الغيرة

mohamadamin

حكيم المنتدى
إن الغيرة خلق كريم جبل عليه الإنسان السوي الذي كرمه ربه وفضله، وقد أعلى ديننا الحيف قدرها وأشاد بذكرها ، ورفع شأنها حتى عند الدفاع عن العرض والغيرة على الحريم جهادا يبذل من أجله الدم ، ويضحى في سبيله بالنفس ، ويجازى فاعله بدرجة الشهيد في الجنة. فعن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد(صححه الألباني)
والغيرة هى تغير القلب وهيجان الغضب بسبب الإحساس بمشاركة الغير فيما هو حق الإنسان ، و أشد ما يكون ذلك بين الزوجين ، وهذه الغريزة يشترك فيها الرجال والنساء بل قد تكون في النساء أكثر و أشد.
و تتأجج أكثر إذا أحست المرأة بخيانة زوجها أو بتطلعه للأخريات ، وقد تثور تلك الغيرة عند الرجال إذا شك في سلوك زوجته أو أحس بتطلعها إلى غيره
الغيرة في موطنها والاعتدال فيها بالنسبة للرجال و النساء من جملة الأمور المحمودة ، والمعاشرة بالمعروف تقتضي ذلك ، ويجب على كل طرف أن يقدر غيرة صاحبه عليه ، وما من أمر إلا و له طرفان ووسط ، ثبت عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال :" إن من الغيرة ما يحب الله و منها ما يبغض الله و إن من الخيلاء ما يحب الله و منها ما يبغض الله فأما الغيرة التي يحبها الله فالغيرة في الريبة و أما الغيرة التي يبغض الله فالغيرة في غير الريبة (رواه أحمد وغيره وحسنه الألباني)يقصد ان الغيرة المحمودة التى تكون من غير شك,
والغيرة في موضعها مظهر من مظاهر الرجولة الحقيقية ، و فيها صيانة للأعراض ، و حفظ للحرمات ، و تعظيم لشعائر الله و حفظ لحدوده ، و هي مؤشر على قوة الإيمان و رسوخه في القلب ، و لذلك لا عجب أن ينتشر التحلل و التبرج و التهتك و الفجور في أنحاء العالم الغربي وما يشابهه من المجتمعات؛ لضعف معاني الغيرة أو فقدانها .
وإذا زادت الغيرة عن حدها كانت نقمة على الشخص و على من حوله ، فكثيرا ما يسمى جرائم العرض و الشرف قد ترتكب بسبب الشائعات ، مما يترتب عليه إزهاق الأرواح في بعض الأحيان دون وجه حق و دون تثبت بسبب الغيرة القاتلة ، و هذا مشاهد في الكثير من البقاع .
وبعض الأزواج مريض بمرض الشك المر الذي يحيل الحياة الزوجية إلى نكد لا يطاق وقد : " نهى النبي - صلي الله عليه وسلم - أن يطرق الرجل أهله ليلا ً يتخونهم ويطلب عثراتهم". رواه مسلم.
فلا يصح أن يسيء الرجل الظن بزوجه، وليس له أن يسرف في تقصي كل حركاتها وسكناتها ؛ فإن ذلك يفسد العلاقة الزوجية ويقطع ما أمر الله به أن يوصل
وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : لا تكثر الغيرة على أهلك فترامى بالسوء من أجلك .
وفي ذلك يقول النبي صلي الله عليه وسلم: " إن الله يغار و المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله ". رواه البخاري.
فإذا انتهكت النساء ما حرم الله وجبت الغيرة وكانت محمودة ، وترك تلك الغيرة مذموم بل يمنع صاحبه من دخول الجنة كما جاء عن عمار بن ياسر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدا : الديوث والرجلة من النساء ومدمن الخمر". قالوا يا رسول الله: أما مدمن الخمر فقد عرفناه ، فما الديوث ؟ قال: " الذي لا يبالي من دخل على أهله ".
قلنا: فما الرجلة من النساء؟ قال : " التي تشبه بالرجال ".
وكما يغار الرجل على أهله ينبغي عليه أن يقدر غيرتها عليه ، فلا يصح أن يبدي إعجابه بالنساء فضلاً عن حكاية المغامرات النسائية سواء قبل الزواج أوبعده ؛ فهذا مما لا يُفتخر به بل ينبغي إخفاؤه والتوبة منه وستره.
وعلى المرأة أن تكبح جماح نفسها ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً و إلا فما أشد غيرة النساء . يقول الإمام ابن القيم – رحمه الله – في تفسير قوله تعالى: ( ولهم فيها أزواج مطهرة ) [ البقرة: 25 ] أي: طهرن من الحيض و البول وكل أذى يكون في نساء الدنيا ، وطهرت بواطنهن من الغيرة وأذى الأزواج وإرادة غيرهم
قال سعد بن عبادة - رضي الله عنه -: " لو رأيت رجلا ً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغير منه، و الله أغير مني ".( رواه البخاري ومسلم).
هذا هو الشرع يامسلمين فاين انت ايها الرجل من غيرتك على زوجتك وقد أذنت لها بالسفر وحدها, والخروج وحدها, وعدم مرافقتها ولا حتى السؤال عنها.
والغريب ان بعض الرجال يغارون على اخواتهن أكثر من زوجاتهن فلماذا؟
انتبه ايها الزوج كل ما تتعرض له المرأة المسلمة من التحرش في الشارع او الاسواق بالكلام او غير ذلك سببه انت ايها الزوج وسيحاسبك الله عز وجل على تقصيرك في غيرتك على زوجتك فقد حرم الله عليها الخروج بدون اذنك والسفر بغير محرم فلماذا تركتها تتعرض للإيذاء
ولتعلم ايها الرجل ان زوجتك اذا تعرضت لأى ايذاء نتيجة خروجها وحدها تخجل, ان تحكى لك لأنك كالعادة ستتهمها انها المقصرة ,وان ما يطمع فيها احد الا اذا راي منها شيء , وغير ذلك من الكلام الذى تبرئ به نفسك, لذا كثيرا من النساء حينما تتعرض لذك تكتفى ان تبكى وتكتم المها وتئن في صمت لأنك تركتها وحدها وسيحاسبك الله على هذه الأمانةالتي تقصر في حفظها,
بعض الرجال يسمح لزوجته ان تخرج بلا نقاب وتخرج من البيت وهى في قمة زينتها ويتباهى بها امام اصدقائه,( ياالله )هو لا يدرى الذنوب التى يرتكبها, وكثيرا ما نقرأ عن علاقة المرأة بصديق زوجها خاصة اذا كان الوازع الديني عندها ضعيف وانت ايها الرجل من فتحت باب الشيطان (هذا فلعنة الله على كل رجل يسمح لزوجته ان تخرج من بيتها متبرجة,)
بعض الرجال يضع في رأسه ان زوجته ليست جميله لن يتحرش بها احد ,وهو لا يعلم ان الذئاب ا لبشريةلا تنظر غالبا الى الجمال ,ولكن تنظر الى الانثى على انها انثى ,وايضا خلق الله في كل امرأة جمال لا توجد امرأة ليست جميلة فاتق الله ايها الرجل ,
هل تعلم ايها الرجل ان من اسباب حرمة لحم الخنزير انه لا يغارفحرمه الله حتى لا يتطبع من يأكل لحومه بطباعه القذرة,
اتق الله ايها الزوج حافظ على زوجتك أأمرها بالتستر الذى امر الله به فانت المسؤول عنها فقد قال صلى الله عليه وسلم (الرجل راع ومسئوول عن رعيته)
امتثل امر الله فلا تأذن بخروجها وحدها ,ولا تأذن لها بالسفر بدون محرم ,حافظ على عرضك فهي (سيرة المسلمات )
لا تأذن لا خوك او احد اقاربك بدخول بيتك بدون اذن ,اتق الله في نفسك وفى زوجتك وبناتك قال تعالى (واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله)
 
عودة
أعلى