رحيق مختوم
Member
اَلْحَمْدُ لَكَ يَارَبّ؟ لَيْسَ لَنَا سِوَاك نَحْمَدُكَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ؟ فَاكْشِفِ الْكَرْبَ عَنَّا يَااَلله؟ نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَسْتَغْفِرُه؟ وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ اَنْفُسِنَا وَسَيِّآتِ اَعْمَالِنَا؟ وَنُوصِي اَنْفُسَنَا جَمِيعاً بِتَقْوَى اللهِ الْعَظِيمِ وَطَاعَتِه؟ وَنُحَذّرُهَا مِنْ مُخَالَفَتِهِ وَعِصْيَانِ اَوَامِرِه؟ لَهُ الْعُتْبَى حَتَّى يَرْضَى وَلَاحَوْلَ وَلَاقُوَّةَ اِلَّا بِه؟ وَنَبْدَاُ بِالَّذِي هُوَ خَيْر؟ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَاِلَيْكَ اَنَبْنَا وَاِلَيْكَ الْمَصِير؟ رَبَّنَا لَاتَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا اِنَّكَ اَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم؟ وَاَشْهَدُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اَنْتَ سُبْحَانَكَ اِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِين؟ وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ؟ قَائِدُ الْاُمَّةِ وَهَادِيهَا اِلَى الْحَقِّ وَاِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيم؟ اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلّمْ عَلَى هَذَا النَّبِيِّ الْكَرِيمِ؟ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ؟ وَعَلَى اَصْحَابِهِ الْغُرِّ الْمَيَامِينِ؟ وَعَلَى كُلِّ مَنِ اهْتَدَى بِهَدْيِهِ وَاسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ اِلَى يَوْمِ الدِّينِ؟ وَسَلّمْ تَسْلِيماً كَثِيراً يَارَبَّ الْعَالَمِين؟ اَمَّا بَعْدُ عِبَادَ الله؟ وَطَنُنَا الْعَزِيز؟ وَطَنُنَا الْحَبِيب؟ وَطَنُنَا الَّذِي تَعَوَّدْنَا اَنْ نَعِيشَ فِيهِ اِخْوَةً مُتَحَابِّين؟ عَكَّرَ صَفْوَهُ عِصَابَاتٌ مُرْتَزَقَةٌ مُجْرِمَة؟ وَهَذِهِ الْعِصَابَاتُ اِذَا اَقْسَمْتُ بِاللهِ اَكُونُ صَادِقَة؟ اَنَّهَا لَاتَنْتَمِي اِلَى شَعْبِنَا اَبَداً؟ لِاَنَّ الشَّعْبَ السُّورِيَّ؟ تَعَوَّدَ اَنْ يَعِيشَ عِيشَةَ الْاِخَاءِ؟ وَاَلَّا يَرَى الدِّمَاءَ تُرَاق؟ فَبِاَيِّ آيَاتٍ كَرِيمَةٍ نَسْتَفْتِحُ مُشَارَكَتَنَا هَذِهِ؟ لَقَدْ رَاَيْتُ اَنَّ ذَلِكَ يَكُونُ مِنْ اَوَائِلِ سُورَةِ الْقَصَصِ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى؟ اَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ؟ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم{طَا سِي~~~~~مِّي~~~~~مْ{طَسِمِ؟ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِين؟ نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَاِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُون؟ اِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْاَرْضِ وَجَعَلَ اَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ؟ يُذَبِّحُ اَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ؟ اِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِين؟ وَنُرِيدُ اَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْاَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ اَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِين؟ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْاَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَاكَانُوا يَحْذَرُون(نَعَمْ اَخِي؟ هُنَا شَخْصِيَّتَان؟ اَلشَّخْصِيَّةُ الْاُولَى هِيَ شَخْصِيَّةُ فِرْعَوْنَ الَّذِي يُمَثّلُ الْمَلِكَ الْمُتَاَلّهَ فِي الْاَرْضِ عَلَى رَعِيَّتِهِ؟ ثُمَّ الشَّخْصِيَّةُ الثَّانِيَةُ وَهِيَ شَخْصِيَّةُ هَامَانَ الَّتِي تُمَثّلُ الْحَاشِيَةَ السُّوءَ الضَّالَّةَ الْمُضِلَّةَ الَّتِي تُزَيِّنُ لِفِرْعَوْنَ سُوءَ عَمَلِه؟ وَاَمَّا الشَّخْصِيَّةُ الثَّالِثَةُ فَفِي اَوَاخِرِ سُورَةِ الْقَصَص{اِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ؟ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا اِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ اُولِي الْقُوَّة؟ اِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَاتَفْرَحْ اِنَّ اللهَ لَايُحِبُّ الْفَرِحِين؟ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ؟ وَلَاتَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا؟ وَاَحْسِنْ كَمَا اَحْسَنَ اللهُ اِلَيْكَ؟ وَلَاتَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْاَرْضِ؟ اِنَّ اللهَ لَايُحِبُّ الْمُفْسِدِين؟ قَالَ اِنَّمَا اُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي؟ اَوَلَمْ يَعْلَمْ اَنَّ اللهَ قَدْ اَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ اَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَاَكْثَرُ جَمْعاً؟ وَلَايُسْاَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُون{فَيَارَبّ اِجْعَلْ بَاْسَكَ عَلَى الْقَوْمِ الْمُجْرِمِين؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَمَاذَا فَعَلَ فِرْعَوْن{اِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْاَرْضِ(اِسْتَعْلَى وَرَفَعَ نَفْسَهُ فَوْقَ قَدْرِهَا؟ نَعَمْ لَقَدْ عَلَا عَلَى بَنِي اِسْرَائِيلَ الْمُسْتَضْعَفِين؟ وَعَلَا عَلَى رَعِيَّتِهِ؟ بَلْ عَلَا عَلَى رَبِّهِ؟ فَمَاذَا قَالَ فِرْعَوْن{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَااَيُّهَا الْمَلَاُ مَاعَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ اِلَهٍ غَيْرِي(قَاتَلَكَ الله؟ هَلْ اَنْتَ الْاِلَهُ الْاَوْحَدُ يَافِرْعَوْنُ النَّجِسُ الْوَغْدُ الْحَقِير؟ لَابُدَّ اَنْ يُخْزِيَكَ الله{اَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْاَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي؟ اَفَلَا تُبْصِرُون؟ اَمْ (بَلْ {اَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ(مُوسَى{وَلَايَكَادُ يُبِين(اَخْزَاكَ اللهُ يَافِرْعَوْن؟ هَلْ مُوسَى هُوَ الْمَهِين؟ بَلْ اَنْتَ الْمَهِين اَيُّهَا السَّافِلُ الْمُنْحَطُّ الْقَذِر؟ وَاَمَّا مُوسَى فَهُوَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ؟ وَهُوَ رَسُولُ اللهِ الَّذِي قَالَ لَهُ رَبُّهُ{وَاَلْقِ مَافِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَاصَنَعُوا؟ اِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ؟ وَلَايُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ اَتَى(نَعَمْ اَخِي ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ؟ هَلْ وَقَفَ فِرْعَوْنُ عِنْدَ هَذَا الْحَدّ؟ بَلْ اِنَّهُ ارْتَفَعَ اَكْثَرَ فَاَكْثَرَ حَتَّى تَصَاعَدَ فِي ادِّعَاءِ الْاُلُوهِيَّةِ؟ حَتَّى قَالَ قَوْلَتَهُ الْمُنْكَرَةَ الْفَاجِرَةَ الْاَثِيمَةَ اللَّئِيمَةَ الَّتِي حَدَّثَ عَنْهَا الْقُرْآنُ الْكَرِيم{وَهَلْ اَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى؟ اِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوَى؟ اِذْهَبْ اِلَى فِرْعَوْنَ اِنَّهُ طَغَى؟ فَقُلْ هَلْ لَكَ اِلَى اَنْ تَزَكَّى؟ وَاَهْدِيَكَ اِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى؟ فَاَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى(مَاذَا قَالَ مُوسَى لِفِرْعَوْن؟ قَالَ لَهُ اِتَّقِ الله؟ اُعْبُدِ اللهَ وَحْدَهُ؟ فَاَنْتَ لَسْتَ اِلَهاً؟ فَمَاذَا كَانَ رَدُّ فِرْعَوْن{فَكَذَّبَ وَعَصَى؟ ثُمَّ اَدْبَرَ يَسْعَى؟ فَحَشَرَ فَنَادَى؟ فَقَالَ اَنَا رَبُّكُمُ الْاَعْلَى(فَمَاذَا كَانَتِ النَّتِيجَة{فَاَخَذَهُ اللهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْاُولَى؟ اِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى(فَخُذْ يَارَبّ كُلَّ جُبَّارٍ مُتَكَبِّر؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة{اِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْاَرْضِ وَجَعَلَ اَهْلَهَا شِيَعاً(نَعَمْ اَخِي فِي الْمَدَارِسِ كَانَ اَصْحَابُ التَّبَعِيَّةِ لِلِاسْتِعْمَارِ وَاَذْنَابُهُ يُدَرِّسُونَنَا؟ اَنَّ الِاسْتِعْمَارَ شِعَارُهُ فَرِّقْ تَسُدْ؟ وَفِعْلاً فَاِنَّ فِرْعَوْنَ اَعْطَى دُرُوساً لِمَنْ سَيَاْتِي بَعْدَهُ مِمَّنْ يُمَاثِلُهُ؟ نَعَمَ{جَعَلَ اَهْلَهَا شِيَعاً(طَوَائِف؟ ثُمَّ اَوْغَرَ صَدْرَ كُلِّ طَائِفَةٍ عَلَى الطَّائِفَةِ الْاُخْرَى؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَنَحْنُ فِي سُورِيَّا؟ كُلُّنَا شَعْبٌ وَاحِدٌ؟ مَهْمَا اخْتَلَفَتْ مَشَارِبُنَا وَ مَذَاهِبُنَا وَاَدْيَانُنَا؟ فَكُلُّنَا شَعْبٌ وَاحِد؟ وَكُلُّنَا اُمَّةٌ وَاحِدَة؟ وَاَيُّ اِنْسَانٍ يُرِيدُ اَنْ يُثِيرَهَا طَائِفِيَّةً حَمْقَاءَ رَعْنَاءَ؟ فَاِنَّمَا يُمَثّلُ شَخْصِيَّةَ فِرْعَوْنَ بِذَاتِهِ حِينَمَا{جَعَلَ اَهْلَهَا شِيَعاً(لِمَاذَا؟ لِيُلْهِيَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ عَنْ ظُلْمِهِ وَفَسَادِهِ؟ حَتَّى لَايَهُزُّوا مُلْكَهُ وَعَرْشَهُ وَكَيَانَه؟ وَلَكِنْ اَيْنَ اللهُ مِنْ حِسَابَاتِ هَؤُلَاءِ وَاَمْثَالِهِمْ مِنَ الْقَيَاصِرَةِ وَالْاَكَاسِرَةِ وَالْاَبَاطِرَةِ وَالْمُقَوْقِسَةِ وَالْمُلُوكِ وَزُعَمَاءِ الْعَالَم؟ اَيْنَ كَانَ اللهُ مَلِكُ الْمُلُوكِ فِي حِسَابَاتِ فِرْعَوْنَ حِينَمَا كَانَ{يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ {يُقَتِّلُ اَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ{اِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِنَ الْمُسْرِفِين(فَكَانَ يَتَفَنَّنُ فِي تَعْذِيبِ النَّاسِ وَخَاصَّةً بَعْدَ اَنْ رَاَى مَنَاماً اَزْعَجَهُ؟ فَاسْتَشَارَ الْكَهَنَةَ فِي تَفْسِيرِهِ؟ فَطَالَعُوا كُتُبَهُمْ وَقَالُوا لَهُ سَيَظْهَرُ رَجُلٌ يَاْتِيكَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَعَلَى يَدَيْهِ يَكُونُ زَوَالُ مُلْكِكَ وَاُلُوهِيَّتِك؟ فَمَاذَا فَعَلَ الطَّاغِيَة؟ اَمَرَ بِقَتْلِ وَذَبْحِ الْاَبْنَاءِ مِنْ بَنِي اِسْرَائِيل؟ نَعَمْ لَقَدْ كَادَ لَهُمْ؟ وَكَانَ يَكِيدُ لَهُمْ كَيْداً خَطِيراً جِدّاً؟ وَلَكِنْ اَيْنَ كَانَ كَيْدُ اللهِ فِي حِسَابَاتِكَ يَافِرْعَوْن؟ اَيْنَ كَانَ كَيْدُ اللهِ فِي حِسَابَاتِكُمْ يَامَنْ تَسْكُتُونَ سُكُوتاً مُخْزِياً عَلَى مَايَحْصَلُ مِنْ ظُلْمٍ وَفَسَادٍ وَقَتْلٍ وَاِجْرَامٍ وَلَاتُحَرِّكُونَ سَاكِناً مِنْ اَجْلِ نُصْرَةِ الْاَبْرِيَاءِ الْمَظْلُومِينَ مِنْ اِخْوَانِكُمْ ضِدَّ الظَّالِمِينَ وَلَوْ كَانُوا مِنْ اَصْحَابِ مُحَمَّد؟ نَعَمْ لَقَدِ اسْتَنْفَرَ اللهُ الْكَوْنَ كُلَّهُ مِنْ اَجْلِ يَهُودِيٍّ مَظْلُومٍ لَيْسَ مِنْ اَصْحَابِ مُحَمَّد وَلَا مِنْ اُمَّةِ مُحَمَّد؟ وَلَكِنَّهُ مُتَّهَمٌ ظُلْماً وَعُدْوَاناً بِتُهْمَةِ السَّرِقَةِ مِنْ اَصْحَابِ مُحَمَّد؟ وَاَمَّا اَنْتُمْ فَلَا تُحَرِّكُونَ سَاكِناً لِنُصْرَةِ اَحَدٍ مِنَ النَّاسِ وَلَوْ كَانُوا مِنْ اُمَّةِ مُحَمَّد؟ فَتَبّاً لِزُعَمَاءِ الْعَرَبِ وَالْمُسْلِمِينَ الْخَوَنَةِ الَّذِينَ لَايُبَالُون بِمُحَمَّدٍ وَلَا اَصْحَابِ مُحَمَّدٍ وَلَادِينِ مُحَمَّد؟ لِاَنَّهُمْ لاَيُدَافِعُونَ عَنْ اَحَدٍ مِنَ الْمَظْلُومِينَ مِنْ اُمَّةِ مُحَمَّد وَلَايَنْصُرُونَهُمْ؟ بَلْ يَخْذُلُونَهُمْ وَيَخْذُلُونَ دِينَ مُحَمَّدٍ بِخُذْلَانِهِمْ لِمَنْ يَدِينُ بِدِينِ مُحَمَّد{اِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً؟ وَاَكِيدُ كَيْدَا؟ فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ اَمْهِلْهُمْ رُوَيْدَا( نَعَمْ فَهَؤُلَاءِ وَاِنْ لَمْ يَكْفُرُوا بِدِينِ مُحَمَّد؟ وَلَكِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاَكْبَرِ نِعْمَةٍ اَنْعَمَهَا الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ عَلَيْنَا؟ اَلَا وَهِيَ نِعْمَةُ الْاُخُوَّةِ الْاِيمَانِيَّةِ؟ حِينَمَا خَذَلُوا اِخْوَانَهُمْ؟ بَلْ خَذَلُوا الْاِيمَانَ الَّذِي يَجْمَعُهُمْ؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ وَلَكِنَّ اللهَ رَعَا مُوسَى بِعِنَايَتِهِ وَصُنْعِهِ عَلَى عَيْنَيْهِ بَدَلِيل{وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي(وَمَنْ يُصْنَعُ عَلَى عَيْنِ اللهِ فَاَيُّ عَيْنٍ تَسْتَطِيعُ اَنْ تُؤْذِيَهُ اِذَا كَانَتْ عَيْنُ اللهِ هِيَ الرَّاعِيَة؟ نَعَمْ اَصْدَرَ فِرْعَوْنُ اَوَامِرَهُ بِذَبْحِ اَبْنَاءِ بَنِي اِسْرَائِيلَ بِالسَّكَاكِينِ اَوْ بِوَاسِطَةِ الْخَنْقِ؟ فَكَانَ بَعْضُ جُنُودِهِ لَاتُطَاوِعُهُمْ قُلُوبُهُمْ عَلَى ذَبْحِ الْاَطْفَالِ حَدِيثِي الْوِلَادَةِ بِالسَّكَاكِينِ؟ فَيُضْطَّرُّونَ اِلَى خَنْقِهِمْ بِاَيْدِيهِمْ؟ اَوْ بِالْوَسَائِدِ وَالْاَغْطِيَةِ الَّتِي تَقْطَعُ الْهَوَاءَ عَنْهُمْ تَحْتَ تَهْدِيدِ السِّلَاحِ وَالْقَتْلِ مِنْ اَسْيَادِهِمْ مِنَ الْجُنُودِ وَالدَّرَكِ اِنْ لَمْ يَفْعَلُوا؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ فِرْعَوْنَ؟ اَصْدَرَ اَمْراً اِلَى الْقَابِلَاتِ؟ اَنَّ كُلَّ امْرَاَةٍ اِسْرَائِيلِيَّةٍ تَلِدُ؟ يَجِبُ اَنْ يَكُونَ هُنَاكَ دَرَكِيٌّ مِنْ دَرَكِ فِرْعَوْنَ اَوْ شُرْطِيٌّ مِنْ شَرِطَةِ فِرْعَوْنَ يُشْرِفُ عَلَى وِلَادَتِهَا؟ فَاِذَا كَانَ الْمَوْلُودُ ذَكَراً؟ قَتَلُوه؟ وَاِذَا كَانَ اُنْثَى؟ اِسْتَحْيَوْهَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَاَمَّا الْعِصَابَاتُ الْاِرْهَابِيَّةُ الْمُسَلَّحَةُ الْمُرْتَزَقَةُ الْمُنْدَسَّة؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ؟ اَنَّهَا لَاتَمُتُّ اِلَى السُّورِيِّينَ بِصِلَةٍ اَبَداً؟ نَعَمْ هَذِهِ الْعِصَابَاتُ الَّتِي دَخَلَتْ بِلَادَ سُورِيَّا؟ فَعَلَتْ اَكْثَرَ مِمَّا فَعَلَ فْرِعَوْن؟ نَعَمْ هَؤُلَاءِ الْاِرْهَابِيُّونَ الْمُنْدَسُّونَ مَاذَا فَعَلُوا؟ ذَبَحُوا؟ وَحَرَقُوا؟ وَاعْتَدَوْا عَلَى اَعْرَاضِ النِّسَاءِ؟ وَفَعَلُوا الْاَفَاعِيلَ وَالْمُنْكَرَات؟ فَيَارَبّ؟ يَامَنْ اَهْلَكْتَ فِرْعَوْنَ الْقَدِيم؟ اَهْلِكِ هَؤُلَاءِ الْفَرَاعِنَةَ الْجُدُدَ؟ وَانْتَقِمْ مِنْ هَذِهِ الْعِصَابَاتِ الْفِرْعَوْنِيَّةِ الْجَدِيدَةِ الْمُعَاصِرَةِ وَاَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير؟ وَاَنْتَ الْمُنْتَقِمُ الْجَبَّار؟ وَاَنْتَ شَدِيدُ الْعِقَاب؟ فَمَا سَمِعْنَا فِي آبَائِنَا الْاَوَّلِينَ؟ اَنَّ فِرْعَوْنَ اَفْرَغَ قَارُورَاتِ الْبِنْزِينِ عَلَى النَّاسِ وَحَرَقَهُمْ اَحْيَاء؟ مَاسَمِعْنَا بِهَذَا اَبَداً؟ بَلْ تَفَوَّقَ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمُونَ عَلَى فِرْعَوْن؟ بَلْ عَلَى الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ فِي حِقْدِهِمْ وَطَائِفِيَّتِهِمْ وَاِجْرَامِهِمُ الَّذِي سَتَسْمَعُ بِهِ الْاَجْيَالُ الْقَادِمَةُ جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ اِلَى اَنْ تَقُومَ السَّاعَة؟ وَلَامُسْتَقْبَلَ آمِناً اَبَداً لِهَذِهِ الْاَقَلّيَّاتِ الْمُجْرِمَة الَّتِي رُبَّمَا لَنْ يَنْقَطِعَ مُسَلْسَلُ الِانْتِقَامِ مِنْهَا كَمَا انْقَطَعَ فِي عَهْدِ رُسُولِ اللهِ عِنْدَ فَتْحِ مَكَّةَ؟ طَالَمَا اَنَّهَا رَاضِيَةٌ بِهَذَا الْاِجْرَامِ الْفَظِيعِ وَلَاتُحَرِّكُ سَاكِناً مِنْ اَجْلِ رَدْعِ اَبْنَائِهَا عَنْهُ؟ بَلْ تَحْتَجُّ بِحُجَّةٍ هِيَ اَقْبَحُ مِنْ ذَنْبٍ؟ بِاَنَّهَا لَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَضْبِطَهُمْ وَلَا اَنْ تُوقِفَهُمْ عِنْدَ حَدِّهِمْ؟ وَنَقُولُ لِهَذِهِ الْاَقَلّيَاتِ الْمُجْرِمَةِ اللَّعِينَةِ؟ وَكَذَلِكَ الْاَكْثَرِيَّاتِ اَيْضاً لَنْ تَسْتَطِيعَ اَنْ تَضْبِطَ اَبْنَاءَهَا لِيُوَاصِلُوا حَمْلَةَ الِانْتِقَامِ الشَّرِسَةِ ضِدَّكُمْ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ مَنْ كَانَ بَيْتُهُ مَصْنُوعاً مِنَ الزُّجَاجِ الضَّعِيفِ الَّذِي لَايَسْتَطِيعُ الْمُقَاوَمَةَ لِفَتْرَةٍ طَوِيلَة؟ لَايَنْبَغِي لَهُ اَنْ يَرْمِيَ النَّاسَ بِالْحِجَارَة؟ وَيَالَيْتَهُ يَرْمِيهِمْ بِالْحِجَارَة؟ بَلْ بِالْبَرَامِيلِ الْمُتَفَجِّرَةِ الْكِيمَاوِيَّةِ؟ لِتَزِيدَ الْفَاتُورَةُ عَلَيْهِ وَعَلَى مَنْ يُؤَيِّدُهُ انْتِقَاماً وَتَنْكِيلاً فِي الدُّنْيَا؟ وَعَذَاباً غَرَاماً فِي جَحِيمِ جَهَنَّمَ فِي الْآخِرَة؟ نَعَمْ يَامَنْ تُؤْمِنُونَ بِتَنَاسُخِ الْاَرْوَاحِ؟ وَلَاتُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَمَا يَنْتَظِرُكُمْ فِيهَا مِنْ عَذَابٍ اَلِيمٍ مُوجِعٍ مُهِينٍ مُخْزِي اَبَدِي؟ نَعَمْ لَقَدْ اَعْمَى اللهُ قُلُوبَكُمْ عَنِ الْآخِرَةِ؟ لِيَاْتِيَ عَذَابُهَا عَلَيْكُمْ لَا عَلَى الْبَالِ وَلَا عَلَى الْخَاطِرِ قَائِلِين{يَاوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا؟ بَلْ كُنَّا ظَالِمِين؟ اِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ؟ حَصَبُ جَهَنَّمَ اَنْتُمْ لَهَا وَارِدُون{وَاِنْ مِنْكُمْ اِلَّا وَارِدُهَا؟ كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيَّا؟ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا؟ وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيَّا(نَعَمْ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَهُمْ آلُ الْبَيْتِ الَّذِينَ عَبَدْتُّمُوهُمْ مِنْ دُونِ الله؟ وَاَمَّا الَّذِينَ عَبَدُوهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ؟ فَاِنَّهُمْ سَيَحْتَرِقوُنَ فِي جَهَنَّمَ{وَهُمْ يَصْطَرِخوُنَ فِيهَا؟رَبَّنَا اَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ؟ فَاِنْ عُدْنَا فَاِنَّا ظَالِمُون(يَاعَلِي؟ شِيعْتَكْ فِي خَطَرْ يَاعَلِي؟ شِيعْتَكْ تَحْتَرِقُ فِي الْجَحِيمِ يَاعَلِي؟ يَافَاطِمَةُ يَابِنْتَ اَسَد؟ يَامَنْ جَاءَتْ تَحْمِلُ لَاهُوتَ الْاَبَد؟ اَنْقِذِينَا مِنْ جَحِيمِ جَهَّنَمَ الَّذِي سَنَحْتَرِقُ فِيهِ اِلَى الْاَبَد؟ فَيَاْتِيهِمُ الْجَوَابُ مِنْ رَبِّ عَلِي وَفَاطِمَة{قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَاتُكَلّمُون{اَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَايَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِير؟ فَذُوقُوا؟ فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِير( نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ هَذَا هُوَ فِرْعَوْنُ الَّذِي يُمَثُّلُ شَخْصِيَّاتٍ فِرْعَوْنِيَّةً جَدِيدَةً جَاءَتْ بَعْدَهُ مُتَعَدِّدَةً؟ اِلَى اَنْ وَصَلُوا اِلَى زَمَانِنَا الْمُعَاصِر؟ وَاَمَّا هَامَانُ؟ فَكَانَ وَزِيرَ سَوْءٍ؟ وَكَانَ مِنْ حَاشِيَةِ السُّوءِ الَّذِينَ يَعْرِفُونَ آيَاتِ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَاَكْثَرُهُمْ فَاسِقُون؟ وَمَرَّةً مِنَ الْمَرَّاتِ؟ جَاءَ وَفْدٌ قَادِمٌ مِنْ بِلَادٍ بَعِيدَةٍ لِزِيَارَةِ فِرْعَوْنَ؟ فَجَاءَ هَامَانُ رَئِيسُ الْوُزَرَاءِ وَالْحَاشِيَةِ الْقَبِيحَةِ السُّوء وَقَالَ لِفِرْعَوْن؟ اَلْوَفْدُ يَنْتَظِرُكَ؟ فَاخْرُجْ لِمُلَاقَاتِهِ؟ فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِهَامَان؟ اَنْظِرْنِي؟ فَاِنِّي اَخْلُقُ عُجُولاً؟ فَقَالَ هَامَانُ؟ بَلْ اَنْتَ لَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَخْلُقَ ذُبَابَة؟ هَلْ تَرِيدُ اَنْ تَضْحَكَ عَلَيَّ؟ اَعَلَى هَامَانَ يَافِرْعَوْن؟ فَاِذَا اسْتَطَعْتَ اَنْ تَضْحَكَ عَلَى النَّاسِ جَمِيعاً وَتَسْتَخِفَّ بِعُقُولِهِمْ؟ فَاَنَا اَعْرِفُ سِرَّكَ؟ بَلْ اَنْتَ لَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَخْلُقَ نَمْلَة؟ اَنْتَ وَاحِدٌ مِنَ الْبَشَرِ؟ تَاْكُلُ كَمَا يَاْكُلُونَ؟ وَتَشْرَبُ كَمَا يَشْرَبُونَ؟ وَتَبُولُ كَمَا يَبُولُونَ؟ وَتَتَغَوَّطُ كَمَا يَتَغَوَّطُونَ؟ فَكَيْفَ تَكُونُ اِلَهَا؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ وَاَمَّا الشَّخْصِيَّةُ الثَّالِثَةُ؟ فَهِيَ شَخْصِيَّةُ قَارُونَ الَّذِي كَانَ يُمَثّلُ الطُّغْيَانَ الْمَادِّيَّ وَالطُّغْيَانَ الْمَالِيَّ فِي الْمُجْتَمَعَاتِ الْمُنْحَرِفَةِ الَّتِي يَقُولُ لَكَ صَاحِبُ الْمَالِ فِيهَا اَنَا اَسْتَطِيعُ اَنْ اَفْعَلَ كُلَّ شَيْءٍ بِفَضْلِ الْمَالِ الَّذِي مَلَكْتُهُ بِفَضْلِ تَعَبِي وَشَقَائِي وَعَرَقِ جَبِينِي وَحِيلَتِي وَدَهَائِي وَعِلْمِي بِالطُّرُقِ النَّاجِحَةِ الْمُرْبِحَةِ فِي تَحْصِيلِهِ مِنْ حَلَالٍ اَوْ حَرَام؟ بَلْ لَايُوجَدُ فِي قَامُوسِ حَيَاتِي مَاهُوَ حَرَامٌ اَبَداً؟ بَلْ هُوَ كُلُّهُ حَلَالٌ عَلَى الشَّاطِر؟ ؟نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ فِي الْمُجْتَمَعَاتِ الْمُنْحَرِفَةِ؟ صَاحِبُ الْمَالِ يَشْتَرِي الذّمَمَ؟ وَيَشْتَرِي كُلَّ شَيْء؟ نَعَمْ وَيَشْتَرِي قُضَاةَ السُّوءِ؟ وَلَكِنْ كُلُّ شَيْءٍ لَهُ حَدّ؟ وَكُلُّ شَيْءٍ لَهُ نَهِايَةٌ اِلَّا الله؟ وَلَابُدَّ مِنْ وُقُوعِ الْعُقُوبَة؟ وَهُنَا اُوَجِّهُ نِدَائِي لَيْسَ لِكُلِّ التُّجَّار؟ وَاِنَّمَا لِلَّذِينَ يَحْتَكِرُونَ السِّلَعَ رَجَاءَ اَنْ تَرْتَفِعَ اَسْعَارُهَا؟ فَاَنْتُمْ مَعَ مَنْ يَوْمَ الْقِيَامَة؟ اِسْتَمِعُوا اِلَى مَايَقُولُهُ الله{اِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِين(وَالرَّسُولُ عليه الصلاة والسلام مَاذَا يَقُول[اَلْمُحْتَكِرُ خَاطِىء( وَكَلِمَةُ خَاطِئِين؟ جَمْعٌ مُفْرَدُهُ خَاطِىء؟ وَالْمَعْنَى هُوَ مَايَلِي؟ يَامَنْ تَحْتَكِرُ السِّلَع؟ اَيُّهَا الْاَنَانِيّ؟ يَامَنْ لَيْسَ عِنْدَكَ ذَرَّةٌ مِنْ اِيمَانٍ وَلَا مِنْ اِنْسَانِيَّة؟ هَلْ مِنْ اَجْلِ رَجَاءِ اَنْ تَرْبَحَ رَبْحاً مَادِّيّاً حَرَاماً تُضَيِّقُ عَلَى النَّاس؟ اَمَا عَلِمْتَ اَنَّ مَنْ ضَيَّقَ عَلَى النَّاسِ؟ ضَيَّقَ اللهُ عَلَيْهِ؟ وَمَنْ عَذَّبَ النَّاسَ؟ عَذَّبَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ بِاَشَدِّ مِمَّا عَذَّبَهُمْ وَبِاَضْعَافٍ مُضَاعَفَة؟ لِمَاذَا تَحْتَكِرُ عَلَى النَّاسِ اَقْوَاتَهُمْ وَحَاجَاتِهِمْ وَلُقْمَةَ عَيْشِهِمْ وَضَرُورِيَّاتِهِمْ وَاَنْتَ تَعْلَمُ جَيِّداً اَنَّ الِاحْتِكَارَ جَرِيمَةٌ كُبْرَى؟ اَلْوَيْلُ ثُمَّ الْوَيْلُ ثُمَّ الْوَيْلُ مِنَ اللهِ لِمَنْ يَسْعَى فِي غَلَاءِ السِّلَعِ وَيَتَحَكَّمُ بِالْاَسْعَارِ وَخَاصَّةً فِي شَهْرِ رَمَضَان؟ وَيْلٌ لِمَنْ يَحْتَكِر[مَنِ احْتَكَرَ طَعَاماً اَوْ أيَّ شَيْءٍ آخَرَ يَحْتَاجُهُ الْمُجْتَمَعُ حَاجَةً مَاسَّةً؟ ضَرَبَهُ اللهُ بِالْجُذَامِ وَالْاِفْلَاس(وَالْجُذَامُ هُوَ الْمَرَضُ الْخَطِيرُ الَّذِي لَايُعْرَفُ لَهُ دَوَاء؟ بَلْ وَاَفْلَسَهُ اللهُ اَيْضاً وَحَرَمَهُ مِنَ الصِّحَّةِ وَالْبَرَكَةِ فِي اَمْوَالِهِ الَّتِي سَيَمْحَقُهَا لَهُ مَحْقاً؟ وَرُبَّمَا حَرَمَهُ اِيَّاهَا جَمِيعاً فِي لَمْحِ الْبَصَرِ كَمَا فَعَلَ بِقَارُونَ حِينَمَا خَسَفَ بِهِ وَبِدَارِهِ وَبِاَمْوَالِهِ وَكُنُوزِهِ الْاَرْضَ؟ وَمَامِنْ ذَنْبٍ يُعَجِّلُ اللهُ بِالْعُقُوبَةِ عَلَيْهِ كَمَا يُعَجِّلُ فِي الِاحْتِكَارِ وَ قَطِيعَةِ الْاَرْحَامِ وَعُقُوقِ الْوَالِدَيْنِ؟ بِدَلِيلِ الْغُلَامِ الَّذِي قَتَلَهُ الْخَضِرُ؟ حِينَمَا عَاجَلَ اللهُ بِعُقُوبَتِهِ حَتَّى مِنْ قَبْلِ اَنْ يَبْلُغَ الْعُقُوق؟ بَلْ لِمُجَرَّدِ الْخَوْفِ مِنَ الْعُقُوقِ وَقَطِيعَةِ الْاَرْحَامِ اَمَرَ اللهُ بِقَتْلِهِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ اَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ؟ فَخَشِينَا اَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْرَا؟ فَاَرَادَ رَبُّكَ اَنْ يُبْدِلَهُمَا خَيْراً مِنْهُ زَكَاةً وَاَقْرَبَ رُحْمَا(أيْ بِوَلَدٍ بَارٍّ اَقْرَبَ مِنْهُ صِلَةً لِاَرْحَامِهِمَا وَلَايُرْهِقُهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْرَا؟ بَلْ يَخْفِضُ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ؟ ثُمَّ يَقُولُ{رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرَا( نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ وَلَقَدْ كَانَ وَالِدِي رَحِمَهُ اللهُ؟ يُحَدِّثُنِي اَنَّهُ فِي اَيَّامِ الِاحْتِلَالِ الْفَرَنْسِيِّ لِسُورِيّا؟ حَصَلَتْ اَزْمَةُ حُبُوب؟ فَمَاذَا فَعَلَ بَعْضُ التُّجَّار؟ وَضَعُوا هَذِهِ الْحُبُوبَ فِي مَخَازِنَ؟ طَمَعاً فِي اَنْ تَرْتَفِعَ اَسْعَارُهَا؟ وَكَانَ النَّاسُ بِحَاجَةٍ اِلَيْهَا؟ فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ الْاَسْعَارُ؟ فَرِحُوا كَثِيراً؟ وَسُرُّوا سُرُوراً شَدِيداً لَامَثِيلَ لَهُ؟ فَاَرَادُوا اِخْرَاجَ هَذِهِ الْحُبُوبِ؟ لِيَبِيعُوهَا بِاَسْعَارٍ مُرْتَفِعَةٍ؟ تُحَقّقُ لَهُمْ اَرْبَاحاً هَائِلَةً مِنَ الْحَرَام؟ فَفَتَحُوا مَخَازِنَهُمْ؟ فَاِذَا بِالْحُبُوبِ كُلّهَا قَدْ اَكَلَهَا السُّوس{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ؟ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين(فَمَاذَا قَالَ اللهُ تَعَالَى لِقَارُون؟ وَمَاذَا قَالَ لَهُ قَوْمُهُ الْمُؤْمِنُون{اِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ(بِسَبَبِ الْمَال{وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا اِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ اُولِي الْقُوَّة(وَكَانَتْ هَذِهِ الْمَفَاتِيحُ لَايَسْتَطِيعُ اَنْ يَحْمِلَهَا الرِّجَالُ الشِّدَادُ الْاَقْوِيَاءُ مِنْ قُوَّةِ ثِقْلِهَا وَوَزْنِهَا وَمِنْ كَثْرَةِ الْاَمْوَالِ الْهَائِلَةِ الْمَخْزُونَةِ وَرَاءَ اَقْفَالِهَا الْكُبْرَى؟ وَقِيلَ اِنَّ اَرْبَعِينَ مِنَ الرِّجَالِ لَمْ يَكُونُوا يَسْتَطِيعُونَ حَمْلَ هَذِهِ الْمَفَاتِيحِ الَّتِي كَانَ قَارُونُ يَفْتَحُ بِهَا خَزَائِنَه{اِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ(الْمُؤْمِنُونَ{لَاتَفْرَحْ اِنَّ اللهَ لَايُحِبُّ الْفَرِحِين(لَاتَبْطَرْ؟ لَاتَتَجَبَّرْ؟ لَاتَتَكَبَّرْ؟ لَاتَتَعَالَ عَلَى النَّاسِ بِسَبَبِ الْمَالِ الَّذِي عِنْدَك{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَة(اِعْطِفْ عَلَى نَفْسِكَ وَارْاَفْ بِهَا لَكِنْ بِاعْتِدَالٍ وَبِدُونِ تَرَفٍ؟ وَلَاتَنْسَ حُقُوقَ الْآخَرِين؟ وَلَايَكُنْ هَمُّكَ الدُّنْيَا وَحْدَهَا؟ بَلْ فَكِّرْ دَائِماً فِي آخِرَتِكَ الْبَاقِيَة؟ وَاَنَّكَ ضَيْفٌ سَتَرْحَلُ قَرِيباً عَنْ هَذِهِ الدُّنْيَا الْفَانِيَة؟ وَفَكِّرْ فِي نَصِيبِكَ الْاَكْبَرِ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ فِي الْآخِرَة{وَمَاعِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَاَبْقَى{وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْاُولَى؟ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى(لَكِنْ مَعَ ذَلِكَ{لَاتَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا( وَابْتَهِلْ اِلَى اللهِ بِالدُّعَاءِ دَائِماً بِقَوْلِكَ{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةُ؟ وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً؟ وَقِنَا عَذَابَ النَّار(لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الدُّنْيَا هِيَ الْمَزْرَعَةُ الَّتِي سَتَحْصُدُ مِنْهَا وَرْداً مِنْ اَعْمَالِكَ الصَّالِحَةِ؟ اَوْ شَوْكاً مِنَ الطَّالِحَةِ الْخَبِيثَةِ فِي الْآخِرَةِ؟ اَوْ وَرْداً مَلِيئاً بِالْاَشْوَاكِ مَثَلُهُ كَمَثَلِ قَوْمٍ{آخَرِينَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ؟ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً؟ عَسَى اللهُ اَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيم(وَمَعَ ذَلِكَ فَعَلَيْكَ اَنْ تَتَعَامَلَ مَعَ هَذِهِ الدُّنْيَا عَلَى اَنَّهَا وَسِيلَةٌ وَلَيْسَتْ غَايَة؟ وَعَلَيْكَ اَنْ تَتَعَامَلَ مِنْ خِلَالِ الدُّنْيَا الْوَسِيلَةِ مَعَ الْآخِرَةِ عَلَى اَنَّهَا غَايَتُكَ الْكُبْرَى؟ وَاِيَّاكَ اَنْ تَسْتَمِعَ اِلَى مَايَقُولُهُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مِنْ حَمْقَى الْمُتَصَوِّفَةِ الْاَغْبِيَاءِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ رِيَاءً اَمَامَ النَّاسِ اَنَّهُمْ طَلَّقُوا الدُّنْيَا؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاء وَحَتَّى وَلَوْ طَلَّقْتُمُ الدُّنْيَا؟ فَاِنَّ اللهَ يَاْمُرُكُمْ اَنْ يَكُونَ طَلَاقُهَا بِاِحْسَان؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَوْ تَسْرِيحٌ بِاِحْسَان(وَحَتَّى وَلَوْ كُنْتُمْ كَمَا تَزْعُمُونَ كَذِباً وَزُوراً وَبُهْتَاناً اَيَّهَا الْمُرْتَزَقَة مِنَ الْمُتَصَوِّفَة؟ يَامَنْ يَسِيلُ لُعَابُكُمْ عَلَى الدُّنْيَا اَكْثَرَ مِنْ لُعَابِ الْكَلْبِ؟ ثُمَّ تَزْعُمُونَ اَنَّكُمْ تَكْرَهُونَ الدَّنْيَا؟ وَنَقُولُ لَكُمْ حَتَّى وَلَوْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فِي كُرْهِكُمْ لِلدُّنْيَا؟ فَاِنَّ اللهَ يَاْمُرُكُمْ اَنْ تَصْنَعُوا الْمَعْرُوفَ مَعَ مَنْ تُحِبُّونَ وَمَعَ مَنْ تَكْرَهُونَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا؟ بِدَلِيلِ اَنَّهُ هُوَ اَيْضاً سُبْحَانَهُ يَصْنَعُ الْمَعْرُوفَ مَعَ مَنْ يُحِبُّ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَعَ مَنْ يَكْرَهُ اَيْضاً مِنَ الْكَافِرِين{وَيَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ(مِنْهُمْ جَمِيعاً{بِغَيْرِ حِسَاب(وَبِدَلِيلِ اَنَّ اللهَ اَمَرَكَ اَيُّهَا الْمُتَصَوِّفُ؟ اَنْ تَصْنَعَ الْمَعْرُوفَ مَعَ زَوْجَتِكَ؟ وَاَلَّا تَظْلِمَهَا حَتَّى وَلَوْ كَرِهْتَهَا بِدَلِيلِ{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ؟ فَاِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ؟ فَعَسَى اَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيرَا{وَعَسَى اَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ(وَبِدَلِيلِ اَنَّ اللهَ اَيْضاً اَمَرَكَ اَنْ تَصْنَعَ المَعْرُوفَ مَعَ وَالِدَيْكَ وَاَرْحَامِكَ وَعَشِيرَتِكَ حَتَّى وَلَوْ كَرِهْتَهُمْ جَمِيعاً؟ بَلْ حَتَّى وَلَوْ كَانُوا جَمِيعاً مِنْ اَعْدَاءِ اللهِ بِدَلِيل{لَاتَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ اَوْ اَبْنَاءَهُمْ اَوْ اِخْوَانَهُمْ اَوْعَشِيرَتَهُمْ؟ اُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْاِيمَانَ؟ وَاَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ؟ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْاَنْهَار(وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ اَمَرَكَ اَنْ تَصْنَعَ الْمَعْرُوفَ مَعَ وَالِدَيْكَ وَمَعَهُمْ وَلَوْ كَانُوا مِنْ اَعْدَاءِ الله بِدَلِيل{وَاِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى اَنْ تُشْرِكَ بِي مَالَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا؟ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفَا(نَعَمْ اَيُّهَا الْمُتَصَوِّفُ الْاَبْلَه؟ وَهَلْ يَقْتَصِرُ الْمَعْرُوفُ عَلَى زَوْجَتِكَ وَوَالِدَيْكَ وَاَرْحَامِكَ وَعَشِيرَتِكَ فَقَطْ؟ اَمْ لَابُدَّ اَنْ تَصْنَعَ الْمَعْرُوفَ مَعَ الْكَافِرِ اَيْضاً وَلَوْ كَانَ عَدُوّاً؟ بَلْ اَثْنَى اللهُ عَلَى مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَاَسِيرَا(بَلْ اَمَرَكَ سُبْحَانَهُ بِاَكْثَرَ مِنْ هَذَا؟ اَنْ تَحْفَظَ كَرَامَةَ عَدُوِّكَ اَيْضاً؟ وَاَلَّا تَخْدِشَ مَشَاعِرَهُ وَاَحَاسِيسَهُ وَلَوْ بِكَلِمَةٍ مُنْكَرَةٍ مِنْ مَحْظُورِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَاتُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ(وَمِنْهَا اِطْعَامُكُمْ لِلْاَسِيرِ{بِالْمَنِّ(عَلَيْهِ{وَالْاَذَى(لَهُ؟ بَلْ قُولُوا{اِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَانُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَاشُكُورَا( فَاَيْنَ عِمَارَتُكُمْ لِهَذِهِ الْاَرْض؟ اَيْنَ الْاَمْوَالُ الْحَرَامُ الَّتِي تَكْسَبُونَهَا مِنَ الضَّحِكِ عَلَى عُقُولِ النَّاسِ وَالِاسْتِخْفَافِ بِهَا؟ لِمَاذَا يَامُتَصَوِّفَةَ السُّوءِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ لَاتَعْمُرُونَ بِهَا هَذِهِ الدُّنْيَا وَهَذِهِ الْاَرْضَ الَّتِي جَعَلَكُمُ اللهُ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهَا وَمُؤْتَمَنِينَ عَلَيْهَا؟ نَعَمْ يَا قَارُونَ التَّصَوُّفِ الْمَقِيت{اَحْسِنْ(اِلَى النَّاسِ{ كَمَا اَحْسَنَ اللهُ اِلَيْكَ{وَهَلْ جَزَاءُ الْاِحْسَانِ اِلَّا الْاِحْسَان{وَلَاتَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْاَرْضِ (لَايَكُنْ مَالُكَ سَبَباً لِاِفْسَادِ ضَمِيرِكَ وَضَمَائِرِ النَّاسِ{اِنَّ اللهَ لَايُحِبُّ الْمُفْسِدِين(فَمَاذَا كَانَ جَوَابُ قَارُونِ مُوسَى؟ نَعَمْ اَخِي كَانَ جَوَابُهُ جَوَابَ الْمَطْمُوسِ عَلَى قَلْبِهِ وَسَمْعِهِ وَبَصَرِه؟ نَعَمْ كَانَ جَوَابُهُ جَوَابَ الَّذِي عَمِيَتْ بَصِيرَتُهُ؟ فَمَا هُوَ هَذَا الْجَوَاب؟ اَنْكَرَ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْهِ؟ وَاَسْنَدَهَا اِلَى نَفْسِهِ قَائِلاً{اِنَّمَا اُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي(نَعَمْ هَذَا الْمَالُ جَنَيْتُهُ بِتَعَبِي؟ وَحَصَلْتُ عَلَيْهِ بِاجْتِهَادِي؟ وَلَافَضْلَ لِلْفُقَرَاءِ وَلَا لِرَبِّ الْفُقَرَاءِ فِي حُصُولِي عَلَيْهِ؟ وَلَنْ اَلْتَفِتَ اِلَى مَنْ يَقُولُ لِي مِنْكُمْ تَصَدَّقْ وَزَكِّ وَطَهِّرْ مَالَكَ الْمَخْلُوطَ بِالْحَرَامِ عَلَيْكَ مِنْ حُقُوقِ الْفُقَرَاء؟ وَلَنْ اَسْتَمِعَ اِلَى مَنْ يَقُولُ اَنْفِقْ بِلَالَا وَلَاتَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ اِقَلَالَا؟ وَلَنْ اُبَالِيَ بِدُعَاءِ الْمَلَائِكَةِ عَلَيَّ فِي قَوْلِهَا اَللَّهُمَّ اَعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً وَاَعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً؟ بَلْ سَاُعْطِيهِ آذَاناً صَمَّاءَ؟ فَمَاذَا كَانَ جَوَابُ الله؟ اِنْتَبِهُوا اَيُّهَا النَّاس؟ اِنْتَبِهُوا يَامَنْ يَغُرُّكُمُ الْمَال{اَوَلَمْ يَعْلَمْ اَنَّ اللهَ قَدْ اَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ اَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَاَكْثَرُ جَمْعاً ؟وَلَايُسْاَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُون(اَلَمْ يَتَّعِظْ وَيَعْتَبِرْ بِمَا فَعَلَهُ اللهُ تَعَالَى بِمَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنْ عَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ اِبْرَاهِيمَ وَقَوْمِ لُوطٍ وَالْاُمَمِ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهُ حِينَمَا طَغَتْ وَتَجَبَّرَتْ وَبَغَتْ وَاَفْسَدَتْ فِي الْاَرْض؟ فَيَارَبّ كَمَا اَهْلَكْتَ قَارُونَ؟ وَكَمَا اَهْلَكْتَ فِرْعَوْنَ؟ وَكَمَا اَهْلَكْتَ هَامَانَ؟ اَهْلِكْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَبْغُونَ الْفَسَادَ فِي الْاَرْضِ{وَلَايُسْاَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُون(اِلَّا فِي الْآخِرَة؟ وَاَمَّا فِي الدُّنْيَا؟ فَاِنَّهُمْ يَاْتِيهِمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَفَجْاَةً مِنْ حَيْثُ لَايَشْعُرُون؟ بَلْ قَدْ يُهْلِكُ اللهُ الصَّالِحَ وَالطَّالِحَ فِي مُجْتَمِعِهِمُ الْاِجْرَامِيِّ بِسَبَبِ سُكُوتِ الصَّالِحِينَ الْمُخْزِي عَلَى اِجْرَامِهِمْ فَيُخْزِي اللهُ الْجَمِيعَ بِعَذَابٍ اَلِيمٍ فِي الدُّنْيَا وَلَوْ اَنَّهُ سُبْحَانَهُ يُنَجِّي الصَّالِحِينَ مِنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ النَّجَاةَ الْحَقِيقَيَّةَ لَاتَكُونُ فِي الدُّنْيَا؟ وَلَوْ نَجَا الصَّالِحُونَ مِنْ عَذَابِ اللهِ في الدنيا فَاِنَّهُمْ لَنْ يَنْجُوا جَمِيعاً مِنَ الْمَوْتِ اِذَا انْتَهَى اَجَلُهُمْ؟ وَاِنَّمَا النَّجَاةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَالْخُلُودُ فِي الْجَنَّةِ بِلَامَوْت هِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَاُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَاز(وَاَمَّا مَنْ زُحْزِحَ عَنِ الْجَنَّةِ وَاُدْخِلَ النَّارَ عَافَانَا اللهُ وَاِيَّاكُمْ؟ فَخُلُودٌ فِي النَّارِ بِلَامَوْتٌ اَيْضاً؟ وَاِنَّمَا هُوَ عَذَابٌ اَلِيمٌ مُهِينٌ لَايَتَوَقَّفُ؟ وَلِذَلِكَ{لَايُساَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُون(بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ لَايُبَالِي بِاِجْرَامِهِمْ وَلَابِذُنُوبِهِمْ وَلَابِاِهْلَاكِهِ لَهُمْ؟ لِاَنَّهُمْ هُمْ اَيْضاً كَانُوا لَايُبَالُونَ بِجَلَالِ اللهِ وَعَظَمَتِهِ عَلَى اَرْضِهِ الَّتِي يُحَارِبُونَهُ فِيهَا؟ وَقَدْ خَلَقَهَا سُبْحَانَهُ صُالِحَةً مِنْ اَجْلِ اَنْ يُحَافِظُوا عَلَى صَلَاحِهَا وَيَزِيدُوهَا اِصْلَاحاً وَعَمَاراً وَبِنَاءً اِذَا اقْتَضَى الْاَمْرُ؟ لَا مِنْ اَجْلِ اَنْ يُفْسِدُوا فِيهَا{فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ؟ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَمَا اُوتِيَ قَارُونُ؟ اِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيم؟ قَالَ الَّذِينَ اُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَايُلَقَّاهَا اِلَّا الصَّابِرُون؟ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْاَرْض( نَعَمْ اَخِي؟ وَاَمَّا النَّاسُ الَّذِينَ كَانُوا حَوْلَهُ يَتَمَلَّقُونَهُ وَيُنَافِقُونَ لَهُ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُنْعِمَ عَلَيْهِمْ بِالْمَالِ؟ فَمَاذَا فَعَلَ هَؤُلَاء؟ هَلِ اسْتَطَاعُوا اِنْقَاذَهُ مِمَّا حَلَّ بِهِ مِنْ هَذَا الْخَسْفِ الَّذِي اغْتَالَهُ مِنْ تَحْتِهِ وَالَّذِي نَعُوذُ بِاللهِ دَائِماً مِنْ شَرِّهِ فِي اَذْكَارِ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاء(فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَاكَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِين( نَعَمْ اَخِي هُنَا فِي الدُّنْيَا؟ وَهُنَالِكَ اَيْضاً فِي الْآخِرَة؟ اَلْكُلُّ سَيَتَخَلَّى عَنْ نُصْرَةِ الْآخَرِ وَاِنْقَاذِهِ مِنْ حَرِيقِ الْجَحِيم؟ وَكَمْ اَنْتَ مِسْكِينٌ اَيُّهَا الْاِنْسَان؟ كَمْ اَنْتَ مِسْكِينٌ يَامَنْ تَظْلِمُ النَّاس؟ كَمْ اَنْتَ مِسْكِينٌ يَامَنْ تَقْتُلُ النِّسَاءَ وَتَعْتَدِي عَلَى الْاَعْرَاض؟ كَمْ اَنْتَ مِسْكِينٌ لِمَاذَا؟ لِاَنَّكَ اَغْشَمُ وَاَحْمَقُ وَاَغْبَى اِنْسَان؟ فَكَيْفَ تَظُنُّ اَنَّكَ سَتُفْلِتُ مِنْ قَبْضَةِ اللهِ وَلَوْ اَكَلَ الدُّودُ جَمِيعَ جَسَدِكَ فِي الْقَبْرِ؟ لَكِنَّهُ هَلْ يَسْتَطِيعُ اَنْ يَاْكُلَ شَيْئاً مِنْ رُوحِكَ الَّتِي يُسَلّطُ اللهُ عَلَيْهَا مِنْ فُنُونِ الْعَذَابِ الْمُخْزِي فِي الصَّبَاحِ وَفِي الْمَسَاءِ؟ فَيَارَبّ اَهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَاتِ الِاْجْرَامِيَّةَ الْمُرْتَزَقَةَ الَّتِي تَعْتَدِي عَلَى الْاَعْرَاضِ وَتُدَمِّرُ اقْتِصَادَ الْبِلَادِ وَتُدَنِّسُ الْبِلَادَ وَتُنَجِّسُهَا بِشِرْكِيَّاتِهَا النَّجِسَةِ وَالَّتِي حَوَّلَتْ كُلَّ شَيْءٍ فِي وَطَنِنَا الْعَزِيزِ اِلَى مَاْسَاةٍ لَامَثِيلَ لَهَا؟ فَمَنْ لَنَا سِوَاكَ يَااَلله؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ هَكَذَا كَانَتْ نِهَايَةُ قَارُون؟ اَللَّهُمَّ اَلْحِقْ بِهِ مَنْ عَلَى شَاكِلَتِهِ فِي اَيَّامِنَا يَارَبّ{وَاَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْاَمْسِ يَقُولُونَ؟ وَيْكَاَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِر؟ لَوْلَا اَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا؟ وَيْكَاَنَّهُ لَايُفْلِحُ الْكَافِرُون؟ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَايُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْاَرْضِ وَلَافَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ(فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَاَمَّا نِهَايَةُ فِرْعَوْنَ؟ فَكَانَتْ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي اِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ؟ فَاَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْوَا(نَعَمْ اَخِي؟ مُوسَى وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ؟ اَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ؟ بِمَعْنَى لَاحَقُوهُمْ لِيَقْتُلُوهُمْ{بَغْياً وَعَدْواً(ظُلْماً وَعُدْوَاناً{حَتَّى اِذَا اَدْرَكَهُ الْغَرَقُ( نَعَمْ كَانَ فِرْعَوْنُ فِيمَا مَضَى يَقُولُ لِلنَّاسِ{اَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْاَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي؟ اَفَلَا تُبْصِرُون(وَنَقُولُ لِفِرْعَوْن؟ وَاَمَّا الْيَوْمَ فَسَيُهْلِكُكَ اللهُ بِهَذِهِ الْاَنْهَارِ جَاعِلاً اِيَّاهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِكَ وَمِنْ فَوْقِكَ اَيْضاً؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ فَاَهْلَكَهُ اللهُ تَعَالَى بِالْمَاء؟ نَعَمْ اَخِي؟ قَارُونُ ضَرَبَ بِرِجْلَيْهِ الْاَرْضَ تَكَبُّراً وَتَجَبُّراً{فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ(مُتَكَبِّراً وَمُتَجَبِّراً؟ فَكَانَتِ النَّتِيجَةُ اَنَّ الْاَرْضَ الَّتِي تَكَبَّرَ وَتَجَبَّرَ عَلَيْهَا؟ هِيَ الَّتِي خَسَفَتْ بِهِ وَابْتَلَعَتْهُ؟ وَاَمَّا فِرْعَوْنُ الَّذِي كَانَ يَتَكَبَّرُ بِمُلْكِهِ وَبِمَا يَمْلِكُهُ مِنْ هَذِهِ الْاَنْهَارِ الَّتِي تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِ؟ فَهِيَ الَّتِي اَغْرَقَتْهُ؟ بَلْ كَادَتْ اَنْ تَبْتَلِعَهُ لَوْلَا اَنْ قَالَ{آمَنْتُ اَنَّهُ لَا اِلَهَ اِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو اِسْرَائِيلَ وَاَنَا مِنَ الْمُسْلِمِين(فَهَلْ نَفَعَهُ هَذَا الْاِيمَان؟ هَلْ نَفَعَهُ هَذَا الْاِيمَانُ يَامَنْ لَاتَذْكُرُونَ اللهَ عِنْدَ السُّرُورِ وَالرَّخَاءِ وَالنَّعِيمِ؟ وَلَاتَذْكُرُونَهُ اِلَّا فِي الشِّدَّة؟ وَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ؟ اَنَّنَا اَصْبَحْنَا نَخْشَى عَلَيْكُمْ كَثِيراً؟ اَلَّا يَنْفَعَكُمْ هَذَا الْاِيمَانُ كَمَا لَمْ يَنْفَعْ فِرْعَوْنَ مِنْ قَبْلُ وَقَدْ ذَكَرَ اللهَ عِنْدَ الشِّدَّةِ كَمَا تَذْكُرُونَهُ اَنْتُمْ اَيْضاً؟ وَكَاَنَّ اللهَ فِي قُلُوبِكُمْ لَايَسْتَحِقُّ اَنْ نَتَذَكَّرَهُ وَلَا اَنْ نَذْكُرَهُ وَلَا اَنْ نَعْبُدَهُ وَلَا اَنْ نَتَضَرَّعَ اِلَيْهِ بِالدُّعَاءِ اِلَّا عِنْدَ الشِّدَّة؟ فَاُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ هَذَا النَّعِيمِ الَّذِي يُنْسِيكُمُ الْمُنْعِمَ الْمُتَفَضِّلَ سُبْحَانَهُ دَائِماً عِنْدَ الرَّخَاء؟ فَلَا هَوَى لَكُمْ فِي عِبَادَةِ اللهِ اِلَّا عِنْدَ الشِّدَّةِ وَالْمَصَائِبِ وَالْاَحْزَانِ فِي الْبَرِّ اَوِ الْوُقُوعِ مَحْصُورِينَ فِي اَمْوَاجِ الْبَحْرِ الْمُتَلَاطِمَةِ؟ نَعَمْ يَامَنْ تَعْبُدُونَ هَوَى الشَّيْطَانِ عِنْدَ الرَّخَاءِ وَتَنْسَوْنَ اللهَ عِنْدَ الرَّخَاءِ وَ السَّرَّاءِ وَالْاَفْرَاحِ وَلاَتَتَذَكَّرُونَهُ اِلَّا عِنْدَ الضَّرَّاءِ وَالْفَوَاجِع؟ هَلْ تُكَافِئُونَ اللهَ عِنْدَ الرَّخَاءِ (بِعِبَادَةِ عَدُوِّهِ وَعَدُوِّكُمُ الشَّيْطَان)عَلَى مَااَنْجَاكُمْ حِينَمَا كُنْتُمْ بِاَمَسِّ الْحَاجَةِ لَهُ عِنْدَ الشِّدَّة{اُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ(اَيُّهَا الْجَاحِدُونَ الْاَنَانِيُّونَ الِاسْتِغْلَالِيُّون؟ فَكَمَا اَنَّ مَنْ لَايَشْكُرِ النَّاسَ لَايَشْكُرِ اللهَ؟ كَذَلِكَ اَيْضاً مَنْ لَايَشْكُرُ اللهَ لَايَشْكُرُ النَّاسَ اِلَّا فِي سَبِيلِ تَحْقِيقِ مَصْلَحَةٍ دُنْيَوِيَّةِ شَيْطَانِيَّة؟ نَعَمْ{آمَنْتُ اَنَّهُ لَا اِلَهَ اِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو اِسْرَائِيلَ وَاَنَا مِنَ الْمُسْلِمِين(فَرَدَّ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِقَوْلِهِ{آَ~~~~~~لْآَنَ{آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِين(فَاتَ الْاَوَانُ وَلَمْ يَعُدْ يَنْفَعُكَ الْاِيمَانُ؟ وَلَكِنْ سَيَكُونُ جَسَدُكَ عِبْرَةً لِكُلِّ مَنْ يَتَاَلَّهُ فِي هَذِهِ الْاَرْض؟ نَعَمْ وَلِكُلِّ مَنْ يَزْعُمُ اَنَّهُ يَتَّصِفُ بِصِفَاتِ الْاُلُوهِيَّةِ اَوْ يَصِفُهُمْ بِهَا كَذِباً وَافْتِرَاءً وَزُوراً وَبُهْتَاناً حَتَّى وَلَوْ كَانَ مُوسَى وَعِيسَى وَمُحَمَّداً وَمَرْيَمَ وَفَاطِمَةَ وَالْاَئِمَّةَ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّة؟ فَمَاذَا فَعَلَ اللهُ تَعَالَى بِفِرْعَوْن{فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَة( نَعَمْ سَتَتَقَاذَفُكَ اَمْوَاجُ الْبَحْرِ اِلَى الشَّاطِىءِ لِيَرَاكَ النَّاسُ مَيِّتاً صَغِيراً صَاغِراً ذَلِيلاً حَقِيراً عَلَى شَاطِىءِ الْبَحْرِ كَالْجِيفَةِ الْفَطِيسَةِ الْمُنْتِنَة{لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَة؟ وَاِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُون( نَعَمْ اَخِي اِذَا ذَهَبْتَ الْآنَ اِلَى مِصْرَ؟ فَهُنَاكَ فِي مَيْدَانِ التَّحْرِيرِ؟ مُتْحَفاً تَرَاهُ مَازَالَ اِلَى الْآنَ يَحْتَفِظُ بِجُثَّةِ فِرْعَوْنَ مُحَنَّطاً فِي قَفَصٍ زُجَاجِيّ؟ نَعَمْ اَخِي هَكَذَا كَانَتْ نِهَايَةُ هَذَا الْاِلَهِ الْمُزَيَّفِ الَّذِي{حَشَرَ فَنَادَى؟ فَقَالَ اَنَا رَبُّكُمُ الْاَعْلَى؟ فَاَخَذَهُ اللهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْاُولَى؟ اِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى(وَمَااَكْثَرَ الْآلِهَةَ الْمُزَيَّفَةَ فِي اَيَّامِنَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَكَذَلِكَ النُّمْرُودُ الَّذِي ادَّعَى الْاُلُوهِيَّةَ فِي زَمَنِ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ اِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَكَانَ يَفْتَخِرُ بِذَكَائِهِ وَبِتَدْبِيرِهِ؟ فَاَرْسَلَ اللهُ اِلَيْهِ بَعُوضَةً؟ لَمْ يَجِدْ سَبِيلاً اِلَى تَدْبِيرِهَا؟ فَدَخَلَتْ مِنْ مِنْخَرَيْهِ؟ وَوَصَلَتْ اِلَى دِمَاغِهِ؟ فَكَانَ اَحَبَّ النَّاسِ اِلَيْهِ مَنْ يَضْرِبُهُ بِالْاَحْذِيَةِ عَلَى رَاْسِهِ لِيُخْرِجَ هَذِهِ الْبَعُوضَةَ دُونَ جَدْوَى{وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُون(فَاِلَى مَتَى سَنَبْقَى غَافِلِينَ عَنِ اللهِ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ فَلا الضَّعِيفُ يَنْبَغِي لَهُ اَنْ يَغْفَلَ عَنِ اللهِ؟ وَلَا الْقَوِيُّ اَيْضاً؟ وَسَوَاءٌ كُنْتَ اَخِي الْقَوِيُّ صَاحِبَ سُلْطَةٍ؟ اَوْ كُنْتَ صَاحِبَ مَالٍ؟ اَوْ كُنْتَ ذَكِيّاً؟ فَاِيَّاكَ اَنْ تَطْغَى؟ وَاِيَّاكَ اَنْ تَسْتَعْمِلَ ذَكَاءَكَ فِي الشَّرِّ؟ لِاَنَّ الَّذِي اَعْطَى سُبْحَانَهُ؟ قُادِرٌ اَيْضاً عَلَى اَنْ يَاْخُذَ؟ بَلْ هُوَ قَادِرٌ عَلَى اَنْ يُرْجِعَكَ اِلَى نُقْطَةِ الصِّفْرِ فِي لَحْظَةٍ خَاطِفَةٍ حَاسِمَةٍ سَرِيعَةٍ بَعْدَ اَنْ رَفَعَكَ وَجَعَلَكَ مِنْ اَصْحَابِ الْمَلَايِين {فَاعْتَبِرُوا يَااُولِي الْاَبْصَار( وَفَكِّرُوا بِعُقُولِكُمْ اَنَّ لَكُمْ رَبّاً{لَاتَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ فِي الْاَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاء{وَلَاتَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُون(صَدَقَ اللهُ الْعَظِيم؟ اَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَاَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ؟؟؟ اَلْحَمْدُ للِه وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ وَتَبِعَهُمْ بِاِحْسَانٍ اِلَى يَوْمِ الدِّين؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ بَارَكَ اللهُ فِيكُمْ رِجَالاً وَنِسَاءً وَشَبَاباً وَاَطْفَالاً وَشُيُوخاً وَعُلَمَاءَ وَمُتَعَلّمِين؟ بَارَكَ اللهُ عَلَيْنَا جَمِيعاً؟ وَنَسْاَلُ اللهَ اَنْ يَهْدِيَ اِلَى مَايُحِبُّ وَيَرْضَى جَمِيعَ الْفَنَّانِينَ وَالْمُطْرِبِينَ وَالْعَاهِرَاتِ وَالْعَاهِرِينَ وَالْفَاجِرَاتِ وَالْفَاجِرِينَ وَالسُّكَارَى وَالْمُقَامِرِينَ الَّذِينَ يَنْصُرُونَ هَذَا الدِّينَ حِينَمَا يَاْمُرُونَ بَعْضَهُمْ بَعْضاً بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ بَعْضَهُمْ بَعْضاً عَنِ الْمُنْكَرِ لِيَعُودُوا اِلَى اَحْضَانِ هَذَا الدِّين وَحِينَمَا يَحُضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ وَيُسْعِفُونَ مَنْ يَنْزِفُونَ حَتَّى الْمَوْتِ بِمَا لَدَيْهِمْ مِنْ نَخْوَةٍ وَشَهَامَةٍ وَاَمْوَالٍ تُطَهِّرُ الْفَاجِرِينَ وَالْعَاهِرِينَ وَتَجْعَلُهُمْ طَاهِرِينَ وَتُثْبِتُ اَجْرَهُمْ اِنْ شَاءَ الله؟ وَهَنِيئاً لِمَنْ سَاهَمَ مِنْهُمْ فِي حَمْلَةِ اِفْطَارِ صَائِم؟ وَهَنِيئاً لِمَنْ يَتَفَقَّدُ اَحْوَالَ الْمَسَاجِينَ الْمَنْسِيِّينَ وَلَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ الْمُتَفَقِّدُونَ مِنْ اَصْحَابِ الْفَنِّ الرَّاقِي وَالْغِنَاءِ وَالصَّوْتِ الْعَذْبِ الْجَمِيلِ الْحَنُونِ الَّذِي لَايَخْضَعُونَ بِهِ لِيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَض؟ فَيَارَبّ بِحَقِّ هَذِهِ الْاَصْوَاتِ الَّتِي تَلْهَجُ اِلَيْكَ بِالدُّعَاءِ خَاضِعَةً لِعَظَمَتِكَ وَجَلَالِكَ تَائِبَةً مُنْكَسِرَةً ذَلِيلَةَ نَادِمَةً بَاكِيَةً لَكَ بِدُمُوعِ تَوْبَتِهَا النَّصُوحِ اَنْ تَتُوبَ عَلَيْهَا وَتَهْدِيَهَا اِلَى مَاتُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ؟ اِكْشِفِ الْغَمَّ عَنَّا وَعَنْ بِلَادِنَا وَاَوْطَانِنَا يَااَلله؟ اَللَّهُمَّ انْصُرْ مَنْ نَصَرَ هَذَا الدِّين؟ اَللَّهُمَّ مَنْ اَرَادَنَا وَاَرَادَ بِلَادَنَا وَاُمَّتَنَا بِخَيْرٍ فَاجْعَلِ الْخَيْرَ عَلَى يَدَيْه؟ وَمَنْ اَرَادَ بِذَلِكَ سُوءاً فَخُذْهُ اَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ يَامَنْ اَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير وَبِالْاِجَابَةِ جَدِير؟ عِبَادَ الله {اِنَّ اللهَ يَاْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْاِحْسَانِ وَاِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى؟ وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ؟ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون{فَهَلْ عَسَيْتُمْ اِنْ تَوَلَّيْتُمْ اَنْ تُفْسِدُوا فِي الْاَرْضِ وَتُقَطِّعُوا اَرْحَامَكُمْ؟ اُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَاَصَمَّهُمْ وَاَعْمَى اَبْصَارَهُمْ(وَقَبْلَ اَنْ اَخْتِمَ هَذِهِ الْمُشَارَكَة اُجِيبُ عَلَى السُّؤَالِ التَّالِي مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيه؟ لِي دَيْنٌ عَلَى اِنْسَانٍ مِنَ النَّاس؟ فَهَلْ تَجِبُ الزَّكَاةُ عَلَيَّ فِي هَذَا الْمَبْلَغِ الَّذِي اَقْرَضْتُّهُ لِهَذَا الْاِنْسَان؟