اسلوب التشابه والاختلاف عند الناس.

mohamadamin

حكيم المنتدى
اسلوب التشابه والاختلاف عند الناس.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لو تأملت فيمن حولك لوجدتهم ما بين شخص يحب ثبات الأمور وعدم

تغييرها و{خر يفضل التجديد والتغيير المستمر لمجرد التغيير


وإذا نظرت لكبار السن لوجدت أن أكثرهم يفضلون الهدوء وعدم حصول تغييرات سريعة ويفضلون تكرار نفس

الاعمال التي تعودوا عليها وهذا هو الأسلوب الأول ( التشابه ) أما محبي التغيير فيمكننا أن نطلق على

أسلوبهم أسلوب (الاختلاف او الفروقات)


ونجد هنا مستويات أخرى ما بين التشابه والاختلاف لنحص من خلالها على اربعة أساليب تحدد العلاقة بين

الأمور . فهناك كما ذكرنا أسلوبين التشابه والاختلاف وبينهما أسلوبين ( تشابه مع استثناء واختلاف مع

استثناء ) ولكل أسلوب صفات تميزه كما سنفصل لاحقاً .


إنني أرى بأن التغيير مطلب ضروري لكل ذي همة فلا يمكنك أن تبدع أو تنجز أو تحقق المزيد دون إجراء تغيير

في حياتك مع تيقننا بأن هناك ثوابت لا يمسها التغيير اطلاقاً



أسلوب التشابه


يحبون الثبات على جميع المستويات.


فهم يفضلون العيش في نفس المنزل مع نفس الأشخاص والأصدقاء ويشترون نفس الأدوات إذا تعطلت.

حيث يشتري نفس الماركة ونفس الموديل . لأنه لا يرى بأن ذلك أنسب اختيار.

ويتوقعون أن يصبح كل من حولهم وخاصةً أبناءهم مثلهم .


لا يرغبون أن يخرجوا عن إطارهم حتى ولو كان للأفضل (في بعض الحالات) ليس لأنهم لا يحبونهم .

بل لأنهم يخشون عليهم من خطر التغيير .

وكأني بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه . ينصح أصحاب هذا الأسلوب عندما قال ( لا تقسروا أولادكم على

آدابكم . فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم )


ويعاني أصحاب هذا الأسلوب في الأزمات والمشكلات وقد لا يتحملونها بسب التغييرات التي تحدث لا بسبب

المشكلة ذاتها ففكرة التغيير تضايقهم وتعكر مزاجهم


هم أشخاص يلاحظون أوجه التشابه ويركزون عليها . فإذا أتيت لتستشيره في سيارةترغب في شرائها فإنه

وبشكل لا شعوري سيقوم بقياس أوجه التشابه بين ما يفضله في سيارته وبين السيارة المعروضة عليه

وبين المشكلات التي لديه وما يمكن أن يقع منها في سيارتك


يحرصون على عدم الخروج عن الإطار العام وأن ينضموا لأراء الجماعة وعدم المخالفة


وهذا يجعلهم أكثر تضحية من غيرهم فقد يتخلون عن آرائهم تبعاً للجماعة التي معهم


فهم يرون أن الموت مع الجماعة رحمة


يتميزون بأنهم مستقرون في علاقاتهم وثابتون في وظائفهم


فهم كما ذكرنا يخشون المخاطرة ويفضلون البقاء على نفس الحال


وإذا رغبوا في إحداث تغييرات فإنهم يقومون بها بشكل متدرج وهادئ حتى يتعودوا عليها


تجد أصدقاءه معه منذ سنوات طويلة . وتجده يلبس بنفس الأسلوب بشكل مستمر وتجده يمارس نفس

الهوايات . ويغلب عليهم أن يتموا ما لا يقل عن عشر سنوات في نفس الوظيفة


وقد يصل الأمر إلى خمس وعشرون عاماً دون أن يفكروا في التغيير


فالأمور تسير بشكل جيد على حد قولهم فلماذا التغيير


وهذا يدعونا للقول بأنهم لا يشعرون بالملل من الروتين


هم يخشون المغامرة ويستغربون من أصحابها ويرون أنها عبث غير مبرر


بل هو حمق يجب أن يحاسبوا عليه


ويعيب صاحب هذا الأسلوب بأنه قد يلاحظ الفروقات ولا يدركها فهو يركز على التشابه فقط ،


فإذا قارن بين أمرين فإنه يبحث الأفضلية أو القصور من حيث الأمور المتشابهة لكنه لا يدرك الفروقات ،


كما أنه ينظر للصفات المشتركة بالأمرين ويقارنها ببعضها البعض


صاحب هذا الأسلوب يركز على كلمات وعبارات تهدف إلى التشابه وتوضح

بجلاء اهتمامه بهذا الأسلوب مثل :


نفس / مثل / عموماً / تقريباً ) وهى كلمات نستدل من خلالها على أنه شخص تشابهي



أسلوب الاختلاف ( الفروقات ) :


عندما يميل الشخص إلى أسلوب الاختلاف فإنه يمتاز بصفات عديدة ومنها


1- يظهر تصرفات مخالفة للجميع بقصد الاختلاف والتميز عن الآخرين . وقد ينزعج إذا شعر بأن رأيه مثل رأي

البقية . فيبدأ بطرح أفكار وأراء مختلفة وهدفه الرئيسي التميز والاختلاف . وقد يفعل أشياء يستهجنها

المجتمع أو من حوله محاولاً إظهار التميز والاختلاف . لتجده يلبس ألوان غريبة أو يظهر بشكل يكسر به بعض

القواعد الاجتماعية وهو بهذا مخالف تماماً لصاحب الأسلوب التشابهي الذي يحرص على الانخراط ضمن

الجماعة وعدم مخالفتها.


2- يرى صاحب هذا الأسلوب الأمور من زاوية مختلفة . لهذا تجده كثير الانتقاد والجدل وقد يحرص على الإدلاء

برأي مختلف بغض النظر عن صحة ذلك الرأي من خطئه إلا أن الاختلاف هو الهدف


3- يمقت الروتين ويكره التكرار . وهذا يدفعه إلى كثير من التغييرات في حياته سواء على مستوى الوظيفة أو

المنزل أو الأثاث والممتلكات كما يفضلون الانتقال من منزل لآخر . ويغيرون متعلقاتهم الشخصية بشكل

مستمر . ولهذا فإنك تجد صعوبة في الاستمرار في صداقتهم وإذا تذكرت شخصاً يميل إلى تغيير المجموعة

التي يصاحبها من فترة إلى أخرى فأعلم بأنه شخص فروقي ويكمن السر في ذلك إلى الرغبة في التجديد

والملل من المجموعة السابقة . وإن كان قد مر عليك صديق وهجرك دون سبب واضح وانتقل لأصدقاء آخرين

فقد يكون سبب تصرفه قد اتضح الآن والشخص المتطرف ضمن هذا الأسلوب قد يلجأ للطلاق من أجل التعيير

فقط . خاصةً إذا كانت الزوجة لا تحب التجديد في حياتها ولا في أسلوب زينتها ، بحيث يشعر بأنها لم تتغير

منذ أن عرفها . وهو يرغب في تجديد كبير في حياته


4- يحب المغامرة والتجارب الجديدة والمثيرة . ويفضل الأعمال التي تحمل وتيرة التطوير والتجديد المستمر ،

وإذا هدأت الأمور فإنه يقرر إجراء تغييرات في حياته تحرك تلك المياه الراكدة



سلبيات يفترض تجنبها


يعيب صاخب هذا الأسلوب أثارته للمشكلات خاصةً إذا شعر بجو من الهدوء .


فهوا يفضل الأحداث المتجددة ويمقت الهدوء والسكون ، ولهذا فقد يفتعل مشكلة من أجل اضفاء بعض

التغيير على الجو الذي يعيشه .


كما أنه قد يشعر بأنه غير مرغوب فيه من قبل الآخرين . وذلك بسبب طريقته المخالفة للآخرين


ويجب أن نعلم بأن سبب ذلك يتصل بالطريقة التي يعبر بها عن آرائه فهوا دائم الاختلاف كثير الاعتراض يحاول

دائماً أن يقول رأيه بطريقة واسلوب مختلف مما يشعر الآخرين بغطرسته أو على الأقل بأنه شخص يحاول

معارضتهم دون سبب


وعلى صاحب هذا الأسلوب تجنب مثل هذه السلوكيات.
 
عودة
أعلى