حول العقـل و الطبيعة البشرية (الجزء الأول) :
إنّ رأيي في العقـل معـروف، و قد واصلت الكتابة فيه مرة بعد مرة، منذ نحو أربعين سنة، حتى سئم القراء منه و ضاقوا به ذرعا. و قد جابهني أحد القراء منذ عهد قريب قائلا : (تعيد و تصقل في نفس الموضوع فألى متى ؟!)
أن هذا القارئ قد نطق بالحقيقة التي يجب أن أعترف بها، و أني أريد أن أنتهز الفرصة لكي أوضح موقفي من العقـل و من الطبيعة البشرية بوجه عام.
قلت مرارا، و أعيد القول هنا، أن العقل البشري بمقدار ما هو عظيم في قدرته على الأبداع و الأختراع، هو ضعيف عاجز في النواحي الاخرى. يجب أن لا ننسى أن الله منح العقل للأنسان لكي يساعده في تنازع البقاء، و معنى ذلك أن العقل ليست وظيفته التوصل الى الحق و الحقيقة كما توهم العقلانيون القدماء، بل أن وظيفته هي مساعدة الأنسان في تنازع البقاء.
أن الأنسان حين تجابهه مشكلة في حياته يبدا بالتفكير في أيجاد حل لها، فهو لا يطلب الحق و الحقيقة بمقدار ما يطلب الحل لمشكلته و يكفي أن نقول أن العقل البشري بارع كل البراعه في ما ينفع الأنسان في تنازع البقاء، غير أنه من الجهه الأخرى عاجز كل العجز على أدراك الحقيقة التي تخالف منفعته، أنظر الى البشر في وضعهم الحاضر، فهم وصلوا في مخترعاتهم الى هذه الدرجة الهائلة التي نشهدها، و لكنهم من الجهه الأخرى عاجزون على أيجاد حل لحروبهم. فهم سيظلون يتحاربون و يتحاربون الى ما شاء الله _ مع الأسف الشديد .
إنّ هذا الكلام كررت على القراء عشرات المرات على طريقة (يعيد و يصقل) و لكني لم أجد من يقبل به الا القليلين فألى متى ؟
- من مقالة لجريدة الاتحاد العدد (109) 1989 م.
علي الوردي
إنّ رأيي في العقـل معـروف، و قد واصلت الكتابة فيه مرة بعد مرة، منذ نحو أربعين سنة، حتى سئم القراء منه و ضاقوا به ذرعا. و قد جابهني أحد القراء منذ عهد قريب قائلا : (تعيد و تصقل في نفس الموضوع فألى متى ؟!)
أن هذا القارئ قد نطق بالحقيقة التي يجب أن أعترف بها، و أني أريد أن أنتهز الفرصة لكي أوضح موقفي من العقـل و من الطبيعة البشرية بوجه عام.
قلت مرارا، و أعيد القول هنا، أن العقل البشري بمقدار ما هو عظيم في قدرته على الأبداع و الأختراع، هو ضعيف عاجز في النواحي الاخرى. يجب أن لا ننسى أن الله منح العقل للأنسان لكي يساعده في تنازع البقاء، و معنى ذلك أن العقل ليست وظيفته التوصل الى الحق و الحقيقة كما توهم العقلانيون القدماء، بل أن وظيفته هي مساعدة الأنسان في تنازع البقاء.
أن الأنسان حين تجابهه مشكلة في حياته يبدا بالتفكير في أيجاد حل لها، فهو لا يطلب الحق و الحقيقة بمقدار ما يطلب الحل لمشكلته و يكفي أن نقول أن العقل البشري بارع كل البراعه في ما ينفع الأنسان في تنازع البقاء، غير أنه من الجهه الأخرى عاجز كل العجز على أدراك الحقيقة التي تخالف منفعته، أنظر الى البشر في وضعهم الحاضر، فهم وصلوا في مخترعاتهم الى هذه الدرجة الهائلة التي نشهدها، و لكنهم من الجهه الأخرى عاجزون على أيجاد حل لحروبهم. فهم سيظلون يتحاربون و يتحاربون الى ما شاء الله _ مع الأسف الشديد .
إنّ هذا الكلام كررت على القراء عشرات المرات على طريقة (يعيد و يصقل) و لكني لم أجد من يقبل به الا القليلين فألى متى ؟
- من مقالة لجريدة الاتحاد العدد (109) 1989 م.
علي الوردي