لقطات من مؤتمر عربي

Abu_Omar

مشرف عام
طاقم الإدارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عقد مؤتمر عربي للمياه في نهاية الشهر الماضي، وكان هذا المؤتمر بالنسبة لي أول مؤتمر عربي أحضره حيث لم يسبق لي حضور مؤتمر عربي في بلد عربي، ولذا كانت أشياء كثيرة جديدة بالنسبة، وأود هنا تسجيل انطباعاتي وملاحظاتي على هذا المؤتمر، مقارنة مع المؤتمرات الأجنبية:

-لاحظت مدى التكلف في كل شيء بدء من الطعام والشراب والمكان والديكورات وما شابه، والخدمة خمس نجوم.
-المحتوى العلمي صادم إلى حد كبير، ورغم أن لغة المؤتمر كانت العربية، إلا أن الكثيريين تحدثوا بالانجليزية والبعض كانت لغته مطعمة بالفرنسية.
-يبدو أن أحداً لم يقم بمراجعة الأوراق العلمية المقدمة للمؤتمر، حيث أنها مليئة بالأخطاء اللغوية والكتابية، وركيكة جداً
-تم تكريم كل من قدم ورقة في المؤتمر حتى أن رؤساء الجلسات تم تكريمهم، وهذا الأمر لم أجد له مثيلاً في أي مؤتمر أجنبي
-الأمر المزعج جداً كان الهواتف الخليوية، وهذا الأمر لم أجد له مثيلاً في المؤتمرات الأجنبية، حيث أنه بمعدل كل دقيقة تقريباً يرن هاتف بنغمة مختلفة أو بموسيقى أو قرآن وغيره. الغريب أن أحداً لم يكلف نفسه بإغلاق هاتفه أثناء الجلسات!
-معظم الوفود العربية المشاركة هي وفود حكومية ولا تمثل المجتمع العلمي بالضرورة، والغالبية تعتبر مثل هذا المؤتمر فرصة للسفر والإقامة المجانية والطعام في فندق خمس نجوم، حيث أن الدولة المضيفة وجامعة الدول العربية غطت معظم التكاليف
-التوصيات في البيان الختامي للمؤتمر هي تكرار لكل ما يقال في مجال المياه منذ عشرات السنين، ولا جديد في الموضوع
 
بعــــد يوم متعب رســـمت ابتســامة على وجهـــي أخي ابو عمـــر
بالحقيقة نحتاج الى تشخيص العلل الاجتماعية قبل العلمية والتكنولوجية
اليوم كنت في وزارة التعليم العالي وصعـــد عندي مستوى الســـكر كثيرا كأنهم مدربين على احباط الناس، وهم ابناء البلد وليسوا احتلال او تدخل دولة خارجية!!
في الامثال العراقية هنالك مثل على شكل شكوى "دكتور ... دا تجينا الحمّــا من رجلينا" أي دكتور اشكو لك صعود الحمى الى جسمي ابتدءا من قدمي، في اشارة الى ان مصدر الحمى هو جسمي وليس شيء خارجي
شـــر البلية مايضحك..... شـــر البلية مايضحك
وأصبحت أعتقــد ان اهمـــال نعمـــة العقـــل والســماح بهذا التردي هو أثـــم عظيم نظرا للنتائج الكارثية لذلك
تحياتي
 
بعــــد يوم متعب رســـمت ابتســامة على وجهـــي أخي ابو عمـــر
بالحقيقة نحتاج الى تشخيص العلل الاجتماعية قبل العلمية والتكنولوجية
اليوم كنت في وزارة التعليم العالي وصعـــد عندي مستوى الســـكر كثيرا كأنهم مدربين على احباط الناس، وهم ابناء البلد وليسوا احتلال او تدخل دولة خارجية!!
في الامثال العراقية هنالك مثل على شكل شكوى "دكتور ... دا تجينا الحمّــا من رجلينا" أي دكتور اشكو لك صعود الحمى الى جسمي ابتدءا من قدمي، في اشارة الى ان مصدر الحمى هو جسمي وليس شيء خارجي
شـــر البلية مايضحك..... شـــر البلية مايضحك
وأصبحت أعتقــد ان اهمـــال نعمـــة العقـــل والســماح بهذا التردي هو أثـــم عظيم نظرا للنتائج الكارثية لذلك
تحياتي
حياك الله أخي د. سعد
في الواقع فإن حال الدول العربية يرثى له وكل ما هنالك هو ديكور وكرتون وصور. إذا مرض رئيس ما يذهب للعلاج عند الغرب، وإذا أراد أحد ما أن يتعلم يذهب للغرب، والتطور والصناعات وغزو الفضاء..الخ هو حكر على الغرب بينما العرب يلهثون وراء كل ما هو غير مفيد ونسمي بلادنا دولاً مستقلة لها هيبتها ولها كياناتها وهي في الواقع تابع للغرب
تماماً مثلما كان الغساسنة والمناذرة تابعين للروم والفرس وليس لهم حول ولا قوة، ولم تقم للعرب قائمة إلا بالإسلام الذي هزم الفرس والروم. أما اليوم فقد عدنا لجاهلية جديدة.
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ذكرتني أستاذي العزيز بمقال قرأته منذ عدة سنوات لمحرر مجلة PC نسخة الشرق الأوسط، وهي إحدى المجلات المرموقة -غير الأكاديمية- في مجال تقنيات الحاسوب، وكان يسجل انطباعاته أيضا عن أحد مؤتمرات البرمجيات والذي عقد في دولة عربية.
الرجل عقد مقارنة بين أجنحة الدول الغربية ونظيراتها العربية في المعرض، حيث استعرض البرمجيات الحديثة والمتنوعة التي قدمتها الدول الغربية في أجنحتها، كذلك عرج على الطرق المبتكرة والشيقة التي استخدمتها كل شركة لعرض منتجها، وأثار إعجابه الخدمة الممتازة والسريعة التى يقدمها مندوبوا ومسئولوا البيع في حال استفسار الزبون عن أية نقطة تقنية أو تجارية متعلقة بالمنتج.
وأخيرا دخل صاحبنا جناحا تابعا لأحد الدول العربية -دولة خليجية تحديدا- فوجد جناحا غاية في الفخامة، تفوح منه رائحة العطر مختلطا برائحة القهوة، ومندوبا بيع انهمكا في حوار جانبي ولم يعيرا زبونهما -الوحيد- أية أهمية، ولاحظ بجانبهما صندوقا أنيقا للغاية لفت نظره بمنظره الفخيم.

وتجول الرجل في جنبات الجناح الخاوي ليستعرض المنتجات، فوجدها محدودة للغاية، مقتصرة على البرميجيات التعليمية الاعتيادية البسيطة، ولا شيء جديد.
ثم توجه لمندوبي البيع ليسأل عن قائمة المنتجات وأسعارها - من باب اختبار رد فعلهما- ففوجئ بأنهما يجهلا مكانها، كذلك ليس لديهما أية دراية بأسماء البرمجيات التي من المفترض أن يقوما بتسويقها، ناهيك عن عدم وجود أية وسيلة لعرض البرمجيات أوشرحها.!!!!!!!
وهم أحد الرجلين قائما ليفتح ذلك الصندوق الأنيق، فظن الزبون المسكين أنه سوف يحصل على القائمة المفقودة، فإذا به يكتشف أن الصندوق مخصص للقهوة والتمور والحلويات والمكسرات التى يتسلى بها صاحبينا خلال يومهم الحافل بالكسل والخيبة!!!!!!!!!!!!​
 
التعديل الأخير:
وأخيرا دخل صاحبنا جناحا تابعا لأحد الدول العربية -دولة خليجية تحديدا- فوجد جناحا غاية في الفخامة، تفوح منه رائحة العطر مختلطا برائحة القهوة، ومندوبا بيع انهمكا في حوار جانبي ولم يعيرا زبونهما -الوحيد- أية أهمية، ولاحظ بجانبهما صندوقا أنيقا للغاية لفت نظره بمنظره الفخيم.

وتجول الرجل في جنبات الجناح الخاوي ليستعرض المنتجات، فوجدها محدودة للغاية، مقتصرة على البرميجيات التعليمية الاعتيادية البسيطة، ولا شيء جديد.
ثم توجه لمندوبي البيع ليسأل عن قائمة المنتجات وأسعارها - من باب اختبار رد فعلهما- ففوجئ بأنهما يجهلا مكانها، كذلك ليس لديهما أية دراية بأسماء البرمجيات التي من المفترض أن يقوما بتسويقها، ناهيك عن عدم وجود أية وسيلة لعرض البرمجيات أوشرحها.!!!!!!!
وهم أحد الرجلين قائما ليفتح ذلك الصندوق الأنيق، فظن الزبون المسكين أنه سوف يحصل على القائمة المفقودة، فإذا به يكتشف أن الصندوق مخصص للقهوة والتمور والحلويات والمكسرات التى يتسلى بها صاحبينا خلال يومهم المليء بالكسل والخيبة!!!!!!!!!!!!
بالضبط هذا يعكس حال المؤتمر العربي الذي أتحدث عنه
اهتمام كبير بالطعام والشراب وماعدا غير مهم.
الوزير الفلاني والعلاني ، لقاءات صحفية وتلفزيونيةولا بأس أن تكون الخلفية بها ديكورات مبهرجة لزوم الظهور التلفزيوني. وفي ما بعد الظهر لأن الأكل ثقيل على المعدة لابد من النوم لساعتين أو ثلاث ساعات ثم الخروج بالمرسيدس مع السائق للتسوق أو التجوال وهكذا ينتهي كل يوم من أيام المؤتمر!
وفي الختام نجد الصحف والفضائيات تحيط الأمر بهالات ضخمة لإظهار الأمر وكأنه هبوط على سطح المريخ علماً أن أتفه مؤتمر علمي في الغرب يفوق مثل هذا المؤتمر بسنوات ضوئية
 
عودة
أعلى