بيسان سلامة
Member
محدودية الكون و النشوء الأول :
اكتشف آرنو بينزياس و روبرت ويلسون صدى نشوء العالم بالصدفة أثناء محاولتهم إلغاء أي تشويش عبر تصميم هوائي مخصص لهذا الغرض ولم يعلموا أهمية ما اكتشفوه إلا عند لقائهم مع الفيزيائي روبرت ديك الذي قسر التشويش الملتقط على أنه إشارة ملموسة أن الكون متناه في الزمان والمكان وأن ماا سمعه كان نتيجة الانفجار الكوني الأول قبل 13 مليار سنة.
بداية ظن العالم جيوردانو برونو أن الكون لا متناه على اعتبار أن الإله يعبر فيه عن ذاته و الإله غير متناه وبالتالي فالكون غير متناه وقد قوبلت نظريته بالرفض الشديد من قبل الكنيسة وانتهت بإحراقه حياً في روما لاعتقاد الكنيسة أنه ساحر ينوي التقليل من قيمة الإله وقد حذا العالم عمانويل كانط حذوه وقد علل ذلك بأن الكون من صنع الإله وبالتالي فهو لا محدود مثل الله إلى أن جاء الطبيب المشهور ذو الاهتمامات الفلكية فيلهلم أولبرس وطرح سؤال لماذا يعم الظلام ليلاً مع أن الكون ممتلئ بالنجوم المنتشرة وبالتالي فالكون محدود ومتناه فقد علل ذلك بما يلي:
عدد لا متناه من النجوم ينتج كمية لا متناهية من الإضاءة وبالتالي لن يحل الظلام مع أن الإضاءة تتناقص مع بعد النجم وبالتحديد تتناسب طردا مع مربع البعد إلا أنه كلما زاد البعد زاد عدد النجوم ليس بمربع المسافة وإنما بمكعب المسلفة وبالتالي ستغطي زيادة العدد على تناقص الإضاءة ولكن هناك عائق لنظرية تناهي الكون وهي أن الكون غير شفاف ففيه كتل هائلة من الغبار الكوني ولكن هذه الحجة دحضت لأنه لو استمرت هذه الغيوم بامتصاص الضوء الصادر عن النجوم فإن طاقة الضوء ستبقى موجودة فيها فالطاقة لا تفنى و بالتالي ستتحول هذه الغيوم تدريجياً إلى نجوم مصدرة للضوء وهنا عدنا لنظرية أولبرس ويمكن حل كل تلك التعقيدات بمعرفة المسافة الحدية فالمسافة التي يصبح فيها ضوء النجوم مجدياً لإبقاء الكون مضاء هي حوالي 100 تريليون سنة ضوئية ولكن الكون أصغر بكثير من ذلك فهو يبلغ 13 مليار سنة ضوئية وهذه المسافة لا تساوي عشرة إلى مليار من المسافة الحدية و بالتالي فالكون ليس متناهياً لا في المكان ولا في الزمان ولكن كيف يمكننا أن نحل مشكلة الحدود وكيف يمكننا تصورها وهنا تكمن المشكلة باتخاذ عدم القدرة على التصور عائقاً أمام تأكيد محدودية الكون فنحن نضع الكون ضمن قدراتنا على التصور ونحدده ضمن خيالنا بعيداً عن أسس علمية يمكن الاستناد إليها وبالتالي فإننا نستطيع القول بأن دماغنا لم يصل إلى الدرجة التي يستطيع فيها استيعاب كل هذا العالم فرغم التقدم الحاصل في المئة ألف سنة الأخيرة لن يكون سوى نقطة في بحر إذا ما قارناه بامتداد الكون الهائل وهذا ما توصل إليه ألبرت آينشتاين وكانت النتيجة من تأملاته "النظرية النسبية" وقد نفى آينشتاين مبدأ القابلية اللامحدودة لجمع السرعات واعتبرت سرعة الضوء أكبر سرعة موجودة ولا يمكن جمعها لسرعة أخرى ومقدارها 300000 كم\ثا وبالتاي فعبارة نفس الوقت هي عبارة أرضية فلو حدث انفجار بركانين أحدهما على الأرض و الآخر على كوكب يبعد عن الأرض عشر سنين ضوئية فهنا لا وجود لنفس الوقت لأننا نحتاج لنرى صورة انفجار الكوكب البعيد إلى عشر سنين لقطع المسافة فالتطابق الزمني غير موجود ومما ورد في النظرية النسبية و الزمن فأن ساعة حائط تبدو بالنسبة لمراقب على القطار وكأنها أبطأ من ساعة حائط ساكنة ويلاحظ ذلك إذا سار القطار بسرعة قريبة من سرعة الضوء هذا يؤدي التطابق الزمني غير موجود و الزمن يتعلق بالحالة المكانية هذا يؤدي هناك تناسب بين الزمان و المكان ومن هنا جاءت تسميتها بالنظرية النسبية هذا يؤدي الزمن بالنسبة للسرعات العالية القريبة من سرعة الضوء يسير ببطء، إن المكان شأنه شأن الزمان ليس مطلقاً وبما أن الكون ممتلئ بالمادة الموزعة فيه توزيعاً منتظماً فإنه تبعاً لكميتها وتوزعها سيكون محدباً وبالتالي فالكون كالكرة متناه لكن غير محدود.
الكون متناه وليس لأبدي:
عند الانفجار الكوني الأول (البيغ بانغ) أخذ الكون بالتمدد ولا تزال الضبابات الحلزونية تتمدد وتبتعد عن بعضها حتى الآن ولكن هذه الحركة الانفجارية لن تستمر للأبد فلكل بداية نهاية ويعتقد العلماء أن التوسع الحالي للكون آخذ بالانكباح وبالتالي سيصل الكون إلى حد محدود يتوقف عنده هروب الكازارات وتبدأ بالتجاذب نحو بعضها بسرعة متزايدة وتأتي حالة الانكماش الكوني إلى أن ترتطم المجرات ببعضها وتنصهر في أتون اصطدام هائل ثم تعود لتنفجر نتيجة الاصطدام لتشكل حياة جديدة وقد دعي ذلك بالنموذج النبضي للكون وتقدر مدة النبضة الواحدة بحوالي 80 مليار سنة ولكن بذلك يمكن أن يكون قبل كوننا هذا كوناً آخر إذن ضاعت البداية والنهاية أيضاً وبالتالي لكل منا السؤال لماذا العالم موجود أو لماذا لا يوجد شيء حتى الآن لا يوجد جواب شاف حيث أن أدمغتنا لم تصل لهذا بعد ولكن ماهو مؤكد أن العالم المتناهي و المتغير باستمرار لا يمكن أن يحتوي ماهو متناه و أبدي.
يتبع..
اكتشف آرنو بينزياس و روبرت ويلسون صدى نشوء العالم بالصدفة أثناء محاولتهم إلغاء أي تشويش عبر تصميم هوائي مخصص لهذا الغرض ولم يعلموا أهمية ما اكتشفوه إلا عند لقائهم مع الفيزيائي روبرت ديك الذي قسر التشويش الملتقط على أنه إشارة ملموسة أن الكون متناه في الزمان والمكان وأن ماا سمعه كان نتيجة الانفجار الكوني الأول قبل 13 مليار سنة.
بداية ظن العالم جيوردانو برونو أن الكون لا متناه على اعتبار أن الإله يعبر فيه عن ذاته و الإله غير متناه وبالتالي فالكون غير متناه وقد قوبلت نظريته بالرفض الشديد من قبل الكنيسة وانتهت بإحراقه حياً في روما لاعتقاد الكنيسة أنه ساحر ينوي التقليل من قيمة الإله وقد حذا العالم عمانويل كانط حذوه وقد علل ذلك بأن الكون من صنع الإله وبالتالي فهو لا محدود مثل الله إلى أن جاء الطبيب المشهور ذو الاهتمامات الفلكية فيلهلم أولبرس وطرح سؤال لماذا يعم الظلام ليلاً مع أن الكون ممتلئ بالنجوم المنتشرة وبالتالي فالكون محدود ومتناه فقد علل ذلك بما يلي:
عدد لا متناه من النجوم ينتج كمية لا متناهية من الإضاءة وبالتالي لن يحل الظلام مع أن الإضاءة تتناقص مع بعد النجم وبالتحديد تتناسب طردا مع مربع البعد إلا أنه كلما زاد البعد زاد عدد النجوم ليس بمربع المسافة وإنما بمكعب المسلفة وبالتالي ستغطي زيادة العدد على تناقص الإضاءة ولكن هناك عائق لنظرية تناهي الكون وهي أن الكون غير شفاف ففيه كتل هائلة من الغبار الكوني ولكن هذه الحجة دحضت لأنه لو استمرت هذه الغيوم بامتصاص الضوء الصادر عن النجوم فإن طاقة الضوء ستبقى موجودة فيها فالطاقة لا تفنى و بالتالي ستتحول هذه الغيوم تدريجياً إلى نجوم مصدرة للضوء وهنا عدنا لنظرية أولبرس ويمكن حل كل تلك التعقيدات بمعرفة المسافة الحدية فالمسافة التي يصبح فيها ضوء النجوم مجدياً لإبقاء الكون مضاء هي حوالي 100 تريليون سنة ضوئية ولكن الكون أصغر بكثير من ذلك فهو يبلغ 13 مليار سنة ضوئية وهذه المسافة لا تساوي عشرة إلى مليار من المسافة الحدية و بالتالي فالكون ليس متناهياً لا في المكان ولا في الزمان ولكن كيف يمكننا أن نحل مشكلة الحدود وكيف يمكننا تصورها وهنا تكمن المشكلة باتخاذ عدم القدرة على التصور عائقاً أمام تأكيد محدودية الكون فنحن نضع الكون ضمن قدراتنا على التصور ونحدده ضمن خيالنا بعيداً عن أسس علمية يمكن الاستناد إليها وبالتالي فإننا نستطيع القول بأن دماغنا لم يصل إلى الدرجة التي يستطيع فيها استيعاب كل هذا العالم فرغم التقدم الحاصل في المئة ألف سنة الأخيرة لن يكون سوى نقطة في بحر إذا ما قارناه بامتداد الكون الهائل وهذا ما توصل إليه ألبرت آينشتاين وكانت النتيجة من تأملاته "النظرية النسبية" وقد نفى آينشتاين مبدأ القابلية اللامحدودة لجمع السرعات واعتبرت سرعة الضوء أكبر سرعة موجودة ولا يمكن جمعها لسرعة أخرى ومقدارها 300000 كم\ثا وبالتاي فعبارة نفس الوقت هي عبارة أرضية فلو حدث انفجار بركانين أحدهما على الأرض و الآخر على كوكب يبعد عن الأرض عشر سنين ضوئية فهنا لا وجود لنفس الوقت لأننا نحتاج لنرى صورة انفجار الكوكب البعيد إلى عشر سنين لقطع المسافة فالتطابق الزمني غير موجود ومما ورد في النظرية النسبية و الزمن فأن ساعة حائط تبدو بالنسبة لمراقب على القطار وكأنها أبطأ من ساعة حائط ساكنة ويلاحظ ذلك إذا سار القطار بسرعة قريبة من سرعة الضوء هذا يؤدي التطابق الزمني غير موجود و الزمن يتعلق بالحالة المكانية هذا يؤدي هناك تناسب بين الزمان و المكان ومن هنا جاءت تسميتها بالنظرية النسبية هذا يؤدي الزمن بالنسبة للسرعات العالية القريبة من سرعة الضوء يسير ببطء، إن المكان شأنه شأن الزمان ليس مطلقاً وبما أن الكون ممتلئ بالمادة الموزعة فيه توزيعاً منتظماً فإنه تبعاً لكميتها وتوزعها سيكون محدباً وبالتالي فالكون كالكرة متناه لكن غير محدود.
الكون متناه وليس لأبدي:
عند الانفجار الكوني الأول (البيغ بانغ) أخذ الكون بالتمدد ولا تزال الضبابات الحلزونية تتمدد وتبتعد عن بعضها حتى الآن ولكن هذه الحركة الانفجارية لن تستمر للأبد فلكل بداية نهاية ويعتقد العلماء أن التوسع الحالي للكون آخذ بالانكباح وبالتالي سيصل الكون إلى حد محدود يتوقف عنده هروب الكازارات وتبدأ بالتجاذب نحو بعضها بسرعة متزايدة وتأتي حالة الانكماش الكوني إلى أن ترتطم المجرات ببعضها وتنصهر في أتون اصطدام هائل ثم تعود لتنفجر نتيجة الاصطدام لتشكل حياة جديدة وقد دعي ذلك بالنموذج النبضي للكون وتقدر مدة النبضة الواحدة بحوالي 80 مليار سنة ولكن بذلك يمكن أن يكون قبل كوننا هذا كوناً آخر إذن ضاعت البداية والنهاية أيضاً وبالتالي لكل منا السؤال لماذا العالم موجود أو لماذا لا يوجد شيء حتى الآن لا يوجد جواب شاف حيث أن أدمغتنا لم تصل لهذا بعد ولكن ماهو مؤكد أن العالم المتناهي و المتغير باستمرار لا يمكن أن يحتوي ماهو متناه و أبدي.
يتبع..