منبع القوة

منبع القوة



أنجب أحد الملوك توأمين، ولم يستطع أن يحدد أيهما وُلد قبل الآخر ليكون خليفته على العرش، ولما كبرا، لم يختلف أحد على ذكائهما وجاذبية شخصيتهما وقوة بنيانهما، فاستدعاهما الملك ذات يوم وحدثهما قائلاً: "يا ولديّ، سيأتي اليوم الذي يجلس فيه أحدكما على العرش ويحكم شعبًا وأمة بأكملها كبيرًا. يجب أن تعلما أن أعباء الحُكم ثقيلة، وقد قررت أن اختبركما لأرى أيكما قادر على حملها. سأرسلكما معًا إلى ركن ناءٍ من المملكة، حيث سيعطيكما مستشاري عبئًا شديد الثقل، وسأورث عرشي لمن سيعود حاملاً عبئه على كتفيه كما يفعل الملوك."

انطلق الأميران معًا في منافسة ودية، ولكنهما سرعان ما صادفا في طريقهما امرأة مسنة تعاني وطأة عبء أثقل مما يستطيع جسدها الهزيل حمله، فاقترح أحد الأميرين التوقف لمساعدتها، ولكن الآخر اعترض قائلاً: "لدينا أعباء في انتظارنا ولا تنقصنا أية أعباء إضافية، فهيا نسرع." ثم انطلق المعترض في طريقه وحده بينما بقي الآخر ليساعد العجوز، وعلى مدار رحلته الطويلة كان يلاقي آخرين يحتاجون إليه، لدرجة أن مساعدته لرجل ضرير اضطرته أن يخرج عن مسار رحلته تمامًا، .

وأخيرًا وصل إلى المستشار الذي أعطاه عبئه، ليبدأ رحلة العودة إلى القصر الملكي، ولكنه عندما وصل قابله أخوه عند البوابة وقال له: "لا أفهم تصرفك. لقد وجدتُ حملي ثقيلاً جدًا. فمن أين أتتك القوة لتحمله بعد ما حملته من أعباء الآخرين؟" فأجابه ملك المستقبل: "عندما ساعدتُ الآخرين على حمل أعبائهم، لم يعد حملي ثقيلاً."
 
عودة
أعلى