تلفزيون الإنترنت آت لا محالة رغم الصعوبات والتحفظات

محب الله ورسوله

مشــرف عــام
طاقم الإدارة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام علكيم ورحمة الله وبركاته

يمتاز بقدرات تفاعلية كبيرة وإمكانية البث على أكثر من قناة في وقت واحد

internet.321681.jpg

يأمل العديد من مشغلي الاتصالات اللاسلكية الكبار وصانعي البرمجيات العالميين في اقناع البعض التخلي عن الافكار والعادات القديمة المتعلقة بالتلفزيون والمطالبة بدمجه مع الإنترنت. ان تلفزيون الإنترنت، أو ما يدعى بالتلفزيون عبر بروتوكول الإنترنت، هو واحد من اكثر التقنيات الجديدة بروزا في عالم الاتصالات. لكن بضعة مشغلين فقط يقدمون حاليا مثل هذه الخدمات، خاصة مع النمو الحاصل بالاجهزة المنزلية رغم أن كثيرا من العيون مسمرة الآن على الشاشات لمعرفة ماذا تحضر مايكروسوفت الآن مع بعض الشركات الاخرى ذات الاسم الكبير.
وعن طريق استخدام اسلوب «دي اس ال» (خطوط الاشتراك الرقمي) للاتصالات الذي يؤمن الخدمات لمستخدمي الإنترنت بالنطاق العريض عبر الخطوط الهاتفية ترمي بعض الشركات المتحالفة مع مايكروسوفت مثل مجموعة «بي تي» و«تيليكوم اتاليا» و«اس بي سي للاتصالات» و«وريليانس انفوكوم الهندية» الى اضافة التلفزيون الى «اللعبة الثلاثية التي تجمع بين خدمات الصوت والمعلومات والفيديو. وسيكون الميدان الذي تمارس عليه نشاطها، اذا ما حصل ذلك في أيأمنا، التقنيات الرقمية المختلفة من وثائق ومستندات وصور، وحتى المكالمات الهاتفية التي يمكن تجزئتها الى قطع صغيرة ودفعها عبر الشبكة ليقوم بروتوكول الإنترنت في الطرف الثاني من الخط بتجميعها. فاذا كان هذا سيحصل فلماذا لا التلفزيون أيضا؟

نقلة جديدة

* انه سؤال وجيه استوعبته شركات الهاتف جيدا، وبألم بالغ، لكون ايام الاتصالات الهاتفية عبر الدارات المغلقة التي كانت تدر الارباح اصبحت معدودة الايام لحساب خدمات الصوت عبر بروتوكول الإنترنت الرخيص الكلفة الذي يرمي الى اكتساح السوق رغم محاولاتها الفاشلة السابقة في هذا الشأن.

وقبل عقد من الزمن حاولت شركات كبيرة عديدة مثل «دويتش تيليكوم» من دون أي نجاح تقديم خدمات تلفزيونية عبر الخطوط العادية التناظرية. لكن التقنية الرقمية اليوم تجعلها أكثر احتمالا للنجاح كما تقول لورا بيرهينس المحللة الرئيسية لوسائط الاعلام في «غارتنر» التي أردفت قائلة: «أن تسليم أي شيء رقمي الى منازل المستهلكين هو أكثر امكانية للاعتماد عليه وأقل كلفة من على المستوى التشغيلي من أي أمر آخر حلم به المشغلون في العصر التناظري».

ونوعية الارسال الرقمي الى المنازل في أي حال هو عامل كبير للنجاح والذي يقول عنه المشغلون انه سيميز تلفزيون الإنترنت عن الفيديو الذي يجري ارساله الى الجهاز الكومبيوتري الخاص «بي سي»، فعلى صعيد الإنترنت العام يمكن أن تتأخر الرزم المعلوماتية أو تفقد كلية. وهذا هو السبب الذي يجعل من فيديو الشبكة مهتزا مضطربا، بوضوح ونقاوة متدينتين في غالب الاحيان. أما التلفزيون الإنترنتي بالمقارنة فهو مهندس لكي يجري ارسال الفيديو العالي الوضوح من طرف الى آخر بجودة الارسال عبر الكابلات الرقمية، أو الاقمار الصناعية.

ان تكريس اسلوب محدد للبث هو احدى الضروريات، أما الضرورة الاخرى فهي «العلبة» العليا الموضبة لتنظيم الاداء الجيد علاوة الى البرمجيات التي تنظم جميع هذه الاجزاء معا.

وعلى سبيل المثال يجري بث البرامج التلفزيونية الحية وأشرطة الفيديو على شكل «ام بي اي جي» MPEG عبر وصلات اتصال بروتوكول الإنترنت، وهي الخدمات التي تقدمها شركة الشبكة الفرنسية «تيليكوم» عبر خطوط «دي اس ال» منذ مارس العام الماضي. ويجري الفصل بين اذاعات الفيديو والإنترنت العادي والحيلولة دون تداخلهما عن طريق أقنية افتراضية منفصلة على الخط ذاته.

وبمقدور العلب العليا لتوضيب اداء تلفزيون الإنترنت اليوم ضغط أشرطة الفيديو وتخفيض الازدحام في الشبكة، لكون أن الفيديو ببساطة لا يشغل مساحة كبيرة على الشبكة. كما ان بمقدور الاشارة التلفزيونية السفر عبر قنوات اضيق مما كان عليه الحال سابقا.

برمجيات مطورة

* وتلعب البرمجيات دورا اساسيا في مساعدة العديد من الانظمة المختلفة على الاتصال في ما بينها. وهذا هو الميدان الذي تأمل مايكروسوفت ان تترك فيه أثرا، اذ تقوم العشرات من الشركات المشغلة المعروفة باختبار برامج مايكروسوفت لتلفزيون الإنترنت. وتقوم شركة «سيمينس» الالمانية العملاقة في الصناعات الإلكترونية باستخدام نظام تلفزيوني منافس عقدت عبره على اتفاقات وصفقات مع بضع شركات مشغلة دولية.

ويقول وليام كوبر المستشار الرئيسي في شركة انفورماتف. كوم في لندن للاستشارات ومؤلف دراسة حول تلفزيون الإنترنت: «ان مايكروسوفت قد صممت نظاما لخدمة العميل يعمل على بنية من البائعين المختلفين. وهذا أمر أتقنته الشركة في عالم الكومبيوترات الشخصية».

ويقول كوبر ان الشركات راغبة في التعامل مع مايكروسوفت الراغبة بدورها في توسيع خبرتها في مضمار الكومبيوترات المنزلية لتطال سوق التسلية المنزلية والفرص الاخرى الخاصة بالشبكات المنزلية. وكانت مايكروسوفت قد تمكنت من اقناع الشركة الفرنسية العملاقة «الكاتيل» الاسم الموثوق به في عالم الاتصالات واحدى أكبر المجهزين العالميين لمعدات «دي إس إل» بالتخلي عن خططها الخاصة بتلفزيون الإنترنت والعمل مع مايكروسوفت.

لكن بالرغم مما قيل، فان ما انتجته مايكروسوفت حتى الآن لا يزال غير واضح بعض الشيء، ففي مايو الماضي قامت شركة «سويسكوم» واحدة من أولى شركات الاتصالات في اوروبا بتأخير اطلاقها لخدمتها التجارية من أواخر العام الحالي الى وقت ما في العام المقبل نظرا للصعوبات الفنية التي واجهتها مع البرامج، «لانهم لم يكونوا متقدمين كثيرا كما اعتقدوا»، على حد قول بيا كولومبو مدير الاتصالات في شركة «سويسكوم» معلقا على جهود مايكروسوفت. «فما علينا سوى الانتظار حاليا حتى يجري تذليل جميع العقبات».

وفي يونيو الماضي انسحبت شركة «تيلكو تيلسترا» باكرا من برنامج مايكروسوفت. ويقول الناطق الرسمي بلسان «تيلسترا وريك بوندر معلقا على ذلك «نقوم حاليا بالتحري عن تلفزيون الإنترنت لكونه يعني شركتنا انطلاقا من مقدورنا لتنفيذ ذلك. لكننا اذا ما قررنا اتخاذ القرار وموعده لتقديم خدمات تلفزيون الإنترنت من المنظورين التجاري والفني فإننا سننظر في عدد من الخيارات الجدية بما فيها مايكروسوفت».

وعلى صعيد مشابه قامت الشركات الثلاث الكبرى التي تعاضدت معها مايكروسوفت في الولايات المتحدة وهي «بيل ساوث» و «إس بي سي» و«فيريزون» بتأخير خطط انطلاقها. فلا أحد يزعم أن الخطوة نحو تلفزيون الإنترنت هي خطوة ناعمة الملمس كالنسيم.

وعلى ذلك يعلق اد غريسيزك مدير التسويق في قسم التلفزيون في مايكروسوفت بقوله «هناك العديد من القطع والاجزاء الخاصة بتلفزيون الإنترنت. ونحن جزء من هذه القطع التي ترمي الى انجاز البرامج في أواخر العام الحالي. فلكل شركة تلفزيون متطلباتها الخاصة بها ايضا. من هنا علينا أن نعمل بتعاون وثيق مع الشركات الممونة لها لانشاء العلب العليا الموضبة للاداء ومفاتيح الترميز والمحتويات، وأكثر من ذلك بكثير لجعل كل الامور تعمل بانتظام».

ويتساءل البعض ما اذا كانت التقنية قد نضجت بما فيه الكفاية لتأمين الخدمات لآلاف العملاء في وقت واحد.

على ذلك يرد كوبر بقوله «المنصة البرمجية لمايكروسوفت بخصوص تلفزيون الإنترنت تعمل بنجاح. لقد شاهدتها وتأثرت بها. ولكن هذا أمر مختلف لدى عرض هذه الخدمة على زبون واحد ومستخدم واحد في معرض تجاري مثلا، وأمر آخر تماما لنشر هذه الخدمة على نطاق واسع على شبكة حية مثلا حيث العديد من الامور قد تتحول الى الاسوأ».

وهكذا تبقى مايكروسوفت مقتنعة بان تقنيتها الخاصة بتلفزيون الإنترنت ستنجح وتغير من الاسلوب الذي يلتقط فيه الناس الاذاعات التلفزيونية والافلام السينمائية ومحتويات الفيديو الاخرى، فضلا عن التفاعل مع الخدمة. ويقول غريسيزك «ان حلولنا لتلفزيون الإنترنت تقدم مجموعة من أفضل المزايا التلفزيونية مثل برمجيات ادارة سطح المكتب وسهولة الابحار والارسال الفوري بالقنوات، فضلا عن دليل البرامج المتفاعلة».

ويقول بعض النقاد أن الانظمة المنافسة تقدم العديد من المزايا المشابهة. لكن كوبر يصف برمجيات ادارة سطح المكتب الخاصة بمايكروسوفت التي هي مشابهة لنظام تشغيل «ويندوز ميديا سينتر» بانها «جذابة جدا» وقدرتها على الاسال في قنوات متعددة بـ «أنها فريدة في الصناعة هذه». وتقوم تقنية مايكرو سوفت بتخفيض التأخير من ثانية الى ثانيتين المطلوبة للانتقال عادة من قناة الى أخرى في الاقمار الصناعية والبث عبر الكوابل الى 150 ميلي ثانية، أي اسرع من رمشة العين على حد قول غريسيزك. ودليل برنامج الصورة في صورة أخرى يتيح للمستخدمين فتح نافذة واحدة صغيرة، أو نافذتين وبالتالي مشاهدة برامج على الاقنية الاخرى في وقت واحد.

تسلية متصلة

* وتتوقع مايكروسوفت أن تقوم منصتها البرمجية هذه بدعم ما يسميه غريسيزك بـ «التسلية المتصلة» موصلة جميع الاجهزة الرقمية مثل الكومبيوترات الشخصية وصناديق الالعاب الإلكترونية ومسجلات الفيديو واجهزة الهاتف في المنزل في وحدة واحدة. ومثل هذا الربط هو من الامكانيات اذا ما اختارت الشركات منصة مايكروسوفت التي تصفها الشركة بالنظام الوحيد «من طرف الى طرف» في السوق. ويتفق غريسيزك بأن المنصة تربط جميع الاجزاء في سلسلة تلـــــــــفزيون الإنترنت العالية القيمة، ابتداء من النقطة التي تدخل منها المحتويات الى الشبكة، مرورا بالمكان الذي تعرض فيه على شاشة التلفزيون. وهذا أمر مغر بالنسبة الى شركات التلفزيون، لكنه مخيف ايضا، لكونه يلزمها في منصة برمجية واحدة استنادا الى كوبر.

وتواجه شركات التلفزيون تحديا آخر كبيرا وهو اقناع محطات التلفزيون وستديوهات الافلام السينمائية والمنتجين الاخرين بالعمل معها، فهي بحاجة الى تقديم برامج متماشية لا تكون ملزمة فحسب، بل واسعة ايضا تماما، مثل تلك التي تبث مجانية من قبل مشغلي الاقمار الصناعية، والا فإن المستخدمين لن يولوا الامر الاهتمام الكافي. «ان الخصائص التفاعلية لتلفزيون الإنترنت تبدو جذابة جدا لكنني استطيع ببساطة الحصول مجانا على أكثر من 3000 برنامج عبر الاقمار الصناعية. لذلك لن أقتنع بسهولة بهذه التقنية الجديدة لا سيما اذا توجب علي تسديد رسوم مقابل الحصول على برامج اقل»، على حد قول بيترو مبالاتز وهو من أكثر مستخدمي الكومبيوتر الشخصي والتلفزيون في دسلدورف في المانيا.
 
عودة
أعلى