كيف يفكر اليهود ؟‏

mohamadamin

حكيم المنتدى
الحمد لله … والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد :‏
فإن الواقع المعاصر يفرض على المسلم أن يعرف عدوه معرفة صحيحة ، وأن ‏يرى ببصيرته - قبل بصره - حجم المؤامرة التي يدبرها اليهود لأمته ؛ معتصمًا ‏في كل ذلك بالله ، ومستعينًا به ، على ضوء من الكتاب والسنة ، ونور من الله ‏‏: ( وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُور ) [ النور : 40] .‏
إن علماء السياسة يذكرون أن سياسة اليهود تجاه مصر - بصفة خاصة - منذ ‏توقيع اتفاقية السلام تقوم على ثلاثة أمور :‏
أولاً : تخريب مصر من الداخل !!‏
ثانيًا : عزل مصر عن العالم العربي !!‏
ثالثًا : تقليص دور مصر الإقليمي في المنطقة كدولة ذات وزن وتأثير .‏
أما المحور الأول ؛ وهو تخريب مصر من الداخل ، فإن اليهود قد جعلوه جزءًا ‏من عقيدتهم ! وكتبوه في التوراة المحرفة ليتقربوا إلى الله به !!‏
‎ ·‎‏ تقول التوراة في سفر أشعياء النبي ( 19 / 1 : 10 ) :‏
‏( … وحي من جهة مصر ، هو ذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى ‏مصر ، فترتجف أوثان مصر من وجهه ، ويذوب قلب مصر داخلها ، وأهيج ‏مصريين على مصريين ؟!! ( تأمل ) فيحاربون كل واحد أخاه ، وكل واحد ‏صاحبه ! مدينة مدينة ، ومملكة مملكة ، وتهراق روح مصر داخلها ، وأفنى ‏مشورتها فيسألون الأوثان والعارفين وأصحاب التوابع والعرافيين ، وأغلق على ‏المصريين في يد مولى قاسي فيتسلط عليهم ملك عزيز يقول السيد رب الجنود ‏وتكون عمدها مسحوقة وكل العاملين بالأجر مكتئبي النفس ) !‏
وفي سبيل تحقيق هذا الهدف فإن إسرائيل تسعى إلى تدمير ركائز القوة في ‏المجتمع المصري المسلم ؛ وهي : الشباب ، والعقول ، والقيادات .‏
فهي تحول ضرب الشباب المسلم في مصر عن طريق توفير جميع وسائل ‏الانحراف الخلفي والديني والاجتماعي … إلخ بواسطة عملائها في الداخل ، ‏كما أنها تحرض الشباب ضد حكومته والحكومة ضد أبنائها ، ويسعى اليهود ‏إلى اغتيال العقول المصرية الرائدة ؛ وذلك بالوقوف في وجهها وعرقلة تفوقها ؛ ‏بل وقتل أصحابها ، وأما القيادات فإن إسرائيل تنفث سمومها دائمًا لزعزعة ‏الأمن والاستقرار ، بحيث تشغل القيادة والحكومة المصرية بمواجهة شعبها بدلاً ‏من عدوها !!‏
‎ ·‎‏ وأما المحور الثاني : وهو عزل مصر عن المحيط العربي ، فقد نجح ‏اليهود في تحقيقه بعد اتفاقية السلام المزعومة نجاحًا كبيرًا .‏
ولهم في الوصول إلى هدفهم وسائل لا تخطر على قلب بشر غير يهودي !‏
وقد استطاع اليهود لسنوات طويلة أن يزرعوا بذور العداوة بين مصر والدول ‏العربية بصورة لم يسبق لها مثيل .‏
وبهذا نجح اليهود في تفكيك الوحدة العربية ، ووجدت كل دولة من دول ‏المواجهة نفسها تواجه إسرائيل منفردة .‏
‎ ·‎‏ والمحور الثالث : وهو ضرب دور مصر الإقليمي في المنطقة ، وتحويلها ‏إلى دولة هامشية ليس لها وزن في منطقة الشرق الأوسط ، وفي سبيل تحقيق هذا ‏الهدف سعت إسرائيل إلى إقامة تحالفات مع كل من : طهران ، وأنقرة ، ‏وأديس أبابا .‏
ويصور خبراء السياسة خطة اليهود في هذا التحالف على النحو التالي :‏
‏ - علاقات ثنائية بين تل أبيب وكل من هذه العواصم .‏
‏ - إقامة تجانس بين مصالح أمريكا ومصالح إسرائيل مع الدول الثلاث : إيران ‏‏، تركيا ، إثيوبيا .‏
‏( لاحظ وجود دولتين مسلمتين بين الدول الثلاث ) .‏
‏ - إقامة تكتل ثلاثي ضد المنطقة العربية بصفة عامة ، ومصر بصفة خاصة !!‏
على أن يتم هذا التكتل بصورة منفصلة تشمل : ( تل أبيب ، واشنطن ، طهران ‏‏) ، ثم ( تل أبيب ، واشنطن ، أنقرة ) ، ثم ( تل أبيب ، واشنطن ، أديس ‏أبابا ) !!‏
حاول أن تربط بين هذه الخطة والواقع العملي :‏
تقارب مع إيران ، قضاء على الحكم الإسلامي في تركيا وإعادة العلمانية ، ‏تلاحم مع أديس أبابا مع توفير البديل في إرتريا .‏
وتريد إسرائيل أن تجعل هذه الدول الثلاث مساندة لها في التدخل في المنطقة ‏العربية ، الحبشة في قرن إفريقيا ، وحوض النيل ( مصر والسودان ) ، ولقد ‏كنا - وما زلنا - نعتقد أن محاولة الاعتداء على الرئيس مبارك في إثيوبيا قد ‏خطط لها اليهود لتقريب هذا الهدف !‏
‏( إثارة مشاكل سياسية تحقق مواجهة عسكرية بين مصر وإثيوبيا والسودان ) ‏‏!!‏
وكذلك تسخر إسرائيل تركيا في المواجهة والتدخل في العراق وسوريا وإيران في ‏منقطة الخليج ؛ والواقع يؤكد هذا ويشهد عليه ، وتسعى إسرائيل إلى محاصرة ‏الدول العربية وإحكام السيطرة عليها من خلال هذه الدول الثلاث .‏
ومن نظر إلى خريطة المنطقة فهم ذلك بوضوح وجلاء .‏
‎ ·‎‏ وأخطر سلاح يستعمله اليهود للوصول إلى أهدافهم هو غسل عقول الطبقة ‏المثقفة في مصر ، وإيجاد جيل مثقف لا يعرف الإسلام ولا يعمل للإسلام ، ‏ولا يدافع عنه ، ولا يحتكم إليه …‏
وساهمت وسائل الإعلام المصرية مساهمة كبيرة وفعالة في هذا المجال ! وتهيأت ‏العقول لقبول السلام الوهمي مع اليهود ، وهو سلام من طرف واحد ؛ لأن ‏اليهود لم ولن يجنحوا للسلم ، فسعادتهم في سفك الدماء ! ونعيمهم في زعزعة ‏أمن واستقرار غيرهم ! وهذا الحديث يفرض علينا تساؤلاً هامًا :‏
هل إسرائيل تريد السلام ؟‏
‎ ·‎‏ والجواب : أن إسرائيل ترفع شعار السلام لتخدير مشاعر الأمة ! ولأن ‏ديننا يأمرنا بالإخلاص ، وينهانا عن النفاق ، فحكامنا وأولو الأمر فينا ‏يتحدثون عن السلام من قلوبهم ؛ بينما يتحدث عنه اليهود من لسانهم ! ‏أما قلوبهم فتعد العدة لحرب قادمة شاملة مدمرة ! ونحن ننام في أوهام ‏السلام !!‏
يقول اللواء أ . ح . د . فوزي طايل : ( قامت إسرائيل على أيدي مقاتلي ‏عصابات مسلحة ، وأقامت هيكل الدولة على أساس أنها ( أمة مسلحة ) ، ‏ومزجت في المستعمرات بين ( الزراعة والدفاع ) ، وجعلت من ( نظرية الأمن ‏‏) أسلوبًا لإدارة الدولة ، وأقامت نظامًا للحكم يوصف بأنه ( ديمقراطية ‏الدولة المعسكر ) ، وجعلت اقتصادها اقتصادًا عسكريًا قلبًا وقالبًا ، وجعلت ‏من فكرة ( الخطر الدائم ) الوسيلة الرئيسة لإحداث التماسك الاجتماعي ‏ وإفزاز مجتمعها نخبة عسكرية خالصة وربطت بين الاستيطان والاغتصاب بالقوة ) . ا هـ .‏
بل إن إسرائيل تمزج في المستوطنات التي يقيمها المهاجرون الجدد في الضفة ‏الغربية وقطاع غزة بين مهاجرين مدنيين يلبسون الملابس العسكرية ، ‏وعسكريين من الوحدات الخاصة يلبسون ملابس مدنية !!‏
يقول بن جوريون : ( إن إسرائيل لا يمكن أن تبقى إلا بقوة السلاح ) .‏
أما مباحثات السلام الوهمية فإن الهدف الحقيقي منها إعطاء المزيد من الوقت ‏لتحقيق هدفين كبيرين لليهود :‏
‏1- استكمال وصول المهاجرين اليهود إلى إسرائيل ( مليون مهاجر ) وتدريبهم ‏عسكريًّا .‏
‏2- استكمال البنية العسكرية الإسرائيلية اللازمة لشن الحرب القادمة ضد ‏جميع الدول العربية القريبة والبعيدة سواء !‏
إن هنري كسنيجر - وزير الخارجية الأمريكي الأسبق - وهو العقل المدبر لليهود ‏في عالمنا المعاصر يقول : ( أليس التسويف مما يلبي مصالح إسرائيل ؟! على ‏النحو الأفضل ؛ ولو لمجرد أن العرب سوف يقبلون غدًا ما يرفضونه اليوم !! ‏ثم تكون مفاوضات جديدة ، وهكذا !!‏
وقد دعا هذا اليهودي قبل ذلك إلى مبدأ : ( الأرض مقابل كسب الوقت ) ! ‏
واستثمار الفرص المتاحة على الوجه الأمثل ، دون التورط في مشاريع تستهدف ‏سلامًا نهائيًا ) . ا هـ .‏
إن اليهود يفكرون بطريقة تختلف تمام الاختلاف عن غيرهم من البشر ، وهم ‏أشد الناس عدواة لنا - كما ذكر القرآن الكريم - ونحن في الواقع نتعامل مع ‏عدو نجهله ولا نعرفه !!‏
وسنضرب لذلك ثلاثة أمثلة :‏
‏* المثال الأول : عندما زار مناحم بيجن القاهرة ، وقف أمام أهرامات الجيزة ‏وقال : ( هؤلاء أجدادنا بناة الأهرام ) ؟؟!!‏
نحن في مصر - بل والعالم أجمع - نعلم علم اليقين أن الفراعنة هم بناة الأهرام ‏‏، فهل الفراعنة أجداد اليهود ؟‏
إن مناحم بيجن يريد أن يثبت وجودًا تاريخيًا لأجداده في مصر بهذه العبارة ، ‏وأن إسرائيل دولة شرق أوسطية ، ولها جذور تاريخية في المنطقة من أيام ‏الفراعنة ، ومن ثم فمن حقها البقاء ، بل ومن حقها التحكم في المنطقة ، بل ‏وقيادتها تعبيرًا عن الوظيفة التاريخية لليهود ، وعملاً بنظرية ( نحن شعب الله ‏المختار ) أرأيت كيف يفكر اليهود !!‏
‏* المثال الثاني : سرقت إسرائيل آثارًا مصرية وآثارًا عراقية !! ‏
ثم أقامت لها معرضًا في النمسا ، بعد أن تم الإعداد له على مدى عامين ، ‏وشارك في دعم المعرض 58 هيئة نمساوية ، وافتتح ( نتن ياهو ) المعرض وسط ‏دعاية إعلامية مكثفة ، وكان عنوان معرض الآثار المسروقة هو : ( آثار أرض ‏التوراة ) !!‏
ماذا يريد اليهود بذلك ؟‏
إسرائيل تريد أن تقيم دولة كبرى من النيل إلى الفرات ! ‏
ومحتويات المعرض المسروقة تصور حدود الدولة المزعومة ، والمعرض يسمى ( ‏آثار أرض التوراة ) !!‏
إذن أرض التوراة تشمل العراق ، وتمتد إلى مصر ، مرورًا ببلاد الشام ! هكذا ‏تقول آثار أرض التوراة المسروقة !!‏
أرأيت كيف يفكر اليهود ؟!‏
‎ ·‎‏ المثال الثالث : يوجد في سياسة إسرائيل مبدأ توزيع الأدوار ، وهي سياسة ‏تتسم بالمكر والخبث والخداع والدهاء !!‏
أحيانًا نسمع أو نرى أو نقرأ عن وجود أحزاب في إسرائيل تؤيد السلام ‏وتتظاهر ضد ( نتن ياهو) ، وترفع لافتات تأييد للفلسطينيين ، فنفرح ‏ونستبشر بهذا الفتح ، ونحدث أنفسنا باقتراب النصر ، وقد نستغرق في ‏الخيال فنتوهم أن هذه المظاهرات الصاخبة ستتحول إلى مواجهة مسلحة ‏‏، وأن اليهود سيقتل بعضهم بعضًا ، ويهزم بعضهم بعضًا !! لكن شيئًا ‏من ذلك لا يحدث ؛ ذلك لأن الحكومة الإسرائيلية عندما تتخذ موقفًا ‏متعنتًا أو صلبًا وغير مقبول من الطرف الآخر في المباحثات ، تدفع بقوة ‏جانبية من أحزابها - وكلهم يهود - للأخذ بزمام الموقف لتليين الطرف ‏الآخر ، وتخدير مشاعر الجماهير الغاضبة ، ومع ذلك فنحن نخدع ‏بالتصريحات والتعبيرات المتعاطفة ، مع أنها لا وزن لها في الواقع ؛ إنما ‏هي أدوار يتقاسمها اليهود ؛ لتحقيق مآربهم وإدراك أهدافهم .‏
أرأيت كيف يفكر اليهود ؟!‏
‏( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين ) [ الأنفال : 30] .‏
للحديث بقية إن شاء الله .‏
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه .‏
 
الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد :‏
فقد تبين لنا - في مقال سابق - بعض جوانب الخطر اليهودي على الإنسانية ، ‏ورأينا رأي العين الأساليب الخبيثة والطرق الماكرة والحيل الملتوية التي يفكر ‏اليهود بها ويعيشون بها ولها !‏
ونواصل حديثنا عن اليهود تبصيرًا وتحذيرًا ؛ فنقول مستعينين بالله :‏
توجد مفاهيم سائدة في الفكر اليهودي يعتقدونها حقائق ثابتة من أهمها :‏
‎ ·‎‏ أولاً : الصراع في منطقة الشرق الأوسط هو صراع بين إسلام متخلف ويهودية ‏متقدمة ! وليس صراعًا بين قومية عربية وقومية صهيونية ، وتقوم فلسفة ‏اليهود على أساس أن منطقة الشرق الأوسط لا يوجد بها سوى عالم إسلامي ! ‏وأن القومية العربية هي اختراع خلقه الوهم الغربي !‏
وهذا يعني بوضوح أن اليهود يخوضون ضدنا حربًا دينية ، ويتقربون إلى الله ‏بتخريب بلادنا ، وإفساد أخلاقنا ، وتدمير اقتصادنا ، ونحن نقاوم ذلك وندافع ‏عن أنفسنا تحت راية القومية العربية وليست القومية الإسلامية !‏
ومع أن اليهود يعلنون دائمًا أن حربهم معنا مقدسة ، وأن التوراة هي التي أمرتهم ‏بذلك وحثتهم عليه ؛ فإنهم يطلبون منا أن لا نرفع راية الجهاد الإسلامي ، وأن ‏يتوقف الحديث عن هذه الفريضة الغائبة .‏
يقول إسحاق شامير في مؤتمر مدريد (31 / 10 / 1991) : ( إنني أناشدكم إلغاء ‏الجهاد ضد إسرائيل ) .‏
وقد ظهرت مجموعة من الكُتاب أحباب اليهود في مصر وغيرها تطالب بتحقيق ‏هذه الرغبة لليهود ! وبرغم هذا الوضوح فإن بين صفوفنا قوم في القمة والقاعدة ‏يصرون على أن الدين لا دخل له بصراعنا مع اليهود .‏
وهذا شيء عجيب ، وغريب ، ومريب ، في نفس الوقت !!‏
‎ ·‎‏ ثانيًا ، يعتقد اليهود أن الصراع الذي بيننا حتمي لا يمكن التهرب منه ، ‏وأن المواجهة بيننا قائمة ، والحرب قادمة ، وكل ما يجري الآن هو مناورات ‏لكسب الوقت ، وليست لحل الأزمة ، وآخر هذه المناورات الاتفاق الأخير بين ‏رئيس وزراء إسرائيل ورئيس بلدية فلسطين - كما يسميه بعض الكُتاب - ‏والذي يعد نكسة جديدة للقضية الفلسطينية .‏
وكان أهم عناصر المناورة اليهودية هو عزل مصر عن المشاركة في صياغة القرار ، ‏والاكتفاء بإحاطتها علمًا بما يحدث بعدما حدث ، وبما يجري بعدما جرى ، ‏وذلك ليقينهم بأن الرئيس مبارك له رأي واضح للحفاظ على حقوق المسلمين في ‏فلسطين .‏
والاتفاق الأخير هو عقد إذعان يشبه عقود تركيب التليفونات ؛ فأنت تناقش ‏نصوص العقد لتفهم بغير اعتراض ولا تعديل ! وكان من أهم بنود الاتفاق :‏
‏1- الانسحاب من 13 % من الضفة الغربية ؛ والحقيقة أن الانسحاب من 1 % فقط ‏‏!! حيث نص الاتفاق على أن 1% تخضع للسيطرة الفلسطينية الكاملة ، و 12 ‏‏% تخضع للسيطرة الإدارية فقط !!‏
‏2- فتح مطار رفح للفلسطينيين حتى يتمكنوا من السفر بالطائرات كغيرهم من ‏البشر ؛ أما الإشراف الأمني بكل أبعاده فهو لليهود ! وهذا يعني أنه مجرد ‏إذن بالسفر من قبل السلطات الإسرائيلية .‏
‏3- محاكمة كل من ترغب إسرائيل في محاكمته من الفلسطينيين تحت إشراف ‏المخابرات الأمريكية .‏
والخلاصة ؛ أن الوفد الفلسطيني رجع من أمريكا بحقائب مليئة بخيبة الأمل ‏والإحباط والتسليم والإذعان .‏
وهكذا يسعى اليهود بخطوات سريعة في اتجاه الهدف المنشود (دولة يهودية من ‏النيل إلى الفرات ) .‏
‎ ·‎‏ ثالثًا : وهي حقيقة من أغرب المعتقدات اليهودية التي لا يعرفها الكثيرون ‏‏؛ وذلك باعتقادهم أن استئصال اليهود كان هدفًا لكل الدول الأوربية فترة ‏الحكم النازي في ألمانيا ؛ وذلك بتواطؤ هذه الدول مع ألمانيا ، وأن التعاطف مع ‏اليهود بعد ذلك مرحلة مؤقتة أو عابرة يمكن أن تتعصب أوربا بعدها ضد ‏اليهود ! ولذلك تسعى إسرائيل إلى فرض نفسها كدولة شرق أوسطية ، وليست ‏امتدادًا للحضارة الغربية .‏
‎ ·‎‏ رابعًا : يقول خبراء السياسة : إن ورقة الإسلام هي العنصر الأساسي الذي ‏يستغله اليهود لتفتيت منطقة الشرق الأوسط والسيطرة عليها ، وذلك بالعمل في ‏محورين في وقت واحد :‏
الأول : تشويه التراث الإسلامي وتصوير الإسلام على أنه إرهاب .‏
الثاني : خلق القناعة بأن التراث الإسلامي مستمد من أصول يهودية ؛ وذلك ‏لإظهار فضل اليهودية على الإسلام ، بل ويتحدث بعضهم عن وجود مصادر ‏يهودية للقرآن الكريم !!!‏
وعندما يتحدثون عن حوار الحضارات يسعى اليهود إلى ترسيخ مفهوم خلاصته ؛ ‏أن الفكر اليهودي هو المصدر الأصيل والمباشر للفكر الكاثوليكي عند النصارى ‏وللفكر الإسلامي عند المسلمين !!‏
‎ ·‎‏ خامسًا : يعتقد اليهود أن التعامل مع المنطقة العربية يجب أن ينبع من ‏مفهوم القوة والعنف ؛ لأن هذه المنطقة لا تفهم سوى هذه اللغة ! وبناء على ‏هذا فاليهود يستعدون للحرب ، ونحن نعد العدّة لسلام دائم مع قوم لا ‏يريدونه ولا يبحثون عنه ، بل ولا يفكرون فيه !!‏
كما يعتقد اليهود بأن إيران ليست ضد إسرائيل ؛ لأن العلاقة بين إيران واليهود ‏علاقة تاريخية ، وهناك ترابط حضاري بين الشعبين الفارسي ، واليهودي !!‏
ويؤمن اليهود بأن العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ليس محورها ‏حاجة إسرائيل إلى الولايات المتحدة ؛ وإنما هو حاجة الولايات المتحدة إلى ‏إسرائيل !! وعلى هذا ينبغي أن يقوم تحالف بينهما على قدم المساواة والندية .‏
‎ ·‎‏ بعد عرض هذه المتعقدات الخمسة السائدة في الفكر اليهودي ينبغي أن ‏نلحظ بوضوح أن أهداف الولايات المتحدة الأمريكية في بلادنا العربية ( في ‏الشرق الأوسط ) تتلاقى وتنطبق تمام الانطباق مع أهداف اليهود ؛ فهما في ‏المصالح والأهداف وجهان لعملة واحدة ! وتتركز الأهداف الأمريكية على ‏محاور ثابتة من أهمها :‏
‏ - فرض التخلف على منطقة الشرق الأوسط عن طريقين : خلق عدم استقرار ‏للحكومات وإثارة القلاقل والفتن الداخلية مما يعوق النمو والتقدم الاقتصادي ‏لتلك الدول ، حتى تصبح كالأيتام على موائد اللئام !‏
‏ - والطريق الثاني : استنزاف ثروات المنطقة في عمليات شراء السلاح ، وقد نبه ‏على ذلك الرئيس مبارك في لقائه مع الصحفيين الأفارقة .‏
‏ - وتهدف الولايات المتحدة أيضًا إلى منع المنطقة من الوحدة الحقيقية ، بتمزيقها ‏وتحويلها إلى كيانات هشة ومتصارعة ، وتجني إسرائيل ثمرة هذين الهدفين ‏عندما ترى نفسها تواجه دولاً قد أنهكها التمزق والتخلف .‏
‎ ·‎‏ وبعد هذا البيان : نسوق إلى القارئ الكريم نماذج حية يشاهد من خلالها ‏بوضوح : كيف يفكر اليهود !!‏
‎ ·‎‏ يقول بن جوريون - وهو من كبار قادة اليهود ورئيس وزراء سابق - : ( ‏على من يقود السياسة الإسرائيلية أن يتصور نفسه راكبًا دراجة ، ويريد أن ‏يصعد الجبل !! وهو ينتظر حتى يجد حافلة متجهة إلى أعلى ، فيضع نفسه في ‏وضع يجعله مشتبكًا مع الحافلة ، ولا يفعل أكثر من أن يغير وضعه تبعًا لحركة ‏الحافلة في صعودها إلى أعلى ! ولا يتعب نفسه ، ولا يبذل جهدًا أكثر من ‏الاحتفاظ بتوازنه ) !!‏
فاليهود نبات متسلق ، لا ينمو إلا على ساق نبات آخر اسمه أمريكا !! أرأيت ‏كيف يفكر اليهود ؟!‏
‎ ·‎‏ اليهود … وألمانيا :‏
يزعم اليهود ويعلنون ويكررون أن هتلر - قائد الحكم النازي في ألمانيا - قد أباد ‏ستة ملايين يهودي في معسكرات الإبادة والاعتقال ، وكان الهدف من وراء ذلك ‏هو استئصال اليهود من على وجه الأرض ! ‏
والعجيب أن المؤرخين السياسيين يؤكدون أنه لا توجد أي وثائق يقينية تدل على ‏وجود هذه الإبادة الجماعية بهذا الشكل الذي ذكره اليهود .. إذن ما هو الهدف ؟ ‏
لقد أطلق اليهود هذه الشائعة القوية قبل سنة 1948 م حتى ينالوا عطف العالم ‏عليهم في إقامة دولة لهم بفلسطين تضمن لهم البقاء وعدم التشرد ، حتى لا تتكرر ‏الإبادة المزعومة ولا المذابح الوهمية … ولقد استطاع اليهود من خلال هذه الدعاية ‏استنزاف الأموال الطائلة من ألمانيا بصفة دورية متكررة منذ أكثر من خمسين عامًا ‏وحتى الآن ، تعويضًا لهم عما حدث !!‏
بل تمكن اليهود من الضغط على الحكومة الفرنسية وكسب تعاطف الرأي العام ‏حتى صدر في باريس 1990 م قانون يعرف باسم ( قانون جيسو ) ؛ يقضي بالسجن ‏على كل من يتشكك في رقم الستة ملايين يهودي الذين يقال إن هتلر وأعوانه قد ‏أبادهم .‏
أرأيت كيف يفكر اليهود ؟‏
‎ ·‎‏ اليهود … والمستقبل :‏
يعتقد البعض أن الصراع مع اليهود يتعلق بفلسطين المحتلة والقدس الشريف .. ‏وهذا غير صحيح .‏
ويعتقد آخرون أن اليهود - كما هو معلن - يريدون إقامة إسرائيل الكبرى من ‏النيل إلى الفرات ! وهذا غير دقيق ! أما الحقيقة التي في عقول اليهود ؛ فهي أنهم ‏يريدون - لو استطاعوا - إقامة حكومة عالمية تحكم العالم بأسره ، وتحقق استعلاء ‏اليهود على سائر البشر ، وسيطرتهم على كل حكومات العالم !‏
والطريقة التي يفكر بها اليهود تؤكد هذه الحقيقة ؛ فهم يخططون لمشاريع خيالية ‏نسوق منها هذا المثال :‏
يخطط اليهود لتحويل تل أبيب إلى عاصمة سياحية ومصرفية لمنطقة الشرق الأوسط ‏‏، بل وفي ربط هذه المنطقة بالقارات الثلاث ؛ وكلمة العاصمة السياحية تعني ربط ‏تل أبيب بالعالم القديم من خلال أربعة خطوط حديدية : أحدها : يتجه إلى ‏طهران عبر بغداد ، والثاني : يخترق صحراء سيناء ليصل إلى الرباط ! على امتداد ‏ساحل البحر الأبيض المتوسط الإفريقي ، والثالث يدور حول البحر الأحمر مخترقًا ‏شبه الجزيرة العربية شرقًا ، وحوض وادي النيل غربًا لتجتمع هذه الروافد ‏الثلاثة في تل أبيب ليصعد منها خط رابع يصل إلى أوربا عبر إستانبول ؛ وبذلك ‏تصير تل أبيب عاصمة عالمية للسياحة في دول القارات الثلاث ( أوربا - إفريقيا - ‏آسيا ) .‏
أرأيت كيف يفكر اليهود ؟‏
‎ ·‎‏ اليهود … والسادات :‏
لقد استطاع هنري كسينجر - وزير خارجية أمريكا - أن ينقذ إسرائيل سنة 1973 ‏م من هزيمة ساحقة ، مستغلاًّ في ذلك مكر اليهود وضعف المفاوض المصري ( ‏الرئيس السادات ) بشهادة وزراء خارجية مصر .‏
يقول محمد إبراهيم كامل - وزير خارجية مصر - ( قدرة السادات التفاوضية من ‏خلال التجربة التي حدثت في كامب ديفيد كانت غير موفقة وسيئة للغاية ! فقد ‏اعتمد - أي السادات - على عناصر معينة على أمل أن تدفع بالمبادرة إلى طريق ‏النجاح ، دون أن يدرس حدود إمكانيات الشخصيات التي واجهها ، سواء مناحم ‏بيجين ، أو الرئيس الأمريكي كارتر ، الذي اعتمد عليه اعتمادًا كليًّا في كامب ‏ديفيد ) . اهـ .‏
ويزيد محمود رياض - وزير خارجية مصر - الأمر توضيحًا فيقول : ( وكان ‏ضعف السادات يتمثل في فشله في حرب أكتوبر 1973 م في تحقيق مكاسب سياسية ‏‏، وتحويل الميزان العسكري لصالح إسرائيل عام 1978م ، كما تخلى السادات عن ‏الاختيار العسكري بتوقيعه اتفاق فض الاشتباك في عام 1975 م ، وتعهده بعدم ‏استخدام القوة ) .‏
ثم يضيف قائلاً : ( فتاريخ السادات معروف لدّي بالكامل … الرجل لم يمارس ‏سياسة خارجية ، هذا فضلاً على أنه - وإن كان يقرأ - إلا أنه ليس بمقدار اطلاع ‏عبد الناصر !! ولم تكن لديه التجربة الشخصية على التفاوض ، وتدهش إذا ‏سمعت وقرأت رأي كيسنجر في أنور السادات وقدرته التفاوضية ؛ فلقد عقد ‏كيسنجر مقارنة بين القدرات التفاوضية لكل من الملك فصيل والرئيس الأسد ‏والرئيس السادات ، وكانت النتيجة أن السادات أضعفهم !! فليست لديه قدرة ‏على التفاوض ، ويروي كينسجر أنه حين ذهب لإسرائيل قدموا له مشروعًا ليقدم ‏للسادات ، فقال لهم : لا ، قدموا له مشروعًا متشددًا حتى إذا ما رفضه فإنه يوافق ‏على مشروع متشدد آخر ! وكانت النتيجة موافقة السادات على المشروع المتشدد ‏بمنتهى السهولة ) !!‏
‏( ويمكرون ويمكر الله ، والله خير الماكرين )‏
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ‏
‏ وللحديث بقية إن شاء الله .‏
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين ، وبعد :‏
فما زال الحديث موصولاً في هذه الحلقة الأخيرة عن اليهود وما يتعلق بتفكيرهم ‏وخطتهم لضرب الإسلام وإبادة المسلمين لو استطاعوا !‏
ومن المعلوم الذي لا يخفى أن معرفة العدو وطبيعته شيء مهم قبل المواجهة ، ولقد ‏ذكر المحللون والخبراء أن اليهود تسيطر عليهم في سلوكهم وتصرفاتهم عناصر ‏ثلاثة :‏
الأول : هو الكراهية الذاتية !‏
والثاني : هو الجبن والخوف !‏
والثالث : هو السلوك العدواني !‏
فالعنصر الأول ( الكراهية الذاتية ) يعني أن اليهودي يكره نفسه !! وهذه ‏الكراهية العجيبة تؤثر على سلوكه ، فهو ينشر المخدرات ، ويشجع الإباحية ‏تعبيرًا عن هذه الكراهية ! ولقد أثبتت الدراسات أن اليهود هم الذين نشروا ‏الإباحية في غرب أوروبا وأمريكا ، وأن زعماء الصهيونية قادوا حركة المخدرات في ‏العالم ! وأن قادة إسرائيل يقفون خلف الإرهاب الدولي !!‏
أما العنصر الثاني : فهو يعني أن اليهودي في قناعة نفسه خائف جبان ، وهذا ‏الذي نبه إليه القرآن الكريم : ( لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ ‏وَرَاءِ جُدُرٍ ) [ الحشر : 14] ، ولهذا فإنه ينبغي ألا يخدعنا حديث اليهود ‏وتظاهرهم بالقوة والقدرة ؛ فاليهودي يخاف من كل شيء ، حتى من نفسه !!‏
ومع استقراء التاريخ وتتبعه لا نرى وصفًا لأي يهودي بالشجاعة على مر الدهور ، ‏لقد عاش اليهود دائمًا في ذل وهوان وخوف واستعباد ، وليس لهم في تاريخ ‏البشرية بطولة ثابتة ؛ وهذا أيضًا قد نبه إليه القرآن الكريم ؛ إذ قال على لسانهم ‏‏: ( قَالُوا يَامُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ) [ المائدة : 22] !! بعد أن قال لهم موسى عليه ‏السلام : ( يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ) [ المائدة : 21] .‏
وفي حرب الأيام الستة عام 1967م كان قائد الدبابة الإسرائيلي يُربط فيها ‏بالسلاسل حتى لا يفر ، ولقد ذكر مراسل أحد الصحف الألمانية أن قادة اليهود ‏كانوا إذا نزلوا من المركبات المصفحة أصابهم الرعب والخوف حتى بال بعضهم على ‏نفسه أو تبّرز !!‏
وأما العنصر الثالث : ( السلوك العدواني ) ؛ فهو نتيجة للعنصرين السابقين ، ‏فهو يستر به الجبن والخوف المسيطر على نفسه .‏
ولذلك فإن اليهود لا يؤمنون إلا بالقوة ؛ فهم يستأسدون في ظاهر الأمر مع كل دولة ‏ضعيفة ، ويجبنون ويرتعدون أمام الدولة القوية ، وفق نظرية الديوك المتصارعة ‏‏!!‏
ففي إحدى الجامعات أجريت تجربة معملية على مجموعات متعددة من الديوك ‏التي تتميز بالشراسة ؛ ولكن في مستويات مختلفة من حيث القوة البدنية ، فلوحظ ‏أن الأقوى يتجه إلى الأقل قوة ويضربه ويصيبه بعنف !‏
وهذا المضروب لا يحاول الدفاع عن نفسه ، أو مقاومة من اعتدى عليه لشدة خوفه ‏منه ، وإنما يبحث عن ديك آخر أضعف منه فيضربه ويصيبه ! وهكذا الأقوى ‏يضرب الأضعف ، والأضعف يضرب الأكثر منه ضعفًا ! وهكذا يفعل اليهود !!‏
بقيت ثلاث حقائق تحمل في ثناياها إشارات عظيمة :
‎ ·‎‏ الحقيقة الأولى : اليهود لا يقبلون أن يدخل معهم أحد في دينهم !!‏
فمن رحمة الله بعباده ، وفضله على الناس جميعًا أن يعتقد اليهود اعتقادًا باطلاً ‏خلاصته : أن الدين اليهودي - بزعمهم - شرف لا يستحقه ولا يناله غير اليهود ‏‏! ولذلك فإن دينهم حكر عليهم ؛ لا يدعون إليه غيرهم ، ولا يرغبون الناس ‏بالدخول فيه ، وليس لهم مكاتب تبشير كالنصارى ، ولذلك فإن أي زيادة في معدل ‏وفيات اليهود عن معدل مواليدهم تعني انقراض الجنس اليهودي من على وجه ‏الأرض لو استمر الحال كذلك ، نسأل الله ذلك !!‏
وهذا يُفسر لنا الخوف الشديد والهلع والفزع الذي يصيب اليهود في جنوب لبنان ‏بصفة خاصة ، وعند قتل يهودي بصفة عامة .‏
‎ ·‎‏ الحقيقة الثانية : فشل مخطط اليهود .‏
في سنة 1897 م عقد المؤتمر الصهيوني الذي ضم قادة الحركة الصهيونية في العالم ‏‏، وذلك في مدينة بال بسويسرا ، ووضع المؤتمرون خطة محكمة لقيام دولة ‏إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ؛ على أن تقوم هذه الدولة المزعومة بعد مائة ‏سنة من تاريخ المؤتمر ؛ أي في سنة 1997م ؛ ونحن الآن في سنة 1999 م ، ولم ‏يحدث شيء مما تمناه اليهود ، ولن يحدث بإذن الله .‏
‎ ·‎‏ الحقيقة الثالثة : خوف اليهود من الجهاد الإسلامي ، ووعد الله المؤمنين ‏بالنصر والتمكين .‏
إن كلمة ( أمن إسرائيل ) التي يرددها اليهود ليل نهار تعني أن يتخلى العرب ‏المسلمون عن عقيدة الجهاد ، فإن إسرائيل تعلم علم اليقين أنها لن تنعم بالأمن في ‏ظل وجود عقيدة الجهاد ، حتى لو تخلى المسلمون عن واجبهم في القيام بهذه ‏الفريضة ما دامت في كتبهم وقلوبهم !!‏
وقد صرحت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية بهذا في وضوح وجلاء ‏فقالت : ( إنني أطالب رئيس السلطة الفلسطينية بالوفاء بتعهداته لنا من تدمير ‏للبنية الأساسية للجهاد الإسلامي ) .‏
وبعد ، فقد وعدنا الله بالنصر في مثل قوله : ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ ‏وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون ) [ الصف : 8] .‏
وقوله : ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ ‏كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) [ التوبة : 33] .‏
وقوله : ( وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ) [ النساء : 141] .‏
وقوله : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ(20)كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا ‏وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيز ) [ المجادلة : 20 : 21] .‏
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( لن تقوم الساعة حتى ‏يقاتل المسلمون اليهود ، حتى إن اليهودي ليختبئ وراء الشجر والحجر ، فيقول ‏الحجر والشجر : يا مسلم يا عبد الله ، هذا يهودي فاقتله ) .‏
نحن نؤمن بوعد الله ، ونرجو نصر الله ، ونلتزم منهج الله القائل : ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ‏النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ ‏الْوَكِيلُ(173)فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ‏وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ) [ آل عمران : 173 ، 174] .‏
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه .‏
 
المشكل انهم يفكرون ويخططون ونحن المسلمون لانفكر .. لاادري لمن اوجه كلمة سحقا لهم او للنا او للذين يعملون خلف الكواليس لاجل مصالحههم ام لي لاني لاجد ماافعل بهذه الحقائق الحاضرة على ارض الواقع والغائبة عن الاذهان.
 
عودة
أعلى