أنشودة الأمل
Member
علماؤنا مشايخنا عذراً .. بقلم : أمينة السوسو
في خضم الصراعات الداخلية والخارجية التي تحدث من حولنا وتخبط الشباب في بحر المعلومات من هنا وهناك تنتابنا حالة من الضياع بين الصح والخطأ، والحلال والحرام، بين الجائز والمباح والمكروه ....
كثرت الفتاوى واتسعت العلوم بحيث أصبح البحث عن مخرجٍ أشبه بالمستحيل .. وكل ذلك يجعلنا أمام جهاد النفس نقف متأملين، نتخبط بغياهب الجهل في علوم الدين والدنيا فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما نتحدث عن الاختلاط وما نعرفه من تحريم الاختلاط تحريماً كاملاً وبنظرة واقعية تجريدية للمجتمع لرأينا أنّ الاختلاط مفروض علينا شئنا أم أبينا ولا مفر من ذلك، ثم يأتي بعض الدعاة والداعيات سامحهم الله ليطلبوا منا: غض البصر، عدم الحديث الطويل بين الجنسين، وتحاشي الكلام خارج إطار العمل والدراسة ... فهل تمكّنا من القيام بها جميعاً؟ وهل جلس علماؤنا بأماكن عملنا للتبصر بما يجري؟
لندخل إلى أي مؤسسة أو شركة ونسأل هل بإمكان الفتاة إعطاء زميلها ورقة أو ملف دون النظر إليه؟
ثمّ ماذا عن ساعات العمل الطويلة والضغط الكبيرين اللذين يؤديان للضجر والملل ويقللان من الإنتاج وبالتالي هناك حاجة ماسة للتواصل الإنساني بين الموظفين لتقوية روح الفريق وزيادة الحماس بينهم من خلال الأحاديث والحوار وطرح الآراء بين الزملاء والزميلات في مكان العمل، أو للتخفيف من هذه الأعباء لا ضير من القيام ببعض الرحلات والنزهات، أما المشكلة الحقيقية فهي في تجاوز العلاقة بين الفتاة والشاب حدود الزمالة لتتحول إلى صداقة أو أكثر، من ذلك إذ تبدأ مرحلة جديدة تتسم بالخصوصية التي تزداد مع مرور الوقت، فالموظفون والموظفات يرون بعضهم أكثر من عائلاتهم ...
لذا توقفت قليلاً عند هذه النقطة وسألت هل هذا جائز أم مكروه وربما يكون حرام؟
قال البعض إن كان الطرفان ينويان الحلال والعلاقة انتهت بالزواج فلا ضير من ذلك طالما أنّها لم تتجاوز العلاقة حدود الأخلاق، ولكن إذا استمرت دون معرفة مصير هذه العلاقة لأسباب معينة، هنا تبدأ المشكلة (جرح للمشاعر، ضياع للوقت، هدر للأحلام). وبالتالي ينبغي البحث عن الحل والمخرج!!
منهم من قال بحرمة الحديث بين الشباب والبنات في الوظائف خارج إطار العمل أياً كان سبب الحديث من مبدأ سد الذرائع، ربما معهم حق لكثرة ما نراه من قصص حزينة تبدأ بقصة تعارف بين زميليين تنتهي بمأساة لعدة أسباب منها اقتصادية (الأزمة طالت الجميع دون استثناء) أو الأهل أو أنّ أحد الطرفين كان يتسلى أو...
ولكن النتيجة واحدة وبنفس الوقت يوجد قصص ناجحة وكثيرة أثمرت بالزواج وبناء أسر مثالية.
إذاً لا يوجد قاعدة عامة، الشيء الوحيد هو الأخلاق والضمير أي أنّ على كل شاب وفتاة وفي أي مكان عمل أو دراسة أن يتعاملان ضمن حدود الأخلاق وبنية صافية عندها نتجنب الكثير من الأمور التي توقعنا في مستنقع العلاقات الغير شرعية والتي تروج لها وسائل الإعلام وتزينها باسم الحب في كل برنامج ومسلسل وفيلم وأغنية حتى أصبح الهدف الأول للشباب عند دخول الجامعة إنشاء علاقات مع البنات ليثبت لنفسه أنّه أصبح رجل أو العكس تصبح هواية الفتيات اصطياد المعجبين.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وهنا أعود لموضوع الدوام الطويل في أماكن العمل إن تعرضت فتاة لموقف إعجاب من زميل ما أو هي أعجبها شاب من الزملاء ولا تدري ماذا تفعل؟ هل تعبر له عن إعجابها؟ هل تكتفي بالصمت حتى يبادر هو؟ وإن بادر بإعجابه وتحدث معها كيف ستتعامل مع الموقف؟؟ أسئلة للأسف تجول في خاطر الكثيرين.. وخاصة ما نشاهده من اختفاء الحياء تدريجياً في مجتمعنا..
في الختام لا يسعني إلا أن أدعو الله عز وجل أن يهدينا إلى الطريق القويم ويفتح لنا أبواب العلم لما فيه الخير لنا جميعاً.. آمين
مع كل المحبة والأمل من أنشودة الأمل.
ملاحظة: الموضوع طرح كثيراً ولكن لا يزال للآن يعاد النقاش فيه لذلك أعيد نشره هنا مع رابط هذه المقالة التي نشرتها عام 2011 وعذرا على الإطالة:
http://www.syria-news.com/dayin/mosah/readnews.php?id=2451
في خضم الصراعات الداخلية والخارجية التي تحدث من حولنا وتخبط الشباب في بحر المعلومات من هنا وهناك تنتابنا حالة من الضياع بين الصح والخطأ، والحلال والحرام، بين الجائز والمباح والمكروه ....
كثرت الفتاوى واتسعت العلوم بحيث أصبح البحث عن مخرجٍ أشبه بالمستحيل .. وكل ذلك يجعلنا أمام جهاد النفس نقف متأملين، نتخبط بغياهب الجهل في علوم الدين والدنيا فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما نتحدث عن الاختلاط وما نعرفه من تحريم الاختلاط تحريماً كاملاً وبنظرة واقعية تجريدية للمجتمع لرأينا أنّ الاختلاط مفروض علينا شئنا أم أبينا ولا مفر من ذلك، ثم يأتي بعض الدعاة والداعيات سامحهم الله ليطلبوا منا: غض البصر، عدم الحديث الطويل بين الجنسين، وتحاشي الكلام خارج إطار العمل والدراسة ... فهل تمكّنا من القيام بها جميعاً؟ وهل جلس علماؤنا بأماكن عملنا للتبصر بما يجري؟
لندخل إلى أي مؤسسة أو شركة ونسأل هل بإمكان الفتاة إعطاء زميلها ورقة أو ملف دون النظر إليه؟
ثمّ ماذا عن ساعات العمل الطويلة والضغط الكبيرين اللذين يؤديان للضجر والملل ويقللان من الإنتاج وبالتالي هناك حاجة ماسة للتواصل الإنساني بين الموظفين لتقوية روح الفريق وزيادة الحماس بينهم من خلال الأحاديث والحوار وطرح الآراء بين الزملاء والزميلات في مكان العمل، أو للتخفيف من هذه الأعباء لا ضير من القيام ببعض الرحلات والنزهات، أما المشكلة الحقيقية فهي في تجاوز العلاقة بين الفتاة والشاب حدود الزمالة لتتحول إلى صداقة أو أكثر، من ذلك إذ تبدأ مرحلة جديدة تتسم بالخصوصية التي تزداد مع مرور الوقت، فالموظفون والموظفات يرون بعضهم أكثر من عائلاتهم ...
لذا توقفت قليلاً عند هذه النقطة وسألت هل هذا جائز أم مكروه وربما يكون حرام؟
قال البعض إن كان الطرفان ينويان الحلال والعلاقة انتهت بالزواج فلا ضير من ذلك طالما أنّها لم تتجاوز العلاقة حدود الأخلاق، ولكن إذا استمرت دون معرفة مصير هذه العلاقة لأسباب معينة، هنا تبدأ المشكلة (جرح للمشاعر، ضياع للوقت، هدر للأحلام). وبالتالي ينبغي البحث عن الحل والمخرج!!
منهم من قال بحرمة الحديث بين الشباب والبنات في الوظائف خارج إطار العمل أياً كان سبب الحديث من مبدأ سد الذرائع، ربما معهم حق لكثرة ما نراه من قصص حزينة تبدأ بقصة تعارف بين زميليين تنتهي بمأساة لعدة أسباب منها اقتصادية (الأزمة طالت الجميع دون استثناء) أو الأهل أو أنّ أحد الطرفين كان يتسلى أو...
ولكن النتيجة واحدة وبنفس الوقت يوجد قصص ناجحة وكثيرة أثمرت بالزواج وبناء أسر مثالية.
إذاً لا يوجد قاعدة عامة، الشيء الوحيد هو الأخلاق والضمير أي أنّ على كل شاب وفتاة وفي أي مكان عمل أو دراسة أن يتعاملان ضمن حدود الأخلاق وبنية صافية عندها نتجنب الكثير من الأمور التي توقعنا في مستنقع العلاقات الغير شرعية والتي تروج لها وسائل الإعلام وتزينها باسم الحب في كل برنامج ومسلسل وفيلم وأغنية حتى أصبح الهدف الأول للشباب عند دخول الجامعة إنشاء علاقات مع البنات ليثبت لنفسه أنّه أصبح رجل أو العكس تصبح هواية الفتيات اصطياد المعجبين.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وهنا أعود لموضوع الدوام الطويل في أماكن العمل إن تعرضت فتاة لموقف إعجاب من زميل ما أو هي أعجبها شاب من الزملاء ولا تدري ماذا تفعل؟ هل تعبر له عن إعجابها؟ هل تكتفي بالصمت حتى يبادر هو؟ وإن بادر بإعجابه وتحدث معها كيف ستتعامل مع الموقف؟؟ أسئلة للأسف تجول في خاطر الكثيرين.. وخاصة ما نشاهده من اختفاء الحياء تدريجياً في مجتمعنا..
في الختام لا يسعني إلا أن أدعو الله عز وجل أن يهدينا إلى الطريق القويم ويفتح لنا أبواب العلم لما فيه الخير لنا جميعاً.. آمين
مع كل المحبة والأمل من أنشودة الأمل.
ملاحظة: الموضوع طرح كثيراً ولكن لا يزال للآن يعاد النقاش فيه لذلك أعيد نشره هنا مع رابط هذه المقالة التي نشرتها عام 2011 وعذرا على الإطالة:
http://www.syria-news.com/dayin/mosah/readnews.php?id=2451