ماذا تعرف عن اريتيريا ؟؟؟

mohamadamin

حكيم المنتدى
تعتبر اريتريا من اكثر البلدان الأفريقية التي تتمتع بوجود مناطق اثرية وتاريخية، اذ تتوفر فيها منحوتات حجرية نادرة ونصب تذكارية وأدوات معدنية وفخارية ذات دلالة حضارية في غاية الأهمية. وغالبية تلك الآثار توجد في مناطق يقطنها الساهو،ويعتقد ان هذه المناطق كانت منشأً لحضارات انسانية عريقة
ادوليس (عدو لي)
ميناء اريتري قديم يقع على بعد عشرين كلم جنوب ميناء مصوع وذلك بين قريتي زولا وافتا وايضا ليس
ببعيد من فورٌو. ويعتقد ان اصل اسم عدوليس يعود الى “عدو لَيْ” اي الماء الأبيض، او “عدو لا” اي
الأبقار البيضاء بلغة الساهو. وجدير بالذكر ان هناك قرية ما زال يطلق عليها “عدو لي” في مناطق
الساهو.

ويؤكد المؤرخون أن ميناء عدوليس القديم كان معبرا تجاريا غاية في الأهمية في منتصف القرن الثالث قبل الميلاد وخصوصا للحضارات المصرية والفارسية وحضارة ما قبل اكسوم.
Adulis-Adola-300x194.jpg

ارض البُنت (Punt land) وعدوليس
على رغم انه يصعب تحديد موقع أرض البُنت الشهيرة بدقة فإن اريتريا في موقع جغرافي يؤهلها أن تكون جزءا مهماً من هذه الأرض طالما احتار علماء التاريخ بأسرار زمنها الغابر.
وهناك اشارة تاريخية مهمة ذكرت قد تستثني الصومال من كونها جزءا من ارض البُنت وهيفي ارض
البُنت وجبالها كانت تصب في نهر النيل وتغذيه”.” ان الأمطار الغزيرة الهاطلة

يعتقد علماء الآثار بأن عدوليس لعبت دورا بارزا في التبادل التجاري مع المصريين القدامى الذين كانوا يعتبرون ارض البُنت مركزا تجاريا مهماً لهم. وعندما كان المصريون يجوبون جنوب البحر الأحمر كانوا يعتقدون بأن ارض البنُت تشمل ما يعرف الآن بمنطقة القرن الأفريقي وتعتبر عدوليس في قلب هذه المنطقة. وكان المصريون يستوردون من ارض البُنت مواد هامة جدا في تلك العهود كالبخور والعاج والصمغ والأبنوس وكذلك الفرو ذي الجودة العالية الذي كان يرتديه كبار رجال الدين.
وهناك خطاب مسجل في ضريح الحاكم الثامن عشر (Amonhotep III) يشير فيه الى العلاقة
المهمة التي كانت تربط قدامى المصريين وقوم ارض الُبٌنت. ويعتقد بأن التبادل التجارى بين المصريين
وأهل ارض البُنت بدأ في عهد الحاكم- الملك المصري الأول، ويعتقد بأن ذلك التبادل حدث في

الفترة (2890-3100) قبل الميلاد، غير أن أول رحلة بحرية معروفة من مصر الى ارض البُنت تمت بين
(2325-2465) قبل الميلاد وذلك في عهد الملك الخامس “ساهو- راع” Saho Ra

قوحيتو
تقع قوحيتو التي تعني بلغة الساهو “الصخر” على بعد 14 كلم جنوب مدينة عسادك (عدي قيح) وعلى بعد متساوٍ تقريبا شمالاً من مدينة صنعفي وقرية كسكسي المشهورة.
وتعتبر قوحيتو اقدم وأهم موقع حضاري قديم فى اريتريا وهى واحدة من خمسة مواقع اريترية مسجلة رسميا في سجلات منظمة يونيسكوUNESCO كإحدى الممتلكات العالمية والإنسانية المهمة.


ووفقاً الى علماء الآثار (Anfray 1981:Danielli and Marinelli 1912:Litman
et al 1913:Wenig 1997) فإن آثار قوحيتو تقع على قمة هضبة قوحيتو وذلك على ارتفاع 2600 متر وتحتوي على عشرات من القطع الأثرية المنوعة، وعلى الصخور
والجدران المنحوتة والسدود العتيقة ومخازن المياه. على رغم ان آثار قوحيتو تنتشر على مساحة 3.75 كلم مربع الا ان ما تم من دراسة ومسح يعد اقل من 20% من تلك المساحة، ومن ضمن ما تم التعرف عليه هناك ضريح يطلق عليه السكان المحليون “مصري قبري” أي انه “ضريح مصري” وذلك بسبب شكله المميز. ويوجد على جدران ذلك الضريح اشكال هندسية
منحوتة على هيئة ورود وغيرها من الأشكال مما يدل على مدى اهمية صاحب هذا الضريح من الناحية الاجتماعية والدينية.

Qohaito-300x199.jpg

وهناك ايضا سد قديم يطلق عليه محليا “سد صفيرة” ويصل طوله حوالي 60 مترا ويقدر عمرة بألف
سنة على الأقل. وبنيت جدران ذلك السد بأطواب حجرية يصل طولها الى 98 س

وعرضها الى 48 سم. ويذكر ان هناك سدوداًً أخرى موجودة حول المنطقة ولكن سد صفيرة هو الأكثر حظاً في
الشهرة حيث ما زال سكان المنطقة ينتفعون منه حتى الآن. وتجاور قوحيتو مناطق اثرية اخرى مهمة مثل “عوالو قٌلبا” في منطقة (حنبا) المشهورة بصخورها المنحوتة التي تصل ابعادها الى ثلاثة أمتار في العمق واثني عشر مترا فى الطول. ويوجد على ظهر تلك الصخور منحوتات جميلة بألوانها الحمراء والبيضاء والسوداء

Qouhaito-8-Safira-Dam-300x194.jpg

Safira Dam
آثار كَسْكَسِي
يشار الى أن لكسكسي تاريخاً ذا اهمية كبيرة لحضارة المنطقة حيث يعتقد بأن ملكة جليلةكانت تحكم تلك المنطقة رغم ان اسمها الحقيقي ودورها ليس معروفا تماما. ان بعض الآثار التي اكتشفت في كسكسي تحفظ اليوم في المتحف الوطني الإريتري فى العاصمة أسمرا. وتدل تلك الآثار على عراقة الحضارة في المنطقة، وعلى سبيل المثال هناك قطع
اثرية منوعة منحوتة بلغة قديمة، وكذلك مخطوطة من اليمين الى الشمال تشبه مخطوطات
مملكة سبأ. (انظرالتمثال فى الصورة)

cascase11-300x194.jpg

Obelisk of Kaskase
صنـعفي وآثار بلو كلو
sanafe2-300x194.jpg

Senafe with the backdrop of Saim Coma

تقع مدينة صنعفي على بعد 135 كلم جنوب العاصمة اسمرا وعلى بعد يقارب 15 كلم من قوحيتو.
والاسم القديم لهذه المدينة هو (حكر )، ويذكر ان اسمها الحديث أتى مع قدوم مهاجرين من صنعاء
اليمن. واقتبس اسم مدينة صنعفي من “صنعاء – فين” اي ” اين صنعاء”

sanafe4-300x194.jpg

Senafe with the backdrop of Ain Senafe and Matara Coma
وصف زائر أوروبي مدينة صنعفي بـ (أرض العجائب) وذلك بسبب موقعها على ارض منبسطة محاطة
بسلسلة جبال عجبية المظهر، فمن الشمال يحيطها جبل بركاني (عرب تريكا) ومن الشرق ( دورهو
كُوما) ومن الجنوب جبل (فرقيلة) وجبل (صائم) ومن الجنوب الغربي جبل (مطرا) ومن الغرب جبل
Matara-in-Senafe-300x224.jpg
(عين صنعفي).
تحتضن صنعفي بقايا آثار مشهورة تسمى “بلو كلو” وهى قريبة من جبل مطرا. وتعتبر بلو كلو ثالث
اكبر موقع اثري في عهد ما قبل مملكة اكسوم ويعود عمر بعض آثار بلو كلو الى القرن الخامس قبل
الميلاد. ان التدقيق في بقايا آثار بلو كلو تكشف عن وجود ابنية معمارية عريقة تدل على ان سكان بلو
كلو كانت لهم مكانة


اجتماعية عالية، فمثلا هناك مسلة منحوتة يقارب طولها خمسة امتار لها دلالة فريدة ويتميز شكلها عن
بقية الآثار التي اكتشفت في اريتريا بوجود شعار ديني على قمة المسلة يعود الى مملكة سبأ وهو عبارة
عن هلال ذي انحناءة في اعلاه ويرمز الى (إله القمر العظيم) الذي كان يعبد عند اقوام عهد سبأ.
ويعرف إله القمر بـ (المقاح) ويعتبر إله الأمطار الشديدة والأعصار والفيضانات. وتوجد في
قاع هذه المسلة خطوط قعزية تقرأ كالآتي ” ملك أقيزي يهدي هذه المسلة الى اجداده الذين هزموا عظماء قوم اديلفيني وتسيلات”. (ومن المؤسف بأن هذه المسلة تم تدميرها أثناء الحرب الإريترية الإثيوبية فى عام 1998م.

matara-1-194x300.jpg

Almaqah (Moon God)

مصـــــــــــوع

تعتبر قبيلة ادًة من اوائل سكان مدينة مصوع وكان الساهو يطلقون اسم (مَنْدَرْ) على مصوع. ويذكر ان مدينة مصوع الحديثة بدأت تمتد وتنتشر من موقع مدينة صغيرة تعرف الآن بإسم (حرقيقو)، وما زال بعض سكانها من الساهو يطلقون عليها اسم (دَكَنٌو) اشارة الى اسمها القديم ويعني الأفيال حيث كانت تشتهر بكثرة الأفيال حولها.
Mandar-Massawa-9-300x194.jpg

Islamic civilization inspired architecture in Massawa
 
عودة
أعلى