لغتنا إلى أين

العربية .. هل فكرت يوماً في روعة هذه الكلمة ؟
هل تلمست جمال دفنها وحنانها ؟
هل أبحرت بين جملها وغصت في معاني كلماتها ؟
هل أحسست بالفخر والعز الذي ينساب من أحرفها ؟
ربما لو قرأت أحد الكتب التي تتحدث عن أيام الجاهلية والعصر الإسلامي المجيد ،وعن روعة لغتهم العربية
لرأيت مدى افتخار العربي ابن الصحراء بهذه اللغة
وشعرت بالمكانة التي حظيت بها كل هذا وهي في زمن الضلال والظلام .
فما بالك بها وبمكانتها بعدما أشرق نور الإسلام ؟
مابالك بها بعدما كللها الله تعالى بشرف عظيم ألا وهو أنه أنزل القرآن الكريم بها قال تعالى :
( كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون )
ما أروع ذلك الحدث الذي سجله رسول الله في تاريخ العربية المشرق
عندما قال أنه يحبها مبيناً لذلك أسباباَ كل واحد منها يرفع من مكانتها أكثر من الآخر ..
عندما قال صل الله عليه وسلم : ( أحب العربية لثلاث لأني عربي ولأن القرآن عربي ولأن لغة أهل الجنة العربية )
وكم هو جميل حين نرى شعراءنا وكتابنا يبدعون فيها ويتغنون ويتفاخرون بها
ويعدونها الرابطة المقدسة التي تجمع العرب ، قال حافظ إبراهيم :
لغة إذا وقعت على أسماعنا .... كانت لنا برداً على الأكباد
ستظل رابطة تــــؤلف بيــــننا .... فهي الرجاء لناطق بالضاد

ولكن أين لغتنا اليوم ؟؟
وما الذي حل بها ؟؟
لقد باتت مقتصرة على المتعلمين ومذيعي الأخبار والخطباء ،أليس ذلك ؟..
واقتصر تعليم أبنائنا على اللغات الأجنبية ،وأهملوا لغة ديننا اللغة العربية ..
بل تجد بعض الأطفال لا يجيدون التحدث بها أبداً !!
أو بالأصح أهملوها فابتعدوا عنها فلم يفهموها أبداً ولم يتخاطبوا بها !!..
آآخ يالغتاه .. بالأمس كان العباقرة يتنافسون فيك ليلقوا الحظوة والاحترام ..
واليوم بات يحبك ويحرص عليك مدعاة للسخرية والنعت بالتخلف والرجعية
والسؤال الذي يطرح نفسه ما السبب وراء هدم لغتنا العربية ؟
هل هي البرامج الهدامة الساعية لتشويه لغتنا وقبلتها عاداتنا ؟
أو الإعلام المغيب دوره ؟
أو التقليد الأعمى للغرب ؟
ننتظر جواباً فهل من مجيب ؟؟؟


بقلم أخوكم : سلطان الدغيلبي
يوم الأحد ، بتاريخ 16/ 9 / 2012م - ، 29/ شوال/ 1433هـ ،الساعة 10:47 م


منقول لشيخ سلطان الدغيلبي
 
أعتفد أن هناك أسباباً كثيرة لبعد العرب عن لغتهم وخصوصاً الأجيال الناشئة، ولعل أهم تلك الأسباب هي العولمة والإنترنت والفضائيات، إضافة لتأخر العرب في مجالات التكنولوجيا التي تسير بسرعة كبيرة، حيث يتم استخدام كلمات أجنبية من قبل الكثيرين حتى دون أن يدركوا معناها أو ماهيتها مثل:
هاشتاغ، لايك، فيسبوك، إيميل، إنترنت، سبام، بليز، داونلوود، واي فاي،
ولا يقتصر الأمر على ذلك بل من قبل انتشار الإنترنت كانت كلمات كثيرة - ولازالت - مستخدمة وهي ليست عربية مثل باص بدلاً من حافلة وتلفزيون وتلفون ...الخ
وحتى عند التعريب فإن كل بلد تعرب العلوم بشكل مختلف عن البلد الأخرى ولا يوجد مرجعية موحدة، فمثلاً قرأت مرة كتاباً باللغة العربية في مجال اختصاصي وكان المؤلف من العراق، فلم أستطع أن أفهم الكثير من الكلمات، ونفس الوضع ينطبق على التعريب في سوريا وفي مصر وليبيا وغيرها
إذن بدون اللحاق بركب الأمم في مجال العلوم والتكنولوجيا وبدون مرجعية عربية موحدة للترجمة سنبقى نلهث خلف الغرب
 
اعتقد ان المسألة ليست انحسار لغة فحسب .. للاسف ان الموضوع هو فقدان الهوية العربية لشباب العربي.. فشبابنا وبناتنا اﻻن هم مسوخ اجنبية جل اهدافها التقليد اﻻعمى للغرب (طبعا في التقليعات واللغة والحركات فقط)ظنا منهم ان هذه هي الحضارة
في حين نجد شباب بعض اﻻمم المتقدمة تواكب التطور والتكنولوجيا مع تمسكها بثقافاتها وهوية بلدانها مثل الشباب في الصين والهند واليابان
نسأل الله الهداية للجميع
 
عودة
أعلى