ادب الزَّحفُ المُقَدَّسُ

موسى حمدان

Active Member
الزَّحفُ المُقَدَّسُ

تَمُّوزُ يا شهرَ المصايفِ، والمصائبُ قد بَدَتْ

وآتاهُ آبُ مُخَفِّفاً بِرُطُوبَةٍ شهرَ الصِّيامِ لِصائمِ

أو قائمٍ لِصلاتِهِ، أو قارئٍ قُرآنَهُ، ومرابطٍ لِثغُورِهِ

حتى بدتْ أحداثُ جرفٍ صامتٍ في أهلِهِ

وترى القِطاعَ مُشَرِّداً أشكولَهمْ مِنْ حولِهِ

لِسذوجهم، أيرونني أشكو لهم أحوالَنا

ونسوا الفلسطينيَّ لن ينسى حقوقَ شُعُوبِهِ

في غَزَّةٍ وخليلِنا، في ضَفَّةٍ وجليلِنا، ومثلَّثٍ حتى النَّقَبْ

يا ضَفَّةً كُنَّا رأيناها لنا عوناً على جُندِ العِدا

صارت شريكاً في الكِفاح تَمَتْرَسا

وجرى الشَّبابُ إلى اليهودِ بحاجزٍ كي يسقطوا فَخْرَ العِدا

بجنودِهم وجيوشِهم وعتادِهم صاروا وَقُوداً للفدا

جَعَلَتْ جنوداً بالحواجِزِ مثلَ قمحٍ هُرِّسا

أو مثل تبنٍ بالبيادرِ دُعِّسا

أو مثل عصفٍ بًرِّزا

حتى بَدَتْ صيحاتُهمْ للاستغاثةِ أَجْرُسا

وتباكتِ الجُدرانُ فوق بُكائهمْ

وتكاثرتْ في قُدسِنا هجماتُهم

وتعاظمَ المَدُّ الجماهيريُّ في كلِّ المدائنِ والقُرى

بشوارعِ القدسِ القديمةِ والدُّروبْ

ومُخيَّمٍ يحمي الشَّبابَ من الجُنودْ

وشوارع القُدسِ الشَّريفِ فقد خلَتْ من حِقدِهمْ

وتشابكتْ أيدي الشَّبابِ بأرضِنا وتكاتفتْ

وترى ثمانٍ واربعين مع الشَّباب تفاخرتْ

وترى المسيحَ ومسلماً يحمي الفتاةَ تناصرتْ

وبإخوةٍ شغلوا الجُنود تعاظمتْ

وترى لأجراسِ الكنائسِ رَنَّةً

وترى المساجدَ والمآذنَ كَبَّرَتْ

حتى ترى زحف الشَّبابِ تعاظُماً نحو الحواجزِ والجنودِ مُقدَّسا

ورأوا بغزَّةَ هاشمٍ ضُعفَ المكانِ لِصُغرِهِ

فأتتْ جحافلُهمْ صوبَ القِطاعِ لِضربِهِ

قتلوا البنينَ مع النِّساءِ من البشرْ

قتلوا الشُّيوخَ مع الفتاةِ على البحرْ

قتلوا الزُّروعَ مع الحصادِ مع الشَّجرْ

منعوا الطُّيُورَ لأنْ تحلِّقَ في السَّحَرْ

قتلوا المنازلَ والبيوتِ مع الحجرْ

وتمترسَ الأشبالُ والزَّهراتُ في كلِّ الدُّرُوبْ

وتوزَّعوا حول الشَّوارعِ والخنادقِ والثُّغورْ

وتجهَّزوا بعتادِهمْ تحت الثَّرى فوق المنازلِ والصُّخورْ

وتجمَّعَ الأخوانُ من جبهاتِنا من فتحنا وحماسنا وجهادنا حول البيوتْ

وتمترسوا حول البوادي والحضَرْ

فوق الثَّرى تحت الشَّجرْ

وبدا الفِداءُ بقصفِهِ جُنداً غُزاةْ

وأذاقَهمْ موتاً زُؤامْ

حتى يُزِيلوا عنهمُ لمقولةٍ لا يُغلبون، وسيُغلبونْ

وسيعلمونَ بأنَّنا في حقِّنا جُنْدٌ قُساةْ

بسياسةٍ، أو في ميادينِ الوغى، وسيعلمون بأنَّهمْ جُندٌ جُناةْ

وسيعلمون بأنَّنا عن ظُلْمِهمْ شعبٌ عُصاةْ

فَلْيخرُجوا من بَرِّنا من بَحرِنا من جَوِّنا، وسيخرجون.

موسى حمدان، سبتمبر 2014م
 
سلمت يمينك شاعنا
لا فض فوك
تحياتى لك
 
أخي العزيز: على الخليل
كل التحية والاحترام لمروركم الكريم، بوركتم وبوركت سواعدكم، وكل عام وأنتم بخير،
تحياتي
 
عودة
أعلى