المعاملات المصرفية الورقية لا تزال مفضلة لدى غالبية الأميركيين

محب الله ورسوله

مشــرف عــام
طاقم الإدارة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حتى المعجبون بالتقنيات الحديثة يتخوفون من تسرب معلوماتهم الشخصية إلكترونيا

internet.323007.jpg

رغم أن كاثي بوسنر تعيش فوق مجمع للمحلات التجارية في شيكاغو، لكنها تستطيع حساب عدد المرات التي زارت خلالها محلا للبيع بالمفرق خلال الصيف الحالي، فهي تشتري كتبها من موقع «أمازون.كوم»، كما تشتري تذاكر السينما والسفر بالطائرات عبر الإنترنت. كذلك تملأ وصفاتها الطبية في موقع «والغرين ويب» على الشبكة. وهي تنفق أكثر من الفي دولار شهريا على ملابسها وزهورها ومجوهراتها، وحتى على لحوم الستيك من نوع «أوماها»، التي تشتريها جميعها من الشبكة. ورغم سهولة التسوق والتبضع عبر الإنترنت الا أنها لا تقوم بمعاملات حساباتها المصرفية، أو تسدد فواتيرها، عبر الشبكة، فهي حريصة جدا لدى كتابتها الحوالات المصرفية، بل تفضل أن تلعق المظاريف وتغلقها بنفسها، والوقوف في صفوف المراجعين الطويلة في المصارف. «فاذا طلبت شيئا عبر الإنترنت ثم اختلطت الامور فكل الذي يحصل هو تأخر وصول الكتاب أو الحلويات لي، وهذا ليس بالامر المهم». تقول بوسنر، «لكن اذا تأخرت فاتورة ما عن موعدها فان هذا الامر محرج جدا بالنسبة لي».
وتضيف قائلة: «اعشق التسوق عبر الإنترنت لكنني لا أثق بالقيام بالمعاملات المصرفية عبر الإنترنت».

حسابات ورقية بوسنر ليست الوحيدة في هذا المضمار. فرغم الانفجار الحاصل في المعاملات المصرفية وتسديد الفواتير عبر الإنترنت الا أن النمو في هذا القطاع لم يكن متناسقا. فاليوم هناك اكثر من 53 مليون شخص، أي نحو 44 في المائة من مستخدمي الإنترنت يقومون بالكشف بانتظام على حساباتهم المصرفية عبر الإنترنت استنادا الى دراسة اجرتها في العام الماضي مؤسسة «بيو إنترنت أند أميركان لايف بروجيكت». كما انه في المؤسسات المالية والمصارف الكبيرة، كبنك اوف اميركا مثلا و«ويلز فارغو»، فان نصف الزبائن يسددون فواتيرهم عبر الشبكة.

ولكن رغم أن الملايين من المستهلكين معجبون ببساطة الإنترنت وعدم حاجتهم فيها الى استخدام الطوابع البريدية، الا أن ملايين الاخرين من المسنين والاغنياء، وحتى المعجبين بالتقنيات الحديثة، لا يزالون يمتنعون عن استخدامها لهذه الاغراض خوفا على أمن معلوماتهم الشخصية وحساباتهم المالية، وذلك استنادا الى احصائية طالبت الفي من مستخدمي الإنترنت الذين لا يتعاملون مع مصارفهم عبر الإنترنت. ويقول ماثيو لويس المدير التنفيذي في «شيك فري» الشركة التي مقرها أتلنتا التي رخصت تقنية تسديد الفواتير على الإنترنت لاكثر من 1600 مصرف في جميع أنحاء الولايات المتحدة، انه من الاسهل تسديد الفواتير على الشبكة من تحرير الحوالات المصرفية لكنه يعترف أنه من الصعب ايضا كسر العادات القديمة.

اختراقات وتصيد وبالنسبة الى المصارف فان تسديد الفواتير عبر الشبكة هو امر مربح للغاية. فقد اظهرت ابحاث السوق ان مثل هذه العمليات موفرة جدا لها وتشجع العملاء على شراء منتجات وخدمات أكثر، اضافة الى تشييد نوع من الولاء المتبادل بين الزبون والمصرف لكون الاخير يقدم هذه الخدمات على الإنترنت لقاء رسوم زهيدة ان لم تكن مجانية.

طبعا الخوف من الاختراقات الأمنية وعمليات الصيد الاحتيالي قد يكونان السبب الرئيسي الذي يحول دون قيام العملاء بتصريف اعمالهم المالية والمصرفية عبر الشبكة، رغم أن المصارف والمؤسسات المالية من جهتها شرعت في اتخاذ تدابير وقائية على شبكاتها، مضيفة خطوات اضافية للتحقق من الهويات ومنع عمليات الغش والاحتيال، فبنك اوف اميركا مثلا شرع يطلب من عملائه النقر على صورة توضع الى جانب كشف حساباتهم، اضافة الى وضع كلمة المرور.

وعرضت مؤسسة «اي ترايد فايننشال» المالية منذ مارس (اذار) الماضي لأفضل عملائها آلة صغيرة تولد كلمة مرور من ستة ارقام كل دقيقة، كما أنها تصدر بالبريد الإلكتروني، شأنها شأن العديد من المصارف الاخرى، انذارا في كل مرة يظهر نشاط ما على حساب من الحسابات.

ويوصي بعض الخبراء بعدم استخدام النظام الاوتوماتيكي لتسديد الفواتير، خاصة بالنسبة الى فواتير الكهرباء والهاتف الجوال، التي يجري دفعها بمبالغ تتفاوت بصورة كبيرة بين شهر وآخر.
 
عودة
أعلى