غربتي

أتجرع مرارتها وآهاتها..أحاول أن أخفي حزني، أن أضمد جرحي العميق، فأرسم بسمة على محياي وأمشي..

وأسأل نفسي: إلى أين ستذهب بي هذه الطريق؟ ما هو المكون المنشود؟ فلا أدري..

لكن الأهم، إلى متى وحتى متى ستظل الغربة تأكل من لحمي، تأكل من ذكرياتي؟؟

كل يوم اقضيه بغير الوطن بسنة.. وكل سنة ب-١٠٠٠..ياه كم هرمت في هذه السنين الأخيرة..كم كبرت وكم ضيعت من عمري..

ومع كل سنة أضعف..وتضعف معي ذاكرتي ووجداني، فأصبح أكثر تقبلاً للواقع الجديد..ولكن أي واقع هذا؟ أحقاً أريد أن أعيش هنا؟ بعيداً عن وطني وبلا أهلي؟

كفى.. فبعد الآن، لن تأكلي أيتها الغربة ذكريات بلدي..لن تسرقي ضحكة أمي وأبي..لن تمحي من بالي سهرات الأصدقاء..لن ولن ولن..

سأنتفض، سأقاتل, سأقاوم وسأنتصر..سيكون القتال شرساً.. سيكون النزال على أشده..لكن من سيحسم المعركة؟

جهزت العدة والعتاد للمواجهة..فنجان قهوتي ، كالذي كانت تحضره أمي، كتاب صوري، صور الأهل والأصدقاء، وقلمي..

بدأت المعركة..وأشعلت الغربة نيرانها..

أما أنا، فأنظر إلى الصور، احتسي رجفةً من قهوتي، اكتب كلمة، فيذهب بي طرفي إلى الصور تارة أخرى.. فأذرف دمعة، تسبقها دمعة ودمعة..

سرعان ما انجلت غبار المعركة..الفوز كان صريحاً..لقد انتصرت..نعم لقد انتصرت..ولكن كيف ينتصر من يبكي؟؟

أيتها الغربة، لقد خسرت النزال، فهاذ دموعي تطفئ نارك وتغرق معسكرك..هاذي دموعي تثبت أن كل محاولاتك باءت بالفشل..

لم تسرق مني شيئاً..لن تسرق مني شيئا.. فدموعي خير دليل على أن حب بلادي يكبر في، لا يصغر ولا يهرم..
 
اقول احياناسحقا للغربة ..
لكن اقول احايين كثيرة عسى الله ان يستخدم المسلمين منا لنشر الاسلام رغم انوف الذين ينشرون كرهه
 
عودة
أعلى