بيسان سلامة
Member
أعطت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) الضوء الأخضر للبدء بتجارب على عشر مرضى في قسم الطوارئ مصابين بإصابات تهدد حياتهم حيث سيتم تعليقهم بين الحياة والموت من قبل الجراحين في مستشفى UPMC في مدينة بيتسبرج بولاية بنسلفانيا. و في هذه الحالة (تعليق الحركة) يأمل الجراحّون الحصول على المزيد من الوقت لعلاج الإصابات القاتلة لهؤلاء المرضى.
قد تبدو هذه الحالة -تعليق الحركة- وكأنها من إحدى روايات الخيال العلمي لكن الأطباء يأملون أنها قد تتمكن فعلاً من إنقاذ حياة الأشخاص المصابين بجروح خطيرة كأولئك المصابون بأعيرة نارية خطيرة و الذين فقدوا الكثير من الدم. ويتم تنفيذ هذه التقنية فقط على الأشخاص الذين توقف قلبهم على النبض ولم يستجيبوا لإجراءات إعادة تشغيل القلب وتتضمن العملية نزح كافة الدم الموجود في دم المصاب إلى خارج الجسم و ضخ محلول ملحي بارد من خلال القلب إلى الدماغ. بعد هذا يتم ضخ محلول ملحي بارد إلى جميع أعضاء الجسم ،ومن ثم خفض درجة حرارة الجسم من 37 درجة إلى 10 درجات وعند هذه النقطة فإن المريض يكون "ميت سريرياً" وبذلك سيكون لدى الجراحين ساعتين من الوقت للعمل على محاولة علاج الإصابات التي تعرض لها الشخص.
هذا قد يبدو غريباً لكنه مبني على أسس علمية. حيث أن فوائد التبريد أو خفض درجة حرارة الجسم معروفة منذ فترة طويلة. تعتبر خلايا الجسم شرهة للطاقة و تحتاج إلى إمداد مستمر من الأوكسجين وهذا يتم توفيره عن طريق ضخ الدم المؤكسج إلى جميع أنحاء الجسم و عندما يتوقف القلب عن النبض تبدأ الخلايا بشكل عام وبخاصة الخلايا الدماغية بالموت نتيجة الحاجة للأوكسجين أما عندما نقوم بخفض درجة حرارة الجسم فستتباطأ التفاعلات في الخلايا وستتوقف تقريبا عملية الاستقلاب أو التمثيل الغذائي مما يقلل الحاجة للأكسجين. وستظل الخلايا تنتج طاقة لكن بمعدل منخفض حيث يمكن للخلايا أن تستمر بالعمل لعدة ساعات بدلاً من الدقائق القليلة في درجة الحرارة الطبيعية. وخلال هذا الوقت يمكن للجراحين العمل على علاج الإصابات التي تعرض لها الشخص. وبعد نجاح العملية فسيتم ضخ الدم في الجسم بدلاً من المحلول المالح وسيتم رفع درجة حرارة الجسم بشكل تدريجي وفي هذا الوقت ينبغي للقلب البدء بالنبض من تلقاء نفسه وإلا فسيقوم الأطباء بمحاولة إعادة تشغيله.
وقال بيتر ري من جامعة أريزونا، أحد الجراحين الذين ساعدوا في تطوير هذه التقنية "كل يوم في العمل أعلن وفاة أشخاص ليس لديهم أي مؤشرات حيوية كنبض القلب أو نشاط دماغي وأوقع على ورقة الوفاة رغم يقيني أنهم لم يموتوا بالفعل وأنه بإمكاني أن أضعهم في حالة 'تعليق الحركة' ولكن للأسف كان يتوجب علي وضعهم في كيس للجثث".
والجدير بالذكر أن هذه التقنية لم يسبق تجربتها على البشر من قبل، ولكن في عام 2002 تم تجربتها بنجاح على الخنازير في مستشفى آن أربور التابعة لجامعة ميتشيجان. وعلى الرغم من أن بعض الخنازير استلزمت القيام بعمليات إنعاش لقلوبها إذ أن قلوبها لم تبدأ بالنبض من تلقاء نفسها إلا أن الحيوانات تماثلت للشفاء دون أي مشاكل جسدية أو إدراكية واضحة. وسوف تشمل التجربة 10 أشخاص من الذين تنطبق عليهم معايير العملية وسيتم مقارنة النتائج مع 10 أشخاص آخرين لم يخضعوا لهذه العملية لأن الفريق الطبي المناسب لم يكن متاحاً. وكذلك سيتم السماح بإجراء هذه العملية دون الحصول على الموافقة المسبقة لأن الخاضعين لهذه التجربة سيكونون ممن تعرضوا لإصابات شديدة خاصة أنه لا يوجد بديل عن إجرائها سوى الموت.
هذا وسوف تستمر التجارب على مجموعات من 10 مرضى وسيتم التطوير على العملية في كل مرة لتحسينها أملاً في جمع ما يكفي من البيانات في نهاية المطاف لتكون قادرة على تأكيد أو رفض هذه العملية كخيار علاجي قابل للتطبيق. هذه التجارب قد تستغرق قدرا كبيرا من الوقت لجمع البيانات الكافية لتحقيق نتائج شاملة حيث يتوجب على الجراحين انتظار المريض المناسب. ولكن يؤمل في نهاية المطاف أن هذه التقنية يمكن توسيعها لتشمل حالات أخرى غير اصابات الأعيرة النارية أو الأدوات الحادة.
المصدر:
http://www.iflscience.com/health-and-medicine/medics-given-go-ahead-trial-suspended-animation
قد تبدو هذه الحالة -تعليق الحركة- وكأنها من إحدى روايات الخيال العلمي لكن الأطباء يأملون أنها قد تتمكن فعلاً من إنقاذ حياة الأشخاص المصابين بجروح خطيرة كأولئك المصابون بأعيرة نارية خطيرة و الذين فقدوا الكثير من الدم. ويتم تنفيذ هذه التقنية فقط على الأشخاص الذين توقف قلبهم على النبض ولم يستجيبوا لإجراءات إعادة تشغيل القلب وتتضمن العملية نزح كافة الدم الموجود في دم المصاب إلى خارج الجسم و ضخ محلول ملحي بارد من خلال القلب إلى الدماغ. بعد هذا يتم ضخ محلول ملحي بارد إلى جميع أعضاء الجسم ،ومن ثم خفض درجة حرارة الجسم من 37 درجة إلى 10 درجات وعند هذه النقطة فإن المريض يكون "ميت سريرياً" وبذلك سيكون لدى الجراحين ساعتين من الوقت للعمل على محاولة علاج الإصابات التي تعرض لها الشخص.
هذا قد يبدو غريباً لكنه مبني على أسس علمية. حيث أن فوائد التبريد أو خفض درجة حرارة الجسم معروفة منذ فترة طويلة. تعتبر خلايا الجسم شرهة للطاقة و تحتاج إلى إمداد مستمر من الأوكسجين وهذا يتم توفيره عن طريق ضخ الدم المؤكسج إلى جميع أنحاء الجسم و عندما يتوقف القلب عن النبض تبدأ الخلايا بشكل عام وبخاصة الخلايا الدماغية بالموت نتيجة الحاجة للأوكسجين أما عندما نقوم بخفض درجة حرارة الجسم فستتباطأ التفاعلات في الخلايا وستتوقف تقريبا عملية الاستقلاب أو التمثيل الغذائي مما يقلل الحاجة للأكسجين. وستظل الخلايا تنتج طاقة لكن بمعدل منخفض حيث يمكن للخلايا أن تستمر بالعمل لعدة ساعات بدلاً من الدقائق القليلة في درجة الحرارة الطبيعية. وخلال هذا الوقت يمكن للجراحين العمل على علاج الإصابات التي تعرض لها الشخص. وبعد نجاح العملية فسيتم ضخ الدم في الجسم بدلاً من المحلول المالح وسيتم رفع درجة حرارة الجسم بشكل تدريجي وفي هذا الوقت ينبغي للقلب البدء بالنبض من تلقاء نفسه وإلا فسيقوم الأطباء بمحاولة إعادة تشغيله.
وقال بيتر ري من جامعة أريزونا، أحد الجراحين الذين ساعدوا في تطوير هذه التقنية "كل يوم في العمل أعلن وفاة أشخاص ليس لديهم أي مؤشرات حيوية كنبض القلب أو نشاط دماغي وأوقع على ورقة الوفاة رغم يقيني أنهم لم يموتوا بالفعل وأنه بإمكاني أن أضعهم في حالة 'تعليق الحركة' ولكن للأسف كان يتوجب علي وضعهم في كيس للجثث".
والجدير بالذكر أن هذه التقنية لم يسبق تجربتها على البشر من قبل، ولكن في عام 2002 تم تجربتها بنجاح على الخنازير في مستشفى آن أربور التابعة لجامعة ميتشيجان. وعلى الرغم من أن بعض الخنازير استلزمت القيام بعمليات إنعاش لقلوبها إذ أن قلوبها لم تبدأ بالنبض من تلقاء نفسها إلا أن الحيوانات تماثلت للشفاء دون أي مشاكل جسدية أو إدراكية واضحة. وسوف تشمل التجربة 10 أشخاص من الذين تنطبق عليهم معايير العملية وسيتم مقارنة النتائج مع 10 أشخاص آخرين لم يخضعوا لهذه العملية لأن الفريق الطبي المناسب لم يكن متاحاً. وكذلك سيتم السماح بإجراء هذه العملية دون الحصول على الموافقة المسبقة لأن الخاضعين لهذه التجربة سيكونون ممن تعرضوا لإصابات شديدة خاصة أنه لا يوجد بديل عن إجرائها سوى الموت.
هذا وسوف تستمر التجارب على مجموعات من 10 مرضى وسيتم التطوير على العملية في كل مرة لتحسينها أملاً في جمع ما يكفي من البيانات في نهاية المطاف لتكون قادرة على تأكيد أو رفض هذه العملية كخيار علاجي قابل للتطبيق. هذه التجارب قد تستغرق قدرا كبيرا من الوقت لجمع البيانات الكافية لتحقيق نتائج شاملة حيث يتوجب على الجراحين انتظار المريض المناسب. ولكن يؤمل في نهاية المطاف أن هذه التقنية يمكن توسيعها لتشمل حالات أخرى غير اصابات الأعيرة النارية أو الأدوات الحادة.
المصدر:
http://www.iflscience.com/health-and-medicine/medics-given-go-ahead-trial-suspended-animation