العاميات لهجات أم لغات

mohamadamin

حكيم المنتدى
العاميات لهجات أم لغات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهجة هي مجموعة من الصفات اللغوية في بيئة خاصة ويشترك جميع أفراد هذه البيئة في تطبيق هذه الصفات.

وبيئة اللهجة جزء من بيئة أوسع تضم عدة لهجات تسمى اللغة وكل لهجة تستقل في بعض صفاتها وتشترك في معظم الصفات مع اللهجات الأخر تحت نفس اللغة.

فعلاقة اللغة باللهجة علاقة العام بالخاص.

ولتنتمي لهجة ما إلى لغة معينة يجب أن تشترك مع بقية اللهجات الأخرى منها في معظم الكلمات ومعانيها وأسس بناء الكلمة وتركيب الجملة وأساليب التعبير المختلفة.

أما إذا كونت معانيها الخاصة وبنية كلمة خاصة وتركيب جمل مختلف وأساليب تعبير مختلفة لتصبح الفروقات كثيرة بينها وبين اللغة الأم أو بينها وبين اللهجات الأخرى فإنها تتحول إلى لغة مستقلة وإن ظلت تربطها روابط كثيرة باللغة الأم.

وهذا ما يدعوني إلى تسمية اللهجات العامية باسم اللغات لأني سأرصد بعض الظواهر اللغوية التي استقلت بها العاميات عن العربية.

وهذ الموضوع ليس تشجيعا للعاميات ولا تقعيدا لها وليس جهد مبذولا ضد العربية لهذه الأسباب:

1- اللغة كائن لا يمكن السيطرة عليه فضلا عن محاربته أو معاضدته
2- للعربية قوة قاهرة لا تزال ظاهرة ومؤثرة على العاميات وعلى اللغات الأخرى ولا يمكن لجهد بشري جماعي أو فردي أن يحجم هذه القوة فبقاؤها 15 قرنا متتاليا متماسكة يجعل من العسير على أي لغة أن تزيحها بل الخطر يجتاح اللغات الأخرى والعاميات حين تكون معركتها مع العربية.
3- أنا لا أنطلق من منطلق نصرة لغة على أخرى بل أصف الواقع كما أراه ووقوعي في الخطأ أو في الصواب ممكن على نفس القدر حتى تقام الحجة ويؤتى بالدليل فيتبين الخطأ من الصواب.
4- لا أتبع العاطفة فلا يغير قولي من الواقع شيئا فإن كنت على حق فالواقع يشهد لي وإن كنت على خطأ فهو كذلك يكذبني ومن كان ذا بصيرة فسيدلني على مواقع زللي إن زللت وسيساندني إن كنت على حق ومن أجل العلم اجتمعنا لا من أجل اللهو واتباع الهوى.
ظاهرة الإعراب

اللغة الإعرابية هي اللغة التي تعتمد علامات معينة للدلالة على الفاعل والمفعول وغير ذلك من أجزاء الجملة ولا تهتم بالترتيب بين هذه الأجزاء ما دامت العلامات ظاهرة إلا في حدود ضيقة

فجملة ضرب محمدٌ زيدًا في العربية

يمكن أن تقال بعدة صور مختلفة دون اختلاف المعنى

ضرب زيدًا محمدٌ
زيدًا ضرب محمدٌ
زيدًا محمدٌ ضرب
محمدٌ ضرب زيدًا
محمدٌ زيدًا ضرب

المهم هنا الدلالة المعنوية بغض النظر عن اختلاف الوظيفة النحوية أو البلاغية للجمل السابقة
حيث تجدها كلها تدل على نفس المعنى دون التأثر باختلاف الترتيب

وليست العربية وحدها إعرابية فقد شاركتها قديما كما سمعت الأكادية والعبرية الفصيحة المنقرضة وحاليا يظهر الإعراب في الألمانية واليابانية وأظن التركية أيضا كذلك

والعلامة الإعرابية هي صوت يلحق الكلمة في أولها أو آخرها حسب موقعها سواء كان الصوت حركة كالعربية أو حرفا كما في غيرها


وجميع اللهجات العربية القديمة لم تتخل عن ظاهرة الإعراب إلا ما يذكر من لغة إلزام المثنى الألف والذي قد يكون هيأ لظهور قانون سيادة الحالة الإعرابية الواحدة.

ظاهرة الإعراب اختفت في العاميات الحديثة

فالجملة السابقة ليس لها سوى هذا الترتيب

محمد ضرب زيد

فالفاعل يسبق الفعل والمفعول يتأخر عنه ( الفاعل والمفعول في المعنى لا في الوظيفة النحوية ) وتغيير هذا الترتيب يغير المعنى ما لم تضف أدوات تمنع تغيير هذا المعنى كجملة زيد ضربه محمد

فالهاء منعت انقلاب المعنى بانقلاب الترتيب بعد إسناد الفعل للمتأخر بسببها

ولا علامة لتبين الفاعل من المفعول غير الترتيب

ولكن عند النظر إلى علامات الإعراب الحرفية كالواو والياء والألف في المثنى والجمع والأسماء الستة نجد ظهور قانون سيادة الحالة الإعرابية الواحدة فالمثنى والجمع السالم لزما الياء في كل أحوالهما والأسماء الستة لزمت الواو في بعض العاميات والألف في أخرى وهذا دليل على زوال مدلولها الإعرابي في هذه العاميات.


هذه هي الظاهرة الأولى مما استقلت به العاميات عن العربية وسيلحق بها ظواهر أخرى إن شاء الله
ظاهرة الأدوات الجديدة وتغير الأدوات القديمة

أقصد بالأدوات الجديدة ما يخص الاستفهام والموصولات والضمائر وما شابهها كأدوات الشرط وغيرها من الوظائف المتعلقة بالمعنى


في العربية وجميع لهجاتها هذه الأدوات محددة إلا بتغيير نادر كاعتبار ذو موصولة عند طيء

فنجد أدوات الاستفهام في العربية هي

هل ، والهمزة ، ومن ، وما ، ومتى ، وأيَّان ، وأين ، وكيف ، وكم ، وأنَّى ، وأي .

والموصولات
الذي ، التي ، اللذان ، اللتان ، اللذين ، اللتين ، الذين ، الألى ، اللاتي ، اللائي ومن ، ما ، أي ، أل ، ذا

والضمائر بنوعيها المتصل والمنفصل وهي
أنا ، نحن ، نا ، التاء ، الياء ، إياي ، إيانا
أنت ، أنتِ ، أنتما ، أنتم ، أنتن ، إياك ، إياكِ ، إياكما ، إياكم ، إياكن ، الكاف ، التاء ، الألف ، الواو ، الياء والنون
هو ، هي ، هما ، هم ، هن ، إياه ، إياها ، إياهما ، إياهم ، إياهن ، هاء الغائب ، ألف الاثنين ، واو الجماعة ، نون النسوة .


وكثير من الأدوات العربية المعروفة مما لا يتسع المقام لذكره هنا اختفى في العاميات الحديثة أو تغير.

قد يكون التغير صوتيا كما سنرى وهذا التغير مأخوذ في الحسبان ولا يمكن تجاهله


1- هل والهمزة

في العاميات الحديثة نجد أن حرفي الاستفهام والهمزة اختفيا في بعض العاميات وجاء بدلا منهما النبر الصوتي


فجملة أأنت مستعد و هل أنت مستعد

أصبحتا : أنت مستعد؟
مع نبر صوتي خاص يدل على الاستفهام

2- اسم الاستفهام من

أصبح من بكسر الميم كحرف الجر من أو صار مين بياء واضحة وصار أيضا شكون

فقولنا : مـَن هنا ؟

أصبح : مِن هنا ؟ أو مين هنا ؟

وقولنا من جاء
أصبح: شكون جا ؟


3- اسم الاستفهام ما

أصبح: وش بكسر الواو وفتحها أو إيش أو إيه أو شنو أو اش

فقولنا : ماذا فعلت
أصبح: وش سويت - إيش سويت -

وما هذا صار إيه ده - وش هذا - إيش هذا

و(لماذا) أصبحت : ليش أو ليه أو علاش او ورا وهذه الأخيرة تتصل بالضمائر فتقول وراك للمخاطب ووراه للغائب ووراي للمتكلم أو تضاف إلى اسم ظاهر فتقول ورى محمد سوى كذا

فتقولا بدلا من: لماذا فعلت هذا
ليش سويت و ليه عملت


4- اسم الاستفهام متى

تغير صوتيا في بعض العاميات وتغير تغيرا جذريا في بعضها

فصار متى بكسر الميم وصار إمتى وصار وقتاش

فيقولون وقتاش دخلوا أو إمتى راحوا

أي متى دخلوا ومتى راحوا


5- اسم الاستفهام أين

أصبح في معظم العاميات " وين "

فقولنا أين ذهبوا
صار : وين راحوا

ومن أين صارت: من وين - ومنين- على اختلاف في النطق - ومعين وهذه الأخيرة يسأل بها عن طريق الذهاب خاصة فتقول معين أروح

وهذه أدوات جديدة غير موجودة في العربية بهذا المعنى

6- كيف

اختلفت صوتيا بكسر الكاف أو صارت كيفاش
كذلك تحولت إلى وشلون أو شلون ويظهر هذا جليا عند السؤال ( كيف الحال ) حيث أصبحت وشلونك أو شلونك


7- كم

في بعض العاميات لا تزال كما هي وفي بعضها أصبحت

كام
أو شحال


وإن ارتبطت بالباء صارت بكام وبشحال

وفي منطقة المغرب العربي يقولون شحال زين أو مزيان بمعنى كم هو جميل


قد يقول قائل إن بعض التغيرات لا تبعد عن الصوت الأصل مثل متى بكسر الميم فهل نعد هذا استقلالا

أقول إن هذه التغيرات الصوتية هي بداية التحول إلى لغة مستقلة فإذا زادت هذه التحولات الصوتية وتبعها قواعد نحوية جديدة وبناء صرفي جديد فإن ذلك سير في طريق الاستقلال

ولكن العاميات الحديثة غير قادرة على الانفصال بسبب قوة العربية وتمكنها فقد فرضت نفسها في مواقع تلك العاميات التي ينقصها كثير من الأمور الأساسية لتكون لغة جديدة فأصبحت العاميات موجودة بسبب قانون التطور اللغوي ولكنها لم تصبح لغات مستقلة بسبب قوة العربية فأصبحت لدينا قوتان متضادتان جعلت هذه العاميات متوقفة فلا هي تتبع النظام العربي ولا هي استقلت استقلالا تاما عن العربية

ولكني سأستشهد ببعض الأدوات في العبرية لنرى أن التحول الصوتي مصاحب لبناء لغة جديدة فلننظر لهذه الأدوات العبرية وكيف هي مختلفة قليلا عن الأدوات العربية
العبري/ العربي
ما / ما ، ماذا

ما زيه / ما هذا

لاما / لماذا

ايّفو / أين

ايخ / كيف


مَتاي/ متى


كاما / كم


ايزيه / أي


مي / من


هَئيم / هل


نلاحظ أن معظم هذه الأدوات تغيرت تغيرا طفيفا أحيانا وأحيانا تكون مختلفة كثيرا وهذا الحال في لغتين ليست إحداهما أصلا للأخرى وإنما نبعتا من أصل واحد فكيف الحال بين لسانين أحدهما أصل للآخر

هذا ما تيسر لي جمعه في أدوات الاستفهام ولي عودة مع بقية الأدوات إن شاء الله
 
تابع لما سبق - ظاهرة الأدوات الجديدة وتغير الأدوات القديمة

سأتحدث عن الضمائر وقد سبق أن أوردناها والتقسيم المناسب للضمائر في موضوعنا

ضمائر المتكلم متصلة ومنفصلة
ضمائر المخاطب كذلك
ضمائر الغائب
كذلك


1- ضمائر المتكلم

1- أ- المتصلة

في العربية

أكلتُ للمفرد بنوعيه المذكر والمؤنث

أكلنا للمثنى بنوعيه وللجمع كذلك


في العاميات

اختفى صوت الضمة للمفرد
فيقال أكلتْ وسمعتْ

ولا شأن بتسكين الحرف الموقوف عليه في العاميات لأن العاميات فقدت الإعراب في الأصل ودليل ذلك هو دوام سكون الضمير حتى لو كان غير موقوف عليه كما في أكلت تفاحة.

أما في المثنى والجمع فقد بقي الضمير بلا تغيير ولكن التغيير طرأ على الفعل المتصل به

فمثلا
ضربْنا في العربية الضمير هنا للفاعل
وضربَنا الضمير فيها للمفعول

في العاميات لا يوجد هذا التفريق فالفعل يصبح ضربْنا في حالة الفاعل والمفعول
فيقال ضربْنا (إحنا - حنا بمعنى نحن ) العدو لما ضربْنا هو

أي ضربناه عندما اعتدى وضربَنا هو أولا


1- ب - المنفصلة

في العربية

أنا للمفرد بنوعيه
نحن للمثنى والجمع بنوعيهما


في العاميات

أنا في معظم العاميات لم تتغير إلا بجعل همزتها همزة وصل وهذا التغير الصوتي عام في معظم الكلمات وليس خاصا بالضمائر حيث حولت معظم همزات القطع إلى همزات وصل ولم تبق إلا نادرا

لكن يلحظ تغير هذا الضمير في عامية صعيد مصر حيث أصبح آني

فقولنا أنا حميتها
يصبح : آني حميتها


أما نحن فقد تغيرت إلى عدة صور

في بعض العاميات صارت : حنا وتنطق مثل نطقنا حناء لكن مقصورة حنا بالضبط

وفي بعضها صارت : إحنا أو أحنا بكسر الهمزة كما في مصر والشام أو فتحها كما في بعض بلاد المغرب

وفي بعضها صارت : انْحِنْ وتجدها في بعض البوادي



2- ضمائر المخاطب

2-أ: المتصلة

في العربية

أكلتَ للمفرد المذكر
أكلتِ للمفرد المؤنث
أكلتما للمثنى بنوعيه
أكلتم لجماعة الذكور فالميم لحقت التاء كونها علامة جمع ذكور
أكلتن لجماعة الإناث فالنون لحقت التاء كونها علامة جمع إناث


في العاميات

المفرد المذكر تاؤه ساكنة فيقال أنت أكلتْ
أما المؤنث فإن كسرته صارت ياء فيقال أنتي أكلتي
وهذا ما يجعل معظم الناس يخطئ في كتابة مثل هذه الأفعال في العربية فيضيف الياء بناء على عاميته ولا يعلم أنها غير موجودة في العربية
فصارت تاء الفاعل المؤنث المكسورة في العربية بهذا الشكل : تي
أي أصبحت حرفين وليست حرفا واحدا

أما ضمير المثنى فقد اختفى وناب عنه ضمير الجمع

أما ضمير الجمع
فقد حصل فيه اختلاط متشعب

في بعض العاميات: يقبل أن تخاطب الإناث فتقول أنتم أكلتم
وفي بعضها يقبل أن تخاطب الذكور بقولك إنتن أكلتن

وفي بعض العاميات: تخاطب الذكور بما لهم فتقول أنتم أكلتم وتخاطب الإناث إما بضمائر الذكور أو تقول لهن أنتن أكلتن فالأمر سواء

وفي بعض العاميات لا فرق بين مذكر ومؤنث فتقول للجميع أنتم أكلتم


2-ب: المنفصلة

أنت تحولت تحولت في بعض العاميات إلى أنتْ للمذكر وأنتي للمؤنث

وفي بعضها إنتا للمذكر

وفي بعضها بقي بلا تغيير إلا ما يذكر عن همزة القطع وتحولها إلى وصل وقد أشرت إليه آنفا

أما ضمير المثنى فقد اختفى وناب عنه ضمير الجمع

وأما ضمير الجمع

فما قيل في المتصل يقال في المنفصل وتجدني أردفت مع كل مثال للمتصل ضميرا منفصلا ويزاد عليه

أنه قد تحول إلى إنتو في بعض العاميات فيقال إنتو لحقتونا للمذكر والمؤنث على حد سواء

أو يصبح أنتوما كذلك للجميع


3- ضمائر الغائب

3-أ: المتصلة

في العربية

أكله للمفرد المذكر
أكلها للمفرد المؤنث
أكلهما للمثنى بنوعيه
ضربهم لجماعة الذكور
ضربهن لجماعة الإناث

في العاميات

في بعض العاميات في المفرد يقال أكلهْ بحذف حركة الضمير للمذكر وأكلها للمؤنث ولكن بتغيير يطرأ على الفعل بتسكين الحرف الأخير منه فيقال أكلْها

وفي بعضها يضمون الحرف الذي قبل الضمير مباشرة للمذكر ويفتحونه في المؤنث
فيقولون هي أكلتُه ( الطعام ) أو هو أكلُه ( الطعام ) للمذكر وهي أكلتَه (التفاحة) أوهو أكلَه ( التفاحة ) للمؤنث

وفي بعض العاميات حذفت الهاء وأشبعت ضمتها فصارت واوا

فيقال هو أكلو وهي أكلتو بمعنى هو أكله وهي أكلته


المثنى اختفى وناب عنه ضمير الجمع

أما الجمع
فقد بقي في بعض العاميات دون تغيير عليه ولكن بتغيير حركة الحرف المتصل بالضمير

فيقال ضربْهم

أما تخصيصه بمذكر أو بمؤنث ففيه تباين

ففي بعض العاميات لا فرق بين مذكر أو مؤنث قبعضها يستخدم ضربهم للجنسين وبعضها يستخدم ضربهن

وبعضها يستخدم الضميرين للمؤنث دون مشكلة


3-ب: المنفصلة

في العربية

هو للمفرد المذكر
هي للمفرد المؤنث
هما للمثنى بنوعيه
هم لجماعة الذكور
هن لجماعة الإناث

أما المفرد المذكر ففي بعض العاميات فقد فتحة الواو فصار هوْ وفي بعضها صار هُوَّا وفي بعضها صار هْوَا ولا تستغرب من البدء بساكن فالعامية تستطيع ذلك بطريقة لا يمكن وصفها إلا بسماعها وهي بإضافة ما يشبه الهمزة ولكن باختلاس خفيف لا يكاد يلحظ

وفي بعضها حافظ الضمير على نطقه دون تغيير

ضمير المثنى اختفى وناب عنه ضمير الجمع


أما ضمير الجمع المذكر فقد حافظ على نطقه دون تغيير في بعض العاميات

وتحول في بعضها فأصبح هومَّا أو هُمَّا أو هنِّ مع إمالة خفيفة

أما ضمير الإناث فغالبا يستخدم ضمير الذكور لهن ولكن في بعض العاميات يرادفه الضمير هن بلا تشديد للنون وكسر الهاء
بل بتسكينها فيقال لهن : هم أو هِنْ.



ضمائر مخصوصة بحديث خاص

وهي الياء والكاف والهاء وإيا وواو الجماعة ونون النسوة وألف الاثنين

أما الياء والكاف والهاء فلم تتغير إلا تغيرا صوتيا غالبا
فمثلا ضربني لم تتغير إلا بتسكين آخر الفعل ولم تقه نون الوقاية من تغير حركته

الجدير بالذكر في بعض العاميات استعيض بنون الوقاية لتكون بدلا للياء فانتقلت من الحرفية إلى الاسمية وصارت ضميرا

فيقولون ضربن بدلا من ضربني

أما الكاف فتسكن ويفتح ما قبلها للمذكر ويكسر للمؤنث في بعض العاميات
أو يسكن للمذكر وتضاف ياء بعد الكاف للمؤنث
أو يسكن للمذكر ويغير صوت الكاف إلى صوت شبيه بحرف z الألماني للمؤنث وهو صوت دخيل على الساميات

أما الهاء فتسكن ويضم ما قبلها للمذكر ويسكن ما قبلها وتلحق بها ألف للمؤنث
أو تسكن ويفتح ما قبلها للمذكر وتلحق بها ألف للمؤنث
أو تسكن ويضم ما قبلها للمذكر ويفتح ما قبلها للمؤنث


أما إيا فأصبحت ترافق واو المعية فقط فيقال

جاء وإياي أو وإياك أو وإياه بمعني جاء معي أو معك أو معه

وفي أحيان نادرة تعود لاستعمالها الفصيح فيقال إياي تقصد

أما واو الجماعة
فكونها لجماعة الذكور لم يمنع استخدامها لجماعة الإناث عوضا عن نون النسوة
أما نون النسوة فتراجع استخدامها كثيرا

أما ألف الاثنين فقد اختفت تماما


والحق أن حديثي هذا لم يشمل كل شيء عن الضمائر لتشعبها وكثرة العاميات إلا أنه يوضح حجم الاختلاف الذي حدث والمراد فقط إظهار ما عنونت به هذه الظاهرة أي الأدوات الجديدة وتغير الأدوات القديمة

قد لا نجد ضمائر جديدة إلا أننا لاحظنا اختفاء ضمائر وتحولا كبيرا في ضمائر أخرى وتغييرات صوتية للكلمات المصاحبة لبعض الضمائر مما لا يمكن إغفاله

يطيب لي نقل بعض الضمائر العبرية هنا وهي:

العربية- العبرية
أنا = آني
أنت للمذكر= أتا
أنت للمؤنث = آت
أنتم =أتم
أنتن =أتن
هو = هو
هي = هِي
هم = هيم
هن = هين

أما الضمائر المتصلة فتحتاج لكلمات تتصل بها مما سيطيل هذا الأمر فتركته وهي قريبة وأحيانا كما هي في العربية

ولا نزال نتتبع هذه الظاهرة مع أدوات أخرى إن شاء الله​
 
تابع لما سبق - ظاهرة الأدوات الجديدة وتغير الأدوات القديمة
الأسماء الموصولة


في العاميات ألغيت جميع الأسماء الموصولة وظهر اسم موصول شامل للجميع هو

( اللي ) وهو يقوم مقام جميع الأسماء الموصولة العربية

التسويف أو التنفيس

في العربية تستخدم السين وسوف لنقل المضارع إلى زمن المستقبل

فيقال أنا سألعب هنا وأنت سوف تلعب هناك

هذا المعنى اعتورته تغيرات مختلفة في العاميات الحديثة

فقد اختفت السين وسوف وحلت محلها أدوات جديدة

ففي بعض العاميات حلت الحاء مكان السين
فيقولون أنا حالعب هنا وإنت حتلعب هناك
أو الهاء
هالعب هنا وإنت هتلعب هناك


وفي بعضها حلت الباء لهذا المعنى
فيقولون أنا بالعب هنا وأنت بتلعب هناك

وفي بعض العاميات يستخدمون كلمة راح ورايح

أنا راح العب هنا وأنت رايح تلعب هناك


وفي المغرب تحل الغين محل السين
فيقولون أنا غنلعب هنا وغنحكي

وتتميز العامية المغربية بتخصيص حرف للزمن الحاضر وهو الكاف وهذا ليس موجودا في العربية ولا في معظم العاميات الأخرى
فيقولون أنا كنلعب أي أنا ألعب
وأنا غنلعب أي سوف ألعب

ولذلك نظير في الشام
فالأمر هناك أوسع حيث يستخدمون كلمتين وهما عم والباء
فيقولون أنا عم بالعب أي أنا ألعب

هو اللي قال
هي اللي قالت
هم اللي قالوا

أما الموصولات المشتركة
فقد تحول بعضها تحولا طفيفا مثل من التي أصبحت تنطق بكسر الميم كحرف الجر

فيقولون لا تحب من لا يحبك بنفس الاستخدام العربي ولكن بالتغير الصوتي المذكور

أما الموصول ما فقد اختفى ولم يعد مستخدما

أسلوب الشرط
معظم أدوات الشرط تحدثنا عنها في أدوات الاستفهام مما يغني عن الحديث عنها هنا ولذا سأقتصر على ما لم يذكر هناك

في العربية أدوات الشرط هي
إنْ ، وإذما , من ، ما ، مهما ، متى ، أيان ، أنى ، أين ، حيثما ، كيفما ، أي, إذا، ولو، ولولا، ولوما

أما أدوات الشرط
إذما , أيان ، أنى ، حيثما ، كيفما
فقد اختفت
أما أين فصارت وين
فقولنا أينما تذهب أذهب
صار وين ما تروح أروح
أما من فحدث لها نفس التغيير الذي حدث فيها عندما كانت اسم استفهام واسما موصولا بكسر ميمها لتصبح كحرف الجر

ولكن حدث التغيير في قواعد أسلوب الشرط

فيقولون
إن رحت ما أروح
من راح اتركه
ما أعطاك تبرع به
مهما تقول لا أصدقك
متى ما بغيت أنام أنبهك
أي شيء تحصل عليه ارميه
إذا زرتك أكرمني
لو عندك حق لشخص أعطيه إياه ( لاحظ عودة الضمير إياه إلى استعماله العربي ولكن في بعض العاميات يحل الضمير هو في مثل هذا المكان)
لولا أخوك أنقذني كنت وقعت في مشكلة
لوما أخوك أنقذني كنت وقعت في مشكلة

نلاحظ اختفاء الفاء الرابطة لجواب الشرط واللام مع لو ولولا ولوما ومع ذلك بقيت بنية الشرط الأساسية كما هي مكونة من أداة شرط وفعلها وجوابها

أسلوب النفي

في العربية أدوات النفي هي لا ولم ولن وما وليس وإن النافية ولما

معظم هذه الأدوات اختفى ولم يبق سوى لا وما للنفي وسبق أن تناولنا ظاهرة الإعراب لذا فليس لها هنا وظيفة نحوية

سيدة النفي في العامية هي ما في كل الأزمنة بمساعدة بعض الأدوات للدلالة على المستقبل وهذا سنتناوله في أدوات التسويف ولا مانع من التعريج عليه هنا

فقولنا محمد لا يكذب يقابل في العامية محمد ما يكذب
وهو لا يفعل كذا تقابل هو ما يسوي أو ما يصلح أو ما يعمل

هذا للزمن الحاضر
أما للماضي
فلم أفعل وما فعلت ولما يفعل ولا أفعل كلها تقابل ما سويت أو ما عملت

أما المستقبل
لن أفعل تقابل ما راح أسوي أو ما رايح أسوي أو ما راح أعمل

في بعض العاميات ظهرت أداة نفي جديدة
مثلا مش في العامية المصرية
وتستخدم بهذه الطرق
مش حاعمل كده
مش أنا ولا هو

ويلاحظ على العامية المطرية لحاق الصوت وش أو ش في الفعل الماضي المنفي
مثل أنا ما جرحتوش أو ما جرحتكش

وظهرت الأداة مو لتعمل عمل النفي أيضا في بعض العاميات
مو أنا أي ليس أنا

وتستخدم مو ومش بمثابة الاستفهام المنفي بمعنى ألم أو أليس
ألم تقابل زيدا
مو قابلت زيد
مش قابلت زيد
وتستخدمان للاستفهام بنير مختلف
مش أنت اللي صرخت؟
ومو أنت اللي صرخت ؟
وقد تلحق الباء بمو لتصبح موب ثم تلحقها الهاء فتصبح مهوب
موب أنت اللي صرخت ؟
مهوب أنت اللي صرخت ؟
بنبر الاستفهام
بمعنى ألست من صرخ؟

وبنفس الاستعمال تستخدمان للنفي مع النبر المختلف
موب أنت اللي صرخت
مهوب أنت اللي صرخت
بمعنى لست من صرخ

وأحيانا تتحول موب إلى مب
فيقال مب أنا بمعنى ليس أنا

وبنفس استعمالاتها الباقية
وكذلك مهوب تتحول إلى مهب

فيقال مهب أنا بمعنى ليس أنا

وهذه الأدوات تستخدم لتأكيد النفي أيضا

فيقال
لا مو أنا
لا موب أنا
لا مب أنا
لا مهوب أنا
لا مهب أنا
لا مش أنا

بمعنى لا لست أنا

ويعطف عليها بالنفي بلا أيضا
مو أنا ولا أنت
موب أنا ولا أنت
مب أنا ولا أنت
مهوب أنا ولا أنت
مهب أنا ولا أنت
مش أنا ولا أنت


بمعنى لا أنا ولا أنت



وبقيت لا نافية كما يظهر في الأمثلة السابقة ولكنها فقدت بعض وظائفها أيضا وهذا سنراه إن شاء الله

 
تابع لما سبق - ظاهرة الأدوات الجديدة وتغير الأدوات القديمة
الأسماء الموصولة


في العاميات ألغيت جميع الأسماء الموصولة وظهر اسم موصول شامل للجميع هو

( اللي ) وهو يقوم مقام جميع الأسماء الموصولة العربية

التسويف أو التنفيس

في العربية تستخدم السين وسوف لنقل المضارع إلى زمن المستقبل

فيقال أنا سألعب هنا وأنت سوف تلعب هناك

هذا المعنى اعتورته تغيرات مختلفة في العاميات الحديثة

فقد اختفت السين وسوف وحلت محلها أدوات جديدة

ففي بعض العاميات حلت الحاء مكان السين
فيقولون أنا حالعب هنا وإنت حتلعب هناك
أو الهاء
هالعب هنا وإنت هتلعب هناك


وفي بعضها حلت الباء لهذا المعنى
فيقولون أنا بالعب هنا وأنت بتلعب هناك

وفي بعض العاميات يستخدمون كلمة راح ورايح

أنا راح العب هنا وأنت رايح تلعب هناك


وفي المغرب تحل الغين محل السين
فيقولون أنا غنلعب هنا وغنحكي

وتتميز العامية المغربية بتخصيص حرف للزمن الحاضر وهو الكاف وهذا ليس موجودا في العربية ولا في معظم العاميات الأخرى
فيقولون أنا كنلعب أي أنا ألعب
وأنا غنلعب أي سوف ألعب

ولذلك نظير في الشام
فالأمر هناك أوسع حيث يستخدمون كلمتين وهما عم والباء
فيقولون أنا عم بالعب أي أنا ألعب

هو اللي قال
هي اللي قالت
هم اللي قالوا

أما الموصولات المشتركة
فقد تحول بعضها تحولا طفيفا مثل من التي أصبحت تنطق بكسر الميم كحرف الجر

فيقولون لا تحب من لا يحبك بنفس الاستخدام العربي ولكن بالتغير الصوتي المذكور

أما الموصول ما فقد اختفى ولم يعد مستخدما

أسلوب الشرط
معظم أدوات الشرط تحدثنا عنها في أدوات الاستفهام مما يغني عن الحديث عنها هنا ولذا سأقتصر على ما لم يذكر هناك

في العربية أدوات الشرط هي
إنْ ، وإذما , من ، ما ، مهما ، متى ، أيان ، أنى ، أين ، حيثما ، كيفما ، أي, إذا، ولو، ولولا، ولوما

أما أدوات الشرط
إذما , أيان ، أنى ، حيثما ، كيفما
فقد اختفت
أما أين فصارت وين
فقولنا أينما تذهب أذهب
صار وين ما تروح أروح
أما من فحدث لها نفس التغيير الذي حدث فيها عندما كانت اسم استفهام واسما موصولا بكسر ميمها لتصبح كحرف الجر

ولكن حدث التغيير في قواعد أسلوب الشرط

فيقولون
إن رحت ما أروح
من راح اتركه
ما أعطاك تبرع به
مهما تقول لا أصدقك
متى ما بغيت أنام أنبهك
أي شيء تحصل عليه ارميه
إذا زرتك أكرمني
لو عندك حق لشخص أعطيه إياه ( لاحظ عودة الضمير إياه إلى استعماله العربي ولكن في بعض العاميات يحل الضمير هو في مثل هذا المكان)
لولا أخوك أنقذني كنت وقعت في مشكلة
لوما أخوك أنقذني كنت وقعت في مشكلة

نلاحظ اختفاء الفاء الرابطة لجواب الشرط واللام مع لو ولولا ولوما ومع ذلك بقيت بنية الشرط الأساسية كما هي مكونة من أداة شرط وفعلها وجوابها

أسلوب النفي

في العربية أدوات النفي هي لا ولم ولن وما وليس وإن النافية ولما

معظم هذه الأدوات اختفى ولم يبق سوى لا وما للنفي وسبق أن تناولنا ظاهرة الإعراب لذا فليس لها هنا وظيفة نحوية

سيدة النفي في العامية هي ما في كل الأزمنة بمساعدة بعض الأدوات للدلالة على المستقبل وهذا سنتناوله في أدوات التسويف ولا مانع من التعريج عليه هنا

فقولنا محمد لا يكذب يقابل في العامية محمد ما يكذب
وهو لا يفعل كذا تقابل هو ما يسوي أو ما يصلح أو ما يعمل

هذا للزمن الحاضر
أما للماضي
فلم أفعل وما فعلت ولما يفعل ولا أفعل كلها تقابل ما سويت أو ما عملت

أما المستقبل
لن أفعل تقابل ما راح أسوي أو ما رايح أسوي أو ما راح أعمل

في بعض العاميات ظهرت أداة نفي جديدة
مثلا مش في العامية المصرية
وتستخدم بهذه الطرق
مش حاعمل كده
مش أنا ولا هو

ويلاحظ على العامية المطرية لحاق الصوت وش أو ش في الفعل الماضي المنفي
مثل أنا ما جرحتوش أو ما جرحتكش

وظهرت الأداة مو لتعمل عمل النفي أيضا في بعض العاميات
مو أنا أي ليس أنا

وتستخدم مو ومش بمثابة الاستفهام المنفي بمعنى ألم أو أليس
ألم تقابل زيدا
مو قابلت زيد
مش قابلت زيد
وتستخدمان للاستفهام بنير مختلف
مش أنت اللي صرخت؟
ومو أنت اللي صرخت ؟
وقد تلحق الباء بمو لتصبح موب ثم تلحقها الهاء فتصبح مهوب
موب أنت اللي صرخت ؟
مهوب أنت اللي صرخت ؟
بنبر الاستفهام
بمعنى ألست من صرخ؟

وبنفس الاستعمال تستخدمان للنفي مع النبر المختلف
موب أنت اللي صرخت
مهوب أنت اللي صرخت
بمعنى لست من صرخ

وأحيانا تتحول موب إلى مب
فيقال مب أنا بمعنى ليس أنا

وبنفس استعمالاتها الباقية
وكذلك مهوب تتحول إلى مهب

فيقال مهب أنا بمعنى ليس أنا

وهذه الأدوات تستخدم لتأكيد النفي أيضا

فيقال
لا مو أنا
لا موب أنا
لا مب أنا
لا مهوب أنا
لا مهب أنا
لا مش أنا

بمعنى لا لست أنا

ويعطف عليها بالنفي بلا أيضا
مو أنا ولا أنت
موب أنا ولا أنت
مب أنا ولا أنت
مهوب أنا ولا أنت
مهب أنا ولا أنت
مش أنا ولا أنت


بمعنى لا أنا ولا أنت



وبقيت لا نافية كما يظهر في الأمثلة السابقة ولكنها فقدت بعض وظائفها أيضا وهذا سنراه إن شاء الله

 
ظاهرة الأفعال المساعدة

استخدام الكلمات المساعدة غير شائع في العربية إلا على نطاق ضيق جدا كما في التفضيل
نحو هو أشد حمرة
ولا يقاس ذلك باستخدام الأفعال المساعدة في اللغات اللاتينية

أما العاميات فكانت بين بين فسمحت بالألفاظ المساعدة إلا أنها ليست كتلك الأفعال في اللغات اللاتينية التي لا يمكن الاستغناء عنها.

في التعبيرات العامية يمكن الاستغناء عن الألفاظ المساعدة أو استخدامها

فمثلا في بعض العاميات يستخدمون لفظ قاعد أو قاعدة كاستخدام الفعل المساعد تماما

فيقولون أنا قاعد أركض في المضمار أو قاعدة أرتب البيت

ويستخدم اللفظ عَمّال أيضا نفس الاستخدام
فيقولون أنا عمال بأكتب الرسالة

من استخدامات اللفظ المساعد أيضا حلوله محل الفعل الأصلي

فيقولون مثلا أنا أسوي طبخة جديدة أو أعمل طبخة أو أزين طبخة أو أصلح طبخة بدلا من أنا أطبخ

جدير بالذكر أن الفعل الناقص يعمل عمل الأفعال المساعدة من الناحية المعنوية ويبدو ذلك جليا في كون الفعل كان هو المقابل في الترجمات ولكن كما ذكرنا من قبل أن هذا في العربية غير شائع كما في اللغات اللاتينية.

وهذا يؤدي بنا إلى القول أن العاميات أيضا ورثت هذا الاستخدام أيضا
فيقولون أنا كنت أنتظر وأنت كنت غافل وناسي

والحق أن هذه الظاهرة تحتاج إلى تأمل أعمق لا يليق أن نخوض غماره في هذه الإشارات اليسيرة


ولكنها تستحق الإشارة إليها وأخذها في الحسبان عندما نريد إطلاق لفظ لهجة عربية على هذه العاميات

ظاهرة الأصوات الجديدة

الأصوات السامية هي نفس الأصوات العربية إضافة إلى الصوتين P و v


يستثنى من ذلك ما ورد في بعض اللهجات العربية من نطق الهمزة عينا والياء جيما والكشكشة والكسكسة وغيرها وهذه الأصوات مقصورة على بضع لهجات رغم تسؤب بعض هذه الظواهر إلى العاميات الحديثة


في العاميات الحديثة نرى ظهور أصوات جديدة وتغيرات صوتية جديدة لم ترد في الساميات كلها أحيانا ومن ذلك ما يلي


- تحول الكاف ضمير المؤنث المخاطب إلى صوت شبيه بصوت z الألماني الذي يقرب في العربية إلى الصوتين ت وس مختلطين

وهذا التغير خاص بعامية القصيم

ورغم أن منطقة القصيم في وسط جزيرة العرب مما جعلها بعيدة عن الاختلاط بشعوب أخرى إلا أن ظهور هذا الصوت غير السامي في لهجتها يثير العجب لأن هذه المنطقة لم يدخها غرباء سوى العثمانيين الذين تخلو لغتهم من هذا الصوت على حد علمي.


- تحول الكاف ضمير المؤنث المخاطب إلى صوت شبيه بالجيم والشين معا
وهذا نجده في شرق جزيرة العرب

- تحول الجيم إلى صوت يشبه الصوت الإنكليزي g إذا تبعه أحد هذه الحروف u -a-o

وهذا يحدث في عامية مصر واليمن


- تحول القاف إلى همزة

في مصر والشام

- تحول القاف إلى صوت بين الكاف والقاف وأحيانا إلى كاف خفيفة

في جزيرة العرب والعراق

- تحول الذال إلى دال

في مصر والمغرب


- تحول الجيم إلى ياء

في الكويت

- تحول الثاء إلى سين أو تاء

في مصر

- تحول الغين إلى قاف و العكس

في مناطق مختلفة

- تحول الضاد إلى ظاء

في عاميات كثيرة حتى كادت الضاد تختفي

- تحول الظاء إلى صوت شبيه بالزاي ولكنه مفخم

في مصر

- تحول الظاء إلى شبه الطاء

في الشام

- تحول الهمزة إلى عين

في بعض البوادي وهو موروث من العربية



هذا ما يحضرني من هذه الأصوات ونرى أن فيها اصواتا أجنبية ليست من أصوات الساميات

وهذا بلا شك يدل على أن العاميات ليست من اللهجات العربية التي تخضع لقانون العربية إلا في جزء يسير


العادات اللغوية الجديدة

يملك كل شعب عادات لغوية تلتصق بجهاز النطق ولا تفارقه أبدا ويظهر جليا عند تحول هذا الشعب إلى لغة جديدة حيث سيطبق هذه العادات على هذه اللغة.

ومن أشهر أمثلة ذلك ما أورده الجاحظ في البيان والتبيين عن الشعوب التي دخلت في الإسلام وطبقت عاداتها اللغوية على العربية

ونحن نشاهد ذلك عندما نرى الأوروبيين والأمريكيين والهنود والآسيويين يتكلمون العربية فتجد القاف والخاء كافا والواو فاء والعين همزة وغير ذلك فمثلا يقولون : أبد الله أكد كروفا ودبحه لديوفه المكيمين إنده

أي عبد الله أخذ خروفا وذبحه لضيوفه المقيمين عنده


وفي العاميات يحدث هذا أيضا فنجد أن لكل عامية عاداتها التي تطبقها على أي لفظ من أي عامية أخرى أو حتى من العربية ومثال ذلك في جملة واحدة من العربية وهي ( افتح الباب )

فنجد نطق الشامي غير المصري غير نطق جزيرة العرب في وسطها وشرقها

ولو أخذنا لفظا عاميا خالصا من عامية إلى عامية أخرى لطبقت عليه هذه العامية الأخرى عاداتها

فمثلا الناعورة لفظة شامية لو نقلناها إلى عامية القصيم أو صعيد مصر لاختلف النطق عن العامية الشامية

وذلك لأن نطق الحرف الذي قبل التاء المربوطة يختلف في هاتين العاميتين عن بقية العاميات
فالقصيم يكسرون الحرف كسرا خفيفا مختلسا بينما يشبع أهل الصعيد كسرة الحرف حتى تكاد تكون ياء.


ومن الملاحظات التي تدعو للابتسام أننا نعرف المغربي من المصري من الخليجي مثلا إذا تكلم بالعربية الفصحى وذلك لأنه يطبق عاداته اللغوية على العربية كذلك كما فعلت الشعوب التي دخلت في الإسلام.

وهذه الملاحظة تبين مدى الافتراق عن العربية
أدوات جديدة أخرى

أسماء الإشارة

في العربية أسماء الإشارة هي

ذا (للمفرد المذكر)
ذِي - تِي - ذِه - تِه (للمفرد المؤنث)

ذانِ - ذَيْنِ (للمثنى المذكر)
تانِ - تَيْنِ (للمثنى المؤنث)

أولاء (لجمع العاقل وغير العاقل، مذكراً ومؤنثاً)

هُنا - ثَمَّ ( للإشارة إلى المكان)


نشير أولا إلى اختفاء المثنى كالعادة في العاميات كلها
واختفت لام البعد ونابت عنها كاف الخطاب لتدل على نفس المعنى



في عموم الجزيرة العربية

هذا وذا للمفرد المذكر

هذي وذي للمفرد المؤنث

هذولا وذولا للجمع المذكر

هذولي وذولي للجمع المؤنث


هِنا للمكان

وتوجد اختلافات صوتية في نطقها بين لهجات الجزيرة لا يتسع المقام لحصرها






في مصر

ده للمفرد المذكر
دي للمفرد المؤنث

دول للجمع


هِنا للمكان


في الشام


هاد للمفرد المذكر

هادي للمفرد المؤنث


هدول للجمع

هون وهونيك وهناك للمكان




في المغرب العربي

هدا للمفرد المذكر

هدي للمفرد المؤنث

هدو للجمع




يلاحظ بقاء وظيفة هاء التنبيه ففي معظم العاميات يستغنى عنها أو قد لا توجد أبدا أو قد تصبح من بنية اسم الإشارة



هذا التطور الصوتي لا يمكن أن يكون تطورا خاصا بلهجة تشترك مع بقية اللهجات العربية في بقية قوانينها بل هو جزء من بداية تشكل لغة جديدة.

ولكن هل يمكن أن تستقل عامية بنظامها الخاص عن العربية استقلالا تاما لتكون لغة جديدة

هذا ما سنراه في الموضوع القادم إن شاء الله وهو الموضوع الأخير

( هل ستكون العاميات لغات مستقلة يوما )​
 
تحليل وضع العامية في الواقع


اللغة العامية
لحاجة في نفسي اضطررت للنظر في تعريفات الأمم الأخرى للوصول إلى نظرة أدق

في الإنجليزية


A colloquialism is a linguine phrase that is characteristic of or only appropriate for casual, ordinary, familiar, and/or informal written or spoken conversation, rather than for formal speech, standard writing, or paralinguistics.[1] Dictionaries often display colloquial words and phrases with the abbreviation colloq. as an identifier. Colloquialisms are also sometimes referred to collectively as "colloquial ********".

موجز ذلك كله أن العامية مناسبة فقط للمحادثة المكتوبة أو المنطوقة العارضة والعادية والمألوفة وغير الرسمية، ولا تصلح للخطابات الرسمية ولا للكتابة القياسية.

ويرمز لها في المعاجم بكلمة colloq أي عامية


في الألمانية

Die Umgangssprache, auch Alltagssprache, ist im Gegensatz zur Standardsprache die Sprache, die im täglichen Umgang benutzt wird. Sie kann ein Dialekt sein oder eine Zwischenstellung zwischen Dialekt und Standardsprache einnehmen.

Die Umgangssprache wird geprägt von regionalen und vor allem soziologischen Gegebenheiten wie dem Bildungsstand und dem sozialen Umfeld des Sprechers. Mitunter werden umgangssprachliche Ausdrucksformen auch synonym als „volksmundlich“ (in der Bedeutung von „Volksmund“) bezeichnet.

مفاد ذلك هو أنها اللغة اليومية المستخدمة في مقابل اللغة القياسية وقد تكون متوسطة بين اللهجة واللغة

وقد تكون لغة مشتركة تتسم بالعوامل الإقليمية وخاصة اﻻجتماعية مثل التعليم والبيئة الاجتماعية للمتكلم. في بعض الأحيان، التعبيرات العامية مترادفة أيضا تسمى "volksmundlich" (بمعنى "العامية").



لماذا أنا ذهبت إلى الأمم الأخرى لتعريف العامية

السبب هو أن تعريفاتهم للعامية تصف العامية في زمن العربية في العصور الأولى ولنقل في أول 500 سنة من العصر الإسلامي لأن وضع العامية في ذلك الوقت مشابه لوضع العاميات الأجنبية.

فقربها من عصر الفصاحة مشابه لوضع العامية الأجنبية مع اللغة القياسية


أما عامياتنا فهي أكثر تطورا من عامياتهم وذلك لأن البعد الزمني كبير مما أتاح لها وقتا أطول للتطور


وقد اعتاد بعض المتحدثين في هذا الشأن على تسمية العاميات باللغة المحكية ولكن الاصطلاح العام أكثر قوة من هذا التوجه فما نزال نطلق عليها العاميات رغم أنها تخطت هذه المرحلة.

خلاصة القول أن وصف لغاتنا المحكية المحلية بالعاميات هو أيضا وصف لا تستحقه بل هو أقل من واقعها لأن العامية تابعة للغتها الأم ولا تخرج خروجا كبيرا عنها.

لكننا نجد تعريفا إنجليزيا للعامية قد يناسبنا هنا ويزيل هذا الاضطراب في هذه التسمية حيث يقول التعريف

The term dialect is used in two distinct ways, even by linguists. One usage refers to a variety of a ******** that is characteristic of a particular group of the ********'s speakers.[6] The term is applied most often to regional speech patterns, but a dialect may also be defined by other factors, such as social class.[7] A dialect that is associated with a particular social class can be termed a sociolect; a regional dialect may be termed a regiolect or topolect. The other usage refers to a ******** socially subordinate to a regional or national standard ********, often historically cognate to the standard, but not a variety of it or in any other sense derived from it. A dialect is distinguished by its vocabulary, grammar, and pronunciation (phonology, including prosody).



ما أهتم له هو الاستخدام الثاني وهو يشير إلى لغة تابعة للغة أخرى أكبر منها قد تكون لغة إقليمية تابعة للغة وطنية


وهذا الاستخدام أراه أدق وصف لوضع عامياتنا فهي لغات تابعة للغة العربية


إذن العاميات لغات إقليمية تابعة للغة العربية اللغة الوطنية

فليست لهجات ولا لغات مستقلة بل لغات تابعة


لكن ما الذي يعوق اللغات العامية لتكون لغات مستقلة وتنشئ أنظمتها الخاصة بها


في رأيي أن هذا أصعب مستوى يواجه العاميات ويفوق قدراتها بكثير وأرى استحالة تجاوزها هذه العقبة لأنها تقف وجها لوجه أمام العربية مدمرة اللغات المقتدرة على زلزلة عرش أي لغة في أي وقت مهما كانت قوتها فهي إما تمحو هذه اللغة من الوجود أو تدمرها وتحجم من سيطرتها الجغرافية وتحشرها في مكان واحد وتزاحمها فيه.

ولما كانت العاميات تابعة للعربية ما كان في قدرتها أن تحل مكانها لأنها تفتقر إلى العناصر الأساسية التي يجب أن تتوفر لأي لغة لتكون لغة مستقلة فضلا على أن عناصر القوة في العاميات مستمدة من العربية فلا يمكن أن تحارب الشيء بسلاحه صنعه هو.


فالعاميات تفتقر إلى الأمة الحضارية المتفوقة
وتفتقر إلى رسم يصف أصواتها
وتفتقر إلى قواعد منضبطة مستقلة
وإلى بنية صرفية مستقلة
وإلى أدب مدون وعلم مكتوب
وإلى أساليب غنية للتعبير والكلام


وتحتاج إلى أن تموت العربية ويمحى القرآن من الوجود وتزول السيرة النبوية وينسى الأدب العربي

وهذا كله مستحيل


ومن أكبر العوائق كون أهلها لا يريدون لها أن تكون مستقلة فالعربية عند الجميع هي لغة العلم والثقافة والخطاب الرسمي والخطب والمحافل والكتابة والقوانين والعقود والتوجيهات والإرشادات والأدب الرفيع.


أذكر مذيعا لقناة عامية لما أرادوا تقديم برنامج جاد حاول المذيع البدوي الجلف أن يتحدث الفصحى بإمكانياته الفقيرة وهذا يصور لنا أن في عميق تفكيره لا لغة كالعربية لتكون واجهة مشرفة لبرنامجه وقناته.


صحيح أن الللغة كائن لا يمكن السيطرة عليه لأنها لا تخضع لحكم الأفراد لكنها تخضع لحكم الجماعات فلا نستطيع فرض كلمة جديدة على جماعة معينة ولا نزع كلمة منهم بل لا بد أن يكون العقل الجماعي هو من يقرر التطور التالي بناء على القانون الذي صاغه اللغويون من دراسة تحركات هذا العقل الجماعي.


لذا فمن المستحيل أن تتجاوز العاميات مكانها الحالي بل إن العربية بدأت تزاحم العاميات في ألسنة العامة فنجد عودة صوت القاف في بعض الكلمات مدويا ففي جزيرة العرب لا أحد ينطق كلمة القلقة إلا بقاف عربية واضحة

بل نجد أمثالا وتعابير عربية تعود إلى ألسنة العامة بلفظها العربي

مثل من حفر حفرة لأخيه وقع فيها
ومن زرع حصد
وكلمة الآن بلفظها العربي

وفي بضع حالات شعورية تصدر تلك الألفاظ الفصيحة بسبب ارتفاع مستوى التعليم والاطلاع بين العامة وهذا يدل على مدى ضعف العاميات حين تواجه العربية حتى في ألسنة العامة التي هي الحصن الرئيسي لهذه العاميات.



وختاما هذه ليست دراسة متعمقة ولا حكما منتهيا

إنما هي تأملات كان سببها إطلاق لفظ لهجة على هذه العاميات

الآن أفتح باب الحوار حول الموضوع ولا يمكنني قبول الأحكام المسبقة التي تبنى على العاطفة ما لم يكن هناك دليل صريح يؤيدها وما دام الحق مطلبنا فيجب أن ندرك أن الحق ليس الذي نعتقده بل الحق الذي يؤيده الدليل فقط.


أنا لست ضد العامية ولا ضد العربية لأنني لا يمكن أن أكون ضد شيء لا أستطيع مواجهته

من كل قلبي أتمنى عودة الفصحى لغة وحيدة على ألسنة العامة
ولكن الله قضى على هذه الدنيا أن تسير بنظام خلقه مع خلقها
فلا يمكننا أن نكسر استقامة هذا النظام وتوازنه لأن النتيجة ستكون الفشل بلا شك

وشكرا​
 
الموضوع رائع​
وحبذا لو ذكرت لنا مصدرهذة الملعلومات​
والموضوع جد خطير ويحتاج عرض افضل من هذا​
ولكن مجهود مشكور​
تحياتى​
 
عودة
أعلى