أوزان المزيد فيه على الثلاثي بحرفين
قد علمتَ أن الفعل المزيد فيه على الثلاثي ثلاثة أنواع :
ـ ما زيد فيه حرف واحد
ـ وما زيد فيه حرفان
ـ وما زيد فيه ثلاثة أحرف
وقد مضى بيان النوع الأول فلنتبعه بالنوع الثاني.
والمزيد فيه حرفان خمسة أوزان هي:
1- ( اِنْفَعَلَ يَنْفَعِلُ )
بزيادة همزة الوصل في أوله، والنون بعدها مثل: اِنْكَسَرَ أصله كَسَرَ، ومثل: اِنْفَطَرَ، وانْفَتَحَ.
وهذا الوزن يكون معناه واحد وهو الـمُطاوَعَةُ.
والمطاوعة هي: قبولُ الفاعلِ أثرَ فعلٍ وقعَ عليهِ.
مثل: كسرتُ الزجاجَ فانكسرَ أي قبل الزجاجُ أثر الكسر عليه واستجاب للضربة التي وجهتها له.
ومثل: فَتَحْتُ البابَ فانفتحَ البابُ أي قبل الباب فتحي له وطاوعني.
واعلم أن انفعل لا يكون إلا لازما فلا يأخذ مفعولا به.
مثال: قال الله تعالى: ( وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ) انفجر على وزن انفعل ومعناه المطاوعة فقد ضرب موسى عليه السلام الحجر فطاوع الحجر الضرب عليه واستجاب وانفجرت العيون.
2- ( اِفْتَعَلَ يَفْتَعِلُ )
بزيادة همزة الوصل في أوله والتاء بين الفاء والعين مثل: اِجْتَمَعَ والأصل جَمَعَ، ومثل: اِقْتَطَعَ.
وهذا الوزن يأتي للمطاوعة غالبا
مثل: جمعتُ الأغنامَ من المرعى فاجتمعتْ أي قبلت الاجتماع وطاوعتني.
ومثل: مزجتُ الشرابَ فامتزجَ أي قبل واستجاب، ومثل عدَّلْتُ الرمحَ فاعتدلَ.
مثال قال الله تعالى: ( وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ) يَرْتَدِدْ على وزن يفتعل أصله رَدَدَ، ومعناه هنا المطاوعة وذلك أن الكفار كانوا يريدون من المسلمين أن يرجعوا عن دينهم ويسعون في ذلك بشتى الطرق فالمعنى أن من يستجيب منكم لتأثير الكفار ويقبل الردة ويطاوعهم فيها ثم يمت وهو كافر فهو خالد في النار وقد خسر الدنيا والآخرة.
قال العلامة ابن عاشور رحمه الله في تفسيره: ( وَجِيءَ بِصِيغَةِ يَرْتَدِدْ وَهِيَ صِيغَةُ مُطَاوَعَةٍ إِشَارَةً إِلَى أَنَّ رُجُوعَهُمْ عَنِ الْإِسْلَامِ - إِنْ قُدِّرَ حُصُولُهُ- لَا يَكُونُ إِلَّا عَنْ مُحَاوَلَةٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَإِنَّ مَنْ ذَاقَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ لَا يَسْهُلُ عَلَيْهِ رُجُوعُهُ عَنْهُ وَمَنْ عَرَفَ الْحَقَّ لَا يَرْجِعُ عَنْهُ إِلَّا بِعَنَاءٍ ). اهـ ج2 ص 332 ط الدار التونسية للنشر.
ومثل: مزجتُ الشرابَ فامتزجَ أي قبل واستجاب، ومثل عدَّلْتُ الرمحَ فاعتدلَ.
مثال قال الله تعالى: ( وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ) يَرْتَدِدْ على وزن يفتعل أصله رَدَدَ، ومعناه هنا المطاوعة وذلك أن الكفار كانوا يريدون من المسلمين أن يرجعوا عن دينهم ويسعون في ذلك بشتى الطرق فالمعنى أن من يستجيب منكم لتأثير الكفار ويقبل الردة ويطاوعهم فيها ثم يمت وهو كافر فهو خالد في النار وقد خسر الدنيا والآخرة.
قال العلامة ابن عاشور رحمه الله في تفسيره: ( وَجِيءَ بِصِيغَةِ يَرْتَدِدْ وَهِيَ صِيغَةُ مُطَاوَعَةٍ إِشَارَةً إِلَى أَنَّ رُجُوعَهُمْ عَنِ الْإِسْلَامِ - إِنْ قُدِّرَ حُصُولُهُ- لَا يَكُونُ إِلَّا عَنْ مُحَاوَلَةٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَإِنَّ مَنْ ذَاقَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ لَا يَسْهُلُ عَلَيْهِ رُجُوعُهُ عَنْهُ وَمَنْ عَرَفَ الْحَقَّ لَا يَرْجِعُ عَنْهُ إِلَّا بِعَنَاءٍ ). اهـ ج2 ص 332 ط الدار التونسية للنشر.
3- ( اِفْعَلَّ يَفْعَلُّ )
بزيادة همزة الوصل في أوله وحرف من مثل لام الفعل مثل: اِحْمَرَّ أصله حَمِرَ فزيدت همزة الوصل، وزيدت راء ثم أدغمت الراءان، ومثل اِصْفَرَّ، واعْوَّرَ.
وهذا الوزن يأتي للمبالغة في الألوان والعيوب.
مثل: حَمِرَ الوجهُ أي اتصف بالحمرة، فإذا قلتَ اِحْمَرَّ الوجه فقد ازدادت حمرته.
ومثل: حَوِلَت العينُ، أي أصابها الحول، فإذا قلتَ اِحْوَّلْتِ العينُ دل على المبالغة في الحول، ومثل عَوِجَ العودُ واعْوَّجَ، ولا يأتي هذا الباب إلا لازما.
مثال: قال الله تعالى: ( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللَّهِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ) تَبْيَضُّ وتَسْوَّدُ على وزن تَفْعَّلُ مضارع اِفْعَلَّ، واسْوَدَّ وابْيَضَّ على وزن افْعَلَّ والمعنى في ذلك هو قوة سواد وجوه الكفار، وقوة بياض وجوه المؤمنين يوم القيامة، فالمراد هنا المبالغة في الألوان.
مثل: حَمِرَ الوجهُ أي اتصف بالحمرة، فإذا قلتَ اِحْمَرَّ الوجه فقد ازدادت حمرته.
ومثل: حَوِلَت العينُ، أي أصابها الحول، فإذا قلتَ اِحْوَّلْتِ العينُ دل على المبالغة في الحول، ومثل عَوِجَ العودُ واعْوَّجَ، ولا يأتي هذا الباب إلا لازما.
مثال: قال الله تعالى: ( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللَّهِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ) تَبْيَضُّ وتَسْوَّدُ على وزن تَفْعَّلُ مضارع اِفْعَلَّ، واسْوَدَّ وابْيَضَّ على وزن افْعَلَّ والمعنى في ذلك هو قوة سواد وجوه الكفار، وقوة بياض وجوه المؤمنين يوم القيامة، فالمراد هنا المبالغة في الألوان.
4- ( تَفَعَّلَ يَتَفَعَّلُ )
بزيادة التاء في أوله، وحرف من مثل عين الفعل مثل: تَجَرَّعَ أصله جَرعَ فزيدت التاء في أوله وراء ثم أدغمت الراءان، ومثل تَعَّلَمَّ، وتّأَدَّبَ، وتَجَهَّزَ.
وهذا الوزن يأتي للتكلف غالباً.
والتكلف هو: أن يعاني الفاعل الفعلَ ليحصل له بعد معاناة ومشقة، مثل: تَشَجَّعَ زيدٌ أي هو سعى لتحصل له الشجاعة لا أن الشجاعة طبيعة له فهي لا تتأتى له بسهولة وانقياد.
ومثل: تعَلَّمَ زيدٌ التلاوةَ، أي هو علمها بسعي ومعاناة شيئا فشيئا إلى أن استقامت له ومثل تَصَبَّرَ وتَحَلَّم، وتَكَرَّمَ.
مثال: قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ) تَفَسَّحَ على وزن تَفَعَّل ومعناه هو التكلف فبسبب شدة الزحام يسعى ويتكلف الجالس في تحصيل فسحة ومجال ليجلس غيره.
قال العلامة ابن عاشور رحمه الله في تفسيره: (وَمَادَّةُ التَّفَعُّلِ هُنَا لِلتَّكَلُّفِ، أَيْ يُكَلَّفُ أَنْ يَجْعَلَ فُسْحَةً فِي الْمَكَانِ وَذَلِكَ بِمُضَايَقَةٍ مَعَ الجلّاس ). اهـ ج 28 ص 37.
والتكلف هو: أن يعاني الفاعل الفعلَ ليحصل له بعد معاناة ومشقة، مثل: تَشَجَّعَ زيدٌ أي هو سعى لتحصل له الشجاعة لا أن الشجاعة طبيعة له فهي لا تتأتى له بسهولة وانقياد.
ومثل: تعَلَّمَ زيدٌ التلاوةَ، أي هو علمها بسعي ومعاناة شيئا فشيئا إلى أن استقامت له ومثل تَصَبَّرَ وتَحَلَّم، وتَكَرَّمَ.
مثال: قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ) تَفَسَّحَ على وزن تَفَعَّل ومعناه هو التكلف فبسبب شدة الزحام يسعى ويتكلف الجالس في تحصيل فسحة ومجال ليجلس غيره.
قال العلامة ابن عاشور رحمه الله في تفسيره: (وَمَادَّةُ التَّفَعُّلِ هُنَا لِلتَّكَلُّفِ، أَيْ يُكَلَّفُ أَنْ يَجْعَلَ فُسْحَةً فِي الْمَكَانِ وَذَلِكَ بِمُضَايَقَةٍ مَعَ الجلّاس ). اهـ ج 28 ص 37.
5- (تَفَاعَلَ يَتَفَاعَلُ )
بزيادة التاء في أوله والألف بين الفاء والعين مثل: تَقَاتَلَ أصله قَتَلَ، ومثل: تَكَاسَلَ، وتَصَالحَ
وهذا الوزن يأتي للتشارك غالباً.
مثل: تَقَاتَلَ زيدٌ وعمروٌ أي اشتركا في القتال، ومثله تضاربا وتصالحا.
مثال: قال الله تعالى: ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ ) تنازع على وزن تفاعل للدلالة على التشارك في النزاع والاختلاف.
فتلخص أن المزيد فيه حرفان خمسة أبواب: ( اِنْفَعَلَ يَنْفَعِلُ ) وهو للمطاوعة، ( اِفْتَعَلَ يَفْتَعِلُ ) وهو للمطاوعة أيضا غالبا، ( اِفْعَلَّ يَفْعَلُّ ) وهو للمبالغة في الألوان والعيوب، ( تَفَعَّلَ يَتَفَعَّلُ ) وهو للتكلف غالبا، (تَفَاعَلَ يَتَفَاعَلُ ) وهو للتشارك غالباً.
مثال: قال الله تعالى: ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ ) تنازع على وزن تفاعل للدلالة على التشارك في النزاع والاختلاف.
فتلخص أن المزيد فيه حرفان خمسة أبواب: ( اِنْفَعَلَ يَنْفَعِلُ ) وهو للمطاوعة، ( اِفْتَعَلَ يَفْتَعِلُ ) وهو للمطاوعة أيضا غالبا، ( اِفْعَلَّ يَفْعَلُّ ) وهو للمبالغة في الألوان والعيوب، ( تَفَعَّلَ يَتَفَعَّلُ ) وهو للتكلف غالبا، (تَفَاعَلَ يَتَفَاعَلُ ) وهو للتشارك غالباً.
انتهى
نرحب باى استفتسار او تصحيح او اعجاب او رد