محمد شتيوى
مستشار سابق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأتطرق اليوم إلي موضوع هام في الشعر العربي وهو موضوع القافية , والقافية كما هو معلوم هي مجموعة من الحروف ينتهي بها البيت الشعري ولا نهاية للتنويع في القوافي , وإنما تصلح أي قافية تستعذبها الآذن ولا تنبو عن الذوق السليم .
والقافية المتحدة تعطى للقصيدة الشعرية وقعا لا نجده في قصائد الشعر الحر وشعر التفعيلة واعترف رواد هذه المدارس الشعرية بذلك بأنفسهم مثل نازك الملائكة التي قالت ( والحقيقة القافية ركن مهم في موسيقية الشعر الحر لأنها تحدث رنينا وتثير في النفس أنغاما وأصداء وهى فوق ذلك فاصلة قوية واضحة بين الشطر والشطر , والشعر أحوج ما يكون إلى فواصل بعد أن أغرقوه بالنثرية الباردة) من كتاب قضايا الشعر المعاصر ص163 .
فهناك الشعر التقليدي ذو القافية المتحدة وهناك المربع والمخمس والمزدوج والموشحات ....الخ ولكن من اعجب ما سمعت في القوافي موضوع ( القافية الصوتية ) وقد أورد ابن رشيق القيرواني في كتابه العمدة مثالا لهذه القافية العجيبة يقول :-
((وقد جاء أبو نواس بإشارات أخر لم تجر العادة بمثلها، وذلك أن الأمين بن زبيدة قال له مرة:هل تصنع شعراً لا قافية له؟ قال:نعم، وصنع من فوره ارتجالاً:
ولقد قلت للمليحة قولـــي من بعيد لمن يحبك: " إشارة قبلة"
فأشارت بمعصم ثم قالت من بعيد خلاف قولي: " " إشارة لا لا"
فتغنيت ساعة ثم إنـــــي قلت للبغل عند ذلك: " "إشارة امش"
فتعجب جميع من حضر المجلس من اهتدائه وحسن تأتيه، وأعطاه الأمين صلة شريفة.))
ففي هذا الخبر السابق يتبين أن أبا نواس قال هذه الأبيات الثلاثة من بحر الخفيف ولكنه بدلا من أن يأتى بالقافية المعتادة فإنه أتى بقافية صوتية تكمل وزن البيت إذا كتبت ولكنها أصوات لا تكتب وهنا تتجلى العبقرية فالقافية التي أتى بها هي صوت القبلة وصوت النفي عندما ترفض شيئا , والصوت الذي يصدره راكب الحمار عندما يأمره بأن يسير!!! فهل سمعتم بأعجب من هذه القافية؟!
سأتطرق اليوم إلي موضوع هام في الشعر العربي وهو موضوع القافية , والقافية كما هو معلوم هي مجموعة من الحروف ينتهي بها البيت الشعري ولا نهاية للتنويع في القوافي , وإنما تصلح أي قافية تستعذبها الآذن ولا تنبو عن الذوق السليم .
والقافية المتحدة تعطى للقصيدة الشعرية وقعا لا نجده في قصائد الشعر الحر وشعر التفعيلة واعترف رواد هذه المدارس الشعرية بذلك بأنفسهم مثل نازك الملائكة التي قالت ( والحقيقة القافية ركن مهم في موسيقية الشعر الحر لأنها تحدث رنينا وتثير في النفس أنغاما وأصداء وهى فوق ذلك فاصلة قوية واضحة بين الشطر والشطر , والشعر أحوج ما يكون إلى فواصل بعد أن أغرقوه بالنثرية الباردة) من كتاب قضايا الشعر المعاصر ص163 .
فهناك الشعر التقليدي ذو القافية المتحدة وهناك المربع والمخمس والمزدوج والموشحات ....الخ ولكن من اعجب ما سمعت في القوافي موضوع ( القافية الصوتية ) وقد أورد ابن رشيق القيرواني في كتابه العمدة مثالا لهذه القافية العجيبة يقول :-
((وقد جاء أبو نواس بإشارات أخر لم تجر العادة بمثلها، وذلك أن الأمين بن زبيدة قال له مرة:هل تصنع شعراً لا قافية له؟ قال:نعم، وصنع من فوره ارتجالاً:
ولقد قلت للمليحة قولـــي من بعيد لمن يحبك: " إشارة قبلة"
فأشارت بمعصم ثم قالت من بعيد خلاف قولي: " " إشارة لا لا"
فتغنيت ساعة ثم إنـــــي قلت للبغل عند ذلك: " "إشارة امش"
فتعجب جميع من حضر المجلس من اهتدائه وحسن تأتيه، وأعطاه الأمين صلة شريفة.))
ففي هذا الخبر السابق يتبين أن أبا نواس قال هذه الأبيات الثلاثة من بحر الخفيف ولكنه بدلا من أن يأتى بالقافية المعتادة فإنه أتى بقافية صوتية تكمل وزن البيت إذا كتبت ولكنها أصوات لا تكتب وهنا تتجلى العبقرية فالقافية التي أتى بها هي صوت القبلة وصوت النفي عندما ترفض شيئا , والصوت الذي يصدره راكب الحمار عندما يأمره بأن يسير!!! فهل سمعتم بأعجب من هذه القافية؟!