رحل نصف رمضان فمن هم الفائزين والخاسرين هام جدا

fathyatta

Member
رحل نصف رمضان فمن هم

الفائزين والخاسرين هام جدا

ها هو النصف الاول من رمضان قد رحل رحلت الأيام ،

وثمة حديث يخالج النفس في ثنايا هذا الوداع ،

تُرى ما ذا حفظت لنا ؟ وما ذا حفظت علينا ؟

إن ثمة تساؤلات عريضة تبعثها النفس في غمار هذا الوداع .

سؤال يتردد :

حرارة الفرحة التي عشناها في مقدم رمضان تساؤلنا :

هل لا زالت قلوبنا تجل الشهر ؟ وتدرك ربيع أيامه ؟

أم أن عواطفنا عادت كأول وهلة باردة في زمن الخيرات ،

ضعيفة في أوقات الطاعات

تُرى كم من صلاة في الجماعة ضاعت ؟

وكم نافلة في صراع الأعمال تاهت ؟

تُرى كم من لحوم إخواننا هتكناها بأنيابنا ؟

تُرى كم هي الخيانة التي عاثتها أعيننا في رحاب الحرمات .

كم خطت أقدامنا من خطو آثم ؟

كم ، وكم ، من عالم الحرمات هتّكت فيه الأسوار بيننا وبين الخالق ؟
والمعصية أياً كانت ، حتى لو عاقرناها في ليالي رمضان


فلا تبقى خندقاً تحاصركمكم من الذنوب حصلنا عليه ونحن نشاهد المسلسلات الساقطة

والافلام الماجنة وهل رمضان شهر القرأن والصيام والقيام

أم شهر الالمسلسلات والافلام والخيم الرمضانية
أيها الأحبة :


ها قد مضى نصف رمضان ... والنصف كثير !!!
أيها الأحبة :


لابد من وقفة محاسبة

( والمؤمن الصادق أشد محاسبة لنفسه من التاجر الشحيح لشريكه ) .


إليك هذه الأسئلة التي أريد منك أن تكون

صريحا وصادقا مع نفسك في الإجابة عليها:

1- هل صمت صياما صحيحا أخلصت النية لله ، و ابتعدت عما حرم الله . 2- هل حرصت على قيام رمضان مع السلمين في التراويح . 3- هل سابقت لفعل الخيرات ( تفطير الصائمين بالجهد و المال ،

تفقد الأرامل ، والمساكين ، الدعوة إلى الله )

تأسيا برسولك صلى الله عليه وسلم « عن ابن عباس قال :

كان رسول الله أجود الناس و كان أجود ما يكون في رمضان

حين يدارسه جبريل القرآن ،

فلرسول الله أسرع بالخير من الريح المرسلة » 4- كم مرة ختمت القرآن ؟ 5- كم هي العادات السيئة التي تخلصت منها . 6- كم من العبادات ربيت نفسك عليها . 7- هل تفكرت في هذه الرقاب التي تعتق من النار ،

هل رقبتك واحدة من هذه الرقاب المعتوقة من النار أم لا . 8- هل لا زال الشوق و الحنين و الفرح بقدوم رمضان كما هو

أم أن ذلك تلاشى مع تتابع الأيام . 9- هل لا زلت على همتك و نشاط في العبادة ،

في السباق إلى الله ، في الفوز بالمغفرة ،

أم أصابك ما أصاب كثيرا من الناس من الفتور والتراخي

فكأني بهم على جنبتي المضمار صرعى لشهواتهم وملذاتهم ،

قد أفسدوا صيامهم بالمسلسلات وضيعوا حسناتهم بضياع الأوقات

فوا حسرتاه على من هذه حاله .

أيها الأحبة :


إن الأسئلة أكثر من ذلك بكثير وكلما كان العبد صادقا مع نفسه


كلما كان حسابه لها شديدا .

ولكن أيها الأحبة :


من وجد أنه لا يزال على خير و لا يزال محافظا على الواجبات
مسابقا في الخيرات وبعيدا عن المحرمات ،


فليحمد الله وليبشر بالخير من الله .

طوبى من كانت هذه حاله ثم طوبى له .

طوبى له العتق من النار طوبى له مغفرة السيئات ،

طوبى له مضاعفة الحسنات . و كأن بهؤلاء الآن وقد كتب الله أنهم من أصحاب الجنان . أما من وجد أنه مقصر مفرط فعليه أن يتدارك بقية رمضان ،

فإنه لا يزال يبقى منه النصف ،

ولا يزال الله يغفر لعباده ولا يزال الله يعتق رقابا من النار .

أيها الأحبة :

ألا نريد أن يغفر الله لنا ألا نريد أن يعتقنا الله من النار. فعلينا أن نتدارك ما بقي من رمضان

« ومن أصلح فيما بقي غفر الله له ما سلف ». فدعوة إلى المغفرة دعوة إلى العتق من النار ،

دعوة إلى مضاعفة الحسنات قبل فوات الأوان .

أيها الأحبة :

لنعد إلى أنفسنا- فوالله ما صدق عبد لم يحاسب نفسه

على تقصيرها في الواجبات وتفريطها في المحرمات لنعد إلى أنفسنا ونحاسبها محاسبة دقيقة ،

ثم نتبع ذلك بالعمل الجاد ، ولنشمر في الطاعات

و نصدق مع الله و نقبل على الله . فلا يزال الله ينشر رحمته ويرسل نفحاته .


يقول النبي صلى الله عليه وسلم :

« إن لربكم في دهركم لنفحات
فتعرضوا لنفحات الله
» . نعم لنتعرض لنفحات الله بالاجتهاد في الطاعات


عله أن تصيبنا رحمة أو نفحة لا نشقى بعدها أبدا وأخيراً :

رحل النصف الاول من رمضان

ولئن كنا فرطنا فلا ينفع ذواتنا بكاء ولا عويل ،

وما بقي أكثر مما فات ، فلنري الله من أنفسنا خيراً ،

فالله الله أن يتكرر شريط التهاون ، وأن تستمر دواعي الكسل ،

فلقيا الشهر غير مؤكدة ، ورحيل الإنسان مُنتظر ،

والخسارة مهما كانت بسيطة ضعيفة
فهي في ميزان الرجال قبيحة كبيرة .
فوداعاً النصف الاول من رمضان ،


سائلاً الله تعالى أن يكتب لك النجاة ،

وأن يجعلك في عداد الفائزين ،

وأن يعينك على ما بقي من شهر الخير .

والله يتولاك والله مولاك .

وكفى بالله وكيلا.
******

فتحـــى عطــــــــا
FATHY – ATTA
 
بارك الله فيك
جعلنا وإياك وجميع المسلمين من عتقاء النار في هذا الشهر الفضيل إنشاء الله
جزاك الله كل خير
 
عودة
أعلى