عمليّات تجميل للألعاب القديمة

محب الله ورسوله

مشــرف عــام
طاقم الإدارة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولى الألعاب تحمل الذكريات الجميلة واستعادتها تمنح المتعة لآلاف اللاعبين والمبرمجين

internet.323009.jpg

تخيل لو أنك عدت في الزمان فجأة إلى حين كان عمرك 10 سنوات، وأنك حملت لعبة جديدة على جهازك.. الرسومات: مذهلة، الموسيقى: مناسبة جدا لجو اللعب، ميكانيكية اللعب: ليست مثل أي شيء جربته من قبل، القصة: من الأساطير.. هذه هي المشاعر التي كانت تعترينا في الصغر حينما كنا نلعب بلعبة جديدة، ونتسمر أمام الشاشة لساعات طويلة في محاولة لحل لغز ما، أو إيجاد طريقة للتغلب على قائد العدو. ألعاب الجيل الحالي مذهلة من حيث الرسومات والموسيقى، لكنها قلما تدهشنا في طريقة اللعب. وألعاب الماضي رائعة من حيث طريقة اللعب، لكننا لو حصلنا على نفس الجهاز القديم، لتفاجأنا بسوء الصورة والصوت، مقارنة بما ألفته أعيننا وآذاننا في آخر 10 سنوات.
في الماضي كان الفرق بين البطل والعدو هو اللون فقط (لعبة جاوست Joust)، واللعبة لا تحتاج إلى أكثر من زر واحد للقتال وأزرار الجهات الأربعة للتحرك، لكننا لسنا مضطرين للتخيل الآن، لأن مجموعات كثيرة من المبرمجين الشباب الذين حصلت معهم الظاهرة هذه نفسها، قد قرروا إعادة برمجة ألعابهم المفضلة، لتحسين الصوت والصورة أو لتغيير جزء في اللعبة لم يعجبهم، أو لإضافة جزء من خيالهم، أو لمجرد الرغبة في رؤية ذكرياتهم تتجسد أمام أعينهم مع بعض «مساحيق التجميل أو الماكياج».

انقراض الألعاب القديمة الألعاب القديمة تشبه الكتب والأفلام من حيث استرجاع الذكريات، لكنها مختلفة عنها في الوفرة، فكتب سيبويه ودانتي موجودة في مكتبات الكثير من الناس، وأفلام رشدي أباظه وتشارلي تشابلن ما زالت موجودة حتى الآن بدون تغيير. أما الألعاب القديمة، فإن التطور التقني يحتم عليها بالفناء. وفي حالة الحاسب الآلي، أصبحت الأجهزة الحديثة لا تتوافق مع معايير تشغيل اللعبة، إن كان من حيث مواصفات الجهاز أو نظم التشغيل. أما في حالة أجهزة الفيديو غيمز القديمة، فإنها مهددة بالانقراض، نظرا لتخلي الكثيرين عنها من أجل الأجهزة الجديدة القوية، أو لأن بعض القطع الإلكترونية قد تعطلت بفعل السنوات العديدة من الاستخدام، ولا توجد قطع بديلة لها.

المحاكيات أنقذت الموقف، لكنها مجرد وسيط بين البرمجيات القديمة والأجهزة الجديدة، فهي تُحمّل اللعبة كما هي، بدون أي تحسينات جوهرية، الأمر الذي يجعلنا ندرك كم أن الصوت والصورة سيصبحان مزعجين بعد نصف ساعة من اللعب (معظم الألعاب القديمة تستخدم 16 لونا مقارنة بـ 16 مليون لون في ألعاب الزمن الحالي ودقة رسم تبلغ 320x200 مقارنة بـ 1024x768 الآن. وتستخدم الألعاب القديمة موجات أصوات بدائية مقارنة بالسيمفونيات الرائعة في الألعاب الحالية)، لكن تحميل لعبة من الإنترنت لا يملكها المستخدم هو أمر مخالف لقوانين حقوق الملكية، وقد يتعرض الشخص إلى الغرامات المالية الباهظة، أو حتى السجن.

الكثيرون من اللاعبين الجدد لم تتسن لهم فرصة تجربة جمال روح الألعاب القديمة، لأنهم لم يجدوا الأجهزة التي تشغل تلك الألعاب عندما أصبحوا في سن اللعب، أو لم يجدوا الألعاب نفسها. وأيضا دعايات المجلات والتلفاز نسيت تلك الألعاب، واهتمت فقط بالألعاب الجديدة المنمّقة. ويؤكد الكثيرون من محبي الألعاب القديمة أن أفضل الألعاب، من حيث طريقة اللعب، كانت في الفترة التي تقع بين ولادة الألعاب الإلكترونية ووقت طرح لعبة ولفنشتاين Wolfenstein 3D، والكثير من اللاعبين الجدد لم يلعبوا حتى بلعبة ولفنشتاين، بسبب صغر سنهم في ذلك الوقت.

إنعاش الألعاب القديمة هذا الإرث أوشك على الضياع لولا جهود محبي الألعاب القديمة، المهتمون في البرمجة منهم قرروا إعادة برمجة ألعابهم المفضلة وإبقاء قصة اللعبة على ما هي عليه في معظم الحالات، وتحسين الصوت والصورة إلى أقصى الحدود الممكنة. فمثلا نشاهد مجموعة إيه جي دي انتر أكتف AGD Interactive (تييرا Tierra سابقا) في إعادة برمجة لعبة كينغس كويست King"s Quest (من صنع شركة سييرا Sierra أصلا)، حيث انها أعادت برمجة صادقة من حيث القصة والشخصيات، لكن مع تحسينات رائعة للصوت والصورة. وجددت مجموعة إيه جي دي انتر أكتف الجزء الثاني من اللعبة، لكن مع بعض التغييرات في القصة والشخصيات، لأن اللعبة الأصلية في نظرهم كانت تحتاج إلى بعض اللمسات والتغيرات هنا وهناك. هذه المجموعة تقوم الآن بتجديد لعبة كويست فور غلوري 2 Quest For Glory II (من صنع شركة سييرا أيضا)، الرائعة بدون أي تغييرات، نظرا لكمال تلك اللعبة. موسيقى هذه الألعاب ومؤثراتها الخاصة، مؤلفة من النوتة الأولى، ويصل طول المقطوعات الموسيقية إلى أكثر من ساعتين، وهي رائعة لدرجة أن اللاعبين طلبوا إصدار الموسيقى على سي دي.

الألعاب المُجددة الألعاب المُجددة موجودة على الإنترنت، ففي معظم الأحيان حين تكتب اسم اللعبة على محرك بحث وتكتب بعده كلمة ريميك Remake، التي تعني إعادة الصنع، ستجد الكثير من المواقع التي تتيح لك تحميل الألعاب مجانا. مواقع أخرى قد تبيع ألعابا مُجددة، لأن المبرمج أراد بعض المال، إما للربح مقابل تعبه، أو للحصول على بعض الدعم المادي، أو لشراء برنامج أو جهاز أفضل للبرمجة. وتكون عادة الألعاب المجانية أقل جودة من نظيرتها المباعة (ليس في كل الأحيان).

منتديات الألعاب المُجددة كثيرة وتجد فيها تجمعا هائلا لهذه الألعاب، لأن المبرمجين لا يريدون الإعلان عن ألعابهم في المجلات والإنترنت، لأن معظم الألعاب مجانية ولا ربح فيها، ويريد مبرمجوها نشر حب الألعاب القديمة في قلوب اللاعبين الجدد الذين لم يسمعوا بتلك الألعاب من قبل.

تنوع الألعاب المُجددة قد تجد إعادة برمجة شخص للعبة ما سيئة، وتجد برمجة شخص آخر أفضل. السبب يعود إلى قدرة المبرمج وتمكنه من لغة البرمجة، وإلى قوة لغة البرمجة نفسها، ومقدار الوقت الذي كرسه المبرمج لبرمجة اللعبة. فبعض المبرمجين المحترفين استطاعوا تطوير بعض الألعاب وادخالها في عالم البعد الثالث، مثل لعبة باكيجمان PackageMan (تجديد للعبة باكمان) وباربيريان ريترنز Barbarian Returns (تجديد للعبة باربيريان)، حيث تغيرت اللعبة وطريقة اللعب والرسومات كليا، لكن تم الحفاظ على جو اللعب نفسه. البعض الآخر أراد ترجمة صادقة للعبة ولم يضف عليها أي شيء، مثل الكثير من إعادة برمجة ألعاب باكمان أيضا. وبعض المبرمجين أدخلوا عنصر الفكاهة في بعض الألعاب مثل لعبة Wolfenstein 5k (تجديد للعبة ولفنشتاين 3D) الشهيرة. وتتراوح أنواع الألعاب المُجددة بين ألعاب المغامرات والألغاز سباق السيارات ومركبات الفضاء وغيرها.

وليست كل الألعاب القديمة موجودة على أجهزة الحاسب الآلي (بكل أنواعه، من أجهزة الـ بي سي PC، إلى أجهزة الأميغا Amiga، والإم إس إكس MSX، والكومودور Commodore، والآبل Apple، والكثير غيرها) فقط، بل هناك ألعاب قديمة رائعة موجودة على أجهزة الفيديو غيمز مثل أجهزة النينتيندو انترتينمنت سيستم Nintendo Entertainment System، والسيغا جينيسس Sega Genesis، وحتى أجهزة الآركيد Arcade. والألعاب المُجددة تعمل غالبا على أجهزة الحاسب الآلي، وبعضها يعمل على أجهزة الفيديو غيمز (مثل لعبة بيتس أوف ريج Beats Of Rage على جهاز السيغا دريمكاست Sega Dreamcast المستوحاة من لعبة ستريتس أوف ريج على جهاز السيغا جينيسس، والكثير غيرها على أجهزة الغيم بوي أدفانس والبلايستيشن 2 والإكس بوكس).

أما لعبة وينغ كوماندر برايفتير جيميناي غولد Wing Command Privateer Gemini Gold، فهي فصل جديد في سلسلة ألعاب وينغ كوماندر الشهيرة، والفصل الجديد هذا هو من صنع محبي هذه اللعبة، لأن شركة أوريجين Origin المصنعة لسلسلة الألعاب هذه قررت وقف برمجة السلسلة في أواخر التسعينات. وبسبب حُب المبرمجين الشديد لهذه السلسلة، قرروا أخذ زمام الأمور وقاموا ببرمجة جزء جديد من اللعبة بأنفسهم. النتيجة كانت مذهلة جدا.

الكثير من الألعاب المُجددة أضافت خواص لم تكن موجودة في الألعاب الأصلية، أو حسنت من الخواص الموجودة، مثل خاصية اللعب مع أكثر من لاعب عبر الانترت، أو عبر الشبكات. وسمحت بعضها بتسجيل النقاط المكتسبة على لوح في فضاء الإنترنت، وأضافت تفاعلا أكبر لشخصيات اللعبة مع قوانين الفيزياء (الثقل أثناء القفز ورجوع الشخصية إلى الوراء قليلا بعد إطلاق قذيفة على العدو) وخاصية الغش في اللعب (تغيير المراحل أو قتل الأعداء أو زيادة عدد المحاولات المسموحة).

أما إعادة برمجة لعبة ذي ميز أوف غاليوس The Maze Of Galious (من صنع سانتي أونتانون Santi Ontanon من إسبانيا)، التي كانت موجودة على أجهزة النينتندو والإم إس إكس، فإنها تتيح للاعبين تغيير أشكال الشخصيات والخلفيات والموسيقى والمؤثرات الصوتية بدون صعوبة تذكر، حيث ان الموسيقى موجودة على شكل ملفات OGG مضغوطة وملفات WAV البسيطة، ويمكن جلب ملفات أخرى وتسميتها باسم الملفات الأصلية لتتغير الموسيقى والمؤثرات الصوتية. أما الرسومات، فهي موجودة على شكل ملفات PCX، ويمكن تغييرها باستخدام برامج للرسم، وبعض الفن والإبداع. وساعد الكثير من الأشخاص سانتي، نذكر العرب منهم: وسام الراوي من العراق (التجارب الأولية Beta testing للعبة المُجددة وفي أخذ المؤثرات الصوتية من اللعبة الأصلية)، وعسل محمد من العراق أيضا (تأليف موسيقى ترانس للعبة).

مسابقات إعادة البرمجة تقام سنويا الكثير من مسابقات إعادة البرمجة على الإنترنت لتشجيع المبرمجين على نشر الألعاب القديمة بصورة جيدة، وتُمنح فيها الكثير من الجوائز، مثل لغات برمجة معدلة لبرمجة الألعاب أو برامج لرسم رسومات أو تأليف موسيقى للألعاب، وحتى ألعاب قديمة (تكون عادة جميلة، لكن غير مشهورة، تُعطى للمبرمجين علها تلهمهم في إعادة برمجتها يوما ما)، وذاكرة للحاسب الآلي، وكروت شاشة متطورة، واشتراكات مجانية في مجلات الألعاب القديمة، وحتى يد تحكم لجهاز الأتاري. ووصلت قيمة جوائز مسابقة صفحة ريترو ريمايكس Retro Remakes السنة الماضية إلى حوالي 3140 جنيها استرلينيا. وتعطى الجوائز لأفضل رسومات وأفضل مؤثرات صوتية، وأصدق برمجة (أن لا يغير المبرمج في جو وطريقة اللعب)، وأكثر لعبة مُجددة بطريقة طريفة، وحتى جائزة أسوأ لعبة!، ويمكن للمبرمج إعطاء اللعبة إلى هيئة الحكام في أي يوم من الأشهر السبعة الأولى للسنة.

ونالت لعبة ليجيند أوف ذا شادو Legend Of The Shadow، المرتبة الأولى في العام الماضي. أما في عام 2003، فقد نالت لعبة سويف ديسيميشن Swiv Decimation المرتبة الأولى وجائزة أفضل مؤثرات صوتية أيضا.

ولمحبي لعبة النينجا شينوبي Shinobi على أجهزة الآركيد، قرر أحد المبرمجين إعادة برمجتها مستخدما طريقة الآنسي ANSI في رسم الشخصيات والخلفيات والأسلحة (طريقة الآنسي في الرسم هي استخدام الحروف والرموز الموجودة على لوحة المفاتيح في رسم شيء ما، حيث تُنتقى الحروف والرموز بعناية كبيرة وتوضع بجوار بعضها بعضا للحصول على رسمة تشبه الرسمة الأصلية إلى حد كبير. يستخدم الكثير من الأشخاص هذه الطريقة في تواقيعهم في الرسائل الإلكترونية أو في الدردشات). اسم هذه اللعبة آنسي شينوبي ANSI Shinobi، وحصلت على جائزة أغرب إعادة برمجة في عام 2004. اما تجديد ذي تاينيز فارتر The Tinies Farter (تجديد للعبة Moon Lander)، فهو من أطرف ما يكون.

وبالنسبة الى لغات البرمجة، يستخدم المبرمجون برامج تحتوي على لغات برمجة معدلة خصيصا لأنواع الألعاب، فهنالك برامج متخصصة في الألعاب ثلاثية الأبعاد، وأخرى متخصصة في الألعاب ثنائية الأبعاد، وأخرى متخصصة في رسم الخلفيات وتأليف الموسيقى وتحريك الشخصيات. تستخدم الكثير من هذه البرامج لغات Basic (للمب تدئين)، وC++، وJava، وامتدادات DirectX، نظرا لقوتها.


جدة: خلدون غسان سعيد
 
محب الله ورسوله قال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولى الألعاب تحمل الذكريات الجميلة واستعادتها تمنح المتعة لآلاف اللاعبين والمبرمجين

internet.323009.jpg

تخيل لو أنك عدت في الزمان فجأة إلى حين كان عمرك 10 سنوات، وأنك حملت لعبة جديدة على جهازك.. الرسومات: مذهلة، الموسيقى: مناسبة جدا لجو اللعب، ميكانيكية اللعب: ليست مثل أي شيء جربته من قبل، القصة: من الأساطير.. هذه هي المشاعر التي كانت تعترينا في الصغر حينما كنا نلعب بلعبة جديدة، ونتسمر أمام الشاشة لساعات طويلة في محاولة لحل لغز ما، أو إيجاد طريقة للتغلب على قائد العدو. ألعاب الجيل الحالي مذهلة من حيث الرسومات والموسيقى، لكنها قلما تدهشنا في طريقة اللعب. وألعاب الماضي رائعة من حيث طريقة اللعب، لكننا لو حصلنا على نفس الجهاز القديم، لتفاجأنا بسوء الصورة والصوت، مقارنة بما ألفته أعيننا وآذاننا في آخر 10 سنوات.
في الماضي كان الفرق بين البطل والعدو هو اللون فقط (لعبة جاوست Joust)، واللعبة لا تحتاج إلى أكثر من زر واحد للقتال وأزرار الجهات الأربعة للتحرك، لكننا لسنا مضطرين للتخيل الآن، لأن مجموعات كثيرة من المبرمجين الشباب الذين حصلت معهم الظاهرة هذه نفسها، قد قرروا إعادة برمجة ألعابهم المفضلة، لتحسين الصوت والصورة أو لتغيير جزء في اللعبة لم يعجبهم، أو لإضافة جزء من خيالهم، أو لمجرد الرغبة في رؤية ذكرياتهم تتجسد أمام أعينهم مع بعض «مساحيق التجميل أو الماكياج».

انقراض الألعاب القديمة الألعاب القديمة تشبه الكتب والأفلام من حيث استرجاع الذكريات، لكنها مختلفة عنها في الوفرة، فكتب سيبويه ودانتي موجودة في مكتبات الكثير من الناس، وأفلام رشدي أباظه وتشارلي تشابلن ما زالت موجودة حتى الآن بدون تغيير. أما الألعاب القديمة، فإن التطور التقني يحتم عليها بالفناء. وفي حالة الحاسب الآلي، أصبحت الأجهزة الحديثة لا تتوافق مع معايير تشغيل اللعبة، إن كان من حيث مواصفات الجهاز أو نظم التشغيل. أما في حالة أجهزة الفيديو غيمز القديمة، فإنها مهددة بالانقراض، نظرا لتخلي الكثيرين عنها من أجل الأجهزة الجديدة القوية، أو لأن بعض القطع الإلكترونية قد تعطلت بفعل السنوات العديدة من الاستخدام، ولا توجد قطع بديلة لها.

المحاكيات أنقذت الموقف، لكنها مجرد وسيط بين البرمجيات القديمة والأجهزة الجديدة، فهي تُحمّل اللعبة كما هي، بدون أي تحسينات جوهرية، الأمر الذي يجعلنا ندرك كم أن الصوت والصورة سيصبحان مزعجين بعد نصف ساعة من اللعب (معظم الألعاب القديمة تستخدم 16 لونا مقارنة بـ 16 مليون لون في ألعاب الزمن الحالي ودقة رسم تبلغ 320x200 مقارنة بـ 1024x768 الآن. وتستخدم الألعاب القديمة موجات أصوات بدائية مقارنة بالسيمفونيات الرائعة في الألعاب الحالية)، لكن تحميل لعبة من الإنترنت لا يملكها المستخدم هو أمر مخالف لقوانين حقوق الملكية، وقد يتعرض الشخص إلى الغرامات المالية الباهظة، أو حتى السجن.

الكثيرون من اللاعبين الجدد لم تتسن لهم فرصة تجربة جمال روح الألعاب القديمة، لأنهم لم يجدوا الأجهزة التي تشغل تلك الألعاب عندما أصبحوا في سن اللعب، أو لم يجدوا الألعاب نفسها. وأيضا دعايات المجلات والتلفاز نسيت تلك الألعاب، واهتمت فقط بالألعاب الجديدة المنمّقة. ويؤكد الكثيرون من محبي الألعاب القديمة أن أفضل الألعاب، من حيث طريقة اللعب، كانت في الفترة التي تقع بين ولادة الألعاب الإلكترونية ووقت طرح لعبة ولفنشتاين Wolfenstein 3D، والكثير من اللاعبين الجدد لم يلعبوا حتى بلعبة ولفنشتاين، بسبب صغر سنهم في ذلك الوقت.

إنعاش الألعاب القديمة هذا الإرث أوشك على الضياع لولا جهود محبي الألعاب القديمة، المهتمون في البرمجة منهم قرروا إعادة برمجة ألعابهم المفضلة وإبقاء قصة اللعبة على ما هي عليه في معظم الحالات، وتحسين الصوت والصورة إلى أقصى الحدود الممكنة. فمثلا نشاهد مجموعة إيه جي دي انتر أكتف AGD Interactive (تييرا Tierra سابقا) في إعادة برمجة لعبة كينغس كويست King"s Quest (من صنع شركة سييرا Sierra أصلا)، حيث انها أعادت برمجة صادقة من حيث القصة والشخصيات، لكن مع تحسينات رائعة للصوت والصورة. وجددت مجموعة إيه جي دي انتر أكتف الجزء الثاني من اللعبة، لكن مع بعض التغييرات في القصة والشخصيات، لأن اللعبة الأصلية في نظرهم كانت تحتاج إلى بعض اللمسات والتغيرات هنا وهناك. هذه المجموعة تقوم الآن بتجديد لعبة كويست فور غلوري 2 Quest For Glory II (من صنع شركة سييرا أيضا)، الرائعة بدون أي تغييرات، نظرا لكمال تلك اللعبة. موسيقى هذه الألعاب ومؤثراتها الخاصة، مؤلفة من النوتة الأولى، ويصل طول المقطوعات الموسيقية إلى أكثر من ساعتين، وهي رائعة لدرجة أن اللاعبين طلبوا إصدار الموسيقى على سي دي.

الألعاب المُجددة الألعاب المُجددة موجودة على الإنترنت، ففي معظم الأحيان حين تكتب اسم اللعبة على محرك بحث وتكتب بعده كلمة ريميك Remake، التي تعني إعادة الصنع، ستجد الكثير من المواقع التي تتيح لك تحميل الألعاب مجانا. مواقع أخرى قد تبيع ألعابا مُجددة، لأن المبرمج أراد بعض المال، إما للربح مقابل تعبه، أو للحصول على بعض الدعم المادي، أو لشراء برنامج أو جهاز أفضل للبرمجة. وتكون عادة الألعاب المجانية أقل جودة من نظيرتها المباعة (ليس في كل الأحيان).

منتديات الألعاب المُجددة كثيرة وتجد فيها تجمعا هائلا لهذه الألعاب، لأن المبرمجين لا يريدون الإعلان عن ألعابهم في المجلات والإنترنت، لأن معظم الألعاب مجانية ولا ربح فيها، ويريد مبرمجوها نشر حب الألعاب القديمة في قلوب اللاعبين الجدد الذين لم يسمعوا بتلك الألعاب من قبل.

تنوع الألعاب المُجددة قد تجد إعادة برمجة شخص للعبة ما سيئة، وتجد برمجة شخص آخر أفضل. السبب يعود إلى قدرة المبرمج وتمكنه من لغة البرمجة، وإلى قوة لغة البرمجة نفسها، ومقدار الوقت الذي كرسه المبرمج لبرمجة اللعبة. فبعض المبرمجين المحترفين استطاعوا تطوير بعض الألعاب وادخالها في عالم البعد الثالث، مثل لعبة باكيجمان PackageMan (تجديد للعبة باكمان) وباربيريان ريترنز Barbarian Returns (تجديد للعبة باربيريان)، حيث تغيرت اللعبة وطريقة اللعب والرسومات كليا، لكن تم الحفاظ على جو اللعب نفسه. البعض الآخر أراد ترجمة صادقة للعبة ولم يضف عليها أي شيء، مثل الكثير من إعادة برمجة ألعاب باكمان أيضا. وبعض المبرمجين أدخلوا عنصر الفكاهة في بعض الألعاب مثل لعبة Wolfenstein 5k (تجديد للعبة ولفنشتاين 3D) الشهيرة. وتتراوح أنواع الألعاب المُجددة بين ألعاب المغامرات والألغاز سباق السيارات ومركبات الفضاء وغيرها.

وليست كل الألعاب القديمة موجودة على أجهزة الحاسب الآلي (بكل أنواعه، من أجهزة الـ بي سي PC، إلى أجهزة الأميغا Amiga، والإم إس إكس MSX، والكومودور Commodore، والآبل Apple، والكثير غيرها) فقط، بل هناك ألعاب قديمة رائعة موجودة على أجهزة الفيديو غيمز مثل أجهزة النينتيندو انترتينمنت سيستم Nintendo Entertainment System، والسيغا جينيسس Sega Genesis، وحتى أجهزة الآركيد Arcade. والألعاب المُجددة تعمل غالبا على أجهزة الحاسب الآلي، وبعضها يعمل على أجهزة الفيديو غيمز (مثل لعبة بيتس أوف ريج Beats Of Rage على جهاز السيغا دريمكاست Sega Dreamcast المستوحاة من لعبة ستريتس أوف ريج على جهاز السيغا جينيسس، والكثير غيرها على أجهزة الغيم بوي أدفانس والبلايستيشن 2 والإكس بوكس).

أما لعبة وينغ كوماندر برايفتير جيميناي غولد Wing Command Privateer Gemini Gold، فهي فصل جديد في سلسلة ألعاب وينغ كوماندر الشهيرة، والفصل الجديد هذا هو من صنع محبي هذه اللعبة، لأن شركة أوريجين Origin المصنعة لسلسلة الألعاب هذه قررت وقف برمجة السلسلة في أواخر التسعينات. وبسبب حُب المبرمجين الشديد لهذه السلسلة، قرروا أخذ زمام الأمور وقاموا ببرمجة جزء جديد من اللعبة بأنفسهم. النتيجة كانت مذهلة جدا.

الكثير من الألعاب المُجددة أضافت خواص لم تكن موجودة في الألعاب الأصلية، أو حسنت من الخواص الموجودة، مثل خاصية اللعب مع أكثر من لاعب عبر الانترت، أو عبر الشبكات. وسمحت بعضها بتسجيل النقاط المكتسبة على لوح في فضاء الإنترنت، وأضافت تفاعلا أكبر لشخصيات اللعبة مع قوانين الفيزياء (الثقل أثناء القفز ورجوع الشخصية إلى الوراء قليلا بعد إطلاق قذيفة على العدو) وخاصية الغش في اللعب (تغيير المراحل أو قتل الأعداء أو زيادة عدد المحاولات المسموحة).

أما إعادة برمجة لعبة ذي ميز أوف غاليوس The Maze Of Galious (من صنع سانتي أونتانون Santi Ontanon من إسبانيا)، التي كانت موجودة على أجهزة النينتندو والإم إس إكس، فإنها تتيح للاعبين تغيير أشكال الشخصيات والخلفيات والموسيقى والمؤثرات الصوتية بدون صعوبة تذكر، حيث ان الموسيقى موجودة على شكل ملفات OGG مضغوطة وملفات WAV البسيطة، ويمكن جلب ملفات أخرى وتسميتها باسم الملفات الأصلية لتتغير الموسيقى والمؤثرات الصوتية. أما الرسومات، فهي موجودة على شكل ملفات PCX، ويمكن تغييرها باستخدام برامج للرسم، وبعض الفن والإبداع. وساعد الكثير من الأشخاص سانتي، نذكر العرب منهم: وسام الراوي من العراق (التجارب الأولية Beta testing للعبة المُجددة وفي أخذ المؤثرات الصوتية من اللعبة الأصلية)، وعسل محمد من العراق أيضا (تأليف موسيقى ترانس للعبة).

مسابقات إعادة البرمجة تقام سنويا الكثير من مسابقات إعادة البرمجة على الإنترنت لتشجيع المبرمجين على نشر الألعاب القديمة بصورة جيدة، وتُمنح فيها الكثير من الجوائز، مثل لغات برمجة معدلة لبرمجة الألعاب أو برامج لرسم رسومات أو تأليف موسيقى للألعاب، وحتى ألعاب قديمة (تكون عادة جميلة، لكن غير مشهورة، تُعطى للمبرمجين علها تلهمهم في إعادة برمجتها يوما ما)، وذاكرة للحاسب الآلي، وكروت شاشة متطورة، واشتراكات مجانية في مجلات الألعاب القديمة، وحتى يد تحكم لجهاز الأتاري. ووصلت قيمة جوائز مسابقة صفحة ريترو ريمايكس Retro Remakes السنة الماضية إلى حوالي 3140 جنيها استرلينيا. وتعطى الجوائز لأفضل رسومات وأفضل مؤثرات صوتية، وأصدق برمجة (أن لا يغير المبرمج في جو وطريقة اللعب)، وأكثر لعبة مُجددة بطريقة طريفة، وحتى جائزة أسوأ لعبة!، ويمكن للمبرمج إعطاء اللعبة إلى هيئة الحكام في أي يوم من الأشهر السبعة الأولى للسنة.

ونالت لعبة ليجيند أوف ذا شادو Legend Of The Shadow، المرتبة الأولى في العام الماضي. أما في عام 2003، فقد نالت لعبة سويف ديسيميشن Swiv Decimation المرتبة الأولى وجائزة أفضل مؤثرات صوتية أيضا.

ولمحبي لعبة النينجا شينوبي Shinobi على أجهزة الآركيد، قرر أحد المبرمجين إعادة برمجتها مستخدما طريقة الآنسي ANSI في رسم الشخصيات والخلفيات والأسلحة (طريقة الآنسي في الرسم هي استخدام الحروف والرموز الموجودة على لوحة المفاتيح في رسم شيء ما، حيث تُنتقى الحروف والرموز بعناية كبيرة وتوضع بجوار بعضها بعضا للحصول على رسمة تشبه الرسمة الأصلية إلى حد كبير. يستخدم الكثير من الأشخاص هذه الطريقة في تواقيعهم في الرسائل الإلكترونية أو في الدردشات). اسم هذه اللعبة آنسي شينوبي ANSI Shinobi، وحصلت على جائزة أغرب إعادة برمجة في عام 2004. اما تجديد ذي تاينيز فارتر The Tinies Farter (تجديد للعبة Moon Lander)، فهو من أطرف ما يكون.

وبالنسبة الى لغات البرمجة، يستخدم المبرمجون برامج تحتوي على لغات برمجة معدلة خصيصا لأنواع الألعاب، فهنالك برامج متخصصة في الألعاب ثلاثية الأبعاد، وأخرى متخصصة في الألعاب ثنائية الأبعاد، وأخرى متخصصة في رسم الخلفيات وتأليف الموسيقى وتحريك الشخصيات. تستخدم الكثير من هذه البرامج لغات Basic (للمب تدئين)، وC++، وJava، وامتدادات DirectX، نظرا لقوتها.


جدة: خلدون غسان سعيد
رحم الله عبد الرحمن رحمة واسعة
و جعل مثواه الجنة
الفاتحة
 


والله معلومة استفدنا منها اشكرك واشكر كل من شارك فيها
والله يعطيكم العافية جميعا
على فكرة عندي ملاحظة وهي انه حتى الألعاب الي مش قديمة كثير يصعب تركيبها وتشغيلها على ال windows xp مثال ذلك لعبة
Command & conquer
/ red alert
 
عودة
أعلى