بلاغة خروج الخبر عن مقتضى الظاهر

alighalel

مشرف منتدى اللغة العربية
طاقم الإدارة
خروج الخبر عن مقتضى الظاهر
ـ مقتضى الظاهر ان ياتى بدون توكيد لخالى الذهن ، ويؤكد للسائل المتردد ، ويؤكد بمؤكد واكثر للمنكر هذا مقتضى ظاهر الخبر.
وقد يجرى الخبر على خلاف مقتضى الظاهر لاعتبارات يلحظها المتكلم ومن ذلك ما ياتى:
1 ـ
تنزيل المخاطب خالى الذهن منزلة السائل المتردد اذا تقدم فى الكلام ما يشير الى حكم الخبر
من ذلك قولة تعالى " ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا انهم مغرقون "
فنوح جاهل بالحكم الخاص بالظالمين فكان الاولى ان يلقى الية الخبر خالى من التوكيد لكنة اكد والعلة فى ذلك انة لما نهى نوح " علية السلام " عن مخاطبة الله فى شان الظالمين دفعة ذلك الى التطلع عما يحدث لهم فأنزل منزلة السائل المتردد فأجيب " انهم مغرقون" بالتوكيد
ومن ذلك ايضا قولة تعالى " وما ابرئ نفسى ان النفس لامارة بالسوء "
فالمخاطب جاهل بالحكم " ان النفس لامارة بالسوء" فكان الاولى ان يلقى الية بدون توكيد ولكنة انزل المخاطب منزلة السائل المتردد وذلك راجع للحكم السابق للخبر وهو " وما ابرئ نفسى " حيث نسب الى النفس شئ غير محبوب فاصبح لدى المخاطب تطلع لمعرفة هذا الشئ فعومل معاملة السائل المتردد والقى الية الخبر مؤكدا .
2 ـ
ان يجعل غير المنكر كالمنكر لظهور امارات الانكار علية
من ذلك قولة تعالى " ثم انكم بعد ذلك لميتون "
فالمخاطبين غير منكرين لحكم الاية الشريفة ولكنهم عوملوا معاملة المنكرين لظهور علامات الانكار عليهم فعدم استعدادهم للموت بالعمل الصالح يعد من علامات الانكار فجاء الخبر مؤكدا بأكثر من مؤكد
ومن ذلك قول حجل ابن نضلة القيسى :
جاء شقيق عارض رمحة ... ان بنى عمك فيهم رماح
فشقيق هذا لا ينكر ان لدى بنى عمة رماح ولكنة عومل معاملة المنكر لظهور علامات الانكار علية وهى ظهورة عارض رمحة فى غير تهيؤ للقتال.
3 ـ
تنزيل المنكر منزلة غير المنكر لوجود دلائل وشواهد لو تاملها لارتدع عن انكارة
من ذلك قولة تعالى يخاطب منكرى الوهيتة " والهكم الة واحد "
حيث القى الى المنكرين الخبر بدون توكيد ووجة ذلك ان لديهم من الحجج الساطعة والدلائل القاطعة ما ان تأملوة لاهتدوا واعترفوا بوحدانيتة تعالى فلم يضع وزنا لانكارهم ولم يعتد بة فى توجية الخطاب اليهم.
 
حياك الله احى العزيز
موضوع مهم فعلا
 
عودة
أعلى