بعض الناس قد يصيبه العجز في مسابقة الصالحين والحذو حذوهم لدنو همته ، خاصة إذا قرأ سِيَر كثير من جهابذة السلف ورأى جهادهم وعملهم ورقيهم في درجات الكمال وشدة محاسبتهم لأنفسهم وكثرة عطائهم لهذا الدين ومقدار الثواب الذي سينتظرهم إن شاء الله تعالى ، فيرى أنه لاسبيل لمنافسة أولئك القوم . ولعل لسان حاله يقول : ماترك لنا السلف شيئا نعمله . بل يخيل إليه أن أولئك السابقين قد أخذوا كافة الدرجات في الجنه وليس له أن يصل إلى ماوصلوا إليه ، ويفقد الأمل إلى جانب مايوسوس له الشيطان بعدم قبول عمله ، او ان عمله لن يقدم ولن يؤخر لأن دخول الجنة بالرحمة وليس بالعمل .
ولكن اعلم اخي القارئ الكريم بأن فضل الله أوسع مماتتصور ورحمته وسعت كل شيء ، وان الجنه إنما هي جنات كثيرة ، وليس بجنة واحدة ، وكل جنة فيها درجات ومنازل ، وأن من سعة هذه الجنات أن الله سينشئ لها خلقا جديدا فيسكنهم في نواحي الجنة . روى أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لاتزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة قدمه فينزوي بعضها على بعض وتقول قط قط بعزتك وكرمك ، ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله لها خلقا فيسكنهم فضل الجنة )) رواه البخاري ومسلم .
فشمر لهذه الدرجات وكن عالي الهمة .
منقول من كتاب كيف ترفع درجتك في الجنة
د. محمد بن إبراهيم النعيم