الصرف اوزان المزيد فية على الثلاثة بحرف واحد .

alighalel

مشرف منتدى اللغة العربية
طاقم الإدارة
أوزان المزيد فيه على الثلاثي بحرف واحد


قد علمتَ أن الفعل المجرد نوعان:
ـ مجرد ثلاثي وله ستة أوزان
ـ ومجرد رباعي وله وزن واحد.
والمزيد فيه نوعان:
ـ مزيد فيه على الثلاثي.
ـ ومزيد فيه على الرباعي.
والمزيد فيه على الثلاثي
ـ تارة تكون الزيادة فيه حرفا واحداً
ـ وتارة تكون حرفين.
ـ وتارة تكون ثلاثة أحرف.
ولا تزيد عن ذلك لأن أقصى عدد يصله الفعل هو ستة أحرف.
والمزيد فيه على الثلاثي بحرف واحد له ثلاثة أوزان هي:

1- ( أَفْعَلَ يُفْعِلُ )
بزيادة الهمزة في أوله مثل: أَخْرَجَ والأصل خَرَجَ، ومثل أَكْرَمَ، وأَحْسَنَ، وأَعْلَمَ.

وهذا الوزن معناه أكثر ما يكون هو للتعدية.
والتعدية هي: جعل الفعل اللازم متعديا.
مثل: خَرَجَ زيدٌ، فالفعل خَرَجَ لازم، فإذا أدخلنا عليه الهمزة صار متعدياً يقال: أَخْرَجَ بكرٌ زيداً أي جعله خارجا.
ومثل: جَلَسَ زيدٌ، فإذا جعلناه على وزن أفعل صار متعديا يقال: أجلسَ بكرٌ زيداً، أي جعله جالساً.
ومثل: ذَهَبَ زيدٌ، فإذا جعلناه على صيغة أفعل صار متعديا يقال: أَذْهَبَ بكرٌ زيداً، أي جعله ذاهباً.

فإذا كان الفعل في الأصل متعديا ودخلت عليه الهمزة أعطته مفعولا به زائداً، مثل: فَهِمَ زيدٌ المسألةَ، ففهمَ فعل متعد يأخذ مفعولا به واحدا، فإذا قلنا: أَفْهَمَ بكرٌ زيداً المسألةَ أي جعله فاهما لها صار متعديا لاثنين.
مثال: قال الله تعالى: (وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) أَدْخَلَ على وزن أفعل ومعناه هنا التعدية أي جعلناه داخلاً في رحمتنا، وكان الفعل في أصله المجرد لازما( دَخَلَ ) فلما دخلت عليه الهمزة صيرته للتعدية.

وإذا رأيت فعلا مضارعا على أربعة أحرف ورأيت حرف المضارعة منه مضموما فهذا يدل على أن ماضيه هو ( أَفْعَلَ )
وإذا رأيت حرف المضارعة منه مفتوحا فهذا يدل على أن ماضيه ثلاثي مجرد.
مثل: ( يَذْهَبُ- يُذْهِبُ ) فكلاهما على أربعة أحرف ولكن الأول مضارع لـ ذَهَبَ، والثاني مضارع لـ أَذْهَبَ بدليل الفتحة والضمة.
ومثل: ( يَعْمَلُ- يُعْمِلُ ) فالأول مضارع عَمَلَ، والثاني مضارع أَعْمَلَ لأنه مضارعه مضموم فافهم.
2- (فَعَّلَ يُفَعِّلُ )
بزيادة حرف من مثل العين نحو كَسَّرَ والأصل كَسَرَ فزدنا سينا، ومثل: قَطَّعَ، ومَزَّقَ، وفَتَّحَ.
وأمثلة هذا الوزن أكثر ما تأتي للتكثير
تقول: قَطَعَ زيدٌ الحبلَ فلا يفيد سوى حصول القطع فإذا قلتَ: قطَّعَ زيدٌ الحبلَ دلَّ على كثرة التقطيع فالحبل صار أوصالا، وتقول، كَسَرَ زيدٌ البابَ، فإذا قلتَ كَسَّرَ زيدٌ البابَ دل على كثرة التكسير.
مثال: قال الله تعالى: ( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ ) غَلَّقَ على وزن فَعَّلَ وهو يفيد التكثير أي أغلقت أبوابا كثيرة، ففرق بين غَلَقَ وغَلَّقَ.
وقد تأتي ( فَعَّل ) للتعدية لا للتكثير
وذلك إذا كان الفعل قبل التضعيف لازما ثم صار متعديا بالتضعيف.
مثل: فَرِحَ زيدٌ، وفَرَّحتُ زيداً أي جعلته فَرِحاً، وخَرَجَ زيدٌ وخَرَّجْتُهُ أي جعلته خارجاً.
وكذلك إذا كان الفعل متعديا فزاد مفعولا به بالتضعيف، مثل: فَهِمَ زيدٌ المسألةَ، وفَهَّمْتُ زيداً المسألةَ، أي جعلته فاهما لها ففَهَّمَ هنا للتعدية.
3- ( فَاعَلَ يُفَاعِلُ )
بزيادة الألف بين الفاء والعين مثل: قَاتَلَ، والأصل قَتَلَ، ومثل: ضَارَبَ، ونَازَلَ، وصَالَحَ.

وهذا الوزن يأتي للدلالة على المشاركة
تقول: قَتَلَ زيدٌ عمراً، فيدل على أن الفاعل فعل القتل في عمرو، فإذا قلتَ قَاتَلَ زيدٌ عمراً، دلَّ على أن التشارك في القتال فزيد قاتل عمرا، وعمروٌ قاتلُ زيداً. وتقول: يضْرِبُ زيدٌ عمراً فيدل على أن الفعل يصدر من زيد، وإذا قلتَ يُضَاربُ زيدٌ عمراً، فيدل على المشاركة في الضرب فكل واحد يضرب صاحبه.
مثال: قال الله تعالى: (فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ) سَاهَمَ على وزن فَاعَلَ ومعناه هنا المشاركة في الاقتراع لأن المساهمة معناها هنا الاقتراع أي عمل قرعة لمعرفة الخاسر، فنبي الله يونس عليه السلام حينما كان في السفينة واشتدت بهم العاصفة عملوا قرعة فمن خرج اسمه ألقى بنفسه في البحر- حسب العادة عندهم آنذاك- فخرج سهم يونس ومعنى المدحضين أي الخاسرين المغلوبين ولهذا ألقى بنفسه في البحر فابتلعه الحوت. والقصد هو أن معنى ساهم هنا هو المشاركة في الاقتراع.

تنبيه: الهمزة في صيغة ( أَفْعَلَ ) هي همزة قطع لا تسقط إذا وصلت بشيء قبلها.

فتلخص أن الثلاثي المزيد فيه بحرف ثلاثة أنواع: ما زيدت فيه همزة القطع في أوله ( أَفْعَلَ ) وهذه الصيغة للتعدية غالبا، وما زيد فيه حرف يماثل عين الفعل ( فَعَّلَ ) وهذه الصيغة للتكثير غالباً، وما زيدت فيه الألف بين الفاء والعين ( فَاعَلَ ) وهذه الصيغة للمشاركة غالبا.
 
عودة
أعلى