بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مواقع جغرافية مع كل المعلومات المتعلقة بها تستقى من النظم الفضائية وخرائط الإنترنت
تستخدم خدمات «الخرائط المتحركة» التي تؤمن لمستخدميها الخرائط اثناء تجوالهم، وخدمات تحديد المواقع، لتعقب الاشخاص والممتلكات منذ سنوات من قِبل شركات الخدمات اللوجستية والنقل الكبرى، لكنها كانت تصمم عموما ببرمجيات واجهزة لم تكن في متناول الشركات الصغيرة. الا ان الامور شرعت تتغير الان مع ظهور الخدمات اللاسلكية الجديدة والبرمجيات الجغرافية الخاصة باجهزة الهاتف الجوال وغيرها من الاجهزة المتحركة، وفجأة بات بمقدور الجميع ابتداء من موزعي أكلات البيزا، الى السماسرة الذين يجوبون القارات، ان يدركوا وجهاتهم عن طريق كبس بضعة أزرار.
«خرائط متحركة»
* واستنادا الى شركة «جانبير ريسيرتش» المتخصصة بالابحاث، يتوقع أن يقفز حجم السوق العالمية لمثل هذه الخدمات التي تشمل ايضا الخرائط من نحو مليار دولار في نهاية العام الحالي الى 8.5 مليار دولار في نهاية عام 2010. ومن الامثلة عن الخدمات التي تحرك مثل هذا النمو «ماب كويست فايند مي»، الخدمة الاستهلاكية التي تستخدم النظام العالمي لتحديد المواقع عبر الاقمار الصناعية لتحديد موقع شخص يستخدم الهاتف الجوال أو المنظم الإلكتروني الشخصي، و«مابوبوليس» التي توفر الخرائط الى الاجهزة الجوالة والمحمولة، سواء عن طريق النظام العالمي لتحديد المواقع «جي بي اس»، أو عن طريق بطاقات خرائطية يمكن ادخالها في الاجهزة.
ويعرف خبير الإنترنت فينتون سيرف، خرائط الاجهزة الجوالة، على انها من دوائر اهتماماته في وظيفته الجديدة ككبير خبراء الإنترنت في غوغل، فقواعد المعلومات الجغرافية الطابع، ستكون من العوامل المهمة على مر الزمن بالنسبة الى الاشخاص الذين يتجولون دائما في اعمالهم استنادا الى سيرف.
وقدمت «مايكروسوفت ام اس ان» اخيرا، برنامج خرائط للاستخدام على سطح المكتب باسم «فيتتجوال ايرث ساتيلايت»، لتحديد المواقع بالصور والخرائط، يتيح لمطوري البرامج تضمين هذا التطوير العملي من «مايكروسوفت» في الاستخدامات التجارية ومواقع الإنترنت لتكوين خرائط ممزوجة مع أنواع أخرى من المعلومات. وتنوي مايكروسوفت في العام المقبل ان تقدم لمطوري البرامج الذين يستخدمون برنامج الخرائط هذا، الخيار في تلقي الاعلانات من «ام اس ان» على مواقعهم والمشاركة في عائدات هذه الاعلانات، كما يقول ستيفن لولر، المدير العام في مايكروسوفت.
وسيعتمد التطور المستمر لسوق خرائط الاجهزة الجوالة على عدد من العوامل، بما في ذلك تشييد شبكة «واي ـ فاي» على نطاق الولايات المتحدة كلها، وبالتالي توليد نوع من الادراك العام بين المستهلكين ورجال الاعمال على السواء. ويقوم العاملون بالخدمات اللاسلكية بدفع وتوليد معظم هذا النشاط. وقد أدى الدمج بين شركتي «سبرنت» و«نيكستل» في الوصول الى أكبر حقيبة مالية تتعلق بخدمات الخرائط والنظام العالمي لتحديد المواقع. أما شركتا «سنغيولار» و«فيريزون» للخدمات اللاسلكية، فقد تشاركتا مع شركات مثل «ماب كويست» و«راند ماك نالي» و«تيلي اطلس»، لتقديم الخرائط وخدمات تحديد المواقع والمعلومات الخاصة بالسير وحركة المرور على الهواتف الجوالة والمنظمات الإلكترونية الشخصية المحمولة «بي دي ايه». وتخطط «سنغيولار» أيضا الى الشروع في تقديم هواتف جوالة ومنظمات «بي دي أيه» تعمل بالنظام الشامل لتحديد المواقع في أوائل العام المقبل.
أجهزة جوالة مدمجة
* وستقوم بعض الخدمات بتوحيد قواعد المعلومات الخاصة بالشوارع والطرقات، مع القدرة على التكامل مع الاجهزة التي تحمل باليد وبرمجياتها. وتستخدم كريستين لامبيرت، التي تعمل في سوق العقارات مع شركة «برودينشال كاليفورنيا ريلتي»، جهازها الكفي «بالم تنجستين تي3»، مع برمجيات «مابوبليس» وقارئة «جي بي اس» للنظام العالمي لتحديد المواقع لدى قيامها بعرض الممتلكات والعقارات للزبائن. و«بمقارنة هذه الاداة مع عملية تقليب صفحات الخرائط «ثوماس بروس»، الذي يستخدمه رجال الاعمال في تنقلاتهم» تقول لامبيرت فإن «الجهاز الاول لا يقدر بثمن الذي دفعت 99 دولارا لدمجه مع كتاب العناوين الكفي للوصول الى مساكن العملاء وتخزين الخرائط عليه للاستخدامات المستقبلية».
وشرعت الشركات التقليدية في الحصول على تقنيات خرائط الاجهزة المتنقلة، مثل شركة «ال ـ 800 ـ غوت ـ جنك» لرفع النفايات وازالتها التي تقدر قيمتها بـ 38 مليون دولار، التي تعتبر مثل هذه التقنيات من ضمن استراتيجياتها وطموحاتها المستقبلية في النمو والتوسع، فهي باسطولها المكون من 350 شاحنة تعمل في جميع أنحاء أميركا الشمالية مع نية التوسع الى 500 شاحنة في نهاية العام الحالي، كما يقول كريستوفر بينيت.
ومن أجل ارسال السائقين وتوجيههم عبر الطرق بسهولة، قامت الشركة هذه بنشر نظام «ابلوكيشن سيستمس انك» لتحديد المواقع في الزمن الفعلي في مايو (أيار) الماضي. ومع وجود اسلوب جديد للمعالجة تخطط الشركة الان لزيادة العمليات اليومية لرفع النفايات بنسبة 10 الى 15 في المائة، مما يعني 10 ملايين دولار من العائدات الاضافية.
رصد سريع
* في الماضي كان السائقون يتلقون عناوين نصية ومعلومات عن الزبائن عبر الاجهزة المحمولة باليد التي تعمل ببروتوكول الاستخدام اللاسلكي، لكن مع ذلك كان يتوجب عليهم أيضا التفتيش عن العناوين في كتب الخرائط، لكنهم الان باتوا يحصلون على خرائط بالرسومات مع تفاصيل العمل والتوجيهات والارشادات خطوة بخطوة عبر هواتفهم الجوالة ومنظمات «بي دي أيه» الشخصية من انتاج «بيل موبلتي» و«سبرينغ» مستخدمين نظام «ابلوكيشن»، الذي يعتمد على برمجيات «مايكروسوفت ماب بوينت».
وعندما يقوم الزبائن بتقديم طلبات لرفع النفايات عبر مركز الاتصالات الهاتفية، أو عبر الإنترنت، فإن عناوينهم تذهب الى شبكة الشركة الداخلية انترانت التي تدعى «جنك نيت»، ومنها الى خادم «مايكروسوفت ماب بوينت لوكيشن سيرفر»، والى «ماب بوينت ويب سيرفيس» الذي هو البرنامج المحفوظ في خادمات الشركة. ويقوم خادم «ماب بوينت لوكيشن سيرفر» بوصل المعلومات الخاصة بالموضع في الزمن الحقيقي (الفعلي) المرسلة من الاجهزة المتنقلة (الجوالة)، مع المعلومات المتعلقة بالخرائط والطرق التي يوفرها موقع «ماب بوينت ويب سيرفيس»، وهكذا تقوم الشركة بتعقب سائقيها وأماكن وجودهم عن طريق استخدام اشارات الهاتف الجوال بدلا من النظام العالمي لتحديد المواقع «جي بي اس».
ويجري جمع معلومات قيمة في غضون هذه العملية مثل معلومات الطرق والمسالك التي تجمعها كل من فروع الشركة الـ 148 عن طريق استخدام برمجيات «ماب بوينت سيرفير». وبإمكان الشركة دراسة هذه المعلومات لاجراء التعديلات عليها، سواء على صعيد الطرق أو المواعيد، كما أن بإمكان الفروع المختلفة تعقب المناطق الجغرافية الشعبية للقيام برفع النفايات منها، وهذا ما يساعد على عمليات التسويق ايضا، كما أن بالامكان تسجيل الاوقات المناسبة لحركة المرور والفترات التي تستغرقها كل رحلة بغية حجز مواعيد رفع النفايات وشاحناتها خلال أفضل وقت في اليوم.
وحتى اليوم، فإن الخدمات التي تعتمد على النظام العالمي لتحديد المواقع هي التي كانت السائدة في ميدان الخرائط اللاسلكية. وخلال السنتين الماضيتين، دعمت أغلبية الاجهزة المتنقلة برنامج «جاي2 ام اي» J2ME وهو نسخة من برنامج «جافا 2» بتشبيكة وصل غرافية تمكن من وضع خرائط ملونة على شاشة صغيرة جدا. وتقوم الشركات الصانعة لمنظمات «بي دي ايه» الشخصية، مثل شركة «بالم انك» و«ريسيرتش ان موشن المحدودة» ببيع أجهزة تدعم برمجيات الخرائط وخدماتها.
أما «سبرنت نيكستيل»، فلا تزال في طور التقرير في كيفية بيع خرائطها والخدمات التي لها علاقة بها في اعقاب الاندماج الذي حصل بين الاثنين في الشهر الماضي. فقد جلبت «نيكستيل» عددا من الخدمات معها الى طاولة المفاوضات، بما في ذلك «ماب كويست فايند مي»، و«موبايل لوكيتر» (لتعقب الموظفين عن طريق تعقب هواتفهم الجوالة)، و«تيلي ناف» (للملاحة وارشادات الطريق)، و«ترمبل أوت دورس» (للمسافرين والمغامرين). وكانت «سبرنت» قد أدخلت في مايو الماضي عددا وأدوات وبرمجيات خاصة بتحديد المواقع دعتها «سبرنت بيزينيس موبلتي فرايم ورك»، ترمي الى مساعدة الشركات على تعقب اساطيل المركبات والشاحنات والعمال الذين يتنقلون هنا وهناك، تتضمن ايضا الخرائط والقدرات على ارسال الرسائل.
وبمقدور الشركات والافراد ايضا الحصول على بعض الخدمات مباشرة من مزودي تقنيات الخرائط، فشركة «ماب كويست» تبيع خدمة «فايند مي» بستة دولارات شهريا، كما شرعت أخيرا بتقديم خدمات بمبلغ اربعة دولارات شهريا تدعى «ماب كويست موبايل» التي تتيح لمستخدميها العثور على الخرائط والاتجاهات على موقعها في الشبكة، وبالتالي ارسال هذه المعلومات الى هواتفهم الجوالة. وخلال الاشهر القليلة المقبلة تخطط «ماب كويست» للخروج بنسخة جماعية من «فايند مي»، التي تتيح لمستخدميها ايجاد مجموعات ورؤية مواقع كل عضو منها على الخريطة.
خدمات جغرافية
* وللحصول على الخرائط والاتجاهات يقوم المستخدمون بتنشيط برامجهم الخاصة بالخرائط عبر وصلة إنترنتية، أو مكالمة هاتفية الى الشركة الناقلة لهذه الخدمات. فإذا كانت تقنية النظام الـ «جي بي اس» هي المستخدمة فإنها تتصل بالاقمار الصناعية للحصول على الموقع الحالي للمستخدم، وبالتالي ارسال هذه المعلومات الى البرمجيات الخرائطية في ذلك الهاتف التي تقوم بتحميل صورة الخريطة التي تماثل الخريطة التي رسمها نظام «جي بي اس» على شاشة الهاتف الجوال.
وكانت كلفة نظام «جي بي اس» قد تدنت جاعلة التقنية في متناول العديدين. وبإمكان غوغل وياهو ومايكروسوفت ام اس ان تخفيض اسعار الدخول الى ميدان خدمات الخرائط وتحديد المواقع بصورة افضل. فخلال الاشهر الماضية، شرعت الشركات الثلاث هذه في منح المطورين امكانية الدخول الى تشبيكات الوصل على سطح المكتب للوصول الى خرائطها المخزنة على مواقعها بحيث باتت مايكروسوفت الشركة الاولى التي تقدم تشبيكة وصل تجارية الى برنامج الدخول هذا API.
وبمقدور المستخدمين الاتصال بالإنترنت، اما عن طريق شبكة الهاتف الجوال، أو عن طريق نقاط «واي ـ فاي» الساخنة، والنتيجة امكانية انزال برامج مجانية مثل «كي مابس» و«موبايل جي مابس» الى الاجهزة الجوالة. بيد أن هناك تمنيات لأي شخص يقوم باستخدام شبكة «واي ـ فاي» للخرائط ألا يحتاج اليها كثيرا، والسبب هو محدودية تغطية هذه الشبكة التي قد لا تلبي العديد من الاحتياجات.
وترغب «كروز آي انك» ان تجعل برنامجها الثلاثي الابعاد على الشبكة متوفرا في المنظمات الشخصية «بي دي ايه»، والهواتف الجوالة الذكية عن طريق شبكات «واي ـ فاي». ويستخدم الاشخاص هذا البرنامج في كومبيوتراتهم الشخصية لرسم خرائط تقودهم الى وجهاتهم ومؤتمراتهم واجتماعاتهم، وحتى بالنسبة الى جولاتهم السياحية، لكن البائعين استنتجوا انه لا توجد نقاط ساخنة كافية لتلبية احتياجات المستخدمين.
وحالما يصبح من العملي تقديم مثل هذه الخدمة فإن «كروز آي»، تتوقع فورة في الاعلانات المحلية أيضا بحيث يقوم مرفق سياحي بالاعلان عن موقعه في الخريطة التي يتفحصها البعض بغرض الوصول الى مكان محدد.
ومن المتوقع أن يقفز جميع اللاعبين الكبار في حقلي الإنترنت والاتصالات الى قطار الاعلانات المحلية هذا حالما يصبح هذا الامر عمليا من الناحية الفنية، ومن الحجم بحيث يدر ارباحا، رغم أنه قد يثير بعض القضايا الخاصة بالخصوصية. فمن شأن تحديد تحركات الاشخاص وأمكنتهم على الخريطة، ما يعني تعقبهم وتسجيل كل شيء عنهم من قبل الشركة المقدمة للخدمات، أو حتى من قبل المخربين والمتسللين.
لكن شبكات «واي ـ فاي» قد تصبح أكثر عملية خاصة في خطوط المترو (قطارات الانفاق). فقد قامت 200 دائرة بلدية في الولايات المتحدة، أو انها ستقوم، بتشييد شبكات «واي ـ فاي»، كما أن هناك أكثر من 220 بلدية أخرى من المتوقع أن تنضم الى هذا الركب خلال الاشهر الـ 12 المقبلة استنادا الى دراسة قامت بها «تروبوس نيت ووركس انك». كذلك شرعت شركة «انتل» في ربط 13 مدينة أميركية، في مشروع تجريبي لتحويلها الى «مستوطنات رقمية»، بغية زيادة تبني التقنيات اللاسلكية.
ومن اولئك الذين يقودون الطريق الى الخرائط اللاسلكية قوات الشرطة والاغاثة، فقد أنفقت دائرة شرطة نيويورك نحو 11 مليون دولار على مركز الجرائم في الزمن الحقيقي في يوليو (تموز) الماضي، لاعطاء ضباط الشرطة اخر المعلومات عن مواقع الجرائم وعمليات العنف في المدينة. ويستخدم هؤلاء برنامج «ماب انفوس ماب اكستريم» لتحليل الجرائم واتجاهاتها وأنماطها، مستخدمين في ذلك خرائط تفصيلية تقودهم الى عناوين سكن المشبوهين.
وكانت دائرة الشرطة في نيويورك قد ركبت كومبيوترات حضنية تعمل بشبكات «واي ـ فاي»، في سياراتها، حيث ترسل المعلومات من مركز الجرائم، ومن ضمنها المعلومات المجمعة والمقدمة عبر برنامج «ماب اكستريم»، الى الكومبيوترات الحضنية لاسلكيا، لكن دائرة الشرطة هذه، كما يقول أحد مديريها، جم أونالفو، راغبة في نهاية المطاف بتوفير وظيفة الخرائط مباشرة الى الكومبيوترات الحضنية من دون الحاجة الى المرور عبر مركز الجرائم، لذلك تقوم الدائرة باختبار 700 منظم شخصي «بي دي اف» للقيام بجميع المهمات بالنسبة الى ضابط الشرطة، لكن أونالفو يقول ان شاشاتها صغيرة جدا لاستيعاب وظائف الخرائط كلها الخاصة بالجرائم.
والخلاصة ان تقنيات الاعمال باتت تطاول الاجهزة التي تحمل باليد، لكن فيل غو، المدير التنفيذي في شركة «بارتون مالو» للتعمير، يقول انه يهوى فكرة الخرائط المعروضة على المنظمات الشخصية والهواتف الجوالة، لكنه غير متأكد من عملية قراءتها على شاشاتها الصغيرة، فضلا عن وجود صعوبات بسيطة أخرى تتعلق بالاستخدامات، لانه هناك في الطرقات وميادين العمل المكشوفة فقد يحتاج الامر الى كومبيوترات حضنية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مواقع جغرافية مع كل المعلومات المتعلقة بها تستقى من النظم الفضائية وخرائط الإنترنت
تستخدم خدمات «الخرائط المتحركة» التي تؤمن لمستخدميها الخرائط اثناء تجوالهم، وخدمات تحديد المواقع، لتعقب الاشخاص والممتلكات منذ سنوات من قِبل شركات الخدمات اللوجستية والنقل الكبرى، لكنها كانت تصمم عموما ببرمجيات واجهزة لم تكن في متناول الشركات الصغيرة. الا ان الامور شرعت تتغير الان مع ظهور الخدمات اللاسلكية الجديدة والبرمجيات الجغرافية الخاصة باجهزة الهاتف الجوال وغيرها من الاجهزة المتحركة، وفجأة بات بمقدور الجميع ابتداء من موزعي أكلات البيزا، الى السماسرة الذين يجوبون القارات، ان يدركوا وجهاتهم عن طريق كبس بضعة أزرار.
«خرائط متحركة»
* واستنادا الى شركة «جانبير ريسيرتش» المتخصصة بالابحاث، يتوقع أن يقفز حجم السوق العالمية لمثل هذه الخدمات التي تشمل ايضا الخرائط من نحو مليار دولار في نهاية العام الحالي الى 8.5 مليار دولار في نهاية عام 2010. ومن الامثلة عن الخدمات التي تحرك مثل هذا النمو «ماب كويست فايند مي»، الخدمة الاستهلاكية التي تستخدم النظام العالمي لتحديد المواقع عبر الاقمار الصناعية لتحديد موقع شخص يستخدم الهاتف الجوال أو المنظم الإلكتروني الشخصي، و«مابوبوليس» التي توفر الخرائط الى الاجهزة الجوالة والمحمولة، سواء عن طريق النظام العالمي لتحديد المواقع «جي بي اس»، أو عن طريق بطاقات خرائطية يمكن ادخالها في الاجهزة.
ويعرف خبير الإنترنت فينتون سيرف، خرائط الاجهزة الجوالة، على انها من دوائر اهتماماته في وظيفته الجديدة ككبير خبراء الإنترنت في غوغل، فقواعد المعلومات الجغرافية الطابع، ستكون من العوامل المهمة على مر الزمن بالنسبة الى الاشخاص الذين يتجولون دائما في اعمالهم استنادا الى سيرف.
وقدمت «مايكروسوفت ام اس ان» اخيرا، برنامج خرائط للاستخدام على سطح المكتب باسم «فيتتجوال ايرث ساتيلايت»، لتحديد المواقع بالصور والخرائط، يتيح لمطوري البرامج تضمين هذا التطوير العملي من «مايكروسوفت» في الاستخدامات التجارية ومواقع الإنترنت لتكوين خرائط ممزوجة مع أنواع أخرى من المعلومات. وتنوي مايكروسوفت في العام المقبل ان تقدم لمطوري البرامج الذين يستخدمون برنامج الخرائط هذا، الخيار في تلقي الاعلانات من «ام اس ان» على مواقعهم والمشاركة في عائدات هذه الاعلانات، كما يقول ستيفن لولر، المدير العام في مايكروسوفت.
وسيعتمد التطور المستمر لسوق خرائط الاجهزة الجوالة على عدد من العوامل، بما في ذلك تشييد شبكة «واي ـ فاي» على نطاق الولايات المتحدة كلها، وبالتالي توليد نوع من الادراك العام بين المستهلكين ورجال الاعمال على السواء. ويقوم العاملون بالخدمات اللاسلكية بدفع وتوليد معظم هذا النشاط. وقد أدى الدمج بين شركتي «سبرنت» و«نيكستل» في الوصول الى أكبر حقيبة مالية تتعلق بخدمات الخرائط والنظام العالمي لتحديد المواقع. أما شركتا «سنغيولار» و«فيريزون» للخدمات اللاسلكية، فقد تشاركتا مع شركات مثل «ماب كويست» و«راند ماك نالي» و«تيلي اطلس»، لتقديم الخرائط وخدمات تحديد المواقع والمعلومات الخاصة بالسير وحركة المرور على الهواتف الجوالة والمنظمات الإلكترونية الشخصية المحمولة «بي دي ايه». وتخطط «سنغيولار» أيضا الى الشروع في تقديم هواتف جوالة ومنظمات «بي دي أيه» تعمل بالنظام الشامل لتحديد المواقع في أوائل العام المقبل.
أجهزة جوالة مدمجة
* وستقوم بعض الخدمات بتوحيد قواعد المعلومات الخاصة بالشوارع والطرقات، مع القدرة على التكامل مع الاجهزة التي تحمل باليد وبرمجياتها. وتستخدم كريستين لامبيرت، التي تعمل في سوق العقارات مع شركة «برودينشال كاليفورنيا ريلتي»، جهازها الكفي «بالم تنجستين تي3»، مع برمجيات «مابوبليس» وقارئة «جي بي اس» للنظام العالمي لتحديد المواقع لدى قيامها بعرض الممتلكات والعقارات للزبائن. و«بمقارنة هذه الاداة مع عملية تقليب صفحات الخرائط «ثوماس بروس»، الذي يستخدمه رجال الاعمال في تنقلاتهم» تقول لامبيرت فإن «الجهاز الاول لا يقدر بثمن الذي دفعت 99 دولارا لدمجه مع كتاب العناوين الكفي للوصول الى مساكن العملاء وتخزين الخرائط عليه للاستخدامات المستقبلية».
وشرعت الشركات التقليدية في الحصول على تقنيات خرائط الاجهزة المتنقلة، مثل شركة «ال ـ 800 ـ غوت ـ جنك» لرفع النفايات وازالتها التي تقدر قيمتها بـ 38 مليون دولار، التي تعتبر مثل هذه التقنيات من ضمن استراتيجياتها وطموحاتها المستقبلية في النمو والتوسع، فهي باسطولها المكون من 350 شاحنة تعمل في جميع أنحاء أميركا الشمالية مع نية التوسع الى 500 شاحنة في نهاية العام الحالي، كما يقول كريستوفر بينيت.
ومن أجل ارسال السائقين وتوجيههم عبر الطرق بسهولة، قامت الشركة هذه بنشر نظام «ابلوكيشن سيستمس انك» لتحديد المواقع في الزمن الفعلي في مايو (أيار) الماضي. ومع وجود اسلوب جديد للمعالجة تخطط الشركة الان لزيادة العمليات اليومية لرفع النفايات بنسبة 10 الى 15 في المائة، مما يعني 10 ملايين دولار من العائدات الاضافية.
رصد سريع
* في الماضي كان السائقون يتلقون عناوين نصية ومعلومات عن الزبائن عبر الاجهزة المحمولة باليد التي تعمل ببروتوكول الاستخدام اللاسلكي، لكن مع ذلك كان يتوجب عليهم أيضا التفتيش عن العناوين في كتب الخرائط، لكنهم الان باتوا يحصلون على خرائط بالرسومات مع تفاصيل العمل والتوجيهات والارشادات خطوة بخطوة عبر هواتفهم الجوالة ومنظمات «بي دي أيه» الشخصية من انتاج «بيل موبلتي» و«سبرينغ» مستخدمين نظام «ابلوكيشن»، الذي يعتمد على برمجيات «مايكروسوفت ماب بوينت».
وعندما يقوم الزبائن بتقديم طلبات لرفع النفايات عبر مركز الاتصالات الهاتفية، أو عبر الإنترنت، فإن عناوينهم تذهب الى شبكة الشركة الداخلية انترانت التي تدعى «جنك نيت»، ومنها الى خادم «مايكروسوفت ماب بوينت لوكيشن سيرفر»، والى «ماب بوينت ويب سيرفيس» الذي هو البرنامج المحفوظ في خادمات الشركة. ويقوم خادم «ماب بوينت لوكيشن سيرفر» بوصل المعلومات الخاصة بالموضع في الزمن الحقيقي (الفعلي) المرسلة من الاجهزة المتنقلة (الجوالة)، مع المعلومات المتعلقة بالخرائط والطرق التي يوفرها موقع «ماب بوينت ويب سيرفيس»، وهكذا تقوم الشركة بتعقب سائقيها وأماكن وجودهم عن طريق استخدام اشارات الهاتف الجوال بدلا من النظام العالمي لتحديد المواقع «جي بي اس».
ويجري جمع معلومات قيمة في غضون هذه العملية مثل معلومات الطرق والمسالك التي تجمعها كل من فروع الشركة الـ 148 عن طريق استخدام برمجيات «ماب بوينت سيرفير». وبإمكان الشركة دراسة هذه المعلومات لاجراء التعديلات عليها، سواء على صعيد الطرق أو المواعيد، كما أن بإمكان الفروع المختلفة تعقب المناطق الجغرافية الشعبية للقيام برفع النفايات منها، وهذا ما يساعد على عمليات التسويق ايضا، كما أن بالامكان تسجيل الاوقات المناسبة لحركة المرور والفترات التي تستغرقها كل رحلة بغية حجز مواعيد رفع النفايات وشاحناتها خلال أفضل وقت في اليوم.
وحتى اليوم، فإن الخدمات التي تعتمد على النظام العالمي لتحديد المواقع هي التي كانت السائدة في ميدان الخرائط اللاسلكية. وخلال السنتين الماضيتين، دعمت أغلبية الاجهزة المتنقلة برنامج «جاي2 ام اي» J2ME وهو نسخة من برنامج «جافا 2» بتشبيكة وصل غرافية تمكن من وضع خرائط ملونة على شاشة صغيرة جدا. وتقوم الشركات الصانعة لمنظمات «بي دي ايه» الشخصية، مثل شركة «بالم انك» و«ريسيرتش ان موشن المحدودة» ببيع أجهزة تدعم برمجيات الخرائط وخدماتها.
أما «سبرنت نيكستيل»، فلا تزال في طور التقرير في كيفية بيع خرائطها والخدمات التي لها علاقة بها في اعقاب الاندماج الذي حصل بين الاثنين في الشهر الماضي. فقد جلبت «نيكستيل» عددا من الخدمات معها الى طاولة المفاوضات، بما في ذلك «ماب كويست فايند مي»، و«موبايل لوكيتر» (لتعقب الموظفين عن طريق تعقب هواتفهم الجوالة)، و«تيلي ناف» (للملاحة وارشادات الطريق)، و«ترمبل أوت دورس» (للمسافرين والمغامرين). وكانت «سبرنت» قد أدخلت في مايو الماضي عددا وأدوات وبرمجيات خاصة بتحديد المواقع دعتها «سبرنت بيزينيس موبلتي فرايم ورك»، ترمي الى مساعدة الشركات على تعقب اساطيل المركبات والشاحنات والعمال الذين يتنقلون هنا وهناك، تتضمن ايضا الخرائط والقدرات على ارسال الرسائل.
وبمقدور الشركات والافراد ايضا الحصول على بعض الخدمات مباشرة من مزودي تقنيات الخرائط، فشركة «ماب كويست» تبيع خدمة «فايند مي» بستة دولارات شهريا، كما شرعت أخيرا بتقديم خدمات بمبلغ اربعة دولارات شهريا تدعى «ماب كويست موبايل» التي تتيح لمستخدميها العثور على الخرائط والاتجاهات على موقعها في الشبكة، وبالتالي ارسال هذه المعلومات الى هواتفهم الجوالة. وخلال الاشهر القليلة المقبلة تخطط «ماب كويست» للخروج بنسخة جماعية من «فايند مي»، التي تتيح لمستخدميها ايجاد مجموعات ورؤية مواقع كل عضو منها على الخريطة.
خدمات جغرافية
* وللحصول على الخرائط والاتجاهات يقوم المستخدمون بتنشيط برامجهم الخاصة بالخرائط عبر وصلة إنترنتية، أو مكالمة هاتفية الى الشركة الناقلة لهذه الخدمات. فإذا كانت تقنية النظام الـ «جي بي اس» هي المستخدمة فإنها تتصل بالاقمار الصناعية للحصول على الموقع الحالي للمستخدم، وبالتالي ارسال هذه المعلومات الى البرمجيات الخرائطية في ذلك الهاتف التي تقوم بتحميل صورة الخريطة التي تماثل الخريطة التي رسمها نظام «جي بي اس» على شاشة الهاتف الجوال.
وكانت كلفة نظام «جي بي اس» قد تدنت جاعلة التقنية في متناول العديدين. وبإمكان غوغل وياهو ومايكروسوفت ام اس ان تخفيض اسعار الدخول الى ميدان خدمات الخرائط وتحديد المواقع بصورة افضل. فخلال الاشهر الماضية، شرعت الشركات الثلاث هذه في منح المطورين امكانية الدخول الى تشبيكات الوصل على سطح المكتب للوصول الى خرائطها المخزنة على مواقعها بحيث باتت مايكروسوفت الشركة الاولى التي تقدم تشبيكة وصل تجارية الى برنامج الدخول هذا API.
وبمقدور المستخدمين الاتصال بالإنترنت، اما عن طريق شبكة الهاتف الجوال، أو عن طريق نقاط «واي ـ فاي» الساخنة، والنتيجة امكانية انزال برامج مجانية مثل «كي مابس» و«موبايل جي مابس» الى الاجهزة الجوالة. بيد أن هناك تمنيات لأي شخص يقوم باستخدام شبكة «واي ـ فاي» للخرائط ألا يحتاج اليها كثيرا، والسبب هو محدودية تغطية هذه الشبكة التي قد لا تلبي العديد من الاحتياجات.
وترغب «كروز آي انك» ان تجعل برنامجها الثلاثي الابعاد على الشبكة متوفرا في المنظمات الشخصية «بي دي ايه»، والهواتف الجوالة الذكية عن طريق شبكات «واي ـ فاي». ويستخدم الاشخاص هذا البرنامج في كومبيوتراتهم الشخصية لرسم خرائط تقودهم الى وجهاتهم ومؤتمراتهم واجتماعاتهم، وحتى بالنسبة الى جولاتهم السياحية، لكن البائعين استنتجوا انه لا توجد نقاط ساخنة كافية لتلبية احتياجات المستخدمين.
وحالما يصبح من العملي تقديم مثل هذه الخدمة فإن «كروز آي»، تتوقع فورة في الاعلانات المحلية أيضا بحيث يقوم مرفق سياحي بالاعلان عن موقعه في الخريطة التي يتفحصها البعض بغرض الوصول الى مكان محدد.
ومن المتوقع أن يقفز جميع اللاعبين الكبار في حقلي الإنترنت والاتصالات الى قطار الاعلانات المحلية هذا حالما يصبح هذا الامر عمليا من الناحية الفنية، ومن الحجم بحيث يدر ارباحا، رغم أنه قد يثير بعض القضايا الخاصة بالخصوصية. فمن شأن تحديد تحركات الاشخاص وأمكنتهم على الخريطة، ما يعني تعقبهم وتسجيل كل شيء عنهم من قبل الشركة المقدمة للخدمات، أو حتى من قبل المخربين والمتسللين.
لكن شبكات «واي ـ فاي» قد تصبح أكثر عملية خاصة في خطوط المترو (قطارات الانفاق). فقد قامت 200 دائرة بلدية في الولايات المتحدة، أو انها ستقوم، بتشييد شبكات «واي ـ فاي»، كما أن هناك أكثر من 220 بلدية أخرى من المتوقع أن تنضم الى هذا الركب خلال الاشهر الـ 12 المقبلة استنادا الى دراسة قامت بها «تروبوس نيت ووركس انك». كذلك شرعت شركة «انتل» في ربط 13 مدينة أميركية، في مشروع تجريبي لتحويلها الى «مستوطنات رقمية»، بغية زيادة تبني التقنيات اللاسلكية.
ومن اولئك الذين يقودون الطريق الى الخرائط اللاسلكية قوات الشرطة والاغاثة، فقد أنفقت دائرة شرطة نيويورك نحو 11 مليون دولار على مركز الجرائم في الزمن الحقيقي في يوليو (تموز) الماضي، لاعطاء ضباط الشرطة اخر المعلومات عن مواقع الجرائم وعمليات العنف في المدينة. ويستخدم هؤلاء برنامج «ماب انفوس ماب اكستريم» لتحليل الجرائم واتجاهاتها وأنماطها، مستخدمين في ذلك خرائط تفصيلية تقودهم الى عناوين سكن المشبوهين.
وكانت دائرة الشرطة في نيويورك قد ركبت كومبيوترات حضنية تعمل بشبكات «واي ـ فاي»، في سياراتها، حيث ترسل المعلومات من مركز الجرائم، ومن ضمنها المعلومات المجمعة والمقدمة عبر برنامج «ماب اكستريم»، الى الكومبيوترات الحضنية لاسلكيا، لكن دائرة الشرطة هذه، كما يقول أحد مديريها، جم أونالفو، راغبة في نهاية المطاف بتوفير وظيفة الخرائط مباشرة الى الكومبيوترات الحضنية من دون الحاجة الى المرور عبر مركز الجرائم، لذلك تقوم الدائرة باختبار 700 منظم شخصي «بي دي اف» للقيام بجميع المهمات بالنسبة الى ضابط الشرطة، لكن أونالفو يقول ان شاشاتها صغيرة جدا لاستيعاب وظائف الخرائط كلها الخاصة بالجرائم.
والخلاصة ان تقنيات الاعمال باتت تطاول الاجهزة التي تحمل باليد، لكن فيل غو، المدير التنفيذي في شركة «بارتون مالو» للتعمير، يقول انه يهوى فكرة الخرائط المعروضة على المنظمات الشخصية والهواتف الجوالة، لكنه غير متأكد من عملية قراءتها على شاشاتها الصغيرة، فضلا عن وجود صعوبات بسيطة أخرى تتعلق بالاستخدامات، لانه هناك في الطرقات وميادين العمل المكشوفة فقد يحتاج الامر الى كومبيوترات حضنية.