hishamhamid
Active Member
تداعيات السقوط الأمريكي في الشهور القادمة
أبدأ و أنتهي بالكتاب و السنة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين يلبسون للناس جلود الضأن من اللين ألسنتهم أحلى من السكر وقلوبهم قلوب الذئاب يقول الله عز وجل أبي يغترون أم علي يجترئون فبي حلفت لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم منهم حيرانا). سنن الترمذي
عن الزبير بن عدي قال أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج فقال : ( اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم) سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى : (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)
و سيرجعون بأمر الله تعالى.
لقد أسردت في مقالي السابق السقوط المتوقع للولايات المتحدة و بعض تبعاته. و هذا السقوط يكون سقوطاً إقتصادياً بالأساس, يتبعه زوال النفوذ العسكري. و هنا مستعيناً بالله أضع بين أيديكم تصوراً عاماً لتداعيات هذا السقوط و التي لا شك ستكون كارثية على سكان العالم و بالأخص المسلمين منهم. و هنا الرابط:
التداعيات الإقتصادية:
إنهيار البنوك و نظام العملات الورقية: مع فقدان الدولار لقيمته (و هو بالأساس ليس له قيمة منذ أن فك إرتباطه بالذهب في القرن الماضي) تحدث فوضى في العالم, و يتتابع إنهيار العملات بداية من العملات ذات الإرتباط المباشر بالدولار, كما هو الحال في دول الخليج, و نهاية بعملات الدول التي تملك إحتياطياً كبيراً من الدولار كعملة صعبة. يصاحب ذلك إرتفاع حاد في أسعار الغذاء, و هذا ما هو الا إمتداد لظاهرة نعايشها الآن و قد تم التحذير منها من قبل منظمة الأغذية والزراعة التابعة الأمم المتحدة (الفاو).
مع إتجاه الدول لتأمين حاجياتها الغذائية إعتماداً علي مواردها المحلية يفقد النفط قيمته كسلعة أساسية, و تفلس الدول التي تعتمد عليه كصادر أساسي, فلا دولار لتأمن به حاجياتها و لا أحد يشتري نفطها. و أذكر من هذة الدول العراق و السعودية و الأمارات الخ.
إرتفاع أسعار الذهب لمستويات غير مسبوقة و ظهوره كبديل للعملات الورقية, و أقتتال الناس عليه لكونه الركيزة الوحيدة للتعاملات المالية بين الأشخاص و حتى الدول. و ليس أقتتال العراقيين علي كنوز نهر الفرات كما ذكر في الحديث ألا نتاج هذا.
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى يَحِسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه، فيُقتل من كل مائة تسعة وتسعون، ويقول كل رجل منهم: لعلي أكون أنا الذي أنجو.
وصول البطالة لنسب قياسية كما حدث في ثلاثينيات القرن المنصرم أو ما سمي بالركود العظيم, و الذي أفضى الى الحرب العالمية الثانية. كما سيصاحب ذلك التذمر الشديد من عموم الناس و ظهور المجاعات و ثورات الجياع في البلدان الفقيرة التي تعتمد على المعونات الخارجية كما في كثير من بلدان القارة السمراء, و البلدان التي ليست بها موارد غذائية محلية كدول الخليج مثلاً. حتى البلدن التي تتمتع برفاهية معيشية, كما في القارة الأوروبية, لن ترضى شعوبها بمستويات متدنية من المعيشة, مما يؤدي الى ثورات و إضطرابات, و لكنها ستكون أكثر إستقراراً لفترة وجيزة. سيلجأ المتواجدون على هرم السلطة بالأخص في بلدان العالم الثالث, الى شتى الوسائل للحد من الحراك الشعبي في بلدانهم و أذكر هنا بعض هذه الوسائل و التي نعاينها في بلداننا اليوم:
1. القوة الفرطة و القتل الممنهج.
2. اللجوء للميشات و المجموعات المسلحة خارج إطار الدولة لترهيب الناس.
3. أشغال الناس بحروب مع الدول المجاورة.
و لكن الأخطر من ذلك هو إنعدام أسس المعاملات المالية, فلا وجود للأوراق المالية, و هنا تكون الكارثة. يترتب على ذلك فوضى عارمة حيث يلجأ الناس الى السلاح لأسترداد مستحقاتهم من بعضهم البعض. و لا أبالغ إن قلت سيقتل الأخ اخاه و الجار جاره من أجل ذلك. و تزدهر في هذه البيئه المريضة ظاهرة البلطجة لحماية الممتلكات. يفقد الناس عقولهم, فليس لأحد هم في ذلك الوقت إلا أن يؤمن قوت يومه بشتى الوسائل سواء أكان ذلك بالنهب أو القتل, و أن يحافظ على ما بقي من ماله.
عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَرْجًا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ وَأَخَاهُ وَابْنَ عَمِّهِ ، قَالُوا : وَمَعَنَا عُقُولُنَا يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : " تُنْزَعُ عُقُولُ أَكْثَرِ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ ، وَيُخَلَّفُ لَهَا هبَاءُ مِنَ النَّاسِ ، يَحْسِبُ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ عَلَى شَيْءٍ وَلَيْسَ عَلَى شَيْءٍ .
ظهور الحركات الأنفصالية و إكتساب الأحزاب القومية المتطرفة زخماً شعبياً و وصولها الى السلطة, و تحميل الاجانب والأقليات الدينية المسؤلية عن التردي في الحالة اقتصادية. و هذا هو من أهم أسباب الحروب. و أذكر هنا بما حدث في المانيا إبان الركود العظيم, حيث ظهرت الحركة النازية و التي حملت اليهود كل تبعات الظروف الاقتصادية في ذلك الوقت رغم أنهم بسيطرتهم على البنوك كانوا فعلاً السبب في ذلك. و أضرب مثالاً آخر من الحاضر القريب بما حدث في اليونان إبان فترة الركود الإقتصادي في السنوات القليلة الماضية حيث ظهرت حركة "الفجر الذهبي" أو النازيون الجدد التي تدعوا الى إبادة المسلمين و اليهود على حد سواء.
اليهود أنفسهم لن يتضرروا كثيراً من هذا فهم كالفطر ينبت أينما وضعته, بل إن اللوبي الصهيوني سيستغل هذه الفوضى لإقناع اليهود بالذهاب الى أرض الميعاد ! إسرائيل. و حتى اليهود الأمريكيون سيهجرون أمريكا ليس رغبة منهم و لكن إضطراراً بعد خرابها, و قد ذكر هذا في سفر أشعياء:
هي خليط من الشعوب (أمريكا)، ولذلك هم عند بداية يوم غضب الله عليها ينصح بعضهم بعضاً: "اهجروها ولنذهب كل واحد إلى أرضه؛ فإن الحكم عليها بلغ أعلى السماوات ورفع إلى الغيوم".
أما المسلمون فسكونون أكثر المكتوين بنار العنصرية. ستكون هناك سياسة ممنهجة سواءً من الأفراد و الجماعات و حتى الدولة لتهجيرهم و إبادتهم حتى و إن كانوا من سكان البلد الأصليين. و ما حدث في البوسنة و الهرسك و ما يحدث الآن في بورما و مناطق الإيغور في الصين ما هو إلا مثال مصغر للوضع في ذلك الوقت.
انطلقت أنا وزرعة بن ضمرة الأشعري إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فلقينا عبد الله بن عمرو ، فقال : يوشك أن لا يبقى في أرض العجم من العرب إلا قتيل أو أسير يحكم في دمه .
المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 4/598
خلاصة حكم المحدث: على شرط البخاري ومسلم، فإن رجاله كلهم من رجال الشيخين
و لهذا نصح النبي صلى الله عليه و سلم بأن يلحق كل بأرضه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها ستكون فتنة ، المضطجع فيها خير من الجالس ، والجالس خير من القائم ، والقائم خير من الماشي ، والماشي خير من الساعي ، فقال رجل : يا رسول الله ، ما تأمرنا ؟ قال : من كانت له إبل فليلحق بإبله ، ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه ، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه ، ومن لم يكن له شيء من ذلك فليعمد إلى سيفه فليضرب بحده على صخرة ثم لينج إن استطاع النجاة .
إشتعال الحروب (الحرب العالمية الثالثة):
في هذا الزمان الذي نعيشه و هو لا شك آخر الزمان أصبحت أمريكا, بقوتها العسكرية و تسلطها على الأمم المتحدة, هي الضامن الوحيد للسلام العالمي و السلم المجتمعي داخل بلدان العالم. و حتماً بعيد سقوطها إقتصاديا و زوال نفوذها و إضطرارها لسحب جيشها من قواعده لدرأ ما أصابها من كوارث ستتغير موازين القوى في العالم.
ستنشب الحروب في كل مكان و ستكون الدول الحليفة لامريكا هي أول المتضررين. أذكر هنا على سبيل المثال لا حصر ما سيحل بكوريا الجنوبية من جارتها الشمالية و ما سيحل باليابان من الصين, و لن تكون جزر سينكاكو إلا سبباً من عشرات الأسباب لنشوب حرب بين هذين البلدين. و لكن الأهم هو ما سيحل بدول الخليج من إيران و قس على ذلك. حتى روسيا, برئيسها المعتوه و المصاب بجنون العظمة, ستحاول إسترداد أمجادها (كما قال هو بنفسه) بالسيطرة على ما حولها من دول الإتحاد السوفيتي سابقاً و المليئة بالقواعد الأمريكية و التي سرعان ما ستزول. العالم كله سيتحول الى كرة من اللهب في شهور أو سنوات قليلة, و كل أنواع الأسلحة التي تم تطويرها منذ الحرب العالمية الثانية ستجد طريقها الى أجساد البشر.
لكن يجب أن لا ننسى الجانب المشرق. فكل الحكومات العميلة ستتساقط كأحجار الدومينو, كحكومة كرزاي و الحكومة الصومالية ... الخ. و إن مما لا شك فيه أن ما يحدث سيكون في صالح المجاهدين, بل إن الدول التي تم تدمير إقتصادها و بنيتها التحتية كسوريا, و ستلحقها مصر قريباً, ستكون هي الاقل تضرراً. أيضاً ستنفث الدول المسلمة خبثها من المنافقين الذين سيلجأون الى دول الكفر فمنهم من يلقى حتفه هناك و منهم من يتنصر عله ينجو بحياته.
عَنْ أَبِي الْجَلْدِ جِيلانَ ، قَالَ : " لَيُصِيبَنَّ أَهْلَ الإِسْلامِ الْبَلاءُ وَالنَّاسُ حَوْلَهُمْ يَرْتَعُونَ ، حَتَّى أَنَّ الْمُسْلِمَ لِيَرْجِعُ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا مِنَ الْجَهْدِ "
في نهاية الأمر لن تكون الحكومات قادرة على بسط نفوذها في أراضيها و سيسود في العالم مفهوم اللادولة بكل ركائزه من المليشيات المسلحة و البلطجية و القبلية و خاصة في الحضر, ينعدم القانون, و يهجر الناس المدن الى الأرياف بحثاً عن الأمن و يمتهنون المهن البدائية كالزراعة ليحصلوا على قوت يومهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن. وفي رواية: يأتي على الناس زمان خير مال الرجل المسلم الغنم، يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن. رواه البخاري
و تنتهي الحضارة شيئاً فشيئاً, ليس فقط بسبب الدمار الناتج عن الحروب بل إن المدن لن تكون آمنة أو صالحة للحياة.
قال تعالى : (إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون)
و تتهيأ الأرض لخروج الدجال !!!
يتبع إن شاء الله
العشرية السوداء الجزء 3 ... فتنة مصر و فتح بيت المقدس