تاسع المبشرين بالجنة - سيدنا سعيد بن زيد

قصي حمدان

New Member
سعيد بن زيد
أحد العشرة المبشرين بالجنة

اسمه:
سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيْل العدوي القرشي , يمتدّ نسبه إلى كعب بن لؤي, ويكنى بأبي الأعور.
سيرته البشريّة:
هو ابنُ عمّ سيّدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصهرُه, زوجته فاطمة بنت الخطاب أخت سيّدنا عمر رضي الله عنه, وأخته عاتكة زوجة سيّدنا عمر رضي الله عنه, وكان طويلاً , أسمر, أشعر, وله أربعة بنين.
ولد بمكة عام ( 22 قبل الهجرة ) وهاجر الى المدينـة ، شهد المشاهد كلها إلا بدرا لقيامه مع طلحة بتجسس خبر العير ، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، كان من السابقين الى الإسلام هو وزوجته أم جميل ( فاطمة بنت الخطـاب )...
إسلامه:
أسلم قبل دخول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دار الأرقم و كانت سِنُّهُ لا تزيد عن عشْرين عاماً , وكان ذلك قبل إسلام سيّدنا عمر رضي الله عنه, حيث كان إسلام سيّدنا عمر عنده في بيته.
هجرته:
كان من المهاجرين الأولين هو وامرأته فاطمة.
هو أحد العشرة المبشرين بالجنة بدليل :
حيث روي عنه رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: عشرة في الجنة: أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعلي في الجنة وعثمان في الجنة والزبير في الجنة وطلحة وعبد الرحمن وأبو عبيدة بن عبد الله (يعني ابن الجراح) وسعد بن أبي وقاص, فعدّ هؤلاء التسعة, فقال القوم: ننشدك بالله يا أبا الأعور, أنت العاشر؟ قال: إذ ناشدتموني بالله أبو الأعور في الجنة.
والده :
وأبوه -رضي الله عنه- ( زيـد بن عمرو ) اعتزل الجاهليـة وحالاتها ووحّـد اللـه تعالى بغيـر واسطـة حنيفيـاً ، وقد سأل سعيـد بن زيـد الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال يا رسـول الله ، إن أبـي زيـد بن عمرو بن نفيل كان كما رأيت وكما بَلَغَك ، ولو أدركك آمن بـك ، فاستغفر له ؟)... قال نعم )...واستغفر له...وقال إنه يجيءَ يوم القيامة أمّةً وحدَهُ )...
الدعوة المجابة :
كان -رضي الله عنه- مُجاب الدعوة ، وقصته مشهورة مع أروى بنت أوس ، فقد شكته الى مروان بن الحكم ، وادَّعت عليه أنّه غصب شيئاً من دارها ، فقال اللهم إن كانت كاذبة فاعْمِ بصرها ، واقتلها في دارها )...فعميت ثم تردّت في بئر دارها ، فكانت منيّتُها...
الولاية :
كان سعيد بن زيد موصوفاً بالزهد محترماً عند الوُلاة ، ولمّا فتح أبو عبيدة بن الجراح دمشق ولاّه إيّاها ، ثم نهض مع مَنْ معه للجهاد ، فكتب إليه سعيد أما بعد ، فإني ما كنت لأُوثرَك وأصحابك بالجهاد على نفسي وعلى ما يُدْنيني من مرضاة ربّي ، وإذا جاءك كتابي فابعث إلى عملِكَ مَنْ هو أرغب إليه مني ، فإني قادم عليك وشيكاً إن شاء الله والسلام )...
من أقواله:
لَمَشهدٌ شهِدَه الرجلُ منهم يومًا واحدًا في سبيل الله مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أغبرَ فيه وجهَهُ, أفضلُ من عملِ أحدِكم, ولو عَمَّرَ عُمُرَ نوح.
من أخباره :
هذا الصحابي الجليل ، سعيد بن زَيْد أسْهَم مع المسلمين في اسْتِلاب عرْشِ كِسْرى ، وتقْويض مُلْك قيْصَر ، وكانت له في كُلِّ مَوْقِعَةٍ خاض غمارَها المسلمون مواقف مشْهودة ، وأيادٍ بيْضاءُ حميدة ، ومن أرْوَعِ بُطولاته يوْمَ اليَرْموك ، فقد قال : لما كان يوم اليرْموك كنا أربعةً وعشرين ألْفاً ، أو نحْواً من ذلك ، فَخَرَجَتْ لنا الروم بِعِشْرين ومئة ألف وأقْبلوا علينا بِخُطىً ثقيلة ، كأنهم الجِبال تُحَرِّكُها أيْدٍ خَفِيَّة ، وسار أمامهم الأساقِفَة والبطارقة والقِسِّيسُون يحْمِلون الصُّلْبان ، وهم يَجْهَرون بالصلوات فَيُرَدِّدُها الجَيْش من ورائِهم ، ولهم هزيمٌ - دَوِيٌّ - كَهَزيم الرعد ، عِشْرون ومئة ألف أمام أربعةٍ وعشرين ألفًا ! فلما رآهم المسلمون على حالتهم هذه هالَتْهُم كثْرَتُهُم ، وخالط قُلوبهم شيءٌ من خَوْفِهم ، فعنْدها قام أبو عُبَيْدة بن الجراح أمينُ هذه الأمة يَحُضُّ المسْلمين على القِتال ، فقال : عِباد الله ، اُنْصُروا الله ينْصُرْكم ويُثَبِّتْ أقْدامكم ، عباد الله اصْبِروا فإنَّ الصبر منْجاةٌ من الكُفْر ، ومرْضاةٌ للربِّ ، ومدْحَضَةٌ للعارِ ، أشْرِعوا الرِّماح ، واسْتَتِروا بالتُّروس ، والْزَموا الصَّمْتَ إلا من ذِكْر الله تعالى في أنفسكم حتى آمركم إنْ شاء الله ، قال سعيد بن زَيْد : عند ذلك خرج رجُلٌ من صُفوف المُسْلمين ، وقال لأبي عُبَيْدة : إني أزْمَعْتُ أنْ أقْضِيَ نحبي الساعة ، فَهَل لك من رِسالة تبْعَثُ بها للنبي صلى الله عليه وسلَّم ؟! فقال أبو عُبَيْدة : نعم ، أقْرِئه مني ومن المسلمين السلام ، وقُل له يا رسول الله : إنا وجَدْنا ما وعدنا ربنا حقاً ، قال سعيد فما إنْ سمِعْتُ كلامه ورأيته يمْتَشِقُ حُسامه ، ويَمْضي إلى لِقاء أعْداء الله حتى خررتُ إلى الأرض ، وجَفَوْتُ على رُكْبَتَي ، وأشْرَعْتُ رُمْحي ، وطَعَنْتُ أوَّل فارِسٍ أقبل علينا ، ثمَّ وَثَبْتُ على العَدُوّ ، وقد انْتَزَعَ الله كُلّ ما في قلبي من الخوف ، فثار الناسُ في وُجوه الروم ، وما زالوا يُقاتِلونهم حتى كُتِبَ لهم النَّصْر .
سيِّدُنا سعيد بن زيد شَهِد فَتْح دِمَشْق ، فلما دانت للمسلمين بالطاعة جعله أبو عُبَيْدة بن الجراح والِياً عليها ، فكان سعيد أوَّل من وَلِيَ إمْرةَ دِمَشْق من المُسْلمين .
أولاده :
هناك خَبَرٌ في كتاب صِفَة الصَّفْوة ، يقول : له مِن الولد عبد الله الأكبر ، هذا واحد ، وعبد الله الأصغر ، وعبد الرحمن الأكبر ، وعبد الرحمن الأصغر ، وإبراهيم الأكبر ، وإبراهيم الأصغر ، وعمرو الأكبر ، وعمرو الأصغر وطلحة ، ومحمد ، وخالد ، وزيد ، واُمُّ الحَسَن الكبرى ، وأمُّ الحسن الصغرى ، وأمُّ حبيب الكبرى ، وأمُّ حبيب الصغرى ، وأمُّ زيد الكبرى والصغرى ، وعائِشَة ، وعاتِكَة وحَفْصَة وزَيْنب وأمُّ سلمة وأمُّ موسى وأمُّ سعيد ، وأمُّ النعمان ، وأمُّ صالح ، وأمُ خالد وأمُّ عبد ، ودَجْلة ، رزَقَهُ الله أولاداً كُثراً .
وفاته :
توفي بالمدينة سنة ( 51 هـ ) ودخل قبره سعد بن أبي الوقاص وعبد الله بن عمر -رضي الله عنهم أجمعين-...

تم والحمد لله رب العالمين
يتبع لاحقا بإذن الله تعالى – أخوكم في الله قصي حمدان
 
ماشاء الله عليك اخي قصي ..جزاك الله خيرا و جعل جميع اعمالك الصالحة في ميزان حسناتك
و يوجد الكثير من سيستفيد من هذه المواضيع القيمة
كل التحيات لك اخي الحبيب:heart:
 
الآن تم رفع العشرة المبشرين بالجنة حتى تتم الفائدة

بارك الله فيك يا دكتور قصى

وجمعنا وإياك مع صحابته

أرق تحياتى :)
 
عودة
أعلى