شتان بين هجر وهجر { سلسلة ربيع القلوب 1 }

تاج الوقار

Well-Known Member
do.php




إذا نظرتَ أيّهَا القارئُ إلَى الناس ِفي أحوَالِهمُ العَادِيّةِ
سَتجدهُمْ قدِ اعْتادُوا سماعَ القرآنِمعَ بدايةِ يومهِمْ
فهذا صاحبُ المحلِ, وذاكَ صاحبُ المَقهَى, وفي عِيادَةِ الطبيبِ, كلٌّ يبدأُ يومَهُ بسماع ِالقرآنِ.
حَتّى سائقُ السيارةِ إنْ بدأ يَومَهُ يبدأ بالقرآن ِ,بل ستجد أنَّ التلفازَ إذا ابتدأ البرامجَ لا يبدُؤهَا إلاّ بالقرآنِ, ولا يُنهيهَا إلا بالقرآنِ.
و لكنْ سُرعانَ ما يُستبدَلُ طِيبُ الكلام ِو شفيعُ الكرام ِو أنيسُ الأنامِ بالغناءِ
ثمّ ينشغلُ هذا وذاكَ بالقِيلِ والقال والصُّحُف والمجلَّاتِ- إلا من رحمَ ربُّ الأرض ِوالسماواتِ-
فتَجِد المُسلم المُوَظَّف من لحظة ِخروجهِ من العملِ إلَى أنْ ينامَ وهوَ يُقلبُ الجرائدَ !
والغريبُ أنّكَ إذا سألتَ بَعضهُمْ عنْ محتوَاهَا
سيقولُ لكَ لا شيءَ
نِصْفهَا أخبارٌ رياضيّةٌ و سياسيّةٌ
والنصفُ الآخرُ إعلاناتٌ و إشهاراتٌ و مقالاتٌ تافهةٌ

do.php

ومنَ المؤكّدِ أنّكَ أيّهَا القارئُ قدْ سبقَ و رَكِبتَ
معَ صاحبِ سيارةِ أجرةٍ
فوجدتَهُ قدْ وضعَ المصحفَ علَى الرَّفِ الذِي أمامَهُ، والشمسُ قدْ غيَّرتْ لونهُ.
ولَعلّكَ أيضًا شاهَدتهُ و قدْ وضعَ علبةَ سجائِرهِ من فوْقِهِ
وَ"الرّادْيو" مِنْ تحْتهِ يصدحُ بالأغانِي
وإذا سألتهُ عنْ غرضِهِ منْ وضع ِالمصحفِ في السّيارةِ ، سَيُجيبكَ: إنّ ذلكَ ابتغاءَ البركةِ
وإذا سألتهُ إن كانَ يقرأُ فيهِ، سيقولُ لكَ: ليسَ لديّ وقتٌ فكمَا ترَى طِوالَ اليومِ وأنَا علَى عَجلةِ القيادَةِ
- إلاّ منْ رحمَ رَبّي - .

أيّ بركةٍ هذهِ التِي تأتِي لِمنْ يَهجرُ القرآنَ ؟


قالَ تعَالى :

﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا اْلأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوه

أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ َلا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إَِّلا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ اْلآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفََلا تَعْقِلُونَ ﴾
[ الأعراف: 169]

وقالَ القرْطُبيّ فِي تفسيرهِ: وهَذا الوصفُ الذي ذمَّ اللهُ تعالَى بهِ هؤلاءِ موجودٌ فِينَا.
فقدْ رَوَى الدّارمِيُّ فِي سُننِهِ عن معاذِ بنِ جبلٍ رضي الله عنه قال:

سَيبْلَى القرآنُ في صُدُور ِأقوامٍ كمَا يبلَى الثوبُ، فيَتهَافتُ, يقرؤونَهُ لا يَجدُونَ لهُ شهوةً ولا لذةً, يَلبسُونَ جلودَ الضأنِ علَى قلوبِ الذئابِ

أعمَالُهُمْ طمعٌ لا يُخالِطهُ خوفٌ, إن قَصّرُوا قالُوا سَنبلغُ, وإن أسَاءُوا قالُوا سَيُغفَرُ لَنا, إنّا لاَ نُشركُ باللهِ شيْئاً .

do.php


وجَميعُ هذهِ الأنواعِ منْ هجرِ القرآنِ واقعةٌ بَيننا ومُتَفَشّيَةٌ فينَا الآنَ، فاللّهُمّ اغفرْ لنَا تَقصِيرَنا.

وإذَا أرَدتَ أن تَعرفَ حَقّا كيفَ حَالُنا معَ كتابِ اللهِ فِي بُيوتِنا
فادْخلْ مَنزلَكَ بعدَ صلاةِ الجمعةِ وأحْضِرْ كُرْسِيًّا ، ثمَّ ضعْهُ بجَانبِ خزانةِ المَلابسِ،
ثمّ اصْعَدْ عليهِ وتَحَسّسْ بيدِكَ فوقَ الخزانةِ ستجدُ كِتاباً مَهجوراً قدْ ترَاكمَ الغبارُ عليهِ بطبقاتٍ كَثيرةٍ،
فإذا أمْسَكْتَ بهِ فارفقْ بهِ لأنَّ صفَحاتِهِ قدْ شارَفتْ علَى التّمَزّقِ ، وبعدَ أنْ تمسكَهُ بعنايةٍ فائقةٍ ؛ امْسح ِالغُبارَ عَنْ غلافِهِ لِتجدَ مكتوباً بالخطِّ العَريضِ
[القرآنُ الكريمُ ]

ومَاذا بَعدَ كلِّ هَذا الهجرِ ؟!
أوَنرْتجِي عِزَّةً أوْ سَعادَةً أو طُمأنينَةً ؟!
هلْ يجدرُ بنَا أنْ نَشْكُوَ منْ نغص ِالعيشِ وانقطاعِ الرزقِ وتعَسُّر ِالدروبِ وعقوقُ الأبناءِ و الضيقُ والحزنُ ووو
وهذا حَالنَا معَ القرآنِ؟!


إنهُ القرآنُ , هو الطاقة ُالمعنويةُ التِي تبعثُ في كلِّ شيءٍ لونَهُ وحياتهُ ورونقهُ
و يومَ أنْ تَخلّى الناسُ عنْ كلامِ رَبّهمْ علاَ طوفانُ الاِفتتانِ بالحضارةِ الغربيّةِ ، وطغَى تيارُ الحياةِ الماديةِ
فتغيّرَتْ مناهجُ التعليمِ وتسمّمَتْ وسائلُ الإعلامِ في كثيرٍ من بلادِ المسلمينَ
فأخرجَتْ أجيالاً نافرَةً منْ دِينِهَا مُنسَلِخةً عنْ قِيَمِهَا خرَجَتْ تنعَقُ بدعواتٍ غربيةٍ وتَعتنِقُ أفكاراً جَاهليّةً !

ألمْ يَأْنِ للأمةِ أن تَعِيَ رسالتَهَا ؟!

هل أدركتَ الآنَ أنّ معادلة َحيَاتِنا تحتاجُ إلَى مُوازنةٍ ؟!

- كيفَ أعودُ للقرآن ِ؟!
- كيفَ أحْيِي قلْبِي بهِ ؟!
- كيفَ أجْعلهُ قائداً لِي فِي حَيَاتِي ؟!

إذنْ هاتِ إليّ يدكَ .. لنجعل القرآنَ ربيعاً لقلوبنا مِن الآن ..
عملاً لا قولاً .. ورغبةً مستقرّة في النفوسِ لا لحظيّةً تنجلي بانجلاءِ الموعظةِ ..

وتابعْ مَعنا مَوضوعَنا القادمَ منْ سلسلةِ ربيع ِالقلوبِ ..
لنناقشَ معاً محاورَ أسئلتِنا ونبحثَ عنِ الجوابِ بتمَهّلٍ فلعلّهَا تكونُ عودَةَ حقٍّ لَنا ولكَ بإذنِ اللهِ ..
 
do.php



هُنَاك في دُنيا الخمول , وعَلَى ظِلال الأحْلام
أنفُس تُطُوف بالقلم , تسْعى إلى الأورَاق , علّها تَنَال الدِفءَ وتَلِدُ وتجدُ السُكونَ
تستيقظُ كُلَّ صباحٍ , ترسُمُ أمنيَاتٍ عَلى لوحةِ السُطورِ , تُشير لِـ فَجْرِ جديدٍ يحملُ لهَا ألماً بَلَغَ الحَنَاجِرَ
شَكوَاهَا : كَم مِنْ معانِي الحياةِ سَأُلْجِمُ , و بـِجُروح ِالبَشَرِ أتألّمُ ؟!نَجْواهَا : أيْنَ سَلامُ الأوْفيَاءِ ؟! مَا لِطَرِيقِ الحُبّ بَيْنَنَا لا يَستَقيمُ ؟!
هَكذَا هِيَ بأجْنِحَةِ يَوْمِهَا تُحَلّقُ بصَفِيرِها وزَقْزَقتِها
لا عَمَل لَها غَيْرَ السَفَرِ بِالشَّكْوَى والسَّمَرِ بِالنَجْوَى إلى منْ لا يملكُ لَها ضَرّاً وَلا نفعاً
وَمعَ انسِحابِ الشَّمْسِ تَبْكي , فَصَدَاها قَدِ ارْتَدَّ كَعَادتِهِ, وَكيْفَ لا يَرْتَدُّ ؟!وهيَ عائِدةٌ منْ مُجاهدَةٍ تدورُ فِي الظّلامِ ولا تُحقّقُ لَها إلاّ الفَراغَ !!ولوْ كانَ الكِفاحُ فِي النّورِ لاعْترَفَتِ الأطلالُ بمعروفِ المَطرِ
ولَعَرفَ الكونُ أهمية َالشمس ِ, إلَى مَتى البُعْدُ عَنْ نُوْر ِالأرْض ِوربيع ِالقلوب ِ؟!




بَعضُ الصُّوَر ِالقريبَةِ جِدّاً مِنّا تَجْعلُنا نَظُنُّ
بأنّهَا وَاضحَةٌ جليّة ٌومَا ذاكَ إلاّ لقُربنَا مِنهَا , لَكِنّهَا تحتاجُ مِنّا الرُّجُوعَ بِضْعَ خَطَواتٍ إلَى الخَلْفِ
حتّى نرَى الصّورَةَ كَامِلَة ًوبوضُوح ٍ..
وعدَمُ مَعْرفتِنَا السّبُلَ المُوصِلة َلِلقُرْآن ِوالعَودَة َإليهِ لَهَا أبْعادٌ أخْرَى ومَعَالمُ فِي قلُوبِنَا مخفيّة ٌ, عَلَيْنَا أنْ نَرَاهَا بِوُضُوحٍ لِنُحَدّدَ مَوضِعَ الخَلَل ِ..


فنحْنُ نَقرَأُ القرْآنَ ونُؤمِنُ بهِ ونُصَدّقُ بقول ِاللهِ تعالَى :" لَوْ أَنْزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" {الحشرُ: 21}

و قولَهُ سُبحانهُ " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" {الأنفالُ : 2}

ونقرأ قولهُ تعالَى : "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ" {الزمرُ: 23}

نحنُ نقرأُ هذهِِ الآياتِ و غيرَهَا الكثيرُ ،لَكنْ مَا أخبرَنَا اللهُ عنهُ من تأثرٍ وَاسْتِشعَارٍ فإنّنَا لاَ نجِدُهُ !!

لِمَاذا لاَ نتأثرُ بالقرآنِ ؟!

منْ هُنا ننطلقُ لنعرفَ السّبيلَ المُوصِلَ إلَى القرآن ِوالعودةِ إليهِ
فهَذا هوَ قلبُ الموضوع ِالذِي إنْ أدْركتَ إجابتَهُ صَلُحَ سائرُ حالكَ مع القرآن ِ, وهوَ السّببُ الأساسِيّ
فِي هَجْرنَا للقرآن ِوجَهلِنا فيهِ !


لِمَاذا لاَ نتأثرُ بالقرآنِ ؟!

إنّ هَذا السؤالَ يحتاجُ مِنّا إلَى تَركيزٍ ومُجاهدَةٍ وعلينَا أن نُدركَ بأنَّ الإجَابةَ عَليهِ ليستْ
مجموعةَ نظريّاتٍ وبرَاهينَ وفرَضيّاتٍ تُوضعُ كَحُلول ٍللْمُشكلَةِ المُرادِ عِلاجُهَا
إنّمَا هيَ خطواتٌ [ عَملِيّةٌ ]تَحتاجُ إلَى فَهمٍ وتدَرّجٍ ومُلازمةٍ حتّى يُنالَ المُبتغَى المَرجُوّ مِنْ ورَائِهَا .


do.php



قال ثابتٌ البنانِيُّ : " كابدتُ القرآنَ عشرينَ سنة ًثّم تنعّمْتُ بهِ عشرينَ سنةٌ "
وهذهِ حقيقة ٌلا شكَّ فِيهَا , فإنْ أدركتَ عِظمَ مَا تطلُبُهُ سَهُلَ علَيكَ الوُقوفُ ببَابِهِ و طَلبِهِ حَتّى يفتحَ اللهُ لكَ
أبوَابَهُ فتدخُلَ فِي عالَمِ لا يُضاهِيهِ جمالٌ ,
وأمّا إن ِاسْتعجَلتَ وتَسرَّعْتَ فسَيصْرِفُ اللهُ عنكَ هذا البابَ
وقدْ تُسلبُ منكَ الإرادَةُ وقوّةُ العَزيمَةِ بسبَبِ تسَرُّعِكَ
وحِينهَا سَتُحرَمُ عيشَ السّعَداءِ ..



قالَ بعضُ السلفِ : " مَنْ تَعجّلَ الشيءَ قبلَ أوانِهِ , عُوقِبَ بحِرْمانِهِ
فإذا تريثتَ وتأنّيتَ فاعْمَدْ إلَى الإرادةِ , وانظرْ فِي العزيمَةِأيَشوبُهَا تكاسلٌ أو بعضُ تأجيل ٍ؟!
فإنْ شابَها ذلكَ فلاَ تنْتَظِرْ لَحظة ًحَتّى تَغسلَها بماءِ الصّدْق ِمعَ اللهِ فلاَ يكفِي أن تكونَ لديكَ العزيمَة ُ, بلْ يجبُ أن تحملَ بينَ جَنبَيكَ عزيمَة ًصَادِقةً
تجعلُكَ تهرَعُ إلَى العمل ِدونمَا أيِّ ترَدّدٍ ,
فالعَزيمة ُالصادقة ُهيَ التِي يُصَدّقُ مرَامَهَا الفعلُ , ويُجسّدُ منالَهَا الواقعُ "


وليسَ للعبدِ شيءٌ أنفعُ منْ صِدقِهِ معَ ربّهِ فِي جميع ِأمورِهِ
فالصّدقُ معَ اللهِ هوَ الخُطوةُ الأولَى في سبيل ِالعودةِ الفِعليّةِ إلَى القرآنِ
لأنّهُ مَنبعُ العزيمَةِ الصّادقةِ والعمل ِالفعليِّ الجادِّ
قالَ تعالَى : { فإذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا الله لَكَانَ خَيْراً لَهُم }
فالأمرُ يحتاجُ مِنّا إلَى :1- صِدق ِالعَزيمَةِ معَ الحَزمِ وعدمِ التّردّدِ فيهَا2- وصِدْقُ العَملِ ببذل ِالجهدِ ونبذِ الكَسَلِ
" ومَن صدَقَ اللهَ في جميع ِأمورِهِ :
صنعَ اللهُ لهُ فوقَ مَا يَصنعُ لغيرهِ ، وهذا الصِّدقُ معنىً يَلتئِمُ منْ صِحّةِ الإخلاصِ ، وصِدْق ِالتّوكّلِ ،


فأصدَقُ الناسِ : مَن صحَّ إخلاصُهُ ، وتَوكّلهُ " ابنُ القيّمِ / الفوائدُ


فأعظمُ ملوِّثٍ لهذِهِ العزيمَةِ التّكاسُلُ و أعظمُ قاتل ٍلهَا التسويفُ , فاحذرْ أوّلاً مِنْ هذهِ الطعناتِ ,
ثمَّ امْضِ وَاثقًا باللهِ ولا تَخْشَ العَقباتِ
لأنكَ صَادقٌ , وعَزمُكَ مؤيّدٌ بِصِدقكَ فلا مَجالَ للتأخّر ِلَحظةً أو المَبيتِ ثانيةً

" وارضَ بكفايةِ اللهِ يَكْفِكَ عنْ كلِّ كافِيةٍ، فإنّهُ غالِبٌ عَلى أمْرهِ، وَلا يَغلِبهُ أحدٌ، وتوَكّلْ عَليهِ
فإنّهُ حيٌّ لاَ يَموتُ ، وسِواهُ مَيّتٌ .

أمَا كَفى إبْرَاهِيمَ الخليلَ وقدْ ألْقِيَ فِي النارِ فَصيّرَهَا لهُ بَرداً وسَلاماً ؟
أمَا أنجَى نوحاً مِنَ الطّوفان ِيومَ صَارتِ الأرضُ كَوكباً فِي بحر ِالماءِ ؟
أمَا شقَّ اليَمَّ لِمُوسَى ودَمّرَ عَدُوّهُ وفجّرَ لهُ الصّخرَ بالماءِ العذبِ الزٌّلال ِ؟
أمَا حَمَى رَسُولَنا صَلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ فِي كلِّ مُعْترَكٍ ، أما أنقَذهُ منَ الويْلاتِ ؟ " [ سِياطُ القلوبِ ]

اِلْجَأْ إليْهِ إذَا دَهَتْكَ مُهِمَّةٌ ... واقْصِدْ جَنابَ الوَاحِدِ القَهّارِ
واعْلَمْ بأنَّ اللهَ جَلَّ جَلالُهُ ... هُوَ كاتِبُ الأرْزاق ِوالأقدارِ



إذنْ كيفَ نبدأُ ؟!
و لمَاذا غيّرَ القرآنُ حياةَ الصحابةِ، ولمْ يغيّرْ حَياتَنا ؟!



ما زالَ الحَديثُ مُسْتَمِراً ومَا زِلْنا نُحدّق فِي الأسبابِ التِي تجْعَلُنا نعُودُ إلَى القرآن ِولنا مَعَ مَوضوعِنا القادِمِ
جميلُ إجابةٍ ولذيذُ خطابٍ بمَشيئَةِ اللهِ- تعَالَى, فتابعُونَا

 
عودة
أعلى