بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرة هي الوحدات العسكرية التي تملأ جميع دول العالم .. وكثير أيضا هو الغموض المثار حول هذه الثكنات .. ولطالما سأل الأطفال بل والكبار بعض الأسئلة البسيطة الموضوعية على شاكلة "أين يقع مقر المخابرات؟" "هل نحن مستعدون لخوض الحرب ؟" "ما هي إمكانياتنا العسكرية بالمقارنة بالأعداء؟" .. وإذا كانت هذه الأسئلة ربما تضع ساءلها في السجون نتيجة المساس بالأمن القومي والخوض في مسائل حساسة .. بل وربما تعرض المجيب عنها للإعدام بجريمة الخيانة العظمى .. فسوف تظل الأسئلة عالقة في الأذهان وتنتظر إجابة مقنعة في عالم الكل يقول عنه إنه أصبح قرية صغيرة وإن الاتصالات قد ربطت بين جميع أجزاء تلك القرية .. فلماذا توجد أماكن حساسة في هذه القرية توضع عليها لافتات "ممنوع الاقتراب أو التصوير"؟ .. وهل فشلت ثورة الاتصالات في الوصول إلى هذه الأماكن وكشف الغموض المحيط بها ..
محرك جوجل وفر علينا عناء البحث عن إجابة وأعلنها صريحة في وجه كل المنغلقين ليقول إن الأقمار الصناعية قد اخترقت كل ما هو محظور وجعلته معروضا على المشاع على الإنترنت للمستخدم العادي وليس فقط للجهة التي أطلقت القمر .. فقد أتاحت خدمة Google earth صور جميع دول ومطارات وملاعب وسينمات العالم بل وحواريه بكل تفاصيلها بمن يقف فيها .. وهي الخدمة التي أحدثت هزة في العالم نتيجة خوضها في المحظور وانتهاك خصوصية دول وربما خدمة الإرهابيين لمراقبة العالم عبر الإنترنت.
أطلقت شركة جوجل خدمة Googleearth بالتعاون مع شركة Keyhole التي اشترتها الأولى منذ ثلاثة أعوام وهي شركة متخصصة في الأنظمة الجغرافية بالاعتماد على صور الأقمار الصناعية والطائرات، وتتيح شركة جوجل هذه الخدمة مجانا بل وتحميل البرنامج الذي يتعامل معها بدون أي رسوم عبر موقع http://earth.google.com/، تقدم الخدمة للمستخدم صور تم التقاطها بالأقمار الصناعية لجميع المناطق في العالم ومنها بالطبع المناطق العسكرية التي قد لا يراها أهل الدولة أنفسهم، والمثير في هذا الأمر هو استعراض بعض المطارات الحربية لبعض الدول مثل مطار أنشاص ومطار ألماظة في مصر عن طريق صور واضحة بدرجة كبيرة ورؤيتها من ارتفاع جيد للغاية يتيح مشاهدة الطائرات الحربية وهي مرابطة على أرض المطار.
تم التقاط هذه الصور على مدار الثلاثة أعوام الماضية، ولم تحصل الشركة على موافقة كتابية من جميع الدول كي تعرض هذه الصور ذات الخصوصية الشديدة على المشاع، فالصور المتاحة لكل الشعوب لا تعد خريطة بالمعنى الواسع لدى البعض بل هي شكل تفصيلي لكل منطقة بتقسيماتها بشوارعها وربما بالسيارات التي تقف فيها.
بعد أن ارتسمت الدهشة على وجوهنا ونحن نرى مطارات الدول العربية وقواعدها العسكرية معروضة بوضوح، توجهنا إلى اللواء طيار عماد السرجاني بالقوات المسلحة المصرية وأحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة ليوضح لنا مدى خطورة هذا الأمر على أمننا القومي ، فأكد أن كل
المواقع العسكرية الآن أصبحت مكشوفة في جميع دول العالم مشيرا إلى أن لافتات "ممنوع الاقتراب والتصوير" قد عفا عليها الزمن، وقال اللواء السرجاني "إن هذه اللافتات من بقايا زمن الستينيات" فهي لا تجدي في منع التصوير والوصول للمناطق الحساسة، فالقمر الصناعي يمكنه أن يلف 24 لفة في الدقيقة وبذلك يستطيع رصد أي تحركات يمكن حدوثها وهو ليست الوسيلة الوحيدة للحصول على معلومات".
وفي إجابته على سؤالنا الخاص بالوسائل الأخرى المستخدمة في الحصول على المعلومات العسكرية، قال اللواء عماد السرجاني " إن الجواسيس مصادر معترف بها للحصول على معلومات كما يمكن أن يلعب السفراء هذا الدور في الوصول لبيانات حساسة، وقد يتم التعرف على معلومات معينة عن بلد محدد عن طري دولة ثالثة قد تكون مرتبطة بها وذلك بالإضافة إلى عدة طرق أي أن الأمار الصناعية ليست كل شيء" .
وعلى جانب آخر أكد العميد مصطفى عبد الرءوف لموقع محيط بعد أن استعرضنا معه الصور المعروضة، أكد أن هذه الخرائط التفصيلية "مجرد لعب عيال" ولا ترقى أن نعيرها اهتمام ولا يمكن أن تعتمد عليها دولة ما إذا ما أرادت التعرف على معلومات عن دولة أخرى، مشيرا إلى أن هدف هذه الخدمة هو الإثارة واجتذاب الشباب فربما تكون مفيدة لهم للتعرف على خريطة العالم بشكل تفصيلي،
وأوضح العميد مصطفى أن الخرائط المتاحة لا يمكن اعتبارها وثائق سرية بل هي أشياء معروفة مسبقا وإن كان الجديد في الموضوع هو عرضها على الجمهور، مؤكدا أن الحروب وضرب المنشآت موضوع أكبر من محرك بحث على الإنترنت ينشر بعض الصور كمعلومات عامة للقراء.
أثناء إجراء هذا التحقيق تذكرنا الواقعة التي حدثت في مصر منذ ثلاثة أعوام تقريبا وهي عبارة عن خبر صغير نشر في الجرائد وكان يقول" القبض على أمريكي يهودي يصور أماكن حساسة في مدينة الإسماعيلية" ولم تنشر تفاصيل القضية فيما بعد، فماذا كان يصور هذا الشخص، وقد سألنا أنفسنا "ماذا كان يصور هذا الشخص؟" و "إلى هذه الدرجة تقلق الأجهزة الأمنية من سائح يصور أماكن عسكرية بكاميرا عادية؟" و "هل يمكن أن تقوم الوحدات العسكرية بإخفاء بعض الأشياء عن الأقمار الصناعية مما يستلزم تصويرها عن قرب؟" وقد أجاب عن سؤالنا الأخير العميد أحمد عزب القاطن بمدينة الإسماعيلية قائلا " إن الأقمار الصناعية تكشف كل الأهداف على سطح الأرض، بل وتتعدى ذلك أحيانا بأن تكشف عن أهداف تحت الأرض ولكن هذا يختلف باختلاف الاشعة المستخدمة في ذلك" وأضاف العميد أحمد عزب " إن صدام حسين على سبيل المثال لم يتم الكشف عنه في مخبأه بالأقمار الصناعية على الفور، أي أنه كلما زاد العمق الموجود عنده الهدف كلما صعب على القمار الصناعية كشفه تحت الأرض" وأكد العميد عزب أن كل من يحاول تصوير أي أهداف عسكرية يجب أن يعاقب لأن ذلك يضر بالأمن القومي بدرجة كبيرة.
هل نقيم دعوى قضائية ضد جوجل؟
إذن فالموضوع خطير ومهم وقد يؤثر على أمن الوطن، ولكن ماذا سوف تفعل الأجهزة الأمنية الآن بعد أن التقطت الأقمار الصناعية مدينة الإسماعيلية بالتفصيل بما فيها المطارات الحربية؟، هل تسلم بالأمر الواقع؟ أم تنتفض وتدافع عن خصوصيتها وترفع دعوى قضائية أمام المحاكم لمعاقبة المسئول عن الواقعة؟ وفي هذا الصدد قال عادل نسيم المحامي لمحيط " باختصار ودون الخوض في قوانين احترام الخصوصية وغيرها والتي قد لا تهم البعض، أؤكد لكم أن هذه النوعية من القضايا يصعب البت فيها وتكون كما يسميها البعض "قضايا للشهرة"، ومن الصعب أن نحصل فيها على حكم نافذ، ولكن إذا أقمنا دعوى قضائية وكانت الصور المعروضة تمس أمن الوطن وتمثل انتهاكا للخصوصية فسوف نربح القضية " .
هناك بعض الأصوات التي ادعت أن إسرائيل في مأمن من هذه الصور " الحساسة والخطيرة والمحظورة" وما إلى ذلك من ألفاظ تهول بطريقة غير منطقية من الأحداث لتكسبها المزيد من الإثارة، ولكن بنظرة موضوعية للبرنامج المجاني وصوره نجد أن هناك عدة مناطق في العالم العربي لا يمكن الوصول لها بشكل دقي وهي بذلك مثلها مثل بعض المناطق في إسرائيل، أي أن عدم وضوح أماكن كثيرة في إسرائيل ليس تخطيط مسبوق من قبل جوجل والدليل على ذلك وضوح المعالم الأساسية لعدة مناطق حساسة داخل الكيان الصهيوني المحتل.
والمثير للدهشة أن بعض الأنظمة العربية لا تساير الواقع ولا تنتبه لما يجري حولها من تطورات في عالم سمته الثابتة هي التغير، ومازالت هذه الأنظمة تفرض سياجا من السرية والغموض حول أجهزة عديدة لها وأماكن وجودها رغم أن العالم اصبح ينظر إليها من فوق بدون رقيب، فحتى الآن لا يعرف معظم المواطنون في الوطن العربي أين يع مقر المخابرات لبلادهم وما هو اسم رئيس المخابرات، ولا ندعو هنا إلى إتاحة أسرارنا أمام الجميع ولكن لا يجب الترهيب كلما ذكرت كلمة مخابرات أو منطقة عسكرية حيث أصبحت هذه الأشياء مكشوفة للعامة في كل العالم.
الممرات تظهر بوضوح في مطار إسرائيلي
مجموعة من المطارات الإسرائيلية كما تبدو من ارتفاع عال
يؤكد اللواء عماد السرجاني أنه بالنسبة لتصوير معدات وأسلحة كل دولة فهذا لا يعد خطرا بشكل كبير حيث أن هذه الأشياء معروفة من قبل الأنظمة العسكرية، وأصبح معروف كم عدد الدبابات والطائرات بأنواعها التي تمتلكها كل دولة، كما أننا نعرف على سبيل المثال تسليح إسرائيل، ولكن الحرب - والكلام للواء عماد - تقوم على المفاجأة والتكتيك المنظم الجديد والخداع بأساليب عديدة وهي أشياء ترجح كفة دولة عن أخرى، فالصور التي تلتقطها الأمار الصناعية ليست نهاية المطاف، ويضيف اللواء عماد أن هذه الصور د تعطي أفكار للمتطرفين للهجوم على منشآت كانت غائبة عنهم وذلك في ظل انتشار الإنترنت بين شباب جاهل متطرف على وشك الانفجار.
صورة عن قرب لمطار ألماظة
مطار الإسماعيلية بالأقمار الصناعية
ستاد القاهرة ومطار ألماظة اللذان يقعا في أكثر المناطق العسكرية حساسية بمصر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[bimg]http://www.upload.arabsbook.com/userfiles/moheb/xxy/googl.jpg[/bimg]
كثيرة هي الوحدات العسكرية التي تملأ جميع دول العالم .. وكثير أيضا هو الغموض المثار حول هذه الثكنات .. ولطالما سأل الأطفال بل والكبار بعض الأسئلة البسيطة الموضوعية على شاكلة "أين يقع مقر المخابرات؟" "هل نحن مستعدون لخوض الحرب ؟" "ما هي إمكانياتنا العسكرية بالمقارنة بالأعداء؟" .. وإذا كانت هذه الأسئلة ربما تضع ساءلها في السجون نتيجة المساس بالأمن القومي والخوض في مسائل حساسة .. بل وربما تعرض المجيب عنها للإعدام بجريمة الخيانة العظمى .. فسوف تظل الأسئلة عالقة في الأذهان وتنتظر إجابة مقنعة في عالم الكل يقول عنه إنه أصبح قرية صغيرة وإن الاتصالات قد ربطت بين جميع أجزاء تلك القرية .. فلماذا توجد أماكن حساسة في هذه القرية توضع عليها لافتات "ممنوع الاقتراب أو التصوير"؟ .. وهل فشلت ثورة الاتصالات في الوصول إلى هذه الأماكن وكشف الغموض المحيط بها ..
محرك جوجل وفر علينا عناء البحث عن إجابة وأعلنها صريحة في وجه كل المنغلقين ليقول إن الأقمار الصناعية قد اخترقت كل ما هو محظور وجعلته معروضا على المشاع على الإنترنت للمستخدم العادي وليس فقط للجهة التي أطلقت القمر .. فقد أتاحت خدمة Google earth صور جميع دول ومطارات وملاعب وسينمات العالم بل وحواريه بكل تفاصيلها بمن يقف فيها .. وهي الخدمة التي أحدثت هزة في العالم نتيجة خوضها في المحظور وانتهاك خصوصية دول وربما خدمة الإرهابيين لمراقبة العالم عبر الإنترنت.
أصل الحكاية
أطلقت شركة جوجل خدمة Googleearth بالتعاون مع شركة Keyhole التي اشترتها الأولى منذ ثلاثة أعوام وهي شركة متخصصة في الأنظمة الجغرافية بالاعتماد على صور الأقمار الصناعية والطائرات، وتتيح شركة جوجل هذه الخدمة مجانا بل وتحميل البرنامج الذي يتعامل معها بدون أي رسوم عبر موقع http://earth.google.com/، تقدم الخدمة للمستخدم صور تم التقاطها بالأقمار الصناعية لجميع المناطق في العالم ومنها بالطبع المناطق العسكرية التي قد لا يراها أهل الدولة أنفسهم، والمثير في هذا الأمر هو استعراض بعض المطارات الحربية لبعض الدول مثل مطار أنشاص ومطار ألماظة في مصر عن طريق صور واضحة بدرجة كبيرة ورؤيتها من ارتفاع جيد للغاية يتيح مشاهدة الطائرات الحربية وهي مرابطة على أرض المطار.
تم التقاط هذه الصور على مدار الثلاثة أعوام الماضية، ولم تحصل الشركة على موافقة كتابية من جميع الدول كي تعرض هذه الصور ذات الخصوصية الشديدة على المشاع، فالصور المتاحة لكل الشعوب لا تعد خريطة بالمعنى الواسع لدى البعض بل هي شكل تفصيلي لكل منطقة بتقسيماتها بشوارعها وربما بالسيارات التي تقف فيها.
عبارة "ممنوع الاقتراب والتصوير" عفا عليها الزمن
بعد أن ارتسمت الدهشة على وجوهنا ونحن نرى مطارات الدول العربية وقواعدها العسكرية معروضة بوضوح، توجهنا إلى اللواء طيار عماد السرجاني بالقوات المسلحة المصرية وأحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة ليوضح لنا مدى خطورة هذا الأمر على أمننا القومي ، فأكد أن كل
المواقع العسكرية الآن أصبحت مكشوفة في جميع دول العالم مشيرا إلى أن لافتات "ممنوع الاقتراب والتصوير" قد عفا عليها الزمن، وقال اللواء السرجاني "إن هذه اللافتات من بقايا زمن الستينيات" فهي لا تجدي في منع التصوير والوصول للمناطق الحساسة، فالقمر الصناعي يمكنه أن يلف 24 لفة في الدقيقة وبذلك يستطيع رصد أي تحركات يمكن حدوثها وهو ليست الوسيلة الوحيدة للحصول على معلومات".
وفي إجابته على سؤالنا الخاص بالوسائل الأخرى المستخدمة في الحصول على المعلومات العسكرية، قال اللواء عماد السرجاني " إن الجواسيس مصادر معترف بها للحصول على معلومات كما يمكن أن يلعب السفراء هذا الدور في الوصول لبيانات حساسة، وقد يتم التعرف على معلومات معينة عن بلد محدد عن طري دولة ثالثة قد تكون مرتبطة بها وذلك بالإضافة إلى عدة طرق أي أن الأمار الصناعية ليست كل شيء" .
صور جوجل "مجرد لعب عيال"
وعلى جانب آخر أكد العميد مصطفى عبد الرءوف لموقع محيط بعد أن استعرضنا معه الصور المعروضة، أكد أن هذه الخرائط التفصيلية "مجرد لعب عيال" ولا ترقى أن نعيرها اهتمام ولا يمكن أن تعتمد عليها دولة ما إذا ما أرادت التعرف على معلومات عن دولة أخرى، مشيرا إلى أن هدف هذه الخدمة هو الإثارة واجتذاب الشباب فربما تكون مفيدة لهم للتعرف على خريطة العالم بشكل تفصيلي،
وأوضح العميد مصطفى أن الخرائط المتاحة لا يمكن اعتبارها وثائق سرية بل هي أشياء معروفة مسبقا وإن كان الجديد في الموضوع هو عرضها على الجمهور، مؤكدا أن الحروب وضرب المنشآت موضوع أكبر من محرك بحث على الإنترنت ينشر بعض الصور كمعلومات عامة للقراء.
ربما يكون الحل في الجحور
أثناء إجراء هذا التحقيق تذكرنا الواقعة التي حدثت في مصر منذ ثلاثة أعوام تقريبا وهي عبارة عن خبر صغير نشر في الجرائد وكان يقول" القبض على أمريكي يهودي يصور أماكن حساسة في مدينة الإسماعيلية" ولم تنشر تفاصيل القضية فيما بعد، فماذا كان يصور هذا الشخص، وقد سألنا أنفسنا "ماذا كان يصور هذا الشخص؟" و "إلى هذه الدرجة تقلق الأجهزة الأمنية من سائح يصور أماكن عسكرية بكاميرا عادية؟" و "هل يمكن أن تقوم الوحدات العسكرية بإخفاء بعض الأشياء عن الأقمار الصناعية مما يستلزم تصويرها عن قرب؟" وقد أجاب عن سؤالنا الأخير العميد أحمد عزب القاطن بمدينة الإسماعيلية قائلا " إن الأقمار الصناعية تكشف كل الأهداف على سطح الأرض، بل وتتعدى ذلك أحيانا بأن تكشف عن أهداف تحت الأرض ولكن هذا يختلف باختلاف الاشعة المستخدمة في ذلك" وأضاف العميد أحمد عزب " إن صدام حسين على سبيل المثال لم يتم الكشف عنه في مخبأه بالأقمار الصناعية على الفور، أي أنه كلما زاد العمق الموجود عنده الهدف كلما صعب على القمار الصناعية كشفه تحت الأرض" وأكد العميد عزب أن كل من يحاول تصوير أي أهداف عسكرية يجب أن يعاقب لأن ذلك يضر بالأمن القومي بدرجة كبيرة.
هل نقيم دعوى قضائية ضد جوجل؟
إذن فالموضوع خطير ومهم وقد يؤثر على أمن الوطن، ولكن ماذا سوف تفعل الأجهزة الأمنية الآن بعد أن التقطت الأقمار الصناعية مدينة الإسماعيلية بالتفصيل بما فيها المطارات الحربية؟، هل تسلم بالأمر الواقع؟ أم تنتفض وتدافع عن خصوصيتها وترفع دعوى قضائية أمام المحاكم لمعاقبة المسئول عن الواقعة؟ وفي هذا الصدد قال عادل نسيم المحامي لمحيط " باختصار ودون الخوض في قوانين احترام الخصوصية وغيرها والتي قد لا تهم البعض، أؤكد لكم أن هذه النوعية من القضايا يصعب البت فيها وتكون كما يسميها البعض "قضايا للشهرة"، ومن الصعب أن نحصل فيها على حكم نافذ، ولكن إذا أقمنا دعوى قضائية وكانت الصور المعروضة تمس أمن الوطن وتمثل انتهاكا للخصوصية فسوف نربح القضية " .
إسرائيل ليست في مأمن مطلق
هناك بعض الأصوات التي ادعت أن إسرائيل في مأمن من هذه الصور " الحساسة والخطيرة والمحظورة" وما إلى ذلك من ألفاظ تهول بطريقة غير منطقية من الأحداث لتكسبها المزيد من الإثارة، ولكن بنظرة موضوعية للبرنامج المجاني وصوره نجد أن هناك عدة مناطق في العالم العربي لا يمكن الوصول لها بشكل دقي وهي بذلك مثلها مثل بعض المناطق في إسرائيل، أي أن عدم وضوح أماكن كثيرة في إسرائيل ليس تخطيط مسبوق من قبل جوجل والدليل على ذلك وضوح المعالم الأساسية لعدة مناطق حساسة داخل الكيان الصهيوني المحتل.
والمثير للدهشة أن بعض الأنظمة العربية لا تساير الواقع ولا تنتبه لما يجري حولها من تطورات في عالم سمته الثابتة هي التغير، ومازالت هذه الأنظمة تفرض سياجا من السرية والغموض حول أجهزة عديدة لها وأماكن وجودها رغم أن العالم اصبح ينظر إليها من فوق بدون رقيب، فحتى الآن لا يعرف معظم المواطنون في الوطن العربي أين يع مقر المخابرات لبلادهم وما هو اسم رئيس المخابرات، ولا ندعو هنا إلى إتاحة أسرارنا أمام الجميع ولكن لا يجب الترهيب كلما ذكرت كلمة مخابرات أو منطقة عسكرية حيث أصبحت هذه الأشياء مكشوفة للعامة في كل العالم.
الممرات تظهر بوضوح في مطار إسرائيلي
مجموعة من المطارات الإسرائيلية كما تبدو من ارتفاع عال
هل هناك خطورة أمنية؟
يؤكد اللواء عماد السرجاني أنه بالنسبة لتصوير معدات وأسلحة كل دولة فهذا لا يعد خطرا بشكل كبير حيث أن هذه الأشياء معروفة من قبل الأنظمة العسكرية، وأصبح معروف كم عدد الدبابات والطائرات بأنواعها التي تمتلكها كل دولة، كما أننا نعرف على سبيل المثال تسليح إسرائيل، ولكن الحرب - والكلام للواء عماد - تقوم على المفاجأة والتكتيك المنظم الجديد والخداع بأساليب عديدة وهي أشياء ترجح كفة دولة عن أخرى، فالصور التي تلتقطها الأمار الصناعية ليست نهاية المطاف، ويضيف اللواء عماد أن هذه الصور د تعطي أفكار للمتطرفين للهجوم على منشآت كانت غائبة عنهم وذلك في ظل انتشار الإنترنت بين شباب جاهل متطرف على وشك الانفجار.
صورة عن قرب لمطار ألماظة
مطار الإسماعيلية بالأقمار الصناعية
ستاد القاهرة ومطار ألماظة اللذان يقعا في أكثر المناطق العسكرية حساسية بمصر