رابع المبشرين بالجنة - سيدنا علي بن أبي طالب

قصي حمدان

New Member
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
(( من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله )) - حديث شريف

اسمه :
هو علي بن أبي طالب ـ و اسم أبي طالب عبد مناف ـ ، بن عبد المطلب ـ و اسمه شيبة ـ ، بن هاشم ، و اسمه عمرو بن عبد مناف ، و اسمه المغيرة بن قصي ، و اسمه زيد بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن نضر بن كنانة ، أبو الحسن ، و أبو تراب ، كناه بها النبي صلى الله عليه و سلم . و أمه فاطمة بنت أسد ابن هشام ، و هي أول هاشمية ولدت هاشمياً ، قد أسلمت و هاجرت .
و علي رضي الله عنه أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، و أخو رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمؤاخاة ، و صهره على فاطمة سيدة نساء العالمين رضي الله عنها ، و أحد السابقين إلى الإسلام ، و أحد العلماء الربانيين ، و الشجعان المشهورين ، و الزهاد المذكورين ، و الخطباء المعروفين ، و أحد من جمع القرآن و عرضه على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و عرض عليه أبو الأسود الدؤلي و أبو عبد الرحمن السلمي ، و عبد الرحمن بن أبي ليلى ، و هو أول خليفة من بني هاشم ، و أبو السبطين ، أسلم قديماً ، بل قال ا بن عباس و أنس و زيد بن أرقم و سلمان الفارسي و جماعة : إنه أول من أسلم ، و نقل بعضهم الإجماع عليه .
إسلامه :
أخرج أبو يعلى عن علي رضي الله عنه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الاثنين و أسلمت يوم الثلاثاء . و كان عمره حين أسلم عشر سنين ، و قيل : تسع ، و قيل : ثمان ، و قيل : دون ذلك ، قال الحسن بن زيد بن الحسن : و لم يعبد الأوثان قط لصغره ، أخرجه ابن سعد ، و لما هاجر صلى الله عليه و سلم إلى المدينة أمره أن يقيم بعده بمكة أياماً حتى يؤدي عنه أمانة الودائع و الوصايا التي كانت عند النبي صلى الله عليه و سلم ، ثم يلحقه بأهله ، ففعل ذلك ، و شهد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بدراً و أحداً و سائر المشاهد ، إلا تبوك فإن النبي صلى الله عليه و سلم استخلفه على المدينة ، و له في جميع المشاهد آثار مشهورة ، و أعطاه النبي صلى الله عليه و سلم اللواء في مواطن كثيرة ، و قال سعيد بن المسيب : " أصابت علياً يوم أحد ست عشرة ضربة و ثبت في الصحيحين أنه صلى الله عليه و سلم أعطاه الراية في يوم خيبر ، و أخبر أن الفتح يكون على يديه " ، و أحواله في الشجاعة ، و آثاره في الحروب مشهورة ، و
كان علي شيخاً ، سميناً أصلع ، كثير الشعر ، ربعة إلى القصر ، عظيم البطن ، عظيم الحية جداً ، قد ملأت ما بين منكبيه بيضاء كأنها قطن ، آدم شديد الأدمة .
و روى البخاري في الأدب " عن سهل بن سعد قال : إن كان أحب أسماء علي رضي الله عنه إليه [ أبا تراب ] ، و إن كان ليفرح أن يدعى به ، و ما سماه أتراب إلا النبي صلى الله عليه و سلم ، و ذلك أنه غاضب يوماً فاطمة ، فخرج ، فاضطجع إلى الجدار في المسجد ، فجاءه النبي صلى الله عليه و سلم ، و قد امتلأ ظهره تراباً ، فجعل النبي صلى الله عليه و سلم يمسح التراب عن ظهره و يقول : اجلس أبا تراب " .
روي له عن رسول الله صلى الله عليه و سلم خمسمائة حديث و ستة و ثمانون حديثاً .
الرسول يضمه إليه :
لقد أصابت قريشاً أزمة شديدة ، وكان أبو طالب ذا عيال كثير فقال الرسول الكريم للعباس عمه : يا عباس ، إن أخاك أبا طالب كثير العيال ، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمـة ، فانطلق بنا إليه فلنخفـف عنه من عياله ، آخذ من بنيـه رجلا وتأخذ أنت رجلا فنكفهما عنه )...فقال العباس نعم )...
فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا له إنا نريد أن نخفف من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه )...فقال لهما أبو طالب إذا تركتما لي عقيلاً فاصنعا ما شئتما )...فأخذ الرسول -صلى الله عليه وسلم- علياً فضمه إليه ، وأخذ العباس جعفراً فضمه إليه ، فلم يزل علي مع رسول الله حتى بعثه الله تبارك وتعالى نبياً ، فاتبعه علي -رضي الله عنه- وآمن به وصدقه ...
هذا الصحابي الجليل انضمَّ إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو في السادسة من عمره، وحينما جاءت النبي صلى الله عليه وسلم رسالة الهدى ، وأتاه وحي السماء كانت سن هذا الصحابي لا تزيد عن عشر سنين ، إذن هو أصغر مَن أسلم ، أول من أسلم السيدة خديجة رضي الله عنها زوجة النبي ، وأسلم أيضاُ ابن عمه سيدنا علي وهو غلامٌ يافع لا تزيد سنه عن عشر سنوات .
رأى النبي عليه الصلاة والسلام يصلي فقال : ماذا أراك تصنع ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : " إني أصلـي لـرب العالمين " ، وسأل عليٌ رضي الله عنــه : " ومن يكون رب العالمين ؟ " بهذه البساطة، انطلق من الصفر ، قال علي بن أبي طالب : " ومَن يكون رب العالمين ؟ " فقال عليه الصلاة والسلام : " يا علي إنه إلهٌ واحد لا شريك له ، له الخلق وبيده الأمر ، يحيي ويميت ، وهو على كل شيءٍ قدير " . أرأيتم إلى هذا التعريف : إنـه إلهٌ واحد لا شريك له ، له الخلق وبيده الأمر ، يحي ويميت وهو على كل شيءٍ قدير .
فهذا الصحابي الجليل نشأ في بيت النبوة وتأدب بآداب النبي عليه الصلاة والسلام ، قال الحسنُ البصري في وصف سيدنا عليٍّ : ((أعطِ القرآن عزائمه وعلمه وعمله ، فكان منه في رياضٍ مونقةٍ وأعلامٍ بينةٍ)).
واستمعوا بعنايةٍ فائقة إلى وصف هذا الإمام الجليل للدنيا ، قال : ((الدنيا دار صدقٍ لمن صدقها ، ودار نجاةٍ لمن فهم عنها ، ودار غنىً وزادٍ لمن تزوَّد منها ، مهبط وحي الله ، ومسجد أنبيائه ، ومتجر أوليائه ربحوا فيها الرحمة واكتسبوا فيها الجنة)).
منزلته من الرسول :
لمّا آخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين أصحابه قال لعلي أنت أخي )... وكان يكتب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وشهد الغزوات كلها ما عدا غزوة تبوك حيث استخلفه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أهله وقال له أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى )...
وكان مثالا في الشجاعة و الفروسية ما بارز أحد الا صرعه ، وكان زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله )...
دعاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وزوجته فاطمة وابنيه ( الحسن والحسين ) وجلَّلهم بكساء وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهِّرْهُم تطهيراً )...وذلك عندما نزلت الآية الكريمة : قال تعالى إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عنكم الرِّجسَ أهلَ البيت ).
الأحاديث الواردة في فضله :
قال الإمام أحمد بن حنبل : ما ورد لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم من الفضائل ما ورد لعلي رضي الله عنه ، أخرجه الحاكم .
و أخرج الشيخان " عن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خلف علي بن أبي طالب في غزوة تبوك ، فقال : يا رسول الله تخلفني في النساء و الصبيان ، فقال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى ؟ غير أنه لا نبي بعدي " أخرجه أحمد ، و البزار من حديث أبي سعد الخدري ، و الطبراني من حديث أسماء بنت قيس ، و أم سلمة ، و حبشي بن جنادة ، و ابن عمر ، و ابن عباس ، و جابر بن سمرة ، و البراء بن عازب ، و زيد بن أرقم .
و أخرجا " عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يوم خيبر : لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه يحب الله و رسوله ، و يحبه الله و رسوله ، فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها ؟ فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم كلهم يرجو أن يعطاها ، فقال : أين علي بن أبي طالب ؟ فقيل : هو يشتكي عينيه ، قال : فأرسلوا إليه ، فأتي به ، فبصق رسول الله صلى الله عليه و سلم في عينيه ، و دعا له ، فبرئ حتى كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية " . يدوكون : أي يخوضون و يتحدثون .
و قد أخرج هذا الحديث الطبراني من حديث ابن عمر ، و علي ، و ابن ليلى ، و عمران بن حصين ، و البزار من حديث ابن عباس .
و أخرج الترمذي " عن ابن عمر قال : آخى رسول الله صلى الله عليه و سلم بين أصحابه ، فجاء علي تدمع عيناه ، فقال : يا رسول الله آخيت بين أصحابك ، و لم تؤاخ بيني و بين أحد ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنت أخي في الدنيا و الآخرة " .
ليلة الهجرة
في ليلة الهجرة ، اجتمع رأي المشركين في دار الندوة على أن يقتلوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- في فراشه ، فأتى جبريل -عليه السلام- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال لا تبيت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه )...فلما كانت عتمة من الليل اجتمع المشركون على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون عليه ، فلما رأى رسول الله مكانهم قال لعلي نم على فراشي ، وتَسَجَّ ببردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه ، فإنه لن يَخْلُصَ إليك شيء تكرهه منهم )...
ونام علي -رضي الله عنه- تلك الليلة بفراش رسول الله ، واستطاع الرسول -صلى الله عليه سلم- من الخروج من الدار ومن مكة ، وفي الصباح تفاجأ المشركون بعلي في فراش الرسول الكريم...وأقام علي -كرّم الله وجهه- بمكة ثلاث ليال وأيامها حتى أدى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الودائع التي كانت عنده للناس ، حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله في قباء...
خلافته
لما استشهد عثمان -رضي الله عنه- سنة ( 35 هـ ) بايعه الصحابة والمهاجرين و الأنصار وأصبح رابع الخلفاء الراشدين ، يعمل جاهدا على توحيد كلمة المسلمين واطفاء نار الفتنة ، وعزل الولاة الذين كانوا مصدر الشكوى ...
ذهبت السيدة عائشة زوجة الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى مكة المكرمة لتأدية العمرة في شهر محرم عام 36 هجري ، ولما فرغت من ذلك عادت الى المدينة ، وفي الطريق علمت باستشهاد عثمان واختيار علي بن أبي طالب خليفة للمسلمين ، فعادت ثانية الى مكة حيث لحق بها طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام -رضي الله عنهما- وطالب الثلاثة الخليفة بتوقيع القصاص على الذين شاركوا في الخروج على الخليفة عثمان -رضي الله عنه- ، وكان من رأي الخليفة الجديد عدم التسرع في ذلك ، والانتظار حتى تهدأ نفوس المسلمين ،وتستقر الأوضاع في الدولة الاسلامية ، غير أنهم لم يوافقوا على ذلك واستقر رأيهم على التوجه الى البصرة ، فساروا اليها مع أتباعهم ...
رجولته وبطولة :
إنّ براعة سيدنا عليّ في القتال كانت تزلزل خصومه خوفاً وفرقاً وهلعاً ، لكن خصلةَ شرف المقاتل في سيدنا علي كانت تملأ نفوس خصمه طمأنينةً وأمناً ، لأنه لا يغدر أبداً ، ولا يقسو ، ولا يمثِّل ، فقتال قتالٌ شريف .
وفي أثناءِ قتاله مع بعض خصومه يومًا قام أحدٌ من رجاله فشتم خصمه ، فنهاه سيدنا علي نهياً شديداً ، وقال : ((يا أمير المؤمنين ألسنا على حق وهم على باطل ؟ فقال الإمام علي : بلى ورب الكعبة ، قال: فلمَ تمنعنا من شتمهم ولعنهم ؟ قال الإمام علي : كرهتُ لكم أنم تكونوا شتَّامين لعاَّنين ، ولكن قولوا : اللهم احقن دماءنا ودماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم ، و اهدهم من ضلالتهم حتى يعرِفَ الحقَّ من جهله ، ويرعوي عن الغي من لجَّ به)).
في غزوة أُحد كان سيدنا مصعب بن عمير رضي الله عنه يحمل لواء المعركة ، فسقط هذا اللواء من يده ، وبادر إليه سيدنا عليٌ كرم الله وجهه ، والنبي عليه الصلاة والسلام أمره أن يحمل اللواء ، وكان يقول عليه الصلاة والسلام : " لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتىً إلا علي " أي إن سيدنا علي له مكانة كبيرة، سيدنا علي بن أبي طالب يحمل اللواء ويشرئب عالياً عزيزاً خفَّاقاً ، ويصيح به حامل لواء المشركين ويقول : " ألا هل من مبارز ؟" ، ولا يجيبه من المسلمين أحد ، فقد كانوا في شغلٍ عنه بالمعركة التي بلغت أقصى عنفوانها وشدتها وضراوتها ، ثم يقول حامل لواء المشركين مرةً ثانية : ((ألستم تزعمون أن قتلاكم في الجنة ، وقتلانا في النار ، ألا فليخرج إليّ أحدكم)) ، ولم يطق عليٌ رضي الله عنه صبراً فصاح به : ((أنا قادمٌ إليك يا أبا سعدٍ بن أبي طلحة فابرز يا عدو الله إلي)) ، والتقيا بين الصفوف الملتحمة تحت وقع السيوف ، وتبارزا ، فاختلفا أي تبادلا ضربتين ، ضربه عليٌ ضربةً واحدة فسقط على الأرض يعالج مصرعه ومنيته وهمَّ عليٌ أن يضربه الثانية ليجهز عليه ، فتنكشف عورته على مرأى من سيدنا عليّ ، فاستحيا ، وغض بصره ، وانصرف عنه .
سيدنا علي حينما كان يوم خيبر أمام حصنها المنيع ، ارتدت أول يومٍ كتيبةٌ قوية يقودها أبو بكر ، ثم ارتدت في اليوم الثاني كتيبةٌ أُخرى يقودها عمر بن الخطاب، فلم يجزع النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فما كان هو بالجازع أبداً ، وإنما ألقى على الصفوف الحافلة بأصحابه وبجيشه نظرةً متفائلة وقال: " لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلا يُفْتَحُ عَلَى يَدَيْهِ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ . فَبَاتَ النَّاسُ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَى فَغَدَوْا كُلُّهُمْ يَرْجُوهُ فَقَالَ : أَيْنَ عَلِيٌّ ؟ فَقِيلَ : يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ فَبَرَأَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ فَأَعْطَاهُ فَقَالَ : أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا ؟ فَقَالَ : انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلامِ وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ فَوَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ " *

( عن سهْلٌ بْنَ سَعْدٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم : صحيح البخاري )

يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ((ما تمنيت الإمارة قط في حياتي إلا ذلك اليوم رجاء أن أكون مَن يحبه الله ورسوله)) .
حمل هذه الراية سيدنا علي ، وتقدَّم الكتيبة يهرول هرولةً وأمام باب الحصن نادى : أنا علي بن أبي طالب ، وقال : ((والله ، والذي نفسي بيده لأذوقن ما ذاق حمزة أو ليفتحن الله علي)) . وأجرى الله جلَّ جلاله على يد هذا الإمام النصر ، وفتح باب الحصن ، واقتحمه المسلمون وتمت نبوءة النبي عليه الصلاة والسلام وقال : " يحمل الراية رجلٌ غداً يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله ، يفتح الله على يده خيبر ، وهتف المؤمنون : الله أكبر خربتْ خيبر .
وقف عليٌ رضي الله عنه يوم الخندق أمام أحد الفرسان الأعداء ، وهو عمرو بن عبد وُدٍّ ، فتسلل هذا المشرك الفارس إلى صف المسلمين ، ووقف أمام علىٍ كرم الله وجهه وجهاً لوجه ، وقال : ((يا عمرو إنك كنت عاهدت الله أن لا يدعوك رجل من قريش ، إلى إحدى خلتين إلا أخذتها منه)) ، فأجابه عمرو : أجل، قال عليٌ : " فإني أدعوك إلى الله ، وإلى رسوله ، وإلى الإسلام " فقال عمرو : لا حاجة لي إلى ذلك . قال علىٍ : " إذًا أنا أدعوك إلى النزال " قال عمرو : " لمَ يا ابن أخي، فواللات ما أحب أن أقتلك ، قال عليٌ : " لكنني والله أحب أن أقتلك ". فغضب عمرو ، وأخذته حمية الجاهلية ، واقتحم عن فرسه وعقره ، ثم هجم على علِيٍّ كرم الله وجهه الذي تلقاه بعنفوانٍ أشد ، وخاض معه نزالاً رهيباً ، لم تطل لحظاته حتى رفع عليٌ سيفه المنتصر ، بينما كان خصمه عمرو بن عبد ود مجندلاً علـى الأرض صريعاً.
نحن إذا وجدنا خلافاً طفيفاً في مواقف الصحابة ، فعلينا تأويل هذا الاختلاف باجتهاد ، وكل مجتهد له من اجتهاده نصيب ، والمجتهد إذا أصاب فله أجران ، وإذا أخطأ له أجر ، وأنت دائماً إذا رأيت موقفاً من أخيك لم تجد له تفسيراً مقبولاً قل : لقد اجتهد ، لعله اجتهد فلم يصب ، برِّئْ نيته من السوء ، لعله اجتهد فلم يصب .
وللنبي عليه الصلاة والسلام قولٌ شهير خاطب به هذا الإمام الجليل ، عَنْ سَعْدٍ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى* (متفق عليه)
نبذ من أخباره ، و قضاياه :
أخرج ابن عساكر عن طريق جعفر بن محمد عن أبيه . أن خاتم علي بن أبي طالب كان من ورق نقشه [ نعم القادر الله ] .
و أخرج عن عمرو بن عثمان بن عفان قال : كان نقش خاتم علي [ الملك لله ] .
و أخرج عن الحارث قال : جاء رجل إلى علي فقال : أخبرني عن القدر ! فقال : طريق مظلم لا تسلكه ، قال : أخبرني عن القدر ! قال : بحر عميق لا تلجه ، قال : أخبرني عن القدر ! قال : سر الله قد خفي عليك فلا تفتشه ، قال :أخبرني عن القدر ! قال : يا أيها السائل إن الله خلقك لما شاء أو لما شئت ؟ قال : بل لما شاء ، قال : فيستعملك لما شاء .
و أخرج عن عقبة بن أبي الصهباء قال : لما ضرب ابن ملجم علياً دخل عليه الحسن و هو باك ، فقال له علي : يا بني احفظ عني أربعاً و أربعاً ، قال و ما هن يا أبت ؟ قال : أغنى الغنى العقل ، و أكبر الفقر الحمق ، و أوحش الوحشة العجب ، و أكرم الكرم حسن الخلق ، قال : فالأربع الآخر ؟ قال : إياك و مصاحبة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك ، و إياك و مصادقة الكذاب فإنه يقرب عليك البعيد و يبعد عليك القريب ، و إياك و مصادقة البخيل فإنه يقعد عنك أحوج ما تكون إليه ، و إياك و مصادقة الفاجر فإنه يبيعك بالتافه .
و أخرج ابن عساكر عن علي أنه أتاه يهودي فقال له : متى كان ربنا ؟ فتمعر وجه علي و قال : لم يكن فكان ، هو كان و لا كينونة ، كان بلا كيف ، كان ليس له قبل و لا غاية ، انقطعت الغايات دونه فهو غاية كل غاية ، فأسلم اليهودي .
و أما كلامه في تفسير القرآن فكثير ، و قد أخرج ابن سعد عن علي قال : و الله ما نزلت آية إلا و قد علمت فيم نزلت ، و أين نزلت ، و على من نزلت ، إن ربي وهب لي قلباً عقولاً ، و لساناً صادقاً ناطقاً .
مرة سيدنا علي قَدِمَ مكة من اليمن ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحجُّ بها حجَّة الوداع ، تعجل هو إلى لقاء النبي تاركاً جنوده الذين عادوا معه على مشارف مكة بعد أن أمَّر عليهم أحدهم ، بدا لهذا الأمير المستخلف أن يلبس الجند حللاً زاهيةً من تلك التي عادوا بها من اليمن ، كي يدخلوا مكة وهم في زينتهم ، يسرُّ منظرَهم الأعينُ ، وأمرَهم فأخرَجوا من أوعيتهم حللاً جديدة ارتدَوْها ، ثم استأنفوا سيرهم إلى مكة ، وعاد الإمام الجليل بعد لقاء النبي ليصحب جنده القادمين ، وعلى أبواب مكة رآهم في هذه الحلل ، وأسرع نحوهم ، وسأل أميرهم : ((ويلك ما هذا ؟ قال : لقد كسوتَ الجند ليتجمَّلوا إذا قدموا على إخوانهم في مكة ، وصاح به الإمام علي : ويلك انزعْ قبل أن تنتهي بهم إلى النبي الكريم)) ، فخلعوا حللهم جميعاً وكظموا في أنفسهم مرارةً من عليّ الورع الزاهد الأوَّاب ، ولما دخلوا مكة والتقوا بالنبي عليه الصلاة والسلام شكوه إليه ، وقصوا عليه نبأه معهم ، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ اشْتَكَى عَلِيًّا النَّاسُ قَالَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِينَا خَطِيبًا فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَشْكُوا عَلِيًّا فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَأُخَيْشِنٌ فِي ذَاتِ اللَّهِ أَوْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ *

(رواه أحمد)

أي أنه قدَّر فيه هذه الخشونة ، وقدَّر فيه حفاظه على هذه الغنائم التي غنموها.
وذات مرة نصحه أحدهم ، وقال : ((يا إمام خاِدعْهم فإن الحرب خدعة ، فقال : لا والله لا أبيع ديني بدنياهم أبداً)) ، وكان يقول في بعض أقواله : ((بئس النصر الذي يكون فيه المنتصر شراً من المنهزم)) .
قال أحد محللي سيرة عن سيدنا علي : ((لو شاء هذا الإمام الجليل لكان داهيةً لا يشقُّ له غبار ، فحدة ذكائه واتقاد بصيرته يعطيانه من الدهاء ما يريد ، ولكن تخلَّى عن كل مواهب الرجل الداهية ، وأحل مكانها مواهب الرجل الورع)) .

من أقوله وحكمه :

قال هذا الإمام الجليل : ((إذا أقبلت الدنيا على أحدٍ أعارته محاسن غيره ، وإذا أدبرت عنه ، سلبته محاسن نفسه)) .
قال : ((خالطوا الناس مخالطةً إن متم معها بكوا عليكم وإن عشتم حنوا إليكم)).
قال : ((إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكراً للقدرة عليه)) .
وقال : ((أقيلوا ذوي المروءات عثراتهم ، فما يعثر منهم عاثرٌ إلا ويد الله بيده يرفعه)) .
ويقول هذا الإمام الجليل : ((أفضل الزهد إخفاء الزهد)) .
قال : ((إذا كنت في إدبارٍ ، والموت في إقبالٍ ، فما أسرع الملتقى)) ،
قال : ((مَن أطال الأمل أساء العمل)) ،
وهذا حكم فقهي جليل قال: ((لا قربة بالنوافل إذا أضرت بالفرائض)) ،
واسمعوا لهذا التعليل قال : ((سيئةٌ تسوؤك خيرٌ عند الله من حسنةٍ تعجبك ))،
ولهذا الإمام الجليل قول مشهور وهو : ((والله والله مرتين ؛ لحفر بئرين بإبرتين ، وكنس أرض الحجاز في يومٍ عاصفٍ بريشتين ، ونقل بحرين زاخرين بمنخلين ، وغسل عبدين أسودين حتى يصيرا أبيضين ، أهون عليّ من طلب حاجةٍ من لئيمٍ لوفاء دين )) ،
وقال : ((لا تستحيِ من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه)) .
قال : ((إذا تم العقل قل الكلام)) .
له خطاب رائع يخاطِب به الدنيا ، فقال : ((يا دنيا يا دنيا إليك عني - أي ابتعدي عني-، ألي تعرضتِ ؟ أم إليَّ تشوفتِ ؟ لا حان حينك ، هيهات ، غُرِّي غيري ، لا حاجة لي فيكِ ، قد طلقتكِ ثلاثاً لا رجعة فيه ، عيشكِ قصير ، وخطوكِ يسير ، وأملكِ حقير ، آهِ من قلَّةِ الزادِ ، وطول الطريق ، وُبْعدِ السفر ، وعظيم المورد " .
ومن أروع ما قال هذا الإمام الجليل في القضاء والقدر عندما سأله أحدٌ : أكان مسيرنا إلى الشام بقضاءٍ من الله وقدر ؟ وبعد كلامٍ طويل قال : ((ويحك لعلك ظننت قضاءً لازماً ، وقدراً حاتماً ، لو كان ذلك كذلك لبطُل الثواب والعقاب ، وسقط الوعد والوعيد ، إن الله تعالى أمر عباده تخيراً ، ونهاهم تحذيراً ، وكلَّف يسيراً ، ولم يكلف عسيراً ، وأعطى على القليل كثيراً ، ولم يُعْصَ مغلوباً ، ولم يُطَعْ مكرهاً ، ولم يرسل الأنبياء لعباً ، ولم ينزل الكتاب للعبادِ عبثاً ، ولا خلق السماوات والأرض وما بينهما باطلاً ، ذلك ظنُّ الذين كفروا ، فويلٌ للذين كفروا من النار)) .
وكان سيدنا علي رضي الله عنه فَطِنًا ، فمرة أثنى عليه أحدُهم ، وكان منافقًا فقال له : ((أنا دون ما تقول ، وفوق ما في نفسك)) .
قال : ((مَن ترك قول لا أدري أصيبت مقاتله)) ،
قال : " من قال لا أدري فقد أفتى "
وقال هذا الإمام الجليل : ((عجبت لمن يقنط ومعه الاستغفار)) .
وقال : ((من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس ، ومن أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه ، ومن كان له من نفسه واعظٌ كان عليه من الله حافظ)) .
وقال هذا الإمام الجليل : ((إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرئف الحكم )) ،
يقول " من كرمت عليه نفسه هانت عليه شهواته " .
ويقول هذا الإمام الكبير : " زهدك في راغبٍ فيك نقصان حظ ٍ، ورغبتك في زاهدٍ فيك ذل نفسٍ " .
ويقول هذا الإمام الجليل : " الإيمان أنْ تُؤثِر الصدق حيث يضرُّك على الكذب حيث ينفعك، وألا يكون في حديثك فضلٌ على عملك ، وأن تتقي الله في حديث غيرك " .
قال : " قليلٌ مُداوَمٌ عليـه خيرٌ من كثيرٍ مملولٍ منه "
ويقول هذا الإمام الجليل : " الناس أعداءُ ما جهلوا "
ويقول هذا الإمام الجليل : " اذكروا انقطاع اللذات ، وبقاء التبعات " . أي الموت
ويقول سيدنا عليٌ كرم الله وجهه : " ما كان الله ليفتح على عبدٍ باب الشكر ويغلق عنه باب الزيادة ، وما كان ليفتح على عبدٍ باب الدعاءٍ ويغلق عنه باب الإجابة ، ولا ليفتح على عبدٍ باب التوبة ويغلق عنه باب المغفرة " .
وقال هذا الصحابي الجليل الإمام عليٌ كرم الله وجهه : " الزهد كلّه بين كلمتين من القرآن الكريم ، قال : لكي لا تأسوا على ما فاتكم ، ولا تفرحوا بما آتاكم " .
قال : " إن أعظم الحسرات يوم القيامة ، حسرة رجلٍ كسب مالاً في غير طاعة الله ، فورثه رجلٌ أنفقه في طاعة الله ، فدخل به الجنة ، ودخل الأول به النار " .
وهذا ما قاله الإمام عليٌ كرم الله وجهه : " إذا أملقتم،أي إذا افتقرتم فتاجروا بالصدقة " .
قال : " يا بني المال تنقصه النفقـة ، والعلم يزكوا على الإنفاق " ، " مات خزان المال وهم أحياء ، والعلماء باقون ما بقي الدهر ، أعيانهم مفقودة ، وأمثالهم في القلوب موجودة " .
ويقول هذا الإمام الجليل : " في تقلُّب الأحوال عُلِم جواهر الرجال " .
ويقول هذا الإمام الجليل : " عاتب أخاك بالإحسان إليه واردد شره بالإنعام عليه " .
قال الإمام على كرم الله وجهه : " لا تكن مِمَّن يرجو الآخرة بغير عمل ، ويرجِّي التوبة بطول الأمل " .
يا كميل احفظ عني ما أقول لك : الناس ثلاثة ؛ عالمٌ رباني ، ومتعلمٌ على سبيل نجاة ، وهمجٌ رعاع " .
قال : " هؤلاء الهمج الرعاع ، أتباع كل ناعق ، يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجؤوا إلى ركنٍ وثيق ، فاحذر يا كميل أن تكون منهم ، يا كميل ، العلم خيرٌ من المال، لأن العلم يحرسك ، وأنت تحرس المال ، والمال تنقصه النفقة ، والعلم يزكو على الإنفاق، وصنيع المال يزول بزواله " .
الخوارج
أعلن فريق من جند علي رفضهم للتحكيم بين علي و معاوية بعد أن اجبروا عليا -رضي الله عنه- على قبوله ، وخرجوا على طاعته ، فعرفوا لذلك باسم الخوارج ، وكان عددهم آنذاك حوالي اثني عشر ألفا ، حاربهم الخليفة وهزمهم في معركة (النهروان) عام 38 هجري ، وقضى على معظمهم ، ولكن تمكن بعضهم من النجاة والهرب ... وأصبحوا منذ ذلك الحين مصدر كثير من القلاقل في الدولة الاسلامية ...
استشهاده
لم يسلم الخليفة من شر هؤلاء الخوارج اذ اتفقوا فيما بينهم على قتل علي ومعاوية وعمرو بن العاص في ليلة واحدة ، ظنا منهم أن ذلك يحسم الخلاف ويوحد كلمة المسلمين على خليفة جديد ترتضيه كل الأمة ، وحددوا لذلك ثلاثة من بينهم لتنفيذ ما اتفقوا عليه ، ونجح عبد الرحمن بن ملجم فيما كلف به ، اذ تمكن من طعن علي -رضي الله عنه- بالسيف وهو خارج لصلاة الفجر من يوم الجمعة الثامن عشر من رمضان عام أربعين هجرية بينما أخفق الآخران...
وعندما هجم المسلمون على ابن ملجم ليقتلوه نهاهم علي قائلا ان أعش فأنا أولى بدمه قصاصا أو عفوا ، وان مت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين ، ولا تقتلوا بي سواه ، ان الله لا يحب المعتدين )...وحينما طلبوا منه أن يستخلف عليهم وهو في لحظاته الأخيرة قال لهم لا آمركم ولا أنهاكم ، أنتم بأموركم أبصر )... واختلف في مكان قبره...وباستشهاده -رضي الله عنه- انتهى عهد الخلفاء الراشدين...

تم والحمد لله ب العالمين
يتبع لاحقا بإذن الله أخوكم في الله قصي حمدان
 
:clap: :clap: :clap: :clap: :clap: :clap: :clap: :clap: :clap: :clap: :clap: :clap::clap::clap: :clap: :clap: :clap: :clap::clap: :clap: :clap:
والله الموضوع كبير جدا بس والله مفيد جدا
لا تبخلوا بالقراءه
شكرا اخي علي موضوعك
 
:clap: :clap: :clap: :clap: :clap: :clap: :clap: :clap: :clap: :clap: :clap: :clap::clap::clap: :clap: :clap: :clap: :clap::clap: :clap: :clap:
والله الموضوع كبير جدا بس والله مفيد جدا
لا تبخلوا بالقراءه

شكرا اخي علي موضوعك

بارك الله فيك
على فكرة يبدو أن الموضوع ( المبشرين بالجنة ) لم يعجب الناس فترى القراءات قليلة لذا سأختصر بشدة الباقي و سأكتفي بنقلهم من مرجع واحد
 
جزاك الله خيرا أخى قصى على هذا الموضوع فكم نحن بحاجة لمن يذكرنا بالصحابة و صفاتهم كى نمشى على دربهم.
 
بارك الله لك و جزاك الله بخير اعمالك و جعلها في ميزان حسناتك ......
 
كم أنت مبدع والله يا حبيبي يا د/ قصي
الموضوع والله أكثر من رائع
أه لو كنا كشباب 1/1000000000000
من سيدنا علي كرم الله وجهه
ما كان هذا حالنا
بارك الله فيك
وجزاك بهذا الموضوع خيرأ
 
اشكرك اخي العزيز د قصي حمدان على السلسلة الاكثر من رائعة جعله الله في ميزان حسناتك ووفقك للخير دائما وانار هذا المنتدى بمواضيع هادفة هذه فلك مني كل التحية والتقدير على المجهود الواضع دمت بكل خير
 
عودة
أعلى