السلام عليكم ورحمة الله
"أريد أن أعمل دكتوراة ولا أعرف من أين أبدأ. أرجو مساعدتي في تحديد موضوع وكتابة مقترح"هكذا يبدأ الكثير من الباحثين ممن ينوون إكمال دراستهم العليا، وهذا أمر يتنافى مع مضمون أو فكرة الدكتوراة في كثير من الأحيان. وبالتالي يتبادر للذهن هذا السؤال: إن كان الباحث لا يعلم ما يريد أن يبحث فيه، أو حتى موضوع الدكتوراة فما هو المغزى أو الهدف من عمل الدكتوراة؟
بالنسبة للبعض قد يكون الهدف هو الحصول على اللقب ليضيف حرف الدال قبل اسمه، أو ليتباهى وسط أقرانه أو أقاربه، ولا يهم إن كان يفهم شيئاً من تلك الدكتوراة أم لا أو حتى من أين حصل على اللقب، وأعرف البعض الذين لا يعرفون ثلث الثلاثة وقد حصلوا على الدكتوراة بالمراسلة أو قام آخرون بكتابة الرسالة نيابة عنهم!
وهناك فئة أخرى من الناس يريدون الحصول على الدكتوراة لتحسين وضعهم الوظيفي مثل المحاضرين في الجامعات على سبيل المثال. فلذا نجد بعض هؤلاء - وأقول البعض وليس الكل- لا يهتم بالمضمون أو من أي جامعة سيحصل على الدكتوراة قدر اهتمامه بالحصول على الترقية وزيادة الراتب، وفي النهاية لا أحد يسأل الدكتور من أي جامعة تخرج وأي معدل حصل عليه وماذا بحث.
على النقيض من ذلك قلما نجد نفس الوضع لدى الغرب (وأعني الغرب المتقدم مثل غرب أوروبا أو أمريكا) حيث لا يقرر أحد الدخول في معمعة الدكتوراة فقط للحصول على اللقب أو الترقية، وإنما يتم الأمر بعد أن يكون هناك موضوعاً محدداً يجب بحثه. بكلمات أخرى: عند العرب يتم البدء في الدكتوراة ثم البحث عن موضوع - أي موضوع كان- وعند الغرب يتم تحديد موضوع ثم يتم البحث عن باحث لعمل دكتوراة حول هذا الموضوع، وبالتالي تكون النتيجة مثمرة ومفيدة
وفي غالب الأحيان تطرح مواضيع البحث إما الجامعات أو الشركات الكبرى أو مراكز الأبحاث وتكون بحاجة لتطوير شيئأ ما أو حل مشكلة معينة، ويتم طرح الموضوع وتلقى طلبات من الراغبين للبحث فيه. الباحث يستفيد بالحصول على راتب من تلك الشركة أو من مركز الأبحاث بينما الشركة تستفيد بتطوير الموضوع المراد تطويره أو حل المشكلة المراد حلها. عند العرب كل ما في الأمر هو كتاب يحتوي على رسالة الدكتوراة التي لن يقرؤها أحد ويتم تجليدها بمغلف فاخر ووضعها على الرف. لهذا السبب لا يوجد بحث علمي يدفع عجلة التطور لدى العرب.
التعديل الأخير: