديث وانتشارها بشكل غير مسبوق، مما سهل التعرف على أحوال المشرق، ودراستها بوسائل أخرى.
كما مثل التخصص خصيصة مهمة من خصائص الاستشراق الحديث، إضافة إلى كل هذا قد قدمت المراكز البحثية الحديثة في العالم الإسلامي والعالم الغربي نموذجا فريداً في التعامل غير الأخلاقي وغير الموضوعي مع الثقافة الشرقية بمختلف تشعباتها، وما نراه من تقارير حول الإسلام والمسلمين في الداخل والخارج أوضح شاهد على هذا التدني.
كما لم يعد المستشرق هو ذلك الرجل الأبيض المهاجر من بلده إلى صحراوات العالم العربي وأماكنه التراثية والأثرية، فلقد ربى المستشرقون القدامى جيلاً من العرب استطاع فيما بعد القيام بنفس الدور الاستشراقي القديم، ومراكز الأبحاث الأمريكية وغير الأمريكية المنتشرة الآن في مختلف دول العالم- سيما العالم الإسلامي- أوضح دليل على هذا الأمر.
إن ما نراه من اهتمام أمريكي بدراسة أحوال الشرق يفرض علينا انتهاج سبل للمواجهة، وعلى رأس هذه السبل يتوجب علينا دراسة الداخل الغربي والأمريكي على وجه الخصوص، لتقديم سياسات للمواجهة، ولدفع ما يوجهه الاستشراق من ضربات وطعنات، وهو ما يعرف حديثا بعلم الاستغراب، وهو ذلك العالم الذي يهتم بكل ما يخص الغرب من شؤون دينية وثقافية واجتماعية...الخ
وفي العصر الحديث تعرضت هذه المنطقة ولازالت للعديد من الهجمات، كان أشدها وطأة مرحلة الاستعمار المسلح التي منيت بها دولنا العربية والإسلامية على يد دول الغرب، ثم مرحلة الغزو الفكري والثقافي الذي تتعرض لها هذه الأيام بشكل غير مسبوق، فضلاً عن الاستعمار العسكري لها.
وقد مثل الاستشراق أحد أهم الوسائل الثقافية والعسكرية في حرب الغرب ضد العالم الإسلامي، كما مثل مرحلة فارقة بين عهدين؛ بين عهد الاستعمار المسلح الخالص، وعهد السيطرة الثقافية والعسكرية التي نحياها هذه الأيام.
ونعني بالاستشراق: علم المشرق، أو علم العالم الشرقي، وهو ذلك العلم الذي يهتم بدراسة كل ما يرتبط بالعالم الشرقي من حضارات وأديان وآداب ولغات وثقافات، خاصة كل ما يرتبط بالعالم العربي والإسلامي.
وبالرغم من نشأة الاستشراق بعيداً عن أمريكا مسافةً ووقتاً إلا أن الاستشراق الأمريكي قد فاق أقرانه، وقد قدم لأمريكا كدولة خدمات عدة في حربها ضد الإسلام والمسلمين.
فلقد كان لمراكز الاستشراق البحثية وللمستشرقين والمتخصصين في شؤون الشرق والإسلام والمسلمين عظيم الأثر في رسم مسارات الحرب الحديثة الدائرة ضد الإسلام، بما يقدم من معلومات عسكرية وغير عسكرية عن العالم الشرقي والمناطق المستهدفة.
ولقد تكاتف الاستشراقان؛ الأمريكي والإسرائيلي وامتزجا حتى صارا وكأنهما شيئاً واحداً، وتوحدا في كثير من الأوقات، حتى صار التفريق بين ما كان صهيونياً وأمريكياً صعباً لتشابه في الوسائل والأهداف.
ولقد كان مجال الايدولوجيا والطائفية في المحيط الاستشراقي مجالاً خصباً، حيث استفاد الاستشراق الأمريكي- على وجه التهديد- من هذه الورقة في سعيه لتنفيذ أهدافه، واستطاع القائمون على دراسة أحوال المشرق تقديم مادة بحثية ثرية عن الأحوال الدينية والاجتماعية والثقافية لبلدان الشرق، مما كان له عظيم الأثر في رسم كثير من السياسيات الأمريكية، ووضع الخطط العسكرية، حتى سهل أمر الغزو لبلدان عدة من بلدان العالم الإسلامي.
فما نراه- على سبيل المثال- من ظهور لعدد من الحركات الجهادية- التكفيرية- يحمل في كثير من أحواله بصمات لهذا الاستشراق، والأمر ذاته حاصل تجاه نداءات التقسيم، والاستهداف الرخيص لكثير من الأقليات والاثنيات والديانات كالذي يحصل في العراق وعدد من البلدان الإسلامية.
فلقد كان للاستشراق الأمريكي دور كبير في نقل صورة لواقع هذه المنطقة، مع تقديم كل ما يرتبط بها من خطط سيطرة ووسائل تمكين، ومن أهمها تفتيت هذه المنطقة، وإثارة النعرات العرقية والدينية، واستغلال عنصر الطائفية للتمهيد لدخول جيوش أمريكا، وتقديم مبرر كاف لكل ما يترتب على هذا الغزو من جرائم وانتهاكات.
والاستشراق الأمريكي، والاستشراق بصفة عامة، لم يعد كالاستشراق القديم، بل تعددت صوره واختلف، نظراً لتغير العالم، وطغيان وسائل الاتصال الحديث وانتشارها بشكل غير مسبوق، مما سهل التعرف على أحوال المشرق، ودراستها بوسائل أخرى.
كما مثل التخصص خصيصة مهمة من خصائص الاستشراق الحديث، إضافة إلى كل هذا قد قدمت المراكز البحثية الحديثة في العالم الإسلامي والعالم الغربي نموذجا فريداً في التعامل غير الأخلاقي وغير الموضوعي مع الثقافة الشرقية بمختلف تشعباتها، وما نراه من تقارير حول الإسلام والمسلمين في الداخل والخارج أوضح شاهد على هذا التدني.
كما لم يعد المستشرق هو ذلك الرجل الأبيض المهاجر من بلده إلى صحراوات العالم العربي وأماكنه التراثية والأثرية، فلقد ربى المستشرقون القدامى جيلاً من العرب استطاع فيما بعد القيام بنفس الدور الاستشراقي القديم، ومراكز الأبحاث الأمريكية وغير الأمريكية المنتشرة الآن في مختلف دول العالم- سيما العالم الإسلامي- أوضح دليل على هذا الأمر.
إن ما نراه من اهتمام أمريكي بدراسة أحوال الشرق يفرض علينا انتهاج سبل للمواجهة، وعلى رأس هذه السبل يتوجب علينا دراسة الداخل الغربي والأمريكي على وجه الخصوص، لتقديم سياسات للمواجهة، ولدفع ما يوجهه الاستشراق من ضربات وطعنات، وهو ما يعرف حديثا بعلم الاستغراب، وهو ذلك العالم الذي يهتم بكل ما يخص الغرب من شؤون دينية وثقافية واجتماعية...الخ